ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة العلوم الشرعية (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=15)
-   -   إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12552)

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 21-12-2015 06:50 PM

إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ
أَمَّا بَعْدُ
فهذا تخريج للأحاديث الواردة في المنهاج وشروحه وحواشيه أسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد، وهذه الكتب هي:
1- المنهاج للإمام النووي
2- كنز الراغبين للمحقق المحلي
3- حاشية قليوبي على كنز الراغبين
4- حاشية عميرة على كنز الراغبين
5- تحفة المحتاج بشرح المنهاج لابن حجر الهيتمي
6- حاشية الشيخ عبد الحميد الشرواني على تحفة المحتاج لابن حجر
7- حاشية العلامة ابن قاسم العبادي على تحفة المحتاج لابن حجر
8- نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للشمس الرملي
9- حاشية الشبراملسي على النهاية
10- حاشية الرشيدي على النهاية
11- مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج للخطيب الشربيني
12- النجم الوهاج في شرح المنهاج للدَّمِيرِي
هذا، ومن منهجي في العمل:
1- أن الحديث إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدِهما اكتفيت به غالبا
2- أنه إذا لم يكن هناك خلاف بين المحدثين في درجة الحديث اعتمدتُ ما ذكروه ولم يكن ثمت حاجة إلى الكلام على طرقه ورجاله، أما إن كان ثمت خلاف في التصحيح والتضعيف اجتهدت ما استطعت وتكلمت على طرقه وأحوال رجاله بما وسعه جهدي ورجحت ما رأيت أنه صواب وهذا حسبي[1].
3- أشير في التخريج إلى مواضع ورود الحديث مشيرا إلى اسم الكتاب والطبعة أو اسم المحقق أو كليهما ويكون هذا لازما في الموضع الأول، أما ما بعده فربما ذكرتُ ذلك وربما لا أذكرُه.
ثم رأيت أن أكرره في بعض المواضع الأخرى إن لم يكن في أكثرها، إن لم يكن فيها كلها؛ تيسيرا على القاريء وعلى من ذهب عنه الموضع الأول
4- ثم أذكر رقم الجزء والصفحة والكتاب والباب ثم رقم الحديث رامزا للكتاب بحرف (ك) وللباب بحرف (ب)، وذلك للاختلاف الواضح في أرقام الأحاديث ومواضع وروده في الكتاب بسبب اختلاف الطبعات
وهذا الذي أفعله فيه من المشقة عليَّ ما الله به عليم، ولكن تخفيفا على القاريء ومَنْ أراد مراجعة ما ذكرتُ.
5- أكتب ما سبق بالحجم الصغير ما عدا اسم الكتاب
6- إن تكرر الحديث في عدة أبواب اكتفيت بالإشارة إلى الكتاب والباب في الموضع الأول فقط وأذكر أرقام ما بعده غالبا وقد أذكر الكتاب والباب أحيانا.
مثال ذلك: الحديث الأول: قلت: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 42/ رقم71/ ك: العلم، ب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يُفَقِّههُ في الدين) أطرافه (3116، 3641، 7312، 7460)، ومسلم ت. عبد الباقي (2/ 719/ رقم1037/ ك: الزكاة، ب: النهي عن المسألة) عن معاوية رضي الله عنه . فهذا معناه أن:
- اسم الكتاب صحيح البخاري طبعة السلفية
- (1/ 42) أي: الجزء الأول، صفحة 42. (ك: العلم، ب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يفقهه في الدين) أي: كتاب العلم، باب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يفقهه في الدين. وأطرافه فيما بعده
7- أذكر لفظ الحديث ولا أكتفي بموضع الشاهد؛ تلذذا بقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إن كان الحديث طويلا جدا فأكتفي ببعضه أو بموضع الشاهد فقط.
8- أميز كلامه صلى الله عليه وسلم باللون الأسود الثقيل.
9- أشير في الهامش إلى مواضع ورود الحديث في شروح المنهاج وحواشيه تيسيرا على مَنْ أراد الرجوع إليها
والله ولي التوفيق
تنبيه: تجاوزت أحاديث المقدمة مائة حديث وكنت قد أوشكتُ على الانتهاء منها لكن حدث في الوورد ماحدث فأضاع من ذلك ما أضاعه وكان من رحمة الله ولطفه بي أنْ كان قد ألهمني حفظَ بعض ذلك فاحتفظت به لكن إلى الحديث رقم (70) وفي مكان آخر
إلى الحديث (71) فالحمد لله على ما بقي، وكنت عزمتُ على ألا أبوح به إلا بعد الانتهاء من المقدمة ولكني خشيتُ من ضياعه ثانية ولا أستطيع استعادته وقد أنفقت فيه وقتا وجهدا
أسأل الله أن يتقبله مني بقبول حسن وأن يحسن فيه النية وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ليس لغيره فيه نصيب.
والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود
____________________
[1] كان هذا أولا ثم رأيت ألا أقلد أحدا

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 26-12-2015 08:29 PM

باسمك اللهم نبدأ
عونك اللهم

تخريج أحاديث المقدمة
1-حديث الصحيحين: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»[1].
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 42/ رقم71/ ك: العلم، ب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يُفَقِّههُ في الدين) أطرافه (3116، 3641، 7312، 7460)، ومسلم ت. عبد الباقي (2/ 719/ رقم1037/ ك: الزكاة، ب: النهي عن المسألة)، عن معاوية رضي الله عنه.
ولفظ البخاري: قال حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»
_______________________
[1] كنز الراغبين 7، والمغني 1/ 92، 97، والنجم الوهاج 1/ 191، والتحفة 1/ 21، والنهاية 1/ 31.

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 02-01-2016 08:22 PM

2-في مسلم وغيره: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه»(1).

صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (2/ 593/ رقم868/ ك: الجمعة، ب: تخفيف الصلاة والخطبة)

ولفظه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَادًا، قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ(2)، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ(3)، قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ.

__________________________________
(1) كنز الراغبين 7، التحفة 1/ 22.
(2) المراد بالريح هنا: الجنون ومس الجن
(3) ناعوس البحر: وفي غير مسلم (قاموس البحر) وهو وسطه وقعره الأقصى

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 09-01-2016 09:51 PM

3-: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء»(1).

حسن: رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (7/ 209/ رقم4841/ ك. الأدب، ب. في الخطبة)، والترمذي ت. بشار (2/ 399/ رقم1106/ ك. النكاح، ب. ما جاء في خطبة النكاح) وقال: حسن غريب، وفي نسخة: حسن صحيح غريب، وأحمد ط. الرسالة (13/ 391/ رقم8018)، وابن حبان/ بلبان ت. الأرنؤوط (7/ 36/ رقم2796، 2797/ ك. الصلاة، ب. صلاة الجمعة- ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الخطبة المتعرية عن الشهادة باليد الجذماء)، وابن أبي شيبة (8/ 625/ رقم27095/ ك. الأدب، ب. ما قالوا فيما يستحب أن يبدأ به من الكلام).
كلهم من طريق عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ(2) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ(3) (صدوق)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي(4) (صدوق)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله ﷺ ، قَالَ: «كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ، فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ»(5).
وهذا إسناد حسن: فيه عاصم بن كليب صدوق من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب الجَرْمِي صدوق من رجال السنن.
____________________________
4- وفي الحديث: «كل خطبة لا يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم فهي شوهاء» أي قبيحة
(6)

لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن وجدت نحوه في حديث المعراج الطويل بلفظ: «وجعلتُ أمتَك لا تجوز عليهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي».
رواه ابن عدي في الكامل ت. السرساوي، ط. مكتبة الرشد (5/ 15/ رقم6899/ ترجمة680- رفيع بن مهران) فَسَاقَ إسنادَه دون متنه، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة ت. عبد المعطي قلعجي، ط. دار الكتب العلمية ودار الريان للتراث، (2/ 396- 403/ ب. الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء) والشاهد المذكور ص402.
من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السُّكَّرِيِّ الْبَالِسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَهُوَ عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
منكر: تفرد به أبو جعفر الرازي التميمي مشهور بكنيته واسمه عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان، وهو ضعيف يُكتب حديثُه، قال الحافظ: صدوقٌ سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة، وقال أبو زرعة: يهم كثيرا، وقال النسائي ليس بالقوي.
وله علةٌ أخرى ذكرها ابنُ حبان فقال: "الناس يتقون من حديثه (7) ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا" (تهذيب التهذيب 1/ 590).
وله طريق أخرى لكن عن أبي جعفر الرازي أيضا أشار إليها ابن عدي بقوله: وهذا الحديث معروف عن حجاج عن أبي جعفر الرازي على أنه قد رواه غيره عن أبي جعفر ا.هـ.
قلت: رواه أيضا حاتم بن إسماعيل عن عيسى بن ماهان (أبي جعفر الرازي) رواه البيهقي في الدلائل ت. قلعجي (2/ 397/ ب. الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء) وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ت. عمر عبد السلام تدمري ط. دار الكتاب العربي (2/ 276/ ذكر معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء).
قال البيهقي: وفِيمَا ذَكَرَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيَّ، أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] قَالَ: أُتِيَ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عليه ... فذكر حديث المعراج الطويل وفيه: «وجعلت أمتك ...»
قلت: ما زالت عِلَلُهُ كما هي.
___________________________
(1) : كنز الراغبين 7، والمغني 1/ 93، والنجم الوهاج 1/ 192، والتحفة 1/ 23.
(2): هو عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري ثقة، لكن في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثامنة.
(3): هو عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي صدوق رمي بالإرجاء من الخامسة، وقال أبو حاتم: صالح، روى له مسلم وأصحاب السنن.
(4): هو كليب بن شهاب الجرمي والد عاصم صدوق من الثانية، روى له أصحاب السنن
(5): اليد الجذماء: المقطوعة، و(الجذم) سرعة القطع، يعني أن كل خطبة لم يؤت فيها بالحمد والثناء على الله فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها إلى صاحبها، وقد استظهر الإمام الألباني –رحمه الله تعالى- في الصحيحة (1/ 326) أن المراد بالتشهد هنا هو خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ...". قال: "ولعل هذا هو السبب أو على الأقل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس والمحاضرات التي تلقى على الطلاب أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور، مع حرص النبي صلى الله عليه وسلم البالغ على تعليمه أصحابه إياه ..."
(6): النجم الوهاج 1/ 194.
(7): أي من حديث الربيع بن أنس

أبو محمد فضل بن محمد 10-01-2016 12:20 AM

( .... وفي الحديث: «كل خطبة لا يصلى فيها على النبي فهي شوهاء» أي قبيحة .
لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن وجدت نحوه في حديث المعراج الطويل بلفظ: «وجعلتُ أمتَك لا تجوز عليهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي». ) .

لا أرى صلة بين الحديثين ؛ فهل :
الشهادة بالرسالة = الصلاة على النبي
قبح الخطبة = عدم جوازها
؟
وتسمية الخطبة الخالية من الصلاة ( شوهاء ) يذكره أهل اللغة والبيان عرفا لغويا ، كما يظهر مما ذكره صاحب البيان وصاحب اللسان ، كما يسمون الخطبة الخالية من الحمد ( بتراء ) ، وكثير من الكلام الجاري مجرى المثل يظنه من ليس له تمييز في الحديث ولا بصيرة حديثا أو أثرا ، ثم يورده على هذا من غير بحث ولا تحقيق ، فلعله دخل على هذا الشارح من هذا الباب ، ويكثر في الشراح والمحشين من متأخري أصحاب المذاهب الضعف في معرفة الحديث ، وهذا أمر ظاهر .
والله أعلم .

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 10-01-2016 09:02 PM

أحسن الله إليك أبا محمد وزادك علما وفهما
وبعد
فكما تعلم أخي الكريم أن تفسير النصوص ليس من باب (1+1= 2) بل النصوص يفسِّرُ بعضُها بعضا فيُحملُ المجمَلُ منها على المُبيَّن المفسَّر، والمطلق على المقيد ...الخ، ولابد مع ذلك من النظر في طرق الكلام وأساليب التخاطب بين العرب ولا يخفاك هذا إن شاء الله
وهذا المعنى المذكور هنا روي بألفاظ متعددة المراد منها ذِكْرُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم في الخطبة، فتارة يُعَبَّرُ عن هذا بالشهادة –وهو المقصود الرئيس- وطورا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو تعبير باللازم؛ فيلزم من ذِكْرِ الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاةُ عليه (صلى الله عليه وسلم) فهذا كقول الخنساء:
*** طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد ***
فيلزم من كونه طويلَ النجاد طولُهُ ويلزم من طولِهِ شجاعته (غالبا) وربما لا يكون شجاعا.
ومن هذا الباب (باب التعبير باللازم) ما روي هنا وتفسره الروايات الأخرى منها الرواية السابقة (حديث رقم3: : «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء») والتشهد إذا أطلق شمل الشهادتين
ثم هذا الحديث («كل خطبة لا يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم فهي شوهاء») ثم ما ذكرتُه بمعناه وهو («وجعلتُ أمتَك لا تجوز عليهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي») ثم ما كان فيه بالبسملة ثم ما كان فيه بالحمدلة ثم «لا يبدأ فيه بذكر الله والصلاة عليَّ فهو أبتر ممحوق من كل بركة») وسيأتي إن شاء الله تعالى تخريج هذا كله
والله الموفق.

أحمد البخاري 11-01-2016 01:57 PM

شكراً لأستاذنا أبي معاذ، على هذه الأحاديث الطّيّبة، ونفع الله بهِ، وزاده همّةً وتوفيقاً، وهذا تنبيهٌ يسيرٌ، إن أذنتم:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل د:إبراهيم المحمدى الشناوى
كلهم من طريق عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ(2)

إلّا التّرمذيّ، فقد رواه من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، بهِ. والله أعلم

أبو محمد فضل بن محمد 11-01-2016 03:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل د:إبراهيم المحمدى الشناوى (المشاركة 49545)
أحسن الله إليك أبا محمد وزادك علما وفهما
وبعد
فكما تعلم أخي الكريم أن تفسير النصوص ليس من باب (1+1= 2) بل النصوص يفسِّرُ بعضُها بعضا فيُحملُ المجمَلُ منها على المُبيَّن المفسَّر، والمطلق على المقيد ...الخ، ولابد مع ذلك من النظر في طرق الكلام وأساليب التخاطب بين العرب ولا يخفاك هذا إن شاء الله
وهذا المعنى المذكور هنا روي بألفاظ متعددة المراد منها ذِكْرُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم في الخطبة، فتارة يُعَبَّرُ عن هذا بالشهادة –وهو المقصود الرئيس- وطورا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو تعبير باللازم؛ فيلزم من ذِكْرِ الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاةُ عليه (صلى الله عليه وسلم) فهذا كقول الخنساء:
*** طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد ***
فيلزم من كونه طويلَ النجاد طولُهُ ويلزم من طولِهِ شجاعته (غالبا) وربما لا يكون شجاعا.
ومن هذا الباب (باب التعبير باللازم) ما روي هنا وتفسره الروايات الأخرى منها الرواية السابقة (حديث رقم3: : «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء») والتشهد إذا أطلق شمل الشهادتين
ثم هذا الحديث («كل خطبة لا يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم فهي شوهاء») ثم ما ذكرتُه بمعناه وهو («وجعلتُ أمتَك لا تجوز عليهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي») ثم ما كان فيه بالبسملة ثم ما كان فيه بالحمدلة ثم «لا يبدأ فيه بذكر الله والصلاة عليَّ فهو أبتر ممحوق من كل بركة») وسيأتي إن شاء الله تعالى تخريج هذا كله
والله الموفق.

حفظك الله .
هل هذا هو معنى ( الشاهد ) الحديثي ؟!
تفسير النصوص باب واسع ، ويدخل فيه ما ذكرت ، وأما الشاهد الحديثي الذي يراد منه تعضيد نسبة كلام إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلفظه أو معناه فليس بهذه السعة ، وإنما هو إما أن يكون موافقا للمشهود له لفظا ومعنى ولكن من صحابي آخر ، أو موافقا له في المعنى دون اللفظ ، والموافقة معناها : أن يكون مؤداهما واحدا .
مثال ذلك هنا : شهادة حديث أبي داود الحسن في ( التشهد ) لحديث ( عدم جواز الخطبة إلا بالشهادة بالرسالة ) الضعيف هذا ؛ لأن التشهد يشمل الشهادتين معا ( وهذا لتقريب موافقة المعنى فقط بغض النظر عن الأمور الأخرى ) .
وأما الشهادة باللازم فهو أبعد ، بل لم أسمع به إلا منك ! ولو فتح هذا الباب لاتسع باب الشواهد اتساعا لا يمكن ضبطه معه ، ولكن هذا جانب من فقه النصوص ، بعد جمعها وتمحيصها وتفسيرها .
فهنا لو نظرت إلى هذين الشاهدين ـ أحدهما للآخر ـ عمليا ؛ لم تجد ثمرتهما واحدة ، فهل من تشهد في خطبته عملا بلفظ أحد الحديثين ولم يصل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكون عاملا بمدلول الحديث الآخر الحاث على الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟!
وأما أن يجعل ذلك من لازم الشهادة فاللفظ لا يدل عليه ، ولكن يؤخذ ذلك من نصوص أخرى تحث على الصلاة عليه عند ذكره ، فهو عمل بدليل خارجي ، وليس من نفس الدليل ، وهذا هو باب التفقه .
ولو قلت : إن المطلوب ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أي وجه كان ، قيل : هو أيضا الذي أشير إليه قبل قليل ، أنه من فقه النصوص مجتمعة ، ومع ذلك فلا يسلم لك في إرجاع العمل بهذه الأحاديث إلى أمر كلي استنبطته استنباطا ؛ لأن كل حديث من هذه مستقل بفعل خاص يفعل في الخطبة ، ولا يقال : إن أحدها يغني عن الآخر .
والله أعلم .

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 12-01-2016 10:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو محمد فضل بن محمد (المشاركة 49554)
...

بارك الله فيك

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 12-01-2016 10:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد البخاري (المشاركة 49551)
إلّا التّرمذيّ، فقد رواه من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، بهِ. والله أعلم

جزاك الله خيرا
هو كما قلتَ وتم التصحيح في باقي المنتديات
ومحمد بن فُضيل هذا صدوق عارف رمي بالتشيع، والحديث من طريقه ضعيف إن لم يكن ضعيفا جدا؛ فإن الراوي عنه أبو هشام الرفاعي واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي الكوفي قاضي المدائن ضعيف، قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه
قلت: الظاهر أن ضعفه من باب الضعف الشديد فقد اتهم بسرقة الحديث، قال الحسين بن إدريس سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول أبو هشام الرفاعي رجل حسن الخلق قارىء للقرآن قال ثم سألت عثمان وحدي [1] عن أبي هشام الرفاعي فقال لا تخبر هؤلاء أنه يسرق حديث غيره فيرويه. قلت: أعلى وجه التدليس أو على وجه الكذب؟ فقال كيف يكون تدليسا وهو يقول حدثنا؟!
وقال ابن عقدة عن محمد بن عبد الله الحضرمي: ألقيت على ابن نمير حديثا فقال ألقه على أهل الكوفة كلهم ولا تلقه على أبي هشام فيسرقه.
لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء ويخالف، وقال البرقاني: ثقة أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح.
قلت: وقع التعارض هنا بين الجرح والتعديل، والجرح مفسَّرٌ؛ فهو مقدَّمٌ على التعديل، فتأمل
والله أعلم.

_______________________________________________
[1] تصحف في الشاملة إلى (وجدي) بالجيم المعجمة

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 16-01-2016 10:51 PM

1-«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»(1)
ضعيف جدا: رواه الحافظ عبد القادر الرُّهاوي(2) كما في الجامع الصغير للسيوطي مع فيض القدير ط. دار المعرفة- لبنان (5/ 13/ رقم6284) وأشار إلى ضعفه، ومن طريقه التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ت. محمود الطناحي وعبد الفتاح الحلو، ط. دار إحياء الكتب العربية (1/ 12).
من طريق أحمد بن محمد بن عمران(3)، حدثنا محمد بن صالح البصري بها، حدثنا عُبَيْد بن عبد الواحد بن شَرِيك، حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدثنا مُبَشِّر بن إسماعيل، عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كل أمر ذي بال لا يُبْدَأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع».
قال الإمام الألباني –رحمه الله-: "وهذا سند ضعيف جدا آفته ابن عمران هذا ويعرف بابن الجندي ... وقال الحافظ في اللسان: "وأورد ابن الجوزي في (الموضوعات) في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات إلا الجندي فقال: هذا موضوع ولا يتعدى الجندي"(4).

____________________________________
(1) كنز الراغبين 22/ سنن الوضوء، ومغني المحتاج 1/ 89، والتحفة 1/ 14، و الشرواني على التحفة 1/ 14، ونهاية المحتاج 1/ 24، والشبراملسي على النهاية 1/ 24، والرشيدي على النهاية 1/ 20، والنجم الوهاج 1/ 188.
(2) في كتاب الأربعين البلدانية، والرُّهاوي بضم الراء كما في الصحاح نسبة إلى (رُها) حي من مذحج وذكر ابن عبد الهادي عن عبد الغني بن سعيد المصري أنه بالفتح. انظر فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 5/ 14، ط. دار المعرفة.
(3) هو أحمد بن محمَّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح بن الجندي أبو الحسن النَّهْشَلِيّ البغدادي الشيعي قَالَ الْخَطِيب: كَانَ يضعف فِي رواياته ويطعن فِي رواياته ويطعن عَلَيْهِ فِي مذْهبه سَأَلت عَنهُ الْأَزْهَرِي فَقَالَ لَيْسَ بِشَيْء، وَقَالَ لي الأزهري أيضا: حضرت ابْن الجندي وَهُوَ يقرأ عَلَيْهِ كتاب ديوان الأنواع الذي جمعه فَقَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّهِ ابْن الآبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة عَلَى ترجمتها اسمٌ وافق اسمه فادعى ذلك.
(4) إرواء الغليل 1/ 29 بتصرف

أبو محمد فضل بن محمد 18-01-2016 03:55 PM

1-«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»(1)
ضعيف جدا:
ينبغي لك ـ بارك الله فيك ـ أن تعزو هذا إلى إمام ؛ لأن الظاهر أن هذا التخريج مختصر من تخريج سابق ، وليس محصلة بحث مستقل .
والظاهر أن المختصر منه هو تخريج الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ، وهذا حكمه هو رحمه الله تعالى في الإرواء ، مع أنه اكتفى في ضعيف الجامع بـ ( ضعيف ) فقط ، ثم أحال إلى الإرواء ، والحق ما قاله في الإرواء : ( ضعيف جدا ) ؛ لأن هذا من الضعيف الذي لا يقبل الانجبار .

رواه الحافظ عبد القادر الرُّهاوي(2)
ينبغي ذكر الكتاب هنا ، وليس في الحاشية ؛ لأن ذلك من تمام العزو والتوثيق ، ولو بواسطة ، فيقال : رواه الحافظ عبد القادر الرهاوي في الأربعين [ واسمه الكامل : الأربعون البلدانية المتباينة الأسانيد ] كما في الجامع الصغير للسيوطي ... الخ ، ونقل ابن علان في الفتوحات الربانية (3/290) عن السخاوي رحمه الله أنه في خطبة الكتاب .
ولأن السيوطي ذكره في المصدر المحال إليه باسمه ، فجعْلُه تعليقا في الحاشية يوهم أنه من صاحب الفيض .
بل ولو لم يذكره السيوطي ولا المناوي لكان ينبغي البحث عن مصدره ، فإن وقف عليه زيد على كلام السيوطي تعقيبا ، أو بين حاصرتين ؛ حتى لا يبقى العزو إلى الرهاوي معلقا !

كما في الجامع الصغير للسيوطي مع فيض القدير ط. دار المعرفة- لبنان (5/ 13/ رقم6284) وأشار إلى ضعفه، ومن طريقه التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ت. محمود الطناحي وعبد الفتاح الحلو، ط. دار إحياء الكتب العربية (1/ 12).
لعل سبب تركك ذكر ( الخطيب البغدادي ) أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لم يقف عليه ، فلما عزا صاحب ( منار السبيل ) وقبله صاحب ( الفيض ) الحديث إلى الخطيب ، وزاد صاحب الفيض : ( في تاريخه ) علق الشيخ فقال : ( عزا المصنف الحديث للخطيب ، وكذا فعل المناوي في " الفيض " ، وزاد أنه في " تاريخه " ، ولم أره في فهرسه ، والله أعلم . ) اهـ .
وقد أخرجه الخطيب رحمه الله تعالى ـ كما قالا ـ ولكن ليس في تاريخه ، بل في ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ) ص ( 69 ـ 70 ) ، برقم ( 1210 ) ، ط : المعارف .
فكان ينبغي أن يذكر الخطيب أولا ؛ لأنه أعلى ، ولأن السبكي إنما أخرجه من طريق الرهاوي المخرجه من طريق الخطيب ، فالطريق واحدة ، وبين السبكي وبين الرهاوي اثنان ، وكذا بين الرهاوي وبين الخطيب ، وبين الخطيب وبين الجندي واحد ، ثم يشار إلى عدم الوقوف على كتاب الخطيب الذي أخرجه فيه .

من طريق أحمد بن محمد بن عمران(3)، حدثنا محمد بن صالح البصري بها، حدثنا عُبَيْد بن عبد الواحد بن شَرِيك، حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدثنا مُبَشِّر بن إسماعيل، عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «كل أمر ذي بال لا يُبْدَأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع».
قال الإمام الألباني –-: "وهذا سند ضعيف جدا آفته ابن عمران هذا ويعرف بابن الجندي ... وقال الحافظ في اللسان: "وأورد ابن الجوزي في (الموضوعات) في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات إلا الجندي فقال: هذا موضوع ولا يتعدى الجندي"(4).
العلو مطلوب ، لماذا النقل عن الشيخ الألباني عن الحافظ عن ابن الجوزي واللسان مطبوع مبذول ، وموضوعات ابن الجوزي مطبوع مبذول ؟!
واجتزاؤك من نقل الشيخ الألباني رحمه الله بهذا وجعل تمام الكلام على هذا الراوي في الحاشية ـ وهو كذلك مستفاد بعضه منه ـ غير سديد ؛ لأن ما جعلته في الحاشية هو مجمع القول في هذا الراوي في عموم رواياته ، وعليه حُكمُ الشيخ الألباني على الحديث ، وفيه كذلك بيان سبب حكم ابن الجوزي على روايته التي أوردها ـ على الخصوص ـ بالوضع ، وهو الطعن في المذهب ، فهو في علي رضي الله عنه أشد ضعفا منه في غيره ؛ لمذهبه ، والله أعلم .

____________________________________
(1) كنز الراغبين 22/ سنن الوضوء، ومغني المحتاج 1/ 89، والتحفة 1/ 14، و الشرواني على التحفة 1/ 14، ونهاية المحتاج 1/ 24، والشبراملسي على النهاية 1/ 24، والرشيدي على النهاية 1/ 20، والنجم الوهاج 1/ 188.
(2) في كتاب الأربعين البلدانية، والرُّهاوي بضم الراء كما في الصحاح نسبة إلى (رُها) حي من مذحج وذكر ابن عبد الهادي عن عبد الغني بن سعيد المصري أنه بالفتح. انظر فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 5/ 14، ط. دار المعرفة.
منهجيا : ( فيض القدير ) ليس من مصادر الأنساب والألقاب والأسماء والكنى ؛ فيجب توثيق معلوماته من مصادره ، وهي موجودة والحمد لله ، بل ينبغي أن ينطلق دونه إلى مصادر الأمور المذكورة .
عمليا : أخطأ المناوي هنا في نسبة الحافظ عبد القادر ، فليس هو إلى قبيلة ( رُها ) ، بل إلى البلد المسمى ( رُها ) ، الواقع الآن بين سوريا وتركيا ، في القاموس : ( رُها ـ كهُدى ـ : د ، ومنه : ....... ، والحافظ عبد القادر ) اهـ .
وما نقله عن ابن عبد الهادي عن عبد الغني بن سعيد المصري أن القبيلة بفتح الراء ـ وتبعه أبو سعد السمعاني وابن حجر والفيروز آبادي والسيوطي ـ ففيه قصور ؛ فإن هذا تعقب من المحققين ، و وهموا عبد الغني بن سعيد فيه ، وذكروا إطباق أهل العلم باللغة والأنساب على الضم ، كما تراه عند ابن ناصر الدين الدمشقي في ( توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم ) .
ونقل الحافظ في ( تبصير المنتبه ) بعد إثباته بالفتح عن بعض المحشين على كتاب الأنساب للسمعاني أنه قال : ( قيده جماعة بالضم ، ولم أر أحدا ذكره بالفتح إلا عبد الغني بن سعيد ؛ وأما البلد فلا خلاف في ضمه ) اهـ ، فنقل هذا شارح القاموس ، ثم قال : ( قلت : وقد انفرد به ، وإياه تبع المصنف [ أي صاحب القاموس ] ، ولم أر أحدًا من أئمة اللغة تابعه ، فإن الجوهري ضبطه بالضم ، وكذلك ابن دريد ، وابن الكلبي وغيرهم ) اهـ .

(3) هو أحمد بن محمَّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح بن الجندي أبو الحسن النَّهْشَلِيّ البغدادي الشيعي قَالَ الْخَطِيب: كَانَ يضعف فِي رواياته ويطعن فِي رواياته ويطعن عَلَيْهِ فِي مذْهبه سَأَلت عَنهُ الْأَزْهَرِي فَقَالَ لَيْسَ بِشَيْء، وَقَالَ لي الأزهري أيضا: حضرت ابْن الجندي وَهُوَ يقرأ عَلَيْهِ كتاب ديوان الأنواع الذي جمعه فَقَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّهِ ابْن الآبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة عَلَى ترجمتها اسمٌ وافق اسمه فادعى ذلك.
(4) إرواء الغليل 1/ 29 بتصرف .
لا غضاضة ولا حرج عليك أخي أبا معاذ في الاعتماد على الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجاته ؛ فهو في هذا الباب إمام ثقة ، ولكن لا أحب لك أن تجعل عملك تلخيصا لتخريجات الشيخ أو اختصارا ، بل اجعلها منطلقا ومبدأ ، فمهما ذكر الشيخ من مصدر فارجع له وتحقق منه واعز إليه وأثبته في تعليقك ، ثم انظر مصادر تخريج الحديث الأخرى وتعليقات محققيها ؛ حتى تخرج بأحكام أقرب إلى الثقة والقبول والاطمئنان ، وحتى تستفيد معرفة أوهام المصنفين وتفيد قراءك ببيانها ؛ تكن إضافة جديدة على ما حصل .
والله يتولاني وإياك .

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 23-01-2016 09:51 PM

6-وفي رواية رواها أبو داود «بالحمد لله»(1)، وفي رواية: «بحمد الله» وفي رواية: «بالحمد» وفي رواية: «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم» رواه أبو داود وغيره وحسنه ابن الصلاح وغيره وفي رواية لأحمد: «لا يفـتـتح بذكر الله فهو أبتر وأقطع»
رمز:

(2)
.


ضعيف: رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (7/ 208/ رقم4840/ ك. الأدب، ب. الهَدْيِ في الكلام)، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (3/ 89/ رقم1894/ ك. أبواب النكاح، ب. خطبة النكاح)، والنسائي في الكبرى ت. حسن شلبي، ط. الرسالة (9/ 184/ رقم10255)، وأحمد ط. مؤسسة الرسالة (14/ 329/ رقم8712)، وابن حبان كما في موارد الظمآن للهيثمي، ت. الداراني وكوشك (2/ 299/ رقم578، 1993/ ك. المواقيت، ب. الخطبة)، والبيهقي في الكبرى ت. محمد عبد القادر عطا، ط. العلمية (3/ 295/ رقم5768/ ك. الجمعة- جماع أبواب آداب الخطبة، ب. ما يستدل به على وجوب التحميد في خطبة الجمعة)، وفي الشعب ت. الندوي، ط. الرشد (6/ 214/ رقم4062/ الثالث والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في تعديد نعم الله عز وجل)، والدارقطني ت. الأرنؤوط وآخرون، ط. مؤسسة الرسالة (1/ 427/ رقم883، 884/ ك. الصلاة).
كلهم من طُرُقٍ عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ، أَقْطَعُ»(3).
وهذا إسناد ظاهره الحُسْن فإن رجالَه كلَّهم ثقات إلا قرة بن عبد الرحمن وقد أخرج له مسلم في المتابعات والشواهد فمثله يحتمل إذا توبع
= وقد توبع فقد رواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به؛ وبهذا يكون الحديث حسنا كما ذهب إليه جمع من أهل العلم منهم ابن الصلاح والإمام النووي والتاج السبكي وغيرهم.
وما ذهب إليه هؤلاء الأفاضل فيه نظر فإن مدار الحديث على الزهري وقد اختلف عنه في وصله وإرساله فرواه:
(1)= قرة بن عبد الرحمن عنه (أي عن الزهري) (موصولا) تفرد قرةُ بهذا، وقرة ضعيف ليس بقوي في الحديث كما قال الدارقطني(4)، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير، وضعفه يحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث جدا.
قلت: ولا تغتر بإخراج مسلم له في الصحيح فإنه لم يُخَرِّجْ له في الأصول وإنما خَرَّجَ له في الشواهد والمتابعات كما سبق.
وهنا نكتة دقيقة وهي أن حديث الضعفاء ونحوهم من المدلسين ممن ذكروا في الصحيح لا يكون حديثُهم خارج الصحيح كحديثهم فيه وذلك أن الشيخين؛ البخاري ومسلم ينتقيان من أحاديث هؤلاء ما علموا صحته فلهذا لا يقاس عليه ما جاء خارجه، بل حديث هؤلاء الضعفاء خارج الصحيح ضعيف حتى يتبين خلافه، وهذه نكتة دقيقة يخطيء فيها كثير من الطلاب؛ لذهاب هذا المعنى عنهم، فاحفظْه فإنه من الحور المقصورات، والله أعلم.
ثم إن قرة مع ضعفه قد خالفه من هم أوثق منه حفظا وأكثر عددا فرواه:
(1) الحسن يعني ابن عمر عن الزهري [مرسلا] (النسائي في الكبرى)
(2) عُقيل عن ابن شهاب [مرسلا] (النسائي في الكبرى)
(3) سعيد بن عبد العزيز عن الزهري [مرسلا] (أبو داود) و(النسائي في الكبرى ولكنه قال: رفعه)
(4) يونس عن الزهري [مرسلا] (أبو داود)
(5) شعيب عن الزهري [مرسلا] (أبو داود)
فهؤلاء كلهم خالفوا قرة بن عبد الرحمن فرووه مرسلا ولو انفرد أحدهم مع قرة لرجح به فكيف وقد اجتمعوا؟ فالصواب أن الحديث مرسل كما قال الدارقطني(5).
= وأما المتابعة لقرة في الرواية الأخرى التي رواها (صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي ﷺ به) فهي مما يزيد روايته ضعفا لا قوة؛ وذلك أن هذه ليست متابعة حقيقة وإنما هي من الاختلاف الذي حَدَثَ على الزهري ومن الاضطراب في هذا الحديث؛ فإن صدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان فكيف يَحْتَمِلُ محمدُ بنُ سعيد هذا مع ضعفه أن ينفرد بحديث عن الزهري لا يعرفه أصحابه الكبار الذين يُعْتَبَرُ حديثُه بهم؟!
فمحمد بن سعيد هذا قد خالف أصحاب الزهري الذين رووا الحديث مرسلا وموصولا فرواه هو
عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي ﷺ به

مخالفا بذلك كل أصحاب الزهري الذين رووا هذا الحديث مما يدل على نكارة هذه الطريق وضعفها وأنه لم يضبطها لضعفه فلا ريب إذن أن يقول إمامُ العلل الحافظ الدارقطني عن هذه الطريق: "ولا يصحُ الحديثُ وصدقة ومحمد ضعيفان والمرسل هو الصواب"(6).
= وقد أطال ابن السبكي في طبقات الشافعية (1/ 5- 21) في تخريج الحديث وحاول جاهدا تصحيحه والتوفيق بين الروايات، وقد أوضحت لك ما فيه من علل، والله الموفق

__________________________________
(1) المغني 89، والنجم الوهاج 1/ 188، التحفة 1/ 14 وقال: وعَمَلًا بالخبر الصحيح: كل أمر ... الخ، والنهاية 1/ 24، والشبراملسي على النهاية 1/ 24، والرشيدي على النهاية 1/ 24.
(2) النهاية 1/ 24.
(3) هذا لفظ ابن ماجه
(4) سنن الدارقطني 1/ 427 تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، ط. مؤسسة الرسالة.
(5) سنن الدارقطني 1/ 427.
(6) السابق

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 30-01-2016 11:49 PM

أشار الإمام الرملي في النهاية إلى بعض ألفاظ الحديث فرأيت أن أجمعها منسوبة لأصحابها، والله الموفق
= ففي رواية: «كل أمر» (ابن ماجه، والنسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والبيهقي في السنن وفي الشعب، والدارقطني في السنن)
وفي أخرى: «كل كلام» (أبو داود، والنسائي في الكبرى مرسلا)
وفي ثالثة: «كل كلام أو أمر» (أحمد في المسند)
= وفي رواية: «ذي بال» (ابن ماجه، والنسائي في الكبرى موصولا، وأحمد، وابن حبان، والبيهقي في السنن والشعب، والدارقطني في السنن)
وفي أخرى بحذفها (أبو داود، والنسائي في الكبرى مرسلا)
= وفي رواية: «لا يُبْدَأُ» (كلهم ما عدا أحمد)
وفي أخرى: «لا يُفْتَحُ» (أحمد)
= وفي رواية: «فيه» (ابن ماجه، وأبو داود، والنسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والبيهقي في السنن والشعب، والدارقطني في السنن)
وفي أخرى: «في أوله» (النسائي في الكبرى مرسلا)
وفي ثالثة بحذفها (أحمد)
= وفي رواية «فهو» (أبو داود، النسائي في الكبرى مرسلا، وأحمد)
وفي أخرى بحذفها (ابن ماجه، النسائي في الكبرى موصولا، ابن حبان، البيهقي في السنن والشعب، الدارقطني في السنن)
= وفي رواية: «بالحمد» (ابن ماجه)
وفي أخرى: «بالحمد لله» (أبو داود، والبيهقي في السنن والشعب)
وفي ثالثة: «بحمد الله» (النسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والدارقطني في السنن)
وفي رابعة: «بذكر الله» (أحمد، والنسائي في الكبرى مرسلا، والدارقطني في السنن)
= وفي رواية: «أقطع» (ابن ماجه، والنسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والبيهقي في السنن والشعب، والدارقطني)
وفي أخرى: «أجذم» (أبو داود)
وفي ثالثة: «أبتر» (النسائي في الكبرى مرسلا)
وفي رابعة: «أبتر أو قال: أكتع» (أحمد)
__________________________________
7-وفي أخرى سندها ضعيف: «لا يبدأ فيه بذكر الله والصلاة عليَّ فهو أبتر ممحوق من كل بركة»(1)
موضوع: رواه الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث ت. محمد سعيد بن عمر إدريس ط. مكتبة الرشد (1/ 449/ رقم119) ومن طريقه ابن السبكي في الطبقات ت. الطناحي والحلو (1/ 15) والرُّهاوي كما في الجامع الصغير مع فيض القدير ط. دار المعرفة (5/ 14/ رقم6285) من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة عليَّ فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة»
وآفته إسماعيل بن أبي زياد، قال فيه الدارقطني: "يضع، كذاب، متروك"(2) وقال الرُّهاوي: غريب تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن أبي زياد الشامي وهو ضعيف جدا لا يعتبر بروايته ولا بزيادته... وقال القسطلاني: في إسناده ضعفاء ومجاهيل ... وقال الخليلي: شيخ ضعيف والراوي عنه حسين الزاهد الأصفهاني مجهول، ورواه ابن المديني وابن منده وغيرهم بأسانيد كلها مشحونة بالضعفاء والمجاهيل(3).
وقال ابن السبكي: وأما زيادة (الصلاة) وزيادة (ممحوق من كل بركة) فإن صَحَّا لم يَضُر غير أن سندهما لا يثبت(4).
___________________________________
(1) الشبراملسي على النهاية 1/ 24.
(2) الضعفاء والمتروكون للدارقطني 82 ترجمة رقم (86)
(3) فيض القدير 5/ 14.
(4) طبقات الشافعية الكبرى 1/ 19.

د:إبراهيم المحمدى الشناوى 13-02-2016 10:29 PM

8-قال في النهاية: ويجزيهم بالحسنة عشرَ أمثالها ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها ويكتب لهم الهَمَّ بالحسنة ولا يكتب عليهم الْهَمَّ بالسيئة، ذكره البيهقي في كتابه (الأسماء والصفات)(1).
قلت: ذكره البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) عن الحليمي في تفسير اسم الله (البَرّ)(2).
وهو يشير إلى الحديث الصحيح الثابت عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا»(3)
وعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ فَقَالَ ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ»(4).
______________________________
(1) النهاية 1/ 27.
(2) الأسماء والصفات ص88، ت.عبد الله بن عامر، ط. دار الحديث بالقاهرة.
(3) صحيح: رواه البخارى ط. السلفية (4/ 403/ رقم7501/ ك. التوحيد، ب. قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَامَ الله}) ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 117/ رقم128/ ك. الإيمان، ب. إذا هَمَّ العبدُ بحسنة)
(4) صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (1/ 117/ رقم129/ ك. الإيمان، ب. إذا هَمَّ العبدُ بحسنة)


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 11:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ