ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة العلوم الشرعية (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=15)
-   -   قل للذي يبغي الخلاص من الذنوب ( قصيدة مربعة ) (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=14347)

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 07-05-2018 02:37 PM

قل للذي يبغي الخلاص من الذنوب ( قصيدة مربعة )
 
..
،،، قُل لِلَّذي يَبغي الخَلاصَ مِن الذُّنُوب ،،،
..
قُل لِّلَّذِي يَبغي الخَلاصَ مِن الذُّنوبْ
أأَخِي وقَـد بيَّــتَّ نيَّـــةَ أَن تَـتُــوبْ
فَالْـجَـأْ إلى الرَّحْـمَنِ عَـلَّامِ الغُيُوبْ
بادِرْ إلى الرَّحَـــمـــاتِ دُونَ تَــوانِ
فاصل1
واسْمَـعْ نَصيـحَـةَ مُشْفِـقٍ في قَـولِـهِ
مُتَجــاوِزًا عَـمَّـا تَـــرَى في فِعْـــلِهِ
والكامِـلُ الرَّحْـمَنُ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
والنَّقـصُ طَبْــعٌ في بَنـي الإنســـانِ
فاصل1
وإلَيكَ خِلِّي وَصفـةَ الطَّبِّ الـحكِـيمْ
أعني بِه ابْنَ القَـيِّـمِ الــبَرِّ الكَـرِيــمْ
فيمـا يُقَوِّي باعِـثَ الدِّيـنِ العَظِــيمْ
لِتَـذُوقَ بَعـدُ حَــلاوَةَ الإيــــمـانِ
فاصل1
فَـإذا رَأَيـتَ الذَّنــــبَ بِـالإمــكانِ
في خَلـوةٍ مــا ثَــمَّ مِـن إنســــــانِ
وبُلِــيتَ بَعــدُ بِــنَزغـةِ الشَّيـــطانِ
فاستَحـضِرِ الرَّبَّ العَظــيمَ الشَّــانِ
فاصل1
في مَشْهَــدِالإعظــامِ والإجــــلالِ
عَن أَن يَــرى عَبـــــدًا لَهُ في حــالِ
مِن سُخْـطِه في الفِـعلِ أو في القـــالِ
أنَّى يُبـــارِزُه بِـــذا العِصــــيانِ ؟!
فاصل1
والـمَشهدُ الثَّاني الْـمَحبَّـةُ فَاعلَــمُوا
أنَّ الـمُحِــبَّ لِـمَن يُحِــبُّ مُسَـــلِّمُ
طَوعُ الـحَبِيــبِ دَليـــلُ حُبٍّ مُلـزِمُ
هَل تُقبَلُ الدَّعـوَى بِـلا بُرهـــانِ ؟!
فاصل1
واستَحـضِرِ النِّعَــمَ الكَثــيرةَ نـازِلَـهْ
كَــرَمٌ مِن الرَّبِّ الكَـــريمِ ونافِـــلَهْ
وسَعَيــتَ بِالعِصـيانِ أنـتَ مُقابِــلَهْ
شَتَّـــانَ بينَ الشُّكْــرِ والكُـفْــرانِ !
فاصل1
حتَّى مَتى تَـحيَـا كأنَّـكَ في لَعِـبْ ؟!
أوَ ما تَخـافُ مِن الحليمِ إذا غَضِبْ؟!
أقبِل على الرَّحـمنِ واسجُـدْ واقتَرِبْ
وافْــزَعْ مِن الشَّيــطـانِ لِلرَّحـمـانِ
فاصل1
أوَ لَسْـتَ تَدري إن رَكِـبتَ الشَّـهْـوَهْ
لَذَّاتُــــها تَفــنَى وتَبْــقَى الشِّــقْـوَهْ
ويَفــوتُ خَـيرٌ لَيـسَ يـــأتي عُـنْـوَهْ
أَعظِـمْ بِـهـذا الفَـوتِ مِن حِرمـانِ !
فاصل1
وإذا هَجَــرْتَ الإثـمَ والعِصــيانَــا
فلَقَــدْ قَهَرْتَ النَّفــسَ والشَّيــطانَـا
أَرْضَيـتَ مَن بِكَ لـم يَـزَلْ رَحـمـانَا
لِتَــذوقَ طَعــمَ العِـــزِّ بِالإذعـــانِ
فاصل1
ولَئِن تَرَكْـتَ مَـحـارِمًــا مِن أَجــلِهِ
فَانظُـرْ إِلى مَـــنِّ الإلَـــهِ وفَضــــلِهِ
عِوَضٌ عَظيـمٌ لَن تَـرى مِـن مِّثـــلِهِ
وخَزائِــنُ الـمَـولى بِـــلا نُقصـــانِ
فاصل1
فإذا صَـبَرتَ عن الـمَعاصي يـا أَخي
أَبصَرْتَ نُورًا بَعـــدَ لَيْــــلٍ دائِــخِ
وعَلَـــوتَ في شَرَفٍ وعِـزٍّ شــامِـخِ
بِمَعيَّـةِ الـمَـولَى لِــذي الإحـســانِ
فاصل1
وَانظُـــرْ إلى مَن حــالُهُ في غَفــــلَةِ
قَـد ظَــنَّ ظَــنًّــا أنَّــــه في مُهـــلَةِ
والـمَوتُ داهَــمَه فهَــلْ مِن حَسرةِ
كبُـكاءِ أَهـلِ الظُّــلْم ِوالعُــدوانِ ؟!
فاصل1
والنَّـــاسُ إمَّـا مُبتَـــلًى ومُـعـافَــى
والـمُبتَــلَى الـحَـقُّ الَّـذي مـاعـافَـا
شرَّ الـمَعـاصي والـهَوَى استِخْـفـافَا
فبَــلاؤهُم في الــدِّيـنِ لَا الأبـــدانِ
فاصل1
عَـوِّد دَواعي الـدِّينِ في رَدِّ الـهَــوَى
بتَــدَرُّجٍ حتَّى تَزيـــدَ بِـك القُــوَى
لا تَضعُــفَـنَّ إذا أَردتَّ دَوَا الـدَّوَى
وهُو الـجِــهادُ جِهـــادُ كُلِّ زَمــانِ
فاصل1
والنَّفـسُ ذي أمَّـــــارةٌ بِالسُّــــوءِ
فَاقطَـعْ خَواطِـــرَها لِفَــورِ نُشُــوءِ
فَالـحَزمُ أَنفــعُ ما يُــــرَى لِـــبُروءِ
مَن خاضَ يَومًــا مـا تَـوقَّى الثَّـــاني
فاصل1
إنَّ الشَّقيَّ لَـمَـــنْ أَطـــاعَ هَــــواهُ
فَاصرِفْ هَـواكَ لِـمــا يُـحِـــبُّ اللهُ
فسَــعـادةُ الإنســـانِ مــا يَـرضــاهُ
ويَقـــيـهِ شَرَّ النَّفــسِ والشَّيـــطانِ
فاصل1
وَانظُــــــرْ لِآيِ الله في قُــــرآنِــــهِ
وَالْـحَـظْ بَديـــعَ الآيِ في أَكـــوانِهِ
وجَـميعُ هذا الـخَلقِ مِـن إحســانِهِ
سُبحــانَهُ بـــــاقٍ ولَيـــسَ بِفــانِ
فاصل1
لكنَّــمـا الدُّنـــيـا فَـــدارُ فَــنـــاءِ
عَنها فَــمِلْ وَاعمَــل لِّـــدارِ بَقــاءِ
ما هـــذهِ مِــن هــــذهِ بِسَـــــواءِ
أَتبــيـعُ ذا رِبــحٍ بِــذي خُـسرانِ ؟!
فاصل1
إِن غَــرَّكَ العِــــــزُّ الَّـذي يَبــــدُو
يَومًــــا إلى ذُلٍّ تَـــــرَى يَغـــــدُو
والضِّــدُّ يُظـــهِرُ وَصفَـــه الضِّــدُّ
بِالله قُـلْ هَـلْ يَستـوِي الضِّــدَّانِ ؟!
فاصل1
وكَـذلِكَ الأَمْــنُ الغِـــنَى الـفَــرَحُ
خَـوفٌ وفَـقـــرٌ بَعـــــدَهُ تَـــــرَحُ
أَهلُ الدُّنـــا حِيــــنًا إذا فَـــــرِحُوا
حَتْــمًـا مَآلُــهُـــمُ إلى الأَحــــزانِ
فاصل1
أمَّــا النَّعـــيمُ الدَّائِـــمُ الأبَــــدِيْ
فمِــنَ الإِلـــهِ الواحِــــدِ الأَحَـــدِ
بِســـعـادَةٍ مِــن غَـيرِمـــا نَكَــــدِ
يَومًا إذا قِيــلَ : ( ادْخُــلُوا لِـجِنانِ )
فاصل1
فَالْـجَــأْ إلى رَبِّ العِبـــادِ وقُــل لَّهُ
مـا تَشـتَــكي في رَغــبَـةٍ فلَـعــــلَّهُ
لَـم يَمْنَـعَـنْ إلَّا لِيُـعــطِيَ مِـثــــلَهُ
والكُلُّ تَحـــتَ تَصرُّفِ الرَّحـــمـانِ
فاصل1
والعَبــدُ بَـينَ الـجــاذِبِ العُلْــوِيِّ
في شَــــدِّهِ والـجــاذِبِ السُّـفـــليِّ
أهلُ العُــــلا يَصْـبُـــونَ لِلْعِــــلِّيِّ
أَهلُ الــهَــوى يَـهْوُونَ كُلَّ هَــوانِ
فاصل1
والقَلـبُ مِثلُ الأرضِ قَبـلَ الـحَرْثِ
لا بُـدَّ مِـن إصـــلاحِـها والبَـحْـثِ
مَعْ بَــذرِها ثُـمَّ انتِـظــارِ الغَــيْــثِ
والــــزَّرعُ لا يَنــمُو مَــــع الأدرانِ
فاصل1
واعلَمْ بأنَّــكَ إن أَردتَّ خَــلاصَــا
مِـمَّـا تَخـافُ فقَـــدِّمِ الإخـــلاصَـا
وَاعْصِ الهَوى مَهْمَـا وَجـدتَّ مَناصَا
وَاهجُـرْ صِحابَ الظُّـلمِ والطُّغــيانِ
..فاصل1
18-19/شعبان/1439

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 07-05-2018 02:47 PM

..
هذه القصيدة نظم لما أورده العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في فصل من كتابه ( عدة الصابرين ) فيما يقوي باعث الدين والإيمان ، ويعين على الخلاص من الذنوب ،
وقد استلها من الكتاب المذكور ، وعلق عليها تعليقات لطيفة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى ،
في محاضرة بعنوان : بواعث الخلاص من الذنوب ، ثم فرغت ، وراجعها الشيخ ، وزاد فيها بعض الفوائد ، وطبعت بعد ذلك .
ثم رغب إلي أخ فاضل أن أجمع هذه البواعث في نظم ، ييسر حفظها واستحضارها ، فكانت هذه الأبيات المتواضعة ، و :
..
،،،في انتظار نقداتكم وملاحظاتكم القيمة ،،،
..

صالح العَمْري 07-05-2018 10:29 PM

بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم وفي الشيخ العباد.
منظومة جميلة حسنة.
وقد كان عهدي بدراسة العروض دراسة جيدة قبل نحو من 14 سنة، ولم أنظر فيه بعد ذلك إلا لماما، فقد نسيتُ منه الكُثْرَ وبقي القُلّ، وربما أشكلت علي بعض البحور، فيجيء البيت عليها لا أدري أمستقيم هو أم مكسور، ولا أظننا نتعيّا بهذا وفينا أهل العروض كالأستاذة عائشة وغيرها، بله الشيخَ مرسي فهو البحر الخِضرِم، رده الله إلينا ردًّا جميلا، على أن الأصمعي أنكر الخِضرِم في صفة البحر، وقال عمر بن لجأ:
في الموج من حومة بحر خِضرِمِ
فلعل أهل العروض يفتوننا في هذه، فإني أجد في وزن بعض أبياتها ما لا أسيغه.
وأحسن الله إليكم.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 07-05-2018 10:57 PM

وفيك بارك الله أبا حيان .
وأنت الشاعر لست مفتقرا إلى العروض وقواعده حتى تحكم على بيت باستقامة أو خلل .
ولعلك تعني هذه الأبيات :
اقتباس:

إن غــرك العــــــز الـذي يبــــدو
فاصل2
وكـذلك الأمــن الغـــنى الـمــرح
فاصل2
أمــا النعـــيم الدائـــم الأبــــدي

فأنا في شك من صحتها ، غير أني آثرت وضع الأبيات هنا كما كنت كتبتها أول مرة ، حتى أستفيد منك ومن أمثالك من شعراء الملتقى وأساتذة العروض فيه ، أما إن قصدت غيرها فلعلك تبين مواضعها ، بارك الله فيك .

صالح العَمْري 08-05-2018 02:47 PM

جزاكم الله خيرا يا أبا إبراهيم.
نعم، أردتُّ هذه المواضع، وقد يكون فيها غيرها، فكأن فيها تداخلًا في البحور، وننتظر حكمًا من العروضيين فيصلًا.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 08-05-2018 08:42 PM

وإياك أبا حيان .
ولا أظن فيها تداخلا في البحور أو انتقالا ، إنما هي زحافات وعلل جائزة الدخول على بحر ( الكامل ) ، لكن الذي نحتاج إلى الإجابة عنه هو : هل يصح اجتماع بعض الصور الجائزة في الكامل في قصيدة واحدة ، إذا كانت مربعة ، كأنها مقطوعات منفصلة ، تجمعها قافية موحدة كل أربعة أشطر ؟
وننتظر - في ذلك كما قلت - حكمًا من العروضيين فيصلًا .

عائشة 10-07-2018 02:00 PM

شكر الله للأستاذ رضوان هذه القصيدة الطيّبة.
وشكر الله للأستاذ صالح حسن ظنّه.
وبارك الله فيكم جميعًا.
،’، . ،’،. ،’،
فائدة: قال أبو العلاء المعرّيّ في «اللّامع العزيزيّ»:
(والسِّمطُ: خيطٌ يُنظَمُ فيه لؤلؤ، ومنه أُخذ التَّسميطُ في الشِّعر، وهو أن تجيءَ أبياتٌ علَى قافيةٍ، ثمَّ يجيء بيتٌ علَى قافيةٍ أخرَى، ثمَّ يُرَدَّدُ ذلك، وقد نسبوا مثل هذا إلى امرئ القيس، ولم يرَه أحدٌ في ديوانِه، وافتَنَّ المحدَثون فيه، وزعم بعضُ النَّاس أنَّه يُسمَّى السِّمْطَ، ومنه قولُ القائلِ:
أَمِنْ آلِ هِندٍ مَرْبَعٌ ومَصايِفُ * يَصيحُ بِعافيها الصَّدَى والعَوازِفُ
عَفَتْها السَّوافي بَعْدَنا والعَواصِفُ * وكُلُّ مُلِثٍّ يُكْثِرُ الوَبْلَ رادِفُ
بأَسْحَمَ مِن نَوْءِ السِّماكَيْنِ هَطَّالِ
وإنَّما جرَتْ عادتُهم أن يستعملوا ذلك في الرَّجَزِ، فإذا استعملوه في غيرِه جاؤوا بالأبياتِ مصرَّعةً، فربَّما كانَ البيتُ الآخِرُ مُوازِنًا لما قبلَه، أو ناقِصًا عنه بشيءٍ يسيرٍ، أو زائدًا زِيادةً ليست بالمخِلَّةِ. والمصراعُ الأخيرُ من الأبيات المتقدّمة يزيدُ علَى ما قبلَه بساكِنٍ) انتهى.
،’، . ،’،. ،’،
ومن القصائدِ المربَّعةِ: «مثلَّث ابنِ مالكٍ»، ويُلاحَظُ فيها تنويعُه في أضربِ الرَّجَزِ، كقولِه:
بفَرَّحَ انطِقْ شارِحًا قَدْ بَهَجَا * وفَرِحَ اقصِدْ إن ذَكَرْتَ بَهِجا
وحَسُنَ افهَمْ إن سَمِعتَ بَهُجَا * وثِقْ بنَقْلٍ ليس عن مُرتابِ
نَبْتٌ بنَوْرٍ أصفَرٍ بَهارُ * والوَسَطُ البُهرةُ والبِهارُ
جَمْعٌ وكالإبريقِ قُلْ بُهارُ * كذا الَّذي في البيتِ مِن ثِيابِ
بالبَيْنِ وَصْلٌ أو فِراقٌ يستبينْ * وما مِنَ الرَّائي إلَى المرئيِّ بِينْ
واسْمُ عَمودٍ البِوانُ الجَمعُ بُونْ * كالأُهْبِ في جماعةِ الإهابِ
،’، . ،’،. ،’،
اقتباس:

قل للذي يبغي الخلاص من الذنوب...
وإليك خِلِّي وصفـة الطَّب الـحكـيم...

استعمالُ التَّذييلِ هنا شاذٌّ؛ لأنَّه خاصٌّ بالمجزوءِ. قالَ عبد الوهّاب الزّنجانيّ في «معيار النّظّار»: (ولا يجوزُ الإذالةُ ولا التَّرفيلُ في المسدَّسِ، وقد شذَّ مثلُ قولِه:
يهَبُ المئينَ مع المئينَ وإن تتا * بَعتِ السِّنونَ فنارُ عَمْرٍو خيرُ نارْ
فضربُه (مستفعلانْ) مضمر مُذال) انتهى.
،’، . ،’،. ،’،
اقتباس:

أو لسـت تدري إن ركـبت الشَّـهـوَهْ...
والعبــد بـين الـجــاذب العلــويِّ...
والقلـب مثل الأرض قبـل الـحرث...

الضَّربُ المقطوعُ يلزمه الرِّدف. قال الأخفش في «القوافي»: (وأمَّا (فَعِلاتُنْ) في الكامل الَّذي على ستَّة أجزاء فلا يكون إلَّا بحرف لينٍ؛ لأنَّك أذهبتَ من (متفاعلن) التَّنوين وأسكنت اللَّام، فذهب منه زنةُ متحرِّك. وقال امرؤ القيس هذا البناءَ بغير لينٍ، فقال:
ولقد رَحَلْتُ العَنسَ ثمَّ زَجَرْتُها * قُدُمًا وقلتُ عليكِ خَيرَ مَعَدِّ
وعليكِ سَعْدَ بنَ الضِّبابِ فسمِّحي * سَيْرًا إلَى سَعدٍ عليكِ بسَعْدِ
وقال بعضهم: إنَّما ألقَى عين (متفاعلن)، وهو مذهب.
وكذلك (مفعولن) فيه) انتهى.
قال ابنُ رشيق في «العمدة»: (فعلَى هذا إجماع الحذَّاق، إلَّا سيبويه فإنَّه رخَّص فيه لموافقة الوزن مُردَفًا وغيرَ مُردَف، وأنشدَ قول امرئ القيس:
ولقد رَحَلْتُ العِيسَ ثمَّ زَجَرْتُها * وَهْنًا وقلتُ عليكِ خَيرَ مَعَدِّ
وقول الرَّاجز:
إن تُمنعِ اليومَ نِساءٌ يُمْنَعْنْ *
بإسكان العين والنون. وكان الجرميُّ والأخفشُ يريان هذا غلطًا من قائله، كالسّناد والإكفاء، يُحكَى ولا يُعمل به، إلَّا أنّ أبا نُواس في قولِه:
* لا تبْكِ لَيلَى ولا تَطْرَبْ إلَى هِنْدِ *
أخذ بقول سيبويه، وهو قليلٌ، والقياس الأوَّل مُطَّرِدٌ، وهو المختارُ) انتهى.
،’، . ،’،. ،’،
اقتباس:

وانظـــر إلى من حــاله في غفــــلةٍ...
هذه القافية غيرُ مستعمَلةٍ.
والله أعلمُ.
،’، . ،’،. ،’،
اقتباس:

لا تضعــفن أمــام داع للــغـــوى
في «التَّاج»: (قالَ أبو عبيد: وبعضهم يقول: غَوِيَ يَغْوَى -كرَضِيَ- غَوًى، وليست بالمعروفةِ).
،’، . ،’،. ،’،
وهل من توضيحٍ لهذه المواضع إعرابيًّا:
اقتباس:

واستحـضر النعــم الكثــيرة نـازلَـهْ
كــرم من الرب الكـــريم ونائـــلَهْ
وسعيــت بالعصـيان أنـت مقابــلَهْ
من خاض يومــا مـا تـوقَّ الثــــاني

ولعلَّ القصيدة بحاجةٍ إلى ضبطٍ.
وجزاكم الله خيرًا.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 11-07-2018 01:37 PM

شكر الله لكم أستاذتنا الكريمة ، وعودة مباركة ميمونة .
اقتباس:

استعمالُ التَّذييلِ هنا شاذٌّ؛ لأنَّه خاصٌّ بالمجزوءِ.
التذييل في التام وإن كان نادرا إلا أنه موجود ، ولم يخطئه أهل العروض ، واستعمله أبو العتاهية في قوله :
أهـــل الـقـبـور علـيـكـم مـنــي الـســلامْفاصل1إنـــــي أكـلـمـكــم ولــيـــس بـــكـــم كــــــلامْ
لا تـحـسـبـوا أن الأحــبــا لــــم يــســـغْفاصل1من بعدكم لهم الشراب أو الطعامْ
كــــــــلا لــــقــــد رفــضـــوكـــمُ واســتــبــدلـــوافاصل1بـــكـــم وفــــــرّق ذات بـيـنــكــم الــحــمــامْ
واستعمله كثير من المعاصرين ، من ذلك قول الشاعر ريان الشققي :
كيف العناق وقـد تملكنـي الفـراقْ فاصل1والشوق يحضن فائض الدمع المراقْ
في قصيدة طويلة من الكامل مذيلة .
وقول الشاعر الصوفي (!) عبد الغني النابلسي :
مـن مـات يعلم أنك الحق المبينْفاصل1وأنـا الذي قد متُّ فيك على اليقينْ
اقتباس:

الضَّربُ المقطوعُ يلزمه الرِّدف ... قال ابنُ رشيق في «العمدة»: (فعلَى هذا إجماع الحذَّاق، إلَّا سيبويه فإنَّه رخَّص فيه
وأنا على مذهب سيبويه هنا - إن أذنتم - ، وإن كان قليلا .
اقتباس:

وانظر إلى من حاله في غفلةٍ
هذه القافية غيرُ مستعمَلةٍ.

نونت القافية سهوا ، وإنما أردت كسر التاء دون تنوين ، وهذا مرخص فيه كما ذكرتم سابقا فيما أذكر .
اقتباس:

وهل من توضيحٍ لهذه المواضع إعرابيًّا:
( نازلَهْ ) ، ( نائلَهْ ) : التسكين للقافية ، فقلبت التاء هاء ، والإعراب مقدر .
(مقابلَهْ ) : التسكين هنا كذلك للقافية ، ونصب ( مقابلَ ) على الظرفية .
( ما توقَّ ) : هذا خطأ ، وصوابه كما تعلمون ( ما توقَّى ) .
ولعلي إن وجدت فرصة أن أضبط القصيدة كاملة كما طلبتم .
والله تعالى أعلم .
وجزاكم الله خيرا .

عائشة 11-07-2018 02:55 PM

شكر اللهُ لكَ أستاذَنا الكريم، وعودًا حميدًا.
.
وقد حكم العَروضيُّون بشُذوذِ التَّذييلِ -في غيرِ المجزوءِ- لخروجِه عمَّا حدَّه الخليلُ بنُ أحمدَ. ووجدتُّ الآنَ في «البارع» لابنِ القطَّاع أنَّ ابنَ كيسان حكَى التَّذييلَ في الضَّربِ الأوَّلِ من الكاملِ، وأنشدوا عليه بيتًا.
أمَّا أبو العتاهيةِ فقد عُرِف عنه خروجُه عن العَروضِ، حتَّى (قيلَ له: إنَّك تخرجُ في شِعرِكَ عن العَروضِ، فقال: سبَقتُ العَروضَ) [زهر الآداب 3/ 775، وينظر: العيون الغامزة 232]، و(عن محمّد بن يزيد المبرّد، قال: كان أبو العتاهية -مع اقتدارِه في قول الشِّعر، وسُهولتِه عليه- يكثُر عِثارُه، وتُصاب سقطاتُه، وكان يلحَنُ في شِعره، ويركَبُ جميعَ الأعاريضِ) [الموشح 330].
.
وما زالت (نازلهْ) مُشكِلة، فلم يُذكَر ما إعرابها؟
وهل (كرم) خبر مبتدإٍ محذوف؟ وهل (نائلة) بمعنى (نائل)؟
.
جزاكم الله خيرًا.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 13-07-2018 09:22 PM

جزاكم الله خيرًا.
اقتباس:

ووجدتُّ الآنَ في «البارع» لابنِ القطَّاع أنَّ ابنَ كيسان حكَى التَّذييلَ في الضَّربِ الأوَّلِ من الكاملِ، وأنشدوا عليه بيتًا.
لعلكم تذكرون البيت الذي أورده .
اقتباس:

وما زالت (نازلهْ) مُشكِلة، فلم يُذكَر ما إعرابها؟
لم يتبين لي وجه الإشكال فيها ، وما دام إعرابها مقدرا ففيه سعة ، قدروا ما ترونه مناسبا !
اقتباس:

وهل (كرم) خبر مبتدإٍ محذوف؟
نعم ، هذا ما أردت .
اقتباس:

وهل (نائلة) بمعنى (نائل)؟
كنت قرأت في معنى اسم ( نائلة ) فيما قرأته من معاني الأسماء أنه بمعنى العطية والهبة ، وهو الذ
ي أردت .
وشكر الله لكم .

عائشة 14-07-2018 02:35 PM

جزاكم الله خيرًا.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل (المشاركة 56424)
لعلكم تذكرون البيت الذي أورده .

بزوائدٍ فيها إذا هي أقبَلَتْ * كالبَرَدِ الواضِحِ من مجرَى الصُّقورْ
[«البارع في العروض 140»، و«نزهة الأبصار في أوزان الأشعار 170»].


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل (المشاركة 56424)

كنت قرأت في معنى اسم ( نائلة ) فيما قرأته من معاني الأسماء أنه بمعنى العطية والهبة ، وهو الذي أردت .

(نائلة) علمٌ منقولٌ عن صفةٍ، فهو في الأصل اسمُ فاعلٍ.
قالَ ابنُ جِنِّي في «المبهج» (ص: 46): (الأسماءُ المنقولةُ إلى العلميَّة ضربانِ: عينٌ، ومعنًى. فالعَينُ أيضًا ضربان: اسمٌ غيرُ صفةٍ، واسمٌ صفةٌ، فالأوَّلُ منهما نحو: أَوْسٍ وحَجَرٍ وبَكْرٍ وحَمَلٍ... والثَّاني من هذه القسمةِ هو الاسم الصِّفة، وذلك نحو: مالِكٍ وحاتِمٍ وفاطِمةَ ونائلةَ، فهذه في الأصل أوصافٌ، ثمَّ نُقلت فصارت أعلامًا، كما صار أَوْس وبَكْر وحَمَل أعلامًا).
وقال الزَّمخشريُّ في «المفصَّل»: (والمنقولُ على ستَّةِ أنواعٍ: ... ومنقولٌ عن صِفةٍ؛ كحاتِمٍ ونائلةَ...).
قالَ صدرُ الأفاضل الخوارزميُّ في «التَّخمير» (1/ 170): (نائلةُ: اسمُ امرأةٍ... وهي في الأصل فاعلة من نالَ الشَّيءَ ينالُهُ، أو مِن نالَهُ يَنُولُهُ إذا أعطاه).
وقالَ ابنُ يعيش في «شرح المفصَّل» (1/ 29): (ونائلة فاعِلة من نُلْتُهُ نَوْلًا ونوَّلْتُه، أي: أعطيته).
وقالَ علمُ الدِّين السَّخاويُّ في «المفضَّل في شرح المفصَّل» (مخطوط): (ومن هذا القبيل: نائلة، وهو اسمٌ لصَنَمٍ، وهو صِفةٌ في الأصل، إمَّا مِن نالَتِ العطاءَ تَنولُه نَوْلًا فهي نائلةٌ، أو من نالت تَنالُ نَيْلًا فهي نائلةٌ، يُقال: نالَ الخيرَ ينالُه، وقد سُمِّيت المرأةُ أيضًا بذلك).
وقال المطرِّزيُّ في «المغرب» (نيل): (ونالَ مِن عَدُوِّه: أضرَّ به، ومنه قولُه تعالَى: ((ولَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا))، وباسمِ الفاعلةِ منه سُمِّيتْ نائِلةُ).
والله أعلم.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 15-07-2018 02:13 PM

شكر الله لكم.
اقتباس:

لا تضعــفن أمــام داع للــغـــوى
في «التَّاج»: (قالَ أبو عبيد: وبعضهم يقول: غَوِيَ يَغْوَى -كرَضِيَ- غَوًى، وليست بالمعروفةِ).

ما رأيكم لو قلت :
عَـوِّد دَواعي الـدِّينِ في رَدِّ الـهَــوَىفاصل1بتَــدَرُّجٍ حتَّى تَزيـــدَ بِـك القُــوَى
لا تَضعَــفَنَّ أمــامَ داعٍ لِلــغَــــوَافاصل1يَةِ ذَا الـجِــهادُ جِهـــادُ كُلِّ زَمــانِ
بقي بيت ( نائله ) ، فإن صح أن تكون نائلة بمعنى نائل بمعنى الهبة والعطية ، فالحمد لله ، وإلا اضطررت إلى تغييره .

عائشة 15-07-2018 05:20 PM

جزاكم الله خيرًا.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل (المشاركة 56431)
ما رأيكم لو قلت :
عَـوِّد دَواعي الـدِّينِ في رَدِّ الـهَــوَىفاصل1بتَــدَرُّجٍ حتَّى تَزيـــدَ بِـك القُــوَى
لا تَضعَــفَنَّ أمــامَ داعٍ لِلــغَــــوَافاصل1يَةِ ذَا الـجِــهادُ جِهـــادُ كُلِّ زَمــانِ

يُفهَمُ من كلامِ أبي العَلاءِ المتقدِّم أنَّ كلَّ شطرٍ في المسمَّطِ يُعدُّ بيتًا، فهل يصحُّ تقسيمُ الكلمةِ الواحدةِ ههنا كما يكونُ في البيتِ المدوَّرِ؟
و(تَضْعُفَنَّ) بضمِّ العينِ.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل (المشاركة 56431)
بقي بيت ( نائله ) ، فإن صح أن تكون نائلة بمعنى نائل بمعنى الهبة والعطية ، فالحمد لله ، وإلا اضطررت إلى تغييره .

يظهر مِن كلامِ أهلِ العلمِ أنَّها ليست بمعنَى العَطاءِ، فيا حبَّذا إصلاحُ البيتِ.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل (المشاركة 56424)
لم يتبين لي وجه الإشكال فيها ، وما دام إعرابها مقدرا ففيه سعة ، قدروا ما ترونه مناسبا !

"صاحبُ البيتِ أعلمُ بما فيه"، ولذا رجوتُ منكم الإفادةَ.
وعذرًا على الإزعاجِ.

شكر الله لكم.

أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل 16-07-2018 02:35 PM

ما رأيكم في هذا :
اقتباس:

واستَحـضِرِالنِّعَــمَ الكَثــيرةَ نـازِلَـهْفاصل1كَــرَمٌ مِن الرَّبِّ الكَـــريمِ ونافِـــلَهْ
وسَعَيــتَ بِالعِصـيانِ أنـتَ مُقابِــلَهْفاصل1شَتَّـــانَ بينَ الشُّكْــرِ والكُـفْــرانِ !
فاصل1فاصل2فاصل1
اقتباس:

عَـوِّد دَواعي الـدِّينِ في رَدِّ الـهَــوَىفاصل1بتَــدَرُّجٍ حتَّى تَزيـــدَ بِـك القُــوَى
لا تَضعُــفَـنَّ إذا أَردتَّ دَوَا الـدَّوَىفاصل1وهُو الـجِــهادُ جِهـــادُ كُلِّ زَمــانِ

والدوى بالقصر : المرض ، كما في ( القاموس ) .
.
.
وقد ضبطت الأبيات ، فإذا أحببتم راجعتموها مرة أخرى .
.

عائشة 17-07-2018 02:37 PM

جزاكم الله خيرًا.

اقتباس:

دَوَا الـدَّوَى
لعلّ فيه عسرًا وثقلًا.

اقتباس:


اقتباس:


عَن أَن يَــرى عَبـــــدًا لَهُ في حــالِ
سُخْـطٍ لَه في الفِــعلِ أو في القـــالِ

فيه عيب التضمين. قال عبد القادر البغدادي في حاشيته على شرح (بانت سعاد): (... ولهذا قال في ما بعد: (ومن أقبح التضمين) فإن الوقف على الموصول دون صلته غير جائز، لأنه كالوقف على بعض الكلمة، ومثله المضاف والمضاف إليه...).
وقد وقع التضمين في مواضع أخرى من القصيدة، ولكن هذا من أقبحه كما ذكروا.
والله أعلم.
ولم يتضح لي مفعول (ترى) هنا:
اقتباس:

يَومًــــا إلى ذُلٍّ تَـــــرَى يَغـــــدُو
وما معنى (الثاني) في هذا البيت:
اقتباس:

مَن خاضَ يَومًــا مـا تَـوقَّى الثَّـــاني

أخطاء طباعية:
اقتباس:

إِن غَــرَّكَ العِــــــزِّ الَّـذي يَبــــدُو
والعَبــدُ بَـينَ الـجــاذِبِ العُلْــوُيِّ



جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 02:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ