ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الشِّعر في الشِّعر (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12792)

أحمد البخاري 08-03-2016 05:43 PM

الشِّعر في الشِّعر
 
http://freeislamiccalligraphy.com/wp.../Basmallah.png

http://haaalharbi.kau.edu.sa/Images/...4827587308.gif

الحمدُ للّه والصّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
هذا حديثٌ كنتُ نويتُه، أردت أن نجمعَ فيه ما قاله الشُّعراء في الشِّعر نفسِه، ولن يقول في الشِّعر كشاعرٍ، فصاحبُ البيتِ أدرى بما فيه، والصَّانع أعلم بصنعتِه، وكما قيل:
يا أبا جعفرٍ أتحكمُ في الشِّعرِ وما فيك آلةُ الحُكّامِ
إنّ نقدَ الدِّينار إلاّ على الصَّيْرَفِ صَعبٌ فكَيف نَقدُ الكَلامِ
ثمَّ رأيتُ أن نوسّع دائرة الحديث ليشملَ كلَّ ما قاله الشّعراء في الشّعر، على اختلاف أغراضهم في ذلك، لأنّ منهم من يصف الشّعرَ مطلقاً فيبيِّنُ حقيقته من وجهة نظره، ومنهم من يذكر أنواع الشُّعراء ومراتبَهم في الشّعر، ومنهم من يمدحُ فيخصُّ شعرَ رجلٍ بالوصف، أو شعر حيٍّ أو قبيلة، ومنهم من يفخَرُ فيَنعتُ شعرَه أو قصائده، ومنهم من يهجو شاعراً مثله، فيعيبُ شعرَه ويبيّنُ عوارَه، ويُجلّي مواضع النّقص فيه، ومنهم من يهجو الشِّعرَ ويحطُّ من أهله، إلى غير ذلك من الأغراض، والقصد جمع كلّ ذلك، وسأذكر ما وقفتُ عليه من غير ترتيب، على حسَب ما يتيسّر بإذن الله تعالى. وبابُ الحديث مفتوحٌ لإخواني جميعاً ممّن أرادَ أن يُشاركني في إمداد هذا الحديثِ بما عنده، وهم أهل لذلك وزيادة، رفع الله قدركم، وبورك فيكم
http://haaalharbi.kau.edu.sa/Images/...4827587308.gif


أحمد البخاري 09-03-2016 01:40 PM

شكراً للأفاضل على المرور الكريم، وبارك الله فيكم، وقد توسَّعتُ في الدّيباجة بما أَقصُرُ عنه، فاعذروني

لأبي المِنْهالِ بُقَيْلَةَ الأكْبَرِ الأشْجَعيّ، ويُروى لحسّان:

وإنَّما الشَّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ * على المَجَالِسِ إنْ كَيْساً وإنْ حُمُقا
وإنَّ أصْدَقَ بَيْتٍ أنْتَ قائلُهُ * بَيْتٌ يقالُ إذا أنْشَدْتَهُ صَدَقا

[ الحماسة البصريّة ]
الصَّغاني[العباب]: الكَيْسُ: خِلاف الحُمْق، لأنَّه مُجْتَمَعُ الرَّأيِ والعَقْلِ
وفي [العمدة]:
وقد قيل: لا يزالُ المرء مستوراً وفي مَندوحةٍ ما لم يَصنع شعراً أو يؤلِّفْ كِتاباً؛ لأنَّ شعرَه تُرجمان علمِه، وتأليفه عُنوانُ عَقله.
وقال محمَّد بن مناذر وكان إماماً:
لا تَقُل شِعراً ولا تهمُمْ بهِ * وإذا ما قُلتَ شِعراً فأجِدْ
وفي [الموشّح]:
قيل للمُفضل الضَّبى: لم لا تقول الشعرَ وأنت أعلمُ الناس به؟ قال: عِلمي به يمنعُني من قوله. وأنشد:
أبَى الشّعرُ إلّا أن يفيءَ رَديئُهُ * عليَّ، ويأبى منهُ ما كانَ مُحكَما
فيا لَيتنى إذ لم أُجِدْ حَوكَ وَشيِهِ * ولم أكُ من فُرسانِهِ كُنتُ مُفحَما

عائشة 09-03-2016 02:45 PM

ما شاء الله! حديثٌ نافعٌ ماتِعٌ.
باركَ الله فيكَ، وشكرَ لكَ حسنَ الاختيارِ، ونفع بكَ.
فاصل1،،،فاصل1
.
وأختارُ في أوَّلِ مُشارَكةٍ -ولستُ أهلًا لها- هذه الأبيات:
الشِّعرُ ما قوَّمتَ زَيغَ صُدورِه * وشددتَّ بالتهذيبِ أسْرَ مُتونِهِ
ورأَبْتَ بالإطنابِ شَعْبَ صُدوعِهِ * وفتحتَ بالإيجازِ غورَ عُيونِهِ
وجمعتَ بين قريبِه وبعيدِه * ووصلتَ بين مجمِّه ومعينِهِ
وعقدتَّ منه لكلِّ أمرٍ يقتضي * شَبَهًا به فقرنتَه بقرينِهِ
فإذا بكيتَ به الدِّيار وأهلَها * أجريتَ للمحزونِ ماءَ شُؤونِهِ
ووكلْتَهُ بهُمومِه وغُمومِه * دهرًا فلم يَسْرِ الكرَى بجُفونِهِ
وإذا مدحتَ به جوادًا ماجدًا * وفَّيْتَهُ بالشُّكرِ حَقَّ دُيونِهِ
أصفيتَه بنفيسِه ورَصينِهِ * ومنحْتَهُ بخطيرِه وثمينِه
فيكون جزلًا في اتِّفاقِ صُنوفِهِ * ويكون سهلًا في اتِّساقِ فُنونِهِ
وإذا عتبتَ على أخٍ في زلَّةٍ * أدمجْتَ شدَّتَهُ له في لِينِهِ
فتركتَه مستأنسًا لدماثةٍ * مُستيئِسًا لوُعوثِهِ وحُزُونِهِ
وإذا اعتذرتَ إلى أخٍ في زلَّةٍ * واشكْتَ بينَ مُحيلِهِ ومُبينِهِ
فيحور ذنبُكَ عندَ مَن يعتَدُّهُ * عَتْبًا عليكَ مُطالبًا بيمينِه
والقولُ يحسُنُ منه في منثورِهِ * ما ليسَ يحسنُ منه في مَوزونِهِ
.
[ انظر: زهر الآداب 3/ 686 ]

أحمد البخاري 09-03-2016 05:53 PM

بارك الله فيكم جميعاً، وأنتِ أهلٌ لهذا وزياادة، ومشاركتكِ تُشرّفنا
وللمتوكّل بن عَبد الله الليثيّ، ويُروى لغيره:

الشِّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يعرِضُهُ * والقولُ مثلُ مواقِعِ النَّبْلِ
منها المُقصِّرُ عن رَمِيّتِه * ونواقِرٌ يَذْهَبْنَ بالخَصْلِ

[أنساب الأشراف، للبلاذريّ، 13/123]
والشّعرُ نَسبه الجاحظ لمُعقّر البارِقيّ (كتاب الحيوان)، فالله أعلم
قَالَ أَبُو عبيد: الْخَصْلَةُ: الإصابةُ فِي الرَّمي، يُقال مِنْهُ: خَصَلْتُ الْقَوْمَ خَصْلاً وخِصَالاً، إِذا نَضَلتَهُم.(غريب الحديث)
ونواقِرٌ، أي صوائبٌ، يُقال: نقرَ السّهمُ فهو ناقِرٌ إذا أصابَ.(نضرة الإغريض)
وتشبيه القول بالنّبل بديعٌ، ومثلهُ قول الآخر:
وإنَّ كلامَ المرءِ في غَير كُنهِهِ * لكالنَّبلِ تَهوي ليسَ فيها نِصالُها
والمتوكّل اللّيثيّ هو الذي يقول:
قَهَرتُ الشِّعرَ قد عَلِمَت مَعدٌّ * فلا سَقَطاً أَقولُ ولا انتِحالا
وقال أيضاً:
فلَستُ بشاعرِ السَّفسافِ منهم * ولا الجاني إِذا أَشِرَ الظَّلاما
[ الدّيوان ]

عائشة 09-03-2016 06:26 PM

هذا من حسن ظنّك.
بارك الله فيكَ، ونفع بكَ.
فاصل1

لابن رشيق القيروانيّ:
الشعرُ شيءٌ حسنٌ فاصل2 ليس به مِن حَرَجِ
أقلُّ ما فيه ذها فاصل2 بُ الهمّ عن نفس الشّجي
يُحكِمُ في لطافةٍ فاصل2 حلَّ عقود الحججِ
كم نظرةٍ حسَّنها فاصل2 في وجه عُذرٍ سَمِجِ
وحرقةٍ برَّدها فاصل2 عن قلب صبٍّ منضجِ
ورحمةٍ أوقعها فاصل2 في قلب قاسٍ حرجِ
وشاعر مطَّرَح فاصل2 مغلق بابِ الفَرَجِ
قرَّبه لسانُه فاصل2 من ملكٍ متوَّجِ
فعلّموا أولادَكم فاصل2 عُقارَ طِبّ المُهَجِ

[ العمدة ١/ ٤٦ ]

عائشة 10-03-2016 01:42 PM

لأبي تمَّامٍ:
وَلَوْ كَانَ يَفْنَى الشِّعْرُ أَفْنَاهُ مَا قَرَتْ * حِيَاضُكَ مِنْهُ في العُصُورِ الذَّوَاهِبِ
ولَكِنَّهُ صَوْبُ العُقُولِ إذَا انجَلَتْ * سَحَائِبُ مِنْهُ أُعْقِبَتْ بِسَحَائِبِ
فاصل1وردة1فاصل1
للبحتريِّ:
كَلَّفْتُمُونَا حُدُودَ مَنْطِقِكُمْ * في الشِّعْرِ يَكْفِي عَنْ صِدْقِهِ كَذِبُهْ
ولَمْ يَكُنْ ذُو القُرُوحِ يَلْهَجُ بِالْـ * ـمَنْطِقِ ما نَوْعُهُ ومَا سَبَبُهْ
والشِّعْرُ لَمْحٌ تَكْفِي إِشَارَتُهُ * ولَيْسَ بالهَذْرِ طُوِّلَتْ خُطَبُهْ



عائشة 12-03-2016 01:48 PM

قالَ ابنُ الرُّوميِّ:
أرَى الشِّعْرَ يُحيي النَّاسَ والمجدَ بالَّذي * تُبَقِّيهِ أرواحٌ له عَطِراتُ
وما المجدُ لولا الشِّعرُ إلَّا معاهِدٌ * وما النَّاسُ إلَّا أعظُمٌ نَخِراتُ
[ زهر الآداب 1/ 59 ]
فاصل1،،،فاصل1
وقال آخَر:
الشِّعْرُ يحفَظُ ما أوْدَى الزَّمانُ بهِ * والشِّعرُ أفضلُ ما يُجْنَى مِنَ الكَرَمِ
لولا مقالُ زُهَيْرٍ في قصائدِه * ما كانَ يُعرفُ جُودٌ كانَ مِنْ هَرِمِ
[ زهر الآداب 3/ 761 ]

عائشة 12-03-2016 02:08 PM

فاصل2 لطيفة فاصل2
قدم مرَّة شاعرٌ على عبد الله [بن طاهر] -يُقال له: رَوْح- من البصرةِ، فامتدَح عبدَ الله بقصيدةٍ، ومدح عوفًا [الخزاعيَّ] بأبياتٍ، وقد أنزله عنده، وأحسنَ إليه، فلمَّا سمع عوفٌ أبياته؛ وجدها ضعيفةً جدًّا، قالَ: أنشدْني ما قلتَ في الأميرِ -واستدلَّ بما سمعَ على ضعف نمط الرَّجل- فأنشدَه. فقالَ: لا توصلْها إليه؛ فإنَّ الأميرَ بصيرٌ بالشِّعر، وهو يقول منه الجيِّد القويَّ، ومثلُ هذا الشِّعر لا يقع منه موقعًا ينفعُك، ولكنِّي أقولُ فيه مِدحةً، فانتحلْها، والقَهُ بها. فأبَى، وظنَّ أنه يقولُ ذلك حسدًا، وكان الرَّجل رقيعًا لا يفطنُ لعيبِ نفسه، فقالَ له: فشأنك إذنْ وما تريد. فأنشدَ رَوْحٌ قصيدتَه عبدَ اللهِ، فقال له: بمثلِ هذا الشِّعر يُلقى الأمراءُ والملوك؟! أيقبل مثلَ هذا حُرٌّ؟! وردَّها عليه، فصار إلى عوفٍ، وشكا إليه، فقال له: ألم أنصحْكَ؟ ألم أقل لكَ: إنَّه لا يقبلُ مثل هذا الشِّعر؟ فلمَّا دخل عوفٌ على عبد الله قال: ويحكَ يا أبا محلّم! أمَا سمعت شعرَ هذا القادم علينا فينا؟ قال عوفٌ: بلى، أعزَّ الله الأميرَ، قد سمعتُه، ونصحتُ له، فلم يقبلْ.
وفي ذلك يقول عَوْفٌ:
أنشدَني رَوْحٌ مديحًا له * فقلتُ: شِعْرٌ؟ قالَ لي: فَايْشِ؟
فخِلْتُ لَـمَّا أن بَدا مُنشِدًا * كأنَّني في قُبَّةِ الخَيْشِ
فقُلتُ: زِدْني وتغنَّمْتُهُ * والثَّلجُ في الصَّيفِ مِنَ العَيْشِ
فاصل1وردة1فاصل1
[ طبقات الشُّعراء، لابن المعتز: 190 ]

أحمد البخاري 12-03-2016 05:19 PM

ما شاء الله، أشعارٌ حسان، واختيارات موفَّقة، نفع الله بكم
وابنُ رشيق شاعرٌ عالم، ويكفيه "العُمدة"، أمّا أبو تمام والبُحتري، وابن الرّوميّ، فأئمّة فنّهم، وقدوةُ مَن بعدهم
وعلى ذكرِ الثّلج ما أحسنَ ما قالَه أبو اسحاق الصّابي، يهجو بعض مَن يدّعي الشِّعر:

لَقَد شانَ شَأْنَ الشّعْرِ قَومٌ كَلَامُهُمْ * إِذا نَظَموا شِعرًا مِن الثَّلجِ أَبرَدُ
فيا ربِّ إِنْ لم تَهدِهِمْ لصَوابِهِ * فأضْلِلهُمُ عَن وَزنِ مَا لم يُجَوِّدوا


[يتيمة الدّهر، 2/342]
لأنّهم إن ضلّوا عن الوزن انقَطعوا عن الشّعر جُملةً، فأراحوا العباد من صقيع إبداعهم
http://www.alsada.org/gallery/images/fa/0008.gif

لِامْرِئِ الْقَيْسِ بن بَكر، الْمَعْرُوفِ بالذَّائِدِ

أذُوذُ القَوافِيَ عَنِّي ذِيادَا * ذَيادَ غُلامٍ غَويٍّ جَرَادا
فَلمَّا كَثُرْنَ وأَعْيَيْنَني * تَنقَّيتُ منهنَّ عَشراً جِيَادَا
فَأعْزِلُ مَرْجَانَها جَانِباً * وآخُذُ مِنْ دُرِّها المُستجَادا


[المؤتلف والمختلف، ص:10]
والأبيات في بعض الفاظها اختلافٌ، وتُنسب في بعض المصادر لامرئ القيس ابن حُجر
يقول: خاطري بحرٌ فياض، فإذا أردت المعنى انهالت المعاني وكثرت عليّ القوافي، فأذودها كما يذود الغلامُ الغويّ الجراد
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنه (يعني: المرجان)صِغَارُ اللؤْلُؤِ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ. وذكر الأبيات
قال صاحبُ العُمدة: ولا يكونُ الشَّاعرُ حاذقاً مُجوِّداً حتّى يَتفقَّدَ شِعرَه، ويُعيدَ فيه نَظرَه، فيُسقِط رديئَه، ويُثبِت جيِّدَه.




عائشة 14-03-2016 01:59 PM

ما شاء الله! بارك الله فيكَ، ونفعَ بعلمكَ.
فاصل1
قال ذو الرُّمَّةِ:
سيأتيكمُ منِّي ثناءٌ ومِدْحةٌ * مُحَبَّرةٌ صَعْبٌ غَريضٌ قَريضُها
سيبقَى لكُمْ ألَّا تزالَ قَصيدةٌ * إذا اسْحَنْفَرَتْ أُخْرَى قَضيبٌ أَرُوضُها
رياضةَ مَخْلوجٍ وكُلُّ قَصيدةٍ * وإن صَعُبَتْ سَهْلٌ عَلَيَّ عَروضُها
وقافيةٍ مثلِ السِّنانِ نَطَقْتُها * تَبيدُ المخازي وَهْيَ باقٍ مَضيضُها
وتزدادُ في عينِ الحبيبِ مَلاحةً * ويزدادُ تقبيحًا إليَّ بَغيضُها
[ ديوانه 2/ 715- 717 ]
فاصل1،،،فاصل1
وقال أيضًا:
وشِعْرٍ قد أَرِقْتُ لَهُ غَريبٍ * أُجَنِّبُهُ الـمُسانَدَ والـمُحالا
فبِتُّ أُقيمُهُ وأقُدُّ مِنْهُ * قوافيَ لا أَعُدُّ لها مِثالا
غرائبَ قد عُرِفْنَ بكُلِّ أُفْقٍ * مِنَ الآفاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعالا
ولم أَقْذِفْ لمؤمِنةٍ حَصانٍ * بحَمْدِ اللهِ مُوجِبةً عُضالا
ولم أَمْدَحْ لأُرْضِيَهُ بشِعْري * لئيمًا أن يكونَ أصابَ مالا
ولكنَّ الكِرامَ لهمْ ثنائي * فلا أَخْزَى إذا ما قيلَ قالا
[ ديوانه 3/ 1532- 1535 ]

عائشة 15-03-2016 02:55 PM

وردة1 فائدة وردة1
قالَ أبو العلاء الـمَعَرِّيُّ في «اللَّامع العزيزي 1/ 361»:
( وإنَّما قيلَ للكلامِ المنظومِ بَيْتٌ؛ تشبيهًا ببيتِ الشَّعَرِ، وربَّما ألغَزوا بهِ؛ كما قالَ الشَّاعرُ:
وبَيْتٍ لَيْسَ مِن شَعَرٍ وصُوفٍ * علَى أَوْصالِ راحِلةٍ بَنَيْتُ
يُريدُ بَيْتَ الشِّعْرِ ) انتهى.
فاصل1،،،فاصل1
وأبو العَلاءِ هُو القائلُ:
حَسَّنتِ نَظْمَ كَلامٍ تُوصَفينَ بِهِ * ومَنزِلًا بِكِ مَعمورًا مِنَ الخَفَرِ
فالحُسْنُ يَظْهَرُ في شَيْئَيْنِ رَوْنَقُهُ * بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ أو بَيْتٍ مِنَ الشَّعَرِ
[ سقط الزند: 57، وشروحه: 1/ 129 ]

أحمد البخاري 15-03-2016 03:41 PM

ما شاء الله!، نفع الله بكم

قال ابنُ سلّام في تَرجمة الحُطيئَة:
وَقَالَ لكَعبِ بن زُهَيْر قد عَلِمت روايَتى شِعرَ أهلَ الْبَيْت ( يعني: بيتَ زهير) وانقطاعي وَقد ذَهَب الفُحول غَيرى وَغَيْرك
فَلَو قُلتَ شعرًا تَذكرُ فِيهِ نَفسَك وتَضعُني مَوضعًا، فَإِنَّ النَّاسَ لأشعاركم أَرْوى وإليها أسْرع، فَقَالَ كَعْب:


فَمَن للقَوافي شانَها مَن يَحوكُها * إِذا مَا ثَوى كَعْبٌ وَفَوَّزَ جَرْوَلُ
يَقُول فَلَا يعيَا بِشَيْءٍ يَقُولُهُ * وَمِن قَائِليهَا مَن يُسيءُ وَيعْملُ
كفيتُكَ لَا تَلقى مِن النَّاسِ وَاحِدًا * تَنَخَّلَ مِنْهَا مثلَ مَا يَتَنخَّلُ
يُثقِّفُها حَتَّى تَلينَ مُتونُها * فَيَقصُرُ عَنْهَا كلُّ مَا يُتَمَثَّلُ


[طبقات فحول الشعراء، 1/104]
ثَوى: هلَك وماتَ، وكذا فوَّزَ، والضّميرُ في (يقول) يعودُ على جَرول
وانظر تَمامَ شرح الشَّيخ شاكر للأبيات


لطيفة

وَقَالَ الْكُمَيْتُ، في آخرِ قَصيدة، يمدحُها:
وَمَا ضَرَّها أَنَّ كَعْباً ثَوَى * وفَوَّزَ مِنْ بَعْدِه جَرْوَلُ
[ الشّعر والشّعراء، 1/155]

عائشة 16-03-2016 02:17 PM

نفعَ اللهُ بكَ.
فاصل1
وقال أبو تمَّامٍ حبيب بن أوس الطَّائيُّ:
وَلَمْ أَرَ كَالمَعْـرُوفِ تُدْعَى حُقُوقُهُ * مَغَارِمَ في الأَقْـوَامِ وهْيَ مَغَانِـمُ
ولا كالعُلَى ما لَمْ يُرَ الشِّـعْرُ بَيْنَهَا * فكَالأَرْضِ غُفْلًا لَيْسَ فِيهَا مَعالِمُ
وما هُوَ إلَّا القَـوْلُ يَسْـرِي فَتَغْتَدِي * لَهُ غُرَرٌ في أَوْجُـهٍ ومَوَاسِـمُ
يُرَى حِكْمَةً ما فِيهِ وَهْوَ فُكَـاهَةٌ * ويُقْضَى بِمَا يَقْضِـي بهِ وَهْوَ ظَالِمُ
..................................................
وَلَوْلاَ خِلالٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * بُغاةُ النَّدَى مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى الْمَكَارِمُ
فاصل1،،،فاصل1
وقالَ أيضًا:
إِنَّ القَوَافِيَ والْمَسَـاعِيَ لَمْ تَزَلْ * مِثْلَ النِّظَامِ إذَا أصَـابَ فَرِيدَا
هِيَ جَوْهَرٌ نَثْـرٌ فَإِنْ أَلَّفْتَـهُ * بالشِّـعْرِ صَارَ قَلائِدًا وعُقُـودَا
في كُلِّ مُعْتَـرَكٍ وكُلِّ مَقَـامَةٍ * يَأْخُـذْنَ مِنْـهُ ذِمَّةً وعُهُـودَا
فإِذَا القَصَائِدُ لَمْ تَكُنْ خُفَـرَاءَهَا * لَمْ تَرْضَ مِنْهَا مَشْهَدًا مَشْهُودَا
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَتِ العَرَبُ الأُلَى * يَدْعُونَ هَذَا سُؤْدَدًا مَحْدُودَا
وتَنِدُّ عِندَهُمُ العُلَـى إلاَّ عُلًى * جُعِلَتْ لَهَا مِرَرُ القَصِـيدِ قُيُودَا
.
[ ديوانه ]

عائشة 19-03-2016 02:41 PM

وردة1 نصيحة وردة1
قالَ ابنُ الوَرْدِيِّ:
إذا أحْبَبْتَ نَظْمَ الشِّعْرِ فاخْتَرْ * لِنَفْسِكَ كُلَّ سَهْلٍ ذِي امْتِناعِ
ولا تَقْصِدْ مُجانَسَةً ومَكِّنْ * قَوافِيَهُ وكِلْهُ إلَى الطِّباعِ
[ ذكرَهما ابنُ حجَّة الحمويُّ في «خزانة الأدب 1/ 60» ]
وردة1 لطيفة وردة1
لكشاجم:
شِعْرُ عبدِ السَّلامِ فيهِ رَدِيءٌ * ومُحالٌ وساقِطٌ وبَديعُ
فَهْوَ مِثْلُ الزَّمانِ فيهِ مَصِيفٌ * وخَرِيفٌ وشَتْوَةٌ ورَبيعُ
[ ديوانه 464 ]

عائشة 20-03-2016 01:58 PM

جزاكم الله خيرًا
.
.
قالَ أبو تـمَّامٍ يذكرُ قصيدتينِ داليَّتَيْنِ،
كانَ قد مَدَحَ بهما أبا الحُسَين محمَّد بن الهيثم، فتأخَّرَتْ صلتُهما:
.
أرَى الدَّالِيَّتَيْنِ علَى جَفاءٍ * لَدَيْكَ وكُلُّ واحدةٍ نُضارُ
إذا ما شِعْرُ قَوْمٍ كانَ لَيْلًا * تَبَلَّجَتا كما انشَقَّ النَّهارُ
وإن كانَتْ قَصائدُهُمْ جُدُوبًا * تَلَوَّنَتا كَما ازْدَوَجَ البَهارُ
.
[ ديوانه 2/ 158 ]


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ