![]() |
لطيفة من سورة الكهف
البسملة1
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على رسوله الأمين ، أما بعد ففي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام كشف لشيء من حكمة الله في قدره ، و رحمته و لطفه بخلقه ؛ فثلاثة الأفعال التي قام بها الخضر عليه السلام مخالفة لما توجبه الحكمة في ظاهر الأمر . فأما خرق السفينة فسبب لسلامتها من غصبِ الملكِ ، فكان عين الحكمة والرحمة واللطف ، و هو مثال لما قد يصاب به المرء في بعض ماله ، و أما قتل الغلام بغير ذنب فسبب لنجاته من الكفر و الخلود في النار، و أجر و ذخر لوالديه ، فكان عين الحكمة و الرحمة و اللطف ، و هو مثال لما قد يصاب به المرء في أهله ، و أما إقامة الجدار في قرية أهل اللؤم فحفظ لذرية الرجل الصالح ، ولعلهم يُحيون به من مكارم الأخلاق رميما ، فكان عين الحكمة و الرحمة و اللطف ،و هو مثال لما قد نراه من نعمة ظاهرة على من نظن أنه لا يستحق . و في إثْر قصتهما قصةُ ذي القرنين عليه السلام ؛ ليرشدنا الله إلى وجوب الأخذ بالأسباب المشروعة في جلب المصالح و دفع المضار ، فإن وقعت النتيجة كما نرجو فبها و نعمت ، و إن كان قدر الله على غير ذلك ابتداءا أو مآلا علمنا أنه عين الحكمة و الرحمة و اللطف . |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 11:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ