السبيل إلى البيان

[أحمد بن حسنين المصري]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لانبي بعده وبعد :-
فقد قال ( ابن المقفع ) في مقدمة كتابه ( الأدب الصغير ) :- " فَإِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ عَمَلٌ أَصِيلٌ وَأَنْ يَقُولُوا قَوْلاً بَدِيعًا؛ فَلْيَعْلَمِ الْوَاصِفُونَ الْمُخْبِرُونَ أَنَّ أَحَدَهُمْ - وَإِنْ أَحْسَنَ وَأَبْلَغَ - لَيْسَ زَائِدًا عَلَى أَنْ يَكُونَ كَصَاحِبِ فُصُوصٍ وَجَدَ يَاقُوتًا وَزَبَرْجَدًا وَمَرْجَانًا، فَنَظَمَهُ قَلاَئِد وَسُمُوطًا وَأَكَالِيلَ ، وَوَضَعَ كُلَّ فَصٍّ مَوْضِعَهُ، وَجَمَعَ إِلَى كُلِّ لَوْنٍ شِبْهَهُ وَمَا يَزِيدُهُ بِذَلِكَ حُسْنًا، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ صَانِعًا رَفِيقًا. وَكَصَاغَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ صَنَعُوا مِنْهَا مَا يُعْجِبُ النَّاسَ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْآَنِيَةِ. وَكَالنَّحْلِ وَجَدَتْ ثَمَرَاتٍ أَخْرَجَهَا اللهُ طَيِّبَةً، وَسَلَكَتْ سُبُلاً جَعَلَهَا اللهُ ذُلُلاً؛ فَصَارَ ذَلِكَ شِفَاءً وَطَعَامًا وَشَرَابًا مَنْسُوبًا إِلَيْهَا، مَذْكُورًا بِهِ أَمْرُهَا وَصَنْعَتُهَا.

فَمَنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ كَلاَمٌ يَسْتَحْسِنُهُ أَوْ يَسْتَحْسِنُ مِنْهُ، فَلاَ يَعْجَبَنَّ إِعْجَابَ الْمُخْتَرِعِ الْمُبْتَدِعِ؛ فَإِنَّهُ إِنَّمَا اجْتَنَاهُ كَمَا وَصَفْنَا.
وَمَنْ أَخَذَ كَلاَمًا حَسَنًا عَنْ غَيْرِهِ فَتَكَلَّمَ بِهِ فِي مَوْضِعِهِ وَعَلَى وَجْهِهِ، فَلاَ تَرَيَنَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ ضُؤُولَةً ؛ فَإِنَّ مَنْ أُعِينَ عَلَى حِفْظِ كَلاَمِ الْمُصِيبِينَ، وَهُدِيَ لِلاقْتِدَاءِ بِالصَّالِحِينَ، وَوُفِّقَ لِلْأَخْذِ عَنِ الْحُكَمَاءِ، فَلاَ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَزْدَادَ؛ فَقَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ، وَلَيْسَ بِنَاقِصِهِ فِي رَأْيِهِ وَلاَ غَامِطِهِ مِنْ حَقِّهِ أَنْ لاَ يَكُونَ هُوَ اسْتَحْدَثَ ذَلِكَ وَسَبَقَ إِلَيْهِ."

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل علي هذا المقال الرائع .

[ســاجدة]

بارك الله فيكم ونفع بكم
ما شاء الله
زادكم الله علما فوق علمكم

[أبو أريج الهلالي]

كلأكم الله حبيبنا..

[مسكين المسكين]

بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أضيف شيئا قد يكون مهما وهو أن الإنسان يملك البيان قال (خلق الإنسان( 3 )علمه البيان) والناس قد يهملون ري هذا البيان الفطري فيضعف وقد يعتنون به فينمو ويزدهر وما ذكر هو للاعتناء وليس لإكساب المرء شيئا لم يكن موجودا فيه ومفطورا عليه .
هذه حقيقة مهملة لست أدري كيف تهنا عنها فعﻻقات النحو القائمة على أصل كبير هو الإسناد وفرع صغير هو التعلق ومعاني النحو القائمة على أوعية لغوية تؤدي المعاني بدقة تصريحا وإيماءكالتقديم والتأخير والتعريف والتنكير والحذف والذكر ... الخ وفنون التصوير من تشبيه واستعارة وكناية ، كلها مازالت قائمة في اللسان العربي ، أكرر مازالت قائمة في اللسان العربي .
السائل عن البيان هو كمن يسأل عن شيء موجود في جيبه وهو ﻻيعلم .
هذا الكﻻم ﻻبد له من إثبات .
أوﻻ : أصل أصول البيان هو النحو وهو الذي يجعل الكﻻم له معنى بتكوين العﻻقات بين اسم واسم كالمبتدأ والخبر وبين فعل واسم كالفعل والفاعل وبين حرف وجملة كحروف النفي وبين حرف واسمين كحروف العطف ... الخ . وهذا ﻻيحتاج إلى شرح فكل من ينطق بالعربية بأي لهجة هو يطبق قواعد النحو وإلم يدرس النحو فإن قلت لزيد : أخي المدرسة ذهب إلى فإنه لن يفهم ولكن إن قلت له ذهب أخي إلى المدرسة فإنه يفهم والسبب هو النحو . ولوﻻ هذا لم يكن ثمة فرق بين تعليم النحو للناطقين بالعربية وغير الناطقين بها فأساليب النحو مازالت قائمة في اللسان .
ثانيا : الذي ذكرته في الفقرة اﻷولى هو أقل درجات البيان واﻵن سنتكلم إن شاء الله عن درجات عالية من البيان مازالت قائمة في اللسان العربي :
1- التقديم والتأخير :
طالب لم ينوقع أن ينجح فنجح فإنه سيقول ﻷبيه أنا نجحت ، مستحيل أن يقول : نجحت بل سيقدم المسند إليه ليؤكد أنه نجح .
2- الحذف :
طفل يحبو وأمامه زجاج مكسر فإن أباه يقول ﻷمه : الولد الولد ، مستحيل أن يقول أن يقول أدركي الولد ﻷن المقال ﻻيناسب الحال فهو يريد من اﻷم أن تسرع لتنقذ الطفل فحذف وكرر . وهذا ما يسمى بضيق المقام فضيق المقام يتوجب حذف العامل وتكرار المعمول .
وهكذا .
والله أعلم

[*عصماء*]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل مسكين المسكين

بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أضيف شيئا قد يكون مهما وهو أن الإنسان يملك البيان قال (خلق الإنسان( 3 )علمه البيان) والناس قد يهملون ري هذا البيان الفطري فيضعف وقد يعتنون به فينمو ويزدهر وما ذكر هو للاعتناء وليس لإكساب المرء شيئا لم يكن موجودا فيه ومفطورا عليه

كيف السبيل إلى الاعتناء به لمن هو دون العشر..جزاكم الله خيرا؟

[العربية لساننا]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالقرآن الكريم والحديث ثم البيان العالي من شعر ونثر .
والله أعلم