تنبيه البريَّة على حُرمة الأناشيد الموسيقيَّة
 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

إنَّ ممَّا يجهله كثيرٌ من المسلمين حرمةَ الأناشيد التي تصاحبها الآلات الموسيقية ( الإيقاع ) ، واعلم أنه لا فرق من حيث التحريمُ بين الأغاني الماجنة الخليعة وبين الأناشيد الموسيقية اللهم إلا أن الأغاني الماجنةَ أشدُّ إثما وتحريما لكونها تشتمل على كلامٍ ساقطٍ خليع ، والدليل على حرمة الأناشيد الموسيقية عدةُ أدلة منها :

1- ما جاء عند الإمام البخاري معلقا بصيغة الجزم ووصله بعضهم كأبي داود من حديث أبي عامر الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف...)) صححه الألباني.

2- عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف )) رواه ابن أبي الدنيا وصححه الألباني.

3- عن أنس رضي الله عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى للله عليه وسلم :(( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنةٌ عند مصيبة )) رواه البزار وصححه الألباني لغيره.

4- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة...)) رواه أبو داود وصححه الألباني .

ومعنى ( الكوبة ) الطبل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : والآلات الملهية قد صح فيها ما رواه البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به اه‍.

فانظر كيف أن شيخ الإسلام قد نبه أن النهي موجَّهٌ للآلة نفسِها ، وهو الفهم الصحيح قطعا.

وهناك غير هذه الأحاديث مما يدل على تحريم المعازف .

وجه الدلالة من هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على تحريم المعازف والمعازف جمع (معزف) وهي كل آلة طرب ولهو ، فأنت ترى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حرم المعازف وهذا عموم يشمل كل آلة يعزف بها سواء أكانت في غناء أم في إنشاد ، وإن الأمر الذي يجهله أكثر المسلمين أنهم يعتقدون أن الآلاتِ الموسيقيةَ لو كانت خاليةً من الكلام الفاحش فإنها جائزةٌ وهذا فهمٌ سقيمٌ وغلطٌ ظاهر ، يبين ذلك أن الكلامَ الفاحشَ والساقطَ محرمٌ بكل حال سواءٌ أصاحبته الموسيقى أم لا فبقي مَعَنا الآلة الموسيقية فهل نقول إنها حلال لأن الكلامَ ليس فاحشا أو ساقطا؟!! الجواب قطعا ( لا ).

ونؤكد مرة أخرى على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نص على تحريم المعازف ( الآلات ) عموما فمن قال : إن المعازفَ في الأناشيد جائزةٌ فعليه الدليل ولن يجد إلى ذلك سبيلا.

فهذه نصيحة لكل مسلم ومسلمة مِمَّن ابتلي بسماع الأناشيد الموسيقية أن يتقوا الله تعالى فهم في حقيقة الأمر يستمعون للغناء ويلحقهم الوعيدُ الواردُ في الأحاديثِ المذكورةِ والله المستعان.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.