ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مراجعة لكتاب « اللامع العزيزي » لأبي العلاء المعري (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=13148)

عائشة 23-07-2016 02:09 PM

مراجعة لكتاب « اللامع العزيزي » لأبي العلاء المعري
 

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسولِ الله، وبعدُ:
فهذه مراجعةٌ لكتابِ «اللَّامعِ العزيزيِّ» لأبي العَلاءِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الـمَعَرِّيِّ (المتوفَّى سنةَ 449)، عنِ الطَّبعةِ الَّتي صَدَرَتْ عامَ 1436، بتحقيق: د. عبد الله بن صالح الفلاح.
وكانَتْ سبَقَتْها طبعةٌ أخرَى بتحقيق: أ. محمَّد سعيد المولوي، التمستُها أكثرَ مِن مَرَّةٍ، فلمْ يتيسَّرْ لي أمرُها. ثمَّ يسَّرَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- بمنِّهِ قِراءةَ الكِتابِ بِطبعتِه الجَديدةِ الأنيقةِ، وتقييدَ فَوائدِه العَزيزةِ الغَزيرةِ. وقد وقفتُ فيها علَى مَواضعَ مِنَ الخطإِ، رأيتُ الإشارةَ إليها، لعلَّ اللهَ ينفَعُ بذلك، أنشرُها شيئًا فشيئًا -إن شاء اللهُ-.
وآمُلُ مِن إخواني الكِرامِ المعونةَ بآرائهم السَّديدةِ، والتَّوجيهَ بملاحظاتِهم المفيدةِ، فهُم أَوْلَى منِّي بهذا العَمَلِ. نفعَ اللهُ بهم، وباركَ فيهم.
وشكرَ اللهُ للمُحقِّقَينِ إخراجَهما هذه الدُّرَّةَ الثَّمينةَ مِن دُرَرِ شَيخِ العربيَّةِ أبي العَلاءِ.
وإلَى المقصودِ -بعَوْنِ الملِكِ المعبودِ-...


عائشة 23-07-2016 02:11 PM

أُحِبُّ أنْ أذكرَ أنَّ النُّصوصَ الَّتي أنقلُها مِنَ «اللَّامعِ» ألتزمُ فيها بضَبْطِ المحقِّقِ، وعلاماتِ ترقيمِهِ، ولا أتصرَّفُ في ذلك بشَيْءٍ؛ لأضعَ النَّصَّ أمامَ القارئِ وكأنَّه نسخةٌ مصوَّرةٌ عن الكتابِ.

فاصل1
،،، (ص12): (وقال النَّابِغَةُ:
ولمْ تَلْفُظِ الأرْضُ القُبُورَ ولم تَزَلْ * نُجُومُ السَّما والأدِيـمُ صَحِيحُ
يُرِيدُ: أدِيـمُها) اهـ..
.
في هذا البيتِ ثلاثةُ مواضِعَ أُنَبِّهُ عليها:
1- (تَلْفُظ) صوابُهُ: (تَلْفِظ). يُقالُ: (لَفَظَهُ يَلْفِظُه)، بكَسْرِ الفاءِ، وهي اللُّغةُ المشهورةُ، وفي التَّنزيلِ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ﴾. وحَكَوْا فيه لُغةً أخْرَى، وهي: (لَفِظَ يَلْفَظُ). قالَ في «تاج العروس 20/ 274» (لفظ): ( (لَفَظَهُ) مِن فِيهِ يَلْفِظُهُ لَفْظًا، (و) لَفَظَ (بِهِ) لَفْظًا (كَضَرَبَ)، وهي اللُّغةُ المشهورةُ. (و) قالَ ابنُ عَبَّادٍ: وفيه لُغةٌ ثانيةٌ: لَفِظَ يَلْفَظُ، مِثالُ (سَمِعَ) يَسْمَعُ. وقرأَ الخليلُ: (مَا يَلْفَظُ مِن قَوْلٍ) بفتحِ الفاءِ) انتهى.
2- ضُبِطَ (تزلْ) بفتحِ الزَّاي، وكذلك رأيتُهُ في «ديوان النَّابغة الذُّبيانيِّ 190» بتحقيق: محمَّد أبو الفضل إبراهيم. ولَمْ أطمِئنَّ إلَى هذا الضَّبْطِ، وظهرَ لي أن يكونَ ضبطُهُ بضمِّ الزَّاي؛ لأنَّه مِن (زَالَ يَزُولُ)، فيُقالُ عندَ جَزْمِهِ: (يَزُلْ). ثمَّ بحثتُ عن البيتِ، فوجدتُّه ضُبِطَ كما قدَّرْتُ - والحمدُ للهِ- في عددٍ من الكُتُبِ، فانظُر: «الكامل 1033» للمبرّد (بتحقيق: الدالي)، و«اللآلي 914» لأبي عبيد البكريّ (بتحقيق: الميمني)، و«العمدة 2/ 147» لابن رشيق (بتحقيق: محيي الدين)، و«خزانة الأدب 2/ 338» للبغداديّ (بتحقيق: هارون)، و«قضيَّة الشِّعر الجاهليِّ في كتابِ ابن سلَّام 86» لمحمود شاكر. وفي «أساس البلاغة 102» (جنح): (ولَـمْ تَغِبْ) في موضعِ (ولَـمْ تَزُلْ).
وأحبُّ ههنا أنْ أسوقَ الأبياتَ بتمامِها، وقد قالَها النَّابغةُ في رثاءِ حِصْنِ بنِ حُذيفةَ الفَزَاريِّ:
يقولونَ حِصْنٌ ثمَّ تأبَى نُفُوسُهُمْ * وكيفَ بحِصْنٍ والجِـبالُ جُنوحُ
ولمْ تَلْفِظِ الأرْضُ القُبُورَ ولم تَزُلْ * نُجُومُ السَّماءِ والأَدِيـمُ صَحِيحُ
فعَمَّا قَليلٍ ثمَّ جاشَ نَعِيُّهُ * فباتَ نَدِيُّ القَوْمِ وهْوَ يَنُوحُ
3- قصرُ (السَّماء) في البيتِ يَكْسِرُ وَزْنَهُ. وهو مِنَ الطَّويلِ، وقد وقعَ في حَشْوِهِ قبضُ (مفاعيلن)، ويكثرُ مثلُه في الشِّعرِ القَديمِ.
والله تعالَى أعلمُ.

عائشة 24-07-2016 01:55 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1
.
،،، (ص13): (الخِيَامُ في قَوْلِ الأصْمُعِيِّ لا تَكُونُ إلَّا مِنَ الشَّجَرِ...
وَيُقَالُ: خِيَامٌ وخَيْمٌ وخِيَمٌ، قَالَ الـمُرَقِّشُ:
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارُ عَفَا رَسْمُها * غَيْرَ الأثافِيِّ ومَبْنى الخِيَمْ
وَقَالَ حَسَّانُ:
مَا هَاجَ حَسَّانُ رُسُومُ الـمُقَامْ * ومَظْعَنُ الحَيِّ ومَبْنَى الخِيَامْ) اهـ.
.
1- (الأصْمُعِيِّ): هو (الأصْمَعِيّ)، بفَتحِ الميمِ.
ومثلُ هذا ظاهِرٌ لا يَخْفَى، ولكن لا بأسَ مِنَ التَّنبيهِ أحيانًا علَى الأخطاءِ الطِّباعيَّةِ الجليَّةِ. وأمَّا الإشارةُ إليها جميعًا؛ فشاقَّةٌ عَسيرةٌ؛ لكونِها كثيرةً!
2- (تَعْرِفُ الدَّارُ): والصَّوابُ: (الدَّارَ).
3- (مَا هَاجَ حَسَّانُ): والصَّوابُ: (حَسَّانَ).
كلاهما مفعولٌ به منصوبٌ.

عائشة 25-07-2016 02:30 PM

شكر الله لكم.
فاصل1
،،، (ص22): («الآجُرُّ»: معرَّبٌ وفيه لُغاتٌ: آجُرٌّ بالتَّشْدِيدِ، وآجُرٌ بالتَّخْفِيفِ، وآجْرُونُ، ويُنْشَدُ لأبي دُؤادٍ الإيادي:
وَلَقَدْ كَانَ ذا كَتَائِبَ خُضْرٍ * وَبَلاطٍ يُلاطُ بالآجْرُون
وَيُرْوى: «بالآجَرُون». قال أبو كَدْرَاء العِجْلِي:
بَنَى السُّعَاةُ لَنَا مَجْدًا وَمَكْرُمَةً * لا كَالبِنَاءِ مِنَ الآجُرِّ والطِّينِ
وقال ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَيْرٍ الـمَازِنِيُّ:
....................... * فَدَنُ ابْنِ حَيَّةَ شَادَهُ بالآجُرِ) اهـ.
.
الخطأُ -كما تَرَوْنَ- في ضبطِ (آجرون)، وذلكَ في ثلاثةِ مواضِعَ:
1- (وآجْرُونُ): صوابُهُ: (وآجُـِرُون) بضمِّ الجِيمِ وكَسْرِها.
2- (يُلاطُ بالآجْرُون): صوابُهُ: (بالآجُرُونِ) بضمِّ الجيمِ.
3- (وَيُرْوى: «بالآجَرُون»): صوابُهُ: (بالآجِرُون) بكسرِ الجيمِ.
جاءَ في «التَّاج 10/ 29» (أجر): ( (والآجُـِرونَ) بضمِّ الجيمِ وكسرِها، علَى صيغةِ الجَمْعِ، قالَ أبو دُوَاد:
وَلَقَدْ كَانَ في كَتَائِبَ خُضْرٍ * وَبَلاطٍ يُلاطُ بالآجُـِرُونِ
رُوِيَ بضمِّ الجيمِ وكسرِها معًا) انتهى.
ولعلَّ واوًا سقَطَتْ قبلَ قولِهِ: (قال أبو كَدْرَاء العِجْلِي).
وقد أحالَ الـمحقِّقُ في الحاشيةِ -عندَ الأبياتِ المذكورةِ- إلَى كتاب «الـمُعَرَّب 21، 22» لأبي منصورٍ الجواليقيِّ، ومنهُ أفدتُّ في تصحيحِ هذه الأخطاءِ. ومَن يرجِع إلَى الموضعِ المشارِ إليه من «المعرَّب» يُلاحِظ أنَّ النَّصَّ عندَ الجواليقيِّ يُشْبِهُ ما قالَ المعرِّيُّ، ولكنْ ذُكِرَتْ فيه لُغاتٌ أُخَر. وكانَ مِن شُيوخِ الجَواليقيِّ أبو زَكَريَّا التِّبْرِيزيُّ، وهو تلميذُ أبي العَلاءِ المعرِّيِّ، وقد ضمَّنَ كتابَه «الموضح في شرح شعرِ أبي الطيِّب المتنبِّي» كثيرًا من كلامِ شيخِه في «اللَّامعِ العزيزيّ»، فقلتُ: أرجِعُ إلَى هذا الموضعِ من «الموضح» لأرَى ما فيه، فوجدتُّه أوَرَدَ اللُّغاتِ الَّتي لم يَرِدْ لها ذِكْرٌ في «اللَّامعِ»، فظَهَر لي حينئذٍ أنَّ في نصِّ «اللَّامعِ» سقطًا يُستدْرَكُ من «الموضح 1/ 160» و«المعرَّب 21»، وهو هذا: (وفيه لُغاتٌ: آجُرٌّ بالتَّشْدِيدِ، وآجُرٌ بالتَّخْفِيفِ، وآجُورٌ، وياجُورٌ، وآجُرُون، وآجِرُون). علَى أنَّ في طبعةِ «الموضح» أيضًا خطأً في ضبطِ (آجرون) في مواضعِهِ الثَّلاثةِ!
والله تعالَى أعلمُ.

عائشة 27-07-2016 02:25 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1
،،، (ص28): (قال الشَّاعر:
مِنَ اللائِي تَـمْشِي بالضُّحَى مُرْجَحِنَّةً * وتمْشِى العَشَايا الخَوْزَلى رِخْوَةَ اليَدِ) اهـ.
(اللَّاءِ) يكتَبُ بغَيرِ ياءٍ؛ ليستقيمَ الوَزْنُ.
علَى أنَّ في البيتِ إشكالًا، فـ(اللَّائي) اسمٌ موصولٌ دالٌّ على جمعِ الإناثِ، ووَجْهُ الكلامِ أن يُقالَ بعدَه: (يَـمْشِينَ...). وأستبعدُ أن يكونَ أبو العَلاء نَطَقَ بالبيتِ علَى الوَجْهِ المذكورِ، إلَّا أن يكونَ سَهْوًا، وسبقَ لِسانٍ، ولا سيَّما أنَّه قد تقدَّمَ في القَصيدةِ:
وليسَتْ مِنَ اللَّائي العَدَانُ مَقِيظُها * يَرُحْنَ خِفافًا في الـمُلاءِ الـمُعَضَّدِ
والبيتُ للفرزدقِ في ديوانِهِ، والرِّواية فيه -كما أفادَ المحقِّقُ في الحاشيةِ-:
حَوَارِيَّةٌ تمْشِي الضُّحَى مُرْجَحِنَّةً * وتمْشِي العَشِيَّ الخَيْزَلى رِخْوَةَ اليَدِ
وفي «الفَسْرِ» لابنِ جنِّي: (قَطُوفُ الخُطَى تَمْشي...).
فاصل1
(ص28): (وَبَيْتُ امْرِئِ القَيْسِ يُنْشَدُ على ثلاثَةِ أوْجُهٍ:
إذا رَاعَهُ مِنْ جَانِبَيْهِ كِلَيْهِمَا * مَشَى الـهَيْذَبَى في دَفِّهِ ثُمَّ فَرْفَرَا
فَرْفَر اللجَامُ في فِيهِ: إذا حرَّكه. ويروى: «الهيذبى» و«الهيدبى» بالذَّالِ والدَّالِ، وبعضهم يروي: «الهربذا»، وفسَّروا الهربذا بأنَّها مِشْيَةُ الهَرَابِذَة) اهـ.
(فَرْفَر اللجَامُ): صوابُهُ: (اللجامَ)، ففاعلُ (فَرْفَرَ) ضميرٌ مستترٌ، و(اللجام) مفعولٌ به منصوبٌ.
(الهربذا): يُكْتَبُ بألفٍ مقصورةٍ: (الـهِرْبِـذَى). انظر: «اللِّسان 15/ 48» (هربذ).
فاصل1
والله تعالَى أعلمُ.

عائشة 30-07-2016 02:13 PM

شكر الله لكم.
فاصل1

،،، (ص32): («بُسَيْطَة»: مَوْضِعٌ رُبَّمَا سَلَكَهُ حُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ الـحَرَامِ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ لا تَدْخُلَها الألِف واللام. والبَسِيطَةُ في غَيْرِ هَذَا الـمَوْضِعِ بَيْنَ مَكَّةَ والكُوفَة، وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:
إنَّكِ يَابُسَيِّطَ الَّتي الَّتي * أنْذَرْنِيكَ في الطَّرِيقِ إخْوَتِي
يَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدَ بُسَيْطَةَ هَذِهِ، ويجوز أنْ يَعْني البَسِيطَة الَّتي تَقَدَّم ذِكْرُهَا) اهـ.
.
(تَدْخُلَها): صوابُهُ: (تَدْخُلُها) -كما لا يخفَى-.
(يَابُسَيِّطَ): يُكْتَبُ بالفَصْلِ: (يَا بُسَيِّطَ).
(أنْذَرْنِيكَ): والصَّوابُ: (أَنْذَرَنِيكِ).
قالَ الزَّبيديُّ في «التَّاجِ 19/ 146» (بسط): (قال ابنُ بَرّيّ: بُسَيْطَةُ -مُصَغَّرًا-: اسمُ موضعٍ ربَّما سَلَكَهُ الحُجَّاجُ إلى بَيْتِ اللهِ الـحَرَامِ، ولا يدخلُه الألِفُ واللَّامُ. والبَسِيطَةُ -وهو غيرُ هذا الموضعِ-: بينَ الكوفةِ ومكَّةَ. قالَ: وقَوْلُ الرَّاجِزِ:
إنَّكِ يَا بَسِيطَةُ الَّتي الَّتي
أَنْذَرَنِيكِ في الطَّرِيقِ إخْوَتِي
يحتملُ الموضعَيْنِ. قلتُ: والَّذي في «الـمُحكَمِ» قولُ الرَّاجزِ:
ما أنتِ يا بُسَيِّطَ الَّتي الَّتي
أَنْذَرَنِيكِ في الـمَقِيلِ صُحْبَتي
قالَ: أرادَ: يا بُسَيِّطَةُ، فرخَّمَ علَى لُغةِ مَن قالَ: يا حَارِ) انتهى.

عائشة 31-07-2016 02:48 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1

(ص32): (فالـمَهَا البَلَّوْرُ، ويقولون للأسنانِ مَهًا، قَالَ الـمُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:
وَمَهًا يَرِفُّ كأنَّهُ إذْ ذُفْـتَهُ * عَانِيَّةٌ شُـجَّتْ بِـمَاءِ يَـرَاعِ
وَيَجْعَلُونَ الشَّمْسَ مَهَاةً؛ لأنَّهُمْ يَصِفُونَهَا بِالبَيَاضِ، قال الشَّاعِرُ، وهُوَ يُرِيدُ الشَّمْسَ:
وبَيْضَاءُ لَـمْ تَطْبَعْ وَلمْ تَدْرِ مَا الـخَنَا * تَرَى أعْينَ الفِتْيَانِ مِنْ دُونِهَا خُزْرَا
وقال أبو الصَّلْت الثَّقَفِي:
ثُـمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ قَدِيرٌ * بِـمَهَاةٍ لَـهَا ضِيَاءٌ وَنُورُ) اهـ.
.
(البَلَّوْرُ): جاءَ في «التَّاج 10/ 249»: ( (البلورُ) أهملَه الجوهريُّ، وقال الصّغانيّ: هو (كَتَنُّورٍ، وسِنَّوْرٍ، وسِبَطْرٍ) وهذه عن ابنِ الأعرابيِّ، وهو مخفَّفُ اللَّامِ: (جَوْهَرٌ م)؛ أي: معروف أبيض شفَّاف) انتهى. وعلَى هذا يصحُّ ضبطُه علَى ثلاثةِ أوجُه، ليسَ منها (بَلَّوْر).
(ذُفْـتَهُ): والصَّوابُ: (ذُقْـتَهُ) بالقافِ. وانظر: «المفضَّليَّات 61».
(وبَيْضَاءُ): والصَّوابُ: (وبَيْضَاءَ)، كما في «ديوان ذي الرُّمَّةِ 1444» الَّذي دَلَّ عليه المحقِّقُ في الحاشيةِ.
(قَدِيرٌ): والصَّوابُ: (قَدِيرُ)؛ للتَّصريعِ الَّذي في البيتِ.
والله أعلمُ.

عائشة 03-08-2016 02:06 PM

شكرَ اللهُ لكم جميعًا.
فاصل1

(ص33): (ولاحَ لـهَا صَـوَرُ والصَّبَاحُ): والصَّوابُ: (صَـوَرٌ) بالتَّنوينِ.
(ص33): (وَسُحَيْم بن وُثَـيْلٍ الرِّيَاحِـيِّ): والصَّوابُ: (وَثِيلٍ).
(ص36): (يَانَاقِ سِيرِي عَنَقًا زِوَرَّا): والصَّوابُ: (يَا نَاقُ) بالضَّمِّ، ويجوزُ: (يَا نَاقَ) بالفَتْحِ.
(ص36): (ألا هَلْ أتَى رَسُولَ اللهِ أنِّي): والصَّوابُ: (هَلَ اتَى) بإلقاءِ حركةِ الهمزةِ علَى اللَّامِ، وهو مَوْضِعُ الشَّاهِدِ من البيتِ. قالَ أبو العَلاءِ قبلَ الاستشهادِ بهِ: (وذلك مَذْهَبُ وَرْشٍ في القِرَاءَةِ، وهوَ كَثِيرٌ في الشِّعْرِ الفَصِيحِ).

عائشة 06-08-2016 02:28 PM

،،، (ص44): (وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
ياهِنْدُ لا تَنْكِحِي بُوهَةً * عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أحْسَبَا
مُرَسَّغَةً بَيْنَ أرْسَاغِهِ * بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أرْنَبَا
قيل: إنَّهُ أدْخَلَ الهاءَ لِلْمُبَالَغَةِ، وإنَّما هُوِ مُرَسَّغٌ.
يُعَلِّقُ في سَاقِهِ رَأْسَهَا * حِذَارَ الـمَنِيَّةِ أنْ يَعْطَبَا) اهـ.
.
في (مُرَسّغة) و(مُرَسّغ) تصحيفٌ، والصَّوابُ: (مُرَسّعة)، و(مُرَسّع) بالعَيْنِ المهملةِ.
وفي (مرسّعة) في البيتِ المذكورِ روايتانِ، هما: (مُرَسَّعَةٌ) -بالرَّفع، وفتح السِّين-، و(مُرَسِّعَةً) -بالنَّصبِ، وكسرِ السِّينِ-.
قالَ الزَّبيديُّ في «التَّاجِ 21/ 90» (رسع): (ورَجُلٌ مُرَسِّعةٌ، كـمُحَدِّثةٍ: فَسَدَ مُوقُ عَيْنِهِ. قال امرُؤُ القَيْسِ -كما في «الصّحاحِ»- وفي «العُبابِ»: هو ابنُ مالكٍ الـحِمْيَريّ -كما قالَه الآمديُّ-، وليسَ لابنِ حُجْرٍ -كما وقعَ في دواوينِ شِعْرِهِ-، وهو موجودٌ في أشعارِ حِمْيَر:
أيا هِنْدُ لا تَنْكِحِي بُوهَةً * عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أحْسَبَا
مُرَسِّعَةً وَسْطَ أَرْفَاغِهِ * بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أرْنَبَا
لِيَجْعَلَ في رِجْلِهِ كَعْبَها * حِذَارَ الـمَنِيَّةِ أن يَعْطَبا
قال الجوهريُّ: قولُه: (مُرَسِّعَة) إنَّما هو كقولك: رَجُلٌ هِلْبَاجَةٌ وفَقْفَاقَةٌ، أو يكون ذهبَ به إلى تأنيثِ العَيْنِ؛ لأنَّ التَّرسيعَ إنَّما يكونُ فيها...
وقالَ السُّكَّرِيُّ في «شرح ديوان امرئ القيس»: ويُروَى: (مُرَسَّعَةٌ) كـمُعَظَّمةٍ، وبرفعِ الهاءِ، وهي تميمةٌ، وهو أن يُؤخَذَ سَيْرٌ فيُخْرَقَ، ويُدْخَلَ فيه سَيْرٌ، فيُجْعَلَ في أرساغِهِ؛ دَفْعًا للعَيْنِ، فيكون علَى هذا رَفْعُهُ بالابتداءِ، و(بينَ أرْساغِهِ) الخَبَر. قال ابنُ بَرّيٍّ: وهي روايةُ الأصمعيِّ، ويُرْوَى: (بينَ أرفاغِهِ) و(أرباقِهِ) و(أرساغِهِ).
وقيلَ: رَسَّعَ الرَّجُلُ تَرْسِيعًا: أقامَ فلم يبرَحْ مِن منزلِه، ورَجُلٌ مُرَسِّعةٌ: لا يَبْرَحُ من منزلِهِ، زادوا الهاءَ للمبالغةِ، وبه فسَّرَ بعضُهم بيتَ امرِئ القيسِ السَّابقَ) انتهى.
فيَظْهَرُ مِن قولِ أبي العلاءِ: (قيل: إنَّهُ أدْخَلَ الهاءَ لِلْمُبَالَغَةِ، وإنَّما هُوَ مُرَسّع) أنَّه عندَهُ (مُرَسِّع) و(مُرَسِّعة) بكَسْرِ السِّينِ، لا كما ضُبِطَ في الكتابِ.
والله تعالَى أعلمُ.
ولا أدري ما موضعُ (بينَ أرساغِهِ) مِنَ الإعرابِ علَى هذه الرِّوايةِ.
تبقَى الإشارةُ إلى خَطَأَيْنِ طِباعيَّيْنِ في النَّصِّ الَّذي نقلتُهُ، وهما: تركُ الفَصْلِ في (ياهِنْدُ) -وقد سبقَ التَّنبيهُ علَى نَحْوِ هذا-، وكسرُ واوِ (هُو).

صالح سعيد النائلي 08-08-2016 12:46 AM

"ولا أدري ما موضعُ (بينَ أرساغِهِ) مِنَ الإعرابِ علَى هذه الرِّوايةِ"
* هذا يرجح رواية مرسَّعة بفتح السين.
* فإن كان البيت بالروايتين، فهلا تتكلفين-أختي الكريمة- لنا جوابا، اللهم إلا أن يكون هناك حذف، أي:
مرسِّعةً، تميمةٌ بين أرساغه، به عسم...
ودل على المحذوف سياق الكلام.

عائشة 08-08-2016 02:20 PM

أشكرُ لكم مُتابعتَكم، وتفضُّلَكم بهذه الـمُنازَعةِ.
وقد تقدَّمَ في رِواياتِ البَيْتِ: (بينَ أرساغِهِ) و(أرباقِهِ) و(أرفاغِهِ)، ووجدتُّ في بعضِ الكُتُبِ روايةً أُخْرَى، وهي: (بَيْنَ أرْبَاعِهِ)، أو (وَسْطَ أَرْبَاعِهِ)، ونظرتُ في «المقاصد النَّحويَّة 523» لبدر الدِّين العينيِّ، فوجدتُّ فيه: (والـمَعْنَى علَى رِواية (أَرْباعِهِ): أنَّه مُلازِمٌ أرباعَهُ؛ أي: منازله، لا يُسافِرُ، ولا يغزو، ولا يُهتدَى لخَيْرِهِ) اهـ. وهذا التَّفسيرُ مُوافِقٌ لقولِهم: (ورَجُلٌ مُرَسِّعةٌ: لا يَبْرَحُ من منزلِهِ). فيظْهَرُ لي إذنْ أنَّ البيتَ لو رُوِيَ فيه (مُرَسّعة) بكسرِ السِّين؛ لناسَبَ أن يجيءَ معه: (بَيْنَ أرْبَاعِهِ). علَى أنَّني أرَى أنَّ قولَهُ: (مُرَسَّعَةٌ بَيْنَ أَرْسَاغِهِ) منسجمٌ مع ما وُصِفَ به هذا الرَّجُلُ في قولِهِ: (بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أرْنَبَا)... إلخ. واللهُ تعالَى أعلمُ.
وجزاكم اللهُ خيرًا.

عائشة 11-08-2016 02:28 PM

،،، (ص48): (قالَ الـجَعْدِيُّ:
خِيطَ على زَفْرَةٍ فَتَـمَّ ولَـمْ * يَرْجِعْ إلى دِقَّةٍ ولا هَضْمِ) اهـ.
والصَّوابُ: (هَضَمِ) بفتحِ الضَّادِ.
جاءَ في «اللِّسانِ 15/ 69» (هضم): (والـهَضَمُ: استقامةُ الضُّلوعِ، ودُخولُ أعالِيها، وهو من عيوبِ الـخَيْلِ الَّتي تكونُ خِلْقَةً، قالَ النَّابغةُ الـجَعْدِيُّ:
خِيطَ على زَفْرَةٍ فَتَـمَّ ولَـمْ * يَرْجِعْ إلى دِقَّةٍ ولا هَضَمِ) انتهى.
.
،،، (ص51): (قال الرَّاجِزُ:
نحْنُ ضَرَبْنَا مَخْلِدًا في هَامَتِهْ * بِصَارِمٍ أوْفَى على عِلاوَتِهْ) اهـ.
(مَخْلِدًا): والصَّوابُ: (مَـخْلَدًا)، علَى زِنَةِ (مَفْعَل)، وهو اسم عَلَم. قالَ المجدُ في «القاموس» (خلد): (وخالدٌ، وخُوَيْلِدٌ، وخالِدَةُ، وكَمَسْكَنٍ، وزُبَيْرٍ، ويَنْصُرُ، وكَتَّانٍ، وَحَمْزَةَ، وجُهَيْنَةَ: أسماءٌ) انتهى.
.
والله أعلمُ.

عائشة 15-08-2016 03:01 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1

،،، (ص56): (قال الشَّاعِرُ:
طَرِبْتَ وَهَاجَتْكَ الـحَمَامُ السَّوَاجِعُ * تَـمِيلُ بِهَا ضَـحْوًا غُصُونٌ نَوَايِــــــعُ) اهـ.
والصَّوابُ: (نَوَائِعُ) بالهمزِ.
وأحالَ المحقِّقُ في الحاشيةِ إلَى «جمهرة اللُّغة 474»، فرجعتُ إليه، وفيه: (ويُرْوَى: يَوانِع. النَّوائعُ: الـمَوائِل).
وفي «المجمل» لابنِ فارسٍ: (وناعَ الغُصْنُ يَنُوعُ: إذا تَمايَلَ، وهو نائعٌ).
والله أعلمُ.

عائشة 17-08-2016 01:40 PM

شكر الله لكم.
فاصل1

(ص59): (قَالَ حَاتَـمُ الطَّائِيُّ).
والصَّوابُ: (حَاتِـمٌ)، فهو اسمٌ منصرفٌ. وأمَّا قولُ الرَّاجزِ:
* وحاتـِـمُ الطَّائيُّ وَهَّابُ الـمِئِي *
فضرورةٌ. انظُر: «ما يجوز للشَّاعر في الضَّرورة 261» للقزَّاز القيروانيِّ، و«لسان العرب 4/ 32» (حتم).
.
(ص59): (تُـمَشِّي بِـهَا الدَّرْمَاءَ تَسْحَبُ قُصْبَـها).
والصَّوابُ: (الدَّرْماءُ)؛ كما في الكتبِ الَّتي أشارَ إليها المحقِّقُ في الحاشيةِ، وهي: «معاني الشِّعر 26» للأُشْنانْدانيِّ، و«اللِّسان» (درم)، و«خزانة الأدب 10/ 408». وقالَ: (والدرماء: الأرنب) انتهى. وإعرابُها في البيتِ: فاعلٌ مرفوعٌ.
أمَّا عن ضبطِ (تمشي) فقد قالَ البغداديُّ في «خزانة الأدب 10/ 411»: (و(تُـمَشِّي) بتشديدِ الشِّينِ المكسورةِ: مبالغةُ (تَـمْشِي) ) انتهى. وقالَ هارون في حاشيتِه: (ويجوزُ ضبطُها بتشديدِ الشِّينِ المفتوحةِ مع فتحِ التَّاءِ؛ كما في «اللسان» (أون، مشي)، و«معاني الأُشْنانْدانيِّ 23») انتهى.
.
والله أعلمُ.

عائشة 26-08-2016 12:01 AM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1

،،، (ص61): (و«البَطَارِيقُ»: جَـمْعُ بِطْرِيقٍ، وَهُوَ صَاحِبُ هَذِهِ الرُّتْبَةِ مِنَ الرُّومِ، وكانَتِ العَرَبُ تَسْمَعُ أنَّ البَطَارِيقَ مِنْ أجِلاَّءِ الرُّومِ، فإذا وَصَفُوا الرَّجُلَ مِنْهُم بالفَضْلِ قَالُوا بِطْرِيقٌ؛ أيْ: هُوَ جَلِيلٌ مِثْلُ بِطْرِيقِ الرُّومِ، قَالَ أبو ذُؤَيْبٍ:
هُمُ رَجَعُوا بالـحَزْمِ حَزْمِ تُبَايِـــــعٍ * هَوَازِنُ يـحْدُوهَا كُمَـاةٌ بَطَارِقُ) اهـ.
قالَ المحقِّقُ في تخريج البيت: (ديوان الهذليين: ق1/ 153، ورواية الشطر الأول فيه: «هم رجعوا بالعرج والقوم شهد») اهـ.
.
قال السُّكَّرِيُّ في «شرح أشعار الهذليِّين 1/ 158»: (أي: هم رَدُّوا بهذا الموضِعِ هَوَازِنَ) اهـ. فالصَّوابُ أن يكونَ (هوازن) في البيتِ منصوبًا، لا مرفوعًا، فهو مفعولٌ لـ(رَجَعُوا)، وكذا ضُبِطَ في الموضعِ الَّذي أشارَ إليهِ المحقِّقُ مِن «ديوان الهذليِّينَ».
وفي (تُبَايِـــــعٍ) تصحيفٌ، والصَّوابُ: (نُبَايِـــــعٍ) بالنُّونِ، ففي «معجم البلدان 5/ 257» لياقوت: (نُبَايِــــــع: بالضَّمِّ، وبعد الألفِ ياءٌ، وعينٌ مهملةٌ... قالَ أبو منصورٍ: هو اسمُ مكانٍ أو جَبَلٍ أو وادٍ في دِيارِ هُذَيْل، ذكرَه أبو ذُؤَيْبٍ، فقالَ:
وكأنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِـــــعٍ * وأُولاتِ ذِي العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ
وقالَ البُرَيْقُ بنُ عِياضِ بن خُوَيْلِد اللّحيانيّ:
لَقَدْ لاقَيْتُ يَوْمَ ذَهَبْتُ أَبْغِي * بِحَزْمِ نُبَايِـــــعٍ يَوْمًا أَمَارَا
ورُوِيَ بتقديم الياءِ...) اهـ.
أي: يــنابِـــــع. راجع: «معجم البلدان 5/ 449». وانظرْ: «تاج العروس 22/ 226» (نبع).
والله أعلمُ.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ