ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة فقه اللغة ومعانيها (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=5)
-   -   القرائية تتبنى إثراء التلميذ وتهمل إثراء المعلم على الرغم من قدرتها (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=13278)

فريد البيدق 08-09-2016 03:44 PM

القرائية تتبنى إثراء التلميذ وتهمل إثراء المعلم على الرغم من قدرتها
 
القرائية تتبنى إثراء التلميذ وتهمل إثراء المعلم على الرغم من قدرتها
(1)
ما القرائية؟
القرائية - فيما يتصل بالتلميذ - مجموعة متنوعة من طرق تدريس اللغة العربية والأنشطة المتصلة بذلك تهدف إلى وقاية التلميذ من الوقوع في إشكال الضعف القرائي والكتابي أو تهدف إلى علاج من وقع فيهما، وتثري المتميز وتنمي مهاراته كما أشرت في مقالي (القرائية .. طريقة تدريس تركز في تحليل المحتوى لتكوين عادات عقلية ذاتية في إطار التعلم النشط)، ومقالي "استراتيجيات القرائية أدوات التعلم النشط"، ومقالي "القرائية .. تعليم ذو معنى مزيج من البنائية وما وراء المعرفية"، و"القرائية ولتعلم النشط والبرمجة اللغوية العصبية والتربية الدولية"، و"القرائية نوع من التعليم المبرمج أو تكاد".
فهل تفعل ذلك مع المعلم؟
لا.
كيف؟
إن القرائية - فيما يتصل بالمعلم - فرصة لإعادة صلة المعلم بالبحث اللغوي لو اعتنت القرائية بذلك؛ فالمعلم - في الأعم الأغلب - يرتبط بالمحتوى الذي يدرسه ويألفه ويرتبط به، وبمرور الوقت يصير هذا المحتوى هو اللغة العربية بالنسبة إلى المعلم؛ لذا يكون انتقال بعض المعلمين من صف إلى صف إشكالا شديدا.
وهذا ما قلته في صدر مقال "الوزن والقافية .. والإتباع والمزاوجة في متن اللغة وفقهها".
ماذا قلت؟
قلت:[ إن القرائية هي محاولة لنقل البحث العلمي واللغوي إلى معلم الفصل الذي يطمح إلى التنشيط والإثراء، وجعل ذلك البحث من تفاصيل يومه المدرسي ولحظات وجوده في قاعته التدريسية.
في أي شيء يكون بحثه؟
يكون في المناهج ومكوناتها واستراتيجيات التعلم وعلم نفس التعلم وما يتصل بذاك المجال، ويكون في اللغة التي هي بيئة القرائية وسيدتها التي جاءت القرائية لتمكين مسائلها في نفوس الناشئة والشداة. ومن يرغب فعليه تعميق مسائل الصوتيات واستراتيجيات المفردات؛ فعمقها وإثراءاتها في اللغة العربية في أبواب علوم اللغة التأسيسية التي هي: الأصوات، والصرف، والنحو].
والقرائية تمتلك الإمكانيات الإثرائية للمعلمين بتهيئة مادة لغوية إثرائية لمسائلها واستراتيجياتها، وهذا أمر يسير.
كيف؟
(1)
في الجانب الصوتي - الذي تحدثت عن أهميته في مقالي "الوعي الصوتي .. المرحلة التأسيسية في القرائية" - يمكن للقرائية تنمية اتجاه البحث اللغوي برد المعلم إلى العمق اللغوي للمسائل الصوتية.
كيف؟
أ- في مسألة "تقطيع الكلمة إلى مقاطعها" يحال المعلم إلى علم اللغة في مستواه الصوتي فيقرأ أنواع المقاطع من قصير مفتوح ومغلق ومتوسط مفتوح ومغلق وطويل، وكيفية التعبير عنها.
لم؟
حتى يتقن المعلم المقاطع والتقطيع؛ لأنه سيحتاج ذلك في القرآن الكريم، وسيعود هذا الإثراء على التلميذ كثرة أمثلة وجودة أداء، و... إلخ.
وقد بينت ذلك في مقالي (المقاطع الصوتية التعليمية .. وسيلة من وسائل تعليم الكتابة والهجاء). وقد أشرت إلى بعض إشكالات عدم إتقان ذلك في مقالي (وهم بعض معلمي اللغة العربية وبعض مدربي القرائية في التحليل الصوتي للكلمات المحلاة باللام الشمسية)، وفي مقالي (وهم الخلط بين تقطيع الكلمة إلى مقاطعها، وتحليل المقاطع إلى مكوناتها)، وفي مقالي (أوجه التعارض بين مُسَلَّمات المستوى الصوتي في القرائية).
ب- وفي مسألة "التلاعب بالأصوات" يحال المعلم إلى نظرية الفونيم، وتعريفاته، وأنواعه؛ مما يكسبه حرية في تدريس التلاميذ. وقد وضحت ذلك في مقالي (فلسفة "التلاعب بالأصوات" وتأصيله .. الفونيم في علم الأصوات والتصاقب في فقه اللغة).
ج- وفي مسألة "الوزن" يحال المعلم إلى باب الأبنية في علم الصرف، فيعرف أوزان الفعل وأبوابه، وأبنية الاسم؛ فيعمق ذلك لديه الحس اللغوي بالأوزان؛ مما يصحح أوهام هذه المسألة عنده. وقد وضحت ذلك في مقالي "الوزن أو الوزن والقافية.. بين الصرف والمعجم وبين القرائية". وأشرت إلى بعض إشكالات عدم إتقان ذلك في مقالي (أوهام بعض المعلمين في بعض استراتيجيات القرائية).

د- وفي مسألة "القافية" يحال المعلم إلى علم القافية قرين علم العروض ومكمله؛ فيعرف ما القافية وما أنواعها؛ مما يزيده ثراء
وإثراء.
هـ - وفي مسألة "الوزن والقافية" يحال المعلم إلى فقه اللغة في مبحثه "الإتباع والمزاوجة"؛ فيزداد وعيه اللغوي مما سيرد على تلاميذه. وقد وضحت ذلك في مقال "الوزن والقافية .. والإتباع والمزاوجة في متن اللغة وفقهها". وأشرت إلى إشكالات تلك المسألة في مقالي (اتفاق الأدلة الإرشادية على الخلط في مسألة الوزن في نشاط "كلمات متشابهة الوزن والقافية").
(3)
وفي مكونات القراءة تذكر هذه المسائل: الوعي الصوتي، والمبدأ الأبحدي، والمفردات والحصيلة اللغوية، والطلاقة، والفهم. وقد بينت ما في المسألتين الأوليين من عدم ضبط في مقالي (المبدأ الأبجدي والمفردات والحصيلة اللغوية .. ضبط دلالة، وتصحيح مصطلح)، وهو يزيد إثراء المعلم في دقة الصياغة العلمية.
(4)
ولاستراتيجيات المفردات وأنشطتها عمق لغوي ثر ما أغناه وما أكثر نفعه للمعلم لو عاد إليه.
مثل ماذا؟
أ- استراتيجية "الصفة المضافة" يمكن إثراؤها لدى المعلم بقسمي النعت الحقيقي والسببي في علم النحو كما وضحت في مقالي (إثراء الصفة المضافة بالنعت الحقيقي والنعت السببي والصفة الغالبة- يثري التلميذ). ويمكن إثراؤها بدراسة باب "المعارف والنكرات" كما أشرت في مقالي (استراتيجية "الصفة المضافة" .. عقبات الفهم والتطبيق وتذليلها). وكذلك يمكن إثراؤها بدراسة باب "المطلق والمقيد" في علم "أصول الفقه".
ب- استراتيجية "المعاني المتعددة" يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى فقه اللغة في مبحث "المشترك اللفظي" وبالرجوع إلى علم الأشباه والنظائر في علوم القرآن كما وضحت في مقالي (فلسفة استراتيجية "المعاني المتعددة" .. باب المشترك اللفظي وعلم الوجوه والنظائر القرآني).
ج- استراتيجية "عائلة الكلمة" يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى علم الصرف والاشتقاق كما سأوضح في مقالي (فلسفة "عائلة الكلمة" .. الاشتقاق الذي هو علم أو بعض علم الصرف، والمشتقات)؛ مما ينهي الإشكالات التطبيقية التي أثارها مقالي (استراتيجية "عائلة الكلمة" .. المثال واللامثال للفعل الماضي والمضارع).
د- استراتيجية "المثال واللامثال" يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى التطبيقات المتنوعة كما بينت في مقالي (فلسفة استراتيجية "المثال واللامثال" .. توضحها قابليتها لأن تكون وعاء لاستراتيجيات القرائية ومسائلها)، ومقالي (وهم الأدلة الإرشادية في استراتيجية "المثال واللامثال").
هـ - استراتيجية "شبكة المفردات" ونشاط "تصنيف الكلمات" يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى الحقول الدلالية في علم الدلالة.
و- استراتيجية "مفاتيح السياق" ونشاط "ملصق الكلمات" يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى نظرية النظم للجرجاني التي أسست علم المعاني أي علم معاني النحو، ويلقبه البعض بالنحو العالي.
(5)
ولاستراتيجيات الفهم وأنشطتها كذلك.
مثل ماذا؟
أ- استراتيجية "المراقبة الذاتية" يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى علم النص وما تفرع منه من نحو النص، وبالربط بينها وبين وسائلها كما بينت في مقالي (المراقبة الذاتية هي التوقع من خلال الموضوع أو النص، وتشمل الأسئلة بنوعيها وجدولها ونشاط اقرأ مرة ثانية).
ب- استراتيجية "إعادة السرد" واستراتيجة "خريطة القصة" ونشاط "القصص المسلسة" - المدرج تحت أنشطة الطلاقة -يمكن إثراؤها لدى المعلم بالرجوع إلى فن كتابة القصة.
(6)
ولأنشطة الطلاقة كذلك.
مثل ماذا؟
نشاط "الأداء القرائي" يمكن إثراؤه بالرجوع إلى كيفية كتابة السيناريو وفن كتابة المسرحية كما بينت في مقالي (نشاط الأداء القرائي يغيب عنه منهج الأداء القرائيفي دليل الفهم 2015م ودليل 3 ب 2016م).
(7)
وبعد هذه الجولة اتضح لنا أن العمق شيء ضروري تربويا وعلميا وواقعيا؛ فقد شهدنا في مرحلة حرص كل محافظة على وجود عمق صحرواي لها أي ما سمي إعلاميا بالظهير الصحراوي، وهو أشد إلحاح في مجالنا حتى يظل المعلم نشطا وباحثا؛ فهل تهتم القرائية بذلك في إصداراتها القادمة؟
أرجو بل أدعو!


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 12:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ