ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة البلاغة والنقد (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ما نوع المجاز في الفعل ( أجاء ) ؟ (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=10672)

رحيق الجنة 27-08-2014 11:36 PM

ما نوع المجاز في الفعل ( أجاء ) ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : "فأجآءها المخاض "
قال ابن عاشور في تفسيره :
و { أجَاءها معناه ألْجأها ، وأصله جاء ، عدي بالهمزة فقيل : أجاءه ، أي جعله جائياً . ثم أطلق مجازاً على إلجاء شيء شيئاً إلى شيء ، كأنه يجيء به إلى ذلك الشيء ، ويضطره إلى المجيء إليه . قال الفراء : أصله من جئتُ وقد جعلته العرب إلْجاء . وفي المثل شرّ ما يُجيئك إلى مُخّة عرْقُوب . وقال زهير :
وجارٍ سارَ معتمداً إلينا ... أجَاءته المخافةُ والرجاء

ــــــــــــــــــــــ

ما مراد ابن عاشور فيما وضعتُ خطا تحته ؟
أقصد ما نوع المجاز ؟ هل هو مجاز مرسل ، وما علاقته ؟
(اشرحوا لي وفقكم الله )..

هذه فوائد مما ذكره بعض المفسرين :
المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ( من موقع د . خالد السبت)
وقوله: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} أي: فاضطرها وألجأها الطلق إلى جذع النخلة في المكان الذي تنحت إليه، وقد اختلفوا فيه، فقال السدي: كان شرقي محرابها الذي تصلي.
وقوله: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} يقول: إنه منقول من جاء فصار فأجاء، لكن لما نقل تغير المعنى فصار بدلاً من أن يكون جاء الشيء مثلاً بمعنى أقبل أو نحو ذلك، صار بعد النقل فأجاء بمعنى ألجأ، أجاءه كذا، أي ألجأه واضطره إلى كذا، {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} يعني ألجاءها المخاض إلى جذع النخلة، ذكر هذا بعض المفسرين -والله تعالى أعلم-، وكبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله- يفسره بقريب من هذا فيقول: أصله جاء بها فحذفت الباء فعوض عنها بالهمزة، ويقول: ما كان من هذا القبيل، تقول: مثلاً جاءت الحاجة بزيد، فإذا حذفت الباء، وتقول: أجاءت زيد الحاجة يعني ألجأت زيد الحاجة، هكذا ذكر ابن جرير -رحمه الله-.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب البحر المحيط :

ومعنى {فأجاءها} أي جاء بها تارة فعدي جاء بالباء وتارة بالهمزة. قال الزمخشري: إلاّ أن استعماله قد يغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء الإتراك، لا تقول: جئت المكان وأجاءنيه زيد كما تقول: بلغته وأبلغنيه، ونظيره آتى حيث لم يستعمل إلاّ في الإعطاء ولم يقل آتيت المكان وآتانيه فلان انتهى. أما قوله وقول غيره إن الاستعمال غيره إلى معنى الإلجاء فيحتاج إلى نقل أئمة اللغة المستقرئين ذلك عن لسان العرب، والإجاءة تدل على المطلق فتصلح لما هو بمعنى الإلجاء ولما هو بمعنى الاختيار كما لو قلت: أقمت زيداً فإنه قد يكون مختاراً لذلك وقد يكون قد قسرته على القيام. وأما قوله الإتراك لا تقول إلى آخره فمن رأى أن التعدية بالهمزة قياس أجاز لك ولو لم يسمع ومن لا يراه قياساً فقد سمع ذلك في جاء حيث قالوا: أجاء فيجيز ذلك، وأما تنظيره ذلك بآتي فهو تنظير غير صحيح لأنه بناه على أن الهمزة فيه للتعدية، وأن أصله أتى وليس كذلك بل آتى مما بُني على أفعل وليس منقولاً من أتى بمعنى جاء، إذ لو كان منقولاً من أتى المتعدية لواحد لكان ذلك الواحد هو المفعول الثاني، والفاعل هو الأول إذا عديته بالهمزة تقول: أتى المال زيداً، وآتى عمراً زيداً المال، فيختلف التركيب بالتعدية لأن زيداً عند النحويين هو المفعول الأول والمال هو المفعول الثاني. وعلى ما ذكره الزمخشري كان يكون العكس فدل على أنه ليس على ما قاله.

ــــــــــــــــــــــــــــ

فقط أريد تفسير مراد ابن عاشور ( لا حرمكم الله الأجر ) !

( خلق الإنسان من عجل )

رحيق الجنة 28-08-2014 01:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل رحيق الجنة (المشاركة 42699)
وقوله: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} يقول: إنه منقول من جاء فصار فأجاء، لكن لما نقل تغير المعنى فصار بدلاً من أن يكون جاء الشيء مثلاً بمعنى أقبل أو نحو ذلك، صار بعد النقل فأجاء بمعنى ألجأ، أجاءه كذا، أي ألجأه واضطره إلى كذا،

من كتاب البحر المحيط :

ومعنى {فأجاءها} أي جاء بها تارة فعدي جاء بالباء وتارة بالهمزة. قال الزمخشري: إلاّ أن استعماله قد يغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء الإتراك، لا تقول: جئت المكان وأجاءنيه زيد كما تقول: بلغته وأبلغنيه، ونظيره آتى حيث لم يستعمل إلاّ في الإعطاء ولم يقل آتيت المكان وآتانيه فلان انتهى. أما قوله وقول غيره إن الاستعمال غيره إلى معنى الإلجاء فيحتاج إلى نقل أئمة اللغة المستقرئين ذلك عن لسان العرب، والإجاءة تدل على المطلق فتصلح لما هو بمعنى الإلجاء ولما هو بمعنى الاختيار كما لو قلت: أقمت زيداً فإنه قد يكون مختاراً لذلك وقد يكون قد قسرته على القيام. وأما قوله الإتراك لا تقول إلى آخره فمن رأى أن التعدية بالهمزة قياس أجاز لك ولو لم يسمع ومن لا يراه قياساً فقد سمع ذلك في جاء حيث قالوا: أجاء فيجيز ذلك، وأما تنظيره ذلك بآتي فهو تنظير غير صحيح لأنه بناه على أن الهمزة فيه للتعدية، وأن أصله أتى وليس كذلك بل آتى مما بُني على أفعل وليس منقولاً من أتى بمعنى جاء، إذ لو كان منقولاً من أتى المتعدية لواحد لكان ذلك الواحد هو المفعول الثاني، والفاعل

لو ركزنا على الملون بالأحمر ....
كيف نشرح المجاز في الآية على قول ابن عاشور ؟
أكرمكم الله ( الوقت يتفلت من يدي )
استسمحكم عذرا لعجلتي ...

أسأل الله أن يرفع منزلتكم ، وييمّن كتابكم ويجعله في أعلى عليين / آمين

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 28-08-2014 11:02 AM

رد السلام1 وبعد :
فكأن هذا السؤال واجب دراسي ، يشعر بذلك استعجال اﻷخت الجواب وتصريحها بتفلت الوقت من يديها . فإن كان كذلك فإني أذكر اﻷخت بمراجعة حديث محظورات الملتقى .
وبارك الله فيكم .

رحيق الجنة 28-08-2014 03:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل ( أبو إبراهيم ) (المشاركة 42708)
رد السلام1 وبعد :
فكأن هذا السؤال واجب دراسي ، يشعر بذلك استعجال اﻷخت الجواب وتصريحها بتفلت الوقت من يديها . فإن كان كذلك فإني أذكر اﻷخت بمراجعة حديث محظورات الملتقى .
وبارك الله فيكم .

أسأل الله أن أكون أنا وأنتم وكل السامعين ممّن يحسنون الظن بالآخرين !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.. "
هدانا الله وإياكم لما يحبه الله ويرضاه !
1 ـ هذا السؤال ليس لي ـ حفظكم الله ــ بل هو ( لأخت عزيزة ) طلبت مني مساعدتها في فهم مراد ابن عاشور ( وأختكم ) كما ترون بحثت وتمخض لديها إجابة ولكنها كانت في محض شك فطرحت تساؤلها في منتداكم الكريم ؟
2 ـ قولي ( تفلت الوقت من يدي ) وقولي ( خلق الإنسان من عجل ) وكل العبارات التي تدل على استعجالي / ذلك لأن الأخت وضعته عندي منذ ثلاثة أيام ، وشرّقتُ بسؤالها وغرّبتُ لكل من أعرف ، فأرسلت لبعض أهل العلم ( الذي يبدو أنهم قد يكونوا لم يطلعوا عليه عوضا عن الإجابة عليه ؛ لأشغالهم الكثيرة ، أو يكونوا قد نظروا إليه ( وأصابتهم الحيرة ) لا أعرف بالضبط !
ولما وصل اليوم الأخير وهو الأمس توسمتُ بمنتداكم الخير وبمن فيه وظللتُ ساهرة أرقب إجاباتكم لكن لا مجيب وانتهى اليوم ...
ــــــــــــــــــــ

وبغض النظر كذلك لو كان السؤال لي " فرحمني الله وإياكم "
ألم تشاهدوا محاولتي وبحثي ...فأنا لم أطرح السؤال فقط كما ترون !

فجزاكم الله خيرا على كل حال ٍ

عائشة 28-08-2014 04:06 PM

الأخت الكريمة:
بارك الله فيك. لا تغضبي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
ثم إنني لم أر في كلام مشرفنا الكريم سوء ظن. ألم تري كيف أنه صدر كلامه بقوله: (كأن) وهذا يفيد الشك، وليس فيه قطع. ثم قال: (فإن كان كذلك) فاستعمل (إن)، ولم يستعمل (إذا)، وهذا يفيد الشك أيضا.
وأنا قد رأيت سؤالك منذ البارحة، ولو كان عندي جواب حاضر ما بخلت به عليك. ولكنني استغربت من العجلة، وخطر في بالي ما خطر في بال الأستاذ الفاضل، فليس الأمر متعلقا بمسألة شرعية، ولا يضرنا إذا لم نعرف الجواب عن هذا السؤال بشكل عاجل. ثم إن بعض مسائل العلم تحتاج إلى روية وتأمل وبحث ونظر، فلا تستحسن العجلة فيها، وبخاصة أن الأمر ههنا مرتبط بتفسير آية من كتاب الله عز وجل.
وفقنا الله وإياك.

تقنويه 30-08-2014 02:01 PM

لا يظهر لي وجود مجازٍ مرسلٍ في الآية، بل الأقرب أن يكون مجازًا عقليًّا علاقته السببية، فالمخاض ليس هو الـمُجيءُ حقيقةً. والله أعلم..

محمد الشريف 13-09-2014 09:04 PM

السلام1
بعيدا عن القول بالمجاز في القرآن الكريم من عدمه ، نحن بصدد محاولة فهم كلام العلامة محمد الطاهر بن عاشوررحمه الله، ففي قوله تعالى((فأجاءها المخاض))حذف مضاف تقديره (ألمُ) ليكون المعنى كأنه قيل أجاءها ألم المخاض) و(ألمُ) فاعل لذلك حمل الكلام على أنه مجاز عقلي أسند فيه الفعل لغير فاعله الحقيقي ولمزيد من التوسع في الموضوع على السائلة الكريمة أن تتوسع في دراسة ظاهرة الحذف في اللغة العربية و القرآن الكريم على وجه الخصوص .
والله ولي توفيق الجميع

رحيق الجنة 17-11-2014 11:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة الأفاضل :
أبا إبراهيم
عائشة
تقنوية
محمد الشريف
رفع الله قدركم ، وكتب لكم الأجر ، وثقل موازين أعمالكم على الرد والإجابة والاهتمام / اللهم آمين .وجميع من حضر هذه الصفحة ولم يُجب كذلك..
ـــــــــــــــــــــــ
أخيتي : عائشة (يعلم الله ) ما غضبتُ .
وأنا أعتذر إن أسأت بتعقيبي للأستاذ الفاضل أبي إبراهيم
ولقد سررتُ بتعقيباتكم .
وفقكم الله جميعا لما يحبه ويرضاه .
إذن المقصود به هو المجاز العقلي ...

عائشة 18-11-2014 12:39 PM

لا بأسَ عليكِ -أختَنا الكريمة-. وسامحيني إذ أخطأتُ في حقّكِ. ومرحبًا بكِ في (ملتقى أهل اللغة). وشكر الله لكِ دعواتك الطيّبة.
أمَّا المجاز الذي ذكرَه ابنُ عاشور؛ فليس مجازًا عقليًّا؛ إذ لم يتطرَّق في كلامِه إلى مسألة الإسنادِ، وإنَّما تحدَّث عن استعمال (أجاء) بمعنَى: (ألجأ)، فهو -على كلامِه هذا- مجازٌ لُغويٌّ.
وقد تعقَّب هذا أبو حيَّان -كما في النقل الذي نقلتِ عنه- إذ يقول: (أمَّا قوله، وقولُ غيرِه: إنَّ الاستعمال غيَّره إلى معنَى الإلجاء؛ فيحتاج إلى نقلِ أئمَّة اللُّغة المستقرئين ذلك عن لسان العرب. والإجاءةُ تدلُّ على المطلق؛ فتصلح لِما هو بمعنى الإلجاء، ولِما هو بمعنى الاختيار) انتهى.
والله أعلم.

رحيق الجنة 03-12-2014 11:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة (المشاركة 43910)
لا بأسَ عليكِ -أختَنا الكريمة-. وسامحيني إذ أخطأتُ في حقّكِ. ومرحبًا بكِ في (ملتقى أهل اللغة). وشكر الله لكِ دعواتك الطيّبة.
أمَّا المجاز الذي ذكرَه ابنُ عاشور؛ فليس مجازًا عقليًّا؛ إذ لم يتطرَّق في كلامِه إلى مسألة الإسنادِ، وإنَّما تحدَّث عن استعمال (أجاء) بمعنَى: (ألجأ)، فهو -على كلامِه هذا- مجازٌ لُغويٌّ.
وقد تعقَّب هذا أبو حيَّان -كما في النقل الذي نقلتِ عنه- إذ يقول: (أمَّا قوله، وقولُ غيرِه: إنَّ الاستعمال غيَّره إلى معنَى الإلجاء؛ فيحتاج إلى نقلِ أئمَّة اللُّغة المستقرئين ذلك عن لسان العرب. والإجاءةُ تدلُّ على المطلق؛ فتصلح لِما هو بمعنى الإلجاء، ولِما هو بمعنى الاختيار) انتهى.
والله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم
رفع الله قدرك ــ أيتها المباركة ــ عاليا ووهبك الزيادة التي وعدها الله لعباده الصالحين / اللهم آمين
ما قلْتِه الآن كان قد انقدح في ذهني في ذلك الوقت ولكن لم أكن واثقة ؛ لكثرة الاضطراب والتردد والتشتت والحيرة ...ولكن تبقى الحقيقة أني خيّبت آمال من
التجأت إليّ بعد الله ...لو كانت الإجابات هذه قد جاءت مبكرا لكان لكل إجابة لذة وفرح أكبر ...( أستغفر الله فلو تفتح أبواب الشيطان )
ولكن لعل من سيأتي فيما بعد يستفيد ويكون للجميع ها هنا الأجر بإذن الله
ــــــــــــــــــــــــــ
بورك بالجميع ....


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 09:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ