ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة فقه اللغة ومعانيها (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الألفاظ التي تفرَّد بها شاعر واحد (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=5788)

عائشة 23-03-2017 01:26 PM

نشرَ الأستاذُ فيصلٌ المنصور -نفعَ اللهُ به- في مدوّنتِه مقالةً أورَدَ فيها ما تقدَّمَ من منازَعاتِه في هذا الحديثِ القيِّمِ، وزادَ علَى ذلكَ أشياءَ، ولعلَّه يأذَنُ لي بنسخِها ههنا:
.
الألفاظ التي لم يرد الواحد منها إلا في البيت الواحد من الشعر
.
لم يدع سلفنا الكرام من علماء العربيّة سبيلًا ذلولًا ولا وعْرًا يعلمون أن فيه خدمة للعربيّة وحفظًا لها إلا سلكوه، لا يألون في ذلك جهدًا ولا يدّخرون عنه مُنفِسًا. والشواهد على ذلك كثيرة متوافرة أجتزئ منها في هذه المقالة بشاهد واحد، وهو سَرْد ما وقفت عليه من ألفاظ اللغة التي ذكروا أنّهم لم يجدوا اللفظ منها بمعناه الذي استُعمل به إلا في بيت واحد من الشِّعر. وذلك دالٌّ على تمام تقرّيهم وجودة تقصّيهم لأنهم إذا كانوا لم يسمعوا هذه الألفاظ إلا في بيت واحد من الشّعر فمقتضى ذلك أنهم سمعوا غيرَها في أبيات كثيرة.
على أنّي لم أتكلّف البحث عن هذه الأمثلة التي أنا موردُها ولا جمعَها، وإنما كنت أقيّد ما ألقاه منها حينًا بعد حينٍ حتى اجتمع لي منها طائفة صالحة. وقد مرّ بي غيرُها أيضًا فأغفلت تقييدها تفريطًا مني.
فمن ذلك:
- في (شرح المفضليات) لأبي محمد الأنباري عن أحمد بن عبيد:
(ولا يكون التأبين للأحياء. ولم يجئ في شيء من أشعار العرب إلا في بيت الراعي، فإنه قال:
فرفّع أصحابي المطيّ وأبّنوا ** هنيدةَ فاشتاقَ العيونُ اللوامحُ).
- في (المحكم) لابن سيدة:
(قيل: جاء الأخطل بحرفين لم يجئ بهما غيرُه. وهما التِّينانُ الذئب. والعيثوم أنثى الفِيَلة).
- في شرح (ديوان امرئ القيس) للسكري:
(قال: والحال: موضع اللِّبد. قال: ولم أسمع به إلا في هذا).
قلت:
يريد بيت امرئ القيس:
* كُميتٍ يزِلّ اللِّبد عن حال متنِهِ *
على أنه سُمِعَ.
- في (شرح الفصيح) لابن خالويه:
(قال الأصمعي: لم أسمع بالصَّيدن أنه الثعلب إلا أنه في بيت كثيِّر، قال:
كأن خَليفَي زورها ورحاهما ** بَنِي مكَوينِ ثُلّما بعد صَيدنِ).
قلت: وهو في (الوحوش) للأصمعي بقريب من هذا اللفظ.
- في (المحكم) لابن سيدة ذكر أن ابن الأعرابي أنشد قول الفِند:
تركتُ الخيلَ من آثا ** رِ رمحي في الثُّبا العالي
وقالَ: (الثُّبا: العالي من مجالس الأشراف. وهذا غريبٌ نادرٌ لم أسمعه إلا في شعر الفِند).
- في (الشرح المنسوب إلى التبريزي للّامية المنسوبة إلى الشنفرى):
(وأحاظةُ في ما ذكر أحمدُ بن يحيى قبيلةٌ من الأزدِ. وقال لي غيرُه: هي قبيلة من اليمَن. ولم يعرفها أبو العباس محمدُ بنُ يزيد. ولم أسمع باسمها إلا في هذا الشعر).
- في (التمام في تفسير أشعار هذيل) لابن جني قالَ عند قولِه:
إذا ما قتلنا بالمحمَّدِ مالكٍ ** سراةَ بني لأيٍ، فزاح غليلي
قال: (المحمَّد الذي يُحمد من الرجال. لم يمرُر بي هذا اللفظ صِفةً إلا في هذا الموضع).
- في (اللِّسان):
(قالَ الأغلب العجليُّ:
* غِرٍّ جُنافيٍّ جميلِ الزِّيِّ *
الجُنافي: الذي يَتجانف في مشيته، فيَختالُ فيها ... وقالَ شمر: ...، ولم أسمع جُنافيًّا إلا في بيتِ الأغلب).
- في (المخصص) لابن سيدة:
(قالَ أبو عليّ: ولم أسمع بالقِنَّسْرِيِّ إلا في شعر العجاج:
* أطَرَبًا وأنت قِنَّسْرِيُّ *
والقِنَّسرِيُّ: الكبيرُ السِّنِّ).
- في (اللِّسان):
(قال ابن بَرِّي: والحَفيضة: الخَليَّة التي يُعسَّل فيها النَّحلُ. وقال: قال ابن خالويه: وليست في كلامهم إلا في بيت الأعشَى، وهو:
نَحْلًا كدَرداقِ الحفيضةِ مَرْ ** هوبًا له حولَ الوَقودِ زَجَلْ).
- في (شرح القصائد السبع) للأنباري:
(قال الشاعر:
لها رطلٌ تكيل الزّيتَ فيه ** وفلاّحٌ يسوق بها حِمارا
ولم يُسمَع (الفلاّح) المُكارِي [أي: بمعنى المُكاري] إلا في هذا البيت).
- وفي (شرح القصائد السبع) أيضًا:
(قال أبو عبيدة: هذه كلمة قلَّما وجدنا لها شاهدًا في كلامهم، أن يقال للنِّعَم: أيامٌ. إلا أن عَمْر بن كلثوم قد قال: وأيامٍ لنا غُرٍّ طِوالٍ، فقد يكون جعلَها غُرًّا طِوالاً لإنعامهم على الناس فيها).
- في (تاج العروس):
(وأنشدَ أبو زيدٍ في نوادره للبَعيث في الشَّمَل بالتحريك:
وقد ينعَش الله الفتى بعد عثرةٍ ** وقد يجمع الله الشتيتَ من الشَّمَلْ
قال أبو عَمْرٍو الجرميّ [كذا. والصواب أبو عُمَر]: ما سمِعتُه بالتحريك إلا في هذا البيت.
- وفي (التاج) أيضًا:
(قيل: أراد بالصَّالبِ الصُّلبَ. وهو قليل الاستعمال. قاله ابن الأثير. قال شيخنا: قلتُ: زعم غير واحد أنه لم يُسمع في غير هذا الشعر. انتهى. قلتُ [القائل الزَّبيدي]: بل قد ورد في شعرٍ غيرِه:
* بين الحيازيمِ إلى الصّالبِ * ).
- وفي (التمام) لابن جني:
(وفيها:
* يمشون بين نابلٍ ودارقِ *
استعملَه كتارسٍ من التُّرس. ولم أسمعه من الدرقة إلا هنا).
- في (الإبل) للأصمعي:
(قال علقمة:
قد عُرّيت زمنًا حتى استطفّ لها ** كِترٌ كحافة كِير القين ملمومُ
قال: ولم أسمع بالكِتر إلا في هذا البيت).
- في (شرح ديوان عدي بن الرِّقاع العاملي) لثعلب:
من اللواتي إذا استقبلن مهمهةً ** نجَّينَ من هولها الركبانَ والثَّقَلا
وزعمَ أنه لم يَسمع تأنيث (المهمهة) إلا في هذا البيت. وهي الأرض البعيدة الأطراف).
- في (شرح مقصورة ابن دريد) لابن خالويه:
(بسَروِ حِميَر أبوالُ البِغال به ** أنَّى تسدَّيتِ وهنًا ذلكِ البِينا؟
أبوالُ البِغال في هذا البيت (السَّراب). وهذا حرفٌ غريبٌ حدّثناه أبو عُمَر الزاهد).
- في (شرح ديوان الحطيئة) لابن السكيت:
(ولم يأت الصَّناع إلا في بيت لصخر الغيّ:
[ولا أرقعنّك رقع الصديـ ** ـع لاءم] فيه الصَّناعُ الكتيفا).
- في (وشي الحلل) للبلي:
(قال النمَري: ليس في كلام العرب بيت مرفوع كلّه إلا قول المتلمس:
فهذا أوانُ العِرضُ حيٌّ ذبابُه ** زنابيرُه والأزرقُ المتلمّسُ).
قلت: في روايةٍ.
- في (التهذيب) للأزهري:
(وأنشد غيره [أي غير الكسائي] عن قُرَيبة الأعرابية:
قعيدَكِ عَمرَ الله يا بنت مالكٍ ** ألم تعلمينا نعمَ مأوَى المعصِّبِ
قالَ: ولم أسمعْ بَيتًا اجتمع فيه العَمْر والقَعيد إلا هذا).
قلت: قد سُمع في بيت أنشده أبو عمْر الشيباني في (الجيم).
- وفي (التهذيب) أيضًا:
(وأنشد ابن الأعرابي لكُثَيِّر:
أَتِيٌّ ومفعوم حَثيث كأنه ** غُروب السواني أترعتها النَّوَاضِح
قال: وهو مثل قوله:
* ألناطق المبروز والمختوم *
قال: ولم أسمعه إلا في هذا).
- وزد على ذلك الألفاظَ التي تفرد بها عمْر بن أحمر الباهلي. وقد عقد لها ابن جني بابًا في (خصائصه) عنوانه (باب في الشيء يسمع من العربّي الفصيح لا يسمع من غيره).

عائشة 23-03-2017 01:30 PM

وهذانِ موضِعانِ مَرَّا بي في «اللِّسانِ»، وأظنُّ أنَّهما لم يُذْكَرا مِن قبلُ:
.
• جاءَ في «اللِّسانِ» (كتن): (والكَتَّان، بالفتح: معروفٌ... وحذفَ الأعشَى منه الأَلِفَ للضَّرورةِ، وسمَّاه الكَتَن، فقالَ:
هو الواهِبُ الـمُسْمِعات الشُّرُو * بَ بَيْنَ الحَريرِ وبَيْنَ الكَتَنْ
...
وقال أبو حنيفةَ: زعمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّها لُغةٌ، وقالَ بعضُهم: إنَّما حذفَ للحاجة. قالَ ابن سيده: ولم أسمعِ الكَتَن في الكَتَّان إلَّا في شِعرِ الأعشَى) انتهى.
فاصل1
• جاءَ في «اللِّسانِ» (خوخ): (أبو عمرو: والخُوَيْخِيَة: الدَّاهية، والياء مخفَّفةٌ؛ قالَ لَبِيد:
وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهمْ * خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ
ويُروَى: بيتهم.
قالَ شمر: لم أسمع خُوَيخِيَة إلَّا لِلَبِيد، وأبو عمرٍو ثقةٌ. وقالَ الأزهريُّ: هذا حرفٌ غريبٌ، ورواه بعضُهم دُوَيْهِيَة) انتهى.

عائشة 22-05-2017 02:34 PM

جاءَ في «اللِّسانِ» (بوق): (والبُوقُ: الباطِلُ؛ قالَ حسَّانُ بنُ ثابتٍ يَرْثي عُثمانَ -رضيَ اللهُ عنهما-:
يا قاتَلَ اللهُ قَوْمًا كانَ شأْنُهُمُ * قَتْلَ الإمامِ الأمِينِ الـمُسْلِمِ الفَطِنِ
ما قَتَلُوهُ علَى ذَنْبٍ ألَمَّ بِهِ * إلَّا الَّذي نَطَقُوا بُوقًا ولم يَكُنِ
قالَ شمر: لم أسْمَعِ البُوقَ في الباطِلِ إلَّا هنا، ولم يُعْرَفْ بيتُ حسَّان) انتهى.
.
[ هذا الموضعُ أفدتُّه مِن «مرويَّات شمر بن حمدويه اللُّغويَّة» (ص84) جمع وتحقيق: د. حازم البياتي ].

عائشة 09-08-2017 10:17 AM

قالَ أبو منصورٍ الأزهريُّ في «تهذيب اللُّغة 15/ 459» (أول):
(وأخبرَني الـمُنذريُّ، عن أبي الهيثمِ، يُقال: إنَّـما طَعامُ فلانٍ القَفْعاءُ والتَّأْويلُ. قالَ: والتَّأويلُ: نَبْتٌ يَعْتَلِفُه الحِمارُ، والقَفْعاءُ: شجرةٌ لها شَوْكٌ. ويُضرَبُ هذا للرَّجُلِ إذا استبلدَ فَهْمُه، وشُبِّه بالحِمارِ في ضَعْفِ عَقْلِه.
وقالَ أبو سعيدٍ: العَرَبُ تقولُ: أنتَ في ضَحائكَ بينَ القَفْعاءِ والتَّأْويلِ. وهما نَبْتانِ محمودانِ مِن مَراعي البَهائمِ، فإذا أرادوا أن يَنْسبوا الرَّجُلَ إلَى أنَّه بَهيمةٌ، إلَّا أنَّه مُخصبٌ مُوسَّعٌ عليه؛ ضَرَبوا لَهُ هذا المثلَ.
وأنشدَ غيرُه لأبي وَجْزةَ:
عَزْب المراتعِ نَظَّارٌ أطاعَ لَهُ * مِن كُلِّ رابيةٍ مَكْرٌ وتأْويلُ
ورأيتُ في تفسيرِه أنَّ التَّأويل اسْمُ بقلةٍ يولَعُ بها بَقَرُ الوَحْشِ، تنبُتُ في الرَّمْلِ.
قلتُ: الـمَكْرُ والقَفْعاءُ معروفانِ، قد رأيتُهما في الباديةِ، وأمَّا التَّأْويل فما سَمِعتُه إلَّا في شِعْرِ أبي وَجْزةَ هذا).

عائشة 09-08-2017 03:26 PM

جاءَ في «نور القبس 107»:
(وقالَ أبو زَيْدٍ: مَرَّ بي رُؤبةُ، فاستنشدتُّه، فأنشدَني أُرجوزتَهُ:
وقاتِـمِ الأعماقِ خاوِي الـمُخْتَرَقْ
فاجتمعَ النَّاسُ عليه حتَّى سَدُّوا الطَّريقَ، ومَرَّتْ به عَجوزٌ، فلَمْ يُمْكِنْها أن تتخطَّى، فقالَ:
تَنَحَّ للعَجوزِ عَن طَريقِها
إذْ أَقْبَلَتْ رائِحةً مِن سُوقِها
دَعْها فما النَّحْوِيُّ مِن صَديقِها
قالَ أبو زَيْدٍ: ما سَمِعْتُ أحدًا يقولُ: «فُلانٌ مِن صَديقي» قَبْلَ رُؤبةَ) انتهى.
.
اقتباس:

وهذه فوائدُ تعرِض لي في أثناءِ قراءتي وبحثي، لم أتكلَّف جمعَها، ولم أصرِف همَّتي إلى استقصائها.

عائشة 19-08-2017 02:50 PM

جاءَ في «اللِّسانِ» (بهج): (وقول العجَّاجِ:
دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَبًا مُبَهَّجَا
فَخْمًا وسَنِّنْ مَنطِقًا مُزَوَّجَا
قالَ ابنُ سيده: لم أسْمَعْ بــبَهِّجْ إلَّا ههنا، ومعناه: حَسِّنْ وجَمِّلْ، وكأنَّ معناه: زِدْ هذا الحَسَبَ جمالًا بوَصفِكَ له، وذِكرِكَ إيَّاهُ).

عائشة 10-12-2017 01:40 PM

• جاءَ في «اللِّسانِ» (بأس):
(وقوله -أنشدَه ابنُ الأعرابيِّ-:
إِذا فَرَغَتْ مِن ظَهْرِه بَطَّنَتْ لَهُ * أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها
... أي: لم يُقَلْ لها: بِئْسَما عَمِلْتِ، لأنَّها عَمِلَتْ فأَحْسَنَتْ، قالَ: لم يُسْمَعْ إلَّا في هذا البَيْتِ) انتهى.
فاصل1
• جاءَ في «اللِّسانِ» (ببس):
(البابُوسُ: ولدُ النَّاقةِ، وفي «المحكم»: الحُوارُ، قالَ ابنُ أحمرَ:
حَنَّتْ قَلُوصي إِلَى بابُوسِها طَرَبًا * فما حَنِينُكِ أَم ما أَنتِ والذِّكَرُ؟
... قالَ الأصمعيُّ: لم نَسمعْ به لغيرِ الإنسانِ إلَّا في شِعرِ ابنِ أَحْمرَ) انتهى.

عائشة 28-02-2018 06:42 PM

قالَ ابنُ سيده في «المحكم» (تأن):
(أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ:
أَغَرَّكَ يا مَوْصُولُ مِنْها ثُمالَةٌ * وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغُرَيِّ تُؤَانُ
أرادَ «تُؤامُ» فأبْدَلَ، هذا قَوْلُه، وأحسَنُ منه أن يكونَ وَضْعًا لا بَدَلًا، ولم نَسْمَعْ هذا إلَّا في هذا البَيْتِ) انتهى.

عائشة 23-04-2018 03:12 PM

في «اللِّسانِ» (ثني):
(وقولُ كُثَيِّر عزَّة:
ذكَرْت عَطاياهُ ولَيسَتْ بحُجَّةٍ * عليكَ ولكنْ حُجَّةٌ لكَ فَاثْنِني
قيل في تفسيرِه: أعطِني مرَّةً ثانيةً، ولم أرَهُ في غيرِ هذا الشِّعْرِ) انتهى.

صالح العَمْري 28-10-2018 01:27 AM

في الغريب المصنف لأبي عبيد: "والرُّحُمُ: الرَّحـمةُ، قال الأصمعي: كان أبو عَمرو بن العلاء يُنشد بيت زهير:
ومن ضَريبَتِهِ التقوى ويَعصِمُهُ * من سَيِّئِ العَثَراتِ اللهُ بالرُّحُمِ
قال: ولم أسمع هذا الحرفَ إلا في هذا البيت، قال: وكان يقرأ: {وأقربُ رُحُـمًا}"
.

عائشة 29-10-2018 03:20 PM

بارك الله فيكم.
.
وجاء في «شرح شعر زهير» لثعلب (ص126):
(ومِن ضَرِيبتِهِ التَّقوَى ويَعْصِمُهُ * من سَيِّئِ العَثَراتِ اللهُ والرَّحِمُ
قالَ الأصمعيُّ: سألتُ أبا عَمْرو بنَ العَلاءِ عن قولِه تعالَى: ((وَأَقْرَبَ رُحْمًا)) فقال: لا أقرؤُها إلَّا مثقَّلةً [يعني محرَّكة]، وأنشدَنا هذا البيتَ. قال: ثمَّ سمعتُ أنا بعدُ:
* ولم تَعَرَّجْ رُحْمَ مَن تَعَرَّجَا *
قال: ولو كنتُ علِمتُه كنتُ قد قلتُه له) انتهى.
فاصل1
.
- تنبيه على خطإ طباعي:
اقتباس:

وكان يقرأ: {وأقربُ رُحُـمًا}".

باء (أقرب) مفتوحة كما لا يخفى عليكم.

صالح العَمْري 29-10-2018 03:42 PM

أحسنتم، بارك الله فيكم.
لم يكن خطأ طباعيا، وأنا أعلم أن الباء مفتوحة في قراءتنا، لكن المحقق مُجيد محسن جدا، وهو الدكتور محمد المختار العبيدي، وقد ضبطها في المتن هكذا: {وأَقْرَبُ رُحُمًا}، ثم قال في الحاشية: "وقرأها عاصم بن أبي النجود الكوفي ونافع بن عبد الرحمن: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا}". فقلت: ما دام قد ضبط الموضعين ضبطًا كاملًا فلعل قراءة أبي عمرو هكذا بضم الباء، وأنا ليس لي علم بالقراءات فأثبتها كما جاءت في الكتاب.
والله أعلم.

عائشة 29-10-2018 04:33 PM

وفيكم بارك الله تعالَى.
ولا أُخفي عليكم أنَّني رجعتُ إلى الكتابِ بتحقيقِه المذكورِ، فوجدتُّ فيه الكلمةَ مضبوطةً بالضَّمِّ، وقرأتُ ما كتب المحقِّقُ في الحاشيةِ، فوجدتُّ تعليقَه يوهِمُ أنَّ القراءةَ جاءتْ عند أبي عَمْرٍو بضمِّ (أَقْرَبَ)، ولكن بالعودةِ إلى كُتبِ القراءاتِ يتبيَّن أن لا خِلافَ بينَ القرَّاء في (أَقْرَب). قال ابنُ مجاهدٍ في «السَّبعة» (ص397): (واختلفوا في التَّخفيف والتَّثقيلِ من قولِه: ((وَأَقْرَبَ رُحْمًا))، فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائيُّ: ((رُحْمًا)) ساكنة الحاءِ. وقرأ ابن عامر: ((رُحُمًا)) مثقَّلًا. ورُوي عن أبي عمرو: ((رُحُمًا)) و((رُحْمًا)). عبَّاس بن الفضل عنه أنَّه قالَ: أيّهما شئت فاقرأْ، وأنا أقرأ: ((رُحُمًا)) بالضَّمِّ. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: ((وَأَقْرَبَ رُحْمًا)) ((وَأَقْرَبَ رُحُمًا)) بتسكين الحاء وتحريكها) انتهى. وقال الدَّانيُّ في «التَّيسير في القراءات السبع» (ص352): (ابن عامر: ((رُحُمًا)) بضمِّ الحاءِ، والباقون بإسكانِها) انتهى. وقال ابن الجزريِّ في «النَّشر في القراءات العشر» (3/ 484): (وضمّ الحاءَ مِن ((رُحْمًا)) وهو في «الكهف» ابنُ عامرٍ وأبو جعفر ويعقوب) انتهى.
والله أعلم.

عائشة 22-11-2018 02:24 PM

قالَ ابنُ سيده في «المحكم» (جلل):
(وقولُ أَوْسٍ يَرْثي فَضَالةَ:
* . . . وعَزَّ الجَلُّ والغالي *
فسَّره ابنُ الأعرابيِّ بأنَّ (الجَلَّ): الأمر الجَلِيل، وقوله: (والغالي) أي: إنَّ موتَه غالٍ علينا، مِن قولِكَ: غَلا الأمْرُ: زاد وعَظُم. ولم نسمعِ الجَلَّ في معنى الجَلِيل إلَّا في هذا البيتِ) انتهى.
.
___________________
قال المحقِّقُ محمَّد النَّجَّار في حاشيةِ «المحكم» (7/ 149) [ط: معهد المخطوطات]:
(الَّذي في «ديوان أوس» 22، و«الأغاني» (الدار) 11/ 73 -وهو مطلع القصيدة-:
يا عين لا بُدَّ من سَكْبٍ وتَهمالِ ......... علَى فَضَالةَ جلَّ الرُّزْءُ والعالي) انتهى.

عائشة 01-12-2018 03:00 PM

في «ديوانِ شعرِ عديِّ بن الرِّقاعِ العامليِّ» عن أبي العبَّاس ثعلب (ص128):
(سَمِعْنَ بِغَيْثٍ رَابِعٍ فتَبِعْنَهُ * علَى كُلِّ مَوَّارِ الـمِلاطِ عَثَمْثَمِ
رابع: من الرَّبيعِ، قال أبو العبَّاسِ: ولم أسمعْ برابع إلَّا في هذا البيتِ) انتهى.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 09:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ