![]() |
الإنجاد في بيانِ قوة فِطْرة التوحيد وضعف طَفْرة الإلحاد ( نظم ).
الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعدُ :
فإنَّ مما لا شك فيه أن الدين الإسلامي بحمد الله تعالى ينتشر انتشارا عظيما في العالَمِ أجمع ، مع الحربِ الضروس التي يشنها أعداؤه عليه من العلمانيين واللبراليين والحداثيين الذي يسمون أنفسهم زورا وبهتانا *( التنويريين )* ، ومن أشد وألدِّ أعداء الإسلام *( الملاحدة )* الذين لا يؤمنون حتى بوجود الله سبحانه وتعالى ، وهم شر الخليقة على وجه الأرض قاطبةً فلا حدودَ عندهم ولا قيودَ ، *وحقيقةُ الملحد أنه شخص شهواني حيواني بهيمي غرضه الأول والأخير بطنه وفرجه ليس غير* وإن ادعى خلاف ذلك من نقاشات باردة يزعمها عقلية وهو لا عقل له ، وادعاءاتٍ باطلةٍ وحواراتٍ *( هادمة )* يزعم أنه ينشُدُ الإقناعَ في النقاش وكل هذه ادعاءات يتستر بها ويحاول إخفاء حقيقته الواضحة الفاضحة خلفها ، وهو والله ليس إلا عبدا لبطنه وفرجه وإن ادعى ما ادعى . وإنني قد نظمتُ غيرةً لربي ونبيي وديني ( الإسلام ) نظما في بيان بطلان دعوى ( الإلحاد ) *وأنه إنما هو طفرة تَضْعُفُ أمام الفطرة* ، وقد بَنِيتُ هذا النظم على أساسٍ عقلي فطريٍّ حيث إن الملحد لا يؤمِنُ بالنقل أصلا ، كما ذكرتُ كذلك من النقل ( القرآن والسنة ) ما اشتمل عليه من الردود العقلية التي تفحم دعوى الملاحدة بما لا يجدون له والله جواباً إلا المكابرة لأنهم في الحقيقة عَبيدٌ لفروجهم وبطونهم ، ويرون في الإسلام تقييدا لشهواتهم الحيوانيةِ المنفلتة عياذا بالله تعالى . *وتتلخص النقاط في الردود عليهم في الآتي :* *١- تقرير إثبات وجود الله عقلا بالنظر إلى الكون وما فيه من خلق دقيق ومخلوقاتٍ يستحيل أن توجَدَ صدفة أو بشكل عشوائي*. *٢- تقرير صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأدلةٍ عقليةٍ وواقعية لا يمكن الجوابُ عنها إلا بالتسليم لكونه رسولا يوحى إليه ولا بد ، وأن القرآنَ الكريمَ كلامُ الله تعالى يقينا بالحجج القطعية لا كلامُ رسول الله كما يدعي الملاحدة*. *٣- بيانُ حقيقةِ المُلحد وما يريده*. وأسميتُ هذا النظمَ *( الإنجاد في قوة فطرة التوحيد وضعف طفرة الإلحاد )*. وأسألُ الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه نافعا لخلقه إنه ولي ذلك والقادر عليه . *( المقدمة )* ١- الحمدُ للهِ مُسَوِّي الكَوْنِ * من عدَمٍ بلا ونىً أوْ عَوٍنِ ٢- الأوَّلِ الآخِرِ والظاهرِ والـْ * باطنِ ذي العلى الذي عَزَّ وجَل ٣- ذي الملكوتِ الجبروتِ العَظَمَهْ * والكبريا سبحانه ما أعظَمَهْ ٤- منشي العبادِ واجبِ الوجودِ * ذي العرشِ واسعِ العطا والجُودِ ٥- وبعدُ ذي أرجوزةُ الإنجادِ * للعبدِ من شرِّ ذوي الإلحادِ ٦- تدكُ عرشَ الملحدينَ دكا * عن الموحدين تَنفي الشَّكا ٧- بحججٍ قاطعةٍ ذي الطَّفْرَةْ * عقليةٍ دلَّتْ عليها الفِطْرَةْ ٨- مَعَ براهينَ تَدُلُّ حَقّا * على الذي نقولُهُ وَصِدْقا ٩- تدفعُ تلك الشبهاتِ دَفْعا * ترْفعُ للعبدِ اليقينَ رَفْعا ١٠- فاسعَ لنَشْرِ النظمِ ذا لعَلَّهْ * يُزِيحُ غُمَّةً يُزيلُ عِلَّهْ *( إثباتُ وجودِ الله سبحانه وتعالى عقلاً )* ١١- قد صحَّ عندَ كلِّ مَرْءٍ عاقِلِ * أَنَّ الحُدوثَ عن طريقِ فاعلِ ١٢- فإنْ تَجِدْ بيتاً بذي الفلاةِ * حتماً لقلتَ ببنا البُناةِ ١٣- فإن تقلْ بل إنه قدْ وُجِدا * ليس له من فاعلين أبدا ١٤- لكنتَ عرضةً لذي الظنونِ * وصرتَ منسوباً إلى الجنونِ ١٥- واسمع إلى مقالةِ الأعرابيْ * مخاطِباً بها ذوي الألبابِ ١٦- فبعْرَةٌ دلتْ على البعيرِ * وأَثَرٌ دَلَّ على المسيرِ ١٧- وذي سَماواتٌ لها أبراجُ * وتلكم الأرضُ لها فجاجُ ١٨- ألا تدلُّ دونما شكٍّ عَلى * إلهِنا سبحانه جلَّ عَلا ١٩- وانظرْ إلى انتظامِ هذي الشمسِ مَنْ * سَيَّرَها بدقةٍ طولَ الزَّمَنْ ٢٠- من دون أن تُخِلَّ بالنظامِ * ولا لُحَيظَةً على الدوامِ ٢١- والقمرِ المنيرِ ذي المَنازِلِ * قبحا لقولِ الملحدينَ الباطِلِ ٢٢- وانظر إلى هذي الخلائقِ التي * على وجود الله حتما دلَّتِ ٢٣- فخلقُهُ الإنسانَ من أعظم ما * يكونُ إذْ سوَّاهُ من نطفةِ ما ٢٤- ثم إلى قرارِهِ المَكينِ * طَوراً فَطَوراً باقياً لِحينِ ٢٥- من بعد ذي النطفةِ صارَ عَلَقَهْ * فمضغةً ثم جنينا خَلَقَهْ ٢٦- ثم إلى هذي الحياةِ خَرَجا * هل تجدَنْ في خلقه ذا عِوَجا ٢٧- خَلَقَهُ عَدَّلَهُ سَوّاهُ * سبحانه ما خالقٌ سِوَاهُ ٢٨- فإن تقُلْ فإننا لَقينا * بعضَ الأنام ناقصا يَقِينا ٢٩- كمثلِ الاقزامِ مَعَ الزَّمْنى وَمَعْ * غيرِهِمُ فكيفَ ذا منهُ وَقَعْ ٣٠- قُلْنا : الجوابُ أنَّ ذا مِنْ حِكْمَتِهْ * لِيُظْهِرَنْ قُدْرَتَهُ مَعْ نِعْمَتِهْ ٣١- ومن عجيبِ ما ترى في الخَلْقِ * تَنَوُّعُ الشَّكْلِ لهم والنُّطْقِ ٣٢- فهل يكونُ عاقلاً من قال ذا * حُصُولُهُ في ذا الوجودِ هكذا ٣٣- وزعموا بأنَّ هذا صُدْفَهْ * ما أقبَحَ الجوابَ ذا ما أَتْفَهْ ٣٤- فإنْ نُسَلِّمْ للجَوابِ جَدَلا * ما بالُ هذا مَرَّةً قدْ حَصَلا ٣٥- فإنَّنا لمْ نَرَ ذي الصُّدْفَةَ قَطْ * تَكَرَّرَتْ ولو لمَرَّةٍ فَقَطْ ٣٦- ثُمَّ وأنتمُ ذَوُوْ عُقولِ * لا تقبلونَ غَيْرَ بالمَعقولِ ٣٧- فلْتُثْبتوا لنا بِبُرْهانٍ عَلى * صُدْفَتِكُمْ بغيرِ ذا لنْ نَقْبَلا ٣٨- وإنكم لن تجدوا سبيلا * لذا ولو عُمِّرْتُمُ طويلا ٣٩- وأخبرونا عن وجودِ البَشَرِ * يا بَقَرَاً - معذرةً - للبَقَرِ ٤٠- هل لَهُمُ فيما مضى تَسَلْسُلُ * لمنتهىً إليه حتماً وَصَلُوا ٤١- كيفُ تُرى مَجيءُ هذا الأَصْلِ * أَمِنْ عُلُوٍّ جاءَ أمْ مِنْ سُفْلِ ٤٢- وهل أتى فُجاءَةً كبيرا * وَمَنْ رعاهُ إنْ أتى صغيرا ٤٣- فَكُلُّ ذي أسئلةٌ ليس لَكُمْ * عنها محيصٌ أو محيدٌ ويلَكُمْ *( تقرير صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأدلةٍ عقليةٍ وواقعية لا يمكن الجوابُ عنها إلا بالتسليم لكونه رسولا يوحى إليه ولا بد ، وأن القرآنَ الكريمَ كلامُ الله تعالى يقينا بالحجج القطعية لا كلامُ رسول الله كما يدعي الملاحدة )* ٤٤- محمدٌ قد جاءنا بالحَقِّ * مِنْ لَدُنِ اللهِ العظيمِ الحَقِّ ٤٥- وكان أُمِّيِّاً فليسَ يَكْتُبُ * أو يقرأَنَّهُ وليس يَكْذِبُ ٤٦- أتاهُمُ بمُعْجِزِ الكَلامِ * يَقُصُّ ما مضى لدى الأنامِ ٤٧- فَإِنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ آدَمَ مَعْ * حَوّاءَ معْ ما منهما كان وَقَعْ ٤٨- وعن رسولِهِ الكريمِ نُوحِ * في قِصَّةٍ في غايةِ الوضُوحِ ٤٩- ومن عظيمِ الوَصْفِ فيه المُبْدِعِ * آيةُ قَوْلِ اللهِ ( يا أرضُ ابلعِي ) ٥٠- فإنها مع اختصارِ المَبْنى * شافيةٌ كافيةٌ في المَعنى ٥١- وما أتى عن يوسفٍ وإخوتِهْ * مع العزيزِ من عجيبِ قِصَّتِهْ ٥٢- وعن نَبِيِّه الكريمِ عِيسى * وعن نَجِيِّهِ الكليمِ مُوسى ٥٣- وما له مَعَ النبيِّ الخَضِرِ * في الكَهْفِ من عجيبِ ذاك الخَبَرِ ٥٤- وغيرُ ذا الكثيرُ مما ذُكِرا * فكيف إن لم يُرْسَلَنَّ قدْ دَرى ٥٥- ومن دليلِ صدقهِ بأنَّهْ * بَشَّرَ عَيْناً بعضَهم بالجنَّةْ ٥٦- وبعضَهمْ كَعَمِّهِ أبي لَهَبْ * بالنارِ مَعْ زوجتِهِ ذاتِ الحَطَبْ ٥٧- فإنه إن كان كاذباً لَما * قدْ قال هذا خَشْيَةً أن يُسْلِما ٥٨- لكنْ لكونهِ على يقِينِ * لم يُسْلِما حتى منافِقَينِ *( بيانُ حقيقةِ المُلحدِ وما يريده )* ٥٩- حقيقةُ المُلْحِدِ هذا أَنَّهُ * ليَعْبُدَنَّ فَرْجَهُ وبَطْنَهُ ٦٠- فلا يَغُرَّنَّكَ منه ما ادَّعى * بأنَّهُ يَتْبَعُ ما العقْلُ وَعى ٦١- وأنَّهُ في القَولِ ذو تَحَضُّرِ * عند النقاشِ دائما إن يَحْضُرِ ٦٢- فليس ذلكُمْ سوى تَسَتُّرِ * خلفَ قناعِهِ قبيحِ المَنْظَرِ ٦٣- إذْ ما الذي من مثلِهِ يُرامُ * فعندهُ لا يُعْرَفُ الحَرامُ ٦٤- في النفسِ أو في المالِ أو في العِرْضِ * ما هَمُّهُ سوى لنَفْسٍ يُرْضِي ٦٥- حتى ولو على ذواتِ مَحْرَمِ * فليس ذا لديهِ بالمُحَرَّمِ ٦٦- قُبِّحْتَ يا هذا الظَّلومُ الهائِمُ * واللهِ خَيْرٌ منك ذي البهائِمُ ٦٧- والحمدُ للهِ الذي هدانا * تَفَضُّلاً تَمَنُّناً إحسانا ٦٨- إلهِنا ذي الحِكْمَةِ الخَبيرِ * الواحِدِ المُهَيْمِنِ الكَبيرِ ٦٩- ثُمَّ على النبيِّ دوماً أَبَدا * صلاتُنا ما غاب نَجْمٌ أو بدا ٧٠- وآلِهِ وصحبِهِ وسَلَّما * مَنْ في الهُدى للناسِ كانوا أَنجُما |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 12:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ