ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة العلوم الشرعية (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=15)
-   -   إتحاف الحفاظ بضبط آيات مشتبهة متشابهة في الألفاظ ( نظما ) .. (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=7523)

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 15-09-2012 09:00 PM

إتحاف الحفاظ بضبط آيات مشتبهة متشابهة في الألفاظ ( نظما ) ..
 
البسملة1

إِتحافُ الحفَّاظِ
بضَبطِ آياتٍ مُشْتبِهَةٍ مُتشابِهةٍ في الألفاظِ

الحمدُ لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله ، وعلَى آلِه وصَحبهِ ومَن والاه ، وبَعدُ :
فهَذا حَديثٌ مُوجَّه لجُلسائِنا الكِرامِ ، أَخصُّ مِنهُم مَن أكرَمه الله تعالى بحِفظِ القُرآنِ الكَريمِ ، وكذَلِك مَن يَنوِي حِفظَه يسَّر الله تعالى لهُ ذلِكَ
وسَأعرِضُ فيهِ ما يتيسَّرُ لي بإذن الله تعالى - مِن المواضِعِ المتشابهةِ الألفاظِ الَّتي تَشتبِهُ على كَثيرٍ مِن الحفَّاظِ ، و أذكرُ بَعضَ القِواعدِ الَّتي تُيسِّر علَيهِم ضَبطِ تِلكَ المواضعِ المشتَبِهةِ ، إمَّا عَن طريقِ ذِكرِ بَعضِ الرَّوابِطِ الذِّهنِـيَّـةِ ، أو عَن طَريقِ الحصرِ والتَّنبِيه على الأقلِّ المتَّفِق ، ليُعلَم مِن خِلاله حُكمُ الأكثَرِ المختَلِف .
وكلُّ ذلك على سَبيلِ النَّظمِ إذْ هُو أَسهَلُ في الحِفظِ والِاستِظهارِ ، وقَد أُتبِـعُ ذلك بتَعليقٍ مَنثورٍ يُوضِّح ما حَواهُ المنظومُ .
ولَستُ أَلتَزِمُ في ذَلك تَرتيبًا مُعيَّـنًا ، وإنَّما أَذكُر ما يَسنَحُ لي ويتيسَّرُ - بإذن الله تعالى - ، ولعلِّي إن انتهيتُ مِن ذِكرِ ما أَردتُ ، أعودُ فأرتِّبُه بما يُناسِب .
ورَجائِي مِن كُلِّ قارئٍ لهذا الحديثِ أن لَّا يَبخلَ عليَّ بمُلاحظاتِه وتَنبيهاتِه ، بِالتَّصويبِ إن وَقفَ علَى خَطأٍ ، أو بِالاستِدراكِ إن لَاحظَ نَقصًا .
ومَن أرادَ مِن الجلساءِ أن يُكرِمَنا بِالمشاركَة في هذا الحديثِ ، فلْيكُن ذلكَ مَنْظومًا مِن مَقولِه لَا مِن مَنقُولِه ، ومِن راسِه لا مِن كُرَّاسِه ! فإنَّ هذا الموضوعَ تطرَّق إليه أهلُ العلمِ مِن قَديمٍ ، وألَّفوا فيهِ مُؤلفاتٍ مَنثورةً ومَنظومةً ، والوُصولُ إليها صارَ بفَضلِ الله تعالَى - سَهلًا مُيسَّرًا ، مَن أرادَ مِن ذلك شيئًا وجدَه على الشَّبكةِ ، فلا حاجةَ إلى تَـكرارِها ، بل المقصودُ ذِكرُ ما لـم يُذكَر ، وتَيسيرُ فَهمِ ما تعسَّر ، وكم تَركَ مَن تَقدَّمَ لمن تَأخَّر !
هَذا ، وَالله تعالَى الموفِّقُ والهادي إلى سَواءِ السَّبيلِ ، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصَحبِه أَجمعينَ .

بعد عصر اليوم
السبت : 28/شوال/1433

فاصل1،،،،،،،،،فاصل1

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 15-09-2012 09:05 PM

(1)
 
(1)
﴿ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ ﴾ .. ﴿ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ ﴾

جَاءَتْ ﴿ وَلَا بِـالــيَــومِ ﴾ مَــرَّتَـــينِ فاصل1 و دُونَ ( لَا ) أَتَـــتْ بِــغَـــيرِ تَـــــينِ
فِـي آيـةِ ( الــرِّئَـاءِ ) فِـي ( الـنِّـسـاءِ ) فاصل1 و آيـةِ ( الــجِــزْيَــةِ ) فِــي ( بَـــراءِ )
،،،،،،،،،

عصر السبت : 28/شوال/1433

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 15-09-2012 09:12 PM

(1) التعليق ..
 
أي : أنَّ قَولَهُ تعالَى : ((وَلَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ )) بزيادةِ ( لَا ) لَـم يأتِ إلَّا في مَوضِعَين مِن القُرآنِ :
وردة1 فالأَوَّلُ : في سُورةِ النِّساءِ في قَولِه تعالَى : ((وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَ ٰلَـهُمْ رِئَآءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَـٰنُ لَهُ قَرِينًا فَسَآءَ قَرِينًا )) .
وردة1 والثَّاني في سُورَةِ بَراءَة ( التَّوبَة ) في قَولِه تعالى : (( قَـٰتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَ لَا يُـحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَ لَا يَدِينُونَ دِينَ الحَـقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَـٰبَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَـٰغِرُونَ )) .
وما سِوى هَذَينِ الموضِعَينِ فجاءَ دُونَ تَكرارِ ( لَا ) :
وردة1 كقَولِه تعالى في سُورَةِ البَقرةِ : (( يَـٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَـٰتِكُمْ بِالـمَنِّ وَالأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ و رِئَـآءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ )) .
وردة1 وكقَولِه تعالى في سُورَةِ التَّوبةِ : (( إِنَّمَـا يَسْتَـئْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ )) .
وغيرِ ذَلِكَ مِن الآياتِ .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 16-09-2012 09:47 PM

(2)
 
(2)
﴿ نفعا ولا ضرا ﴾ .. ﴿ ضرا ولا نفعا ﴾
وقَدِّمَنْ ﴿ نَفْعًا ﴾ عَلَى ﴿ ضَرًّا ﴾ تُصِبْ فاصل1 إذا تَـرَى فِـي الصَّفْـحَـةِ اليُـمْنَى كُـتِبْ
فِـي مُـصْحَـفِ الـخَـطَّـاطِ طَـهَ أَعْـنِي فاصل1 وَ العَـكْـسَ فَـاعْـكِــسْـهُ إذًا وَاسْتَـغْـنِ
،،،،،،،،،
بعد مغرب السبت : 28/شوال/1433

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 16-09-2012 09:57 PM

(2) التعليق ..
 
هَذه مِنَ المواضعِ الَّتي تُشكِلُ على كَثيرٍ مِن الحفَّاظِ ، وفيها قاعدةٌ لطيفةٌ تَضبِطُها ، وتُزيلُ ما يَقعُ فيها مِن الإِشكالِ ، وهي :
( أنَّ الآيةَ إن كانَت مَكتوبةً في الصَّفحةِ اليُمنَى مِن المصحَفِ مُصحَف الخطَّاطِ عُثمان طه المشهورِ - فكلمةُ (( نَفعًا )) تكونُ مُقدَّمةً علَى كلمةِ (( ضَرًّا )) )
وجاءَت بِهذا السِّياقِ في ثَلاثِ آياتِ ، هي :
وردة1الأُولَى : في سُورَةِ الأَعرافِ : قالَ الله تعالى : (( قُل لَّآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلَاضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَـكْثَرْتُ مِنَ الـخَيرِ وَمَا مَسَّنِىَ السُّوءُ ... )) 188
وردة1والثَّانيةُ : في سُورةِ الرَّعدِ : قالَ الله تعالى : (( ... قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لَايَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتِوِى الأَعْمَىٰ وَالبَصِيرُ ... )) 16
وردة1والثَّالثةُ : في سُورةِ سَبَأ : قالَ الله تعالى : (( فَاليَوْمَ لَايَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَاضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِى كُنْتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ )) 42
وعَكسُه بعَكسِه ، أي : إن كانتِ الآيةُ مَكتوبةً في الصَّفحةِ اليُسرَى فإنَّ كَلمةَ (( ضَرًّا )) مُقدَّمةٌ على كَلمةِ (( نَفْعًا )) ، وهي فيما عَدَا الآياتِ الثَّلاثِ السَّابقةِ ، وعَددُها خَمسُ آياتٍ .
فإِن عَلِمَ الحافِظُ هذهِ القاعِدةَ لـم تُشكِل عليهِ هَذِه الآياتُ ، فكُلَّما مرَّ بآيةٍ مِن تلكُمُ الآياتِ استَحْضَرَ صُورَتها في المصحَفِ في ذِهنِه فَعَلِمَ الصَّوابَ فيهَا ، والله تعالى أعلم .
وهذه المواضعُ يُمكِنُ ضَبطُها بالقاعدةِ الذِّهنِيَّـةِ السَّابقةِ - ولعلَّها هي الأسهَلُ -، وكذلكَ يُمكِنُ ضَبطُها بِالحصرِ المذكورِ ، فكلمةُ (( نَفْعًا )) مُتقدِّمةٌ في ثَلاثِ آياتٍ ، ومُتأخِّرةٌ في البَواقِي ، وهي أَربعُ آياتٍ .
،،،تنبيهٌ مُهمٌّ :
الـمقصودُ هنا فـي هَذهِ القاعِدةِ ما جاءَ مِن هَاتينِ الكَلِمَتيَنِ علَى صِيغَةِ الـمصدَرِ الـمنصوبِ (( نَفعًا ))و (( ضَرًّا )) ، فالقاعدةُ المذكورةُ تنطبقُ عليهَا ، دُونَ ما جاءَ منها على صِيغَةِ الفِعلِ ، نحو : (( يَضرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ))، وَلَا مَا جاءَ على صِيغَةِ المصدَرِ غيرَ مَنصوبٍ ، كقولِه تعالى في سُورَةِ الحجِّ : (( يَدْعُوا لَـمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ )) ، فهذهِ المواضِعُ لا تَنطبِقُ عليها تِلكَ القاعِدةُ ، واللهُ تعالى أَعلَمُ .

صالح العَمْري 17-09-2012 10:54 PM

شيخنا وأستاذنا الفاضل الحبيب أبا إبراهيم
ضوابط نافعة، ونظم واضح سهل الحفظ، جعلك الله من أهل القرآن، وممن قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيهم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 18-09-2012 09:16 PM

بارك الله فيك شيخنا وأستاذنا وشاعرنا أبا حيان على هذه الكلمات الطيبة ، وجزاك الله خيرا على تشجيعك لإخوانك في نشر العلم والخير ، وكلماتك هذه شهادة أعتز بها حقا .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 18-09-2012 09:19 PM

(3)
 
(3)
﴿ لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ﴾ .. ﴿ لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ﴾
وَقَــدِّمِ الـنَّــفْـــعَ لَـــدَى الأَفْـــعَـالِ فاصل1 سِـــوَى الَّـــتِي فِــي أَوَّلِ الـطِّـــوالِ
وَبَــــدءِ يُــونُــسٍ كــذَا ﴿ يَـضُـرُّهُ ﴾ فاصل1 فِـي الـحَـجِّ قَـدِّمَـنْ كَـذاكَ ﴿ ضَرُّهُ ﴾
،،،،،،،،،
بعد عصر الثلاثاء 2/ذي القعدة/1433


أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 18-09-2012 09:26 PM

(3) التعليق ..
 
هذه قاعدةٌ مُـتمِّمةٌ للقاعدةِ السَّابقةِ ، فيمـا ما جاءَ في سِياقِ ذِكرِ النَّفعِ والضَّرِّ مُقترنَينِ ، لكن على صيغةِ الفِعلِ ، سواءٌ أُسنِدَ إلى ضَميرِ الغائبِ مُفردًا أو جَمعًا ، أو أُسنِدَ إلى ضَميرِ المخاطَبِ مُفردًا أو جَمعًا ، أو أُسنِدَ إلى ضَميرِ الجمعِ المتكلِّمِ ، وقد وَردَت في سَبعةِ مَواضِع ، تَقدَّم ذِكرُ النَّفعِ مِنها على الضَّرِّ في أَربعةِ مَواضِع ، وقُدِّمَ ذِكرُ الضَّرِّ في الباقِي ، فالقاعدةُ أنَّ النَّفعَ مُقَدَّمٌ في الأَفعالِ إلَّا في ثَلاثةِ مَواضِع :
وردة1الموضعُ الأوَّلُ : ( في أَوَّلِ الطِّوالِ ) أي : في سُورَةِ البَقرَةِ ، وذلك في قولِه تعالى : (( ... وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ... )) . 102
وردة1الموضعُ الثَّاني : في ( بَدءِ يُونُس ) أي : الموضِع الأوَّلِ في سُورةِ يُونسَ ، وذلك في قولِه تعالى : (( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ )) . 18
وإنَّمـا قيَّدتُ فقُلتُ : ( وَبَدْءِ يُونُس ) لأنَّ الموضِعَ الأَخيرَ مِن سُورةِ يُونُسَ قُدِّمَ فيه النَّفعُ على الضَّرِّ ، في قولِه تعالى : (( وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ الله مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ )) 106، فهو مُوافِقٌ لِلقاعِدَةِ .
وردة1الموضِعُ الثَّالِثُ : في سُورةِ الحجِّ في قولِه تعالى : (( يَدْعُوا مِن دُونِ الله مَا لَا يَضُرُّهُ ومَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَـٰلُ البَعِيدُ .*. يَدْعُوا لَـمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ... )) 12/13.
ويُلاحَظُ في هَذا الموضِع الأَخيرِ كذلك مَجيءُ النَّفعِ والضَّرِّ على صيغَةِ المصدَرِ مَرفوعًا ، وهو مما استَثْنيَناهُ سابقًا في القَاعدةِ الأولَى .
ومَن تَأمَّلَ وَجدَ أنَّ آيةَ سُورةِ البَقرةِ وآيةَ سُورةِ الحجِّ لا تُشكِلُ علَى الحفَّاظِ غالبًا ، لأنَّ السِّياقَ فيهِما يُعلَمُ مِنهُ تَقديمُ ذِكرِ الضَّرِّ على النَّفعِ ، وعليهِ فَالاستِثنَاءِ الَّذي يُهِمُّ الحافِظَ هُنا هو الموضِعُ الأوَّلُ مِن سُورةِ يُونُسَ .

،،،فخلاصةُ القاعِدتَينِ السَّابِقَتَينِ :
أنَّ النَّفعَ والضَّرَّ على صِيغَةِ المصدَرِ المنصوبِ إنْ جاءَتِ الآيةُ في الصَّفحةِ اليُمنَى مِن الـمُصحَفِ فالنَّفعُ مُقدَّمٌ ، والضَّرُّ مُقدَّمٌ إن كانتِ الآيةُ في الصَّفحةِ اليُسرَى .
أمَّا الأفعالُ فيُقدَّمُ فيها ذِكرُ النَّفعِ على الضَّرِّ ، إلَّا في الموضِعِ الأوَّلِ مِن سُورةِ يُونُسَ ، حَيثُ قُدِّمَ فيها ذِكرُ الضَّرِّ على النَّفعِ ، واللهُ تعالى أعلَمُ .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 19-09-2012 04:06 PM

تكملة ..
 
قد كتبتُ هذا الَّذي قدَّمتُ ، ثمَّ بَدا لي أن أَختصِرَ القاعدتَينِ إلى قاعدةٍ واستِثنَاءٍ ، فقُلتُ :
،،،،،،،،،
وقَـدِّمِ النَّـفْـعَ علَى الضَّـرِّ تُصِـبْ فاصل1 إذَا تَرَى في الصَّفْـحَةِ اليُمْنَى كُتِبْ
و قَـدِّمِ الـضَّـرَّ إِذَنْ فِـي اليُـسْرَى فاصل1 وَاسْـتَـثْنِ أَرْبَـعًـا وَخُـذْها تَـتْرَى
يُـونُـسُ وَالفُـرْقـانُ أي خِـتـامُهَا فاصل1 وَالـحَـجُّ وَالأنـعـامُ ذا تَـمـامُـهَا
،،،،،،،،،
فالموضعانِ في خِتامِ سُورتَي يُونُسَ والفُرقانِ أي : الموضعانِ الأخيرانِ - قُدِّمَ فيهما النَّفعُ على الضَّرِّ في الصَّفحةِ اليُسرَى ، وكذلكَ آيةُ الأَنعامِ ، وقُدِّمَ الضَّرُّ على النَّفعِ في الحجِّ في الصَّفحةِ اليُمنَى .
ولعلَّ التَّفصيلَ الَّذي ذَكرتُه أوَّلًا أَفضلُ وأَسهلُ ، فقَاعِدتانِ سَلِمَت إحداهما مِن الاستِثناءِ واعتَرضَ الأُخرَى استِثناءٌ واحِدٌ في الحقيقةِ ، أسهلُ في الِاستِحضارِ مِن قاعدةٍ واحدةٍ تَعترِيها أَربعةُ استثناءاتٍ ، لكِن يَبقَى أنَّ المقصودَ التَّيسيرُ على الحافِظِ في ضَبطِ هذه المتشابهاتِ ، فالأمرُ إلَيهِ في اختيارِ ما يَراهُ أَيسرَ وأَسهلَ .

فاصل1
بعد عشاء الثلاثاء : 2/ذي القعدة/1433
فاصل1

أحمد عبد اللـه 19-09-2012 07:14 PM

حديث رائع.
واصل وصلك الله بفضله.
{في النهاية لو تجمعها "بي دي إف" لكان خيرًا؛ الأبيات مع الشرح}

عائشة 19-09-2012 08:46 PM

ما أحسنَ ما تُتحفُنا به، وأنفعَه!
بارك الله فيكَ، ووفَّقَكَ.
وردة1 وأرجو أن تأذنَ لي بهذه التَّعليقاتِ:
اقتباس:

إن كانتِ الآيةُ مَكتوبةً في الصَّفحةِ اليُسرَى فإنَّ كَلمةَ (( ضَرًّا )) مُقدَّمةٌ على كَلمةِ (( نَفْعًا )) ، وهي فيما عَدَا الآياتِ الثَّلاثِ السَّابقةِ ، وعَددُها أَربَعُ آياتٍ .
هذه المواضعُ الأربعة في: المائدة (76)، ويونس (49)، وطه (89)، والفرقان (3). وأَزيدُ موضعًا خامسًا هُوَ في سورةِ الفَتْحِ: ((إنْ أرادَ بكُمْ ضَرًّا أَوْ أرادَ بِكُمْ نَفْعًا)) 11. وإن كنتُ أعلمُ أنَّ الأستاذَ أبا إبراهيمَ يقصدُ قولَه تعالَى: ((ضَرًّا ولا نَفْعًا)).
فاصل1
اقتباس:

أمَّا الأفعالُ فيُقدَّمُ فيها ذِكرُ النَّفعِ على الضَّرِّ ، إلَّا في الموضِعِ الأوَّلِ مِن سُورةِ يُونُسَ
ويُضافُ إليه الموضِعان اللَّذانِ تقدَّم ذكْرُهما.
فاصل1
اقتباس:

يُـونُـسُ وَالفُـرْقـانُ أي خِـتـامُهَا فاصل1 وَالـحَـجُّ وَالأنـعـامُ ذا تَـمـامُـهَا
ويُضافُ إلى ذلكَ -أيضًا- موضعٌ في سورةِ الشُّعراء: ((أَوْ يَنفَعونَكُمْ أو يَضُرُّونَ)) 73.
والله تعالَى أعلمُ.
فاصل1
زِدْنَا -زادكَ الله من فضلِه-.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 19-09-2012 09:15 PM

الإخوة الذين يتابعون هذا الحديث : شكر الله لكم.
فاصل1
وأشكر الأخ أحمد على حسن ثنائه ، وعلى اقتراحه الذي تفضل به .
وأُثنِّي بالشكر للأستاذة عائشة على استدراكاتها القيمة ، بارك الله فيها .
وآية سورة الفتح قد غابت عن ذهني ، للعلة التي ذكرتْها الأستاذةُ .
وأما اقتصاري على ذكر آية سورة يونس دون الموضعين الآخرين فلِمَا ذكرتُه من أنَّ الموضعين لا يشكلان على الحفاظ ، فتركت ذكرهما في الخلاصة اختصارا .
وأما آية الشعراء ، فهي كذلك مما لا يشكل على الحفاظ ، لكن كان لابد من ذكرها ؛ لأن إهمالها يخالف الحصر الذي ذكرته ، وعليه فالمواضع المستثناة خمسة لا أربعة .
ولعلي أعود بعدُ فأستدرك هذا الذي فاتني .
و جزاكم الله خيرًا .
فاصل1
وأرجو من كل من يتابع هذا الحديث أن لا يبخل علينا بالمشاركة فيه ، بارك الله فيكم أجمعين .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 20-09-2012 02:34 PM

تصحيح واستدراك ..
 
هذَا تَصحيحٌ للأبياتِ الثَّلاثةِ الأَخيرَةِ بعدَ أَن أَضفتُ إليها الموضِعَ الخامِسَ الَّذي استَدركتْهُ الأستاذةُ عائِشةُ - باركَ اللهُ فيها -
،،،،،،،،،
وقَـدِّمِ النَّـفْـعَ علَى الضَّـرِّ تُصِـبْ فاصل1 إذَا تَرَى في الصَّفْـحَةِ اليُمْنَى كُتِبْ
و قَـدِّمِ الـضَّـرَّ إِذَنْ فِـي اليُـسْرَى فاصل1وَاسْـتَـثْنِ خَـمْسةً وَخُـذْها تَـتْرَى
يُـونُـسُ وَالفُـرْقـانُ أي خِـتــامُ فاصل1 وَالـحَـجُّ والشُّـعْـرَاءُ وَالأَنـعـامُ
،،،،،،،،،

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 21-09-2012 04:15 PM

(4)
 
(4)
﴿ أَلَـمْ يَرَوْا ﴾ .. ﴿ أَوَلَـمْ يَرَوْا ﴾
..
وقَد سَأَلني بَعضُ حَفظةِ كِتابِ الله تَعالى أَنْ أَذكُرَ لَهُ ضَابِطًا يُفرِّقُ به بَينَ ما وَرَد فيهِ ﴿ أَلَـمْ يَرَوا ﴾ ومَا زِيدَت فِيهَا الواوُ بعدَ هَمزةِ الِاستِفهَامِ ﴿ أَوَلَـمْ يَرَوا ﴾ ، فقلتُ :
...
﴿ أَلَـمْ يَـرَوا ﴾ فِي خَـمْسِ آيٍ ثَـبَـتَـتْ فاصل1 مَــا دُونَـهُــنَّ الـواوُ فِـيــهَـا أُثـبِـتَـتْ
لَانْــعــامِ وَالأَعْــرافِ ثُــمَّ الــنَّـمْـلِ فاصل1 يَـاسِــينَ فِـي الأُولَـى وَثَـانِ الـنَّـحْـلِ
،،،،،،،،،
بعد عشاء الأربعاء : 3/ذي القعدة/1433


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 01:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ