ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة البلاغة والنقد (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   سؤال في الاستعارة (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=4700)

ابن تاشفين 25-03-2011 02:02 AM

سؤال في الاستعارة
 
سؤالٌ في الاستعارة
هل يصحُّ أن نقول " رأيت بحراً يكلم الناس" وتكون قرينة لفظية وحالية في نفس الوقت
لأنه لديَّ مذكرة تقول أنَّ (القرينة اللفظية) هي :
لفظ يلائم المشبه كقولك "رأيت بحراً يكلم الناس" قرينة لفظية تبين أن المقصود رجل يتكلم
ثم انتقل الى( غير لفظية) ولها نحوان " حالية وضرب نفس المثل وقال ليست قرينة لفظية بل لدلالة الحال فأنت تسمع رجلا لا بلبلاً
وهذا ما أشكل عليَّ كيف أفرَّق بين هذا وذاك والمثل مشترك

أتمنى الإجابة الشافية الكافية

محمد بن إبراهيم 25-03-2011 05:02 AM

اقتباس:

وضرب نفس المثل وقال ليست قرينة لفظية بل لدلالة الحال فأنت تسمع رجلا لا بلبلاً
بارك الله فيك.
لعله أراد أنك رأيتَ رجلا عالمًا يتكلم، فقلتَ: (رأيتُ بحرًا)، فالقرينة هنا حالية لأن الحال أنه إنسانٌ يتكلم لا بحرٌ حقيقيٌّ.
والله أعلم.

ابن تاشفين 25-03-2011 09:44 PM

جُزيتَ خيراً وبرَّاً
لكن لم تزدني الإجابة إلا حيرةً
الضابط يا أستاذ في المسألة
ما هو الضابط
بمعنى لو أتى لي بهذا المثل وقال لي ما نوعه هل هو لفظي أم معنويّ حاليّ ؟
وفقك الله لكل خير

محمد بن إبراهيم 25-03-2011 10:01 PM

أقصد-أيُّهذا الفاضل-أنّ القرينة اللفظية في المثال الأول هي قولك: (يكلم الناس)، فهذا من تمام كلامك، وأما الثاني، فلم تقل إلا (رأيت بحرًا)، لكن القرينة الحالية دلَّتْنا على أنه إنسان يتكلم، وأن صوته صوت إنسان لا صوت بلبل.
هذا ما ظهر لي، ولعلك تنقلُ الكلام بتمامِه.

ابن تاشفين 26-03-2011 12:33 AM

المشكلة يا أستاذ أني طالب منتسب ولست منتظماً
فربما شرح الدكتور صاحب المذكرة المشكل مما ورد للطلبة هناك
وقد نقلت لكم ما وُجد في المذكرة وها أنا أعيد لكم الموجود في الصفحة
فقال حفظك الله ورعاك :
قرينة الاستعارة نوعان :
قرينة لفظية : وهي لفظ يلائم المشبه كقولك ( رأيت بحراً يكلم الناس ) قرينة لفظية تبين أن المقصود (رجلاً يتكلم).
غير لفظية (معنوية):
*حالية:(رأيت بحراً يكلم الناس) ليست قرينة لفظية بل دلالة الحال فأنت تسمع رجلاً لا بلبلاً .
*استحالة المعنى: مثل قوله تعالى " إنا لما طغي الماء حملناكم في الجارية" شبه كثرة الماء بالطغيان بجامع مجاوزة الحد ثم استعير الطغيان لكثرة المبالغة والمشتق منه طغى بمعنى كثر حتى جاوز الحد على سبيل الاستعارة التبعية والقرينة استحالة ان يقصد الطغيان بمعناه الأصلي.
هذا نصُّ المكتوب حرفاً حرفاً
ربما يا شيخنا كان هناك خطأ في الطبع أو أن العيب في فهمي أنا
لن أغادر بابك حتى أفهم

كتب الله لك أجر الإعانة والدلالة

محمد بن إبراهيم 26-03-2011 08:28 AM

وفقنا الله وإياك.
تقريب المثال الأول:جلستَ في حلْقةٍ من حلقاتِ العلم، فسمعتَ العالمَ يتحدثُ بفنون العلم ما شاء الله له أن يتحدث، فلما انتهى الدرس، لقيت أحدَ إخوانك ممن لم يحضرِ الدرسَ، فقلتَ له: رأيتُ-والله-بحرًا يكلم الناس، فيستدل صاحبك بقولك: (يكلم الناس) على أنّ من رأيتَه إنسانٌ عالمٌ، فالقرينة هنا لفظية.
وتقريب الثاني: أن أحدَ أصحابك دعاك إلى حضور درس لأحد العلماء الأفاضل، فأجبتَه، وذهبتَ معه، فلما سمعتَ العالم، ورأيتَ منه ما رأيت من الأول، سألك صاحبك: ما رأيتَ؟ فقلتَ: رأيتُ بحرًا، فالقرينة هنا حالية حسية.
أما إذا قلتَ لصاحبك: رأيتُ بحرًا يكلم الناس، ففيه إلى جانب القرينةِ الحاليةِ = قرينةٌ لفظية، لكنّ القرينةَ المعتبرة في هذا المثال هي الحاليةُ، لأنّ صاحبك مشاهد، فليس قولك (يكلم الناس) هو ما هداه إلى معرفة الاستعارة، وإنما عرف ذلك بالمشاهدة!
وقد تخاطبُ جماعةً، فتكونُ القرينة لبعضهم لفظيةً، وللآخرين حالية، فالمشاهد يعرف بقرينة الحال، والغائب يعرف بقرينة المقال.
والله أعلم.

صالح العَمْري 26-03-2011 05:34 PM

بارك الله فيك أيها المجد، هذا بيان كاف شاف لا يحتاج إلى زيادة.

ابن تاشفين 26-03-2011 06:55 PM

أمَّا هذا فجوابٌ شافٍ كافٍ لا يُنظر لغيره
جزاك المولى خيراً كثيراً طيباً مباركاً فيه

وعسى الله أن يكتب لك الإعانة كما كنت في عوني

أبو الطيب النائلي 29-03-2011 09:01 PM

أعذروني إن تدخلت في الأمــر لأدلو بدلوي . ولا أدعي الإلمــام وإنما الإجتهاد بحسب الفهـــم وما أحسبني أراه صحيحا ..
في البداية علينا تعريف الإستعارة .. فهي تشبيــــه حذف أحد طرفيــه إما المشبه . أو المشبه بـــه
أي أنها في وافع أمرها توع من أنواع التشبيـــه. لقرينة المشابهة فأن كانت القرينة غير المشابهة صارت مجـــازا مرسلا وفي المجـــاز المرسل نجد القرينة الحالية كقوله عز من قائل: واسأل الفرية التي كنا فيها . أي الناس القاطنين بالقرية أي الحالين بها
أما حين تقول إرتوينا من بحـــره الواسع . أو كلمنا بحر لا أول له ولا آخـــر . فهنا شبهنا المرء في علمه بالبحر فحذفنا المشبه وذكرنا المشبه به وهو البحر على سبيل الإستعارة المكنيـــة والفرينة كما أراها لفظية وليست حالية والله أعلم

البدر القرمزي 02-04-2011 04:42 PM

إن التدقيق الزائد في المثال الواحد أحياناً قد يقدِّم لنا وفرة في الاحتمال، على أن العقل يرجِّح وجهاً على وجه، لأنه هو المقصود دون سواه؛ وسأضرب لكم مثالاً مقنعاً ، عن طريق التلاعب بالمقصود:
إذا هجم الظلام كموج بحرٍ*** يروم بسرعةٍ محو الضياء
إذا هجم الظلام كموج بحرٍ = الاستعارة التصريحية.
إذا هجم الظلام كموج بحرٍ = الاستعارة المكنيَّة.
إذا هجم الظلام كموج بحرٍ = تشبيه مرسل مجمل.
إذا هجم الظلام كموج بحرٍ = كناية عن صفة شدَّة الظلام.
إذا هجم الظلام كموج بحرٍ*** يروم بسرعةٍ محو الضياء = استعارة تمثيليَّة
فنفهم من هذا المثال مثلاً - وغير هذا المثال كثير- إنَّ تفصيص الشاهد أو تجزئته تغدو لعبةً رياضيَّةً ومتاهاً عقليَّاً، قد لا يفهمها كثيرٌ من الناس، ولا سيَّما الناشئةُ.
ولذلك فأعتقد أن الراجح لا المرجوح في المثال الذي ساقه أخونا ابن تاشفين: رأيتُ بحراً يكلِّم الناس؛ أنَّ القرينة لفظيَّة في لفظةِ "يكلِّم الناس" لأن البحر الحقيقيّ لا يكلم الناس. وقديماً قالوا: " زلَّةُ العالِمِ زلَّةُ عَالَمٍ".
أقول: سامح الله مؤلِّفينا، فلطالما أربكوا عقول الطلبةِ بمثل هذه الوجه المتمحَّل جداً بكون القرينة حالية؛ وللعلم فهو وجهٌ لا يصحّ، لأن القرينة تكون واحدةً من اثنتين: لفظيَّة أو حاليَّة، فإنْ كانت ملفوظة موجودة في النص، فالقرينة لفظيَّة. وإن فهمنا من سياق النصّ ذلك فالقرينة حاليَّة.


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 02:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ