ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة النحو والتصريف وأصولهما (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   تاريخ أشهر النحاة .. (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=10576)

عَرف العَبيرِ 10-08-2014 04:56 AM

تاريخ أشهر النحاة ..
 
السلام1
فقد أحببتُ أن أبتدأ حديثاً عن نشأة النحو وأبرز علماء النحو ، معتمداً في على كتاب ( نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة ) (1) ، والله المستعان وعليه التكلان :
أقول بالله مستعيناً :
كان لأبي الأسود الفضلُ الوافرُ بعد الله عز وجل في بدءِ الغرسِ الذي سرعان مانمى وترعرعَ وازدهر على كرِّ الزمانِ حين وضَعَ أصولَ هذا العِلْمِ وأقره الإمام عليٌّ على ماوضعه ، وكانتْ هذه النهضة الميمونة بالبصرةِ التي كان في أهلها ميل بالطبيعة إلى الاستفادةِ مِنْ هذا الفنِّ اتقاءً لوباء اللحن الزاري بصاحبه ، وبخاصة الموالي الذين كانوا أحوج الناس حينذاك إلى تلقي هذا العلم ، قال المبرِّد : " مرَّ الشعبيُّ بقومٍ من الموالي يتذاكرون النحو ، لئن أصلحتموه إنكم لأول من أفسده "
الحديث تبعٌ ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) : كتاب ( نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة ) للأستاذ الدكتور / محمد الطنطاوي _ طبعة دار المعارف .

محمد تبركان 10-08-2014 09:34 PM

مشاركة
 
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه تعالى وبركاته
شكر اللّه لك هذا العرض الطيّب،وقد رغبت في المشاركة بمايلي
من أسبابُ وضع علم النّحو(1) :
كانتِ العربُ لعهد الجاهليّة تنطقُ بالسّليقة،ولمّا عَلَتْ كلمتُهم بالإسلام،وانتشرتْ رايتُهم في بلاد فارس والرُّوم،دخلَ في لسانهم العربيّ المبين وَصمةُ اللّسانِ الأعجميّ؛فخفضوا المرفوعَ،ورفعوا المنصوبَ،وما إلى ذلك من كثرة اللّحن الشّنيعِ ؛حتّى كادَ أسلوبُ النُّطق العربي يتلاشى لأسبابٍ كثيرةٍ،منها:
1. ما نُقلَ عن أبي الأسود الدُّؤليّ أنّ ابنتَه رفعتْ وجهَها إلى السّماء،وتأمّلتْ بهجةَ النّجومِ وحُسنَها،ثمّ قالت:ما أحسَنُ السّماءِ ؟.بضمّ النّون على صورة الاستفهام، وهي تريدُ التّعجُّبَ.فقال لها:أي بُنَيَّةُ،نجومُها.فقالت:إنّما أردتُ التّعجُّبَ.فقال لها:قولي:ما أحسَنَ السّماءَ،وافتحي فاكِ(2) .
2. ( وأوّلُ مَن تكلّمَ في النّحو أبو الأسود الدّؤلي،وسببُ ذلك أنّه دخلَ على ابنةٍ له بالبصرة فقالتْ له يا أبتِ ما أَشَدُّ الحرِّ متعجبَةً،ورفعتْ " أَشَدُّ " فظنَّها مُستفهِمَةً ،فقال:شهرُ ناجِرٍ،فقالت:يا أبتِ إنّما أخبرتُك ولم أسألْكَ؛فأتى عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه؛فقال يا أميرَ المؤمنين ذهبتْ لغةُ العرب ويوشِكُ إن تَطاوَلَ عليها زمانٌ أن تَضمحِلَّ؛فقال له:وما ذاك ؟.فأخبره خبرَ ابنتِهِ؛فقال:هَلُمَّ صحيفةً ثمّ أملى عليه:الكلامُ لا يخرجُ عن اسمٍ وفعلٍ وحرفٍ جاءَ لمعنى،ثمّ رَسَمَ له رسومًا فنقلَها النّحويُّون في كتبهم )(3).
3. ( وقيل إنّ أبا الأسود دخلَ على زياد ابنِ أبيه بالبصرة فقال:إنّي أرى العربَ قد خالطتِ العجَمَ وتغيّرتْ ألسنتُها أفتأذنُ لي أن أصنعَ ما يقيمون به كلامَهم.فقال: لا.فقامَ مِن عنده ودخلَ عليه رجلٌ فقال:أيُّها الأميرُ ماتَ أبانا،وخلّفَ بنون.فقال زياد:مات أبانا،وخلّف بنون،مَهْ؛رُدُّوا عليّ أبا الأسود؛فرَدُّوهُ فقال له:اصنعْ ما كنتُ نَهيتُكَ عنه؛فوضعَ شيئًا )(4) .
4. ومِن ذلك(5) أيضا ما سمعه أبو الأسود الدُّؤليّ مِن قاريءٍ يقرأُ قوله تعالى:( وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...)(6)،بجرِّ (رَسُولِهِ)؛ففزِعَ مِن ذلك أبو الأسود،وخافَ على اللّغةِ العربيّة مِن اللَّحْنِ ،والتَّشْويهِ.
وكادَ ينتشِرُ هذا الشَّبَحُ المخيفُ مع أنّ ذلك كانَ في مبتدإِ الدّولة الإسلاميّة العربيّة،فأدركَ أبو الأسود الإمامَ عليًّا،وتَدارَكَ الأمرَ بأن وضعَ له تقسيمَ الكلمة، وأبوابَ إنّ وأخواتِها،والإضافَةَ،والإمالَةَ،وغيرَها،وقال لأبي الأسود الدُّؤليّ:(اُنْحُ على هذا النَّحْوَ)،(وفي المُحْكَم:بلغنا أنّ أبا الأسود وضعَ وُجوهَ العربيّة،وقال للنّاس: اُنْحُوا نَحْوَهُ؛فسُمِّيَ نَحْوًا)(7)؛ومنه جاءَ اسمُ هذا الفَنِّ.
فأخذه أبو الأسود وزادَ عليه أبوابًا أُخَر إلى أن حصَلَ عنده ما فيه الكفاية،ثمّ أخذه عن أبي الأسود نَفَرٌ منهم:ميمون الأقرن النّحوي،وعنسة بن معدان الفيل،ثمّ خلفهم جماعة منهم:أبو عَمرو بن العَلاء،ثمّ بعدهم الخليل بنُ أحمد الفراهيدي،ثمّ سيبويه والكِسائيّ،ثمّ سارَ النّاسُ فريقين بَصْرِيّ وكُوفيّ.وما زالوا يَتداولون ويُحْكِمون تَدوينَ هذا العلم حتّى الآن؛فجزاهم اللّه تعالى أحسنَ الجزاء.
الهوامش
(1) عن القواعد الأساسيّة للّغة العربيّة (ص 4 - 6) بتصرُّفٍ .
(2) غرر الخصائص الواضحة (ص191 الباب السّابع في الذكاء/مَن اخترع من الأوائل حكمة بثاقب فكره)،تاريخ العلماء النّحويّين (ص168)،البداية والنّهاية (12 /127)،تاريخ دمشق (25 /190)،مرآة الجنان وعبرة اليقظان (1 /162 سنة 99هـ).
(3) المثل السّائر (1 /30-31)،تاريخ دمشق (25 /190)،الأغاني (12 / 347).
(4) المثل السّائر (1 /31)،الوافي بالوفيات (16 /307)،تاريخ دمشق (25 / 189)،الأغاني (12 /348).
(5) صبح الأعشى (1 /206 النّوع الثالث - المقصد الأوّل).
(6) التّوبة/3.
(7) تاج العروس (40 /42 نحو).

عَرف العَبيرِ 10-08-2014 10:13 PM

لما كان أبو الأسود صاحبَ فضلٍ بعد الله - تبارك وتعالى - وهو أصل أصيل في هذه الدوحة الفرعاء وركن ركين كان لازما علينا أن نبدأ به :
أبو الأسود الدؤلي
هو ظالم بن عمرو ، من الدئِل : بطن من كنانةَ ، كان من سادات التابعين ، ورد البصرة من عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ولبث بها إلى أن تولى بعض العمل فيها لابن عباس - رضي الله عنه - ، ولم يبرحها مع الإيذاء الذي كان يلقاه من عمال بني أمية الذين كانوا يرجمونه ليلاً لما عُرف عنه من تشيعه لعليٍّ ، يقول من مقطوعةٍ في زياد :
رأيتُ زياداً صدّ عني بوجهه ** ولم يك مردوداً عن الخير سائله
يتبع ..

محمد تبركان 11-08-2014 12:35 AM

المرابطون على ثغور الضّاد
 
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
أبو الأسود الدُّؤليّ (ت:69هـ):
هو ظالم بن عَمرو بن سفيان أبو الأسود الدُّؤليّ الكناني العلاّمة الفاضل،قاضي البصرة زمن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه،والمولود في أيّام النّبوّة(1)،أسلم في حياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يره،وهاجر إلى البصرة في حياة عمر ابن الخطّاب رضي اللّه عنه.
كان أحد الثّقات،ومن الشّيعة المتحقّقين بمحبّة عليّ وأولاده،ومن أكملهم عقلا، وأسدّهم رأيًا،قاتل معه يوم الجمل(2)،وعنه أخذ العربيّة(3).شُهِر بكنيته.و(كان ذا دين وعقل ولسان وبيان وفهم وذكاء وحزم)(4).ومن أفصح النّاس(5)،وهو القائل:إنّي لأجد لِلَّحْن غَمَراً كغَمَر(6) اللّحم(7).
يعتبر أوّل من أسّسَ النّحو وتكلّم فيه(8) بأمرٍ من الإمام عليّ رضي الله عنه(9). وقد قيل له:من أين لك هذا العلم ؟.يعنون النّحو،فقال:لقِنتُ حدوده من عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه.فأراه أبو الأسود ما وضع،فقال عليّ:ما أحسن هذا النحو الّذي نحوت،فمن ثَمَّ سُمّي النّحو نحوًا،على أنّه لم يظهره لأحد حتّى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون للنّاس إماما ويُعرَف به كتابُ اللّه عزّوجلّ(10).
وروي في سبب وضعه ما سمعه من اللّحن في كلام الله تعالى(11) فمن ثَمَّ نقط المصحف الشّريف طردا للّحن الذي بدأ يفشو في زمنه؛فكان بذلك أوّل من نقط المصاحف(12)،وقصّته مع ابنته أشهر من أن تُذكَر(13)،وروي غير ذلك(14).
كان من سادات التّابعين(15)،مُقدَّما في طبقات النّاس معدودا في الفصحاء، والفقهاء،والشّعراء،والمحدّثين،والأشراف،والمخضرمين، والفرسان،والأمراء،والدّهاة ،والنّحاة،والحاضري الجواب،والشّيعة،والبخلاء،والصُّلْع،والبُخْر،والعُر ج، والمفاليج.
قال ابن سلاّم الجمحي(16):أوّل مَن أسّس العربيَة،وفتح بابها،وأَنهجَ سبيلَها، وضعَ قياسَها أبو الأسود الدّئِلي،وهو ظالِم بن عَمرو(17)؛وإنّما فعل ذلك حين اضطرب كلام العرب،فغلبت السَّليقيّة.وحكى ولده أبو حرب قال:أوّل باب رسم أبي بابُ التّعجُّب.
هلك في الطّاعون الجارِف بالبصرة سنة 69هـ في ولاية عُبَيْدِ اللّهِ بنِ زِياد،وله خمس وثمانون سنة - رحمه اللّه تعالى - .
مصادر الترجمة :
1- سير أعلام النبلاء (4/ 81 – 86 رقم 28).
2- تاريخ الإسلام 5/ 276 – 280.
3- إنباه الروّاة على أنباء النّحاة (1/ 48 ـ 56 رقم 2 دار الفكر العربي بالقاهرة ـ مؤسّسة الكتب الثقافيّة ببيروت،ط/الأولى 1406هـ ـ 1986م) .
4- معجم الأدباء (1/ 494) .
5- سرح العيون (ص277 – 280 دار الفكر العربي،تح:محمّد أبو الفضل إبراهيم).
6- بغية الوعّاة (1/ 22 ـ 23 رقم 1334 دار إحياء التّراث العربي،ط/الأولى 1420هـ ـ 2000م).
7- الوافي بالوفيات (16/ 305 ـ 308 رقم 5810).
8- طبقات ابن سعد (9/ 98 رقم 3808 مكتبة الخانجي،ط/الأولى 1421هـ ـ 2001).
9- طبقات خليفة بن خياط (1/ 191 الطّبقة الأولى من أهل البصرة).
10- التّاريخ الكبير للبخاري (6 / 334 رقم 2563 القسم الثاني من الجزء الثاني).
11- الكنى والأسماء للدولابي (1/ 785 ط/جامعة أمّ القرى 1424هـ).
12- الجرح والتّعديل (4/ 503 رقم 2214 القسم الأوّل من المجلد الثاني/دار إحياء التّراث العربي ببيروت، ط/الأولى).
13- أخبار النّحويين لـ أبو طاهر المقريء.
14- الأغاني (12/ 346 ـ 386) لأبي الفرج الأصفهاني،تحقيق:سمير جابر، دار الفكر - بيروت،ط/ الثانية (عدد الأجزاء:24) .
15- تهذيب الكمال (33/ 37 ـ 38 رقم 7209 مؤسّسة الرّسالة،ط/الأولى 1413هـ ـ 1992م).
16- الفهرست (ص189 المقالة الثانية/الفنّ الأوّل في ابتداء الكلام في النّحو المؤسّسة الوطنيّة للكتاب بالجزائر والدّار التّونسيّة للنّشر 1405هـ - 1985م).
17- تاريخ دمشق (25/ 176 – 211 رقم 2996 دار الفكر - بيروت 1415هـ - 1995م).
18- خزانة الأدب (1/ 281 – 286 مكتبة الخانجي بالقاهرة – ت:محمد عبد السّلام هارون).
19- النّجوم الزّاهرة (1/ 238 دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1413هـ - 1992م).
20- تهذيب التهذيب (4/ 481 مؤسّسة الرّسالة – بيروت،ط/الأولى 1416هـ - 1996م).
21- الإصابة (2/ 232 - 234 رقم 4329 و 4333 ، 4/ 14، 16 رقم 89 و 99 باب الكُنى/ دار الكتاب العربي - بيروت).
22- غاية النّهاية في طبقات القرّاء (1/ 345 – 346 رقم 1493 دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/ الثالثة 1402هـ - 1982م).
23- البداية والنّهاية (12/ 125 – 127 هجر للطّباعة والنّشر،ط/الأولى 1418هـ - 1998م).
24- العبر في خبر من غبر (1/ 56 سنة 69هـ دار الكتب العلميّة – بيروت، ط/الأولى 1405هـ - 1985م).
25- وفيات الأعيان (2/ 535 – 539 رقم 313 دار صادر – بيروت).
26- أسد الغابة (3/ 101 - 102 رقم 2652 دار الكتب العلميّة - بيروت).
27- معجم الشّعراء للمرزباني (ص 240 ،دار الكتب العلميّة،ط/الأولى).
28- المعارف لابن قتيبة الدينوري (2/ 434 – 435 دار المعارف،ط/الرّابعة).
29- سمط اللآلي (2/ 1/ 66 ،2/ 2/ 642 - 643ت:الميمني - مطبعة لجنة التّأليف والتّرجمة والنّشر 1354هـ - 1936م).
30- نزهة الألبّاء (ص19 - 22 مكتبة المنار – الأردن،ط/الثالثة 1405هـ - 1985م).
31- طبقات النّحويّين للزّبيدي (ص21 – 26 الطبقة الأولى/دار المعارف – مصر،ط/الثانية).
32- طبقات خليفة بن خياط أبي عمر اللّيثي العصفري،تحقيق:د.أكرم ضياء العمري،دار طيبة – الرّياض، ط/الثانية 1402هـ - 1982م .
33- المؤتلف والمختلف في أسماء الشّعراء (2/ 151 رقم 489) .
34- روضات الجنّات(18) (4/ 157 - 181 رقم 372 الدّار الإسلاميّة - بيروت،ط/الأولى 1411هـ - 1991م).
الهوامش
1- في الإصابة (2/ 233):( وهو من كبار التّابعين مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام ).
2- في وفيات الأعيان (2/ 535):( وشهد معه وقعة صِفِّين ).وكذا قال ابن قتيبة في المعارف (2/ 434)،وسمط اللآلي 2/ 2/ 643).
3- (وقيل لأبي الأسود:من أين لك هذا العلم ؟. - يعنون النّحو – فقال:لَقِنتُ حدودَه من عليّ بن أبي طالب – عليه السلام -) إنباه الرواة (1/ 49)،الأغاني (12/ 348).وروي عن أبي الأسود قال دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأخرج لي رقعة فيها:الكلام كلُّه اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ جاءَ لِمعنى " قال:فقلت:ما دعاك إلى هذا ؟.قال:رأيتُ فسادا في كلام بعض أهلي؛فأحببتُ أن أرسم رسمًا يُعرَفُ به الصّواب من الخطأ.فأخذ أبو الأسود النّحو عن عليّ عليه السّلام ولم يُظهِرْهُ لِأَحَد) .إنباه الرواة 1/ 40 .وانظر الفهرست (ص189).
4- الإصابة (2/ 233)،وتهذيب التّهذيب (4/ 481) نقلا عن الاستيعاب لابن عبد البرّ،ولم أره فيه بعد .
5- (ويُروى أنّ أبا الأسود لقي ابن صديق له،فقال له:ما فعل أبوك ؟.قال أخذته الحمّى ففضخته فضخا،وطبخته طبخا،ورضخته رضخا،فتركته فرخا.قال أبو الأسود:فما فعلت امرأته الّتي كانت تزاره،وتمارّه،وتشارّه،وتضارّه ؟.فقال:طلّقها وتزوّج غيرها فحظيت عنده وبطيت ورضيت.قال أبو الأسود:فما معنى بطيت ؟. قال حرف من اللّغة لم ندر من أيِّ بيضٍ خرج،ولا في أيِّ عشٍّ درج.قال يابن أخ، لا خير لك فيما لم أدر) - تاريخ دمشق 25/ 190 - 191 - .
6- في بعض المصادر (غمزا كغمز اللّحم) .
7- تاريخ دمشق (25/ 190)،طبقات النّحويّين (ص 22)،سرح العيون (ص277)،وفيه:(اللَّحن) بدل (للَّحن)،أخبار النّحويين لأبي طاهر المقريء.
8- الجرح والتّعديل 503،تهذيب الكمال 33/ 38)،تاريخ دمشق (25/ 176، 183، 188 - 189، 192 - 195)،خزانة الأدب (1/ 281)، النّجوم الزّاهرة (1/ 238)،تهذيب التّهذيب (4/ 481)،الإصابة (2/ 233)، غاية النّهاية (1/ 346)،البداية والنّهاية (12/ 126) ،وفيات الأعيان (2/ 535)،أسد الغابة (3/ 102)،المعارف (2/ 434)،سمط اللّآليء (2/ 1/ 66)،إنباه الروّاة (ص23)،طبقات النّحويّين (ص 21 - 22)،سرح العيون (ص276).
9- يعقوب الحضرمي:حدّثنا سعيد بن سلم الباهلي،حدّثنا أبي،عن جدّي،عن أبي الأسود قال:دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب [رضي اللّه عنه]، فرأيته مُطْرِقًا مُفَكِّرًا؛فقلت:فيم تُفكِّرُ يا أمير المؤمنين ؟.فقال:سمعت ببلدكم لَحْنًا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربيّة.فقلت له:إنْ فعلتَ هذا،أَحْيَيْتَنا.فأتيتهُ بعد أيّام،فألقى إليّ صحيفةً فيها:" بسم الله الرّحمن الرّحيم الكلام كلّه اسم،وفعل، وحرف،فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى،والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل "،ثمّ قال لي:" تَتَبَّعْهُ وزِده فيه ما وقع لك،واعلم أنّ الأسماء ثلاثة: ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر؛وإنّما يتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بمضمر ولا ظاهر ".فجمعت أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النّصب فذكرت منها:إنّ وأنّ وليت ولعلّ وكأنّ.ولم أذكر لكنّ؛فقال:لم تركتها ؟.فقلت:لم أحسبها منها.فقال:بل هي منها فزدها فيها ".وفي رواية نزهة الألبّاء (ص 20 - 21):(ما روى أبو الأسود قال:دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - فوجدت في يده رقعة،فقلت:ما هذا يا أمير المؤمنين ؟.فقال:إنّي تأمّلت كلام النّاس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء " يعني الأعاجم " فأردت أن أضع لهم شيئًا يرجعون إليه،ويعتمدون عليه،ثمّ ألقى إليّ الرقعة،وفيها مكتوب:" الكلام كله اسم وفعل وحرف،فالاسم ما أنبأَ عن المسمَّى،والفعل ما أُنبِئَ به، والحرف ما جاء لِمعنًى ".وقال لي:اُنْحُ هذا النّحو،وأضف إليه ما وقع إليك،وأعلم يا أبا الأسود أنّ الأسماء ثلاثة:ظاهر ومُضمَر واسم لا ظاهر ولا مُضمَر،وإنّما يتفاضل النّاس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهرٍ ولا مُضمَرٍ،وأراد بذلك الاسم المُبْهَم.[ثمّ] قال [أبو الأسود]:وضعت بابَيْ العطف والنّعت،ثمّ بابَيْ التّعجُّب والاستفهام إلى أن وصلت إلى باب " إنّ وأخواتها " ما خلا لَكِنّ،فلمّا عرضتها على عليّ " رضي الله عنه " أمرني بضمّ لكنّ إليها، وكنت كلّما وضعت بابا من أبواب النّحو عرضته عليه " ر " إلى أن حصلت ما فيه الكفاية قال:" ما أحسن هذا النّحو الّذي قد نحوت "؛ فلذلك سُمِّيَ النَّحو ) .
ويرى أنّ عمر بن الخطّاب أمر أبا الأسود أن يضع النّحو فقد روى في نزهة الألبّاء وغيره (ص22):( ويروى أيضا أنّه قدم أعرابيّ في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب " ر ض " فقال:مَن يُقرِئني شيئا ممّا أنزل الله على محمّد " ص " ؟. فأقرأه رجل سورة براءة فقال: " أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسوله " بالجرّ فقال الأعرابيّ:أوقد بريء الله من رسوله ؟.إن يكنِ الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه.فبلغ عمر " ر ض " مقالة الأعرابيّ فدعاه فقال له:يا أعرابيّ تبرأ من رسول الله " ص " ؟.فقال:يا أمير المؤمنين إنّي قدمت المدينة،ولا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة.فقال " أنّ الله برئ من المشركين ورسوله " فقلت:أوقد بريء الله تعالى من رسوله ؟.إن يكن الله تعالى بريء من رسوله فأنا أبرأ منه.فقال عمر " ر ض ":ليس هكذا يا أعرابيّ فقال:كيف هي يا أمير المؤمنين ؟.فقال:" أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسولُه ".فقال الأعرابيّ:وأنا والله أبرأ ممّن بريء الله ورسوله منهم؛فأمر عمر " ر ض " أن لا يُقريء القرآن إلاّ عالم باللّغة،وأمر أبا الأسود الدّؤلي أن يضع النّحو ).وانظر الخبر مسندا في تاريخ دمشق (25/ 191 - 192 ).
10- الفهرست (ص190)،تاريخ دمشق (25/ 189).
11- وفي رواية أنّ زيادا سمع بشيء ممّا عند أبي الأسود ورأى اللَّحن قد فشا؛فقال لأبي الأسود أظهر ما عندك ليكون للنّاس إماما فامتنع من ذلك، وسأله الإعفاء حتّى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ:( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) [التّوبة/03] بالكسر [أي:رَسُولِهِ] فقال:ما ظننت أنّ أمر النّاس آلَ إلى هذا؛فرجع إلى زياد فقال:أنا أفعل ما أمر به الأمير؛فليَبْغِني كاتبا لَقِنًا يفعل ما أقول،فأُتي بكاتبٍ من عبد القيس،فلم يَرضه،فأُتي بكاتبٍ آخرَ،فقال له أبو الأسود:إذا رأيتَني قد فتحتُ فمي بالحرف فانقطْ نقطةً فوقه على أعلاه،وإنْ ضممتُ فمي فانقطْ نقطةً بين يدي الحرف،وإن كسرتُ فاجعل نقطةً من تحت الحرف،وإن مَكَّنتُ الكلمةَ بالتّنوين فاجعلْ أمارةَ ذلك نقطتينِ؛ففعلَ ذلك وكان أوّل ما وضعه لهذا السبب.
(وقيل:إنّ زيادَ ابن أبيه قال لأبي الأسود:إنّ بنيّ يَلحنون في القرآن،فلو رسمتَ لهم رَسمًا،فنقط المصحف فقال:إنّ الظثرَ [المحقق:والظثر المرضع، يريد أنّ المراضع من الموالي قد أفسدوا ألسنة الّذين أرضعنهم من العرب. يراجع] والحشم قد أفسدوا ألسنتهم.فلو وضعت لهم كلامًا.فوضع العربيّة) إنباه الروّاة 1/ 51 .
12- عن المبرّد:الأكثر على أنّه أوّل من وضع العربيّة ونقط المصحف. الإصابة (2/ 233).
13- وقال المبرّد:حدّثنا المازنيّ قال:السّبب الّذي وُضعت له أبوابُ النّحو أنّ بنتَ أبي الأسود قالت له:ما أشدُّ الحرِّ!.فقال:الحَصباء بالرَّمْضاء. قالت:إنّما تعجبتُ من شدَّته.فقال:أَوَقَدْ لحن النّاس ؟!.فأخبر بذلك عليًّا رضي الله عنه فأعطاه أُصولا بَنى منها،وعمل بعده عليها.(وقيل:إنّه دخل إلى منزله فقالت له بعض بناته:ما أحسنُ السّماءِ !.قال:أي بنيّة نجومُها،فقالت:إنّي لم أرد أيَّ شيء منها أحسن ؟.وإنّما تعجّبتُ من حسنها؛فقال إذًا فقولي:ما أحسنَ السماءَ!.فحينئذٍ وضع كتابا.
14- عمر بن شبّة:حدّثنا حيّان بن بشر،حدّثنا يحيى بن آدم،عن أبي بكر،عن عاصم،قال:جاء أبو الأسود إلى زياد فقال:أرى العرب قد خالطت العجم فتغيّرت ألسنتهم،أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يقيمون به كلامهم ؟.قال:لا،قال:فجاء رجل إلى زياد فقال:أصلح الله الأمير،توفي أبانا وترك بنون.فقال:ادع لي أبا الأسود فدُعيَ فقال:ضع للنّاس الّذي نهيتك عنه.
وقيل:إنّ الّذي رآه أبو الأسود ونَكِرَهُ،أنّه مرَّ به سعد - وكان رجلا فارسيًّا من أهل نُوبَنْدَجان - كان قدم البصرة مع جماعة من أهله فدنَوْا من قدامة بن مظعون الجمحي وادّعَوْا أنّهم أسلموا على يديه،فإنّهم بذلك من مواليه.ولمّا مرّ سعدٌ بأبي الأسود - وكان يقود فرسه له – قال له أبو الأسود:مالك لا تركبه يا سعد ؟. قال:إنّ فرسي ظالعا،وأراد أن يقول:ظالع.قال:فضحك به بعض من حضر،فقال أبو الأسود:هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه، فصاروا لنا إخوة فلو علّمناهم الكلام !.فوضع باب الفاعل والمفعول.
15- قال ابن حجر في الإصابة (2/ 234 رقم 4333):( ظالم بن عَمرو بن سفيان أبو الأسود الدّئلي ذكره ابن شاهين في الصّحابة وقد ذكرت سبب وهمه فيه في الكنى [4/ 16] وقدّمت في القسم الّذي قبل هذا ما قاله أبو عبيدة فيه وبيّنت ما فيه من الوهم أيضا بحمد اللّه عزّوجلّ )،وانظر له أيضا:أسد الغابة (3/ 101 - 102).
16- إنباه الرواة (1/ 49)،تاريخ دمشق (25/ 195).
17- قال الصّفدي في الوافي بالوفيات (16/ 307):(ذُكر أنّه لم يضع [أبو الأسود الدّؤلي] إلاّ باب الفاعل والمفعول به فقط،ثمّ جاء بعده ميمون الأقرن فزاد عليه في حدود العربيّة،ثمّ زاد فيها عنبسة بن معدان [الفهري] وعبد اللّه بن أبي إسحاق الحضرمي،فلمّا كان عيسى بن عمر [الثقفي] وضع النّحو كناشا،ثمّ أبو عَمرو بن العَلاء ثمّ الخليل بن أحمد ثمّ سيبويه)،وانظر ما يدلّ على أنّ النّحو عن أبي الأسود الفهرست (ص194).
18- لم أعتمده .

عَرف العَبيرِ 17-10-2018 12:26 AM

ابن أبي إسحاق
هو أبو بحر عبدالله بن أبي إسحاق زيد الحضرمي البصري ، من علماء الطبقة الثانية بالبصرة ، واشتهر بكنية والده ، ت / (117هـ)أقدم من سيبويه ، كان شديد النقد للقرّاء ، وللشعراء خاصة ، لسبب رئيسي وهو السماع المطرد لكلام العرب ، فلا يتردد إن سمع من أحد ما يقل في كلام العرب بأن يخطّئهُ ، ولعل ممن وقع في شّره الفرزدق ، فقد أكثر من نقده في أكثر من موضع في أشعاره .
أخذ عن نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر ، وجدَّ في هذا العلم حتى بلغ الغاية فيه ، كان أول من علل النحو .
من معاصريه :
- عيسى بن عمر الثقفي
- أبو عمرو بن العلاء
قال ابن هشام : قد حضر يوماً مجلس عبدالله ، فقال له :كيف تنشد هذا البيت :
وعينان قال الله كونا فكانتا ،،،،،، فـعولان بالألباب ماتفعل الخــمر"1"
فأنشده فعولان ، فقال له عبدالله : ماكان عليك لو قلت فعولين، فقال الفرزدق : لو شئت أن أسبّح لسبحت ، ونهض ، فلم يعرفوا مراده ، فقال عبدالله : لو قال : فعولين لأخبر أن الله خلقهما أمرهما ، ولكنه أراد أنهما تفعلان ماتفعل الخمر.
جاء في محاضرات الادباء:
"سمع ذو الرمة رجلا ينشد بيته : فعولين بالألباب ما تفعل الخمر
فقال ذو الرمة: فعولان ..
كأنه تورع أن يقول فعولين فيكون ذلك بأمر الله تعالى.
فاصل1
"1" : البيت من قصيدة طويلة لذي الرُّمة

صالح العَمْري 17-10-2018 01:18 AM

بارك الله فيكم، وعودٌ حميدٌ يا أبا مسلم، فقد اشتاق الملتقى وأهله إليكم.

عَرف العَبيرِ 17-10-2018 04:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل صالح العَمْري (المشاركة 56762)
بارك الله فيكم، وعودٌ حميدٌ يا أبا مسلم، فقد اشتاق الملتقى وأهله إليكم.

جزاكم الله خيرًا
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم وفي جهودكم.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 04:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ