ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شذرات من حكم وأقوال أمراء البيان (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=14102)

أبو أريج الهلالي 13-11-2017 06:49 PM

شذرات من حكم وأقوال أمراء البيان
 
البسملة1 الحمد لله خالق الإنسان ومعلمه البيان والصلاة والسلام على نبينا محمد خير الورى وإمام الكلم والبيان.
أما بعد،
فهذه شذرات بيانية أدبية من كلام مَن تسنموا إمارة الأدب وحسن سبك الكلم أحببت بثها بين أحبتي شحذا للهمة للسير على طريقتهم والاهتداء بهديهم في حب لغة الضاد والذوذ عنها وتقويم اللسان بها سائلين الله عز و جل أن يعيذنا من فتنة القول وسيئ العمل.

قال الأديب ابن المقفع في الأدب الكبير في فضل الأقدمين :
{إنَّا وجدْنا النَّاسَ قبْلنا كَانوا أعْظمَ أجْسَامًا ، وأوفَرَ مَعَ أجْسامِهم أحْلاما ، وأشدَّ قوة ، وأحْسَن بقوتهم للأمور إتقَانا ، وأطْولَ أعمَارا ، وأفضلَ بأعمَارهم للأشيَاء اختيَارا؛ فكان صَاحِبُ الدِّين مِنهم أبلغ في أمر الدين علما وعملا من صَاحِب الدِّين منَّا، وكَانَ صَاحب الدُّنيا على مثل ذلكَ مِن البلاغَة والفَضلِ؛ ووجدناهُمْ لمْ يرضَوا بما فَازوا به من الفضْل الذي قسم لأنفسهم حتى أشْركونا مَعهُم فِي ما أدْركوا من عِلم الأولى والآخِرة فَكَتبوا به الكتب الباقية ، وضربوا الأمثال الشافية ، وكفَوْنا به مؤونَة التجَارب والْفطَن، وبلَغ من اهْتمَامهم بِذلك أن الرَّجل مِنهم كَان يفتح لهُ الباب مِن العلمِ، أو الكَلمة مِن الصَّواب وهُوَ في البلدْ غيرْ المأهُول فيَكتبه عَلى الصُّخور مبادَرة للأجَلْ وكَراهية مّْنه أنْ يسْقُط ذلك عمن بعده }

أبو أريج الهلالي 14-11-2017 01:04 PM

قال العلامة أبو عمرو الجاحظ في البيان والتبيين :{ثمَّ اعْلَمْ- أبقاك الله- أن صَاحب التشديق والتقعير والتقعيب من الخطباء والبلغاء مع سماجة التَّكلف، وشُنعةِ التزيد، أعذر من عيِيّ يتكلف الخطابة، ومن حَصِر يتعَرضُ لأهل الاعتيادِ والدُّربة. ومدَارُ اللائِمة ومستقَر المذمَّة حيثُ رأيتُ بلاغة يخالطُها التكَلُّف، وبيَانا يمَازجُه التزيدُ. إلا أن تَعاطي الحَصِر المَنْقوصِ مقَامَ الدَّربِ التامِّ، أقْبَحُ من تعاطي البليغِ الخطيبِ، ومِن تشادقِ الأعرابيِّ القحِّ وانتحالِ المعروفِ ببعضِ الغزارةِ في المعانِي والألفاظ، وفي التحبيرِ والارتجالِ، أنَّه البحرُ الذي لا ينزح، والغَمرُ الذِي لا يُسبر، أيسر من انتحالِ الحصِر المنخوبِ أنّهُ في مِسلاخ التام الموفر، والجَامِع المحكّك}.َ

أبو أريج الهلالي 20-11-2017 06:54 PM

قال أبو حيان التوحيدي في مقدمة كتابه البصائر والذخائر : {اللهم إني أسألك جداً مقروناً بالتوفيق، وعلماً بريئاً من الجهل، وعملاً عرياً من الرباء، وقولاً موشحاً بالصواب، وحالاً دائرة مع الحق؛ نعم، وفطنة عقل مضروبة في سلامة صدر، وراحة جسم راجعة إلى روح بال، وسكون نفس موصولاً بثبات يقين، وصحة حجة بعيدة من مرض شبهة، حتى تكون غايتي في هذه الدار مقصودة بالأمثل فالأمثل، وعاقبتي عندك محمودة بالأفضل فالأفضل، مع حياة طيبة أنت الواعد بها ووعدك الحق، ونعيم دائم أنت المبلغ إليه.
اللهم فلا تخيب رجاء من هو منوط بك، ولا تصفر كفاً هي ممدودة إليك، ولا تذل نفساً هي عزيزة بمعرفتك، ولا تسلب عقلاً هو مستضيء بنور هدايتك، ولا تعم عيناً فتحتها بنعمتك، ولا تحبس لساناً عودته الثناء عليك، وكما أنت أولى بالتفضل فكن أحرى بالإحسان: الناصية بيدك، والوجه عان لك، والخير متوقع منك، والمصير على كل حال إليك، ألبسني في هذه الحياة البائدة ثوب العصمة، وحلني في تلك الدار الباقية بزينة الأمن، وأفطم نفسي عن طلب العاجلة الزائلة، وأجرني على العادة الفاضلة، ولا تجعلني ممن سها عن باطن ما لك عليه، بظاهر ما لك عنده، فالشقي من لم تأخذ بيده، ولم تؤمنه من غده، والسعيد من آويته إلى كنف نعمتك، ونقلته حميداً إلى منازل رحمتك، غير مناقش له في الحساب، ولا سائق له إلى العذاب، فإنك على ذلك قدير
}
.

أبو أريج الهلالي 23-11-2017 06:37 PM

قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتابه شأن الدعاء:{ ومما يجب أن يراعى في الأدعية الإعراب الذي هو عماد الكلام، وبه يستقيم المعنى، وبعدمه يختل، ويفسد، وربما انقلب المعنى باللحن حتى يصير كالكفر، إذا اعتقده صاحبه. كدعاء من دعا أو قراءة من قرأ (( إيَّاك نعْبدُ وإيَّاكَ نَستعينُ)) بتخفيف الياء من إيَا فإن الإيا ضياء الشمس فيصير كأنه يقول شمسك نعبد، وهذا كفر.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ