ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تشنيف السمع بما قيل في الشمع (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12621)

عائشة 10-01-2016 02:53 PM

تشنيف السمع بما قيل في الشمع
 
البسملة1
.
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فهذا حديثٌ نجمَعُ فيه ما قاله الشُّعراءُ في وصفِ الشَّمْعةِ، وسمَّيتُه: ( تشنيف السَّمع بما قيل في الشَّمع ).
وأبدأُ الحديثَ بهذه الأبياتِ البديعةِ للقاضي الأرَّجاني.
قالَ خليلُ بن أيبك الصَّفديُّ في «الوافي بالوفيات 7/ 375»: ( وله قصيدةٌ يصفُ فيها الشَّمْعةَ، أحسنَ فيها كُلَّ الإحسانِ، وقد استغرقَ سائرَ الصِّفاتِ، ولم يكدْ يُخَلِّي لمن بعدَه فَضْلًا ).
.
.
فاصل1وردة1فاصل1
.
.
قالَ ناصح الدِّين الأرَّجانيُّ:
نَمَّتْ بأسْرارِ لَيْلٍ كانَ يُخْفيها * وأطْلَعتْ قَلْبَها للنَّاسِ مِن فِيها
قَلْبٌ لها لم يَرُعْنا وَهْوَ مُكْتَمِنٌ * إلَّا تَرَقِّيهِ نارًا في تَراقِيها
سَفيهةٌ لم يَزَلْ طُولُ اللِّسانِ لها * في الحَيِّ يَجْني عليها ضَرْبَ هَاديها
غَريقةٌ في دُموع وهْيَ تُحرِقُها * أنفاسُها بدَوامٍ مِن تَلَظِّيها
تَنَفَّسَتْ نَفَسَ الـمَهْجورةِ ادَّكَرَتْ * عَهْدَ الخَليطِ فباتَ الوَجْدُ يُبْكيها
يُخْشَى عليها الرَّدَى مَهْما ألَمَّ بِها * نَسيمُ رِيحٍ إذا وافَى يُحيِّيها
بَدَتْ كنَجْمٍ هَوَى في إثْرِ عِفْرِيَةٍ * في الأرْضِ فاشْتَعَلَتْ مِنْهُ نَواصِيها
كأنَّها غُرَّةٌ قد سالَ شادِخُها * في وَجْهِ دَهْماءَ يَزْهاها تَجَلِّيها
أو ضَرَّةٌ خُلِقَتْ للشَّمْسِ حاسِدةً * فكلَّما حُجِبَتْ قامَتْ تُحاكِيها
وَحيدةٌ بشَباةِ الرُّمْحِ هازمةٌ * عَساكِرَ اللَّيْلِ إنْ حَلَّتْ بِواديها
ما طَنَّبَتْ قَطُّ في أرْضٍ مُخَيِّمةً * إلَّا وأقْمَرَ للأبْصارِ داجِيها
لها غَرائبُ تَبدو مِن مَحاسِنِها * إذا تَفَكَّرْتَ يومًا في مَعانيها
فالوَجْنةُ الوَرْدُ إلَّا في تَناوُلِها * والقامةُ الغُصْنُ إلَّا في تَثَنِّيها
قدْ أثمرَتْ وَرْدةً حَمْراءَ طالعةً * تَجْني علَى الكَفِّ إنْ أهْوَيْتَ تَجْنِيها
وَرْدٌ تُشاكُ بها الأيدي إذا قُطِفَتْ * وما علَى غُصْنِها شَوْكٌ يُوَقِّيها
صُفْرٌ غَلائلُها حُمْرٌ عَمائمُها * سُودٌ ذَوائِبُها بِيضٌ لَيالِيها
كصَعْدةٍ في حَشا الظَّلْمَاءِ طاعِنةٍ * تَسْقِي أسافِلَها رَيًّا أعالِيها
كَلُوءَةُ اللَّيْلِ مَهْما أقْبَلَتْ ظُلَمٌ * أَمسَتْ لها ظُلَمٌ للصَّحْبِ تُذْكِيها
وَصِيفةٌ لَسْتَ مِنها قاضيًا وَطَرًا * إنْ أنتَ لَمْ تَكْسُها تاجًا يُحَلِّيها
صَفْراءُ هِنديَّةٌ في اللَّوْنِ إن نُعِتَتْ * والقَدِّ واللِّينِ إنْ أتْمَمْتَ تَشْبِيها
فالهِنْدُ تَقْتُلُ بالنِّيرانِ أنفُسَها * وعِندَها أنَّ ذاكَ القَتْلَ يُحيِيها
ما إنْ تَزالُ تَبِيتُ اللَّيلَ لاهِبةً * وما بِها غُلَّةٌ في الصَّدْرِ تُظْمِيها
تُحْيي اللَّياليَ نُورًا وهْيَ تَقْتُلُها * بئْسَ الجَزاءُ لَعَمْرُ اللهِ تَجْزِيها
وَرْهاءُ لم يَبْدُ للأبصارِ لابِسُها * يومًا ولم يَحْتَجِبْ عنهُنَّ عارِيها
قَدٌّ كقَدِّ قَميصٍ قد تَبَطَّنَها * ولم يُقَدِّرْ عليها الثَّوْبَ كاسِيها
غَرَّاءُ فَرْعاءُ ما تَنْفَكُّ فالِيةً * تَقُصُّ لِـمَّتَها طَوْرًا وتَفْلِيها
شَيْباءُ شَعْثاءُ لا تُكْسَى غَدائرُها * لَوْنَ الشَّبِيبةِ إلَّا حِينَ تُبْلِيها
قَناةُ ظَلْماءَ ما ينْفَكُّ يأكُلُها * سِنانُها طُولَ طَعْنٍ أوْ يُشَظِّيها
مَفْتوحةُ العَيْنِ تُفْني لَيْلَها سَهَرًا * نعَمْ وإفْناؤُها إيَّاهُ يُفْنِيها
ورُبمَّا نالَ مِنْ أطْرافِها مَرَضٌ * لم يُشْفَ مِنْهُ بغَيْرِ القَطْعِ مُشْفِيها
وَيْلُمِّها في ظلامِ اللَّيلِ مُسْعِدةً * إذا الهُمومُ دعَتْ قَلْبي دَواعِيها
لَوْلا اخْتِلافُ طِبَاعَيْنا بواحِدةٍ * ولِلطِّباعِ اخْتِلافٌ في مَبانِيها
بأنَّها في سَوادِ اللَّيْلِ مُظهِرةٌ * تلكَ الَّتي في سَوادِ القَلْبِ أُخْفيها
وَبَيْنَنا عَبَراتٌ إنْ هُمُ نَظَروا * غَيَّضْتُها خَوْفَ وَاشٍ وهْي تُجْرِيها
وما بِها مَوْهِنًا لو أنَّها شَكَرَتْ * ما بي مِنَ الحُرَقِ اللَّاتي أُقاسِيها
ما عانَدتْها اللَّيالي في مَطالِبِها * ولا عَدَتْها العَوادي في مَباغِيها
ولا رَمَتْها ببُعْدٍ مِنْ أحِبَّتها * كما رَمتْني وقُرْبٍ مِنْ أعاديها
ولا تُكابِدُ حُسَّادًا أُكابِدُها * ولا تُداجي بَني دَهْرٍ أُداجيها
ولا تَشكَّى المطايا طُولَ رِحْلَتها * ولا لأرْجُلِها طَرْدٌ بأيديها
إلَى مَقاصِدَ لم تبْلُغْ أدانيَها * مَعْ كَثْرَةِ السَّعْي فَضْلًا عنْ أقاصِيها
فَلْيَهْنِها أنَّها باتَتْ ولا هِمَمي * ولا هُمومي تُعَنِّيها وتَعْنِيها
أبدَتْ إليَّ ابتِسامًا في خِلالِ بُكًى * وعَبْرتي أنا مَحْضُ الحُزْنِ يَمْرِيها
فقُلْتُ في جُنْحِ لَيْلٍ وهْيَ واقِفةٌ * ونحنُ في حَضْرةٍ جَلَّتْ أيادِيها
لو أنَّها عَلِمتْ في قُرْبِ مَن نُصِبَتْ * مِنَ الورَى لَثنَتْ أعْطافَها تِيها
وخَبَّرتْ أنَّها لا الحُزْنُ خامَرَها * بَلْ فَرحةُ النَّفْسِ أبكاها تَناهِيها
وأنَّها قُدِّمَتْ في حَيْثُ غُرَّتُه * تُهْدي سَناها فزادَتْ في تَلالِيها
قالَ الصَّفديُّ: ( وخرجَ إلَى المديحِ ) اهـ.
.
فاصل1وردة1فاصل1
فائدةٌ لغويَّةٌ:
قالَ الجوهريُّ في «الصّحاحِ»: ( الشَّمَعُ بفَتْحَتَيْنِ: الَّذي يُسْتَصْبَحُ بِهِ. قالَ الفرَّاءُ: هذا كَلامُ العَرَبِ، والمولَّدونَ يقولونَ: شَمْعٌ بالتَّسكينِ ) اهـ.
وقالَ المجدُ في «القاموسِ»: ( وتسكينُ الميمِ مُوَلَّدٌ ) اهـ.
قالَ الزَّبيديُّ في «تاج العروس»: ( كذا نقلَه الجوهريُّ، والصَّاغانيُّ، كِلاهما عنه [أي: عن الفرَّاءِ]، ومثلُه للسَّيِّد السَّنَد في شرح المفتاحِ «مبحث التَّشبيه» نقلًا عنِ الفرَّاء. قلتُ: ومثلُه لابنِ السِّكِّيتِ، قالَ: قُلِ: الشَّمَع للمُومِ، ولا تَقُلِ: الشَّمْع. وقد تمالأَ عليه كثيرونَ. وقالَ ابنُ سِيدَه -بعدَ نقلِه كلامَ الفرَّاءِ-: وقد غَلِطَ؛ لأنَّ الشَّمَعَ والشَّمْعَ لُغتانِ فصيحتانِ ) اهـ.
وقالَ ابنُ فارس في «مقاييس اللُّغةِ»: ( أمَّا الشَّمعُ فيُقالُ بسُكونِ الميمِ وفتحِها، وهو معروفٌ ) اهـ.

عائشة 11-01-2016 02:26 PM

للصَّاحبِ بن عبَّاد:
وشَـــــمْعةٍ قُـــــــدِّمَتْ إلينــــــــا * تجمَعُ أوصافَ كُلِّ صَبِّ
صُفْرةَ لَوْنٍ وذَوْبَ جِسْمٍ * وفَيْضَ دَمْعٍ وحَــــــرَّ قَلْبِ
[ ديوانه 192 ]
فاصل1
ولصفيِّ الدين الحليِّ:
في الشَّــمْعِ أوصافٌ كوصـــفي أوجَبَتْ * حُبِّـي له والبعـــدَ عن أضــــدادِهِ
جَــــــــــرَيانُ أدمعِــــــــــهِ وصُـــــــــــــــفْرةُ لونِـــــــــــهِ * وسُـــهادُ مُقلتِهِ وذَوْبُ فُـــــــؤادِهِ
[ ديوانه 273 ]

أحمد البخاري 12-01-2016 12:24 AM

شكر الله لكم

http://www.gifs.net/Animation11/Ever...s/Candle_2.gif

الأميرُ، الحافظ ابنُ ماكولا، في الشَّمعة:

أَقولُ ومالي مُسعِدٌ غَيرُ شَمعَةٍ * علَى طُولِ لَيْلي ما تُريدُ نُزوعا
كلِانا نَحيلٌ ذو اصْفِرارٍ مُعَذَّبٌ * بِنارٍ أَسالَتْ مِن حَشاهُ نَجيعا
ألا سَاعِديني طولَ لَيلِكِ إنَّنا * سَنَفنى إِذا جاءَ الصَّباحُ جَميعا


[معجم الأدباء، ص:1990]
قال الذّهبيّ، في ترجمة ابنِ ماكولا: الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ، النَّاقِدُ، النَّسَّابَةُ، الحُجّةُ

لطيفة
يوسف المستنجد بالله، العبّاسيّ، في بخيل:

وباخِلٍ أَشعَلَ فِي بَيتِهِ * تَكرِمَةً مِنهُ لَنا شَمْعَه
فَما جَرَتْ مِن عَينِها دَمْعةٌ * حتَّى جَرَتْ مِن عَينِهِ دَمْعَهْ


[ تاريخ الإسلام ]
هذا البخيل وشمعتُه، لسانُ حالهما يقول، كما قال الأميرُ:
سَنَفنى إِذا جاءَ الصَّباحُ جَميعا


عائشة 12-01-2016 01:50 PM

جزاكم الله خيرًا

فاصل1وردة1فاصل1
لأبي الفضل الميكاليِّ يصفُ الشَّمع:
وليلٍ كلَونِ الهَجْرِ أو ظُلمةِ الحِبْرِ * نَصَبْنا لداجِيهِ عَمودًا مِنَ التِّبْرِ
يَشُقُّ جَلابيبَ الدُّجَى فكأنَّما * نَرَى بينَ أيدينا عَمودًا من الفَجْرِ
يُحاكي رُواءَ العاشقينَ بلَونِه * وذَوْبِ حَشَاهُ والدُّموعِ الَّتي تَجْري
خَلا أنَّ جارِي الدَّمْعِ يَنْحَلُهُ قُوًى * وعَهْدِي بدَمْعِ العَينِ يُنْحِلُ إذْ يَجري
تبدَّى لنا كالغُصن قَدًّا وفوقَهُ * شُعاعٌ كأنَّا منه في ليلةِ البَدْرِ
تحمَّلَ نُورًا حتفُهُ فيه كامِنٌ * وفيهِ حياةُ الأُنسِ واللَّهوِ لو يَدْري
تراه يدبُّ الدَّهْرَ في بَرْيِ جِسمِهِ * وقد كانَ أَوْلَى أن يريشَ ولا يَبْري
إذا ما عَرَتْهُ عِلَّةٌ جُذَّ رأسُهُ * فيَختالُ في ثوبٍ جَديدٍ مِنَ العُمْرِ
[ درج الغرر 117 ]
فاصل1وردة1فاصل1
لطيفة
قالَ إبراهيم الغزِّيُّ:
إنِّي لأشكو خطوبًا لا أُعَيِّنُها * ليبرأَ النَّاسُ مِنْ عُذْري ومِنْ عَذَلي
كالشَّمْعِ يبكي فلا يُدْرَى أعَبْرَتُهُ * من صُحْبةِ النَّارِ أم مِنْ فُرْقَةِ العَسَلِ
[ ديوانه 723 ]

أحمد البخاري 12-01-2016 11:26 PM

بارك الله فيكم

أبو محمد، عبد الجبَّار بن حَمديس الصقليّ:

قَناةٌ مِن الشَّمْعِ مَرْكوزَةٌ * لَها حَربَةٌ طُبِعَت مِن لَهَبْ
تَحرِقُ بالنَّارِ أَحْشاءَها * فَتَدمَعُ مُقلَتُها بالذَّهَبْ
تَمَشَّي لَنا نُورُها في الدُّجى * كَما يَتَمَشَّى الرِّضى في الغَضَبْ
فاعْجَبْ لآكِلَةٍ جِسمَها * بِرُوحٍ يُشارِكُها في العَطَبْ


[الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة]
لطيفة
مجيرُ الدِّين ابنُ تَميم:
اجْتازَ ليلةً بدارِ بَعضِ أَصحابِهِ ومَعهُ شَمعةٌ فَطفِئت،
فأوقَدَها مِن سِراجِ صاحبِه، فقالَ:

يا أيُّها المولى الشَّريفُ ومَن لَهُ * فَضلٌ يَفوقُ بهِ على أَهلِ الأَدَبْ
لمَّا أَزَرتُكَ شَمعَتي لتُنيرَها * جاءَتْ تُحدِّثُ عَن سِراجِك بالعَجَبْ
وافَتْهُ حاسِرَةً فقبَّلَ رَأسَها * وأَعادَها نَحوي بتَاجٍ مِن ذَهَبْ


[ فوات الوفيات ]
عِظة
أَبُو المُظَفَّر الدُّوري الواعظ:

يتوبُ عَلى يَدِي قوْمٌ عُصاةٌ * أخافَتهُم مِنَ البارِي ذنوبُ
وقَلبي مُظلمٌ من طُول ما قدْ * جَنى فأناْ عَلَى يدِ منْ أتوبُ؟
كأنّي شمعةٌ ما بَيْنَ قومٍ * تُضيءُ لهم ويُحرِقها اللَّهيبُ


[ تاريخ الاسلام ]


عائشة 13-01-2016 02:13 PM

وفيكم باركَ اللهُ تعالَى، وشكرَ لكم هذا الاهتمامَ، ونفعَ بكم.
فاصل1
وددتُّ التَّنبيهَ علَى خَطَإٍ طباعيٍّ في ضبطِ: (تحرق) في أبياتِ ابن حمديس، فإنَّ الصَّوابَ: (تُحَرِّقُ). وهمزةُ (فاعجَبْ) مقطوعةٌ للوزنِ، وذكرَ محقِّقُ "الذَّخيرة" في الحاشيةِ أنَّها في الدِّيوانِ: (عَجِبْتُ).

فاصل1
وجزاكم اللَّه خيرًا.

عائشة 13-01-2016 02:30 PM

قال السَّرِيُّ الرَّفَّاءُ يصفُ شمعًا أُهديَ إليه:
جاءَتْ هديَّتُكَ الَّتي * هي شَمْسُنا بعدَ الغِياب
حَلَّيْتَ أُفْقَ مَحلِّنا * منها بنَجْمٍ أو شِهاب
بسَليلَةِ النَّحْلِ الكَريـ * ـمِ شَقيقةِ النُّطَفِ العِذاب
صُفْر الجُسومِ كأنَّما * صِيغَتْ مِنَ الذَّهَبِ الـمُذاب
فكأنَّ ماءَ الحُسنِ إذْ * شَرِقَتْ به ماءُ الشَّباب
فإذا ذَكَتْ نيرانُها * ليلًا وجَدَّتْ في الْتهاب
أنساكَ طِيبُ دُخانِها * طِيبَ العَبيرِ أو الـمَلاب
وإذا عرَتْها مَرْضةٌ * فَشِفَاؤُها ضَرْبُ الرِّقاب
تَثني الدُّجَى عن لَوْنِه * فيعودُ مُبْيَضَّ الحِجاب
لولا غَرائبُ فِعْلِها * لارْتَدَّ في لَوْنِ الغُراب
[ ديوانه 67 ]

أحمد البخاري 14-01-2016 01:21 PM

بارك الله فيكم
وشكراً على التّنبيهات


http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/6g6...le-06-june.gif

وللمَعرِّيّ:

وصَفراءَ مثلي، في هواها جَليدَةٌ * على نُوَبِ الأيّام والعِيشةِ الضَّنْكِ
تُريك ابْتسامًا دائمًا وتَهلُّلًا * وصَبرًا على ما نابَها وهْيَ في الهُلْكِ
فلَو نطَقَت يومًا لقالتْ: أظُنُّكم * تَخالونَ أنِّي من حِذارِ الرَّدى أبْكي
فلا تَحسَبوا دَمْعي لوَجدٍ وَجَدتُهُ * وقَد تَدمَعُ الأجْفانُ مِن كَثْرةِ الضَِّحْكِ


[ سقطُ الزَّند، ص:241، ط:صادر ]

لطيفة

أبو الحسن عليّ بنُ سعيد، وقد أهدى شمعةً وأجاد:

أهدَيتُها مولايَ نَحوك ضامناً * عنكَ القبولَ مودةً وصفاءَ
لتقومَ بين يَديك عنِّي خِدْمةً * وتَنوبَ عنّي إذْ قَعدتُ حياءَ
تُبْدي لوَجهك مِن بشائرِ وَصلِها * ضَحكاً ومِن خوفِ الفراقِ بُكاءَ
وكأنَّها نابتْ عن الشَّمسِ التي * قد ودَّعَتك إلى الصَّباحِ ضِياءَ

[ سرور النفس بمدارك الحواس الخمس، ص:351 ]

عظة

أبو مروان عبد الملك، ذو الرِّياستين:

ربَّ صفراءَ تردَّتْ * برِداءِ العاشِقينا
مثلَ فِعْلِ النَّارِ فيها * تَفعلُ الآجالُ فينا


[ قلائد العِقيان، ص:51 ]


عائشة 14-01-2016 02:33 PM

بارك الله فيكم، ونفع بكم
فاصل1،،،فاصل1
لمظفَّر بن إبراهيمَ:
جاءَتْ بجسمٍ لسانُهُ ذَهَبُ * تبكي وتشكو الهوَى وتلتهبُ
كأنَّها في يمينِ حامِلِها * رُمْحُ لُجَيْنٍ سِنانُهُ ذَهَبُ
[ نكت الهميان 291 ]
فاصل1
لطيفة
لأسامة بن منقذ:
انظرْ إلى حُسْنِ صَبْرِ الشَّمْعِ يُظْهرُ للرْ * رائينَ نُورًا وفيه النَّار تستعِرُ
كذا الكريمُ تراهُ ضاحِكًا جَذِلًا * وقلبُهُ بدخيلِ الهَمِّ مُنفَطِرُ
[ ديوانه 252 ]

أحمد البخاري 15-01-2016 02:38 PM

بارك الله فيكم، ما شاء الله
بعضُ الشّعر يحسُنُ فيه قولُ الأوّل:
وحسْبُك من شِعرٍ يكادُ لُدونَةً * يُغنَّى به النّبتُ الهشيمُ فيورِقُ


http://img.xooimage.com/files54/7/4/...ik-268205d.gif

لبعضِهم:

بَيضاءُ أَضحَكَتِ الظَّلامَ فَراعَها * فَبَكَت وأَسبَلَتِ الدُّموعَ بوادِرا
جَفَّت دُموعُ جُفونِها فكأنَّما * كُسِيَت من الطَّلعِ النَّضيدِ ضَفائِرا


[ نهاية الأرَب، 1/121 ]

لطيفة

أبو عمرو، يحيى بنُ صاعد الهَرَويّ:

أنا المغتَرُّ حين ظَننتُ أنْ لا * يكونُ لوَصلِهم أبدًا فِراقُ
وقالوا: كَيف ليلُك؟ قُلتُ: لَيلي * كلَيلِ الشَّمعِ أَجمَعُهُ احْتِراقُ

[مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، 16/24]

وصيَّة

وأنشَدَ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الْحق المَخْزُومِي، وَلم يعين قَائِلا:

إحرِصْ على كلِّ عِلمٍ تَبلغِ الأَمَلا * وَلَا تَموتَنَّ بِعلمٍ وَاحِدٍ كَسَلا
النَّحْلُ لمَّا رَعَت مِن كلِّ فَاكِهَةٍ * أَبدَت لَنا الجَوهرَينِ الشَّمعَ والعَسَلا
الشَّمعُ بِاللَّيْلِ نورٌ يُستضاءُ بِهِ * والشَّهدُ يُبْري بِإِذنِ البارِئِ العِلَلا


[ برنامج الوادي آشي، ص:79]

مُلحة

أَبُو عَليّ الْحسن بن أبي الطّيب الباخرزي:

لنا صَاحبٌ للزَّادِ آكلُ مِن رَحًى * وَلكنَّهُ للرَّاحِ أشْربُ من قُمعِ
إِذا نَحنُ ضِفناهُ تغيَّرَ وَجهُهُ * وَمهما أَضفْناهُ تلألأَ كالشَّمعِ


[ تتمّة اليتيمة، 5/224 ]



أحمد البخاري 15-01-2016 04:35 PM

نفع الله بكم
قد مضى ذكرُ"القمع" في مشاركتي السّابقة، مضموم القاف، وهو خلاف الصَّواب، قال في [التّاج، (ق م ع)]:
والقَمْعُ بالفَتْحِ، والكَسْرِ، وكعِنَبٍ، ذكرهنَّ الجوهريّ، قُلتُ: والعامَّةُ تَقُولُ بالضَّمِّ وهُوَ غَلَطٌ. اهـ


أبو عمرو، يحيى بن صاعد بن الهرويّ

ومن يكُ ضَاق في الظَّلماءِ ذَرعًا * فإنّي من يُسَرُّ بها جَنانُه
أُطاردُ عَسكرَ الظَّلماءِ عنِّي * برُمحٍ صِيغَ من ذَهبٍ سِنانُه


[مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، 16/24]

وصيَّة

عمادُ الدِّين، أبو نَصر علي بن الوزير عضُد الدِّين:

إحْفظْ لسانَك أَن يَطولَ فإنّما * قِصَرُ اللِّسانِ يكُفُّ مِن غُلَوائِهِ
والشَّمْعُ قَطعُ لِسانِهِ مِن طولِهِ * وحَياتُهُ سَبَبٌ إلى إِردائِهِ


[خريدة القصر - قسم شعراء العراق-ص:166]


أحمد البخاري 17-01-2016 02:09 PM

بارك الله فيكم جميعاً

أبوبكر الصَّنوبريّ، وقد أهدى شَمعاً وكتبَ معه:

يا أبا حَفصٍ قَد اخْتَرتُ فلَم آلُ اخْتِيارا
وتأمَّلتُ الهديَّاتِ صِغاراً وكِبارا
لم أجِدْ شيئاً كشيءٍ * يجعلُ اللَّيلَ نَهارا
فتأمَّلْ مِن قَريبٍ * شَجراً يحمِلُ نارا
واكْسُها منك قَبولاً * تَكْسُ مُهديها فَخارا


[ ديوان الصّنوبريّ، ص:15 ]

لطيفة

عمادُ الدِّين، أبو نَصر علي بن الوزير عضُد الدِّين، يشكو صديقاً، تغيَّر:

قوَّمتُ في زَمنِ الشَّدائدِ غُصنَهُ * فاعْوجَّ إذْ هبَّت رُخاءُ رَخائِهِ
ونَفَعتُهُ لمّا تَناهى ضرُّهُ * فأعَضْتُهُ السّراءَ من ضرّائِهِ
قلبي منَ الإشفاقِ مُحترقٌ لهُ * كالشَّمعِ وهْو يعيشُ في أضْوائِهِ
مُتَناومٌ عنّي إذا نادَيتُهُ * ولَطالما استَيقَظتُ عِند نِدائِهِ


[خريدة القصر - قسم شعراء العراق-ص:175]


عائشة 17-01-2016 02:19 PM

جزاكمُ اللهُ خيرًا.
وشكرَ اللهُ لأُستاذِنا أحمدَ هذا الجهدَ في الجَمْعِ والتَّصنيفِ، ونفعَ به.
فاصل1،،،فاصل1
قالَ السَّرِيُّ الرَّفَّاء يصفُ شمعةً:
وباكيةٍ ليلَها كُلَّهُ * تُحاكي الصَّباحَ بمِصْباحِها
بَصيرةُ لَيْلٍ ولكنَّها * ضَريرَتُهُ عندَ إصْباحِها
نَجُزُّ لإصلاحِها رأسَها * فإفسادُها عندَ إصلاحِها
[ ديوانه 129 ]
فاصل1
لطيفة
قالَ إبراهيم الغَزِّيُّ:
نَمَى لكَ وُدِّي حينَ قَلَّمْت رأسَهُ * قياسًا علَى الأقلامِ والشَّمْعِ والظُّفْرِ
[ ديوانه 620 ]
فاصل1
وصية
قالَ أسامةُ بن منقذ:
استُرْ هُمومَكَ بالتَّجَمُّلِ واصْطَبِرْ * إنَّ الكريمَ علَى الحوادثِ يَصْبِرُ
كالشَّمْعِ يُظْهِرُ نُورَهُ مُتَجَمِّلًا * خَوْفَ الشّماتِ وفيه نارٌ تُسْعَرُ
[ ديوانه 239 ]

عَرف العَبيرِ 17-01-2016 07:16 PM

السلام1
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم ، وجعلكم نفْعاً للإسلام .
جزاكم الله خيرًا
قال الصفديُّ في كتابه " الوافي بالوفيات 75/3 " : ( أبو طاهر الشيرازي
أحمد بن محمد الأديب أبو طاهر الشيرازي الشاعر. توفي قبل الأربعمائة تقريباً؛ ومن شعره في الشمعة ) :
فاصل1فاصل1فاصل1
قامتْ على الكرسيّ تجلو نفسَها ،،،،،، وتشقُّ عنها داجي الظلماتِ
جسْمٌ حكى شفق الغروبِ وغرّة ،،،،،، تحكي الشروق وقامه كقناةِ
لما رأت ليل التمام يفوتها ،،،،،، طولاً، ويؤذن شملها بشتاتِ
أكلت من الغيظ المبّرح نفسها ،،،،،، وتلمّظتْ كتلمّظِ الحيّاتِ

عائشة 18-01-2016 01:51 PM

رد السلام1.
أشكرُ لكم مُشارَكتَكم الطيِّبةَ، وتذكُّرَكم لملتقَى أهلِ اللُّغةِ، في الوقتِ الَّذي نَسِيَهُ كثيرونَ ممَّن كانوا هُنا.
جزاكمُ اللهُ خيرًا.
فاصل1،،،فاصل1
وقال السريُّ الرَّفاء:
وشمعةٍ في يدِ الغلامِ حَكَتْ * عُنْقَ ظَليمٍ بغيرِ مِنقارِ
تبكي إذا نارُ شوقِها اضْطَرَمَتْ * بدَمْعِ تِبْرٍ مِنَ الأسَى جارِ
كأنَّها نَخْلةٌ بلا سَعَفٍ * تَحْمِلُ أُتْرُجَّةً مِنَ النَّارِ
[ ديوانه 227 ]
وردة1،،،وردة1
وقال محاسن الشوَّاء:
حَكَتْني وقد أوْدَى بيَ السُّقْمُ شَمْعَةٌ * وإن كنتُ صَبًّا دُونَها مُتوَجِّعَا
ضَنًى وسُهادًا واصْفِرارًا وزَفْرةً * وصَبْرًا وصَمْتًا واحْتِراقًا وأدْمُعَا
[ مطالع البدور في منازل السرور 1/ 84 ]


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 12:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ