|
#1
|
|||
|
|||
![]() جرىٰ في حديثِ: «بيت واحد يجمع لغتين» نقلٌ لأستاذِنا الفاضلِ أحمد البخاريّ، نقله عن ابن جنّي في «الفَسْر»، فراجعه أخوه خبيبٌ في شيءٍ منه، فقال هٰذا:
اقتباس:
يحتاجُ الكلامُ إلىٰ توقيفٍ خاصٍّ مِن الكاتِبِ؛ ليُجزَم بضبطِ اللّفظِ أهو: (طُعتُ له أَطِيعُ) بفتحِ الهمزةِ حرفِ المضارعة، أم (أُطِيعُ) بضمِّها، فإن كان ذٰلك فالقولُ قولُه، وما أرىٰ صوابَه إلّا هٰكذا: (... وقد قيل: طُعْت له أُطِيعُ، وهو من شاذّ التّصريف ...) بضمِّ الهمزةِ، يريدُ أنّهم لفّقوا بين باللّغتين فجاءوا بالماضي مجرَّدًا والمضارعِ مزيدًا فيه، وهو ما يسمّىٰ عندهم بـالجمعِ بين اللّغتين، وله نظائرُ كثيرةٌ، ولذٰلك قال بعدُ: إنّه مِن شاذِّ التّصريفِ، فردّ الأمرَ إلى التّصريفِ، فيعني تقليبَ الكلمةِ علىٰ أوضاعِها الّتي حُفِظتْ فيها، وقال: هو مِن شاذِّه؛ لأنّ استعمالَ المضارعِ علىٰ لغةٍ مع ماضي لغةٍ أخرىٰ قلّ ما يقع، وليس بقياسٍ؛ لأنّ العربيَّ يتكلَّم بلغةِ قومِه، ولا يعرفُ غيرَها، وما ليس بقياسٍ هو الشّذوذُ، وذٰلك هو الجمعُ بين اللّغتين اللّتين ذكر. ولو كان يريدُ (أَطِيعُ) بفتحِ الهمزةِ، المجرَّد: لكان ذٰلك بحقِّ الإفادةِ بلغةٍ أخرىٰ لم يسبقْ له ذكرُها، وأولىٰ له أن ينبِّه علىٰ أنّها لغةٌ أخرىٰ، فيبيّن أنّه مِن الواويِّ اليائيِّ؛ علىٰ ما هي عادتُهم في مثلِ هٰذا، ولم يفعلْ، وما له أن يقولَ: «إنّه مِن التّصريفِ» في شيءٍ، لا قياسِه، ولا الشّاذّ، فعُلم أنّه يعني الجمعَ بين اللّغتين، لا الآخَر. واللهُ أعلم. والحاصلُ مِن كلامِ ابنِ جنّي ![]() وراجعتُ شيئًا مِن كتبِ اللّغةِ والغريبِ، فوجدتُّ في «التّهذيبِ» نقلًا عن اللِّحْيانيِّ ![]() ![]() وفي هٰذا الحرفِ لغةٌ أخرىٰ نقلها في «التّهذيبِ» عن ابن السّكّيت ![]() ![]() ![]() وليس في «العين» و«مختصره» و«الجمهرة» و«إصلاح المنطق» و«ديوان الأدب» و«الصّحاح» و«المقاييس» و«المفردات» و«التّنبيه والإيضاح» و«القاموس» ومصنّفات أخر إلّا كونُ العينِ واوًا، وهو مترجمٌ في مادّة (ط و ع)، والواوُ فيه هي الوجهُ، وقد صحّت مِن جهةِ: الطَّوْع، ويَطُوعُ، وتطوَّع، وطاوعه، واستقرَّ أنّ ما كان معتلَّ العينِ مِن الأفعالِ فالواوُ فيه أكثرُ مِن الياءِ؛ (ذكره ابن سيده ![]() ولٰكنّي قد وجدتُّ لك ما يصرّح بنقلِ الياءِ فيه، ففي «الأفعال» لابن القوطيّة ![]() ![]() وأجملَ كلَّ اللّغاتِ صاحبُ «المصباح المنير»، فقال: «وطاعه طوعًا مِن باب قال، وبعضُهم يعدّيه بالحرفِ فيقول: طاع له، وفي لغةٍ مِن باب باع وخاف». وفي «التّاج»: «(ط ي ع) طاع يَطِيعُ طَيْعًا أهمله الجوهريُّ، وقال الزّجّاج: لغةٌ في: يَطُوعُ، نقله الصّغانيُّ في (ط و ع) استطرادًا، وفي التّكملةِ استدراكًا، وزاد صاحبُ «اللّسان»: الطَّيْع لغةٌ في الطَّوْع، معاقِبة، وأشار له الزّمخشريُّ في «الأساس»» ﭐﻫ. وانتهى إلينا أنّ الزّجّاج ![]() والحقيقةُ أنّ قولَ الزّجّاجِ ![]() ![]() وصاحبُ «التّاجِ» نسب إلى الزّجّاجِ لغةَ (باع)، وليس لازمًا له؛ كما نرىٰ. فإن كان المعتمد في نقل الياءِ كلامَ الزّجّاجِ ![]() ![]() فتبقى اللّغةُ الأخرىٰ تحتاجُ إلىٰ تثبُّتٍ: مَن الّذي نقلها مِن الأئمّةِ الكبارِ؟ ولعلّها مِن التّصرُّفِ في القراءةِ! فيشتبهُ جدًّا أن تقولَ: يَطِيعُ، ويُطِيع، وما يُدرينا أنّ شيئًا دخل علىٰ شيءٍ؟ ولا ينفعُ ضبطُ القلمِ في مثلِ هٰذا إلّا بحجّةٍ صالحةٍ. والله أعلم. هذا ما عندي، وليس أخوك مِن أهلِ التّصريفِ، وأنت تعلم ذٰلك. وعذرًا عن تأخّر الجوابِ، فأخوك قليلُ الارتيادِ للنّاد، مع الشّاغل المتجدِّد. |
الجلساء الذين شكروا لـ ( خبيب بن عبدالقادر واضح ) هذه المشاركةَ : | ||
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
دائي ودوائي | م. ص. ر. | حلقة الأدب والأخبار | 0 | 16-12-2013 09:12 PM |
مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود - السيوطي ( بي دي إف ) | عبد الرحمن النجدي | المكتبة غير اللغوية | 0 | 18-05-2013 02:09 AM |
شعر الكميت بن زيد الأسدي - داود سلوم ( بي دي إف ) | عبد الرحمن النجدي | مكتبة أهل اللغة | 0 | 16-12-2012 01:31 AM |
كيف تكتب كلمة (داود) ؟ | (أحمد عبدالله) | حلقة العروض والإملاء | 1 | 09-03-2012 03:50 PM |
داوي الفؤاد | أبو طعيمة | حلقة الأدب والأخبار | 4 | 11-08-2008 09:25 PM |