|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#33
|
|||
|
|||
![]() العرب تشبه الأصوات الكثيرة المختلطة بلَغَط القطا وجَلَبتها ووَغاها، قال الطِّرِمّاح يصف جيشا:
في كُلِّ أَرعَنَ ذي بَوارِقَ بِالعَشِيِّ وَذي هَواطِل مُتَجَدِّدِ الآثارِ ذي لَجَبٍ كَثيرِ وَحى الصَواهِل كَوَغى القَطا ما يَستَبينُ بِهِ المُحَدِّثُ قيلَ قائِل وقال الفرزدق يصف جيشا: سَمَونا لِنَجران اليَماني وَأَهلِهِ ![]() بِمُختَلِفِ الأَصواتِ تَسمَعُ وَسطَهُ ![]() وقال عديُّ بن الرِّقاع العاملي: يَهُزُّون كلَّ طويلِ القناةِ مُعتدلِ النَّصلِ والثعلبِ كَأَنَّ وَغاهُم إِذا ما غَدَوا ![]() وربما عكسوا التشبيه فشبهوا أصوات القطا بلَغَط الناس ووَغاهم، قال الشنفرى يصف القَطا: كأن وَغَاها حَـجرَتَيه وحولَه ![]() وقال الفرزدق: كَأَنَّ حَديثَ الدارِجاتِ مِنَ القَطا ![]() فإن كنتَ لم تسمع صوتَ القَطا الذي يصفونه فاسمعه في هذا المقطع وانظر كيف يُشبِهُ جَلَبَةَ القوم إذا كثر لَغَطُهم وتداخلت أصواتُهم وكيف يُشبِهُ صوتَ الجيش إذا اختلطت فيه أصواتُ الناس بأصواتِ الخيل والإبل، دونك المقطع: https://safeshare.tv/submit?url=http...%3D9W8BjA7KfK8 ـــــــــــــــــــــــــــــــ وأنت لا تستبين في لَغَطها هذا صوتَها الذي يحكي اسمها، أعني الذي كأنها تقول فيه: قَطا، وقد أكثرت العرب من ذكره، ولذلك ضربت بها العرب المثل فقالت: (أَصدَقُ من قطاة) و(أَنسَبُ من قطاة)، قال الميداني: "لأن لها صوتًا واحدًا لا تغيره، وصوتها حكاية لاسمها، تقول قطا قطا، ولذلك تسميها العرب الصدوق. وكذلك قولهم: أنسب من قطاة، لأنها إذا صوّتت عُرفت. قال أبو وجزة السعدي: ما زلن ينسبن وهنا كل صادقة ![]() قلتُ: قوله (ما زلن) يعني الأتن التي وردت الماء، (ينسبن): جعل الفعل لهن لأنهن أثرن القطا عن أماكنها حتى قالت قطا قطا، فلما كنّ سبب النسبة جعل الفعل لهن كقوله ![]() ![]() ![]() وقد شرحنا بيت أبي وجزة في هذا الحديث مع صورة بيض القطا التي وضعها الأستاذ أبو سهل. وقال اليوسي: "قيل: وسميت قطا لأنها تقول في صوتها: قطا! قطا! فسميت بحكاية صوتها. ومن ثم قالوا: أصدق من القطا وأنسب من القطا، قال الكميت: لا تكذبُ القولَ إنْ قالت قطا صدقت ![]() وقال القتبي في (الشعر والشعراء): "وفي أمثالهم أصدق من قطاةٍ، قال النابغة: تَدْعُو القَطَا وبها تُدْعَى إِذَا نُسِبَتْ ![]() وذلك لأنها تلفظ باسمها، أخذه أبو نواس فقال: أصدق من قول قطاةٍ قطا". وقال الجاحظ في (الحيوان): "وفي صدق القطاة يقولُ الشاعر: وصادقة ما خبَّرت قد بعثتُها ![]() ولو تُركتْ نامتْ ولكن أعشَّها ![]() ... والقطاة لم تُرد اسمَ نفسها، ولكن الناس سموها بالحروف التي تخرج من فيها، وزادَ في ذلك أنها على أبنيةِ كلام العرب، فجعلوها صادقَةَ ومُخبرة، ومُريدة وقاصدة". ولعلك لم تسمع ذلك من صوت القطا، فاستمع في المقطع التالي إلى هذه الثواني وتأملها جيدًا وستجد صوتها مشبها جدًّا لاسمها، كأنها تقول: قَطا، استمع إليه جيدًا في هذه الثواني: (28،24،10،8،4)، دونك المقطع: https://safeshare.tv/submit?url=http...%3D08GrUeTDwjY |
الجلساء الذين شكروا لـ ( صالح العَمْري ) هذه المشاركةَ : | ||
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|