بيان فضل كتاب ( تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح ) لأبي جعفر اللبلي
 

بسم الله الرحمن الرحيم

(تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح) لأبي جعفر اللَّبْلي شرح عظيم جامع لا يدع شاردة ولا واردة إلا حكاها.

قال الدكتور محمد بدوي المختون في مقدمة تحقيقه لشرح ابن درستويه على كتاب الفصيح وهو يتحدث عن شرح اللبلي المذكور على كتاب الفصيح:
"قال فيه الجبائي: "وهو كتاب لم تكتحل عين الزمان بمثله في تحقيقه وغزارة فوائده، ومنه يعلم فضل الرجل الذي ألفه وبراعته.""

قلت: والذي يحزننا أن هذا الشرح لم يوجد كاملا، والذي طبع منه سِفر واحد، وهو في تقديري ربع الكتاب، على أن الكتاب كان موجودا كاملا إلى زمن قريب، فقد ذكر الميمني رحمه الله أنه رأى نسخة كاملة منه في حجته سنة 1376.
لكن قد وُجد مختصره كاملا، وهو من صنع المؤلف نفسه، وسماه: "لباب تحفة المجد الصريح"، ووجدت في بعض المنتديات أنه حقق كاملا في جامعة أم القرى، وأنه في مراحل الطباعة، والله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم

وقد نقل اللبلي في كتابه عن كتب من كتب اللغة لا تعرف اليوم ولم يوقف لها على خبر، وسأذكر هنا مصادره في كتابه مرقمة، وأُورِدُها بلفظه في مقدمته ليعرف فضل هذا الكتاب، قال في مقدمته:
"وأخذت ذلك من كتب أئمة اللغة المشهورين بالتبريز، ونفضت فيه الدواوين ما بين المستوعب منها والوجيز،

1 - ككتاب السماء والعالم لأبي عبد الله محمد بن أبان بن سيد القرطبي

2 - وموعب اللغة لأبي غالب تمام بن غالب المعروف بابن التياني

3 - وجامع اللغة لأبي عبد الله محمد بن جعفر المعروف بابن القزاز

4 - وواعي اللغة لأبي محمد عبد الحق بن عبد الله الأزدي المحدث الإشبيلي

5 - والمخصص

6 - والمحكم

7 - والعويص

8 - وشرح الغريب المصنف لأبي الحسن علي بن سيده

9 - والصحاح لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري

10 - والمبرز لأبي عبد الله محمد بن يونس الحجاري"

وللحديث بقية إن شاء الله.

الأخ صالح العمري ،
من ضمن الكتب التي ذكرتَها كتبٌ وصلت إلينا و هي معروفة مثل : " المخصص " لابن سيده الأندلسي ،( عاش في العصر العباسي الرابع ). و هو من أضخم معاجم الموضوعات أو معاجم المعاني .
ومثل " المحكم و المحيط الأعظم في اللغة " لابن سيده أيضا ، و هو من معاجم الترتيب الصوتي سار على طريقة "العين " للخليل و " التهذيب " للأزهري .
ومثل " الغريب المصنف " لأبي عبيدالقاسم بن سلام ( في العصر العباسي الثالث )
ومثل " تاج اللغة و صحاح العربية " لاسماعيل بن حماد الجوهري ( في العصر العباسي الثالث أيضا ) و هو مرتَّب ترتيبا ألفبائيا وفقا لأواخر الأصول .

مع تحياتي

جزاك الله خيرا, وأحسن إليك.

لا شك أن الكتب التي ذكرتِها وصلت إلينا، وما أظن هذا يخفى على أحد من الناس سواء أكان طالب علم أم كان عامِّيًا أمِّيًا.

وأنا ما قلت: إن الكتب التي نقل عنها لم يصل إلينا منها شيء! إنما قلت:
"وقد نقل اللبلي في كتابه عن كتب من كتب اللغة لا تعرف اليوم ولم يوقف لها على خبر"
والمقصود: أن بعض الكتب التي نقل عنها لم تصلنا، وهذا واقع.

قال محقق الكتاب الدكتور عبد الملك الثبيتي وهو يتكلم عن مزايا الكتاب:
"1 - مقدمة الكتاب الفريدة التي صدر بها، فهي سجل وثائقي، حفل بأسماء كثير من الكتب التي لا تعلم، ولا لمن هي إلا منه.
2 - كثرة النقول في الكتاب عن مصادر لغوية مفقودة، مثل موعب اللغة لابن التياني ...[إلى آخر كلامه]
3 - عرفنا بعدد من شروح الفصيح المجهولة، مثل شرح المطرز، وشرح مكي، وشرح العماني .....[إلى آخر كلامه]."

وأقول: بل بعض هذه الكتب كان في زمانه غير مشهور ولا يكاد يعرفه أحد، قال تلميذه ابن جابر الأندلسي عن الكتاب: "ذكر أنه جمعه من تواليف عدة، ذكرها في أوله، ربما ما يعلم بعضها ولا لمن هي منسوبة إلا منه، ناولنيه في أصله بخطه."
والله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم

ثم قال -رحمه الله-:

"11 - والجمهرة لابن دريد

12 - والمجمل لابن فارس

13 - ومختصر العين للزبيدي

14 - وتهذيب أبنية الأفعال لأبي القاسم علي بن جعفر السعدي المعروف بابن القطاع

15 - والأفعال لابن القوطية

16 - ولابن طريف

17 - والمنظم لكراع

18 - والمجرد

19 - والمنجد له

20 - والإصلاح

21 - والألفاظ

22 - والفرق

23 - والمثنى

24 - وفعلت وأفعلت ليعقوب بن السكيت

25 - واليواقيت

26 - وغريب أسماء الشعراء للمطرز

27 - والفصوص لصاعد

28 - والغريب لأبي عبيد

29 - والزاهر لابن الأنباري"

وللحديث بقية إن شاء الله

وأنا أعلم أن كل أحد من الأعضاء يستطيع أن يعود إلى مقدمة اللبلي فيقرأ مراجعه هذه لكني أردت أن أنبه عليها وأحصيها بالعدد إذ كان هو لم يعدها.
ولما وقفت على هذا الكتاب أول مرة ورأيت ما فيه من التوثيق في النقل وكثرة مراجعه أذهلني ذلك، وعرفت أن الكتاب ذو فضل كبير، فلذلك أردت أن أعرف به طلاب العلم.

شكَرَ اللهُ لكَ.
إنَّه عَمَلٌ صالِحٌ، فيه نفعٌ عظيمٌ، ودِلالةٌ علَى خَيْرٍ.
فجزاكَ اللهُ خيرًا، وأحسنَ إليكَ، ونفعَ بكَ.
وأعجبتني كلمةٌ قالَها الأُستاذ / فيصلٌ المنصورُ -وفقه الله-:
( ولو أن كلَّ من قرأ كتابًا؛ فرآه حسنًا، نقل لنا ما وقع عليه من فوائدَ، ونوادرَ، لكان في هذا نفعٌ جَمٌّ، وعلمٌ غَمْرٌ. فكم من امرئٍ ربَّما قصُرت به همَّته عن قراءة الكتب، فصادفَ هذه الأحاديثَ، فاستفادَ منها، أو أوصلَه البحث إليها، فأقبسَه علمًا يهتدي به! ) انتهى.

شكرَ الله لكَ يا أبا حيان.
رأيتُ قبلَ أيامٍ كتابَ (لباب تحفة المجد الصريح) مطبوعًا من قِبَل جامعة أم القرى.
------
قلَّما ذكرَ المتقدِّمون من أهلِ العِلم مراجِعَ مؤلَّفاتِهم. ولو ذكروا ذلك، لجاءَنا عِلمٌ كثيرٌ، وفوائدُ غزيرةٌ. ومن أُلئكَ القِلَّة الذين ذكروا مراجِعَهم أبو منصور الأزهريُّ (ت 370 هـ) في (التهذيب)، وابن فارسٍ (ت 395 هـ) في (مقاييس اللغة)، وابن سيده (ت 458 هـ) في (المحكَم)، والصغانيُّ (ت 650 هـ) في (العباب الزاخر)، (وقد أنشأ الميمني مقالةً ساقَ فيها صدرَ كتابِه هذا، وفيهِ مراجعُه التي تبلغُ العشراتِ، ولعلَّ أبا حيَّانَ يورِدها تتميمًا للفائدةِ)، وابنُ منظورٍ (ت 711 هـ) في (اللسان)، والزَّبيديّ (ت 1205 هـ) في (تاج العروس)، وغيرهم.

أشكر الأستاذة الكريمة عائشة، والأستاذ فيصلا المنصور على مشاركتهما وتشجيعهما.

بُشِّرت بما يسرك يا أبا قصي، أرجو أن أظفر به قريبا.

=====

ثم قال المصنف -رحمه الله-:

"30 - وكتاب ليس لابن خالويه

31 - وكتاب اطرغَشّ

32 - وكتاب أبنية الأفعال أيضا

33 - والأَفِق له أيضا

34 - وكتاب الوحوش لهشام الكَرْنَبائي

35 - وكتاب صعاليك العرب لأبي الحسن الأخفش

36 - والمصادر للفراء

37 - وكتاب فعل وأفعل لأبي عبيدة معمر بن المثنى

38 - وكتاب الأبدال لعبد الواحد بن علي اللغوي

39 - وكتاب المصادر والنوادر لأم البهلول الفقعسية

40 - والفاخر لأبي طالب المفضل بن سلمة

41 - والألفاظ لأبي نصر البصري

42 - والمحتسب

43 - وشرح شعر المتنبي لأبي الفتح عثمان بن جني

44 - وفصل المقال في شرح الأمثال

45 - ومعجم ما استعجم لأبي عبيد البكري

46 - وكتاب المعاقبات لابن الأعرابي

47 - والألفاظ له أيضا

48 - وشرح الأمثال لابن أغلب المُرْسي

49 - وحُلى العُلى لعبد الدائم القيرواني

50 - ولحن العامة للزُّبيدي"

وللحديث بقية إن شاء الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ثم قال -رحمه الله-:

"51 - ولأبي حاتم السجستاني

[أي: ولحن العامة لأبي حاتم السجستاني، وذكر المحقق أن هذا الكتاب اسمه: تقويم المفسد]

52 - وإصلاح المنطق لأبي علي أحمد بن جعفر الدينوري

53 - والأضداد لأبي بكر بن الأنباري

54 - والمقصور والممدود لابن ولاد

55 - ولأبي علي القالي

56 - وخلق الإنسان لثابت

57 - ولأبي حاتم

58 - والأصمعي

59 - والفرق لثابت

60 - ولأبي حاتم

61 - والتذكير والتأنيث

62 - والحشرات لأبي حاتم أيضا

63 - والغرائز

64 - وحيلة ومَحالة

65 - والهمز

66 - وفعلت وأفعلت لأبي زيد الأنصاري

67 - وفعلت وأفعلت أيضا لأبي إسحاق الزجاج

68 - ولأبي علي القالي

69 - والمثلث

70 - وشرح الكامل

71 - وشرح أدب الكتاب لأبي محمد بن السِّيْد البَطَلْيَوسي

72 - والمثلث أيضا لأبي عبد الله القزاز

73 - والصواب لابن عُدَيس

74 - وشرح ابن عُلَيم

75 - والاشتقاق لابن النحاس

76 - والبهي للفراء

77 - وكتاب الأزمنة لقطرب

78 - وفعلت وأفعلت

79 - ونوادر القالي

80 - وأبي عبد الله بن الأعرابي

81 - وأبي الحسن اللحياني

82 - ويونس

83 - وأبي زيد

84 - وثعلب

85 - وأبي مسحل

86 - وأبي موسى الحامض

87 - وأبي محمد اليزيدي"

وللحديث بقية إن شاء الله

هل المطبوع في جامعة أم القرى كاملا، أو جزء من الكتاب؟

تجدين الجواب عن هذا في أول مشاركة:

من حديث ( تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح )
 

كان من قضاء الله فينا أني سُئلت عن قصة هذا الكتاب ، فقلت :

كنت سمعتُ يوما أن دار المعارف يوم عزمتْ على إصدار سلسلة ( ذخائر العرب ) أسندت الإشراف على هذه السلسلة إلى طه حسين وأحمد محمد شاكر فنصح أحمدُ أخاه محمودًا أن ينشط إلى تحقيق كتاب ( تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح ) للَّبلي ؛ لطول باع محمود شاكر في اللغة والأدب ، ولكنَّ شيخنا محمودًا آثر الاشتغال بـــ ( طبقات فحول الشعراء ) لمحمد بن سلام الجمحي ، ومضى زمن طويل وعندما ذُكِّرَ الشيخ بنصيحة أخيه كان قد نسي أمر هذا الكتاب وبقيت الحادثة كأنها طيف لا تتبين له ملامحه.
ومن العجيب أن صديقا من أبناء مجلس الشيخ محمود شاكر قرأ كلامي هذا وقال لي :
ألا تعلم أن الشيخ - رحمه الله - كان يمتلك فيلما للتحفة ، فلماذا لم تذكر ذلك ؟
فأنكرتُ قوله جملة وتفصيلا ؛ لأني فهرستُ الأفلام التي كانت محفوظة في ثلاجة بيت الشيخ حتى سنة 1982 م ولم أقرأ عنوان ( تحفة المجد ) ولا مختصرها ، ولوكان الشيخ مَلَكَ نسخة بعد هذا التاريخ لعَلِم رواد المجلس والمقربون بالخبر أولهم محمود الطناحي . لكن الوهم اختبأ وراء هذه المقولة .
والسؤال الحائك في الصدر : مَن الذي أعلم الشيخ أحمد شاكر بأمر هذا الكتاب ؟
تنحصر الإجابة في رجلين :
إما الميمني نفسه ،
وإما أحمد خيري باشا صاحب أضخم مكتبة مطبوعات ومخطوطات في مصر .
فأما الميمني فقد كان يعلم بأمر الكتاب حتما وقد ذكر ذلك في مقالة نشرها في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق مجلد 37 / ج 3 / ص 521
وأما خيري فمن المظنون أنه مَلَكَ نسخة تامة من التحفة كالتي ذكرها الميمني تمامًا - ونتبين ذلك من مقالة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور المنشورة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق مجلد 37 / ج 2 / ص 205 – إذ قال :
( وقد أخبرني صديقي الأستاذ الجليل السيد حسن حسني عبد الوهاب أنه اطلع على نسخة من شرح اللبلي على الفصيح بخط أندلسي عند أحمد خيري المصري ، وسألتُ الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب هل يتذكر تلك النسخة : تحفة المجد الصريح أو اختصاره فلم يتحقق في ذلك . وليس يبعد أن تكون هذه النسخة هي التي كانت في تونس وصارت إلى مصر مباشرة أو تناقلتها الأيدي بواسطة بعض تجار الكتب الذين كانت لهم صلة مع القاهرة وغيرها من البلاد .... )
ومكتبة روضة خيري كانت ذائعة الصيت لما تحوي من الذخائر وقد كتب السيد عبد السلام النجار مقالا في مجلة معهد المخطوطات المجلد 6 / ص 590 في وصف نوادر مخطوطات روضة خيري وكان سيتبعه بمقالات أخرى ولكنه توقف ولم يذكر في هذه المقالة ( تحفة المجد )
فهل كان في نية الشيخ عبد العزيز الميمني نشرُ هذا الكتابِ ؟
لستُ موقنا بهذا ؛ لأن كلامه عن التحفة في مقالته لا يوحي بتلك النية ، وقوله :
( وأنا مزمع على بث سره ونشر خبيئه لكل من أستوثق منه بنشره وإحيائه إن شاء الله )
يدل دلالة صريحة على أنه يبحث عن محقق جادٍّ وعلى علم يؤهِّله لتحقيق كتاب ضخم كهذا الكتاب ليدفع إليه المخطوطة ، ويبدو أنه لم يجد بُغيتَهُ فيمن حوله فطوى الكتابَ وانطوى الخبرُ بوفاة الميمني - رحمه الله - ولو كان لدى تلامذته المقربين ( مثل الدكتور محمد يوسف ) أيُّ خبر عن الكتاب لأشاعوه بعد وفاة شيخهم وحملهم أمانة المعرفة وفاءً لحق العلم وحق المعلم .
وبالله التوفيق .

إنا لله وإنا إليه راجعون
ما أشد حزني لفقدان هذا الكتاب، رحم الله الشيخ الميمني، ليته أسند ذلك إلى أي أحد من الناس، فخروج الكتاب ولو بتحقيق رديء خير من ضياعه واندثاره، وبعض الشر أهون من بعض.
وأرجو أن يظهره الله للناس، فإني أحسبه ما زال موجودا في مكان ما.
وأشكر لشيخنا العالم منصور مهران هذه الأخبار التي نجد فيها متعة وفائدة، ورحم الله الشيخ أبا فهر فكم نفع الله به طلاب العربية.

بشرى وأي بشرى
 

أعلن الدكتور عبد العزيز المانع أنه اكتشف مكان مخطوطة تحفة المجد الصريح التي رآها الميمني وانقطع خبرها منذ ستين عاما
فقد وجدها في خزانة أسرة آل البِساطي من وجهاء المدينة النبوية
انظروا مقالته الماتعة في مجلة معهد المخطوطات :
الجزء الأول من العدد الثاني والستين ( شعبان 1439هـ )