ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة العلوم الشرعية (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=15)
-   -   المفهمة لأبيات المقدمة - شرح موجز لنظم الجزرية - (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=13711)

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 05-04-2017 10:02 PM

المفهمة لأبيات المقدمة - شرح موجز لنظم الجزرية -
 
1 مرفق
البسملة1
..
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله ، وعلى آلِه ، وصَحبِه ، ومَن والاهُ ، وبَعدُ :
فإليكم أحبَّتي الكرام شَرحًا مُوجزًا لمنظومةِ ( الجزريَّةِ ) ،
أضعُه بينَ أيديكُم قَصدَ المُدارَسةِ والمُذاكرةِ والاستِفادةِ ،
على صورتِه التي استتمَّ عليها في أواخرِ شوَّال سنة 1430 ، أي : قبلَ ما يَقربُ مِن ثماني سنواتٍ ،
اللَّهمَّ إلَّا زيادات يسيرة أضفتُها أثناءَ المُراجَعةِ ، أو ما جدَّ لي رأيٌ فيه مُغايرٌ لما كنتُ أثبتُّه أوَّلَ .
وقد أَسميتُه :
فاصل1فاصل2فاصل1
>>
وهذا أوانُ الشُّروعِ في المقصودِ ، وبالله التَّوفيقِ .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 05-04-2017 10:08 PM

3 مرفق
..
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
..

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 05-04-2017 10:10 PM

وردة1ولا تبخلوا على أخيكم بالمتابعة والنقد والتصحيحوردة1
شكر الله لكم

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 21-04-2017 02:52 PM

هذا شيء رأيت أنه لا بد من التنبيه عليه قبل المواصلة ، وهو أني كنت اعتمدت في الشرح نسخة المقرئ الدكتور أيمن سويد وفقه الله ، ووقفت أثناء الشرح على بعض الأخطاء والملاحظات عليها ، لكني أتممت الشرح على هذه النسخة ، ثم بعد ذلك بمدة شرعت في ضبط المتن بنفسي بالرجوع إلى عدد كبير من شروح النظم ، وطبعات للنظم محققة ، ثم طرأت لي أمور ألجأتني إلى التأجيل ، ولم يتيسر لي إتمام هذا العمل إلى هذه الساعة ، والله المستعان .
وعلى ذلك ستكون هناك تغييرات في المواضع المختلف فيها ، بحسب ما يترجح عندي في المتن .
فاصل1فاصل1فاصل1
وأمر آخر أحب الإشارة إليه ، وهو أنني لم أكن رجعت - حين وضعت شرحي - إلى أي شرح من الشروحات الكثيرة للنظم ، إلا شرحا لمعاصر رجعت إليه في اختصار عملي في باب المقطوع والموصول ، وباب التاءات . وكان اعتمادي على الشرح - بعد الله - على كتاب الحصري رحمه الله في التجويد ، وعلى المعجم التجويدي للدكتور عمر خليفة الشايجي .
ونعود الآن بإذن الله تعالى إلى استكمال الشرح .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 21-04-2017 04:50 PM

3 مرفق
..
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
..

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 21-04-2017 04:53 PM

4 مرفق
..
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
..

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 22-04-2017 02:41 PM

صفات الحروف
 
3 مرفق
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 22-04-2017 02:43 PM

4 مرفق
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1
فاصل1فاصل2فاصل1

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 16-08-2017 09:56 PM

نعود لاستكمال الشرح بعد إتمام ضبط المتن بمحض فضل من الله تعالى
فاصل1فاصل2فاصل1
ونزولا عند رغبة بعض الفضلاء سأضع الشرح مكتوبا مباشرة على صفحات الملتقى ، لا كما فعلت سابقا من وضع الصفحات مصورة
فاصل1فاصل2فاصل1
وقد أضفت الأبيات مفردة إلى الشرح ، ولم تكن تذكر إلا أثناء الشرح سابقا
..

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 16-08-2017 10:00 PM

باب
فاصل1،،، التجويد ،،،فاصل1
..
27. والْأَخْذُ بِالتَّـجْوِيدِ حَتْـمٌ لَّازِمُفاصل1مَــن لَّـمْ يُـجَـوِّدِ الْـقُـرَانَ آثِــمُ
28. لِأنَّـــهُ بِـــهِ الْإِلَـٰــهُ أَنْـــزَلَافاصل1وهَـٰكَـذا مِـنْــهُ إِلَـيْـنـا وصَـــلَا
29. وهُـوَ أَيْـضًا حِـلْـيَةُ الـتِّـلاوَةِفاصل1وزِيــنَــــةُ الْأَداءِ والْــقِــــراءَةِ
فاصل1فاصل2فاصل1
..
ممَّا يلزَمُ القارئَ لكتابِ الله تعالى : تَعلُّمُ أحكامِ التِّلاوةِ ( وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ ) مِن حيثُ المحافَظةُ على جوهرِ الكلماتِ القُرآنيَّـةِ ، وحروفِها الَّتي تَـتَـكوَّنُ مِنها بِنْـيَـتُها ، والمحافظةُ على حَرَكاتِها وسَـكَناتِها ، وشَدَّاتِها ومَدَّاتِها ، وغيرِ ذلكَ ممَّا يُـعَـدُّ تركُه مِن اللَّحنِ ، فإنَّ معرفةَ ذلكَ وتطبيقَـهُ ( حَـتْمٌ لَّازِم ) علَى كُلِّ قارئٍ لكتابِ الله تعالَى .

فإنَّ ( مَن لَّـمْ يُجَوِّدِالْقُـرَانَ ) حالَ قراءتَـهِ بعدَ تعلُّمِه لأحكامِ التَّجويدِ ، فإنَّه لاشكَّ ( آثِـم ) ؛ إذْ إنَّ تطبيقَ أحكامَ التَّجويدِ حالَ التِّلاوةِ واجبٌ وجوبًا عينيًّا علَى كلِّ مَن يُريدُ قراءةَ شيءٍ مِن القُرآنِ .
يُعلِّـلُ أهلُ العلمِ لذلكَ فيقولونَ : ( لأنَّـهُ بهِ الْإلَـٰـهُ أَنْزَلَ ) ، فإنَّ النَّبيَّ ﷺ تلقَّى القُرآنَ مِن جبريلَ عليهِ السَّلامُ علَى هذه الصِّفةِ مِن التِّلاوةِ ، ثمِّ تلقَّى الصَّحابةُ رِضوانُ الله عليهِم أجمعينَ مِن رسولِ الله ﷺ القرآنَ على الصِّفةِ نفسِها ، ( وَهـٰـكَذَا مِنْهُـ ) ـم ( إِلَـيْنَا وَصَلَ ) القرآنُ ، فكما تعبَّدنا اللهُ تعالى بألفاظِ القرآنِ وحروفِه ، تعبَّدنا كذلكَ بتِـلاوتِه على النَّحْوِ الَّذي أنزلَه عزَّ وجلَّ بهِ مِن تَصحيحِ ألفاظِه وحروفِه .
( وَ ) زيادةً على ذلكَ فَـإنَّ التَّجويدَ ( هُوَ أَيْضًا حِلْيَـةُ التِّلاوَةِ ، وَزِينةُ الأَداءِ وَالقِرَاءَةِ ) ، فَهو أهمُّ ما يُعِينُ علَى التَّـغَـنِّي بالقُرآنِ ، وتَـزيِـين الصَّوتِ عندَ التِّلاوَةِ ، وفي الحديثِ : « زَيِّنوا القُرآنَ بِأصواتِكم ، فإنَّ الصَّوتَ الحَسَنَ يَزيدُ القُرآنَ حُسْنًا » .
فاصل1فاصل2فاصل1
30. وهُوَ إِعْطاءُ الْـحُرُوفِ حَقَّهَافاصل1مِــنْ صِـفَـةٍ لَـهـا ومُستَحَـقَّـهَـا
31. ورَدُّ كُـــلِّ واحِـــدٍ لِّأَصْـلِـهِفاصل1واللَّـفْــظُ فِي نَـظِــيرِهِ كَمِـثْــلِـهِ
32. مُكَـمَّـلًا مِنْ غَـيْرِ مــا تَكَلُّفِفاصل1بِاللُّطْـفِ فِي النُّطْـقِ بِـلا تَعَـسُّفِ
33. ولَـيْسَ بَـيْـنَــهُ وبَـيْنَ تَـرْكِـهِفاصل1إِلَّا رِيــاضَــةُ امْــــرِئٍ بِـفَـكِّــهِ
فاصل1فاصل2فاصل1
فإنْ قُلتَ : ما هُو علمُ التَّجويدِ ؟
قلتُ : التَّجويدُ هو التَّحسينُ ، وهو في التِّلاوة قِسمانِ : عِلْميٌّ ، وعَمَـليٌّ .
· فالتَّجويدُ العِلْميُّ :
هو مَعرفةُ القَواعدِ والضَّوابِطِ التي وضعَها أئمَّـةُ القُرَّاءِ المُقرئين مِن : مَخارجِ الحروفِ وصفاتِها ، وأحكامِ النُّونِ السَّاكنةِ والـتَّنوِينِ ، وأحكامِ الميمِ ، والمدودِ ، ومعرفةِ الوُقوفِ والابتداءِ ، وغيرِ ذلكَ .

· ( وَ ) التَّجويدُ العَمَلِـيُّ :
(هُوَ إِعْطَاءُ الحرُوفِ ) :

- ( حَـقَّـهَا ) : ( مِنْ ) كلِّ ( صِفَـةٍ) لازمةٍ ( لها ) ، كالهمْسِ ، والجهْرِ ، والشِّـدَّةِ ، والاستعلاءِ ، وغيرِ ذلكَ ممَّا سبقَ .
- ( وَمُسْتَحَقَّهَا ) : مِن الصِّفاتِ العَارِضةِ ، كالإظهارِ ، والإدغامِ ، والإخفاءِ ، وونحوِها .

( وَ ) كذلكَ ( رَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ ) مِن الـحروفِ ( لِأَصْلِهِ ) ومَـخرجِهِ الصَّحيحِ ، ( وَاللَّفْظُ في نَظِـيرِهِ كَمِثْلِـهِ) ، فلا اختلافَ بينَ أيِّ حرفٍ ونظِيرِه المماثلِ في المخرجِ والصِّفاتِ ، بل اللَّفظُ فيهما مُـتَماثلٌ حيثُ وقعَا .

فائْتِ أيُّها القارئُ بالحرفِ (مُـكَـمَّـلًا مِّنْ غَيرِ مَا تَـكَلُّف ) وإفراطٍ ، معَ الأخــذِ ( بِاللُّطْفِ في النُّطْقِ بِلَا تَـعَسُّف ) ولا إسرافٍ .
( وَ ) لْيعلَمْ كلُّ قارئٍ أنَّـه ( لَيْسَ بَـيْـنَهُ وبَينَ تَـرْكِـهِ ) لأحكامِ التَّجـويدِ ( إِلَّا رِيَاضَــةُ ) كـلِّ ( امْرِئٍ بِفَـكِّهِ ) ، فإنَّـه لا يُعلَم سببٌ لبلوغِ نهايةِ الإتقانِ والتجويدِ ، ووُصولِ غايةِ التَّصحيحِ والتَّسديدِ مثلَ رِياضةِ الألسُنِ ، والتَّـكرارِ على اللَّفظِ المتلَـقَّى مِن فمٍ مُحسِنٍ ، حتَّى يصيرَ ذلكَ له طَـبْـعًا وسَليقةً .
فاصل1فاصل2فاصل1
واعْلَمْ بِأنَّ الشَّأْنَ فِـيهِ لَيْسَ فِي..................
..................أَخْذِكَ مِنْ كُتْبٍ ولَا مِنْ صُحُفِ
وإنَّمَـا طَرِيقُـهُ : الـتَّـلْـقِـينُ ، أوْ..................
..................عَرْضٌ علَى شَيْـخٍ لَـهُ كَمَـا رَوَوْا
طَريقَةُ التَّـلْـقِـينِ مِنْ شَيْـخٍ بِأنْ..................
..................يَـقْرَا أمـامَ طالِــبٍ فَـيَسْمَـعَنْ
والعَرْضُ أنْ يَسْتَـمِعَ الشَّيْخُ إلَى..................
..................تِلْمِيــذِه إِذَا تَـــــلَا مُــرَتِّـــلَا
والـجَمْعُ بَيْنَ العَرْضِ والتَّلْقِينِ..................
..................أَزْكَى فكُـنْ مِنـــهُ علَى يَـقِــينِ
فاصل1فاصل2فاصل1
..

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 17-08-2017 01:25 PM

باب
فاصل1،،، الترقيق والتفخيم ،،،فاصل1
وذكر بعض التنبيهات
..

وإذْ علمتَ أيُّها القارئُ حُكمَ تطبيقِ أحكامِ التَّجويدِ ، وعرفْتَ قبلُ مَخارجَ الحروفِ ، وصفاتِها ، فإليكَ الآن بيانَ أهمِّ ما يجبُ عليك مُراعاتُه مِن أحكامِ التَّجويدِ ، بابًا بابًا ، ابتداءً ببابٍ مِن أهمِّ الأبوابِ ، ألا وهو التَّرقيقُ والتَّفخيمُ :
فاصل1فاصل2فاصل1
34. فَرَقِّـقَـنْ مُسْتَـفِـلًا مِنْ أَحْرُفِفاصل1وحَــاذِرَنْ تَفْخِـيمَ لَـفْـظِ الْأَلِـفِ
35. وهَمْزِ ﴿اَلْـحَمْدُ﴿أَعُوذُ﴾ ﴿اِهْدِنَافاصل1﴿اَللَّـــهُ﴾ ثُــمَّ لامِ﴿ لِلَّـــهِ﴾ ﴿لَــنَـا﴾
36.﴿وَلْيَتَلَطَّفْ﴾﴿وَعَلَى اللَّـهِ﴾ ﴿وَلَا الضْـفاصل1والْـمِيمِ مِنْ﴿مَخْمَصَةٍومِنْ﴿مَرَضْ
فاصل1فاصل2فاصل1
(فـرَقِّقَنْ) ما تراهُ ( مُسْتَـفِلًا مِن) الْـ ( ـأَحْرُفِ ) ، كالبَاءِ ، والتَّاءِ ، والجيمِ والحاءِ ، ونحـوِها مِن حُروفِ الاستِفالِ ، ممَّا هُو مُلازِمٌ للتَّرقِيقِ .
أو في حالاتِ ترقيقِ ما فيهِ ترقيقٌ وتفخيمٌ مِن حروفِ الاستِفالِ ، كـ : الرَّاءِ ، واللَّامِ ، والألِفِ المدِّيَّـةِ .
واعتنِ أيُّها القارئُ بتَرقيقِ بعضِ الحروفِ عنايةً خاصَّةً ، لما يكثرُ فيها مِن الخطأِ مِن القُرَّاءِ تَفخيمًـا لها ، لأسبابٍ مُعيَّنةٍ :
1. كعدمِ تحقيقِ الحركةِ فيها .
2. أو لمجاوَرتِها لمفخَّمٍ لا تأثيرَ لهُ عليها .
3. أو عدمِ التَّفريقِ بين حالتَيها ، مما لهُ حالتانِ .
أو غيرِ ذلك مِن الأسبابِ .

( وَ) إليكَ أمثلةً لبعضِ تلك الحروفِ :

· الألفُ المدِّيَّةُ :
فقد يقعُ الخطأُ فيها مِن جهةِ عدمِ التَّفريقِ بينَ حالتَيها ، فإنَّها مِن الحروفِ الَّتي لها حالتانِ تفخيمًا ، وترقيقًا :
1. الأُولى : أن يَسبقَها حرفٌ مُرقَّـقٌ : فحكمُها عندئذٍ : التَّرقيقُ ، فـ (ـحَاذِرَنْ تَفخِيمَ لَفظِ الأَلِفِ ) في مثلِ : ﴿ يَشـآءُ ﴾ ، و﴿ أُولـٓئِكَ ﴾ ، ونحوِ ذلك .
2. الثَّانيةُ : أن يكونَ ما قبلَها مُفخَّـمًـا : فإنَّها تُفخَّمُ حينئذٍ ، في مثلِ : ﴿ قَالَ ﴾ ، و﴿ طَآئِرٍ ﴾ ، ونحوِهَا .

· الهمزةُ :
( وَ ) قد يقعُ الخطأُ في الـ ( ـهَـمْـزِ ) :
- مِن جهةِ عدمِ تحقيقِ الحَركةِ تارةً : فرقِّـقِ الهَمْزَةَ مِن مثلِ : ( ﴿ اَلحمْدُ ﴾ ) ، وَ( ﴿ أَعُوذُ ﴾ ) بتَحقيقِ الفَتحةِ ، ومثلِ : ( ﴿ اِهْدِنَا ﴾ ) بتَحقيقِ الكَسرةِ .
- أو لمُجاورتِها معَ ذلك لمفخَّمٍ تارةً أخرى ، كهمزِ لفظِ الجلالةِ ( ﴿ اللهُ ﴾ ) .

· اللَّامُ :
وهي ممَّا له حالتانِ - كما سيَأتي - .
- ( ثُمَّ ) إنَّ عدمَ تحقيقِ حركتِها - في مواضعِ ترقيقِها - قد يُوقعُ في تَفخيمِها شيئًا ما ، فانتبِه أيُّها القارئُ ، لِتَرقيقِ ( لَامِ ) نحوِ : ( ﴿لله﴾ ) و( ﴿لَنَا﴾ ) .
- ولا تغترَّ لمجاورتِها لِـمفخَّمٍ ، فإنَّه لا تأثـيرَ له عليها ، فرقِّقِ اللَّامَ مِن كلمةِ ( ﴿وَلْيَتَلَطَّفْ﴾ ) مِن قولِه تعالى في الكهفِ : ﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴾ ، ولامَ ( علَى ) مِن مِثلِ : ( ﴿ وَعَلَى اللَّـهِ ﴾ ) ، كقولِه تعالَى في النَّحلِ : ﴿ وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾ ، ولامَ ﴿ ( وَلَا الضَّـ ) ـآلِّينَ ﴾ في آخرِ سُورةِ الفاتحةِ ، واللامَ مِن مثلِ : ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ ﴾ ، و : ﴿ فَمَن يَهْدِى مَنْ أَضَلَّ الله ﴾ .

· الميمُ :
( وَ ) ذلكَ إن جاورَتْ مُفخَّمًـا ، كتَرقيقِ ( الـميمِ ) في الموضعَين ( مِـنْ ) كلـمةِ ( ﴿ مَـخْمَصَةٍ ﴾ ) ، كما في قولِه تعالَى في سورةِ المائدةِ : ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ ﴾ فانـتَبِه إلى ترقيقِ الميمِ فيهَا ؛ لا سِيَّما الميمَ الثَّانيةَ ، فإنَّها واقعةٌ بين حرفَينِ مُفخَّمَينِ .
( وَ ) كذلك الميمُ ( مِنْ) كلمةِ ( ﴿ مَرَض ﴾ ) ، كما في قولِه تعالَى في سورةِ البقرةِ : ﴿ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا ﴾ .
فاصل1فاصل2فاصل1
37. وبَاءِ﴿بَرْقٌ﴾﴿بَاطِلٌ﴾﴿بِهِمْ﴾ ﴿بِذِىفاصل1واحْرِصْ عَلَى الشِّــدَّةِ والـجَــهْرِ الَّذِي
38. فِيهَا وفِي الْجِيمِ كَـ ﴿حُبِّ﴾﴿الصَّبْرِفاصل1﴿رَبْوةٍ﴾﴿اجْتُثَّتْو﴿حَجُّ﴾﴿الْفَجْرِ
فاصل1فاصل2فاصل1
· الباءُ :
( وَ ) ذلكَ إن جاورَتْ مُفخَّمًـا ، فرقِّقْها مُحقِّـقًا الفتحَ ، في ( بَـاءِ ) مثلِ : كلمةِ ( ﴿ بَرْقٌ ﴾ ) ، كما في قولِه تعالَى في البقرةِ : ﴿ فِيهِ ظُلُمَـتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾ ، ومثـلِ : كلـمةِ ( ﴿ بَـٰطِلٌ ﴾ ) ، كـما في قولِه تعالَى في سورتَي الأعرافِ وهـودٍ : ﴿ وَبَـٰطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ ، واحذَرْ تفخيمَ الألفِ بعدَها كذلكَ .
ورقِّقِ الباءَ كذلكَ إذا كانتْ مكسورةً ، بتحقيقِ الكسرِ وتصفيَـتِه ، مثلَ : الباءِ في كلمةِ ( ﴿ بِهِمْ ﴾ ) ، وكلمةِ ( ﴿ بِذِى ﴾ ) ، ونحوِهما .

* استِطرادٌ : في التَّنبيهِ على صِفتَي الشِّدَّةِ والجَهرِ :
( وَاحْرِصْ ) أيُّها القارئُ كذلك مع ترقيقِ الباءِ ( عَلَى ) صِفتَي ( الشِّدَّةِ وَالـجَهْرِ الذِي فِيهَا ) وفيـمـا شابهَها مِن الحروفِ ، الَّتي جَمعتْ بينَ صِفتَي القُوَّةِ هاتَينِ ، فاحرِصْ عليهِما فيها ، ( وفي ) حَرفِ ( الجِيمِ ) - مَثلًا - ، لئـلَّا
تَصير قريبةً مِن الشِّينِ كما يقعُ مِن بعضِ القُرَّاءِ .
وطَـبِّقْ ذلك فيما يأتي مِن الأمثلةِ :
- ( كَـ ) ـالباءِ في نحوِ : كلمةِ ( ﴿ حُبِّ ﴾ ) ، كما في قولِه تعالَى : ﴿ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله ﴾ ، وكلمةِ ( ﴿ الصَّبرِ ﴾ ) ، كما في قولِه تعالَى : ﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوٰةِ ﴾ ، وكلمةِ ( ﴿ رَبْوَةٍ ﴾ ) ، كقولِه تعالَى : ﴿ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْـوَةٍ ﴾ .
- وكالـجيمِ في نحوِ : ( ﴿ اجْتُـثَّـتْ ﴾) في قولِه تعـالَى في سورةِ إبراهيمَ : ﴿ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُـثَّتْ مِن فَوقِ الْأَرْضِ ﴾ ، (وَ ) كلمةِ ( ﴿ حَجُّ ﴾ ) ، كمـا في قولِه تعـالَى في سورةِ آلِ عِمرانَ : ﴿ وَلله عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ ﴾ - وقُرِئت بفَتحِ الحاءِ وكسرِها - ، وفي كلمةِ ( ﴿ الفَجْرِ ﴾ ) ، كقولِه تعالَى في أوَّل الفجرِ : ﴿ وَالْفَجْرِ ﴾ .
فاصل1فاصل2فاصل1
39. وبَـيِّــنَـــن مُّـقَلْـقَـــلًا إِنْ سَــكَـنَــافاصل1وإِنْ يَكُــــــــنْ فِي الْوَقْــــفِ كانَ أَبْـيَـــــنَـا
40.وحاءَ﴿حَصْحَصَ﴿أَحَطتُ﴿الْـحَقُّفاصل1وسِـــينَ﴿مُسْتَقِـــيمِ﴾ ﴿يَسْطُو﴿يَسْــقُو
فاصل1فاصل2فاصل1
* استِطرادٌ آخرَ : في التَّنبيهِ على صِفة القَلْـقَلةِ :
فإنْ راعيتَ ما ذُكِرَ في هذَينِ الحرفَينِ مِن الشِّدَّةِ والجَهرِ ، فاعلَمْ أنَّ كلَّ حرفٍ اجتمعَتْ فيه هاتانِ الصِّفتانِ ثَقُلَ على اللِّسانِ حالَ سُكونِه خاصَّةً ، وقد تُخُلِّصَ مِن هذا الثِّقَلِ في الباءِ والجيمِ وأخواتِهما ، فيمـا جُمعَ في قولِهم : ( قُطْبُ جَد ) بصفةِ القَلْقلةِ .

فتنبَّه أيُّها القارئُ ، ( وَبَـيِّـنَنْ ) صفةَ القَلقلةِ في أيِّ حرفٍ وجدتَـهُ ( مُقَلْـقَلًا ) ، على هذه المراتبِ :
1. فـ ( ـإِنْ سَكَنَ ) الـمُقَلْقلُ في وَسطِ الكلمةِ ، أو في آخرِها حالَ الوَصلِ ، فقلقلةٌ صُغرَى ، مِثل : ﴿ مِن قَـبْلِ ﴾ ، و﴿ ذُقْ إِنَّكَ ﴾ .
2. ( وَ إِنْ يَكُن ) سُكونُه ( في الوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَ ) قلقلةً ، وهي الوُسطَى ، مثل : ﴿ مِن مَّسَدٍ ﴾ ، ﴿ مِنْ حَرَجٍ ﴾ .
3. فإن كانَ الـمُقَلْقلُ مع الوَقفِ مُشدَّدًا فقلقلةٌ كُبرَى ، مثل :﴿ وَتَبَّ ﴾ .
وزادَ بعضُهم مرتبةً رابعةً : في حالِ الحركةِ ، وهي أضعفُها ، وهي أصلُ القلقلةِ ؛ إذ القلقلةُ صفةٌ لازمةٌ .

· الحاءُ :
( وَ ) هيَ مِن أَضعفِ الـحروفِ ، فإنْ جاوَرَتْ حرفًا أقوى مِنهَا ، وكانَ مُفخَّمًـا كانت بالعِنـايةِ أَولى ، فانتبِه أيُّها القارئُ ( وَ ) رقِّق الـ ( ـحَاءَ ) في نحوِ كلمةِ ( ﴿ حَصْحَصَ ﴾ ) في قولِه تعالَى في سورةِ يُوسفَ : ﴿ الْئَـٰنَ حَصْحَصَ الْـحَقُّ ﴾ ، و كلمةِ ( ﴿ أَحَطتُ ﴾ ) في قولِه تعالَى في سورةِ النَّـملِ : ﴿ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَـمْ تُحِطْ بِهِي ﴾ ، و كلمةِ ( ﴿ الحقُّ ﴾ ) ، كما في المثالِ الأوَّلِ .
· السِّينُ :
( وَ ) رقِّق كذلكَ الـ ( ـسـينَ ) في نحوِ : كلمةِ ( ﴿ مُسْتَـقِيمِ﴾ ) ، كما في قوله تعالى : ﴿ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ ، وكلمةِ ( ﴿ يَسْطُو )نَ ﴾ في قولِه تعالى في الحجِّ : ﴿ يَكَادُونَ يَسْطُونَ ﴾ ، وكلمةِ ( ﴿ يَسْقُو )نَ ﴾ في قولِه تعالَى في القَصَصِ : ﴿ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ﴾ .
وهكذا كلُّ حَرفٍ مُستَفلٍ مُرقَّقٍ ، جاوَرَ مُفخَّمًـا ، أو احتاجَ في مَوضعٍ ما إلى عِنايةٍ ورعايةٍ ، فانتبِه له أيُّها القارئُ ، وحقِّقْ لَفظَه ، بإعطائِه حقَّهُ ومُستحَقَّهُ مِن الصِّفاتِ .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 18-08-2017 01:24 PM

فصل في
فاصل1،،، الراءات واللامات ،،،فاصل1
..
قد علمتَ أنَّ مِن حروفِ الاستِفالِ ما فيه وجهانِ في التَّفخيمِ والتَّرقيقِ ، وهي : الألفُ الـمَدِّيَّةُ ، والرَّاءُ ، واللَّامُ . وسبقَ بيانُ حكمِ الألفِ المدِّيَّةِ في أوَّلِ البابِ ، وهذا فصلٌ في بيانِ حكمِ الرَّاءِ وحالاتِها ، ثمَّ اللَّامِ وحالتَيها .
فاصل1فاصل2فاصل1
41. ورَقِّـقِ الــرَّاءَ إِذا ما كُـسِرَتْفاصل1كَـذاكَ بَعْـدَ الْكَسْرِحَيْثُ سَكَـنَتْ
42. إِن لَّـمْ تَكُن مِّنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلَافاصل1أَوْ كانَـتِ الْكَـسْرَةُ لَيْـسَتْ أَصْـلَا
فاصل1فاصل2فاصل1
( وَ ) اعلَمْ أنَّ الرَّاءَ على أحوالٍ ثلاثةٍ :
· الحالةُ الأُولَى : التَّرقيقُ وجوبًا :
فـ ( رَقِّق الـرَّاءَ ) فيما يأتي :
1. ( إذَا مَـا كُسِرَتْ ) :
- سواءٌ كانت الرَّاءُ في أوَّلِ الكلمةِ ، مثلَ : ﴿ رِجَالٌ ﴾ .
- أو في وَسَطها ، مثلَ : ﴿ يُشْرِكُونَ﴾ .
- أو في آخرِ الكلمةِ حالَ وصلِهَا بما بعدَها ، مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ ﴾ .
- وسواءٌ كانتْ كسرتُها أصليَّةً كمـا سبقَ ، أو عارضـةً ، مثلَ قولِه تعالَى :
﴿ وَذَرِ الَّذِينَ ﴾ .
2. ( كَذَاكَ ) رقِّقهَا ( بَعْدَ الكَسْرِ ) الأصليِّ المـتَّصلِ بها في كلمَتِها ( حَيثُ سَكَـنَتْ ) سكونًا أصليًّا ، وذلك ( إِنْ لَـمْ تَـكُن ) الرَّاءُ ( مِنْ قَـبْلِ حرفِ اسْتِـعـلَا )ءٍ مُتَّصلٍ بها في كلمَتِها ، بل :
- بعدَها حرفُ استِفَالٍ مثلَ : ﴿ مِرْيَةٍ ﴾ ، و﴿ فِرْعَونَ ﴾ .
- أو بعدَها حرفُ استعلاءٍ ، لكن في كلمةٍ أخرى ، وذلك في قولِه تعالى : في لُقمانَ : ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ ﴾ ، وقولِه تعالى في المعارِجِ : ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴾ ، وقولِه تعالى في سُورةِ نُوحٍ : ﴿ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ ﴾ .
3. أو كانتْ ساكنةً سُكونًا عارِضًا للوَقفِ :
- وكانَ ما قبلَها مكسورًا ، مثلَ : قولِه تعالَى : ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ ﴾ .
- أو كانتْ قبلَـها ياءٌ ساكنةٌ ، مثـلَ : ﴿ خَيْرٌ ﴾ ، و﴿ ضَيْرَ ﴾ ، كقولِه تعالَى : ﴿ والصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ ، وقولِه تعالَى : ﴿ قَالُواْ لَا ضَيْرَ ﴾ .
- أو كانَ قبلَها حرفٌ ساكنٌ مُستَـفِلٌ ، وقبلَه كسرٌ ، مثلَ : ﴿ الشِّعْر ﴾ ، و﴿ الذِّكْـر ﴾ ، كقولِه تعـالَى : ﴿ وَمَا عَلَّمْـنَـٰـهُ الشِّـعْرَ وَمَا يَنبَـغِى لَـهُوٓ
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُبِينٌ ﴾ .

· الحالةُ الثانيةُ : التَّـفخيمُ وجوبًا :
فـتُفَخَّمُ فيما يأتي :
1. إنْ كانتْ مفتوحةً مثلَ قولِه تعالى : ﴿ وَرَبُّنَا الرَّحْمَـٰنُ ﴾ .
2. أو كانتْ مضمومةً ، مثلَ قولِه تعالى : ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ الله ﴾ .
3. أو كانتْ ساكنةً سكونًا أصلـيًّـا :
- وكانَ قبلَها فتحٌ ، مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ وَذَرْنِى وَالْـمُكَذِّبِينَ ﴾ .
- أو كانَ قبلَها ضمٌّ ، مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ .
- أو كانَ قبلَها كسرٌ أصليٌّ مُنفَصلٌ عنها في كلمةٍ أُخرَى مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾ .
- أو كانَ قبلَها كسرٌ أصليٌّ متصلٌ بها ، لكنْ بعدَ الرَّاءِ حرفُ استعلاءٍ مُتَّصلٌ بها ، وقدْ وَقعَ ذلكَ حصرًا في خمسةِ ألفاظٍ ، وهيَ :
1. لفظُ ﴿ قِرْطَاسٍ ﴾ في سُورةِ الأنعامِ .
2. ولفظُ ﴿ فِرْقَةٍ ﴾ في سورةِ التَّوبةِ .
3. ولفظُ ﴿ إِرْصَادًا ﴾ في سورةِ التَّوبةِ .
4. ولفظُ ﴿ مِرْصَادًا ﴾ في سورةِ النَّبأِ .
5. ولفظُ ﴿ لَبِاْلمِرْصَادِ ﴾ في سورةِ الفَجرِ .
- ( أَوْ كَانَت الكَسْرَةُ ) التي قَبْلَها ( لَيْسَتْ أَصْلا ) ، وإنَّما هيَ كسرةٌ عارضةٌ :
* كانت مُتَّصلةً بها مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ ارْجِعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيكُمْ ﴾ .
* أو مُنفصلةً عنها ، مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ أَمِ ارْتَابُواْ ﴾ .
4. أو كانت ساكنةً سكونًا عارضًا :
- وكانَ قبلها فتحٌ مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ ﴾ .
- أوكانَ قبلها ضـمٌّ مثلَ قولِه تعالَى :﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴾ .
- أوكانَ قبلها ألِفٌ مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾ .
- أوكانَ قبلها واوٌ مدِّيَّـةٌ مثلَ قولِه تعالَى : ﴿ إِنَّهُو غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ .
- أوكانَ قبلـها ساكِنٌ صحيحٌ مستَـفِلٌ ، وقبلَه فتـحٌ مثلَ قولِـه تعـالَى :﴿ وَهُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ ﴾ .
- أوقبلَه ضمٌّ مثلَ قولِه تعالَى :﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ﴾ .
فاصل1فاصل2فاصل1
43. والْـخُلْفُ فِي﴿ فِرْقٍ لِّكَسْرٍ يُوجَدُفاصل1وأَخْـــفِ تَـكْـرِيـرًا إِذا تُـشَــدَّدُ
فاصل1فاصل2فاصل1
· الحالةُ الثالثةُ : جَوازُ الوَجهَينِ ، ( وَ ) هو ( الخُـلْفُ) :
وذلكَ فيما يأتي :
1. ( في ) كلمةِ ( فِرْقٍ ) ، في الشُّعراءِ ، في قولِه تعالَى : ﴿ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ ،وذلك ( لِـ ) ـسببِ ( كَسْرٍيُوجَدُ ) في القافِ في هذهِ الكلمةِ ، ولذا استُثنِيَت مِنَ الألفاظِ الخمسةِ المذكورةِ سابقًا في حالاتِ وجوبِ التَّفخيمِ .
- فمَنْ فخَّمَ الراءَ ؛ فنَظَرًا إلى وجودِ حرفِ الاستعلاءِ بعدَها .
- ومَنْ رقَّقَها - وهو المقدَّمُ - فنَظَرًا لضَعفِ القافِ لكونِها مكسورةً .
2. وكذلكَ إذا كانتْ ساكنةً سكونًا عارضًا للوقفِ ، وكانَ قبلَها حرفٌ ساكنٌ مستعلٍ ، وقبلَه كسرٌ ، وليسَ ذلكَ إلَّا في كلمـتَينِ :
- كلمةِ ﴿ مِصْرَ ﴾ : في قولِه تعالَى في سورةِ يونسَ : ﴿ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ﴾ ، وفي قولِه تعالَى في سورةِ يوسفَ : ﴿ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللهُ ءَامِنِينَ ﴾ ، وفي قولِه تعالَى في سورةِ الزُّخرُفِ : ﴿ قَالَ يَـٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ ﴾ .
- وكلمةِ ﴿ القِطْرِ ﴾ : في قولِه تعالَى في سورةِ سبأ : ﴿ وَأَسَلْنَا لَهُو عَيْنَ الْقِطْرِ ﴾ .
وقد اختَـلَف أهلُ الأداءِ في الوقفِ عليهما في التفخيمِ والترقيقِ :
..
ورَجَّـحَ ابْنُ الـجَـزَرِيْ في( النَّــشْرِ ).....................
......................تَـفْخِيـمَ راءِ (مِصْرَ) عَكْسَ (القِطْرِ)
..
فاختارَ رحمهُ اللهُ تعالى في كلمةِ ﴿ مِصْرَ ﴾ التفخيمَ ، وفي كلمةِ ﴿ القِطْرِ ﴾ الترقيقَ ، نظرًا لحالِ الوَصلِ ، وعملًا بالأصـلِ ، وهو الَّذي عليهِ المُعَوَّل .
* تَنبيهٌ : في صِفة التَّكريرِ :
( وَ ) هي مِن الصِّفاتِ اللازمةِ للرَّاءِ - كما سبقَ - ، فَـ ( أَخْفِ ) أيُّها القارئُ ( تَـكْرِيرًا ) في الرَّاءِ ( إِذَا ) كانَتْ ساكنةً ، واعتَنِ بها عنايةً خاصَّةً حينَ ( تُشَدَّدُ ) ، لأنَّ الـراءَ - كمـا سبقَ - حرفٌ قابلٌ للتكريرِ ، ويظهرُ تكريرُها جلِيًّـا حالَ التَّشديدِ ، فيجبُ على القارئِ أنْ يُـخْفيَ التكريرَ بحيثُ لا يتبيَّنُ للسَّامعِ ، لأنَّـه متَى أظهَرَه فقد جَعَلَ مِن الحرفِ المشدَّدِ حُروفًـا ومِن المخفَّفِ حرفَينِ ، وذلكَ أنَّ كلَّ ارْتِعادةٍ للِّسانِ تَـتَولَّدُ منهُ راءٌ جديدةٌ .
وكما أنَّ إظهارَ التـكريرِ في الراءِ يُعتَبَرُ لَـحْنًا يجبُ تجنُّبُه ، فكذلكَ إعدامُ هذهِ الصِّفةِ والـمبالغةُ في إخفائِها لحنٌ ينبغِي التَّحرُّزُ منهُ ، وهو ما يُسمَّى بالـحَصْرَمَةِ ، - كما سبقَ - .
فاصل1فاصل2فاصل1
44. وفَخِّـمِ اللَّامَ مِـنِ اسْـمِ الـلَّـهِفاصل1عَنْ فَتْحٍ اوْ ضَمٍّ كَـ ﴿ عَبْدُ اللَّـهِ
فاصل1فاصل2فاصل1
( وَ ) أمَّا اللَّامُ : فَالأصلُ أنَّها حرفُ استفالٍ ، فحقُّها التَّرقيقُ ، إلَّا لامَ لفظِ الجلالَةِ ، فإنَّها خُصَّتْ بالتَّفخيمِ في بعضِ حالاتِها :
1. فَـ ( ـفَخِّمِ ) أيُّها القارئُ ( اللَّامَ مِنِ اسْمِ الله عَنْ فَـتْحٍ ) جاءَ قبلَها ، كقولِه تعالى : ﴿ وَقَالَ اللهُ لَا تَتَّخِذُوٓاْ إلَـٰهَينِ اثْـنَينِ ﴾ .
ويدخلُ في ذلك : الابتـداءُ بها كذلك ، فإنَّ همزةَ ( ألْ ) تُفتحُ عندَ الابتداءِ بها ، كقولِه تعالى : ﴿ اللهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْـحَىُّ الْقَيُّومُ ﴾ .
2. ( اوْ ) كانتْ مَسبوقةً بِـ ( ـضَـمٍّ ) ، ( كَـ ) ـقولِـه تعالى : ﴿ وَأَنَّهُو لَـمَّـا قَـامَ (عَبْدُ الله ) يَدْعُوهُ كادُوا يَكونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ .
فإن سُبِقتْ بكسرٍ : فإنَّها على أصلِها مُرقَّقةٌ ، كقولِه تعالى : ﴿ أَفِى الله شَكٌّ ﴾ ، ويدخلُ في ذلكَ : دُخولُ لامِ الجرِّ عليها ، فإنَّها مكسورةٌ ، مثل : ﴿ لله ﴾ .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 19-08-2017 01:10 PM

فصل في
فاصل1،،،حروف الاستعلاء ،،،فاصل1
..
45. وحَرْفَ الِاسْتِعْلاءِ فَخِّمْ واخْصُصَافاصل1لِاطْبَــاقَ أَقْوَى نَحْوُ ﴿ قَالَ والْعَـــصَا
46. وبَيِّنِ الْإِطْباقَ مِنْ ﴿أَحَطتُمَعْفاصل1﴿بَسَطتَوالخُلْفُ بِـ﴿نَخْلُقكُّمْ وقَعْ
فاصل1فاصل2فاصل1
( وَ ) اعلمْ أنَّ مِن الحروفِ ما يجبُ تفخيـمُه مُطلقًا ، وهي حروفُ الاستِـعلاءِ السبعـةُ ، الـمجموعةُ في قولِهم : « خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ » ، ففخِّمْ أيُّها القارئُ ( حَرْفَ الاستِعْلاءِ ) حيثُ وقعَ ، فإنَّه مُلازمٌ للتَّفخيمِ في كلِّ أحوالِه .
وهٰــذِه السَّـبْـــعُ على مَـرَاتِـــبْ ..................
..................خَمْسٍ على القَولِ الصَّحيحِ الصَّائِبْ
أَوَّلُـهَا : إِنْ فُـتِـحَتْ قَـبْـلَ أَلِــفْ ..................
..................ثَـانِـيَـةٌ : بِفَــتْـحَـةٍ دُونَ الأَلِــفْ
ومِثْلُها السَّــاكِــنُ بَعْــدَ فَتْـحَــةِ ..................
..................ثُمْ : سُكِّـنَتْ لِضَـمَّـةٍ أَوْ ضُمَّـتِ
رَابِـعَـةٌ : لِكَسْرَةٍ قَـــدْ سَكَـــنَتْ ..................
..................خامِسَةٌ : حِـينَ تَـرَاهَــا كُــسِرَتْ
وهَــٰذِهِ أَمْثِـــــلَةٌ لِـمـا سَــبَـقْ : ..................
.................. (أَبْصَارُ) ثُمْ (ضَرَبْتُمُ) و(ما خَلَقْ)
فَـ (قُرْبَةٌ ) ومِثْــلُه ( أَنْ تُـقْـبَـلَا ) ..................
..................وَ بَعْـدَهُ ( تُحِطْ ) فَـ ( بِالـحَقِّ ولَا )
فـ ( ـفَخِّــمْـ ) ـها بحَسبِ مَراتبِـها ، ( وَاخْصُص ) منها ما لَزِمَ ( الِاطْـبَاقَ ) - وهي الصادُ ، والضادُ ، والطاءُ ، والظاءُ - بأمرَين ، مِن تأثيرِ الإطباقِ عليها :
· الأوَّلُ : أنَّ تفخيمَها ( أَقْوَى ) : مِن تفخيم غيرِها مِن حُروفِ الاستِعلاءِ :
- فَمِثالُ المستَعلي غيرِ المُطبَقِ ( نَحْوُ : ﴿ قَالَ ﴾ ) .
- ( وَ ) مثالُ المطبَقِ المستَعلي نحوُ : ( العَصَا ) .
فالثاني أقوى تَفخيمًا مِن الأوَّلِ ، لكَونِه مُطبَـقًا .
· الثاني : ضَعفُ إدغامِها فيما أُدغمَت فيه : فإنَّ إدغامَها يكونُ ناقصًا ، لبقاءِ صفةِ الإطباقِ التي فيها :
- فمِثالُ إدغام المطبَقِ المستعلي : إدغام الطَّاءِ السَّاكنَة في التَّاءِ المتحرِّكةِ بعدَها ، لكَونِهمـا حرفَين مُـتَجانِسَيْنِ ، يُنتَبهُ فيه إلى أنَّ إدغامَ الطَّاءِ في التَّاءِ إدغامٌ ناقصٌ ؛ لأنَّ القُرَّاء أجـمعُوا علَى إبقاءِ صفةِ الإطباقِ في الطَّاءِ ، ( وَ ) لِذا : ( بَيِّنِ ) أيها القارئ ( الإِطْبَاقَ) في الطَّاءِ إنْ أُدغمَتْ في التَّاءِ ( مِنْ ) نحو :
1. (أَحَطتُ ) : في قولِه تعالَى في سورةِ النَّملِ : ﴿ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَـا لَـمْ تُحِطْ بِهِي .
2. ( مَـعْ ) كلمةِ ( بَسَطتَ ) : في قولِه تعالَى في سورةِ الـمـائدةِ : ﴿ لَئِنم بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ﴾.
فهنا أُدغِمَت الطَّاءُ فحُذفَتْ ، لكن بقيَ أثرُها ، وهو صفةُ الإطباقِ .
- مِثالُ إدغامِ المستعلي غيرِ المطبَقِ : إدْغـامُ القـافِ الساكنةِ في الكافِ بعدَها ،
( وَ ) فيـهِ ( الخُلْفُ ) عندَ القُرَّاءِ بوجهَينِ جائزَينِ ، (بِـ ) ـموضعٍ واحدٍ في القرآنِ ، وهو : كلمةُ ( ﴿ نَخْلُقكُّمْ ﴾ ) في سُورةِ المرسَلاتِ في قولِه تعـالَى : ﴿ أَلَـمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ ﴾ ، فقد ( وَقَعْ ) فيها الخُلفُ عندَ القُرَّاءِ :
- فالوجهُ الأوَّلُ : أنْ تُدغَمَ القافُ في الكافِ إدغامًا كاملًا ، بحيثُ تَذهبُ ذاتُ حرفِ القافِ وصفةُ الاستعلاءِ فيهِ كذلكَ ، وهو الـمُقدَّمُ ؛ لأنَّه أصحُّ روايةً ، وأوجَه قياسًا .
- والوجهُ الثَّاني : أنْ تُدغَمَ القافُ في الكافِ إدغامًا ناقصًا ، بإبقاءِ صِفةِ الاستِعلاءِ في القافِ .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 19-08-2017 01:16 PM

فصل في
فاصل1،،، بعض التنبيهات ،،،فاصل1
..
وإليكَ الآنَ أيُّها القارئُ بعضَ التَّنبيهاتِ المتَّصلةِ بتطبيقِ ما ذكرْناه مِن ترقيقِ المرقَّقاتِ ، وتفخيمِ المفخَّماتِ :
فاصل1فاصل2فاصل1
47. واحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي﴿جَعَلْنَافاصل1﴿أَنْعَمْتَ﴾ و﴿المَغْضُوبِ﴾ مَعْ﴿ضَلَلْنَا
فاصل1فاصل2فاصل1
..
* فتنبَّـهْ أيُّها القارئُ ، ( وَاحْرِصْ ) عندَ تحقيقِك لترقيقِ اللَّامِ ( عَلَى السُّكُونِ فِيـ ) ـها ، مِن نحوِ : ( ﴿ جَعَلْنَا ﴾ ) ، و﴿ قُلْنَا ﴾ ، ونحوِها ، احتِرازًا أوَّلًا مِن إدغامِ اللَّامِ ، فإنَّها لا تُدغَمُ في النُّونِ إلَّا في ( أل ) التَّعريفِ .
* فإنْ أظهرتَها وبيَّنتَها ، فتجنَّب المُبالَغةَ في إظهارِها أن تُحرِّكَها بشِبهِ القَلقلةِ ، وهو لَحنٌ يكثرُ الوقوعُ فيه ، وراعِ ذلكَ كذلكَ في إسكانِ نُونِ ( ﴿ أَنْعَمـْتَ ) ، ( وَ ) غَينِ ( ﴿ الْـمَغْضُوبِ ﴾ ) حالَ تحقيقِ تَفخيمِها ،( مَعْ ) لامِ ( ﴿ ضَلَلْنَا ﴾ ) الثَّانيةِ ، ونحوِها ، فلا إدغامَ في ذلكَ كلِّه ولا قلقلةَ .
فاصل1فاصل2فاصل1
48. وخَلِّصِ انْفِتاحَ﴿مَحْذُورًا﴾﴿عَسَىٰفاصل1خَوْفَ اشْتِباهِهِ بِـ ﴿ مَحْظُورًا ﴾ ﴿ عَصَىٰ ﴾
فاصل1فاصل2فاصل1
..
* ومـمَّا يكثرُ فيه اللَّحنُ كذلكَ : عدمُ الانتباهِ للتَّفريقِ بينَ بعضِ الحروفِ المُنْفَتِحةِ وأُخرَى مُطبَقةٍ ، فتنبَّه أيُّها القارئ ( وخَلِّص انْفِتَاحَ ) الذَّالِ والسِّينِ المرقَّقتَينِ مِن كلمتَي ( ﴿ مَحْذُورًا ) ، و( ﴿ عَسَى ﴾ ) ؛ ( خَوْفَ اشْتِبَاهِهِـ ) ـمـا ( بِـ ) الإطْـباقِ في الظَّـاءِ والصَّـادِ الـمفخَّمـتَينِ مِن كلمتَي ( ﴿ مَـحْظُـورًا ﴾ ) ،
و( ﴿ عَصَى ﴾ ) .
فاصل1فاصل2فاصل1
49. وراعِ شِــــــدَّةً بِــــــكافٍ وبِــتَـافاصل1كَـ ﴿ شِرْكِكُمْ ﴾ و ﴿ تَتَوَفَّىٰ ﴾ ﴿ فِتْنَةَ ﴾
فاصل1فاصل2فاصل1
..
* ( وَرَاعِ ) أيُّها القارئُ ( شِـدَّةً ) كائنـةً ( بِكَافٍ وَبِتَا )ءٍ ، فإنَّهما مع شِدَّتِهما مَهمُوسَتَانِ ، فلا بُدَّ مِن مُراعاةِ الصِّفتَينِ في كُلِّ حرفٍ ، دونَ مُبالغةٍ في إحدَى الصِّفتَينِ ، فتَذهَبَ بِالأُخرَى ، أو تُضعِفَها ، ( كَـ ) :
- الكافِ في نحوِ : ( ﴿ شِرْكِكُمْ ﴾ ) في قولِه تعالَى في سورةِ فاطرٍ : ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ﴾ .
- ( وَ ) التَّـاءِ في نحوِ : ( ﴿ تَتَـوَفَّى ﴾ ) كمـا في قولِه تعالَى : ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ
الْـمَلَـٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ ﴾ ، ونحوِ ( ﴿ فِتْنَة ﴾ ) كما في قولِه تعالَى : ﴿ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ .
ومُراعاةُ الشِّدَّةِ في ذلكَ احترازٌ مِن أمرَينِ :
1. احترازٌ مِن الإدغامِ في الكافِ في ﴿ شِركِكِم ﴾ ، والتَّاءِ في ﴿ تَـتَوفَّى ﴾ ، فلابدَّ مِن بيانِ كلٍّ مِن الكافَينِ والتَّائَينِ - في الـمِثالَين - لئلَّا يَقرُبَ اللَّفظُ مِن الإدغامِ ؛ لتكلُّفِ اللِّسانِ لِصُعوبةِ التَّـكريرِ .
2. احترازٌ مِن المبالغةِ في الهمسِ بحيثُ تذهبُ صفةُ الشِّدةِ في الحرفِ ، فيُصبِحُ الحرفُ رِخْوًا ، ورُبَّما تحوَّلَ إلى سينٍ كما يُسمَعُ مِن بعضِهم .

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 19-08-2017 01:20 PM

باب
فاصل1،،، الإدغام والإظهار ،،،فاصل1
..
الإدغامُ في اللُّغةِ : الإدخالُ ، والمرادُ به هنا - في الجُملةِ - : إدخالُ حرفٍ ساكنٍ في حرفٍ مُتحرِّكٍ بعدَه ، بحيثُ يَصيرانِ حرفًا واحدًا مُشدَّدًا .
ثمَّ هو أنواعٌ باعتباراتٍ مُختلفةٍ :
· فباعتبارِ سكونِ الحرفِ الأوَّلِ أو تحرُّكِه :
1. إدغامٌ صغيرٌ : للسَّاكنِ في المتحرِّكِ ، وهو المقصودُ هنا .
2. أو كبيرٌ : لمتحرِّكٍ في متحرِّكٍ ، وانفرَدَ به السُّوسيُّ عن أبي عمرو رحمهُما اللهُ تعالى .
· وباعتبارِ مخارجِ الحروفِ وصفاتِها - كما سيأتي - :
1. إدغامُ مُتماثِـلَينِ .
2. أو مُتجانِسَينِ .
3. أو مُتقارِبَينِ .
· وباعتبارِ كمالِ الإدغامِ ونَقصِه :
1. إدغامكاملٌ تامٌّ محضٌ : يُذهِبُ بذاتِ المدغَمِ وصفاتِه ، فلا يُبقي له أثرًا .
وعَلامتُه : تَشديدُ المُدغَمِ فيهِ ، مع تَفريغِ المُدغَمِ مِن الشَّكلِ .
2. أو إدغامٌ ناقصٌ : يُذهِبُ بذاتِ المُدغَمِ ، دونَ أثرِه .
وعَلامتُه : الاكتفاءُ بتَفريغِ المُدغَمِ مِن الشَّكلِ ، دونَ تَشديدِ المُدغَمِ فيهِ .
واعلم أنَّ بابَ الإدغامِ مِن أهمِّ أبوابِ التَّجويدِ ، ولكي تضبطَه يَلزمُكَ :
1. معرفةُ ما يُدغَمُ مِن الحروفِ ، وما لا يُدغَمُ .
2. والإلمامُ بالضَّوابطِ الَّتي وضعَها أهلُ الإقراءِ في البابِ .
حتَّى إذا أحكمتَ ذلك ، أدغمتَ ما يجبُ إدغامُه ، وسَهُلَ عليكَ التَّحرُّزُ مِن إدغامِ ما لا يُدغَمُ .
فاصل1فاصل2فاصل1
50. وأَوَّلَيْ مِثْـــــلٍ وجِنْـسٍ إنْ سَـــكَـنْفاصل1أَدْغِـمْ كَـ ﴿قُل رَّبِّو ﴿بَل لَّاوأَبِـــنْ
51.﴿فِى يَوْمِمَعْ﴿قَالُواْ وَهُمْو﴿قُلْ نَعَمْفاصل1﴿سَبِّحْــهُ﴾﴿لَا تُزِغْ قُلُــوبَـفَـالْتَـــقَـمْ
فاصل1فاصل2فاصل1
واعلمْ أنَّ الـحروفَ - مَخرجًا وصفةً - لا تخلو مِن التَّمـاثُلِ ، أو التَّـجانُسِ ، أو التَّقارُبِ ، أو التَّباعُدِ .
فأمَّا المتباعداتُ فلا إدغامَ فيها ، وأمَّا الثَّلاثةُ الأُولى ففي إدغامِها وإظهارِها تفصيلاتٌ ، ( وَ ) إليكَ يا قارئًا لحفصٍ بعضَ الإشاراتِ والإلماحاتِ :
فـ ( ـأَوَّلَـيْ مِثْلٍ ) ، ( وَجِنْسٍ ) - فيمـا أدغمَه حَفصٌ - ، ( إِنْ سَكَنْ ) ، وكذلكَ ما أَدغمَه حَفصٌ في المتقارِبَينِ ، ( أَدْغِمـ ) ـه فيمَا بعدَهُ :
· فالمُتقارِبانِ :
( كَـ ) اللَّامِ السَّاكنةِ في الرَّاءِ - على الرَّاجحِ مِن اختيارِ ابنِ الجزريِّ - ، مثـل :
( ﴿ قُل رَّبِّ ﴾ ) ، و : ﴿ الرَّحْمَٰنُ ﴾ .
· والمُتجانِسانِ :
كالدَّالِ السَّاكنةِ في التَّـاءِ ، مثل : ﴿ إِن كِدتَّ ﴾ ، أو العكس ، مثل : ﴿ فَلَمَّـآ
أَثْقَلَت دَّعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا ﴾ .
· ( وَ ) المتمـاثِلانِ :
كاللَّامِ السَّـاكنةِ في مثلِها ، نحوُ : ( ﴿ بَـل لَّا ) يَشْعُـرُونَ ﴾ ، والبـاءِ في مثلِها ،
نحو : ﴿ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ البَحْرَ ﴾ ، ونحوهما .
* تَنبيهٌ :
واحذَرْ هنا مِن إدغامِ مُتماثِلَينِ صورةً لا حقيقةً ، وذلك في مَسألتَينِ ، هما :
1. اجتماعُ واوٍ ساكنةٍ مَدِّيَّةٍ معَ واوٍ بعدَها مُتحرِّكَةٍ .
2. واجتماعُ ياءٍ ساكنةٍ مَديَّةٍ معَ ياءٍ متحرِّكةٍ بعدَها .
فـإنَّها وإن تماثلَتْ في الصُّورةِ فإنَّ مخرجَ المدِّيَّتَينِ مُغايِرٌ للمُتحرِّكتَينِ ، فليسَ هاهُنا تَماثُلٌ في الحقيقةِ :
- ( وَ ) لِذا (أَبِن ) اليـاءَ وأظهِـرها في نحوِ : ( ﴿ فِى يَوْمِ ) نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾ ؛
- لأنَّ الياءَ السَّاكنـةَ مَدِّيَّةٌ مخرجُها الجوفُ ، فهي تختَلِفُ بذلك عَن الياءِ المتحرِّكةِ التي تَخرُج مِن وَسَطِ اللِّسانِ .
- وأظهر ( مَعْـ) ـها الواوَ في نحوِ : ( ﴿ قَالُواْ وَهُمْ ) فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴾ ؛ لِاختلافِ مَخرجِ الواوِ السَّـاكنةِ الـمدِّيَّةِ الجوفيَّةِ ، عَن الواوِ المتـحرِّكةِ التي
تَخرجُ مِن الشَّفتَينِ .
فالحكمُ في هاتَين المسألتَين : وجوبُ الإظهارِ ، وذلك بمَدِّ الياءِ والواوِ بمقدارِ حركتَينِ مدًّا طبيعيًّا يُسمَّى مدَّ التمكينِ .
وردة1فاصل1،،،فاصل1وردة1
( وَ ) تنبَّـهْ أيُّها القارئُ إلى الإظهارِ كذلكَ في :
- اللَّامِ في نحوِ : ( ﴿ قُلْ نَعَمْ ﴾ ) ، لأنَّ القاعدةَ في اللَّامِ السَّاكنةِ في فعلِ الأمرِ وجوبُ الإظهارِ ، إلَّا أن يكونَ بعدَها لامٌ مِثلُها أو راءٌ ، فإنَّها تُدغَمُ حينئذٍ .
- والحاءِ مِن : ( ﴿ سَبِّحْهُ ﴾ ) ؛ لأنَّ القاعدةَ أنَّ الحرفَ الحلْقِيَّ لا يُدغَمُ في حَلْقِيٍّ أدخلَ مِنهُ ، فمَخرجُ الهاءِ أقصَى الحلقِ ، وهُو أسفلُ مِن مخرجِ الحاءِ إذْ مَخرجُها مِن وَسَط الحلقِ - كما سبقَ - .
* ومما يُلاحَظُ في مِثلِ هذا المثالِ : أنَّ كثيرًا مِن النَّاس يُخطِؤونَ فَـيُدغِمونَ ، ثُمَّ يَجعلُونَ الإدغامَ مَقلوبًا ، فيُدغِمونَ الهاءَ المتأخِّرَة في الحاءِ ، فيَنطِقونَها حاءً مُشـدَّدةً ، وهو خطأٌ مُركَّبٌ ، فلْينـتَبِه القارئُ إلَى إظهارِ الحرفَـينِ وعدمِ إدخالِ
أحدِهما في الآخَرِ .
- و أظهرِ الغَينِ في قولِه تعالى : ﴿ رَبَّنَا ( لَا تُزِغْ قُـلُوبَـ ) ـنَا ﴾ ؛ لأنَّ الغَينَ أسفلُ مِن القافِ مخرجًا ، ولأنَّه لَم يرِدْ إدغامُ الغَينِ في القافِ عندَ أحدٍ مِن القُرَّاءِ .
- ويجبُ إظهارُ اللَّامِ في نحوِ : ﴿ ( فَالْتَـقَمـ ) ـهُ الْحُوتُ ﴾ ؛ لأنَّ الحكمَ في اللَّامِ
السَّاكنةِ في الفعلِ الماضِي : وُجوبُ الإظهارِ .
ومثلُه - كما سَبقَ - اللامُ في نحو ﴿ جَعَلْنَا ﴾ ، و﴿ ضَلَلْنَا ﴾ ، والحرصُ على تصفيةِ صوتِ اللَّامِ في مثلِ هذا واجبٌ احترازًا مِن الإدغامِ - كما سَبقَ - .


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 12:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ