ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة الأدب والأخبار (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تحفة الأسمار بما قيل في المنام من الأشعار (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12919)

أحمد البخاري 20-04-2016 03:26 PM

تحفة الأسمار بما قيل في المنام من الأشعار
 
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسَّلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:


هذا مجموعٌ جديد، نجمع فيه –إن شاء الله-بعض ما رُوي في المنام من الأشعار، وقد وقفتُ على أشياء لطيفة من هذا النّمط
فأحببتُ أن أُنشئ لها حديثاً، لعلَّ إخواني يُلحقون به ما وقفوا عليه من ذلك
لنخرج بفصلٍ لطيفٍ ظريف، يكون نُزهةً للنّاظرين، ومُتعة للمُتأمّلين
نفع الله بكم جميعاً، ورفع قدركم في العالَمين

أحمد البخاري 20-04-2016 03:30 PM

بارك الله فيكم
في (حماسة الخالديّين،1/78):
أخبرنا الصُّوليُّ عن الغلابيّ قال: قال لي أبو تمَّام حَبيب بنُ أَوس: دخلتُ على الحسن بن رجاء، فقال لي: يا أبا تمّام
رأيتُ فيما يرى النَّائم كأنَّ إنساناً يقول بيتَ شِعرٍ ما أعرفه وقد حَفظتُه، قلتُ: أنشِدنيه، فأنشدَني:

سَيكفيك الَّذي أَمسَيتَ فيهِ * سُيوفٌ في عَواتِقِها سُيوفُ

فقلت: أظنّ أنَّ الأمير يحفظ قول الشَّنفرَى:
كلُّ ماضٍ قَد تردَّى بماضٍ * كسَنا البَرقِ إذا ما يُسلُّ
قال: نعم، أنا أروي هذا الشِّعر، فقلت له: هذا البيتُ مثلُ ما رأيت.


أم محمد 20-04-2016 10:07 PM

جزاكم الله خيرًا.

سبحان الله! في شعبان عام ١٤٣٣ ابتدأتُ جمع ما مرّ بي من ذلك في أوراق تحت عنوان (أبيات شعرية في رؤى منامية).
وأبدأ بهذه المشاركة:

{روى صاحب "بهجة الأسرار" بإسناده عن سلمان الأنماطيّ قال: رأيت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في المنام يقول شعرًا:
لولا الذين لهم وِرْدٌ يقومونا * وآخَرون لهم سَرْدٌ يصومونا
لدُكْدِكَتْ أرضُكم من تحتكم سَحَرًا * لأنكم قومُ سوء ما تُطيعونا}.
[ "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي، ص٥٤، ط. دار الكتاب العربي ].

{وعن ابن أبي الدنيا، عن بعض حفاظ القرآن: أنه نام ليلة عن حزبه، فرأى في منامه كأنَّ قائلًا يقول له:
عجبتُ من جسمٍ ومن صحّةٍ * ومن فتًى نام إلى الفجرِ
والموتُ لا تؤمَن خطْفاتهُ * في ظُلَم الليل إذا يسري}.
[ المرجع السابق، ص٥٧ ].

أحمد البخاري 21-04-2016 01:57 AM

شكر الله لكم جميعا، ونفع بكم

قال ابن خلّكان في ترجمة ابنِ عُنَين الشّاعر:
وكنتُ قد رأيتهُ في المنام في بعض شهور سنةِ تسعٍ وأربعين وسِتِّمائة، وأنا يومَ ذاك بالقاهرة المحروسة، وفي يده ورقة حمراء، وهي عريضةٌ
وفيها مقدار خمسة عشر بيتاً تقريباً، وهو يقول: عمِلتُ هذه الأبيات في الملك المظفر صاحب حماة
وكان الملك المظفر في ذلك الوقت ميِّتاً أيضاً، وكان في المجلس جماعة حاضرون
فقرأ علينا الأبيات، فأعجبني منها بيتٌ فرَددته في النوم
واستيقظت من المنام وقد عَلِقَ بخاطري، وهو:

والبيتُ لا يحسُنُ إنشادُهُ * إلَّا إذا أَحسَنَ مَن شادَهُ

وهذا البيتُ غيرُ موجودٍ في شعره.
[ وفيات الأعيان، 5/18]

تقنويه 21-04-2016 02:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد البخاري (المشاركة 50758)
والبيتُ لا يحسُنُ إنشادُهُ * إلَّا إذا أَحسَنَ مَن شادَهُ[/size][/color][/center]

هذا أيضا لم يحسن التشييد، ففي البيت -كما يبدو لي- عيب من عيوب القافية، اللهم إلا إن كان (يحسن) مصحفًا عن (تحسِن)، أو (نحسن).
بارك الله في علمكم، وجزاكم خيرًا على جهودكم.

عائشة 21-04-2016 02:15 PM

شكرَ اللهُ للأستاذِ أحمدَ البُخاريِّ هذا الحديثَ اللَّطيفَ، وجزاه خيرًا، ورفعَ قدرَه.
وشكرَ اللهُ لأختي أمِّ محمَّدٍ مشاركتَها الطيِّبةَ. وسرَّني أن تُتحفَنا بما اجتمعَ عندَها، وما كنتُ أعلمُ أنَّها اعتَنَتْ مِن قبلُ بهذا.
وبارك اللهُ في الجميعِ.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل تقنويه (المشاركة 50759)
هذا أيضا لم يحسن التشييد، ففي البيت -كما يبدو لي- عيب من عيوب القافية، اللهم إلا إن كان (يحسن) مصحفًا عن (تحسِن)، أو (نحسن).

لعلَّه يُؤذَن لي بأنْ أقولَ:
عيوبُ الشِّعْرِ -مِنْ إقواءٍ وإسنادٍ وغيرِهما- تقَعُ في قَوافي الأبياتِ، وفي حالِ التَّصريعِ، والبيتُ الـمذكورُ يحتَمِلُ ألَّا يَكونَ مُصرَّعًا، فلا عيبَ فيه. ويُشبِهُ ذلكَ قولُ أبي جندلٍ -رضي اللهُ عنه-:
أبْلِغْ قُرَيْشًا عَنْ أبِي جَنْدَلٍ * أَنِّي بِذِي الـمَرْوَةِ فالسَّاحِلِ
فمثلُ هذا لا يُقالُ: إنَّ فيه سنادَ تأسيسٍ. واللَّام في (جَنْدَل) تُنَّونُ، ولا يُحْمَلُ البيتُ علَى التَّصريعِ.
ولا أرَى أيضًا أنَّ الفعلَ (يَحْسُنُ) مصحَّفٌ عن (تُحْسِنُ)، أو (نُحْسِنُ)، فالـمُنشِدُ قد يُحْسِنُ إنشادَ البيتِ، فيُقيمُ وَزْنَه وإعرابَه، ولو كانَ رَديئًا، والمقصودُ هنا غيرُ ذلك، فالبيتُ لا يَحْسُنُ أن يُنشَدُ، ويُلقَى علَى المسامعِ، ويُعرَضَ علَى النَّاسِ= ما لـمْ يُحْسِنْ قائلُه في تشييدِه وتجويدِه؛ كما قالَ الآخَرُ:
لا تَعْرضِنَّ علَى الرُّواةِ قَصيدةً * ما لـمْ تُبالِغْ قبلُ في تهذيبِها
واللهُ تعالَى أعلمُ.


عائشة 21-04-2016 02:19 PM

هذه قصَّة غريبةٌ، تدخلُ في البابِ:
.
كان رجلٌ يقال له: أبو الـخَيْبَرِيِّ، مرَّ في نفَرٍ من قومِه بقَبْرِ حاتمٍ، بمكانٍ يُقالُ له: تُنَغَة، وحولَه أنصابٌ من حجارةٍ كأنَّهنَّ نساءٌ نوائحُ. قال: فنزلوا به، فباتَ أبو الـخَيْبَرِيِّ ليلتَه كلَّها يُناديه: يا أبا جَعْد، اقْرِ أضيافَكَ، فيُقالُ: مَهْلًا! ما تُكَلِّمُ مِن رِمَّةٍ باليةٍ، فيقولُ: إنَّ طَيِّئًا تزعمُ أنَّه لم ينزلْ به أحدٌ إلَّا قَراهُ. قالَ: فلـمَّا كانَ من آخرِ اللَّيلِ نامَ أبو الـخَيْبَرِيِّ، حتَّى إذا كان في السَّحَر وثبَ، وجعلَ يصيحُ ويقولُ: واراحلتاه! فقالَ له أصحابُه: ما لكَ وَيْلَكَ! قالَ: خرجَ واللهِ حاتمٌ بالسَّيْفِ، وأنا أنظرُ إليه، حتَّى عَقَرَ ناقتي. قالوا: كذبتَ، واللهِ ما خرجَ. قالَ: بلَى واللهِ. فنظروا إلَى راحلتِه، فإذا هي مُختزَلةٌ لا تنبعثُ. قالوا: واللهِ لقد قراكُم. فظلُّوا يأكلونَ من لحمِها، ثمَّ أردَفوه وانطلقوا، فساروا ما شاء اللهُ، ثمَّ نظروا إلَى راكبٍ، فإذا هو عَدِيُّ بنُ حاتمٍ راكبٌ، قارنٌ جملًا أسودَ، حتَّى لحقَهم، فقالَ: أيُّكم أبو الـخَيْبَرِيِّ؟ قالوا: هذا. قالَ: إنَّ حاتمًا جاءني في النَّوم، فذكرَ لي شَتْمَكَ إيَّاهُ، وأنَّه قرَى راحِلتَكَ أصحابَكَ، وقالَ في ذلك أبياتًا ردَّدَها عليَّ حتَّى حفظتُها؛ وهي:
أبا خَيْبَرِيٍّ وأنتَ امْرُؤٌ * حَسودُ العَشيرةِ شتَّامُها
فماذا أردتَّ إلَى رِمَّةٍ * بِداوِيَّةٍ صَخِبٍ هامُها
تُبَغِّي أذاها وإعْسَارَها * وحَوْلَكَ غَوْثٌ وأنْعامُها
وإنَّا لَنُطْعِمُ أضْيافَنا * مِن الكُومِ بالسَّيْفِ نَعْتامُها
وقد أمرَ أبي أنْ أحملَكَ علَى بعيرٍ فدونَكه. فأخذه ورَكِبَ وذَهَبَ.
فاصل1
[ انظر: ديوان شعر حاتم الطائي وأخباره، صنعة: يحيى بن مدرك الطائي، رواية هشام بن محمد الكلبي، دراسة وتحقيق: د. عادل سليمان جمال، ص 161- 164، ط. المجمع الثقافي (أبوظبي) ].

أم محمد 21-04-2016 05:50 PM

جزاكم الله خيرًا.

{كان فتى من المتعبّدين له وِرْد من الليل يقومه، ففتر عن وِرده ذلك. قال: فبينما أنا ذات ليلة راقد؛ رأيت في منامي كأنّ فتى وقف عليّ فقال لي:
تيقّظ لساعاتٍ من الليل يا فتى * لعلك تُحبَى في الجِنان بِحُورِها
فتنعم في دارٍ يدوم نعيمُها * "محمّدُ" فيها و"الخليل" بِدُورِها
فقمْ فتيقظْ ساعةً بعد ساعةٍ * عساك تقضّي ما بقيْ من مهورِها
}.
[ "فضل قيام الليل والتهجد" للآجري، ص١٢٥ ].

أحمد البخاري 21-04-2016 07:14 PM

ما شاء الله بارك الله فيكم جميعاً
ولعلّ أختنا الكريمة قد بيَّنَت ما استَشكَله أخونا تقنويه،فأحسَنَت، فكلامه مبنيٌّ على أنّ البيت مصرّع، وليس ذلك بلازم، وقد اشار محقق "الوفيات" إلى أنّه قد ورد في بعض النّسخ(يصلُح) بدل (يحسن)، نفع الله بكم جميعا

قال أبو بكر بن خميس: حدّثني صاحبُنا الفقيه الزّكيّ صالح بن أبي التُّقى(ت:625هـ)، قال: كنتُ في وقتٍ أدرس كتاب الزّكاة من الموطّأ
فأطلتُ القراءة في ليلةٍ من اللّيالي، حتّى غلبني النّوم، فكنتُ أرى والدي رحمه الله جالساً معي، فكنّا نتحدّث في القراءة والطّلب، فكنتُ أقول له: هل عمِلتَ قطُّ شعراً؟
فكان يُنشدني:


وقَفتُ أمامَ الحيِّ أَرصُدُ غَفلَةً * أُساعِدُ طَرفي ساعةً وأُناظِرُ
فإن غفلَ الواشونَ عنّا تكلَّمَت * حواجبُنا عمّا تُكنُّ الضَّمائرُ


قال: وكان يقول لي: هما مقيَّدان على ظهر سفرٍ من كتابِ سيبويه، قال: فنظرتهما، فوجدتهما كما ذكر.
[ الذّيل والتّكملة، للمرّاكشي، 2/127]
فهو وإن قالهما في اليقَظة، إلا أنّه رواهما لولده في المنام

أم محمد 21-04-2016 09:04 PM

بارك الله فيكم، ونفع بكم.

{وقال الجلال السيوطي: رُئي أبو نُواس في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بأربعة أبيات قلتُها في النرجس؛ وهي:
تأمَّلْ في رياضِ الأرضِ وانظُرْ * إلى آثارِ ما صنعَ المليكُ
عيونٌ من لُجَينٍ شاخِصاتٌ * بأحْداقٍ هي الذَّهَب السَّبيكُ
علَى قُضُبِ الزَّبَرْجَدِ شاهِداتٌ * بأنَّ الله ليس له شَريكُ
وأنَّ محمَّدًا عبدٌ رسولٌ * إلَى الثَّقلينِ أرسلَه المليكُ}.
[ "شرح لامية ابن الوردي" للقناوي، ص232 ].

عائشة 21-04-2016 09:15 PM

بارك الله فيكم جميعًا، وأحسن إليكم.

علَى ذِكْرِ أبي نُواسٍ:

كانَ محمَّد بن نافع الواعظ صديقًا لأبي نُواس، قال: فلمَّا بلغَني موتُه؛ أشفقتُ عليه، فرأيتُه في النَّومِ، فقلتُ: أبا نُواسٍ، فقال: لاتَ حينَ كِناية! قلتُ: الـحَسَن، قالَ: نَعَمْ، قلتُ: ما فعلَ اللهُ بكَ؟ قالَ: غَفَرَ الله لي، قلتُ: بأيِّ شيءٍ؟ قالَ: بتوبةٍ تبتُها قبلَ موتي، بأبياتٍ قلتُها، قلتُ: أينَ هي؟ قالَ: عندَ أهلي. فسرتُ إلَى أمِّهِ، فلمَّا رأتْني؛ أجْهَشَتْ بالبُكاءِ، فقلتُ: إنِّي رأيتُ كذا، فكأنَّها سَكَنَتْ، وأخرجَتْ إليَّ كُتُبًا مقطَّعةً، فوجدتُّ بخطِّهِ كأنَّه قريبٌ:

يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذنوبي كثرةً * فلقد علمتُ بأنَّ عفوَكَ أعظمُ
إن كان لا يرجوكَ إلَّا مُحْسِنٌ * فمَن الَّذي يدعو ويرجو المُجرِمُ
أدعوكَ ربِّ كما أمرْتَ تَضرُّعًا * فإذا رددتَّ يدي فمَن ذا يَرْحَمُ
مالي إليكَ وسيلةٌ إلَّا الرَّجا * وجميلُ ظنِّي ثمَّ أنِّي مُسْلِمُ

[ شرح المقامات للشريشي 3/ 409 ]

تقنويه 22-04-2016 02:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة (المشاركة 50761)
لعلَّه يُؤذَن لي بأنْ أقولَ:
عيوبُ الشِّعْرِ -مِنْ إقواءٍ وإسنادٍ وغيرِهما- تقَعُ في قَوافي الأبياتِ، وفي حالِ التَّصريعِ، والبيتُ الـمذكورُ يحتَمِلُ ألَّا يَكونَ مُصرَّعًا، فلا عيبَ فيه. ويُشبِهُ ذلكَ قولُ أبي جندلٍ -رضي اللهُ عنه-:
أبْلِغْ قُرَيْشًا عَنْ أبِي جَنْدَلٍ * أَنِّي بِذِي الـمَرْوَةِ فالسَّاحِلِ
فمثلُ هذا لا يُقالُ: إنَّ فيه سنادَ تأسيسٍ. واللَّام في (جَنْدَل) تُنَّونُ، ولا يُحْمَلُ البيتُ علَى التَّصريعِ.
ولا أرَى أيضًا أنَّ الفعلَ (يَحْسُنُ) مصحَّفٌ عن (تُحْسِنُ)، أو (نُحْسِنُ)، فالـمُنشِدُ قد يُحْسِنُ إنشادَ البيتِ، فيُقيمُ وَزْنَه وإعرابَه، ولو كانَ رَديئًا، والمقصودُ هنا غيرُ ذلك، فالبيتُ لا يَحْسُنُ أن يُنشَدُ، ويُلقَى علَى المسامعِ، ويُعرَضَ علَى النَّاسِ= ما لـمْ يُحْسِنْ قائلُه في تشييدِه وتجويدِه؛ كما قالَ الآخَرُ:
لا تَعْرضِنَّ علَى الرُّواةِ قَصيدةً * ما لـمْ تُبالِغْ قبلُ في تهذيبِها
واللهُ تعالَى أعلمُ.



أحسنتِ وأجدتِ، بارك الله فيك، ونفع بعلمك، فأنت شيخة العروض في المنتدى، بلا مدافع.

عائشة 22-04-2016 02:38 PM

وفيكَ بارك اللهُ.
هذا مِنْ حُسْنِ ظنِّكَ، وأنا دونَ هذا الإطراءِ، وتلكَ منزلةٌ لم أبلغْها.
نفعَ اللهُ بكم جميعًا.
فاصل1

عودٌ:
حَكَى ابنُ صاحبِ الصَّلاةِ عن بعضِ الصَّالحين أنَّه رأَى ابنَ همشك في النَّومِ، فقال له: كيف حالكَ؟ وما لقيتَ مِن ربِّكَ؟ فأنشدَهُ بيتينِ لـَمْ يُسْمَعا قَبْلُ، وهما:
مَن سَرَّهُ العَيْثُ في الدُّنيا بخلقةِ مَن * يُصَوِّرُ الخَلْقَ في الأرحامِ كَيْفَ يَشَا
فلْيَحْزَنِ اليَوْمَ حُزْنًا قَبْلَ سَطْوَتِهِ * مُغَلَّلًا يَـمْتَطي جَمْرَ الغَضَا فُرُشا
نسأل اللهَ السَّلامةَ والعافيةَ.
قال ابنُ الأبَّار: (إبراهيم بن أحمد بن همشك روميُّ الأصلِ، مَلَكَ في الفِتنةِ جيَّانَ وشَقُورةَ وكثيرًا من أعمالِ غَرْبِ الأندلسِ، كانَ عاتيًا قاسيًا، فكانَ يعذِّبُ خَلْقَ اللهِ تعالَى بالتَّعليقِ والتَّحريقِ، ولا يتناهَى عن مُنكَرٍ فَعَلَهُ، مِن رَميِهِم بالمجانيقِ، ودَهْدهتِهم كالحِجارةِ مِنْ أعالي النِّيقِ) اهـ.
ولأبي بكرٍ اليعمريِّ يهجوهُ:
همشْكٌ ضُمَّ مِنْ حَرْفَيْـ * ـنِ مِنْ هَمٍّ ومِنْ شَكِّ
فعَيْنُ الدِّينِ والدُّنيا* لإِمْرَتِهِ أسًى تَبْكي
.
[ انظرْ: «تحفة القادم 107، 108» لابن الأبَّار ].

أم محمد 22-04-2016 02:51 PM

http://24.ae/images/Articles/201307160228397.Png?9510

كان بعضُهم يُكْثِرُ تلاوة القرآن، ثمَّ اشتغل عنه بغيرِه، فرأى في المنامِ قائلًا يقول له:

إن كنتَ تَزْعُمُ حُــبِّي وردة1 فَلـِمْ جَفَـــوْتَ كِتـابي
أمَـــا تأمَّـــلْتَ مــــا فيـــ وردة1 ـهِ مِـن لَطيفِ عِتــابي

[ "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 343) ]

أحمد البخاري 22-04-2016 07:57 PM

نفع الله بكم

قال الصَّفديّ في ترجمة رشيد الدين يوسف بن أبي البيان(ت:741هـ):
ولما توفيَّ رحمه الله تعالى أخبرني بوفاته القاضي جمالُ الدِّين عبد الله الكاتب، فاشتغل خاطري عامَّةَ ذلك النَّهار بالقاضي رشيد الدِّين رحمه الله تعالى
فلمَّا نمتُ رأيتُني في المنام وأنا كأنِّي أُنشدُ الحكيم الفَخرَ الطَّبيب ابنَ أخت رشيد الدين وهو إذ ذاك شابٌ:


النَّاسُ إمَّا قادمٌ في مَهدِهِ * أو راحلٌ في نَعشِهِ يُتحاشى
هذا لزَهرةِ هذهِ الدُّنيا أَتى * غَضًّا وهذا قَد ذَوى وتَلاشى


فانتبهتُ وأنا أذكرهما، وأعجبني هذا المعنى، ونظمتُ فيه في اليَقَظة، فلم ألحَق هذه الطبقة.اهـ
[ الوافي بالوفيات، 5/622]

أحمد البخاري 22-04-2016 08:54 PM

بارك الله فيكم

قال الأزهريُّ:
وَقَالَ ابْنُ الْأَعرَابِي: السِّنْبِسُ: السَّرِيع. وسَنْبَسَ: إِذا أسرَع، يُسَنْبِس سَنْبَسةً.
قَالَ: وَرَأَتْ أمُّ سِنْبِسٍ فِي النّوم قبلَ أَن تَلِدَه قَائِلا يَقُول لَهَا:

إِذا وَلَدْتِ سِنْبِسًا فأنبِسِي

أنبِسي: أَي: أسرعي.
[ تهذيب اللغة، 13/12]

أم محمد 23-04-2016 09:21 AM

شكر الله لكم.

{فإن أبا اليقظان قال: تزوج رجل امرأة، فعاهد كل واحد منهما صاحبه ألا يتزوج الآخر بعده، ومات الرجل، فلما انقضت عدة المرأة أتاها النساء، فلم يزلن بها حتى تزوجت. فلما كانت ليلة هدائها أغفت بعد ما هُيئت، فإذا هي بالرجل آخذًا بعضادتي الباب يقول: ما أسرع ما نسيتِ العهد يا رباب!
ثم قال:
حَيَّيتُ ساكنَ هذا البيت كلهمُ ... إلا الرباب فإني لا أحيّيها
أمست عروسًا وأمسى منزلي جدثًا ... إن القبور تُواري من ثوى فيها
فانتبهت فزعةً، فقالت: والله لا يجمع رأسي ورأسه بيت أبدًا. ثم تخالعا}.
[ "تعبير الرؤيا" لابن قتيبة الدينوري (٥٥، ٥٦) ].

عائشة 23-04-2016 02:14 PM

بارك اللَّهُ فيكم
فاصل1
قالَ أبو عبد الله بن بقي:
سمعتُ في النَّومِ رجلًا يبكي، وهو يُنشِدُ أبياتًا منها:
أَسَالَ نَهْرَ الدَّمْعِ مِن ناظِري * حَمامةٌ تَشْدو علَى ناضِرِ
[ «الإفادات والإنشادات 134» لأبي إسحاقَ الشَّاطبيِّ ]
فاصل1،،،فاصل1
وقالَ أيضًا:
استيقظتُ من نَوْمةٍ نِمْتُها في القائلةِ في شهر رجب عام 756 وأنا أُنشِدُ هذا البيتَ:
ولا يَبْلُغُ القُصَّادُ كُلَّ مُرادِهِمْ * إذا عَدِمُوا زادًا مِنَ العِلْمِ نافِعا
[ «الإفادات والإنشادات 139» ]

أحمد البخاري 23-04-2016 03:43 PM

بارك الله فيكم

قال ياقوت في ترجمة ابن الأثير أبي السّعادات(ت:606 هـ):
وحدثني عزُّ الدِّين أبو الحسَن قال: حدَّثني أخي أبو السعادات رحمه الله قال:
كنتُ أشتغلُ بعلم الأدب على الشيخ أبي محمد سعيد بن المبارك بن الدَّهان النَّحوي البغدادي بالموصل، وكان كثيراً ما يأمرُني بقولِ الشِّعر وأنا أَمتنعُ من ذلك
قال: فبينا أنا ذات ليلةٍ نائمٌ رأيتُ الشَّيخَ في النَّوم وهو يأمُرني بقول الشِّعرِ، فقلتُ له: ضَع لي مِثالًا أعملُ عليه فقالَ:

جُبِ الفلا مُدمنًا إن فاتَك الظَّفرُ * وخُدَّ خَدَّ الثَّرى واللَّيلُ مُعتَكرُ

فقلتُ أنا:

فالعزُّ في صَهَوات الخيلِ مَركبُهُ * والمجدُ يُنتِجُهُ الإسراءُ والسَّهَرُ

فقال لي: أحسنتَ هكذا فقل، فاستيقظتُ فأتممتُ عليها نحوَ العشرين بيتًا.
[ معجم الأدباء، ص: 2270]
وأبو السّعادات هو المحدّث الأديب، صاحب"النّهاية في غريب الحديث والأثر" و"البديع في علم العربية"، وغيرهما

أحمد البخاري 23-04-2016 04:48 PM

نفع الله بكم

وقال ياقوت أيضاً في ترجمة عليّ بن يحيى المنجِّم :
قال أحمد بن أبي طاهر: كنتُ يومًا عند أبي الحَسن عليِّ بن يحيى المنَجِّم في أيّام المعتَمد فدخلَ عليه ابنُه هارون فقالَ له: يا أبتِ رأيتُ في النَّوم
أميرَ المؤمِنينَ المعتمد وهو في دارِهِ على سَريره، إذ بَصُرَ بي فقالَ: أقبِل عليَّ يا هارون، يزعُمُ أبوك أنَّك تقولُ الشِّعر، فأنشِدني طريدَ هذا البَيت:


أَسالَت على الخدَّين دمعًا لوَ انَّهُ * منَ الدُّرِّ عِقدٌ كانَ ذُخرًا من الذُّخرِ

فلم أردَّ عليه شيئًا وانتبهت؛
قال أحمد: فزحفَ إليه عليُّ بن يحيى غضبًا وقال: ويحك فلِم لم تقل:

فلمَّا دنا وَقتُ الفراقِ وفي الحَشا * لفُرقَتها لذعٌ أحرُّ من الجَمرِ
أَسالَت على الخدَّين دمعًا لوَ انَّهُ * منَ الدُّرِّ عقدٌ كانَ ذُخرًا من الذُّخرِ

قال ابنُ أبي طاهر: فانصرفنا مُتعجبين من حِفظ هارون لما هَجَس في خاطره في النَّوم، ولمبادَرة عليِّ بن يحيى وسرعتِهِ في القول.
[ معجم الأدباء، ص: 2015]

عائشة 23-04-2016 08:55 PM

اختياراتٌ بديعةٌ. ما شاء الله!
باركَ الله لكَ، وزادكَ علمًا.
فاصل1،،،فاصل1
وقالَ ياقوت أيضًا في ترجمةِ ابنِ الدَّهَّان النَّحْويِّ:
وقيلَ: إنَّ ابنَ الدَّهَّانِ قالَ: رأيتُ في الـمَنامِ شخصًا أعرفُهُ، وهو يُنشِدُ شخصًا كأنَّه حبيبٌ لَهُ:
أيُّها الـماطِلُ دَيْني فاصل2 أَمَـــلِيٌّ وتُـماطِــــلْ
عَلِّـلِ القَـلْبَ فإنِّــي فاصل2 قانِعٌ منكَ بباطِلْ
وقيلَ: إنَّ هذين البيتين كانَ ابنُ الدَّهَّان يُنشِدُهما دائمًا، وينسبهما إلَى نفسِه.
[ معجم الأدباء 1371 ]

أم محمد 24-04-2016 03:25 PM

وفقكم الله.

{ قال أبو محمد: وسمعتُ من يذكر أنَّ رجلًا رأى في المنام أنه أُدخل الجنة، فرأى فيها جواري على شاطئ نهر، فقال: من أنتنَّ؟ فقلن:
ذَرَانا إلهُ النَّاس ربُّ محمَّـدٍ ..... لقـــومٍ علـى الأقـدامِ بالليــلِ قُــوَّمُ
يُناجُونَ ربَّ العالمين إلَـهَهُمْ .... وتَسري همومُ القومِ والنَّاسُ نُوَّمُ
وروى عمارة بن عثمان الحلبي، عمن سمع ابن عاصم، قال: قالت رابعة: اعتللتُ علَّة قطعتني عن التهجد، فرأيت قائلًا في النوم يقول:
صلاتكِ نــــــورٌ والعبـادُ رُقـــــــــودُ ..... ونومُكِ ضدٌّ للصَّلاةِ عَنيدُ
وعُمرُكِ غُنْمٌ إن عقلتِ ومهلةٌ ..... يســيرُ ويفنَــى دائبًــا ويَبيــدُ
قالت: ثم استيقظتُ بنداء الفجر }.
[ "تعبير الرؤيا" لابن قتيبة (58، 59) ].

عائشة 24-04-2016 03:48 PM

جزاكم الله خيرًا
فاصل1
قالَ ابنُ خلّكان في ترجمة الصَّاحب بن عبَّاد:
( قال أبو القاسم بن أبي العلاء الشَّاعر الأصبهانيُّ:
رأيتُ في المنام قائلًا يقولُ لي: لـِمَ لَـمْ تَرْثِ الصَّاحبَ مع فضلِك وشِعْرِكَ؟
فقلتُ: ألجمَتْني كثرةُ محاسنِه، فلم أدرِ بمَ أبدأُ منها، وقد خفتُ أن أقصِّرَ وقد ظنَّ بي الاستيفاءَ لها،
فقالَ: أجزْ ما أقولُه، فقلتُ: قُلْ،
فقالَ:
ثوَى الجودُ والكافي معًا في حُفَيرةٍ
فقلتُ:
ليأنسَ كلٌّ منهما بأخيهِ
فقالَ:
هما اصطحبا حَيَّيْنِ ثمَّ تَعانَقا
فقلتُ:
ضَجيعَيْنِ في لحدٍ ببابِ دزيهِ
فقالَ:
إذا ارتحل الثَّاوُونَ عن مستقرِّهمْ
فقلتُ:
أقاما إلى يومِ القيامةِ فيهِ
ذكر هذا البياسيُّ في حماسته ) انتهى.
فاصل1
[ «وفيات الأعيان 1/ 231» ]

أحمد البخاري 24-04-2016 05:15 PM

قال ابنُ حجَر في ترجمة شرفِ الدّين ابْن القَيسرانيّ(ت: 707هـ):

وَذكر الصَّفَدِي عَن ابْن سيد النَّاس أَنَّ ابْن القيسراني توجه مَعَ السُّلْطَان فِي وقْعَة غازان أَو غَيرهَا قَالَ فرأيته فِي الْمَنَام
كَأَنَّهُ منصرف عَن الْوَقْعَة وَقد انتصر فَأَخْبرنِي بِالْفَتْح فنظمت بَيْتَيْنِ فَاسْتَيْقَظت وَأَنا أحفظُ الأوَّلَ منهما:

الْحَمدُ لله جَاءَ النَّصْرُ وَالظَّفرُ * واستبشَرَ النَّيِّرانِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

وكتبتُ إِلَيْهِ أعلِمهُ بذلك فَكتبَ لي جَوَابا فِيهِ:

لَهُ آمُرٌ بِالرُّشد فِي يقَظاته * وَفِي النّوم يهديه لخير الطَّرائقِ
فَإِن قَامَ لم يدأَب لغير فَضِيلَة * وَإِن نَام لم يحلم بِغَيْر الْحَقَائِقِ


[ الدُّرر الكامنة لابن حجَر، 5/288]

عائشة 25-04-2016 01:44 PM

شكر الله لكم
فاصل1
رُوِيَ عن عَمْرو بن شيبانَ الـحلبيِّ قالَ: رأيتُ ليلةَ قتل المتوكِّل قائلًا يقولُ:
يا نائمَ العَيْنِ في أقطارِ جُثْمانِ * أفِضْ دُموعَكَ يا عَمْرو بن شيبانِ
أمَا ترَى الفِتيةَ الأرجاسَ ما فَعَلوا * بالهاشميِّ وبالفَتْحِ بن خاقانِ
وافَى إلى اللهِ مظلومًا فضجَّ لهُ * أهلُ السَّماوات مِن مَثْنى ووُحْدانِ
وسوفَ تأتيكمُ أخرَى مُسَوَّمةٌ * تَوقَّعوها لها شأنٌ مِنَ الشَّانِ
فابْكُوا على جَعْفَرٍ وارثُوا خَليفتَكمْ * فقد بَكاهُ جميعُ الإنسِ والجانِ
قالَ: فأصبحتُ، فأخبرتُ النَّاسَ، فجاءَ نَعْيُهُ أنَّه قُتِلَ في تلك اللَّيلةِ.
[ البداية والنهاية 14/ 455 ]

أحمد البخاري 25-04-2016 02:53 PM

نفع الله بكم

ذكرَ الثَّعالبيُّ أنَّ شَيخ الدَّولتين وصاحبَ الجَيشين الأميرَ الأديبَ أبا سعيد أَحْمدَ بن شَبيب الشَّبيبيّ
رأى شخصًا مثل بَين يَدَيْهِ في المنام وَقَالَ لَهُ:

قد نلْتَ مَا لَم تَنلهُ قبلكَ الْأُمَمُ

فعَمِلَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن حَامِد قصيدةً مدحَهُ بها وانتظمَ فيها ذلك المصراع، أوَّلُها:

الْبَينُ خمرٌ وَلَكِن سُكرها سَقَمُ * وَالْحبُّ نُعمى وَلَكِن فِي غَدٍ نِقَمُ
إِنَّ المحبينَ أَحْرَارٌ وأنفسُهم * لمن يحبُّونَ فِي حُكم الْهوى خَدَمُ

إلى أَن قالَ:
وَقد غَدا وَهْوَ شَيخُ الدَّولتين كَمَا * للحَضرتَين بِهِ عزٌّ ومُنتَظَمُ
لذاك فِي النَّوم شَخصُ الصِّدْقِ قَالَ لَهُ * قد نلْتَ مَا لم تَنلْهُ قبلكَ الْأُمَمُ


[ يتيمة الدّهر، 4/289]
المراد بالدَّولتين، السّاسانية والبوَيهية، والرّجل اختصَّ بهما وعمِل لهما

عائشة 26-04-2016 01:36 PM

نفع الله بكم
وردة1وردة1وردة1
حكَى الملكُ المنصورُ صاحبُ حماة أنَّه رأَى في مَنامِه شخصًا يُنشِدُهُ قصيدةً مدحًا فيه، فلـمَّا انتبهَ مِن منامِه لـمْ يَحْفَظْ منها إلَّا بيتًا واحدًا، وهو:
مَلْكٌ إذا سُـمْتَهُ القَوافـي * وافاكَ مِنْها بألْفِ فاءِ
فضمَّ إليه أبياتًا.
[ "شعر بني أيُّوب 414"، عن "مفرج الكروب 4/ 84" ]
فاصل1فاصل2فاصل1
لطيفة
أنفذَ رجلٌ إلى سيف الدَّولةِ أبياتًا يذكرُ أنَّه رآها في النَّومِ، يشكو الفقرَ فيها، فقالَ أبو الطيِّبِ:
قَدْ سَمِعنا ما قُلْتَ في الأحلامِ * وأنَلْناكَ بَدْرةً في الـمَنامِ
وانتَبَهْنا كما انتبهْتَ بِلا شَيْ * ءٍ وكانَ النَّوالُ قَدْرَ الكَلامِ
كُنتَ في ما كَتَبْتَهُ نائمَ العَيْـ * ـنِ فهَلْ كُنتَ نائمَ الأقلامِ
أَيُّها الـمُشْتَكي إذا رَقَدَ الإِعْـ * ـدامَ لا رَقْدَةٌ معَ الإعدامِ
اِفْتَحِ الجَفْنَ واترُكِ القَوْلَ في النَّوْ * مِ ومَيِّزْ خِطابَ سَيْفِ الأنامِ
الَّذي لَيسَ عَنهُ مُغْنٍ وَلا مِنْـ * ـهُ بَديلٌ ولا لِـما رامَ حامِ
كُلُّ آخائِهِ كِرامُ بَني الدُّنْـ * ـيا ولَكِنَّهُ كَريمُ الكِرامِ
[ التبيان في شرح الديوان 3/ 377 ]

أحمد البخاري 27-04-2016 02:12 AM

شكرا لكم

قال ابنُ العديم:
وحُكيَ عن أبي الفضل عبد المنعم بن الحسَن بن اللُّعيبة أَنَّه رأَى في المنام كأنَّ شيخًا يعرفُه أَنشدَه:

مهلًا أبا الفضل لاتَضرَعْ إلى أحدٍ * واقنَعْ فأَنت وذو الإكثارِ أَكفاءُ
صُن ماءَ وجهِك واكفُفْ عن إراقَتِهِ * لظاهرِ اللُّؤمِ ما في وَجههِ ماءُ


[ تذكرة ابن العديم، ص:239]
وصدقَ الشّيخ، فقد قيل: القناعةُ عزٌّ، والإعتبارٌ كَنزٌ، والخُنوع عَجزٌ، ومن عدِمَ القناعةَ لم يَزدهُ الوجدُ غنًى، وقد أحسَنَ من قال:
تَبدَّلَ بالمَطامِعِ منهُ يأساً * وبالضَّرَعِ القناعَةَ فاسْتَراحا

عائشة 27-04-2016 02:11 PM

شكر الله لكم.
فاصل1

قال أبو إسحاق الشَّاطبيُّ في «الإفادات والإنشادات 165»:
( أنشدني شيخنا الأستاذ العالم أبو سعيد بن لب -حفظه الله-، قال: أفقتُ من نومة نمتُها وأنا قد نظمتُ بيتًا ونصف آخَر، ثم زدتُّ عليه بيتًا ونصفًا، فصارت ثلاثة أبيات، وهي:
تألَّقَ برقٌ بذات الفَضا * فأومض في القلبِ إذْ أومضا
وحُلَّت معاقدُ صَبري به * وأظْلَمَ أُفْقي به إذْ أَضا
ذكرتُ به معهدًا للصِّبا * وذكَّرني طيبَ عيشٍ مضَى
ثم سألناه بعد ذلك الزيادةَ عليها، فزاد عليها تسعة أبيات، قيَّدتُّها في غير هذا، وأنشدَنا الجميعَ لثلاث ليالٍ بقين من ذي القعدة عام ستين وسبعمئة ) انتهى.

أحمد البخاري 27-04-2016 03:54 PM

بورك فيكم

قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب قَرَأت فِي تَارِيخ السَّمْعَانِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا الْفَتْح عبد الرَّحْمَن بن أبي الْغَنَائِم
الأديب الْكَاتِب مذاكرةً يَقُول: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي منشداً ينشدني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:


أعاتبُ فِيك اليَعملات على السُّرى * وأسأَلُ عَنْك الرّيحَ من حَيْثُ هبَّتِ
وأُطبقُ أحناءَ الضُّلوعِ على جَوًى * جَمِيعٍ وصَبرٍ مُسْتَحِيلٍ مُشتَّتِ


قَالَ أَبُو الْفَتْح فَلَمَّا انْتَبَهت جعلت دأبي السُّؤَال عَن قَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ مُدَّة فَلم أجد مخبرا عَنْهُمَا وَمضى على ذَلِك مُدَّة سِنِين
ثمَّ اتّفق نزُول أبي الْحسن عَليّ بن مسْهر الْمَذْكُور فِي ضيافتي فتجارينا فِي بعض النكت إِلَى ذكر المنامات فَذكرت لَهُ حَال الْمَنَام الَّذِي رَأَيْته
وأنشدته الْبَيْتَيْنِ الْمَذْكُورين فَقَالَ أُقسمُ بِاللَّه أَنَّهُمَا من شعري من جملَة قصيدة وأنشدني مِنْهَا:


إِذا مَا لِسَانُ الدَّمعِ نمَّ على الْهَوى * فَلَيْسَ بسرٍّ مَا الضُّلوعُ أجَنَّتِ
فو الله مَا أَدْرِي عَشِيَّةَ ودَّعَت * أناحَتْ حماماتُ اللِّوى أم تَغنَّتِ
وأعجبُ من صَبر القَلوص الَّتِي سَرَت * بهودَجك المزمومِ أَنَّى اسْتَقَلتِ

أعاتبُ فِيك اليَعملات ... الْبَيْتَيْنِ

قَالَ فعَجبِنا من هَذَا الِاتِّفَاق.
[ الوافي بالوفيات، 21/91]


عائشة 30-04-2016 02:57 PM

بارك الله فيكم، ونفع بكم
فاصل1
رأَى بعضُهم الملكَ الأمجد بهرام شاه في الـمَنامِ،
فقال له: ما فعَلَ اللهُ بكَ؟
فقالَ:
كنتُ مِن ذَنبي على وَجَلٍ * زالَ عنِّي ذلك الوَجَلُ
أمنتْ نفسي بوائقَها * عشتُ لَـمَّا مِتُّ يا رَجُلُ
[ البداية والنهاية 17/ 192 ]

عائشة 02-05-2016 10:43 PM

قال أبو المعالي الكرماني: رأيتُ في المنامِ قائلًا يقولُ:
إذا كانَ للهِ البقاءُ وكُلُّنا * يصيرُ إلى مَوْتٍ فماذا التَّنافسُ؟
[ الوافي بالوفيات 27/ 321 ]

أم محمد 03-05-2016 01:44 PM

{[قال محمد بن الحسين]: بلغني عن شيخ من المتعبدين أنه كان له وِرد من الليل يقومه، ففتر عن وِرده ذات ليلة. قال: فإذا أنا بجارية قد وقفت على رأسي، كأن وجهها قمر، وبيدها رقّ وفيه مكتوب، فقالت: أيها الشيخ أتقرأ؟ قلت: نعم، قالت: اقرأ ما في هذا. فأخذتُه فقرأتُه؛ فإذا فيه:
ألهتك لذةُ نومة عن خير عيشٍ /// مع الخيْراتِ في غُرف الجِنانِ
تعيش مخلدًا لا موت فيها /// وتنعم في الجنان مع الحسانِ
تيقّظ من منامك إنَّ خيرًا /// من النوم التهجد بالقرانِ
قال: فما ذكرتُها ساعة إلا ذهب عني النوم}.

[ "فضل قيام الليل والتهجد" للآجري (ص116، 117) ].

عائشة 04-05-2016 01:59 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1

رأَى فتيان الشَّاغوريُّ مَلِكَ النُّحاةِ في المنامِ بعدَ موتِه، فقالَ له: ما فعلَ اللهُ بكَ؟ فقالَ: أنشدتُّه قصيدةً ما في الجنَّةِ مثلها، فعلقَ بحفظي منها:
يا هذه أقْصِري عن العَذَلِ * فلستِ في الحلِّ وَيْك مِن قِبَلي
يا ربِّ ها قد أتيتُ معترفًا * بِـما جَنَتْهُ يَدايَ مِن زَلَلِ
مَلْآنَ كَفٍّ بكلِّ مأثمةٍ * صِفْرَ يدٍ مِن محاسنِ العَمَلِ
فكيفَ أخْشَى نارًا مُسَعَّرةً * وأنتَ يا ربِّ في القيامةِ لي
قالَ: فواللهِ منذُ فرغتُ مِن إنشادِها ما سمعتُ حَسيسَ النَّارِ.
[ البلغة في تاريخ أئمَّة اللغة 65 ].

عائشة 05-05-2016 02:27 PM

روَى الخطيبُ البغداديُّ من طريق أبي القاسم الخرقيِّ، عن أبي الفَضْل بن عبد السَّميع الهاشميِّ، عن الفتحِ بن شخرف قالَ: رأيتُ أميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالبٍ في المنامِ، فقالَ لي: ما أحسنَ تواضُعَ الأغنياءِ للفُقراءِ! قالَ: قلتُ: زِدْني يا أميرَ المؤمنين. قالَ: وأحسنُ مِن ذلك تِيهُ الفُقراءِ على الأغنياءِ. قالَ: ورفَعَ لي كَفَّهُ، فإذا فيها مكتوبٌ:
قد كنتَ مَيْتًا فصِرْتَ حَيًّا * وعن قليلٍ تصيرُ مَيْتَا
فابْنِ بدارِ البَقاءِ بَيْتَا * ودَعْ بدارِ الفَناءِ بَيْتَا
فاصل1
[ البداية والنهاية 15/ 173 ]

أحمد البخاري 05-05-2016 02:33 PM

بورك فيكم

أَبُو بَكْرٍ بن أبي الدّنيا، نا الْهَيْثَمُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرٍو، وَحَلَفَ لِي بِاللَّهِ لَرَأَى فِي النَّوْمِ
كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ: فَانْتَبَهَ وَقَدْ حَفِظَهُ:

وَمَا الدَّهْرُ وَالْأَيَّامُ إِلَّا تَصَرُّفٌ * وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا حَيْرَةٌ وَنُكُوبُ
وَمَا الْمَالُ إِلَّا عَارَةٌ عِنْدَ أَهْلِهِ * وَمَا النَّاسُ إِلَّا مَيِّتٌ فَذَهُوبُ


أَبُو بَكْرٍ بن أبي الدّنيا، ثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: " أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ:
عَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فَقَوِّمُوهَا فَفِي تَقْوِيمِهَا لَكُمُ النَّجَاةُ , قَالَ: فَأَجَبْتُهُ وَمَا كُنْتُ شَاعِرًا:

بَصَّرْتَنِي بَابَ رُشْدٍ كُنْتُ أَجْهَلُهُ * لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُهُ مَا فَاتَنِي الْبَابُ

[ المنامات، لابن أبي الدّنيا]

لطيفة

ذكروا أنَّ أعرابيًّا رأى الحجّاج في المنام بعد وفاته، فسألَه عن حاله، فانتَهرهُ الحجّاج و قال له: وما شأنُك أنت أيُّها الأحمق
وغلَّظ له في القول، فانتَبه الأعرابيُّ فزِعاً وهو يقول:تبًّا للحجّاج، ما زال يُؤذينا حيًّا وميِّتاً

أبو محمد فضل بن محمد 05-05-2016 04:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد البخاري (المشاركة 50939)
بورك فيكم


عَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فَقَوِّمُوهَا * فَفِي تَقْوِيمِهَا لَكُمُ النَّجَاةُ


من الوافر .

أحمد البخاري 06-05-2016 02:37 PM

1 مرفق
شكر الله لكم

قال الصَّفدي في ترجمة أَحْمد بن عَليّ بن هِلَال الشَّاعر:
قَالَ أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَام وَقَالَ لي:


أَيهَا الغافلُ لَا يَغرُركَ ذَا الْعُمرُ الْقصيرُ

قَالَ فاسْتيقَظتُ وأتمته بِقَوْلِي:

واغتَنِم مَا فَاتَ مِنْهُ * فَإلَى اللَّحْدِ الْمَصيرُ

[ الوافي بالوفيات، 7/151]

لطيفة

أحمد البخاري 06-05-2016 02:59 PM

بارك الله فيكم

وقال ابنُ سَعيد، في ترجمة الرئيس صفيِّ الدِّين أحمد بن سَعد المرذغاني:
وقفتُ على ذكرِ هذا الرَئيس في كتابِ (تاج المعاجم) ووجدت صاحبه الشِهابَ القوصيَّ قد قال: أخبرني بدمشق
أنه قد كان عزمَ على السَفر منها إلى مصر، لأمرٍ ضاقَ به صدرُه، فهتفَ به هاتفٌ في النَّوم، وأنشده:


يا أحمدُ اقْنَعْ بالذي أُعطِيتَهُ * إن كُنتَ لا ترضى لنَفسك ذُلَّها
ودعِ التَّكاثرَ في الغِنى لمعاشِرٍ * أَضحَوا على جمعِ الدَّراهمِ وُلَّها
واعلَمْ بأنَّ الله جلَّ جلالهُ * لم يَخلقِ الدُّنيا لأجلِك كُلَّها


فانثنى عزمُه عن الحَركة، ثم بلغَ ما أمَّلهُ دونَ سَفر.
[ نفح الطّيب، 2/300]

عائشة 07-05-2016 01:43 PM

بارك الله فيكم، ونفع بكم.
فاصل1،،،فاصل1

قالَ المرزبانيُّ: قال لي ابن دُرَيد: سقطتُ من منزلي بفارس، فانكسرَتْ تَرْقُوَتي، فسهرتُ ليلتي، فلمَّا كان آخر اللَّيل غمضتُ عيني، فرأيتُ رجلًا طويلًا أصفرَ الوجهِ كَوْسَجًا دخل عليَّ، وأخذَ بعِضادتي البابِ، وقال: أنشدْني أحسنَ ما قلتَ في الخمرِ، فقلتُ: ما ترك أبو نُواسٍ لأحدٍ شيئًا، فقال: أنا أشعرُ منه، فقلتُ: ومن أنت؟ فقال: أنا أبو ناجيةَ من أهل الشَّام، وأنشدَني:
وحمراء قبلَ الـمَزْجِ صفراء بعدَهُ * أتَتْ بين ثَوْبَيْ نَرْجِسٍ وشَقائقِ
حكَتْ وَجْنةَ المعشوقِ صِرْفًا فسَلَّطوا * عليها مِزاجًا فاكتسَتْ لَوْنَ عاشِقِ
فقلتُ له: أسأتَ، فقال: ولِـمَ؟ قلتُ: لأنَّك قلتَ: (وحمراء)، فقدَّمت الحمرةَ، ثمَّ قلتَ: (بين ثَوْبَيْ نَرْجِسٍ وشَقائق)، فقدَّمتَ الصُّفرة، فهلَّا قدَّمتها على الأُخْرَى، فقالَ: ما هذا الاستقصاءُ في هذا الوقت يا بغيضُ؟!
وجاءَ في روايةٍ أخرى أنَّ الشيخ أبا عليٍّ الفارسيَّ النَّحويَّ قالَ: أنشدَني ابنُ دُرَيدٍ هذين البيتين لنفسِه، وقالَ: جاءني إبليسُ في المنام، وقال: أغَرْتَ على أبي نُوَاسٍ؟ فقلتُ: نعم، فقالَ: أجدتَّ إلَّا أنَّكَ أسأتَ في شيءٍ، ثمَّ ذكرَ بقيَّة الكلام إلى آخرِه، واللهُ أعلمُ.
[ وفيات الأعيان 4/ 327 ]

أحمد البخاري 07-05-2016 03:25 PM

بارك الله فيكم

قال ابنُ النَّجّار: وأخبرنا إسماعيل قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسَد، قال:حدَّثنا أبو منصورٍ عبدُ المنعمِ بنُ سعدٍ الآمديُّ ببغدادَ قالَ:
رأيتُ في النومِ بعدَ مَوتِ ابنِ جَهِيرٍ الوزيرِ أبي القاسمِ عليٍّ كأنِّي قَد نَظمتُ بيتاً في النَّومِ وأَنشدتُّه، فانتَبهتُ بحيثُ حَفظتُ البيتَ:


لآلِ جَهِيرٍ في الأَنامِ صَنائعٌ * هي الآنَ في رأسِ الخِلافةِ تاجُ

قالَ فأَضفتُ إليه في اليَقظةِ أَبياتاً وهي:

إذا ما رَضوا فالبُؤسُ أُمٌّ عَقيمةٌ * وإِن سَخِطوا فالباتِراتُ نِتاجُ
وإِن يَمَّمَ العافُونَ سَيْبَ أَكُفِّهِم * فما دُونَ نيلِ المُنْفِساتِ رِتاجُ
بُحورُهمُ مِن سَلسبيلٍ مُطهَّرٍ * وبحرُ سِواهُم عَلقمٌ وأُجاجُ


[ ذيل تاريخ بغداد لابن النّجَّار، 16/89]
أبو القاسم عليّ بْن محمد بْن محمد بْن جَهير (ت:508هـ)، وَزَرَ للمستظهر بالله مرّتين.[تاريخ الاسلام، 35/210]

أحمد البخاري 08-05-2016 06:05 PM

نفع الله بكم


قال ابنُ ظافر أخبرني الفقيهُ أبو محمَّد عبد الخالق بن زيدان المسكي، قال: أخبَرني صاحبُنا الأديبُ
أبو الحسن عليُّ ابن خروف القرطبي(ت:620هـ) قال: رأيتُ في المنام منشداً ينشدني:


إذا كنتَ في الدُّنيا حَليفَ تَكبُّرٍ * فإنَّك في الأخرى أَقلَّ مِن الذَّرِّ

قال: فانتبهتُ وقد حَفظتُه، فأجزتُهُ بقولي:

تَنزَّه عن الدُّنيا وكن مُتواضعاً * عفيفاً ولا تَسحَب ذُيولاً من الكِبرِ

[بدائع البدائه]
وابنُ خروف هذا غيرُ الاشبيلي شارح سيبويه، ترجمته في [ الذّيل والتّكملة، 3/333]
أمّا ابن زيدان(ت:614هـ) الرّاوي عنه فله ترجمه في [ الوافي بالوفيات، 18/55]

لطيفة

قال القُتبيّ: حدّثني محمد بن خالد بن خداش عن أبيه عن حمّاد بن زيد عن هشام ابن حسّان عن محمد بن سيرين أنّ رجلًا
رأى في المنام أنَّ له غنمًا وكأنَّه يُعطى بها ثمانيةً ثمانيةً وهو لا يبيعُها، ففتحَ عينَه فلم يرَ شيئًا، فغمَّض عينَه ومدَّ يدَه وقال:هاتوا أربعةً أربعةً.

[ عيون الأخبار]
وهذه لطيفة مُسنَدة



عائشة 09-05-2016 02:28 PM

نفعَ اللَّهُ بكم
فاصل2 فاصل2 فاصل2
قال محمد بن مخلد الكاتب:
لزمتُ أبا الحسن عليّ بن محمد بن الفرات، أغدو وأروحُ إلى بابِه،
لا أحظَى بطائلٍ، ولا أصلُ إلى تصريفٍ ولا نائلٍ،
حتَّى كرهتُ نفسي، فرأيتُ هاتفًا في المنام يقولُ لي:
يا أيُّـــــها الـمُـــــكْثِرُ في الـمَطـــــالبِ
اهجُرْ تَصاريفَ الـمُنَى الكَواذِبِ
إذا أتَى وَقْتُ القَضــــــاءِ الغــــالِبِ
بادَرَتِ الحــــــــاجةُ كَفَّ الطَّــــــالبِ
فتركتُ المصير إليه، فلم يمضِ لي أسبوعٌ حتَّى تقلَّد حامد بن العبَّاس الوزارةَ،
فقلَّدني كتابتَه، فثابَتْ حالي.
[ شرح مقامات الحريري للشريشي ]
.
فاصل2 فاصل2فاصل2
لطيفة
حُكِيَ أنَّ أعرابيًّا قصدَ تَـمَّارًا، فقالَ:
رَأيتُكَ في النَّومِ أعْطَيْتَني * قَواصِرَ مِن تَـمْرِكَ البارِحهْ
فقُلْتُ لِصِبْيانِنا أبْشِروا * بِرُؤْيا رَأيْتُ لَكُمْ صالِـحهْ
فَقُلْ لي (نَعَمْ) إنَّها حُلْوَةٌ * ودَعْ عَنكَ (لا) إنَّها مالِـحهْ
فدفعَ إليه قَوْصرةً، وقالَ: لا تعُدْ إلى مِثْلِ هذه الرُّؤْيا.
[ رَوْح الرُّوح ]

أحمد البخاري 09-05-2016 06:03 PM

بارك الله فيكم

قال أبو عمرو الشَّيبانيُّ: تُوفيَ ابني محمّد، فرأيتُه في النَّوم، فقلتً:
مازلتُ أعرفُك مسرفًا، كنتَ تفعلُ كذا وكذا، فقالَ:


أيا ربِّ إنْ تَغفرْ فإنَّك أهلُهُ * وإنْ تَكنِ الأُخرى فإنِّيَ مُجرِمُ

قالَ: فقالَ لي شَيخٌ من ناحيةٍ: هو أَفقَهُ منكَ!
[ إنباه الرُّواة، 1/264]

وأبو عَمرو اسمُهُ: إِسْحَاق بن مِرَار

عظة

ذُكر أَنَّ بعض الصَّالِحين، ألحَّ عَلَيْهِ الْغمُّ، وضيق الصَّدْر، وَتعذُّرُ الْأُمُور، حَتَّى كَاد يقنط، فَكَانَ يَوْمًا يمشي، وَهُوَ يَقُول:

أرَى الْمَوْتَ لمن أَمْسَى * على الذُلِّ لَهُ أَصلَحْ

فأُرِي فِي النّوم، كَأَنَّ قَائِلا يَقُول:

أَلا يأيُّها الْمَرْءُ الَّذِي الْهمُّ بِهِ برَّحْ
إِذا ضَاقَ بك الْأَمرُ * ففكِّرْ فِي(ألَم نَشرحْ)
فَإِنَّ الْعُسرَ مقرونٌ * بيُسرَينِ فَلَا تَبْرَحْ

[ الفرج بعد الشّدّة، 1/108]

أحمد البخاري 09-05-2016 07:17 PM

1 مرفق
بورك فيكم
لطيفة
قال المرزُبانيّ: أخبرنا الصُّوليُّ قال: حدَّثنى أحمد بن موسى، قال: أخبَرنى أبو الغمر الأنصارى
عن عمَر بن أبي قَطيفة، قالَ: رأَيتُ أبا تمَّام في النَّوم، فقلتُ:

http://www.ahlalloghah.com/attachmen...1&d=1475057985

[ الموشّح، ص:379]

عائشة 10-05-2016 02:09 PM

ما شاء الله! لا زِلْتُم مبدِعينَ يا أهلَ الأدبِ، وبورِكَ فيكم، ونفع الله بكم.
فاصل1
حكَى ابنُ أبي حجلة في كتابه "سلوك السنن إلى وصف السكن": أخبرني شمس الدِّين محمَّد بن فراج الحسينيُّ، أخبرنا شيخُنا أثير الدِّين أبو حيَّان، أنبأنا فتح الدِّين بن الدمياطية، قال:
رأيتُ في المنام شيخًا حسنَ الصُّورة والمشية، وعليه مزدوجةٌ، وكأنَّا نمشي في طريق، وأنا راكب دابَّة، فقلتُ له: رافقْني، فقال: ليس الماشي برفيق الرَّاكب، فقلتُ: اركبْ أنت وأمشي أنا، فقال: المسألة بحالها. ثمَّ أفضينا في الحديثِ، فسألَني: ما صنعتُك؟ فقلتُ: كاتب، فقال: كاتب إحسان أو كاتب إنشاء؟ فقلتُ: شيء من هذا، وشيء من هذا، فقال: ما يدَّعي دعواكَ عبد الرَّحيم ولا عبد الحميد. ثمَّ قال: هل تنظم الشِّعر؟ قلتُ: نعم، قالَ: أنشدْني، وكنتُ قد عملتُ قصيدًا حجازيًّا، وكنتُ أستجيدُه، فأنشدتُّه إلى أن بلغتُ قولي :
تَرَكوا بماءِ النِّيلِ ماءً سَلْسَلًا * وترشَّفوا ماءَ الثِّمادِ مُكَدَّرا
فقالَ لي: لا شيء، فقلتُ: لِمَ قلتَ ذلك؟ وما عيب هذا البيت؟ فقال: لو قلتَ "صافيًا" لكان حَسَنًا، وكان طباقًا؛ لأنَّ الكدرَ يقابله الصَّافي، قلتُ له: هذا حَسَنٌ، فمن أنتَ -يرحمك اللهُ-؟ قالَ: أبو مُرَّةَ، قلتُ: لا خَيْر ولا مَيْر، قالَ: بكَ.
ثمَّ بعد ذلك بشهرٍ رأيتُه في المنامِ على الهيئة المتقدِّمة، فسلَّم عليَّ سلامَ مَن يعرفُني، ثمَّ قال: هل تعرفُ من الشِّعر المشؤوم شيئًا؟ قلتُ: نعم، قال: فأنشدْني، وكنتُ قد عملتُ قطعةَ شِعرٍ حالَ ضعفي بالنَّزْلةِ، فأنشدتُّه إيَّاها:
للهِ ما أشكوهُ مِن نَزْلةٍ * قد ضرَّ منها ضيق أنفاسي
ومِن صُداعٍ ضِقْتُ ذَرْعًا به * باتَتْ يدِي منهُ علَى راسي
فقالَ: هذا -واللهِ- الشِّعرُ، ثمَّ قال: أضفْ إليهما:
فاعْجَبْ إلى داءَيْنِ قد عُزِّزا * بثالثٍ من داءِ إفلاسي
فاصل1
[ ذيل ثمرات الأوراق 280 ]

أحمد البخاري 15-05-2016 07:41 PM

بارك الله فيكم
أبو الفَرج قُدامة بنُ جَعفر قالَ: كنتُ مُرَويًّا في أمرٍ آتيهِ أو أذَرُه
فأُنشِدت في المنامِ إنشاداً:

فلا تَكنِ النَّفسَ التي نيطَ أمرُها * بنَفسَين نَفسَيْ تائِقٍ وعَزوفِ
[ البصائر والذَّخائر، 3/104]
لطيفة
ولبعض المحظوظين أيضاً:
أَرى في مَنامي كُلَّ شَيءٍ يسوؤُني * وَرُؤيايَ بَعدَ النَّومِ أَدهى وَأَقبَحُ
فَإِن كانَ خَيراً فَهُوَ أَضغاثُ حالِمٍ * وَإِن كانَ شَرّاً جاءَني قَبلَ أُصبِحُ

[ اللَّطائف والظَّرائف]

أحمد البخاري 16-05-2016 02:55 PM

بارك الله فيكم

في ترجمة عَمرو بن كلثوم الشَّاعر، أنَّ أمَّه (ليلى)
لمَّا حملَت به قالَت: أتاني آتٍ في المنامِ فقالَ:

يا لكِ ليلى مِن ولَدْ
يُقْدمُ إقدامَ الأسَدْ
مِن جُشمٍ فيهِ العدَدْ
أقولُ قولًا لا فَنَدْ

فَلَمَّا ولدَت عمرًا أَتاها ذَلِك الْآتِي فَقَالَ:
أَنا زعيمٌ لَكِ أمَّ عَمْرِو
بماجدٍ الجَدِّ كريمِ النَّجْرِ
أَشْجَعَ من ذِي لبَدٍ هِزَبرِ
وقَّاصِ أَقْرَانٍ شَدِيدِ الْأسرِ
يَسودُهم فِي خَمْسَةٍ وَعَشرِ

[ سمط اللآلي، 1/636]


أحمد البخاري 17-05-2016 11:17 PM

1 مرفق
شكراً لكم
وجدتُ على جدارٍ من جُدر الشَّبكة وما أكثرها:
http://www.ahlalloghah.com/attachmen...1&d=1475058049

عائشة 18-05-2016 02:22 PM

بارك الله فيكم، وفرَّجَ عنَّا وعنكم كُلَّ هَمٍّ.
.
.
.
.
قالَ صلاحُ الدِّين خليل بن أيبك الصَّفديُّ:
.
وحكَى لي [ عبدُ الله بن عليِّ بن محمَّد بن سَلْمان ] قالَ:
رأيتُ البارحةَ في المنامِ كأنَّ في بيتي نهرًا عظيمًا صافيًا،
وأنتَ من ذلك الجانبِ، وأنا من هذا الجانبِ، وكأنِّي أُنشِدُكَ:
يا خَلِيلي أبَا الصَّفا لا تُكَدِّرْ * مَنْهَلًا مِن نَـمِيرِ وُدِّكَ أَرْوَى
فجَميعُ الَّذي جَرَى كانَ بَسْطًا * ولَعَمْري بُسْطُ المجالِسِ يُطْوَى
فقلتَ لي: لا، بل انظمْ في زهرِ اللَّوْزِ شَيئًا، فأنشدتُّكَ:
أيا قادِمَ الزَّهْرِ أَهْلًا وسَهْلًا * مَلَأْتَ البَرايا هَدايا الأَرَجْ
فوَقْتُكَ فَضُّ خِتامِ السُّرورِ * وعَهْدُكَ فرجةُ بابِ الفَرَجْ
فكتبتُ إليه عندَما قصَّ عليَّ هذه الرُّؤْيا:
حاشَ للهِ أنْ أُغَيِّرَ عَهْدًا * لمْ يَزَلْ مِن وفائِكَ المحضِ صَفْوَا
وإذا ما حَدِيثُ فَضْلِكَ عِندي * ضاعَ مِنِّي في نَشْرِهِ كَيْفَ يُطْوَى
.
[ ألحان السَّواجع 1/ 362 ]

أحمد البخاري 18-05-2016 11:34 PM

بارك الله فيكم

http://www.mawhub.com/rtb_uploaded_images/fath3.gif

ذكرَ الحافظ السَّخاويُّ
أَنَّ الْقَاضِيَ عِزَّ الدِّينِ بْنَ جَمَاعَةً أَخْبَرَ وَالِدَهُ الْبَدْرَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمَاعَةً
أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ جَمَاعَةَ أَنْشَدَهُ قَالَ:
أَنْشَدَنِي عَمِّي عِمَادُ الدِّينِ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَفِظْتُ هَذَيْنَ الْبَيْتَيْنِ مِنْ وَالِدِي فِي النَّوْمِ وَهُمَا:

مَا لِي عَلَى السُّلْوَانِ عَنْكَ مُعَوَّلُ * فَعَلَامَ تَتْعَبُ فِي هَوَاكَ الْعُذَّلُ
يَزْدَادُ حُبُّكَ كُلَّ يَوْمٍ جِدَّةً * فَكَأَنَّ آخِرَهُ لِقَلْبِيَ أَوَّلُ

فَقَالَ الْبَدْرُ بْنُ جَمَاعَةَ: هَذِهِ ظَرِيفَةٌ، أَرْوِي هَذَا عَنْ وَلَدِي - يَعْنِي الْعِزَّ -
عَنِ ابْنِ أَخِي، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَخِي، يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ
عَنْ وَالِدِي، يَعْنِي الْبُرْهَانَ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَنَامِ.
[ فتح المُغيث بشرح الفية الحديث للعراقي، 4/183]

عائشة 19-05-2016 02:21 PM

وفيكم باركَ اللهُ تعالَى، ونفعَ بكم.
والبيتانِ لابنِ رَواحةَ الـحَمَوِيِّ، كما في «خريدة القصر» (قسم شعراء الشَّام - 1/ 484).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شرحِ قولِ أبي الطيِّبِ:
وبُنَيَّةٍ من خَيْزُرانٍ ضُمِّنَتْ * بِطِّيخةً نَبَتَتْ بنارٍ في يَدِ
قالَ أبو العلاءِ في «اللَّامع العزيزيِّ»:
( وذكرَ ابنُ قُتَيْبةَ أنَّ بعضَ مَن كانَ يتردَّدُ إليه مِن طُلَّابِ الغَريبِ سألَهُ عن الـجنَهِيِّ، فلم يعرِفْهُ، فرأَى في منامِهِ قائلًا يقولُ: هو الخَيْزُرانُ، وأنشدَه:
هديَّةٌ طَريفةٌ * في طَبَقٍ مُـجَنَّهِ
ثمَّ سمعَ ابنُ قُتيبةَ بعدَ ذلك مَن يُنشِدُ:
في كَفِّه جنَهِيٌّ رِيحُهُ عَبِقٌ * مِن كَفِّ أروعَ في عِرْنينِهِ شَمَمُ
وقد كانَ ابنُ قتيبةَ يعرفُ هذا البيتَ، ولكنَّه كان يروي: «في كفِّه خَيْزُرانٌ» ) انتهى.
وكرَّرَ أبو العلاءِ ذكرَ هذه الحكايةِ عندَ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
ما أنا والخمرُ وبِطِّيخةٌ * سَوْداءُ في قِشْرٍ من الـخَيْزُرانْ
وذكرَ أنَّها في «تعبيرِ الرُّؤيا» لابنِ قُتيبةَ. ولم يُذْكَرْ في طبعتَيِ «اللَّامع» تخريجُ الحكايةِ من «تعبير الرُّؤيا»، وقد رجعتُ إليه، فوجدتُّها في (ص74) [ط. دار البشائر، بتحقيق: إبراهيم صالح]، ولكنْ جاءَ فيه: (هَدِيَّةٌ طريفةٌ في طَبَقِ جُنَهِيَّةٍ)، ولعلَّ الصَّوابَ ما أوردَه أبو العلاءِ في «لامعِه»، واللهُ تعالَى أعلمُ.

أحمد البخاري 19-05-2016 11:14 PM

نفع الله بكم
أبو سعد ابنُ الهمداني قال: أتاني آتٍ في المنامِ فقالَ لي: أنتَ عقيل بنُ الحسين الموصوفُ بالأدب؟ فقلتُ: أنا هو.
فقالَ: هل لك أن تُمَصرعَ وأُتمِّم، أو أُمَصرع وتُتِمَّ؟ فقلت: لا بل أُمَصرعُ وتُتِم، فقال: يا عيَّار هَرَبتَ من القافية، ولكن قُل:


فقلت:هل عندكم رحمةٌ يرجو عواطِفَها
فقال: صبٌّ تَشكَّتْ إلى الشَّكوى جَوارحُهُ
فقلت: أَغلقتُمُ كلَّ بابٍ عن مَسرَّتِهِ
فقال: وفي يَدَيْ ظَبيِكم كانَت مَفاتحُهُ
فقلت: ما أَمسَكَت قلبَهُ إذ لم يَطِرْ جزَعاً
فقال: من فَرطِ بَرْحِ الهوى إلا جَوانحُهُ

[مشيخة أبي بكر المراغي، ص:397]
والعَيّارُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ المَجِئِ والذَّهابِ فِي الأَرْض. وقِيلَ: هُوَ الذَّكِيّ الكَثِيرُ التَّطْوافِ والحَرَكَة
حَكاه الأَزْهَرِيّ عَن الفَرَّاءِ.اهـ (تاج) والمراد: الذّكيُّ الفطِن


عائشة 20-05-2016 10:45 PM

نفعَ اللهُ بكَ.
فاصل1

قال الصَّنوبريُّ: بِتُّ بالنَّاعورةِ من أرض حلب مع إخوانٍ لي، فرأيتُ في المنامِ كأنَّه أتاني آتٍ، فقال لي: انظرْ مَن أنا؟ فتأمَّلْتُ، فإذا إنسانٌ كنتُ آلَفُه بحلب، ثم قال لي: قُلْ:
لا خيرَ في الطَّيف إلَّا طيف مشتاقِ * مُواصِلٍ بينَ إزعاجٍ وإقلاقِ
سرَى إلى دَيْرِ إسحاقٍ وربَّتما * قضَى لُباناتِه في دَيْرِ إسحاقِ
كم ليلةٍ ليَ في النَّاعورةِ انكشَفَتْ * فيها سرائرُ أحشائي وآماقي
قال: فانتبهتُ وكتبتُها، ثم قصصتُ الرُّؤيا على أصحابي، وأنشدتُّهُم الشِّعرَ، فتعجَّبوا من ذلك، وقلت لهم: نحنُ بالنَّاعورة، ودَيْرُ إسحاقَ ما أعرفُهُ، فقالوا لي: هذا ديرُ إسحاق حِذاءَكَ، فرأيتُهُ، وما كنتُ رأيتُ ذلك الطَّريق.
فاصل1
[ تذكرة ابن العديم 238 ]

عائشة 22-05-2016 02:27 PM

وفي «تذكرة ابن العديم 239» أيضًا:
وحُكِيَ أنَّ مهنَّد الدَّولة أبا منصور سعيد بن مروان رأَى في النَّوم الحسنَ بن الفضل بعد موته بديار بَكْر، كأنه قاعدٌ إلى نصفه في القبر، وهو يقولُ:
أنا الحَسَنُ بنُ الفَضْلِ يمَّمْتُ أرضَكمْ * طِلابًا لصَفْوِ العيشِ لَـمَّا تَكَدَّرا
ورُمْتُ ثراءَ المالِ لـمَّا عَدِمْتُهُ * ولَـمْ أدْرِ أنِّي قَدْ قَدِمْتُ إلى الثَّرَى
فلا تَفْرَحوا يا شامِتينَ بِـمَصْرَعي * فإنَّ مآلَ الشَّامتينَ كما تَرَى

أحمد البخاري 23-05-2016 02:01 PM

بورك فيكم

http://media.farsnews.com/media//870...2/A0442249.jpg

أبو بكر بن دريد: أنبأنا أبو حاتم، ثنا العتبيُّ، قال: مرضَ أبو يعقوب الخطَّابي، فكنتُ أعودُه عنايةً بأَمرِه
فَوجدتُّه ليلةً قد صلحَ، ثمَّ مات، ولم نَشعُر به. فقيلَ لي في النَّوم: ماتَ أبو يعقوب!
فخرَجتُ إلى المسجد في المنام، فإذا النَّاسُ قد فرَغوا له، وإذا رجلٌ يقول:

إِذا تَوَلَّى الرَّجلُ النّاجعُ * بكى عَليهِ المَسجدُ الجامِعُ
فلمَّا خرجتُ لصلاة الصُّبح، إذا هو قد مات.
[الفوائد والأخبار، ص:37، ت:ابراهيم صالح]

عائشة 23-05-2016 02:52 PM

بارك الله فيكم
وردة1وردة1وردة1
قالَ ياقوت في ترجمةِ الحسين بن أحمد المعروف بابن الحجاج:
وكانَ مِن كِبارِ شُعراء الشِّيعةِ، وقد رآه بعضُ أصحابِه في المنامِ بعدَ موتِه، فقالَ له: ما حالُكَ؟ فأنشدَ:
أفســـــدَ ســـــــوءُ مَذْهَبـــــــي * في الشِّــعْرِ حُسْنَ مَذْهَبـي
لَــــــمْ يَرْضَ مَوْلايَ عَلِـــيْ * سَــــــبِّي لأصــــــحابِ النَّبِـــي
[ معجم الأدباء 1048 ]

عائشة 25-05-2016 11:01 PM

( سعد الله بن نصر بن سعيد الدَّجاجيّ )
ذكر ابنُ الجوزيِّ عنه أنَّه قالَ: خِفْتُ مَرَّةً من الخليفةِ، فهَتَفَ بي هاتفٌ في المنامِ، وقالَ: اكتُبْ:
ادْفَعْ بصَبْرِكَ حادِثَ الأيَّامِ * وتَرَجَّ لُطْفَ الواحِدِ العَلَّامِ
لا تَيْأَسَنَّ وإنْ تَضَايَقَ كرْبُها * وَرَماكَ رَيْبُ صُروفِها بسِهامِ
فلَهُ تَعالَى بَيْنَ ذلكَ فرْجةٌ * تخفَى علَى الأبْصارِ والأوهامِ
كَمْ من نَجا مِن بَيْنِ أطرافِ القَنا * وفَريسةٍ سَلِمَتْ مِنَ الضِّرْغامِ
[ البداية والنهاية 16/ 436 ]

عائشة 26-05-2016 01:58 PM

شكرَ الله لكم
.
.
.
.
( محمد بن عبد الواحد بن حرب الخطيب شهاب الدين )
قالَ: أقمتُ بالبيرة، وكنتُ أتشاغلُ وأُنفقُ أكثرَ الأوقات في المكاتباتِ إلَى الأهلِ والإخوانِ بحلب،
فبينا أنا يومًا نائمٌ إذْ رأيتُ شيخًا يُنشِدُني في النَّومِ:
وقد كنتُ في قُرْبي أَمَلُّ مِنَ اللِّقا * فَقَدْ صِرْتُ شَوْقًا لا أَمَلُّ مِنَ الكتْبِ
وقالَ لي: أَجِزْهُ، فأجزتُه في النَّوْمِ بديهًا، وقلتُ:
فللَّهِ قَلْبٌ يُظْهِرُ الوُدَّ في النَّوَى * عَلَى رَبِّهِ قَسْرًا ويُخْفِيهِ في القُرْبِ
.
[ الوافي بالوفيات 4/ 71 ]

أحمد البخاري 27-05-2016 08:41 PM

شكراً لكم

http://rlv.zcache.co.nz/cute_vintage..._8byvr_324.jpg

عبدُ الله بنُ العلاء
عن رجلٍ من ولَدِ العبَّاس بن عبد المطَّلب قال: كنتُ أسكنُ البصرة، وكنتُ ذا كِبرٍ شديدٍ وجَبروت وبَذَخ؛ وإنِّي أَمرتُ خادمًا لي
أن تَحشوَ لي فراشًا من حَريرٍ بوَردٍ نَثير، ومِخدَّة؛ ففَعَلت؛ فإنِّي لنائمٌ إذ أَيقَظني قمعُ وَردة أغفَلَتهُ الخادمُ
فقُمتُ إليها فأوجَعتُها ضربًا، ثمَّ عدتُّ إلى مَضجَعي؛ فأتاني آتٍ في مَنامي في صُورةٍ فَظيعةٍ
فنَهَرني وزَبَرني، وقالَ: أَفِق من غَشيتِك وأَبصِر من حَيرتِك. ثمَّ أنشأَ يقولُ:

يا خدُّ إنَّكَ إن تُوسَّدْ ليِّنًا * وُسِّدتَ بعدَ الموتِ صُمَّ الجَندلِ
فامْهَدْ لنَفسِكَ صالحًا تَنجو بِهِ * فلَتَندَمنَّ غدًا إذا لَم تَفعَلِ


قالَ: فانتبهتُ فَزعًا، وخَرجتُ من ساعَتي هاربًا بديني إلى رَبِّي.
[ العقد الفريد، 3/131]


لطيفائدة

ذكرَ السّيوطيُّ في ترجمة شيخِهِ عزِّ الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْعَسْقَلَانِي(ت:876ه)
أنَّ من مصنّفاته كتاب:" تَنْبِيه الأخيار بِمَا وَقع فِي الْمَنَام من الْأَشْعَار "

[ نظم العقيان، ص:32]

عائشة 28-05-2016 03:57 PM

سبحان الله!
لطيفائدة حسنافعة!
بارك الله فيكم.
فاصل1
لـمَّا بنَى الـمأمونُ [ بن ذي النُّون -وكان من ملوك الأندلس- ] قَصْرَهُ الَّذي ضُرِبَ به المثلُ،
نامَ فيه، فسَمِعَ قائلًا يقولُ:
أتَبْني بِناءَ الخالدِينَ وإنَّما * بقاؤُكَ فيها إنْ عَقَلْتَ قَليلُ
لقد كانَ في ظِلِّ الأراكِ كِفايةٌ * لِـمَنْ كُلّ يَوْمٍ يقْتَضيهِ رَحيلُ
فلم يلبثْ بعدَها إلَّا قليلًا، وماتَ.
[ المستطرف 3/ 364 ]

أحمد البخاري 28-05-2016 10:16 PM

بورك فيكم

أبو بَكر بن أبي الدُّنيا: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: " أَصَابَنِي هَمٌّ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعًا، فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي:

كُنْ لِلْمَكَارِهِ بِالْعَزَاءِ مُقَطِّعًا * فَلَعَلَّ يَوْمًا لَا تَرَى مَا تَكْرَهُ
وَلَرُبَّمَا ابْتَسَمَ الْوَقُورُ مِنَ الْأَذَى * وَضَمِيرُهُ مِنْ حَرِّهِ يَتَأَوَّهُ


قَالَ: فَحَفِظْتُ الشَّعْرَ، وَانْتَبَهْتُ وَأَنَا أُرَدِّدُهُ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ فَرَّجَ اللَّهُ عَنِّي مَا كُنْتُ فِيهِ
[الفرج بعد الشدة]


والشَّطر الأوّل يُنظرُ فيه إلى قولِ الآخر:
تَعودتُّ مسَّ الضُّرِّ حتّى أَلِفتُهُ * وأَسلَمني حُسنُ العَزاءِ إلى الصَّبرِ
والبيتُ الثّاني حكمةٌ مُطرَّزة، ويُروى لهما ثالثٌ في غير هذا المقام،وهو قوله:
ولربَّما خَزنَ الكريمُ لسانَهُ * حَذرَ الجَوابِ وإنَّهُ لمُفَوَّهُ
وهذا كأخيه، والشّعرُ إذا تضمَّن أبياتاً من هذا النَّمط، أسكَرَ من غيرِ تُهمة

مُلحَسَنة
لبعضهم يهجو بخيلاً:

أبو نوح أَتيتُ إليهِ يَومًا * فغدَّاني برائحةِ الطَّعامِ
وجاءَ بلَحمِ لا شيءٍ سَمينٍ * فقدَّمهُ على طَبقِ الكَلامِ
فلمَّا أَن رَفعتُ يَدي سَقاني * كؤوسًا حَشوُها ريحُ المُدامِ
فكنتُ كمَن سَقى ظَمآنَ آلًا * وكنتُ كمَن تَغدَّى في المَنامِ

[ العقد الفريد، 7/209]

ومثلها لآخر في طفيلي:
أبو المثنى أبداً في غَرامْ * قد باتَ من حُبِّ طَعامِ الكرامْ
يُعجبُهُ من غَيرِه دَعوَةٌ * حتَّى يَراها أَبداً في المَنامْ

[ البصائر والذّخائر]
فسُبحان الله، يُدعى في المنامِ أبداً، ويُجيبُ في اليقظة سَرمداً


عائشة 29-05-2016 10:47 PM

جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.
فاصل1
( أبو منصورٍ السَّمَرْقَندِيُّ )
رآه بعضُهم في المنامِ، فقال: ما فعلَ بكَ رَبُّكَ؟ فقال:
تحاشَيْتُ اللِّقاءَ لِسُوءِ فِعْلي * وخوفًا في المعادِ من النَّدامهْ
فلمَّا أن قدمتُ علَى إلهي * وحاقَقَ في الحِسابِ علَى قُلامهْ
وكانَ العَدل أنْ أصْلَى جحيمًا * تعطَّف بالمكارمِ والكرامهْ
وناداني لسانُ العَفْوِ مِنْهُ * ألَا يا عَبْد تَهْنِيكَ السَّلامهْ
[ البداية والنهاية 17/ 125 ]

أحمد البخاري 30-05-2016 03:57 PM

نفع الله بكم

http://www.vitaminedz.org/photos/76/01-76507-photo.jpg

قالَ ثُمامةُ بنُ أَشرَس:
بتُّ ليلةً عندَ جعفر بن يحيى بن خالد البرمكيِّ، فانتَبَهتُ ببُكائهِ فقلتُ: ما يبكيكَ، لا أَبْكى الله عَينيك؟
قالَ: رأيتُ في مَنامي كأنَّ شيخًا قد أَتاني، فأخذَ بعِضادَتَي بابِ البَيت الذي أنا فيه فقالَ:


كأَن لَم يكنْ بينَ الحَجونِ إلى الصَّفا * أَنيسٌ ولَم يَسْمُر بمكَّةَ سامِرُ

فقلتُ مجيبًا له:


بلى! نَحْنُ كنَّا أَهلَها، فأبادَنا * صُرُوفُ اللّيالي والجُدُودُ العَواثِرُ

قالَ: فلمَّا رأيتُه على هذهِ الحالِ انصرفتُ إلى مَنزلي، فلمَّا أصبحتُ غَدوتُ إلى دارِ السُّلطان فإذا بجُثَّتِهِ عندَ الجِسرِ.
[ مختَصر تاريخ دمشق، لابن منظور، 6/105]
والبيتان للحارث بنِ مُضاض الجُرهميِّ، من كلمة

عائشة 31-05-2016 04:20 PM

نفع الله بكم.
فاصل1
قال ابن العديم في «بغية الطلب 4546»:
( أنبأنا عبد المحسن بن عبد الله الطوسيُّ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خميس الموصليُّ، قال: حكَى لي بعضُ الفضلاء من الأدباء -وهو الرَّئيس الأديب أبو الحسن عليُّ بن مسهر الموصليُّ رحمه الله- أنَّه جاءه بدمشق في سنة نيِّف وسبعين وأربعمئة أبو العلاء بن العين زربي باكيًا حزينًا، فسألَه عن حالِه، فقال: إنَّني عملتُ في المنام أشعارًا كثيرة، لما أهذي به في اليقظة، فما حفظتُ منها شيئًا، وقد رأيتُ ملَكَ الموتِ -عليه السَّلام- في هذه اللَّيلة الماضية وهو يقولُ لي: أنا ضيفُكَ، فعملتُ في المنام هذين البيتين، وحفظتُهما، وهما:
قضَى اللهُ أنْ أقضي وتُقضَى مَنِيَّتي * ولَمْ أقْضِ في الدُّنيا مُنايَ ومُنْيَتي
فللَّهِ ضَيْــــــــــفٌ زارَنـــــــــــــــي فقَرَيْتُـــــــــــهُ * حَيـــــــاتــي فولَّـــــى ظاعِنًـــا حِينَ وَلَّتِ
قالَ: ثمَّ إنَّه خرجَ عني، فوصلَني خبرُه بعد يومين أو ثلاثة أنَّه مات إلَى رحمة الله تعالَى ) انتهى.

أحمد البخاري 01-06-2016 12:59 PM

بورك فيكم

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...kfeKHw-i1g1yuX

قَالَ عَلِيّ بْن يَقطين: خَرجْنا معَ المهديِّ، فقالَ لَنا يومًا: إنِّي داخلٌ ذلك البَهوَ فنائمٌ فيه فلا يوقِظْني أحدٌ حتَّى أَستيقِظ.
قَالَ: فنامَ ونِمنا فما أَنبَهنا إلَّا بكاؤُه، فقُمنا فَزِعين، فقُلنا: ما شأنُك يا أميرَ المؤمنين؟ قَالَ: أتاني السَّاعةَ آتٍ في مَنامي، شَيخٌ والله لو كانَ في مائة ألفِ شيخٍ لعَرَفتُه، فأخذَ بعِضادَتَي البابِ وهو يقولُ:


كأنِّي بهذا القَصرِ قد بادَ أهلُهُ * وأوحَشَ منهُ رُكنُهُ ومَنازلُهْ
وصارَ عَميدُ القومِ من بَعدِ بَهجَةٍ * ومُلكٍ إِلَى قَبرٍ علَيه جَنادِلُهْ


[ تاريخ بغداد، 1/394]
وفي غير (تاريخ بغداد): قال: فما أتَت علَيه إلا عَشرة أيّام حتَّى مات.

عائشة 01-06-2016 02:00 PM

بارك الله فيكَ، وشكرَ لك.
..
.
.
.
قال شرفُ الدِّين التيفاشيُّ: رأيتُ في ما يرَى النَّائمُ قائلًا يقول لي: تحفظُ في السِّراجِ والـمِسْرَجةِ؟ فأنشدتُّه قولَ ابنِ الرُّوميِّ:
وحيَّةٍ في رأسِها دُرَّةٌ * تَسْبَحُ في بحرٍ قَصيرِ المدَى
إذا تولَّتْ فالعَمَى حاضِرٌ * وإن تَجَلَّتْ بانَ طُرْقُ الهُدَى
فقالَ لي: هذا في الذُّبالةِ، وأنا سألتكَ في السِّراجِ والـمِسْرَجةِ. فأنشدتُّه قولَ الصنوبريِّ:
إنَّ سِراجًا نُورُه ظُلْمةٌ * كأنَّما يوقدُ في قَلْبي
الحبُّ أضْناني فما بالُه * يَفْنَى وما يشكو جَوَى الحُبِّ
فقالَ: هذا في السِّراجِ، وأنا سألتكَ في السِّراجِ والـمِسْرَجةِ. فصمتُّ، فقالَ: أراكَ سكتَّ، فقلتُ له: ما تحفظُ فيهما أنتَ؟ فأنشدَ:
مِسْرَجةٌ تُسْرَجُ مِن فَوْقِها * ذُبالةٌ في جَوْفِ مِصْباحِ
كأنَّها مُسْرَجةٌ فَوْقَها * تُفَّاحةٌ في غُصْنِ تُفَّاحِ
فاستيقظتُ وأنا أحفظُهما.
[ مطالع البدور 1/ 88 ]

أحمد البخاري 01-06-2016 02:25 PM

بورك فيكم

http://eshrakatalquran.com/App_Theme...nuItem_780.jpg

قال الحافظ أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بَشكُوال:
أخبرَني أبو القاسم إسماعيلُ بنُ عيسى بن محمد الحجاري عن أبيهِ قالَ: خرجَ علينا أبو عُمر الطَّلَمنكيُّ (ت:429هـ) يومًا ونحنُ نقرأُ عليه
فقالَ: اقرَءوا وأَكثروا فإنِّي لا أتجاوزُ هذا العامَ. فقلنا له: ولِمَ يرحمكَ الله؟ فقالَ: رأيتُ البارحةَ في منامي منشدًا يُنشِدني:


اغتَنِموا البِرَّ بشَيخٍ ثَوى * تَرحَمُهُ السُّوقةُ والصِّيدُ
قَد خَتَم العُمرَ بعِيدٍ مَضى * ليسَ لهُ من بَعدِهِ عيدُ


قال: فتوفيَّ في ذلك العامِ.
[الصِّلة في تاريخ أئمة الأندلس، ص:50]

قال الذّهبيّ في ترجمة أبي عُمر: الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُحَقِّقُ، المُحَدِّثُ، الحَافِظُ، الأَثَرِيُّ، أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عِيْسَى لُبِّ بنِ يَحْيَى المَعَافِرِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، الطَّلَمَنْكِيُّ. كَانَ مِنْ بُحور العِلْمِ
أَدخل الأَنْدَلُس عِلْماً جمّاً نَافعاً، وَكَانَ عجباً فِي حفظِ عُلُوم القُرْآن - قرَاآتِه وَلُغَتِه وَإِعرَابِه وَأَحكَامِه وَمنسوخِه وَمعَانِيه -
صَنَّفَ كُتُباً كَثِيْرَةً فِي السُّنَّة يلوحُ فِيْهَا فضلُه وَحفظُه وَإِمَامتُه وَاتِّبَاعُه للأَثر.
[ السِّيَر، 17/566]

عائشة 02-06-2016 02:31 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1
( الـمُشِدّ الشَّاعر الأمير سيف الدِّين عليّ بن عُمَر بن قزل )
رآه بعضُهم بعد موته، فسألَه عن حالِه، فأنشدَه:
نُقِلْتُ إلى رمسِ القُبور وضِيقِها * وخَوْفي ذُنوبي أنَّها بي تُعَثِّرُ
فصادَفْتُ رَحْمانًا رؤوفًا وأنْعُمًا * حَباني بها نَفْيًا لـِمَا كُنتُ أحذَرُ
ومَن كانَ حُسْنُ الظَّنِّ في حالِ مَوْتِهِ * جَميلًا بعَفْوِ اللهِ فالعَفْوُ أَجْدَرُ
[ البداية والنهاية 17/ 355 ]

أحمد البخاري 02-06-2016 04:27 PM

بورك فيكم

http://www.nabulsi.com/images/inside...ar/1026/07.jpg

قال أبو عليّ التَّنوخيُّ:
كَانَ الْمَأْمُونُ قد غضبَ على فرج الرُّخَّجيِّ، فَكَلَّمهُ عبد الله بن طَاهِر، ومسرورٌ الْخَادِم، فِي إِطْلَاقه.
قَالَ فرجٌ: فَبتُّ لَيْلَتي، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ لي:


لما أَتَى فرَجًا مِن ربِّهِ فَرَجٌ * جِئْنَا إِلَى فَرجٍ نَبغي بِهِ الفَرَجا

فَلَمَّا كَانَ من الْغَد، لم أشعر إِلَّا واللِّواء قد عُقد لي على ولَايَة فَارس والأهواز، وَأطلق لي خمس مائَة ألف دِرْهَم مَعُونَة.
[الفرج بعد الشدة للتنوخي، 2/159]
فرج بن زياد الرُّخَّجيّ، وابنه: عمر، من أعيان الكتّاب
والرُّخَّجيّ، لعلّها نسبة إلى الرُّخَّج بلاد بسِجستان.



عائشة 04-06-2016 02:51 AM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1
( الشيخ عفيف الدين يوسف بن البقَّال )
حكى عن نفسِه قال: كنتُ بمصر، فبلغني ما وقعَ من القتل الذَّريع ببغداد في فتنة التَّتار، فأنكرتُ في قلبي، وقلتُ: يا ربِّ، كيف هذا وفيهم الأطفالُ ومَن لا ذنبَ له؟ فرأيتُ في المنام رجلًا وفي يده كتابٌ، فأخذته فقرأتُه، فإذا فيه هذه الأبياتُ، فيها الإنكارُ عليَّ:
دَعِ الإعتراضَ فما الأمْرُ لَكْ * ولا الحُكْمُ في حَرَكاتِ الفَلَكْ
ولا تَسْأَلِ اللهَ عَن فِعْلِهِ * فَمَنْ خاضَ لُـجَّةَ بَحْرٍ هَلَكْ
إليهِ تَصيرُ أُمورُ العِبادِ * دعِ الإعتراضَ فما أجْهَلَكْ
[ البداية والنهاية 17/ 480 ]

عائشة 04-06-2016 01:28 PM

( محمَّد بن عبد الرَّحمن بن محمَّد الحافظ بدر الدِّين أبو عبد الله بن الفُوَيْرِه السُّلَمِيّ الحَنَفِيّ )
رآه بعضُ أصحابه في المنامِ بعدَ وفاته، فقالَ له: ما فعلَ اللهُ بكَ؟ فأنشأ يقولُ:
ما كانَ لي مِن شافِعٍ عندَهُ * غير اعتقادي أنَّه واحِدُ
[ البداية والنهاية 17/ 529 ]

أحمد البخاري 04-06-2016 10:35 PM

بورك فيكم

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...5rU4GUFgNuf9PV

قال الحافظ أبو شامة: حَدثنِي شَيخنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد السخاوي قَالَ: قَرَأت بِخَط شَيخنَا أبي الْفَضَائِل بن رَشِيق بِمصْر عقيب
مَوته فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مئة قَالَ: رأى إِنْسَان كَأَن شخصا ذَا جهامة وَاقِف
على حَائِط بِجَامِع دمشق يُسمى النسْر وَهُوَ يَقُول:


ملَكَ الصَّيَاصِي والنَّواصي نَاصِرٌ * للدِّينِ بعدَ إياسِهِ أَن يُنصَرا
وسيَفتحُ الْبَيْتَ الْمُقَدّسَ بَعْدَمَا * يُطوى الطّرازُ لَهُ وَيَقتلُ قَيصَرا

قلت: وَهَذَا قبل أَن يفتح صَلَاح الدّين الْبِلَاد بِعشر سِنِين
وَالْمعْنَيُّ بالطراز بِلَاد السَّاحِل المصطفة على بِلَاد الْبَحْر من الداروم وغزة وعسقلان وعكا وصيدا وبيروت وجبيل وَغير ذَلِك
وكنّى بقيصر عَن الإبرنس الَّذِي قَتله بِيَدِهِ لِأَنَّهُ كَانَ من رُؤُوس الْكفْر وملوكهم وغلاتهم فِي معاداة الْإِسْلَام وَالله أعلم
[الروضتين في أخبار الدولتين، 3/368]


عائشة 05-06-2016 09:28 AM

شكر الله لكم.
فاصل1
قال محمَّد بن حرب النَّحويُّ: رأيتُ في النَّومِ إنسانًا يُنشِدُني هذا البيتَ:
أرومُ عطا الأيَّامِ والدَّهرُ مُهْلِكي * بِـمَرٍّ لها والدَّهرُ رهنُ عطاها
فأجزتُه بأبياتٍ:
أيا طالبَ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ إنَّها * ستُرْدِيكَ يَوْمًا إنْ عَلَوْتَ مَطاها
صُنِ النَّفْسَ لا تَرْكَن إليها فإنْ أَبَتْ * فرَدِّدْ عليها آيَ آخِرِ طاها
ودَعْ رَوْضةَ الآمالِ والحِرْص إنَّه * إذا ردعَ النَّفسَ الهُدى بَسَطاها
فلا بُدَّ يومًا أن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ * فتَبْسُطَ منَّا عُقْدةً نَشَطاها
[ معجم الأدباء 2483 ]

عائشة 08-07-2016 02:33 AM

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حفظكم اللهُ تعالَى، وتقبَّلَ منَّا ومنكم.
.
.
قال الأميرُ أسامةُ بن منقذ:
كان عمِّي نصرٌ قد أخرجَ حجَّةً عن والدتِه، فرآها في النَّومِ كأنَّها تُنشِدُه، فانتبهَ والأبياتُ علَى حفظِه، وهي:
جُــــزِيتَ مِن وَلَـــــــدٍ بَـــــــــــرٍّ بصـــــــــالحةٍ * فقدْ كَسَبْتَ ثَوابًا آخِرَ الزَّمَنِ
وقَدْ حَجَجْتَ إلَى البَيْتِ الحَرامِ وقدْ * أتيتَهُ زائرًا يا خَيْرَ محتضنِ
فلا تَنَلْكَ يَدُ الأيَّامِ ما طَلَعَتْ * شمسٌ وما صَدَحَتْ وَرْقاءُ في فَنَنِ
[ معجم الأدباء 592 ]

أحمد البخاري 12-07-2016 03:18 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وتقبّل الله منّا ومنكم
قال ابنُ رجَب:
وذكرَ ابنُ النَّجار في ترجمة داود بن أحمد الضَّرير الظَّاهري، أنَّه سمعه يقولُ: سمعتُ يعقوب بن يوسُف الحربيِّ يقولُ:
رأيتُ عبد المغيث بنَ زهير الحربيَّ في المنامِ بعد موته، فقلتُ له: ما فعلَ الله بك؟ فقالَ:


العلمُ يُحيي أُناسًا في قُبورهمُ * والجهلُ يُلحِقُ أحياءًا بأَمواتِ

[ذيل طبقات الحنابلة، 2/354]

لطيفائدة

من مؤلفات أبي عبد الله ابن الجَلّاب (ت:664ه) كتاب: "إشعارُ الأنام بأشعارِ المنام"
[ الذّيل والتّكملة]
وهذا أقدمُ وفاةً من الذي سبَق


عائشة 13-07-2016 01:40 PM

حيَّاكم اللَّهُ، وجزاكم اللَّهُ خيرًا.
قال ابنُ السُّبْكِيِّ في ترجمة عزِّ الدِّين بن عبد السَّلام من «طبقات الشافعية الكبرى 8/ 245»:
( وحُكِيَ أنَّ شخصًا جاء إليه، وقالَ له: رأيتُكَ في النَّومِ تُنشِدُ:
وكنتُ كذي رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صحيحةٍ * ورِجْلٍ رمَى فيها الزَّمانُ فشَلَّتِ
فسكتَ ساعةً، ثمَّ قال: أعيشُ من العمر ثلاثًا وثمانين سنةً، فإنَّ هذا الشِّعرَ لكُثَيِّر عزَّةَ، ولا نِسبةَ بيني وبينه غير السِّنِّ،
أنا سُنِّيٌّ وهو شِيعيٌّ، وأنا لستُ بقَصيرٍ وهو قَصيرٌ، ولستُ بشاعرٍ وهو شاعرٌ، وأنا سُلَمِيٌّ وليس هو بسُلَميٍّ، لكنَّه عاشَ هذا القَدْرَ.
قلتُ: فكان الأمرُ كما قالَه، رَحِمَهُ اللهُ ) انتهى.

أحمد البخاري 14-07-2016 03:12 PM

شكراً لكم

http://3.bp.blogspot.com/-fby9ax9KrN...ralife_07e.jpg

ولأبي محمّد أحمد بن عليّ بن حزم، الأندلسيّ-رحمه الله تعالى-:
وأقولُ أيضاً قطعةً من ثلاثَة أبياتٍ قُلتُها وأنا نائمٌ واستَيقَظتُ فأضَفتُ إليها البيتَ الرَّابع:

ألا للهِ دهرٌ كنتَ فيهِ * أَعزَّ عليَّ من رُوحي وأَهلي
فما بَرِحَت يدُ الهجرانِ حتَّى * طَواك بَنانُها طيَّ السِجلِّ
سَقاني الصَّبرَ هجرُكمُ كما قَد * سَقاني الحبَّ وَصلُكمُ بسَجلِ
وجدتُّ الوصلَ أَصلَ الوَجدِ حقًّا * وطولَ الهَجرِ أصلاً للتَّسلِّي


[ طوق الحمامة-باب السُّلُوّ]

عائشة 17-07-2016 03:07 PM

بوركَ فيكم.
فاصل2وردة1فاصل2
.
واستيقظَ بعضُهم مِن نومةٍ نامَها، وقد عَلِقَ بحِفْظِه هذا البيتُ:
إذا الـمَرْءُ لَـمْ يُحْبِبْكَ إلَّا تَوَسُّطًا * فَدَعْهُ ولا تُكْثِرْ عليه التَّأسُّفا
[ الطلاسم في ما يرى النائم 3796 ]
فاصل2فاصل2فاصل2
لطيفة
وعملَ بعضُهم في بعضِهم:
يا فتَى شَيْبانَ قَدْ أسْـ * ـخَنتَ عينَ الشُّعَراءِ
وتجرَّأْتَ علَى العِلْـ * ـمِ بإفْكٍ وافْتِراءِ
قلتَ: إنِّي في منامي * قلتُ شِعْرًا ذا استواءِ
عَجَبي مَن هُوَ في اليَقْـ * ـظَةِ مأسورُ الخِطاءِ
كيفَ يَسْطيعُ إذا نا * مَ زِحامَ الفُصَحاءِ
[ انظر: تاريخ إربل 1/ 246 ]

أحمد البخاري 19-07-2016 03:21 PM

بارك الله فيكم ورفع قدركم

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...1SNeygzA0b6nZw

وَقَالَ ابنُ التّلميذ الطَّبيب البغداديُّ(ت:560ه): تفكَّرتُ يوماً في المذاهب
فلمَّا نمتُ رَأَيْتُ من يُنشدني:


أعومُ فِي بحركَ عَلِّي أَرى * فِيهِ لِما أَطلبُهُ قَعرا
فَمَا أَرى فِيهِ سِوى مَوجةٍ * تَدفَعُني عَنْهَا إِلَى أُخْرى


[ الوافي بالوفيات:27/166]

عائشة 19-07-2016 03:40 PM

وفيكَ باركَ اللهُ، ورفع قَدْرَكَ.
فاصل1،،،فاصل1

قال عبد الله بن يعقوب بن داود: أخبرَني أبي أنَّ المهديَّ حَبَسَهُ في بئرٍ، وبنى عليها قبَّة، قال: فمكثتُ فيها خمس عشرة سنة، وكان يُدلَّى لي فيها كلَّ يوم رغيفُ خبز، وكوز ماء، وأُوذن بأوقات الصَّلوات، فلمَّا كان في رأس ثلاث عشرة سنة أتاني آتٍ في منامي، فقالَ:
حنا علَى يوسُفٍ رَبٌّ فأخرجَهُ * مِن قَعْرِ جُبٍّ وبيتٍ حولَهُ غُمَمُ
قالَ: فحمدتُّ الله تعالَى، وقلتُ: أتاني الفرج، ثمَّ مكثتُ حولًا لا أرَى شيئًا، فلمَّا كان رأس الحول الثَّاني أتاني ذلك الآتي، فأنشدني:
عسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنَّه * له كُلَّ يومٍ في خليقتِه أمْرُ
قال: ثمَّ أقمتُ حولًا آخرَ لا أرى شيئًا، ثمَّ أتاني ذلك الآتي بعد الحَوْلِ، فقال:
عسَى الكربُ الَّذي أمسيت فيه * يكونُ وراءه فرجٌ قريبُ
فيأمن خائفٌ ويُفَكّ عانٍ * ويأتي أهلَه النَّائي الغريبُ
فلمَّا أصبحتُ نُوديت، فظننتُ أني أُوذن بالصَّلاة، فدُلِّي لي حبلٌ أسود، وقيل لي: اشدُدْ به وسطك، ففعلتُ وأُخرجت، فلمَّا قابلتُ الضَّوءَ عشيَ بصري، فانطلقوا بي، فأُدخلتُ على الرَّشيد، فقيل لي: سلِّمْ على أمير المؤمنين، فقلت: السَّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، المهديّ، فقال الرشيد: لستُ به، فقلتُ: السَّلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، الهادي، فقال: لستُ به، فقلتُ: السَّلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: الرَّشيد، فقلتُ: الرَّشيد، فقال: يا يعقوب بن داود، إنَّه والله ما شفع فيك إليَّ أحدٌ، غير أني حملت الليلةَ صبيةً لي على عُنقي، فذكرتُ حملَك إيَّاي على عنقكَ، فرثيتُ لك من المحلِّ الذي كنتَ به فأخرجتُك. وكان يعقوب يحمل الرَّشيدَ وهو صغيرٌ يُلاعبُه.
[ وفيات الأعيان 7/ 25 ].

أحمد البخاري 19-07-2016 05:24 PM

شكرًا لكم

http://uploads.sedty.com/imagehostin...1323195804.png

قال الموَّاق(أبو عبد الله محمد بن يوسف العبدري الغرناطيّ-ت:897ه): حدَّثني شَيخي المنتُوريّ ( أبو عبد الله محمد بن عبد الملك القيسيّ الغرناطيّ-ت:834ه)
قالَ: حدَّثني شَيخُ الشُّيوخ ابنُ لُبّ( أبو سعيد فرج بن قاسم-ت:782ه)،قالَ: خطرَ لي خاطرُ خيرٍ فأردتُّ أن أَجعلَ على نَفسي وَظيفةً من ذكرٍ أَو تِلاوة
وترَددتُّ أيّهما أفضلُ، فأُنشِدتُّ في النَّوم
:


إذا الأَحبابُ فاتَهَمُ التَّلاقي * فما صِلةٌ بأَفضلَ مِن كِتابِ


فلمَّا استَيقظتُ عَلِمتُ أنَّ قراءةَ القرآنِ أَفضل.اهـ

[نيل الابتهاج بتطريز الديباج، ص:360]

أحمد البخاري 19-07-2016 06:07 PM

بارك الله فيكم

http://2.bp.blogspot.com/-sRrj6r4kzV...GKLk9xDp_b.jpg

قالَ لسان الدّين ابنُ الخطيب: نقلتُ من خطِّ صاحبنا الفقيه القاضي المؤرخ أبي الحَسن بن الحَسن، قال: ومن غريبِ ما حدَّثني به أبو الحجّاج يوسف بن موسى الجُذاميّ،
قالَ: كنتُ جالسًا بينَ يدَي الخطيب أبي القاسم التاكرونّيِ صبيحةَ يومٍ بمسجد مالقة الأَعظم، فقالَ لنا في أثناءِ حديثه: رأيتُ البارحةَ في عالمِ النَّوم كأنَّ أبا عبد الله الجلياني يأتيني ببَيتَي شعرٍ في يدِهِ وهما:


كلُّ علمٍ يَكونُ للمرءِ شُغلًا * بِسوى الحقِّ قادحٌ في رَشادِهْ
فإذا كانَ فيهِ لله حَظٌّ * فَهوَ ممَّا يُعِدُّهُ لمَعادِهْ

قالَ: فلم يَنفصل المجلسُ حتَّى دخلَ علَينا الفقيهُ الأديبُ أبو عبد الله الجلياني، والبيتانِ عندَه، فعرَضَهما على الشَّيخ
وأخبَرَه أنَّه صَنَعهما البارحة، فقالَ له كلُّ مَن في المجلس: أَخبرَنا بهذا الشيخُ قبلَ مَجيئك، فكان هذا مِن العَجائب.


[ الإحاطة في أخبار غرناطة، 4/331]

أحمد البخاري 23-07-2016 02:03 PM

شكر الله لكم

https://upload.wikimedia.org/wikiped...ado_panel2.JPG

قال ابنُ رجب الحنبليُّ:
قلتُ: وأنبأَني أَبُو الرَّبيع عليُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَحْمَدَ بن أبي الجَيش
عن أَبيه قَالَ: قَالَ عفيفُ الدِّين مَعتوق القَيلَويُّ: رأيتُ في ما يَرى النَّائمُ قائلًا يقولُ:


لعَمركَ قد أَودى وعُطِّلَ مِنبرٌ * وأَعْيا على المُستَفهمينَ جَوابُ

قالَ: فانتَبهتُ مِن نَومي، فقلتُ: ترى أيّ شيء قَد جرى. فجاءَنا الخبر وقتَ العصر بموتِ الشَّيخ ابن الجَوزي، فقلتُ:

ولَم يَبقَ مَن يُرجى لإيضاحِ مُشكلٍ * وأَصبَح رَبعُ العلمِ وهْوَ خَرابُ

[ ذيل طبقات الحنابلة، 2/510]
في المطبوع: لعمرك قد أُوذي

عائشة 23-07-2016 02:35 PM

وفيكَ بارك اللهُ، وشكرَ لكَ هذه المشاركاتِ الطيِّبةَ، ونفعَ بكَ.
.
وردة1وردة1وردة1
.
( محمد بن سعد بن محمد بن لب )
.
من شِعرِه في النَّومِ، وهو كثيرًا ما يطرقُه:
أبادَ البَيْنُ أجْنادَ التَّلاقي * وحالَتْ بَيْنَنا خَيْلُ الفِراقِ
فجُودُوا وارحَمُوا وارْثُوا ورقُّوا * علَى مَن جَفْنُهُ سَكبُ المآقي
.
[ الإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 41 ]

أحمد البخاري 24-07-2016 03:43 PM

بورك فيكم

http://thumbs1.ebaystatic.com/d/l225...B7QGMXpmHg.jpg

دخلَ على المَهديّ أَعرابيٌّ فقالَ: فيمَ جئتَ؟ قال: أتيتُك
برسالةٍ، قالَ: أَتاني آتٍ في مَنامي فقالَ: إيتِ أميرَ المؤمنينَ فأَبلِغهُ هذه الأبيات:


لكُمْ إرثُ الخلافةِ مِن قُريشٍ * تُزَفُّ إليكمُ أبدًا عَروسا
فتَملِكُ أَربَعينَ مُباركاتٍ * وتُورِثُها وليَّ العَهدِ موسى
إلى هارونَ تُهدى بَعد موسى * تَميسُ وما لَها أَن لا تَميسا


فقال المهديُّ: يا غلام، عليَّ بالجَوهر، فحَشا فاهُ حتَّى كادَ يَنشقّ
ثم قالَ: اكتُبوا هذهِ الأبياتِ واجْعلوها في مخانقِ صِبياننا.

[ ربيع الأبرار 4/248]

عائشة 27-07-2016 02:19 PM

بارك الله فيكم.
وردة1وردة1وردة1
قالَ علم الدِّين العراقيُّ:
نظمتُ في النَّوم في قاضي القضاة ابن رزين -وكان معزولًا-:
يا سالكًا سُبُلَ السَّعادةِ مَنْهَجَا * يا مُوضِحَ الخَطْبِ البَهيمِ إذا دَجا
يا ابنَ الَّذين رَسَتْ قواعدُ مَجْدِهِمْ * وسَرَى ثناهُمْ عاطِرًا فتأرَّجا
لا تَيْأَسَنْ مِنْ عَوْدِ ما فارقتَهُ * بعد السّرارِ ترَى الهلالَ تبلَّجا
وابْشِرْ وسَرِّحْ ناظرًا فلقد ترَى * عمَّا قليلٍ في العدى متفرّجا
وترَى وليَّكَ ضاحكًا مستبشرًا * قد نالَ من تدميرِهم ما يُرتجى
[ أعيان العصر 3/ 139 ]

أحمد البخاري 30-07-2016 02:14 PM

شكرَ الله لكِ وبارك فيك على إثرائك المتواصل لهذا الحديث

http://www.art.gov.sa/gallery/data/6...rnament_08.jpg

وقال رَوح بنُ عُبادة:
رأيتُ في منامي كأنَّ قائلًا يقولُ:


لا تَكونوا كالأُلى مِن قَبلكُم * لَم يَخافوا بأسَنا حتَّى نَزَلْ

[ محاضرات الأدباء 2/502]


عائشة 30-07-2016 03:00 PM

شكرَ اللهُ لكَ -أستاذَنا الكريم-، وبارك فيكَ
نقل من خطّ الشيخ أبي القاسم عليّ بن جعفر بن القطاع حكاية هذا معناها:
رأيتُ في المنامِ كأنِّي جالسٌ مع الفقيهِ عبد الرَّحمن بن أبى بكر السَّرَقُوسِيّ، إذ دخل علينا شابٌّ ومعه غُلامٌ أسودُ طُوالٌ، فسلَّم وجلسَ،
فقالَ له الفقيهُ: ما هذا العبدُ الأسودُ؟ فقال: اشتريتُه للخدمةِ، فقال له الفقيه: ما يصلح هذا للخدمةِ، فقال له الشابُّ: هذا هو المالُ، فقال الفقيهُ ارتجالًا:
قد جاءَ عبَّادٌ بعَبْدٍ لَهُ
ثمَّ قال: أجِزْ، فقلتُ:
فقالَ لي هذا هو المالُ
فقالَ الفقيهُ:
فقلتُ إنَّ العُذْرَ في مِثْلِهِ
ثم قالَ: أجِزْ، فقلتُ:
يصعُبُ والإنسانُ يَحْتالُ
فقال الفقيهُ:
والنَّاسُ قد قالوا ومَن ذا الَّذي
ثمَّ قال: أجِزْ، فقلتُ:
يَرُدُّ قِيلَ النَّاسِ إن قالوا
وانتبهتُ.
[ إنباه الرواة 2/ 238 ]

أحمد البخاري 30-07-2016 03:28 PM

شكرَ الله لكم

https://scontent.cdninstagram.com/t5...YzOQ%3D%3D.2.l
جانب من مسجد بني أميّة

قال أبو محمّد قاسم بن ثابت بن حزم العوفي السَّرقسطيُّ (ت: 302هـ):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبْيِبٍ، قَالَ نا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَمْرِيِّ، قَالَ: رَأَى إِنْسَانٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ
قَبْلَ ظُهُورِ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، كَأَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا، وَهِيَ تَقُولُ:


إِنَّ الزَّمَانَ وَعَيْشَنَا اللَّذَّ الَّذِي * كُنَّا بِهِ زَمَنًا نُسَرُّ وَنَجْذَلُ
زَالَتْ بَشَاشَتُهُ وَأَصْبَحَ ذِكْرُهُ * حَزَنًا يَعُلُّ بِهِ الْفُؤَادُ وَيَنْهَلُ


فَأَوَّلَ النَّاسُ ذَلِكَ بزَوَالِ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ.

[الدلائل في غريب الحديث، 2/646]

أحمد البخاري 31-07-2016 01:22 PM

شكراً لكما وبارك الله فيكما

https://s-media-cache-ak0.pinimg.com...002fcfab86.jpg

قال العلامة ابن غازي المكناسي(ت:919ه) في ترجمة شيخه أبي عبد الله محمّد بن الحسين النِّيجيّ الشَّهير بالصّغير(ت:887ه):
وممّا حدَّثني به عن أبي عبد الله بن أبي سعيد، عن أبي شامل الشُّمُنّي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمّد الماغوسيّ الشَّيخ الصّالح
أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمّد بن عبد الرَّحمن بن الحسين الصَّفِّيّ بها، قال: رأيتُ في مَنامي كأنِّي جالسٌ للاشتِغال
على عادَتي وحَولي كُتُبي وإذا بخطابٍ فوقَ رأسي وقائلٌ يقولُ لي: اُكتب، فأَخذتُ القلمَ ووَرقة
وقلتُ: ما الذي أكتُب؟ فقالَ: اُكتُب:

تَعَلَّم ما استَطَعتَ لقَصدِ وَجْهي * فإنَّ العلمَ من سُفُنِ النَّجاةِ
وليسَ العلمُ في الدُّنيا بفَخرٍ * إذا ما حلَّ في غَيرِ الثِّقاتِ
ومَن طلبَ العلومَ لغَير وَجهي * بعيدٌ أن تَراهُ مِن الهُداةِ

[ فهرس ابن غازي، ص:57]

عائشة 31-07-2016 02:05 PM

زادكم الله علمًا، ونفع بكم.
فاصل1
( الشَّيخ شمس الدِّين بن الصائغ الحنفيّ النحويّ )
قالَ الشيخ علاء الدين عليّ بن عبد القادر المقريزيّ:
رأيتُه في النَّوم بعد موته، فسألتُه: ما فعل الله بكَ؟ فأنشدَ:
اللَّهُ يَعْفُو عَنِ الـمُسِيءِ إذا * ماتَ علَى تَوْبَةٍ ويَرْحَـمُهُ
[ بغية الوعاة 1/ 156 ]

أحمد البخاري 01-08-2016 03:25 PM

نفع الله بكم

http://up.3dlat.com/uploads/134973977312.gif

قال أبو بكر بن خَميس:
حدَّثَني خالي أبو عبد الله بن عسكر رحمةُ الله عليه قالَ: حدَّثَني أبو موسى الذُّجِّيّ قالَ: سمعتُ يومًا شعرَ الخفاجيّ, فرأيتُ فيه بيتًا في صفةِ فَرس, وهوَ:
سَبَكتْهُ يدُ الطَّبيعةِ نارًا * فأَسالَتْ لُجَينَهُ ونُضارَهْ
قالَ: فاستَحسَنتُه, وكرَّرتُه في خاطِري, وكنتُ ذلك الوَقت أَنظرُ شيئًا من علمِ أصولِ الدِّين. فنِمتُ تلكَ اللَّيلة, فرأيتُ رجلًا كنتُ أعتقدُ أنَّه أحدُ الخلفاء الأَربعة رضيَ اللهُ عنهم
ثمَّ كان يَقوى وَهمي علَى أنَّه عليُّ بنُ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه, فكنتُ أَقصِده, وأُبادرُ للسَّلام عليه, فيُعرضُ عنِّي, وكنتُ أخافُ من ذلك, وأَعرِضُ له وأُلاطِفه بالكلام, فيقولُ لي: كيفَ تُنشِدُ: "سَبَكتْهُ يدُ الطَّبيعة", هذا وأنتَ تقرأُ علمَ الأصول
فكنتُ أقولُ: يا أميرَ المؤمنين, إنَّما حملَ الشَّاعرَ على هذا، الوزنُ. فيقولُ لي: هذا وأَنت شاعرٌ, فهَلَّا قاَل:

سَبَكَتْهُ يدُ القَديرِ اقْتِدارًا
فكنتُ أقولُ له: هذا والله أحسنُ لما فيه من التَّجنيس, وهو من البَديع. فكان يقولُ: أحسنتَ. لا تُنشدُه إلّا هكذا, واستَيقظتُ.

[مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار، ص:327]
الذُّجّيّ: منسوب إلى "ذُجَّة" من قرى شريش


عائشة 02-08-2016 02:20 PM

فاصل1،،،فاصل1
( شهاب الدِّين الأَذْرَعيّ )
سبب همَّته في الاشتغالِ أنَّه رأَى في الـمنامِ رجلًا واقِفًا أمامَه، وهو يُنشِدُ:
كيفَ نَرجو استجابةً لدُعاءٍ * قد سَدَدْنا طَريقَهُ بالذُّنُوبِ
قالَ: فأنشدتُّهُ:
كيفَ لا يستجيبُ رَبِّي دُعائي * وَهْوَ سبحانَهُ دَعاني إلَيْهِ
مَعْ رَجائي لفَضْلِهِ وابْتِهالي * واتِّكالي في كُلِّ خَطْبٍ عَلَيْهِ
قالَ: وانتبهتُ وأنا أحفظ الأبيات الثلاثة.
[ شذرات الذهب 8/ 479 ]
فاصل1،،،فاصل1
.
.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد البخاري (المشاركة 51586)
الذُّجّيّ: منسوب إلى "ذُجَّة" من قرى شريش

أستاذَنا الكريم/ أحمد البخاريّ:
هل من إفادةٍ عن هذا؟ فإنِّي وجدتُّ في "تحفة القادم 248" ما نصُّهُ:
(أبو موسى عيسى بن عبد الله الدُّجّي -بضم الدال المهملة مشددة وجيم مشددة- وهي قرية بشريش) اهـ.
وجزاكَ الله خيرًا، وباركَ فيكَ.


أحمد البخاري 02-08-2016 05:36 PM

شكر الله لكم

http://www.draw-art.com/attachment.p...825138&thumb=1

قال أبو الفرج: أَخبَرني الحسنُ بن عليّ الخفَّاف، قالَ: حدَّثني محمَّد بنُ القاسم بن مَهرَوَيه، قالَ: حدثَني هارون بنُ مُخارق، عن أَبيه، قالَ: رأيتُ وأنا حدَثٌ كأنَّ شَيخًا جالسًا
على سريرٍ في رَوضةٍ حسنَةٍ قد دَعاني، فقالَ لي: غَنِّني يا مُخارق، فقلتُ: أَصَوتًا تَقتَرِحُه أَمْ ما حضَر؟ فقال: ما حضَر، فغنَّيتُه:

دَعي القلبَ لا يَزدَدْ خَبالًا معَ الذي * بهِ مِنكِ أو داوِي جَواهُ المُكتَّما
ومَن كانَ لا يَعدُو هواهُ لسانَهُ * فقَد حلَّ في قَلبي هواكِ وخَيَّما
ولَيسَ بتَزويقِ اللِّسانِ وصَوغِهِ * ولكنَّهُ قد خالَطَ اللَّحمَ والدَّما


قالَ: فقالَ لي: أحسنتَ يا مُخارق، ثمَّ أخذَ وَتَرًا من أَوتار العودِ فلَفَّهُ على المِضراب، ودفَعهُ إليَّ، فجعلَ المضرابُ يطولُ ويغلُظُ، والوَتَر يَنتشرُ ويعرُضُ حتَّى صارَ المِضرابُ كالرُّمح
والوَترُ كالعَذَبة عليهِ، وصارَ في يَدي عَلَمًا، ثم انتبهتُ فحدَّثتُ برُؤيايَ إبراهيمَ الموصليَّ، فقالَ لي: الشَّيخُ، بلا شكٍّ، إبليسُ، وقد عقَدَ لك لواءَ صَنعَتك، فأنتَ ما حييتَ رئيسُ أَهلها.

[ الأغاني، 18/486]
أبو المُهنَّأ مُخارق بن يحيى الجزّار مولى الرَّشيد (ت:231ه) من كبار المُغنّين في زمانه[ الأغاني]

الذي ذكرَه ابنُ خَميس هو أبو موسى عمران الذّجّي، فالظّاهر أنّه غير أبي موسى عيسى بن عبد الله اللَّخميّ الذّجّي، وكلاهما من شريش
والثاني، من شيوخ ابن الفخّار الرُّعيني، فقد ذكره في برنامجه وقال:منسوبٌ إلى ذجّة، قرية من قرى شريش، لقيته مراراً بإشبيلية وشريش وغيرهما.[ برنامج الرّعيني، ص:136] هكذا في المطبوع بالمعجمة
ووردت نسبتُه أيضاً بالمعجمة في [ الذيل والتّكملة، 3/414] للمراكشي، لكن يظهرُ أن ما في تُحفة القادم أولى لأنّ ابن الأبّار وهو معاصرٌ للمُترجَم أيضاً
نصَّ على ضبط النّسبة بالحرفِ، ففي ذلك مزيد تثبُّتٍ وتحرٍّ، أو أنَّ الكلمة في الأصل أعجميّة فوقع الاختلاف مع التّعريب، فالأمرُ قريب، والله أعلم

عائشة 03-08-2016 02:30 PM

شَكَرَ اللهُ لَكَ حُسْنَ الإِفَادَةِ، وَنَفَعَ بِعِلْمِكَ.
فاصل1،،،فاصل1
.
والشَّيءُ بالشَّيءِ يُذْكَرُ:
.
كان بإربل رجلٌ من أهل الموصل يُدعَى أبا محمَّدٍ، يخدم بني الغرَّاف، وكان له ولدٌ يُسَمَّى أبا الجودِ، فاجتازَ عليه أنوشروان بن محمَّد بن منصور العَلَّكيّ، وكان أميرَ المطربين، فولعَ به، فمضى الصبيُّ وحدَّث والدَه بذلك، فاجتمع أبو محمَّد بأنوشروان، فقال له: إنِّي رأيتك في المنامِ وأنتَ تقول لي: يا فلان! بعدَ الفقه والزُّهد والتُّقَى صِرتُ أميرَ المطربين، وأنشدتَّني أبياتًا في النَّوم حفظتُها، وهي:
تركتُ التُّقَى والزُّهدَ عنِّي بمعزلٍ * وصرتُ أميرَ المطربين ولا فَخْرُ
وكنتُ قديمًا بالقراءةِ مُولَعًا * فقد صارَ قرآني الطربربُ والزَّمْرُ
وصارَ صليبًا يَستقي كلَّ ليلة * بظرفٍ كبيرٍ واسعٍ مِلْؤُهُ خمرُ
أيُفلِحُ مَنْ هذي الصِّفاتُ صفاتُهُ * ويُرجَى له الغُفرانُ إن ضمَّه القبرُ
ولو لم أنتبهْ لكان قصيدًا طويلًا، فعليكَ بالتَّوبة والإقلاع، والاشتغال بما فيه الانتفاعُ، فالدُّنيا أقصرُ من ظلّ طائر، والمرء مأخوذٌ بالجرائر.
.
[ تاريخ إربل 1/ 361 ]

أحمد البخاري 03-08-2016 10:08 PM

شكراً لكم

http://i826.photobucket.com/albums/z...rtalMihrab.jpg

ورُوِي عن أبي عثمانَ الخُزاعيِّ أنَّه كان قالَ لأبي حاتم: كنتُ البارحةَ بينَ النائمِ واليقظانِ، فرأيتُني في المحراب، إذْ سمعتُ قائلًا يقول:

أبو حاتمٍ عالمٌ بالعلوم * فأهلُ العلومِ له كالخَوَلْ
عليكُم أبا حاتمٍ إنَّهُ * لهُ بالقراءَةِ عِلْمٌ جَلَلْ
فإن تَفقِدوهُ فلَن تُدرِكوا * لهُ ما حَييتُمْ بعلْمٍ بَدَلْ


[طبقات النحويين واللغويين، ص:95]
أبو حاتم: هو سهل بن محمد السِّجِسْتَانيُّ، النَّحويُّ المقرئُ البَصريُّ (ت:255ه)

أحمد البخاري 04-08-2016 02:18 PM

شكراً لكم

http://images.gofreedownload.net/thu...tor-237611.jpg

قال تقيُّ الدّين الغزّيُّ في ترجمة شهاب الدّين بن العَديم العُقيليّ الحلبيّ:
حكى أخوه القاضي كمال الدّين، عنه، أنَّه رأى في مَنامِه كأنَّ شَخصاً يُنشِدُه:


يَا غَافِلاً جَرَّتْهُ آمالُهُ * عَن الْمَقَامِ الأَشْرَفِ الأَسْنَى
انْهَضْ بِجِدٍّ منكَ نحوَ العُلى * وافْتَحْ لها مُقْلَتَكَ الْوَسْنَى

قال: فحفظتُهما، وزدتُهما:

وارْجِعْ إلى مَوْلاكَ واخْضَعْ له * تَسْتَوْجِبِ الإحْسَانَ والْحُسْنَى

قال أخوه: فلمَّا أَنشدَني ذلك، أعقَبَه بأن قال: ما أظنُّ إلا أن نَفسي نُعِيَت إليَّ، فماتَ في السَّنة المُقبِلة.

[الطبقات السَّنية في تراجم الحنفيَّة، 1/143]

عائشة 04-08-2016 02:36 PM

جزاكم الله خيرًا.
فاصل1
.
قالَ عماد الدِّين أبو الفتح عُمَر بن شعبان الحمويُّ:
دخلتُ على العَلَم [ابن المرصَّص] في مرضِ موته، فوجدتُّه مسرورًا، فسألتُه عن حالِه،
فقالَ: أنا اليومَ طيِّبٌ، فقلتُ: ما سببُ ذلك؟ فقال: تبرَّمْتُ أمسِ من طُولِ هذا المرضِ،
وشكوتُ إلى ربِّي ذلك، ونمتُ البارحةَ، فرأيتُ في منامي قائلًا يقول:
ما تستحي تشكو، وأنت القائلُ:
.
إذا لم تكُنْ تُنْهي إلى غيرِكَ الشَّكْوَى * فما ثَمَّ إلا الصَّبْر فيكَ علَى البَلْوَى
وإنِّيَ إنْ أتْلَفْت بالهجرِ مُهْجَتي * لأَرْضَى الَّذي تَرْضَى وأَهْوَى الَّذي تَهْوَى
.
وماتَ بعد ذلك بثلاثةِ أيَّامٍ.
.
[ الوافي بالوفيات 29/ 252 ]
.
(وإنّيَ إنْ أَتلفتُ بالهجر مهجتي)
هكذا وَرَدَ في الكتابِ، وضُبِطَتِ التاءُ في (أتلفت) بالضَّمِّ.
ويظهَرُ لي أنَّ صوابَهُ: (وإنِّي وَإنْ أَتْلَفْــتَ بالهجرِ مُهْجَتي). فما رأيكم؟

عائشة 11-08-2016 01:33 PM

حكَى جماعةٌ من أرباب التَّواريخ أنَّ دُلَفَ بنَ أبي دُلَفَ قالَ: رأيتُ في المنام آتيًا أتاني، فقال لي: أجبِ الأميرَ، فقمتُ معه، فأدخلَني دارًا وَحْشةً وَعْرةً، سوداءَ الحيطانِ، مقلعةَ السُّقوف والأبواب، وأصعدَني على درجٍ منها، ثم أدخلَني غرفةً في حيطانِها أثرُ النِّيران، وفي أرضها أثرُ الرَّمادِ، وإذا بأبي وهو عُرْيان واضعٌ رأسَه بين ركبتيه، فقالَ لي كالمستفهمِ: دُلَف؟ قلتُ: دُلَف، فأنشأ يقولُ:
أَبْلِغَنْ أَهْلَنا ولا تُخْفِ عَنْـهُمْ * ما لَقِينا في البَرْزَخِ الخَـنَّاقِ
قَدْ سُئِلْنا عَن كُلِّ ما قَدْ فَعَلْنا * فَارْحَمُوا وَحْشَتي وما قَدْ أُلاقِي
ثمَّ قالَ: فهمتَ؟ قلتُ: نعم، ثمَّ أنشدَ:
فَلَوْ كُنَّا إذا مِتْنا تُرِكْنا * لكَانَ الـمَوْتُ راحةَ كُلِّ حَيِّ
ولَكِنَّا إذا مِتْنا بـُعِثْنا * ونُسْأَلُ بَعْدَه عَن كُلِّ شَيِّ
ثمَّ قال: أفهمتَ؟ قلتُ: نعم، وانتبهتُ.
.
[ وفيات الأعيان 4/ 78 ]


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 09:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ