كنت قديما إذا استمعت لخطيب أو محاضر أجدني مضطرا لإحصاء أخطائه النحوية أحيانا، وكان ذلك ممّا يشغلني عن الخطبة، ولشدّ ما كان يعجبني الخطيب الذي لا يلجئني إلى هذا، فيحفظ لسانه من كثرة الأخطاء، ويصون آذان السامعين عن اللحن القبيح، ومن الطريف أني كنت في مناقشة لإحدى الرسائل العلمية، وكان من المناقشين الدكتور عبده الراجحي-

-، فذكر أنه يعاني أيضا في خطبة الجمعة من الخطيب اللُّحَنَة، وزعم أن للنحو شيطانا يأتيه في خطبة الجمعة، فيؤزه على أمثال هذا الخطيب الذي يصدق فيه قول القائل:
يلقِي علَى المرفوعِ صخْرَةَ جهْلِهِ

فتراهُ تحْتَ لسانِهِ مجْرُورَا
وذكر أشياء ...
وإني لأعلم أن مقام الخطابة مهيب، وأن للسان سقطات، وللقول عثرات، فمن كان من الخطباء آخذا بحظ من العربية، ويحاول جهده أن يتجنب الخطأ، وينأى عنه، فلا تثريب عليه إن شاء الله.
وأسأل الله أن يجزي عنا خيرا كل خطيب وداع يبلغ عن الله

على هدي رسول الله

.