![]() |
فتحُ المُغيث بذكرِ أهمِّ مراجعِ أحوالِ الرجالِ من رواةِ الحديث
💥فتحُ المغيث بذكرِ أهمِّ مراجعِ أحوالِ الرجالِ من رواةِ الحديث💥
الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعدُ : فإنه لا يخفى على المشتغلين بالعلم الشرعي أهميةُ علم الرجال رجال الحديث من رواته الذين نقلوه إلينا من صحابي لتابعي وتابعي لمن بعده حتى وصل إلينا ، إلا أن كثيرا من الباحثين يشكل عليهم البحث عن أحوال بعض الرواة خاصة رجال المتأخرين ممن صنف في كتب الحديث كالبيهقي والدارقطني والحاكم وأبي نُعيمٍ صاحب الحِلية والطبراني وأضرابِهم ، ولشدة حاجة طلاب العلم لذلك نذكر في هذه الرسالة أهم المراجع في البحث عن رواة الأحاديث التي اهتمت ببيان حالهم من توثيق وتضعيف ونحوها ، وهاك أهمَّ هذه المراجعِ: أولا : ذكرُ الكتب التي ترجمت لرجال الكتب الستة ( البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ) ، فمنها : ✍ الكمال في أسماء الرجال وقد طبع قريبا : للإمام العلامة المحدث الحافظ عبد الواحد بن عبد الغني المقدسي الجَمَّاعيلي ، وهو عبارة عن تراجم رواة الستة إلا أنه لم يستوعبهم ولا الرواةَ عنهم ولا شيوخَهم وهو ليس كبيرَ الحجم إذ يقع في ثلث تهذيب الكمال للحافظ المزي. ✍ تهذيب الكمال في أسماء الرجال : للإمام الكبير العلامة الحافظ جمال الدين يوسف أبي الحجاج المزي ، وهو تهذيب لكتاب الكمال السابق ذكره ، وقد قصد المزي بالتهذيب الإصلاح والإضافة مما قد فات الحافظ المقدسي في الكمال لا الاختصار كما قد يتبادر للذهن من عنوان الكتاب ، وكتاب المزي هذا ثلاثة أضعاف كتاب الكمال للمقدسي ، لكن استُدرِك عليه ذكرُه أحاديثَ بأسانيده هو وذكر بعض القصص التي هي بغير كتب الجرح والتعديل ألصق وأليق كما ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة تهذيب التهذيب ، وقد أراد المزي في تهذيبه الاستيعاب لذكر الرواة عن المترجم لهم ولشيوخهم فكاد أن يستوعب لكن قد فاته شيء من ذلك ، وبالجملة فالكتاب مرجع عظيم جدا في ذلك. ✍ تذهيب التهذيب : للحافظ الكبير محمد بن أحمد الشهير بالذهبي رحمه الله ، وهو تذهيب ( تزيين بالذهب) لتهذيب شيخه الحافظ المزي إلا أن المؤلف كما قال الحافظ ابن حجر في مقدمة التهذيب : قد أطال فيه العبارة ، ولم يعدُ ما في التهذيب غالبا ، مع إهمال كثير من التوثيق والتجريح اللذَين عليهما مدار التضعيف والتصحيح اه بتصرف يسير. لذلك لم ينل شهرة كبيرة ، واعتمادا كبيرا عليه لدى الباحثين. ✍ الكاشف : للحافظ الذهبي أيضا ، وهو عبارة عن اختصار لما في تهذيب المزيِّ لا تذهيب الذهبي كما قد يُظَنُّ، والكتاب في بابه عظيم الفائدة جدا . ✍ خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : للعلامة الحافظ أحمدَ بنِ عبد الله الخزرجي الأنصاري اليمني ، وهو اختصار لتذهيب الحافظ الذهبي مع زياداتٍ مفيدة ذكرها ، ومن أحسن ما يمتاز به كتاب الخلاصة هذا ضبطُ أسماءِ كثيرٍ من الأعلام المترجَم لهم. ✍ إكمال تهذيب الكمال : للحافظ علاءِ الدين مُغُلْطاي بنِ قَلِيج ، وهو تهذيبٌ لتهذيب الحافظ المزي ، وهو كتاب كبير الحجم يقع في اثني عشر مجلدا ، قد حذف مؤلفه ما لا داعي لذكره مما ذكره المزي في تهذيبه كالأحاديث التي بسند المزي وقصص بعض الملوك والمواعظ والرقائق ، وزاد زيادات عليه غاية في الأهمية ، وتتبَّعَ ما فات المزيَّ من رواة الشخصِ وشيوخه ، وقد صرح الحافظ ابن حجر أنه انتفع من كتاب مغلطاي هذا مع سعة علم الحافظ ابن حجر ، والعجيب عدم شهرة هذا الكتاب الشهرة الكبيرة مع ما فيه من مادة علمية كبيرة الفائدة ، فسبحان الله . ✍ تهذيب التهذيب : للحافظ الإمام الكبير أحمدَ بنِ علي بن حجر العسقلاني رحمه الله ، وهو كسابقه تهذيب لتهذيب الكمال للحافظ المزي ، وتهذيب الحافظ ابن حجر هو اختصار وإصلاح وزيادة على تهذيب الحافظ المزي ، وقد حذف الحافظ منه أسانيدَ أحاديثِ المزيِّ والقصصَ التي لا دخل لها بجرح وتعديل الرواة ، وهو الان قبلة الباحثين وعمدتهم وعهدتهم في تراجم رجال الحديث والحكم عليهم . ✍ تقريب التهذيب : للحافظ ابن حجر أيضا ، وهو عبارة عن خلاصة أحكام الحافظ ابن حجر على الرواة المترجَم لهم ، وللكتاب شهرة عجيبة جعلها الله له ، والباحثون يعتمدون أحكام الحافظ ابن حجر في الحكم على الرواة ، إلا القليلَ ممن قد يخالف الحافظَ في بعض أحكامه لأمر ظهر له كما يفعل الإمام الألباني رحمه الله تعالى ، وانظر كتاب ( مجموع كلام الألباني على رجال العسقلاني ) لفواز بن محمد الجزائري قدم له الشيخ المُحَدِّثُ وصيُّ الله عباس. ثانيا : ذكر الكتب التي ترجمت لرجال غير الستة من كتب الحديث المصنَّفَةِ المسندةِ ، ومنها : ✍ تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة : للحافظ ابن حجر ، وقد ذكر فيه رجال الأئمة الأربعة المتبوعين في الفقه ( أبي حنيفة ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ ) مِمَّن لا ذكرَ لهم في التهذيب . ✍ إكمالُ تهذيب الكمال : للحافظ سراج الدين عُمرَ بنِ علي الشهير بابن المُلَقِّن ، وقد اختصر فيه كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزيِّ مع التذييل عليه برجال ستةِ كتبٍ وهي : ١- مسند أحمد. ٢- صحيح ابن خزيمة. ٣- صحيح ابن حبان. ٤- سنن الدارقطني. ٥- المستدرك للحاكم. ٦- السنن الكبرى للبيهقي. إلا أنَّ الكتاب إلى ساعتنا هذه لا يزال مخطوطا ، والله المستعان. ✍مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار : للحافظ محمودِ بنِ أحمدَ بدر الدين العيني رحمه تعالى ، وهو تراجم لرجال الطحاوي في معاني الآثار مع ذكر من روى عنهم ورَوَوا عنه مع الحكم عليهم من توثيق وتضعيف ونحوهما. ✍ الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال : للحافظ شمس الدين أبي المحاسن محمد بن علي الحسيني رحمه الله ، ذكر فيه رجال الإمام أحمد في المسند مع الحكم عليهم ومن روى عنهم وروَوا عنه. ✍ كتاب رجال الدارقطني وكتاب رجال الحاكم : للشيخ العلامَّة المحدِّث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى ، تراجمه مختصرة لكنها نافعة. ✍ معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى للبيهقي : للدكتور نجم عبد الرحمن خلف ، وهو كتاب جيد في ذلك وقد اشتمل على أحكام البيهقي على رجال سننه وأحكام غيره من النُّقَّاد في أحيانٍ كثيرة. ✍ إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني : لأبي الطيب نايف بن صلاح المنصوري ، وقد اقتصر فيه على شيوخ الطبراني رحمه الله مع ذكر الرواة عنه ومن روى عنهم ، مع الحكم عليه من جرح وتعديل. ✍ الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني : للمؤلف السابق نفسِه ، على نفس الطريقة في الكتاب السابق. ثالثا : ذكر الكتب العامة في الجرح والتعديل نذكرها بإيجاز : ✍ التاريخ الكبير للبخاري . ✍ الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وهو من أوسعها وأشملها. ✍ الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي. ✍ المغني في الضعفاء للحافظ الذهبي. ✍ ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي . ✍ ذيل الميزان للحافظ العراقي. ✍لسان الميزان للحافظ ابن حجر. ✍ تاريخ ابن أبي خيثمة. ✍ موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله جمعه مؤلفون معاصرون ، وهو جيد في هذا الباب. ✍ معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني جرحا وتعديلا : تأليف أحمد إسماعيل شكوكاني وصالح عثمان اللحام ، والكتاب مادة علمية غزيرة عزيزة في بابها ؛ إذ هو شامل للرجال الذين ذكرهم الألبانيُّ في كتبه إلا اليسير مما قد لا يسلم منه بشر ، فتجد فيه ما تفرَّق في غيره ، ويقع في أربعة مجلدات كبيرة وهو بحمد الله مطبوع مرتبٌ على حروف المعجم. 💢فائدةٌ هامةٌ : هناك كتب هي في أصلها كتب تاريخ وتراجم إلا أنها حَوَت جرحا وتعديلا للمترجَم لهم ، ومن أهمها : ✍ تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء كلاهما للحافظ الذهبي : وهما وإن كانا كتابي تاريخٍ وتراجمَ إلا أنهما اشتملا على جرح وتعديل للمُتَرجَمِ لهم ، وتجد فيهما ما يتعذُّر في غيرهما . ✍ البداية والنهاية : للحافظ ابن كثير ، القول فيه كالقول في تاريخ الإسلام والسِّيَرِ السابقِ ذكرُهما. ✍تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى ، القول فيه كسابِقه ، ولو ذكر في راو جرحا وتعديلا فإن حكم الخطيب عليه للمتأخر من المذكور عنه إن كان جرحا فجرح وإن كان تعديلا فتعديل. 💢 ختاما : هذا ما يَسَّرَ الله جمعَه وذكرَه في هذه الرسالة ، وهناك غير ما ذكرنا الكثير ، والإحاطة بكل المصادر إن لم يكن متعذِّرا كان متعسِّرا ، والمذكور هو الأهم المُعَوَّلُ عليه في الغالب ، نفعنا الله وإياكم بذلك. وصلى الله على نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 01:40 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ