ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية

ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية (https://www.ahlalloghah.com/index.php)
-   حلقة فقه اللغة ومعانيها (https://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ( بابا ) و ( بأبأ ) و ( ماما ) و...!! (https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1697)

أم محمد 21-06-2009 12:13 AM

( بابا ) و ( بأبأ ) و ( ماما ) و...!!
 
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


جاء في " سرّ صناعة الإعراب " (1/233) لابن جنّي (ت 392هـ):
" قالوا: بأْبَأَ الصَّبيَّ أبوهُ: إذا قال له: بِأبي، وبأْبَأَهُ الصَّبيُّ: إذا قال له: بَابَا. وقال الفرَّاء: بَأْبَأْتُ بالصَّبيِّ بِئْباءً: إذا قلتُ له: بِئَبا ".

وفي " لسان العرب " (مادَّة " بأبأ ") لابن منظور (ت 711هـ):
" وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبَأْتُ بِهِ: قلتُ له: بِأبي أنتَ وأُمِّي...
وبَأْبَأْتُهُ -أيضًا- وبَأْبَأْتُ بِهِ: قلتُ له: بَابَا.



هذه الـ ( بابا ) ولها أصل في اللغة؛ فهل للـ ( ماما ) أصل؟

نرجو الإفادة وفقكم الله.

أبو عدي 22-06-2009 03:52 PM

سمعت من بعض مشايخي نحو ما وثقتيه في بابا ، ثم قال لنا : ( أما ماما : فلا مخرج فيها ؛ فهي أعجمية صِرفة ) .

الاثري البهجاتي 22-06-2009 05:07 PM

إذا كان (بابا) عربية
فكيف النطق ؟؟ بالتفخيم ؟؟؟
وهل تعرف العرب تفخيم الباء، كما ينطقها الناس اليوم ؟؟؟؟
والله المستعان
والسلام

أبو عدي 22-06-2009 10:40 PM

اقتباس:

فكيف النطق ؟؟
قال تعالى : { ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون } .
قال تعالى : { حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون } .
أزل التنوين من { باباً } تجد نطق العرب لبابا ، فبناؤها الحرفي نفس بنائها .

عمار الخطيب 25-06-2009 04:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل الاثري البهجاتي (المشاركة 8376)
إذا كان (بابا) عربية
فكيف النطق ؟؟ بالتفخيم ؟؟؟
وهل تعرف العرب تفخيم الباء، كما ينطقها الناس اليوم ؟؟؟؟
والله المستعان
والسلام

تنطق العامة ألفاظا كثيرة نطقا خاطئا ، كنطقنا لـ: (سلطان) ، نقول: (صلطان!). ولذلك يميل اللسان أحيانا إلى تفخيم السين في " بسلطان " في الآية الكريمة من سورة الرحمن.

قال الجاحظ ( البيان والتبيين: 1/ 62 ) :
" والميم والباء أول ما يتهيا في أفواه الأطفال ، كقولهم: ماما ، وبابا ، لأنهما خارجان من عمل اللسان ، وإنما يظهران بالتقاء الشفتين ".

عائشة 31-05-2010 02:37 PM

،،، ( وقد بَنَوْا من بعضِ الأصواتِ أفعالاً؛ كقولِهم: "دَعْدَعَ"؛ إذا قالَ: داع داع، و"بأْبَأَ الصَّبِيُّ أباهُ"، و"بأْبَأَهُ أَبوهُ"؛ إذا قالَ: بابا ).
[ المسائل الحلبيات، للفارسي (326) ].


،،، ( وقد كَثُرَ اشتقاقُ الأفعالِ من الأصواتِ الجاريةِ مجرَى الحروفِ؛ نحو: هاهيت، وحاحيت، وعاعيت، وجأجأت، وحأحأت، وسأسأت، وشأشأت. وهذا كثيرٌ في الزَّجْرِ ).
[ الخصائص، لابن جني (2/42) ].

عائشة 06-03-2011 12:00 PM

كنتُ أتصفَّح -اليومَ- كتاب " تحت راية العربية .. بحوث ومقالات في العربية ورجالاتها " للدكتور / محمد حسان الطيان؛ فوجدتُّ فيه مقالةً بعنوان: " الشاعر الأميري .. وكلمة بابا "، تحدَّثَ فيها بكلامٍ طويلٍ عن هذه الكلمةِ، وها هو ذا -نسخًا من جريدة الأسبوع الأدبيّ ( العدد 1045 )، مع مُراجعتِه على الكتابِ المذكورِ-:
( ومع ذلك فقد أنكر قوم على شاعرنا استعماله كلمة "بابا" في هذه القصيدة، وذهبوا في ذلك كل مذهب.
إذ كيف يجوز لفصيح مثله أن يستعمل كلمة عامية؟؟
بل كيف يجوز لبليغ مثله أن يرطن بكلمة أعجمية؟؟
بل كيف يجوز لشاعر كبير مثله أن يناغي بكلمة طفولية؟؟
وكان من سوالف الأقضية أني حضرت حفلاً بهيجاً ضمَّ ثلةً من العلماء والأعيان والأفاضل، وتقاطر فيه الخطباء يتحفوننا بأفانين من القول والوعظ والإرشاد، وكان منهم خطيب فاضل أديب استهلَّ كلمته –وما أحسن ما استهلها- بقصيدة الأميري هذه، وما إن وصل الخطيب إلى كلمة "بابا" في القصيدة حتى همس لي صاحبي بالجَنْبِ في أذني يسأل مستنكراً: أليست كلمة "بابا" أعجمية؟ فأشرت إليه أن لا، وتابعت الاستماع مستمتعاً بالقصيدة والخطبة، ثم بدا لي أن أنبِّه على أصالة هذه الكلمة في العربية فقمت شِبْهَ خطيب، وعلقت على الأستاذ الأديب، مبيناً أن كلمة "بابا" عربية الأصل كريمة النجار والمحتد مستدلاًّ بما جاء في المعاجم العربية من أنه: (بأبأ الصبيُّ إذا قال بابا). وكثر الهمس والتعليق، وتعدّى صاحبي بالجَنْبِ إلى أصيحاب جنب، بل إلى أساتذة أجلاء، ماكانوا ليوافقوني على ماذهبت إليه بعد أن أتى عليهم حين من الدهر يسمعون هذه الكلمة تتردد على ألسنة أعجمية أو ترطن بها ألسنة عامية لا عهد لها بالفصحى وأهلها.
وأدركت لتوّي أن ما سقته من حديث المعاجم في تلك العجالة لم يُجْدِ عندهم نفعاً، ولم يجدْ لديهم مقنعاً، في أصل كلمة غبر على الناس زمان يعتقدون فيه أنها أعجمية تسرّبت إلينا من اللغة الفرنسية (Papa) أو من غيرها، بل لقد نادى بعض الخواص بإلغاء تعليمها لأطفالنا في مراحل تعليمهم الأولى لما تحمله من أوضار العجمة!
وإن تعجب فعجب أمرُ من ينكر وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية، ثم حين يتبدّى له على وجه اليقين أنها موجودة يعجزه استخراجها، لأنه لا يعلم من أي باب تخرج أو تحت أي أصل تندرج!. مع أن الأمر في غاية السهولة واليسر، ولو أنه فتح الجزء الأول من معجم "اللسان" لقرأ في صفحاته الأولى (مادة بأبأ) الكلام التالي:
(... وبأبأتُه أيضاً، وبأبأتُ به قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه، إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبي إذا قال له بابا. وقال الفراء: بأبات بالصبي بئباءً إذا قلت له: بأبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلت له: بأباتُ الصبي بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثال البأبأةِ عندك الآن؟....). [لسان العرب (بأبأ)].
وتكاد معاجمنا العربية القديمة والحديثة تجمع على هذا الذي نقله صاحب اللسان، فقد أورد المادة بهذا المعنى كلٌّ من الفيروزآبادي في "قاموسه" والزبيدي في "تاجه"، كما جاءت في معجم متن اللغة للشيخ أحمد رضا والمعجم الوسيط [انظر مادة (بأبأ) في القاموس المحيط، وتاج العروس، ومتن اللغة، والمعجم الوسيط].
ولو ذهب الباحث ينقِّرُ في كتب اللغة وعلومها لظفر بكثرةٍ كاثرة من النصوص تثبت هذه اللفظة بمعناها الذي تعارف عليه الناس اليوم، فقد جاء في "نوادر اللغة" لأبي زيد الأنصاري (119-215هـ وهو المعني بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة):
(وقال العنبريون: بأبأ الصبي أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبي أمه فهو يمأمئها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبي دأدأةً إذا سكته تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص 254].
وجاء في "رسالة الاشتقاق" لابن السراج (316هـ):
(ومنه أن تجيء اللفظة يراد بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاق وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص 31].
وفي "كتاب الأفعال" للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة):
(بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبي أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/133].
ولا أخفي على القارئ الكريم أن هذه النقول والنصوص، على كثرتها وتنوّعِها وقطعيةِ دلالاتها، لم تكن لتشفي غلّة الباحث الصدي، فقد أنكر عليَّ بعض الفضلاء كلَّ ما سقته من هذه النقول، وطالبوني بنص عربي قديم وردت فيه لفظة "بابا" على نحو صريح لا لبس فيه ولا مظنة تحريف أو تصحيف، وأغراني البحث فرحت أنقِّب وأنقِّر في المعاجم الأمات وموسوعات النحو والصرف واللغة.
ولكن هيهات! لقد كنت كمن يعمل في غير مَعْمَل، أو ينفخُ في غير فحم، فما في هذه الكتب، على سَعتها وبسط الكلام فيها، شاهدٌ واحد على ما أنا بسبيله.
وربّ رمية من غير رام، فقد عثرت على ضالتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب "عبقرية اللغة العربية" للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها:
وكانت جارةً للحُو *** رِ في الفردوس أحقابا
فأمست وهي في الدنيا *** وما تألفُ أترابا
لها لُعَبٌ مصفَّفَةٌ *** تُلقبهن ألقابا
تنادي كلّما ريعت *** من الغرّة يا بابا
[جاءت في الأصل : (من العزة) انظر عبقرية اللغة العربية ص 219. والتصحيح من ديوان العباس بن الأحنف طبعة دار الكتب المصرية شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي حيث وردت القصيدة ص 16-18].
وماكان أشدَّ فرحي بأبيات ابن الأحنف هذه، لقد تأبَّطتها وانطلقت إلى شيخ العربية في بلاد الشام الأٍستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله، ولما التأم المجلس سألته عن كلمة "بابا" وأصالتها في العربية، فبادر الأستاذ يوسف الصيداوي -وكان من رواد المجلس عليه رحمة الله- إلى إثبات عربيتها وتوثيقها محتجًّا بذكر الجاحظ لها في "البيان والتبيين"، غير أن الأستاذ الأفغاني عقب بأن الجاحظ ليس بحجة، عند ذلك أنشدته أبيات ابن الأحنف هذه، ونسبتها إلى صاحبها العباس بن الأحنف، فقال الأستاذ سعيد الأفغاني: أما هذا فنعم!
ومع كل هذا الذي قدمت فلستُ أزعم أن هذه اللفظة جذر عربيّ خصب أو مادة عربية قابلة للاشتقاق والتوليد، وإنما هي اسم من أسماء الأصوات يُروى على سبيل الحكاية. وأسماء الأصوات، كما هو معلوم، جانب من جوانب اللغة تشترك فيه مع غيرها من اللغات، بل لقد عده بعض اللسانيين -في علم اللسانيات الحديث والقديم- أصل اللغة الإنسانية، منه استمدت ألفاظها، وعن محاكاة الأصوات الطبيعية كدويِّ الريح وخرير المياه نشأت كلماتها. وهي إحدى النظريات المشهورة في نشأة اللغات، وبها أخذ ابن جني في بعض أقواله [انظر الخصائص 1/46-47] واللغوي الألماني هردر كما جاء في المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب ص 112. كما أخذ بها من المتأخرين آدم سميث (متن اللغة /18).
دع ذا وتدبَّر معي بنية لفظة "بابا" تجدها تعتمد على حرف الباء، وهو حرف شفوي سهل النطق طيّع المخرج، ولذا سارع الطفل إلى ترديده والمَذْلِ به، فكان أول الحروف تردداً بين شفتيه وكذا حرف الميم...
على أن ما يدور في فلك بحثنا هذا هو التأكيد على أن أسلافنا العرب الفصحاء الذين عنهم أخذت اللغة حاكوا أطفالهم فيما تردد بين شفاههم كما تؤكد معظم النقول السابقة، وما الغرابة في ذلك؟ ألم يحاكوا ماهو أقلُّ من الطفل منزلةً وفصاحةً، وهي الأنعام والسوائم على اختلاف أنواعها؟ بل فقد حاكوا صوت الغراب فقالوا: غاق، ودعوا الحمار للشرب فقالوا: سَأْ. ومن أمثلتهم: (قفِ الحمار على الردهة ولا تقل له سَأْ) [جمهرة اللغة 3/293. والرواية في مجمع الأمثال 2/94 (قرِّب الحمار من الردهة....) يضرب للرجل يعلم ما يصنع]، وزجروا البغل فقالوا: عَدَسْ، وعليه شاهد النحاة المشهور:
عَدَسْ، ما لعبَّادٍ عليك إمارةٌ *** أمنتِ وهذا تحملينَ طليقُ
[انظر في أسماء الأصوات: شرح المفصل 4/15 وشرح الكافية 2/79 وجامع الدروس العربية 1/ 192 والنحو الوافي].
بل لقد تعدَّوا ذلك إلى تسمية صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه، فسمَّوا الغراب غاقِ، والبغلَ عَدَسْ، وعلى ذلك قول الشاعر:
إذا حملت بدني على عدسْ
على الذي بين الحمار والفرسْ
فلا أبالي من غزا ومن جلس
[جامع الدروس العربية 1/163، وشرح المفصل 4/79]، وزادوا فألحقوا أسماء الأصوات بأشرف الكلمات أي بالأسماء ليكون أدل على دخولها في ظاهر أقسام الكلمات فصرفوها تصريف الأسماء [انظر شرح الكافية 2/81].
ولعل خير ما أختم به الكلام طائفة من الأبيات لشعراء قدامى ومحدثين، كان لكلمة "بابا" في شعرهم نصيب.
أما أولهم فهو ابن الوردي (691-749هـ)، عمر بن مظفر، صاحب اللامية المشهورة، حيث يقول:
أيا دادا حكت صدغاك واوا *** فما أحلى ثناياك العذابا
لقد صدتك أمك عن رضانا *** فيا ماما دعي للصلح بابا
وأما ثانيهم فهو أحمد تقي الدين (1888-1935م) الشاعر القاضي، حيث يقول:
هو طفل فوق السرير صغيرٌ *** ذابل الطرف يسحر الآناما
وعليه من الجمال غشاء *** نسجته بنات موسى اليتامى
إنما يقظة الغرام غشته *** فرمت قلبه صريعاً غراما
تهموه بالحب وهو يتيمٌ *** أعجميٌّ يقول بابا وماما
وأما آخرهم فهو أميرهم، أحمد شوقي، حيث يقول:
هناك ألقت بالصغير للورى *** واندفعت تبكي بكاءً مفترى
تقول بابا أنا دحّا وهو كخّ *** معناها بابا لي وحدي ما طبخْ
فقل لمن يجهل خطب الآنيهْ *** قد فطر الطفل على الأنانيهْ ) انتهى.

صالح العَمْري 06-03-2011 05:01 PM

بارك الله في كل من شارك، وقد استقصى القوم في هذه المسألة، فما عندنا شيء نزيده إلا مسألة صغيرة.
ذكروا لـ "بأبأ" فيما نقلتم من النصوص مصدرين: بأبأة وبئباء، وهذان البناءان هما المعنيان بقول ابن مالك رحمه الله:
فعلالٌ او فعللة لـ "فعللا" ** واجعل مقيسا ثانيا لا أولا
وقد جاء في رجز لرؤبة: "البئباب"، لكنه سهل الهمزة فجعله "البيباب"، قال يصف امرأة نائحة:
عِيلت بحِبٍّ من أعزِّ الأحباب ** فَهْيَ تُرثّي حَزَنًا بالبِيباب
أي تقول: يا بأبي.
والله أعلم

فيصل عمر 30-05-2020 09:53 PM

أشكركم جزيل الشكر


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ