ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة العروض والإملاء (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=14)
-   -   ما صحة وضع كلمة " ابن " بين الاسم والعائلة ؟ (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2119)

أبو عبد الله أحمد بازيد 11-01-2010 05:58 PM

ما صحة وضع كلمة " ابن " بين الاسم والعائلة ؟
 
السلام عليكم
ما صحة وضع كلمة "ابن" بين الاسم والعائلة كن نقول على سبيل المثال "فلان بن آل فلان " فهل موضع الابن هاهنا صحيح .





البدر القرمزي 11-01-2010 10:24 PM

تثبت ألف ابن في هذه الحالة.

أبو عبد الله أحمد بازيد 12-01-2010 05:45 AM

السلام عليكم
أخى بارك الله فيك أنا لااتكلم عن همزة الوصل إنما اتكلم عن موضع كلمة" الابن" نفسها بين الاسم والعائلة فهل وضعها فى هذا الموضع صحيح ولما ؟

البدر القرمزي 12-01-2010 07:49 PM

وقاك الله أخي أبا عبدالله ، سؤالك واضح لي من البداية، وألف ابن هي ألف وصل، وقد جعل علماؤنا لها قواعد ووضّحوا متى تثبت الألف في الكتابةِ متى تُحذف، لكنَّها مع ذلك تثبت لفظاً في الحالتين، سواء كتبت الألف أم لم تُكتب.
ومن هذه القواعد:
ألف ابن بين الحذف والإثبات

تُحذف ألف ابن في المواطن التالية([1]):
1-إذا وقعت بين علمين مفردين أوَّلهما مضاف للثاني وهو عَلَم، وتكون صفة للأول منهما، أوَّلُهما غيرُ مُنوَّنٍ، وثانيهِمامشهورٌ بالأُبُوَّةِ، ولَوِ ادِّعَاءً، نحو: فراس بن أحمد يعمل مديراً لمصنع الحديد والصُّلب.
قال الجُميح الأسديّ:
عمرو بن عبدالله إنّ بـه ***ضِنّاً عن الملحاةِ والشَّتمِ
2-إذا وقعت (ابن) بين علمين مفردين أوّلهما مضاف للثاني، وهو لقب، نحـو: عبدالله بن المقفّع.
3-إذا وقعت (ابن) بين علمين مفردين أوّلهما مضاف للثاني وهو صناعة، نحو: بدر الدين بن الناظم.
4-إذا وقعت (ابن) بين كُنيتين، نحو: أبو فراس بن أبي علي.
5-إذا وقعت (ابن) بين لقبين، نحو: زَرَد بن وَرْدَة، ونحو: بَطََّّة بن قُفَّة.
6-إذا وقعت (ابن) بين مختلفين (بين علم وكنية مثلاً)، نحو: عبدالله بن أم مكتوم. أو بين كنية وصناعة، نحو: أبو عبيدة بن الجرّاح
7-إذا وقعت (ابن) بين كناية عن شخص لا يعرف اسمه، نحو: طامر بن طامر، ونحو: هيّان بن بيّان.
8-إذا كان الاسم الثاني جَدّه، نحو: عبدالله بن مسعود. (اسم أبيه عُتْبَة)، ونحو: محمد بن عبدالمطلب.
9-إذا كان الاسم الثاني أمَّه، نحو: شُرَحْبِيل بن حَسَنَة، ونحو: عيسى بن مريم.
10-إذا كان الاسم الثاني والده في التبنِّي، نحو المقداد بن الأسْوَد([2])، لأن الأسْوَدَ تبنّاه في الجاهلية.
11- إذا وقعت (ابن) بعد همزة استفهام، نحو: أبنك مروان؟ ( تثبت ألف الاستفهام وتُحذف ألف الوصل). قال عبدالله بن قيس الرقيّات:
فقالت أبن قيـسٍ ذا؟ *** وبعضُ الشَّيب يعجبـها
12-يجوزحذف ألف (ابن) ، إذا وقعت بعد ياء النداء، نحو: يا بن الهواشم، يا بنة الكرام (والحذف أجود). قال عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه-: "إنَّني ما عزلتك يا بن الوليد، إلاّ خشية أنْ يفتتنَ النَّاس بك".

مواطن إثبات ألف ابن:

تثبت ألف (ابن) لفظاً وكتابةً في المواطن التالية:
1-إذا وقعت (ابن) بين علمين أولّهما منُوّن، نحو حسينٌ ابن إبراهيم. قال الأغلب بن عمرو العجليّ:

جاريةٍ من قيسٍ ابنِ ثعلبه*** كأنّها حِلْية سيفٍ مُذْهَبه

2-إذا أضيف لفظ (ابن) إلى ضمير، نحو: فراسٌ ابني مجدّ في عمله.
3-إذا اضيف لفظ (ابن) إلى أبيه، نحو: زيادٌ ابن أبيه.
4-إذا ثُنّي لفظ (ابن) أو جمع، نحو: الحسن والحسين ابنا علي (رضي الله عنهم).
5-إذا وقع لفظ (ابن) أول السطر، نحو: ابن خَفَاجةَ شاعرٌ أندلسيٌّ ونحو: ابن المعتزِّ، ابن الدمينةِ، ابن المقفَّعِ، ابن ميَّادةَ... .
6-إذا وقعت لفظة ابن خبراً تثبت ألفها، نحو: الأمين ابن هارون الرشيد،جواباً لمن سأل: ابنُ مَنْ الأمين؟ ولا يختلف ذلك كان خبراً للاسم الذي قبله، أو خبراً لإنَّ أو كان، أو إحدى أخواتهما؛ وفي هذه الحالة ينوَّن الاسم الذي قبلهما، إلاّ إذا كان ممنوعاً من الصَّرف، نحو: خالدٌ ابن الوليد، ونحو: إن يزنَ ابنُ عادل.
7-إذا فُصِل بين العلمين بفاصل، نحو: قال عليٌّ هو ابن أبي طالب: "لا رأي لمن لا يطاع". ونحو: عبدالله الثاني ابن الحسين من الملوك الشباب.
8-إذا وقع لفظ ابن بين علم وغير علم؛ وفي هذه الحالة ينوَّن الاسم، ما لم يكن ممنوعاً من الصَّرف، وتعرب ابن بدلاً، نحو: هذا حسينٌ ابن أخي، ونحو: مروانُ ابن الكرك معروفٌ بجودِهِ.
9-إذا وقعت همزة ابن لضرورة الوزن الشعري فإنَّها تثبت، كقوله:
إلى إبن الكرام رويت لفظاً *** سما عن كلّ ألفاظ الرواةِ
محمدٌ ابن عبدالله فيــنا *** فلا تجزع بأقوال الوشاةِ
10-إذا وقعت بين اسمين غير علمين، نحو: النجّار ابن النجّار صنع الطاولة.

عزيزي الدارس، تذكَّر ما يلي:
· ما قيل عن ابن يقال عن ابنة.
· قد تُحذف ألف ابنة ويُعوَّض عنها بالتاء مثل: رزان بِنْت يوسف.
· الباء في (ابْن) ساكنة دائماً ولا يجوز كسرها، إلا إذا لحقتها تاء التأنيث.
· إذا أُثبتت الألف في (ابن) فيلزم تنوين الاسم قبلها، والعكس صحيح، تقول مثلاً: زيدٌ ابن رشد، فإذا أسقطت الألف فإنَّك تقول: زيدُ بن رشد.
· لا فرق في العلمين بين أن يكونا اسمين أو كنيتين أو لقبين أو مختلفين.
· لا فرق في العلم الثَّاني بين أن يكون أباه، أو جَدَّهُ، أو أُمَّهُ.

(1) والحذف هنا يتجسَّد فقط في الصورة الكتابيَّة دون اللفظيَّة. ومعظم الناشئة يجهلون هذا الأمر، فيحذفون الألِف في الصورتين: الكتابيَّة واللفظيَّة، وهذا وهمٌ واضح.

(1) المقداد كان قد حالف في الجاهلية الأسود بن يغوث، فتبنّاه، فصار يُدعى المقداد بن الأسود، وحينما نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبنِّيّ، نُسب لأبيه (عمرو بن سعد). والمقداد أوَّلُ من عدا به فرسه في سبيل الله.
من كتاب القواعد الأساسيَّة في الترقيم والإملاء والنحو والمعاجم/ د.يوسف السحيمات وزميلاه.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 13-11-2010 09:32 PM

جزاك الله خيرا أخي ( البدر القرمزي ) على هذا التفصيل ..
ولي سؤال هنا :
هل تحذف الألف من كلمة ( ابن ) أم تبقى في قول ابن الجزري رحمه الله في مقدمة مقدمته :
يَقولُ راجِي عَفوِ ربٍّ سامعِ ... مُحمَّدُ ابنُ الجزَرِيِّ الشَّافعِي

وجزاك الله خيرا ..

عائشة 18-11-2010 08:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل بو إبراهيم (المشاركة 15776)
جزاك الله خيرا أخي ( البدر القرمزي ) على هذا التفصيل ..
ولي سؤال هنا :
هل تحذف الألف من كلمة ( ابن ) أم تبقى في قول ابن الجزري رحمه الله في مقدمة مقدمته :
يَقولُ راجِي عَفوِ ربٍّ سامعِ ... مُحمَّدُ ابنُ الجزَرِيِّ الشَّافعِي

وجزاك الله خيرا ..

لعلَّ الأُستاذ/ البدر القرمزي -جزاه الله خيرًا- يأذن لي بالجوابِ عن هذا.

ذَكَرَ الأستاذ/ محمد بن فلاح المطيري في كتابِه «الإحكام في ضبط المقدمة الجزرية وتحفة الأطفال» أنَّ ابنَ النَّاظِمِ أعربَ (ابنُ) -في البيتِ- بدلاً من (محمَّد). قالَ: (وكذا مُعظم الشُّرَّاحِ مِن بعدِهِ، ووافقهم طاش كُبري زاده، غيرَ أنَّه أعربَ (ابنُ) نعتًا، وجوَّزَ كَوْنَهُ بدلاً من (محمَّدُ)؛ لاشتهارِ المصنِّفِ بهِ) انتهى. وقالَ -تعليقًا علَى (ابن)-: (حُذِفَتِ الألفُ في بعضِ الشُّروحِ والطَّبَعاتِ، والأَوْلَى إثباتُها كما في نُسخَةِ النَّاظِمِ) انتهى.
قُلْتُ: أرَى أنَّ الوَجْهَيْنِ جائزَانِ؛ فَعَلَى إعرابِه صِفَةً: تُحْذَفُ ألِفُهُ -لوقوعِهِ بينَ عَلَمَيْنِ-، وعلَى إعرابِه بدلاً: تثبتُ الألفُ. وعلَى هذا الوَجْهِ: كانَ يَجِبُ أن يُنوَّنَ (محمَّد)؛ فيُقالُ: (محمَّدٌ ابنُ الجَزَرِيِّ)؛ ولكنْ حُذِفَ تنوينُهُ لأجْلِ الوَزْنِ. واللهُ تعالَى أعلمُ.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 20-11-2010 02:19 PM

اقتباس:

قالَ: (وكذا مُعظم الشُّرَّاحِ مِن بعدِهِ، ووافقهم طاش كُبري زاده، غيرَ أنَّه أعربَ (ابنُ) نعتًا، وجوَّزَ كَوْنَهُ بدلاً من (محمَّدُ)؛ لاشتهارِ المصنِّفِ بهِ) انتهى.
وكذا قال المستكاوي تلميذ شحاذة اليمني في شرحه ( ص 111 ) : ( ابن ) رفع على أنه وصف محمد ، وأضيف إلى ( الجزري ) الذي هو لقب أبيه ، ويجوز أن يكون ( ابن الجزري ) بناء على اشتهار الضم بدلا من ( محمد ) اهـ
وقد لاحظت أثناء ضبطي لمتن المقدمة من خلال مجموعة من الشروح أن غالب الشراح يعربون ( ابن ) بدلا عن ( محمد ) ولهذا رجحت إثبات الألف مع كونه موافقا للنسخة التي عليها خط الناظم .
لكن أشكل علي قول عبد الدائم الأزهري في شرحه ( ص 45 ) :
قوله : « ابن » بدل من « محمد » ويكتب بالألف إذا كان صفة كـ : عيسى ابن مريم ، أو خبرا ، نص عليه أبو عمرو الداني في المقنع ، وتبعه الشاطبي في العقيلة اهـ
فأثبت الألف مع إعراب ( ابن ) صفة .
ثم قال بعد ذلك : وقال الكرماني وغيره : إن لفظ « ابن » إن وقع بين علمين كتب بغير ألف اهـ فجعل الحكم عاما !

فلم أدر إثبات الألف أولى أو لا ..

******

وأما تنوين ( محمد ) فالتنوين في الأصل ثابت سواء أعربت ( ابن ) صفة أو بدلا ، لكن العمل على حذفه تخفيفا من العلم إن وقعت بعده ( ابن ) صفة ؛ لكثرة الاستعمال .

وأقول .. ( ابتسامة ) ..
لو أن ( محمدا ) كانت منونة لتعين إعراب ( ابن ) بدلا ، ولتعين كذلك إثبات الألف فيها ، لكن .. لما حذف التنوين ـ من أجل الوزن ـ وقع هذا الخلاف ..

******

أخيرا ..
لازال أخونا ( با زيد ) في انتظار الجواب عن استفساره ( ابتسامة ) .

عائشة 22-11-2010 09:42 AM

فَتَحَ اللهُ عليكَ.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل بو إبراهيم (المشاركة 15953)
لكن أشكل علي قول عبد الدائم الأزهري في شرحه ( ص 45 ) :
قوله : « ابن » بدل من « محمد » ويكتب بالألف إذا كان صفة كـ : عيسى ابن مريم ، أو خبرا ، نص عليه أبو عمرو الداني في المقنع ، وتبعه الشاطبي في العقيلة اهـ

هذا نَصُّ كلامِ أبي عمرٍو الدَّانيِّ؛ قالَ -رحمه اللهُ- في « المقنع 37 »:
( وأَجْمَعَ كُتَّابُ المصاحفِ علَى إثباتِ ألِفِ الوَصْلِ في قولِه: ((عيسَى ابن مَرْيمَ))، و: ((المسيح ابن مَرْيَمَ)) حيثُ وَقَعَا، وهو نعتٌ. كما أثبتوها في الخَبَرِ في نحو قولِهِ: ((وقالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وقالتِ النَّصَارَى المسيحُ ابْنُ اللهِ)) ) انتهى.
وقالَ الشَّاطبيُّ -رحمه الله- في « العقيلة » [من البسيط]:
* وفي ابْنٍ إثْبَاتُهَا وَصْفًا وَقُلْ خَبَرَا *

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل بو إبراهيم (المشاركة 15953)
وأما تنوين ( محمد ) فالتنوين في الأصل ثابت سواء أعربت ( ابن ) صفة أو بدلا ، لكن العمل على حذفه تخفيفا من العلم إن وقعت بعده ( ابن ) صفة ؛ لكثرة الاستعمال .

وفي ذلكَ يقولُ ابنُ جِنِّيْ -رحمه الله- في « سر صناعة الإعراب 2/525 »:
( وممَّا حذفوا فيه التَّنوين: أن يكونَ (ابن) وصفًا لعَلَمٍ، أو كنيةٍ، أو لقبٍ، مُضافًا إلى عَلَمٍ، أو كنيةٍ، أو لقبٍ؛ فإنَّ التَّنوينَ يُحْذَفُ من الاسمِ الأوَّلِ؛ لكثرةِ الاستعمالِ، ولالتقاءِ السَّاكِنَيْنِ ) انتهى.
ويقولُ في عِلَّةِ حَذْفِ ألفِ (ابن) إذا وَقَعَ صفةً [« سر صناعة الإعراب 2/528 »]:
( وذلك أنَّ العِلَّة التي لأجلها تُحذَفُ الألفُ من أوَّلِ (ابن): إنَّما هي اختلاطُه بما قبلَه، واستغناؤهم عن فَصْلِهِ منه، وابتدائهم به منفردًا عنه؛ فلم تكن به حاجةٌ إلى الألفِ؛ الَّتي إنَّما دَخَلَتْ للابتداءِ لَمَّا تعذَّرَ ابتداؤُهم بالسَّاكنِ ).
ثُمَّ قالَ:
( فحَذْفُ التَّنوينِ إنَّما هو لأنَّهم جَعَلوا الاسمينِ كالاسمِ الواحدِ، وإذا كان الأمْرُ كذلك؛ لَمْ يلزمِ الابتداءُ بـ(ابن)، فيحتاج إلى الألفِ؛ فسبيلُها -إذن- أن تُحذَفَ خَطَّا لَمَّا استُغْنِيَ عنها لفظًا ) انتهى.
ويقولُ -أيضًا- [« سر صناعة الإعراب 2/529، 530 »]:
( فلمَّا كان ( ابن ) مُضافًا إلى الأبِ والأمِّ، لا ينفكُّ من أحدهما؛ كثر استعماله معهما؛ فحُذِفَتِ الألفُ مِنْ أَوَّلِهِ؛ متى جَرَى وَصْفًا على العَلَمِ قَبْلَهُ؛ لأنَّه لا يُنْوَى فَصْلُه ممَّا قبلَه؛ إذ كانت الصِّفةُ والموصوفُ عندهم مُضارعةً للصِّلةِ والموصولِ ) انتهى.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل بو إبراهيم (المشاركة 15953)
لازال أخونا ( با زيد ) في انتظار الجواب عن استفساره

نعم. وسُؤالُهُ -أيضًا- لا علاقةَ لها بمسائلِ الخطِّ والإملاءِ؛ لأنَّه لا يسألُ عن إثباتِ ألفِ (ابن) أو حذْفِها؛ وإنَّما يسألُ: هل يصِحُّ أن يُقالَ: (فلان بن آل فلان)، أم أنَّ الصَّوابَ أن يُقالَ: (فلان آل فلان)؟
ولي تعليقٌ -إذا أذنتَ- علَى قولكَ: (لا زالَ)؛ إذِ الصَّوابُ أن يُقالَ -في هذا الموضعِ-: (ما زالَ). وقد كتبتُ تعليقًا في إحدَى المُشارَكاتِ؛ فقلتُ:
( لأنَّ التعبيرَ بـ(لا زالَ) يُفيدُ الدُّعاءَ؛ نحو قولِ الشَّاعِرِ:
* ولا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعائِكِ القَطْرُ * ).

والله تعالَى أعلمُ.

محمد بن إبراهيم 22-11-2010 03:25 PM

جزاكم اللهُ خيرًا، وبارك فيكم.
اقتباس:

لَمْ يلزمِ الابتداءُ بـ(ابن)،
(لم يلزمِ الابتداء)أم(لمْ يلزمْ الِابتداء)!
اقتباس:

هل يصِحُّ أن يُقالَ: (فلان ابن آل فلان)، أم أنَّ الصَّوابَ أن يُقالَ: (فلان آل فلان)؟
قولهم: (فلان ابن آل فلان) لا يمتنع قياسًا، وأما (فلان آل فلان)، فلا أعلم له نظيرًا، ولا يضاف لفظ (آل) إلا لمن له خطرٌ ديني أو دنيوي منَ العقلاء أو من نزل منزلتهم، والله أعلم.
اقتباس:

نحو قولِ الشَّاعِرِ:
* ولا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعائِكِ القَطْرُ *
هذا عجز بيتٍ صدره:
*ألا يا اسلمي يا دار ميَّ على البِلَى*
وقد اقتبس أحد الظرفاء هذا العجزَ، فقال في ذكرِ الكنافةِ (رزقنا الله وإياكم الطيبات!):
إليك اشتياقي يا كنافةُ زائد ** فمالي غَناءٌ عنكِ كلا ولا صبرُ
فلا زلتِ أكلي كلَّ يومٍ وليلةٍ ** ولا زال منهلا بجرعائِكِ القطرُ

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 22-11-2010 08:20 PM

جزاكم الله خيرا ..

أعود إلى الكلام عن همزة ( ابن ) في البيت فأقول :

لعلنا نستخلص مما سبق :
أن كلمة ( ابن ) لما كان أولها ساكنا ـ والابتداء بالساكن متعذر أو ثقيل ـ أتي بهمزة الوصل للتوصل إلى النطق بالساكن ، ولذا فإن كلمة ( ابن ) :
* إن وقعت في أول الكلام ثبتت الهمزة خطا ولفظا ، فقيل : ابن فلان .
* وإن وقعت في درج الكلام ثبتت خطا دون اللفظ ، مثل : قال ابن الناظم .
* إلا إذا :
1ـ دخل عليها همزة الاستفهام ، مثل ( أبنك هذا ؟ ) .
2ـ أو ياء النداء مثل : ( يابن أبي طالب ) .
3ـ أو وقعت بين علمين ـ اسمين أو لقبين أو كنيتين أو مختلفين ـ وكان الثاني أبا للأول :
ـ و كانت ( ابن ) صفة : فالأصل أن العلم قبلها ينون ، لكنه يحذف تخفيفا لكثرة الاستعمال ، وفي هذه الحالات تسقط الهمزة خطا ولفظا ، إلا ما ورد في القرآن الكريم فإن الهمزة لا تسقط ؛ إذ أجمع أهل العلم على رسمها بالهمزة ، كما جاء في ( المقنع ) و( العقيلة ) وغيرهما .
ـ وإن كانت ( ابن ) بدلا أو خبرا فإن العلم قبلها ينون على الأصل ، فتثبت الهمزة خطا لوجود التنوين ، لكنها تسقط لفظا ؛ إذ يتخلص من التقاء الساكنين بتحريك نون التنوين .

************


وعليه : يقال : في قوله :


.......................... ***** محمد ابن الجزري الشافعي


الراجح أن تثبت همزة ( ابن ) لأنها وقعت بدلا ـ وهو الذي عليه جمهور الشراح ـ وهو الموافق لرسم الكلمة في النسخة المقروءة على الناظم ، والتي عليها خطه .
وكان الأصل في ( محمد ) أن تكون منونة ، لكن التنوين حذف لضرورة الوزن .
ويجوز حذف الهمزة على أن ( ابن ) صفة لـ ( محمد ) وقد وقعت بين علمين ، الثاني ـ أي : الجزري وهو لقب لأب الناظم كما قال المستكاوي ـ أب للأول .
والله تعالى أعلم .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 22-11-2010 08:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل بو إبراهيم (المشاركة 16071)
والابتداء بالساكن متعذر أو ثقيل

فائدة :
قال التاذفي في الفوائد السرية في شرح الجزرية ( 57 ) :
وذهب جماعة إلى إمكان الابتداء بالساكن في غير حروف المد واللين ، قالوا : وما ذكره المانعون من التجربة فهو حكاية عن ألسنتهم المخصوصة ، فلا يقوم حجة على غيرهم اهـ
نقل ذلك الدكتور غانم الحمد في شرحه على الجزرية ( ص 625 ) ثم قال :
وإذا كانت اللغة العربية لاتعرف الابتداء بالساكن فإن ذلك لا يعني عدم إمكانية تحققه في النطق أو عدم وجوده في اللغات الأخرى ، لكن لا يخلو ذلك من كلفة على اللسان ، ومن ثم فإن اللغة العربية تحاشت وقوعه ، وإذا ما ترتب وقوع الساكن في أول بعض الكلمات اجتلبت همزة للتوصل إلى النطق به اهـ

عائشة 23-11-2010 07:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل المجد المالكي (المشاركة 16056)
(لم يلزمِ الابتداء)أم(لمْ يلزمْ الِابتداء)!

لا أدري. وقد كتبتُها كما نَطَقْتُها. فهَلْ مِنْ إفادةٍ، وتوضيحٍ؟ -جزاكَ اللهُ خيرًا، ونفعَ بعلمِكَ-.

عائشة 23-11-2010 08:04 AM

الأستاذ الفاضل/ أبا إبراهيم
جزاكَ اللهُ خيرًا علَى طَرْحِ مثلِ هذه المسائلِ؛ فقد انتفعتُ كثيرًا -والحمدُ للهِ-.

أُحِبُّ أنْ أُضيفَ -إلَى ما سَبَقَ- ما قالَهُ شيخُ العربيَّةِ ابنُ جنِّيْ -رحمةُ اللهِ عليه- أيضًا- في «سر الصِّناعة 2/530، 531»:
( واعلمْ أنَّ الشَّاعِرَ رُبَّما اضطرَّ؛ فأثبتَ التنوينَ في هذه المواضعِ الَّتي ذَكَرْنَاها؛ لأنَّ ذلك هُوَ الأصل؛ قالَ الشَّاعِر:
جاريةٌ من قيسٍ ابنِ ثَعْلبَهْ *** كأنَّها حِلْيةُ سَيْفٍ مُّذْهَبَهْ
وقال الحطيئةُ:
إلاَّ يكن مَّالٌ يُّثَابُ فإنَّه *** سيأتي ثنائي زيدًا ابنَ مُهَلْهِلِ
ومَن فَعَل ذلكَ؛ لَزِمَهُ إثباتُ الألفِ في (ابن) خَطًّا. إلَى هذا رأيتُ جميعَ أصحابِنا يذهَبونَ. والَّذي أرَى أنَا: أنَّه لَمْ يُرِدْ في هذين البيتين -وما جَرَى مجراهما- أن يُجْرِيَ ابنًا وَصْفًا علَى ما قبلَهُ، ولَوْ أرادَ ذلك؛ لحذَف التَّنوينَ؛ فقالَ: من قيسِ بْنِ ثعلبة، وزيدَ بْنَ مهلهل؛ ولكنَّ الشَّاعِرَ أرادَ أن يُجْرِي ابنًا علَى ما قبلَهُ بدلاً منه، وإذا كانَ بدلاً منه؛ لَمْ يُجْعَلْ مَعَهُ كالشَّيءِ الواحدِ، وإذا لَمْ يُجْعَلْ معه كالشَّيءِ الواحدِ؛ وَجَبَ أن يُنوَى انفصالُ (ابن) ممَّا قبلَهُ، وإذا قُدِّرَ ذلك فيه؛ فقد قامَ بنفسهِ، ووجَبَ أن يُبتدأَ به، فاحتاجَ -إذَنْ- إلَى الألفِ؛ لئلاَّ يلزمَ الابتداءُ بالسَّاكنِ، وعلَى ذلكَ تقولُ: كلَّمْتُ زَيْدًا ابْنَ بَكْرٍ؛ كأنَّكَ تقولُ: كلَّمْتُ ابنَ بَكْرٍ، وكأنَّكَ قُلْتَ: كَلَّمْتُ زيدًا كلَّمْتُ ابنَ بَكْرٍ؛ لأنَّ ذلك شرط البدلِ؛ إذ البدلُ في التَّقديرِ من جملةٍ ثانيةٍ غير الجُملةِ المُبدَلِ منه منها ) انتهى.

فإذا كَانَتِ الألِفُ ثابتةً في نُسخَةِ النَّاظمِ؛ كانَ الأَوْلَى إثباتُها -كما تفضَّلْتَ-؛ إذْ يُفْهَمُ مِنْهُ أنَّ النَّاظِمَ أرادَ أن يكونَ (ابن) بدلاً من (محمَّد)، لا صفةً له؛ لأنَّ البدلَ في نيَّةِ تَكرارِ العاملِ؛ كأنَّه قيلَ: (يقولُ محمَّدٌ، يقولُ ابنُ الجَزَرِيِّ). وقد أوضحَ ذلك ابنُ جنِّيْ -في الكلامِ الَّذي نقلتُ عنه آنفًا- غايةَ الإيضاحِ.

أمَّا عن مسألةِ الابتداء بالسَّاكن؛ فقد قال الأستراباذي -رحمه الله- في «شرح شافية ابن الحاجب 2/251»:
( الأكثرونَ علَى أنَّ الابتداءَ بالسَّاكنِ مُتعَذِّرٌ، وذَهَبَ ابنُ جنِّيْ إلَى أنَّه مُتعسِّرٌ لا متعذِّرٌ، وقالَ: يجيءُ ذلك في الفارسيَّةِ؛ نحو: «شْتَرْ، وَسْطَام». والظَّاهِرُ أنَّه مُستحيلٌ، ولا بُدَّ مِنَ الابتداءِ بمتحرِّكٍ، ولَمَّا كَانَ ذلك المتحرِّك في «شْتَرْ، وَسْطَام» في غايةِ الخَفاءِ -كما ذَكَرْنَا-؛ ظُنَّ أنَّه ابتُدِئَ بالسَّاكنِ؛ بل هُوَ مُعتمِدٌ -قبلَ ذلك السَّاكنِ- علَى حَرْفٍ قريبٍ من الهمزةِ مكسورٍ، كما يُحَسُّ في نحو: «عَمْرو» وَقْفًا، بتحريكِ السَّاكنِ الأوَّلِ بكسرةٍ خفيَّةٍ، ولِلُطْفِ الاعتمادِ لا يُتَبيَّنُ ) انتهى.

والله تعالى أعلمُ.

محمد بن إبراهيم 23-11-2010 09:01 AM

الأستاذة الفضلى/ عائشة
أقْصِدُ أنّه لم تدعُ حاجةٌ لتحريك الساكنِ من (يلزمْ) لأنّ لامَ التعريفِ قد تحركتْ للتخلصِ منِ التقاء الساكنين (أعني: لام التعريف والباء التي عقبتها)، واللهُ أعلمُ.

عائشة 23-11-2010 09:18 AM

الأستاذ/ المجد
جزاكَ اللهُ خيرًا علَى التَّوضيحِ.
وهل تثبتُ الياءُ حينَ نقولُ -مثلاً-: (في الابتداء)، أم تُحْذَفُ؟
ولِماذا يُحَرَّكُ السَّاكِنُ في نَحْوِ: (رَأَوُا الاَياتِ)، و(مِنَ الاَرْضِ) -في روايةِ وَرْشٍ-؟ أمْ أنَّ هذا يختِلفُ عَنْ أمرِ هَمْزَةِ الوَصْلِ؟
وشَكَرَ اللهُ لكم.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 11:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ