ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة الأدب والأخبار
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 30-07-2011, 10:55 PM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي قصيدة الحِكَم والأمثال لأبي العتاهية

بسم الله الرحمن الرحيم




أبو العتاهية ، إسماعيل بن القاسم ، أبو إسحاق ،



شاعر الزهد و الحكمة ، المتوفى سنة 211 للهجرة النبوية المشرفة - على صاحبها أفضل الصلاة و أتم السلام -



قال الإمام الذهبي - - في كتابه " سير أعلام النبلاء " :



( أبو العتاهية



رأس الشعراء ، الأديب الصالح ، الأوحد ،


أبوإسحاق إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان العنزي مولاهم الكوفي نزيل بغداد .



لقب بأبي العتاهية لاضطراب فيه ، و قيل كان يحب الخلاعة فيكون مأخوذاً من العتو.



سار شعره لجودته و حسنه و عدم تقعره.



و قد جمع أبو عمر بن عبد البر شعره و أخباره ، تنسّك بأَخْرَة ، و قال في المواعظ و الزهد فأجاد.



و كان أبو نواس يعظمه و يتأدب معه لدينه و يقول : ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي و أني أرضي.



مدح أبو العتاهية المهدي و الخلفاء بعده و الوزراء ، و ما أصدق قوله :



إنّ الشبابَ و الفـراغَ و الـجِـدَة مَفْسَدَةٌ للمَـرْءِ أَيُّ مَـفْـسَـدَة



حَسْبُكَ مِما تبتـغـيه الـقُـوتُ ما أَكثَرَ القُوتَ لِـمَـنْ يَمـوتُ



هِيَ المَقاديرُ فَلُمْـنـي أَوْ فَـذَرْ إِنْ كُنتُ أَخْطَأتُ فما أَخْطا القَدَر



و هو القائل :



حَسْناء لا تَبْتَغي حلياً إذا بَـرَزَتْ لأَنَّ خالِقَها بالحُسْـنِ حَـلاّهـا



قامَتْ تَمَشّى فَلَيتَ اللهُ صَيَّرَنـي ذاكَ التُرابَ الذي مَسَّتْهُ رِجْلاها



و قال :



النَّاسُ في غَفَلاتِهـم و رَحى المَنِّيَةِ تَطْحَنُ



و قال :



إذا ما بَدَتْ وَ الـبَـدْرُ لَـيْلَة تَـمَّـهُ رَأَيْتُ لها وَجْهاً يَدُلُ علـى عُـذْري



و تَهْتَزُ مِنْ تَحْتِ الثِّـيابِ كَـأَنَّـهـا قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ في وَرِقٍ خُضْرِ



أَبى الـلَّـهٌ إلا أَنْ أَمـوتَ صَـبـابَةً بساحِرَةِ العَيْنَينِ طَـيِّبَةِ الـنَّـشْـرِ



تُوفّي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومئتين ،



و قيل سنة ثلاث عشرة و مئتين ، و له ثلاث و ثمانون سنة أو نحوها ببغداد .



و اشتهر بمحبة عتبة فتاة المهدي بحيث إنه كتب إليه هذين البيتين :



نفسي بشيء من الدنيا معلقة الله و القائم المهدي يكفيهـا



إني لأيأس منها ثم يطعمني فيها احتقارك للدنيا وما فيها



فهم بدفعها إليه فجزعت و استعفت و قالت : أتدفعني إلى سوقة قبيح المنظر ؟ فعوضه بذهب.



و له في عمر بن العلاء :



إني أمنت من الزمان وصرفه لما علقت من الأمير حبـالا



لو يستطيع الناس من إجلالـه تخذوا له حر الخدود نعـالا



إن المطايا تشتكـيك لأنـهـا قطعت إليك سباسباً ورمـالا



فإذا وردن بنا وردن خفائفـاً وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا



فخلع عليه و أعطاه سبعين ألفاً.



و تحتمل سيرة أبي العتاهية أن تعمل في كراريس. ) إنتهى كلامه - -



قال الإمام الأصمعي - -


( شعر أبي العتاهية كساحة الملوك يقع فيها الجوهر والذهب ، والتراب والخزف والنوى . )



و قال الإمام المبرد ( كان أبو العتاهية حسن الشعر ، قريب المآخذ ، لشعره ديباجة ،



ويخرج القول منه كمخرج النفس قوة وسهولة واقتدار. )



و قال أبو العتاهية عن نفسه ( لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً لفعلت . )



و قصيدة الحِكَم و الأمثال للشاعر العبّاسي أبي العتاهية هي القصيدة المعروفة بـ الأرجوزة ذات الأمثال



التي قيل أن فيها أربعة آلاف مَثَل .



و قد كتبها و نسّقها و شرح ألفاظها أخونا أبو يعلى البيضاوي - حفظه الله -



و أنشدها فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن فهد الحمين - حفظه الله -











قال أبو العتاهية :




الحَمدُ لِلَّهِ عَلى تَقديرِه وَ حُسنِ ما صَرَّفَ مِنْ أُمورِه



الحَمدُ لِلَّهِ بِحُسْنِ صُنْعِه شُكراً عَلى إِعطائِهِ وَ مَنْعِه




يَخيرُ لِلعَبدِ وَ إِن لَم يَشكُرُه وَ يَستُرُ الجَهْلَ عَلى مَنْ يُظْهِرُه




خَوَّفَ مَنْ يَجهَلُ مِن عِقابِه وَ أَطمَعَ العامِلَ في ثَوابِه




وَ أَنجَدَ الحُجَّةَ بِالإِرسالِ إِلَيهِمُ في الأَزمُنِ الخَوالي ( 1 )




نسَتَعصِمُ اللَهَ فَخَيرُ عاصِم قَد يُسعِدُ المَظلومَ ظُلمُ الظالِم




فَضَّلَنا بِالعَقلِ وَ التَدبيرِ وَ عِلمِ ما يَأتي مِنَ الأُمورِ




يا خَيرَ مَنْ يُدعى لَدى الشَدائِد وَ مَن لَهُ الشُكرُ مَعَ المَحامِد




أَنتَ إِلَهي وَ بِكَ التَوفيقُ وَ الوَعدُ يُبدي نورَهُ التَحقيقُ




حَسبُكَ مِمّا تَبتَغيهِ القوتُ ما أَكثَرَ القوتَ لِمَن يَموتُ




إِنْ كانَ لا يُغنيكَ ما يَكفيكا فَكُلُّ ما في الأَرضِ لا يُغنيكا




الفَقرُ فيما جاوَزَ الكَفافا مَنْ عَرَفَ اللَهَ رَجا وَ خافا




إِنَّ القَليلَ بِالقَليلِ يَكثُرُ إِنَّ الصَفاءَ بِالقَذى لَيَكدُرُ ( 2 )




يا رُبَّ مَن أَسخَطَنا بِجَهدِه قَد سَرَّنا اللَهُ بَغَيرِ حَمدِه




مَنْ لَم يَصِل فَاِرضَ إِذا جَفاكا لا تَقطَعَنَّ لِلهَوى أَخاكا



العَنْزُ لا يَسْمَنُ إلا بالعَلَفْ لا يَسْمَنُ العَنْزُ بقَوْلٍ ذي لَطَفْ




اللَهُ حَسبي في جَميعِ أَمري بِهِ غَنائي وَ إِلَيهِ فَقري




لَن تُصلِحَ الناسَ وَ أَنتَ فاسِد هَيهاتَ ما أَبعَدَ ما تُكابِد ( 3 )




التَركُ لِلدُنيا النَجاةُ مِنها لَم تَرَ أَنهى لَكَ مِنها عَنها




لِكُلِّ ما يُؤذي وَ إِنْ قَلَّ أَلَم ما أَطوَلَ اللَّيلَ عَلى مَنْ لَم يَنَم




مَنْ لاحَ في عارِضِهِ القَتيرُ فَقَد أَتاهُ بِالبِلى النَذيرُ ( 4 )



إِنْ اخْتَفى ما في الزَّمانِ الآتي فَقِسْ على الماضي مِنَ الأوقاتِ




مَنْ جَعَلَ النَمّامَ عَيناً هَلَكا مُبلِغُكَ الشَرَّ كَباغيهِ لَكا ( 5 )




يُغنيكَ عَن قولٍ قَبيحٍ تَركُه [ قَد يوهِنُ ] الرَأيَ الأَصيلَ شَكُّه ( 6 )




لِكُلِّ قَلبٍ أَمَلٌ يُقَلِّبُه يَصدُقُهُ طَوراً وَ طَوراً يَكذِبُه




المَكرُ وَ الخِبُّ أَداةُ الغادِرِ وَالكَذِبُ المَحضُ سِلاحُ الفاجِرِ ( 7 )




لَم يَصفُ لِلمَرءِ صَديقٌ يَمذُقُه لَيسَ صَديقُ المَرءِ مَنْ لا يَصدُقُه ( 8 )




مَعروفُ مَنْ مَنَّ بِهِ خِداجُ ما طابَ عَذبٌ شابَهَ عَجاجُ ( 9 )



سَامِحْ إذا سُمْتَ و لا تَخْشَ الغَبَنْ لَمْ يَغْلُ شَيْءٌ هُوَ مَوْجودُ الثَّمَنْ ( 10 )



مَنْ عاشَ لَمْ يَخْلُ مِنَ المُصيبَة وَ قلَّما يَنْفَكُّ عَنْ عَجيبَة



يا طالِبَ الدُّنيا بدُنيا الهِمَّة أَيْنَ طَلَبْتَ اللَّهَ كانَ ثَمَّة ( 11 )



يُوَسِّعُ الضِّيقَ الرِّضا بالضِّيقِ وَ إنَّما الرُّشْدُ مِنَ التَوْفيقِ



أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ أُموري كُلَّها إِنْ لَمْ يَكُنْ رَبِّي لَها فَمَنْ لَها ؟



ما أَبْعَدَ الشَّيءَ إذا الشَّيءُ فُقْد ما أقْرَبَ الشَّيءَ إذا الشَّيءُ وُجِد



يَعيشُ حَيٌّ بتُراثِ مَيْتِ يَعْمُرُ بَيْتٌ بخَرابِ بَيْتِ ( 12 )



صُلْحُ قَرينِ السُّوءِ للْقَرينِ كَمِثْلِ صُلْحِ اللَّحْمِ وَ السِّكينِ




ما عَيشُ مَنْ آفَتُهُ بَقاؤُه نَغَّصَ عَيشاً طَيِّباً فَناؤُه ( 13 )




إِنّا لَنَفنى نَفَساً وَ طَرفا [لَمْ ] يَترُكِ المَوتُ لإِلفٍ إِلفا ( 14 ) ( 15 )




وَ لِلكَلامِ باطِنٌ وَ ظاهِر في ساعَةِ العَدلِ يَموتُ الفاجِر




عَلِمتَ يا مُجاشِعُ بنَ مَسعَدَة أَنَّ الشَبابَ وَ الفَراغَ وَ الجِدَة ( 16 )


مَفسَدَةٌ [ لِلمَرءِ ] أَيُّ مَفسَدَة ( 17 )




يا لِلشَبابِ المَرِحِ التَصابي رَوائِحُ الجَنَّةِ في الشَبابِ ( 18 ) ( 19 )



اصْحَبْ ذَوي الفَضْلِ وَ أهْلَ الدِّينِ فَالمَرْؤُ مَنْسوبٌ إِلى القَرينِ



إيَّاكَ وَ الغِيبَةَ وَ النَّميمَة فَإنَّها مَنْزِلَةٌ ذَميمَة ( 20 )



لا تَذْهَبَنَّ في الأُمورِ فَرَطا لا تَسْأَلَنَّ إِنْ سَأَلْتَ شَطَطا ( 21 )


وَ كُنْ مِنَ النَّاسِ جَميعاً وَسَطا ( 22 )



لَيسَ عَلى ذي النُصحِ إِلّا الجَهدُ الشَيبُ زَرعٌ حانَ مِنهُ الحَصدُ


الغَدرُ نَحسٌ وَ الوَفاءُ سَعدُ



هِيَ المَقاديرُ فَلُمني أَو فَذَر تَجري المَقاديرُ عَلى غَرْزِ الإِبَر ( 23 )


إِن كُنتُ أَخطَأتُ فَما أَخطا القَدَر



------------------------------------------------------------------------------------------



( 1 ) أنجد الشيء : ارتفع, ونَجُدَ الأمر يَنْجُدُ نجودا : وَضَحَ واستبان




( 2 ) القذى : ما يقع في العين وما ترمى به



( 3 ) مكابدةالأمر مقاساة مشقته



( 4 ) القتير: الشيب



( 5 ) العين من الكلمات المشتركة المعنى وهي هنا : الجاسوس



( 6 ) في الأغاني [ يرتهن ]



( 7 ) الخَبُّ: الخَدَّاع



( 8 ) المماذقة في الود ضدالمخالصة , ومذق الود: لم يخلصه



( 9 ) الخِدَاجُ: إلقَاءُ النَّاقَةِ وَلَدَها قَبْلَ تَمامِ الأَيَّامِ، والفِعْلُ: كَنَصَرَ وضَرَبَ، وهي خادجٌ، ـوالولَدُ: خَدِيجٌ. ـ



والنَّاقَةُ: جاءَتْ بِوَلَدٍ ناقِصٍ، وإنْ كانَتْ أيامُهُ تامَّةً، فهي مُخْدِجٌ، ـ


و "صَلاَتُهُ خِدَاجٌ " ، أي: نُقْصانٌ.ـورَجُلٌ مُخْدَجٌ اليَدِ: ناقِصُها.



( 10 ) الغبن : من غبَنَهُ في البَيْعِ يَغْبِنُهُ غُبْناً ِ: خَدَعَهُ، فهو مَغْبُونٌ، والاسمُ: الغَبينَةُ.



( 11 ) الدنيا الأولى الحياة الدنيا نقيض الآخرة, والدنياالثانية بمعنى السفلى والدنيئة وهي صفة للهمة



( 12 ) التُّراث: مايُخَلِّفه الرجُل لورَثَتِهِ، والتاء فيه بَدل من الواو



( 13 ) نغص نغصا : لم تتم له هنائته والنغص كدر العيش



( 14 ) في الأغاني [ لن ]



( 15 ) الإلف: الشخص الذي تألفه والجمع آلاف



( 16 ) الجدة والوجد والوجدان: الحصول على المال



قال الصولي: قال أحمد بن عبد الله: كان لمسعدة أربعة بنين: مجاشع، وهو الذي يقول فيه أبو العتاهية:



علمت يامجاشع بن مسعدة أن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة



وهو مسعدة بن سعد بن صول الصولي مولى خالد بن عبد الله القسري،كان كاتبا له,


وكان أيضا من كتاب خالد بن برمك،


ثم كتب بعده لأبي أيوب وزيرالمنصور على ديوان الرسائل, مات في سنة 214هـ,



وابنه أبو الفضل عمرو بن مسعدة، من جلة كتاب المأمون و أهل الفضل والبراعة والشعر



(17) في الأغاني [ للعقل ] , قال أبو الفرج : ذكر سليمان بن أبي شيخ قال :


قلت لأبي العتاهية : أي شعر قلته أجود , وأعجب إليك ؟ قال : قولي :



إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للعقل أي مفسدة



وقولي ايضا :



إن الشباب حجة التصابي روائح الجنة في الشباب



( 18 ) في الأغاني : إن الشباب حجة التصابي ] والتصابي والصبا والصبوة : جهلة الفتوة واللهو من الغزل



( 19 ) قال أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني( ): أخبرني أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي قال:


تذاكروا يوماً شعر أبي العتاهية بحضرة الجاحظ؛



إلى أن جرى ذكر أرجوزته المزدوجة التي سماها "ذات الأمثال"؛ فأخذ بعض من حضر ينشدها حتى أتى على قوله:



يا للشباب المرح التصابي روائح الجنة في الشباب



فقال الجاحظ للمنشد: قف: ثم قال: انظروا إلى قوله:



........................ روائح الجنة في الشباب



فإن له معنى كمعنى الطرب الذي لا يقدر على معرفته إلا القلوب،


وتعجز عن ترجمته الألسنة إلا بعد التطويل وإدامة التفكير,



وخير المعاني ما كان القلب إلى قبوله أسرع من اللسان إلى وصفه.



( 20 ) ذميمة أي مذمومة،فَعِيلة بمعنى مفعولة



( 21 ) الفرط : العجلة , وفرط في الأمر فرطا أي قصر فيه وضيعه حتى فات,



والشطط مجاوزة الحد في البيع والقدر يقال شططت و أشط و أشططت جرت عن الحق



( 22 ) الأبيات [43 و44 و45 و46 ] زيادة من الأغاني



(23) غرز الإبرة غرزا أدخلها وكل ما سمر في شيء فقد غرز وغُرِّز
منازعة مع اقتباس
  #2  
قديم 30-07-2011, 11:59 PM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي

إِنَّ الفَسادَ بَعدَهُ الصَلاحُ يا رُبَّ جِدٍّ جَرَّهُ المِزاحُ ( 24 )



ما تَطلُعُ الشَمسُ وَ لا تَغيبُ إِلّا لأَمرٍ شَأنُهُ عَجيبُ ( 25 )



لِكُلِّ شَيءٍ مَعدَنٌ وَ جَوهَر وَ أَوسَطٌ وَ أَصغَرٌ وَ أَكبَر



وَ كُلُّ شَيءٍ لاحِقٌ بِجَوهَرِه أَصغَرُهُ مُتَّصِلٌ بِأَكبَرِه



مَنْ لَكَ بِالمَحضِ وَ كُلٌّ مُمتَزِج وَساوِسٌ في الصَدرِ مِنكَ تَعتَلِج ( 26 )



مَنْ لَكَ بَالمَحضِ وَ لَيسَ مَحضُ يَخبُثُ بَعضٌ وَ يَطيبُ بَعضُ



لِكُلِّ إِنسانٍ طَبيعَتانِ خَيرٌ وَ شَرٌّ وَ هُما ضِدّانِ



إِنَّكَ لَو تَستَنشِقُ الشَحيحا وَجَدتَهُ أَخبَثَ شَيءٍ ريحا



عَجِبتُ لَمّا ضَبَّني السُكوتُ حَتّى كَأَنّي حائِرٌ مَبهوتُ ( 27 )



كَذا قَضى اللَهُ فَكَيفَ أَصنَع وَ الصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَع



نَعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَيطانِ ما أَولَعَ الشَيطانَ بِالإِنسانِ



خَيرُ الأُمورِ خَيرُها عَواقِبا مَنْ يُرِدِ اللَهُ يَجِدْ مَذاهِبا



الجودُ مِمّا يُثبِتُ المَحَبَّة وَ البُخلُ مِمّا يُثبِتُ المَسَبَّة ( 28 )




لِكُلِّ شَيءٍ أَجَلٌ مَكتوبُ وَ طالِبُ الرِزقِ بِهِ مَطلوبُ



لِكُلِّ شَيءٍ سَبَبٌ وَ عاقِبَة وَ كُلُّها آتِيَةٌ وَ ذاهِبَة



يا عَجَباً مِمَّنْ يُحِبُّ الدُنيا وَ لَيسَ لِلدُنيا عَلَيهِ بُقيا ( 29 )



الصِدقُ وَ البِرُّ هُما الوِقاءُ يَومَ تَقومُ الأَرضُ وَ السَماءُ



وَ كُلُّ قَرنٍ فَلَهُ زَمانُ وَ لَم يَدُم مُلكٌ وَ لا سُلطانُ



ما أَسرَعَ المَوتَ وَ إِن طالَ العُمُر وَ رُبَّما كانَ قَليلاً فَكَدُر



مَسَرَّةُ الدُنيا إِلى تَنغيصِ وَ رُبَّما أَكْدَتْ يَدُ الحَريصِ ( 30 )



ما هِيَ إِلا دُوَلٌ بَعدَ دُوَل تَجري بِأَسبابٍ تَأَتّى وَ عِلَل



ما قَلَبَ القَلبَ كَتَقليبِ الأَمَل لِلقَلبِ وَ الآمالِ حَلٌّ وَ رَحَل ( 31 )



وَ كُلُّ خَيرٍ تَبَعٌ لِلعَقلِ وَ كُلُّ شَرٍّ تَبَعٌ لِلجَهلِ



لِكُلِّ نَفْسٍ هِمَمٌ وَ نَجوى لا كَرَمٌ يُعرَفُ إِلا التَقوى



لِيَجهَدِ المَرءُ فَما يَعدو القَدَر وَ رُبَّما قادَ إِلى الحَينِ الحَذَر ( 32 )



ما صاحِبُ الدُنيا بِمُستَريحِ وَ الداءُ داءُ النَّهِمِ الشَحيحِ ( 33 )



لَم نَرَ شَيئاً يَعدِلُ السَلامَة لا خَيرَ فيما يُعقِبُ النَدامَة



بِحَسبِكَ اللَهُ فَما يَقضي يَكُن وَ ما يُهَوِّنْهُ مِنَ الأَمرِ يَهُن



كَم مِن نَقِيِّ الثَوبِ ذي قَلبٍ دَنِس الموحِشُ الباطِلُ وَ الحَقُّ أَنِس ( 34 )



تَحَرَّ فيما تَطلُبُ البَلاغا وَ اِغتَنِمِ الصِحَّةَ وَ الفَراغا ( 35 )



المَرءُ يَبغي كُلَّ مَن يَبغيهِ وَ كُلُّ ذي رِزقٍ سَيَستَوفيهِ



في كُلِّ شَيءٍ عَجَبٌ مِنَ العَجَب وَ كُلُّ شَيءٍ فَبِوَقتٍ وَ سَبَب



الحَقُّ ما كانَ أَحَقَّ ما اِتُّبِع وَ رُبَّما لَجَّ لَجوجٌ فَرَجَع ( 36 )



الأَمرُ قَد يَحدُثُ بَعدَ الأَمرِ كُلُّ اِمرِئٍ يَجري وَ لَيسَ يَدري



دُنيايَ يا دُنيايَ غُرّي غَيري إِنّي مِنَ اللَهِ بِكُلِّ خَيرِ



لِكُلِّ نَفسٍ صِبغَةٌ وَشيمَة وَلَن تَرى ..... عَزيمَة



لا تَترُكِ المَعروفَ حَيثُ كُنتا وَ اِعزِم عَلى الخَيرِ وَ إِن جَبُنتا



الحَمدُ لِلَّهِ كَثيراً شُكرا اللَهُ أَعلى وَ أَعَزُّ أَمرا



لا بُدَّ مِمّا لَيسَ مِنهُ بُدُّ وَ الغَيُّ لا يَنزِلُ حَيثُ الرُشدُ



ما شاءَ رَبّي أَن يَكونَ كانا وَ المَرءُ يُردي نَفسَهُ أَحيانا ( 37 )



كُلُّ اِجتِماعٍ فَإِلى اِفتِراقِ وَ الدَهرُ ذو فَتحٍ وَ ذو إِغلاقِ



كُلٌّ يُناغي نَفسَهُ بِهاجِس تَعَلُّقٌ مِن عُلَقِ الوَساوِس ( 38 )



نَستَوفِقُ اللَهَ لِما نُحِبُّ ما أَقبَحَ الشَيخَ الكَبيرَ يَصبو ( 39 )



في كُلِّ رَأسٍ نَزوَةٌ وَطَربَة رُبَّ رِضىً أَفضَلُ مِنهُ غَضبَة ( 40 )


كَم غَضبَةٍ طابَت بِها المَغَبَّة ( 41 )




------------------------------------------------------------------------------------------





(24) في الأغاني [ ضده ]




(25)في الأغاني [ لا ]





(26)المحض : الخالص من كل شيء, وتعتلج : أي تتعارك وتتصارع, في الأغاني [ منه ]





(27) أضب على الشيء وضب : سكت عليه, وأمسك عن الحديث ,


وأضب إذا تكلم و أفاض في الحديث فهو من الأضداد





(28)المسبة والسبة : العار





(29)البُقْيَا : الإبقاء ومعنى أن الدنيا لا تبقي عليه أي لا ترحمه ولا تشفق عليه





(30)الكَدُّ: الإتعاب، يُقال: كَدّ يَكُدّ في عَمَله كَدّاً، إذا اسْتَعْجل وتَعِب.





ومنه الحديث : «لَيْسَ من كَدِّك ولا كَدِّ أبيك» أي ليس حاصِلاً بِسَعْيِك وتَعَبِك





(31)حل بالمكان أي نزل به





(32)الحَيْنُ: الهلاكُ، والمِحْنَةُ.





(33)النَّهَمُ،والنَّهامَةُ، وهو إفْراطُ الشَّهْوَةِ في الطعامِ، وأن لا تَمْتَلِئ عَيْنُ الآكِلِ ولا يَشْبَعَ،


نَهِمَ، فَهو نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهُومٌ.





(34)الدَّنَسُ: الوسخُ. وقد تَدَنَّس الثَّوبُ: اتَّسخ.





(35)البَلاغُ : الكِفايَة





(36)لج في الأمر لجاجة ولجاجا فهو لجوج تمادى فيه وأبى أن ينصرف عنه





(37)يردي : يهلك





(38)المناغاة المغازلة , تكليمك الصبي بما يهوى من الكلام, والمرأة تناغي الصبي أي تكلمه بما يعجبه ويسره,





والهاجس : الخاطر, في الموسوعة [ تقلق ]





(39)يقال صبى وتصابى إذا مال إلى الجهل والفتوة





(40)النزوة : التفلت والسَوْرِة





(41) المَغَبَّةِ، بالفَتْحِ والغِبُّ، بالكسر: عاقِبَةُ الشَّيْء
منازعة مع اقتباس
  #3  
قديم 31-07-2011, 12:02 AM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي

يا عاشِقَ الدُنيا تَسَلَّ عَنها وَيلي عَلى الدُنيا وَ وَيلي مِنها ( 42 )



ما أَسرَعَ الساعاتِ في الأَيّامِ وَ أَسرَعَ الأَيّامَ في الأَعوامِ



لِلمَوتِ بي جِدٌّ وَ أَيُّ جِدِّ وَ لَستُ لِلمَوتِ بِمُستَعِدِّ



هَل أُذُنٌ تَسمَعُ ما تُسَمِّعُ قَوارِعُ الدَهرِ الَّتي تُقَرِّع ( 43 )



ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُه اِحذَر مُؤاخاةَ اللَئيمِ فِعلُه



انظُرْ إِذا آخَيتَ مَنْ تُؤاخي ما كُلُّ مَنْ آخَيتَ بِالمُؤاخي



الحَمدُ لِلَّهِ الكَثيرِ خَيرُه لَم يَسَعِ الخَلقَ جَميعاً غَيرُه



مَن يَشتَكِ الدَهرَ يَطُل في الشَكوى الدَهرُ ما لَيسَ عَلَيهِ عَدوى ( 44 )



لَم نَرَ مَنْ دامَ لَهُ سُرورُ وَ صاحِبُ الدُنيا بِها مَغرورُ



نَعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَقاءِ ما أَطمَعَ الإِنسانَ في البَقاءِ



لَم يَخلُ مِن حُسنِ يَدٍ مَكانُهُ وَالمَرءُ لَم يُسلِمَهُ إِحسانُهُ ( 45 )



مَنْ يَأمَنُ المَوتَ وَ لَيسَ يُؤْمَن نَحنُ لَهُ في كُلِّ يَومٍ نُؤذَن ( 46 )



يا رُبَّ ذي خَوفٍ أَتى مِن مَأمَنِه كَم مُبتَلىً مِنْ يَأسِهِ في أَمَنِه



اِستَغْنِ بِاللَهِ تَكُنْ غَنِيّا اِرْضَ عَنِ اللَهِ تَعِشْ رَضِيّا



يا رَبِّ إِنّا بِكَ يا عَظيمُ إِنَّكَ أَنتَ الواسِعُ الحَكيمُ



يَكونُ ما لا بُدَّ أَن يَكونا وَ كُلُّ راجٍ رَجَّمَ الظُنونا ( 47 )



سُبحانَ مَن لا يَنقَضي عَجائِبُه سُبحانَ مَن لَيسَ يَخيبُ طالِبُه



لَم يَعدَمِ اللَهُ وَ لِلَّهِ القِدَم وَ السابِقُ اللَهُ إِلى كُلِّ كَرَم



ما كُلُّ شَيءٍ يُبتَغى يُنالُ وَ طَالِبُ الحَقِّ لَهُ مَقالُ



أَفَلحَ مَنْ كانَ لَهُ تَفَكُّر ما كُلُّ ذي عَيشٍ يَرى ما يُبصِر



وَ كُلُّ نَفسٍ فَلَها تَعَلُّل وَ إِنَّما النَفسُ عَلى ما تُحمَل ( 48 )



وَ عادَةُ الشَرِّ فَشَرُّ عادَة وَ المَرءُ بَينَ النَقصِ وَ الزِيادَة



لِكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعِ وَ إِنَّما النَعيُ بِقَدرِ الناعي ( 49 )


وَ كُلُّ نَفسٍ فَلَها دَواعِ



ما أَكرَهَ الإِنسانَ لِلتَفَضُّلِ وَ إِنَّما الفَضلُ لِكُلِّ مُفضِلِ



رَبِّ لَكَ الحَمدُ وَ أَنتَ أَهلُه مَن لَزِمَ التَقوى أَنارَ عَقلُه



ما غايَةُ المُؤمِنِ إِلّا الجَنَّة تَبارَكَ اللَهُ العَظيمُ المِنَّة ( 50 )



يا عَجَباً لِلَّيلِ وَ النَهارِ لا بَل لِساعاتِهِما القِصارِ



ما أَطحَنَ الأَيّامَ لِلقُرونِ كَم لِاِمرِئٍ مِن مَأمَنٍ خَؤونِ ( 51 )



يا رُبَّ حُلوٍ سَيَعودُ سُمّا وَ رُبَّ حَمدٍ سَيَعودُ ذَمّا



وَ رُبَّ سِلمٍ سَيَعودُ حَربا وَ رُبَّ إِحسانٍ يَعودُ ذَنبا



المَوتُ لا يُفلِتُ حَيٌّ مِنهُ كَم ذائِقٍ لِلمَوتِ لاهٍ عَنهُ



ما أَسرَعَ البَغيَ لِكُلِّ باغِ وَ رُبَّ ذي بَغيٍ مِنَ الفَراغِ



لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَع وَ الحَقُّ ذو نورٍ عَلَيهِ يَسطَع



لا تَطلُبُ المَعروفَ إِلّا مِن أَخِ يَسومُكَ الوِدَّ بِهِ سَومَ السَخي


الزُهدُ في الدُنيا هُوَ العَيشُ الرَخي



يا رُبَّ شُؤمٍ صارَ لِلبَخيلِ أَكرِم بِأَهلِ العِلمِ بِالجَميلِ



مَن كانَ في الدُنيا لَهُ زَهادَة فَعِندَها طابَت لَهُ العِبادَة



أَصلِح وَ مَن يُصلِح فَماذا يَربَح وَ الشَيءُ لا يَصلُحُ إِن لَم يُصلَح



كُلُّ جَديدٍ سَيَعودُ مُخلِقاً وَ مَن أَصابَ مَرَفِقا



ما اِنتَفَعَ المَرءُ بِمِثلِ عَقلِه وَ خَيرُ ذُخرِ المَرءِ حَسنُ فِعلِه ( 52 )



لَم يَزَلِ اللَهُ عَلَينا مُنعِما وَ مَن طَغى عاشَ فَقيراً مُعدَما



اليُبسُ وَ البَأسِ لأَهلِ الباسِ وَ سادَةُ الناسِ خِيارُ الناسِ



أَيُّ بِناءٍ لَيسَ لِلخَرابِ وَ أَيُّ آتٍ لَيسَ لِلذَهابِ



كَأَنَّ شَيئاً لَم يَكُنْ إِذا اِنقَضى وَ ما مَضى مِمّا مَضى فَقَد مَضى



ما أَزيَنَ العَقلَ لِكُلِّ عاقِلِ ما أَشيَنَ الجَهلَ لِكُلِّ جاهِلِ ( 53 )



بُؤسى لِمَن قالَ بِما لا يَعلَمُ وَ صاحِبُ الحَقِّ فَلَيسَ يَندَمُ



الخَيرُ أَهلٌ أَن يُحِبَّ أَهلُه وَ الحَقُّ ذو خِفٍّ ثَقيلٍ حَملُه


وَالحَينُ خَتّالٌ لَطيفٌ خَتلُه ( 54 )



أَينَ يَفِرُّ المَرءُ أَينَ أَينا كُلُّ جَميعٍ سَيُلاقي بَينا ( 55 )



إِلَيكِ يا دُنيا إِلَيكِ عَنّي ماذا تُريدينَ تَخَلّي مِنّي



يا دارُ دارَ الهَمِّ وَ المَعاصي هَل فيكِ لي بابٌ إِلى الخَلاصِ



نَطلُبُ أَنْ نَبقى وَ لَيسَ نَبقى كُلٌّ سَيَلقى اللَهَ حَقّا حَقّا



لِكُلِّ عَينٍ عِبرَةٌ فيما تَرى وَ الحَقُّ مَحفوفٌ بِأَعلامِ الهُدى ( 56 )


يَقبَلُهُ العَقلُ وَ يَنفيهِ الهَوى






------------------------------------------------------------------------------------------






(42) تسل من السلو : وهو نسيان الشيء والذهول عنه




(43) جمع قارعة وهي الداهية





(44) العدوى : طلبك إلى وال ليعديك على من ظلمك, والعدوى النصرة والمعونة ومنه :استعداه : نصره وأعانه





(45) يسلمه :أسلم فلان فُلاناً إذا ألْقاه إلى التهلَكة ولم يَحْمه من عدُوِّه ومنه الحديث : «المُسْلم أخو المسلم لا يظلِمُه ولا يُسلمه».





(46) من أذِنَ بالشيء، إِذْناً، بالكسر ويُحَرَّكُ، وأذاناً وأذانَةً: عَلِمَ به.





(47) الرجم القول بالظن والحدس والقذف بالغيب والظن وكلام مرجم غير يقين ولا ثابت





(48) تعلل بالأمر واعتل : تشاغل





(49) النعي : خبر الموت , والناعي : الذي يأتي به





(50) غاية كل شيء منتهاه , المنة : الإحسان والنعمة





(51) الخؤون : أي خائن : وهوالذي يؤتمن فلا ينصح





(52) ذخر الشيء ذخرا واذخره اذخارا : اختاره, وقيل اتخذه





(53) الشين : العيب والقبح ضد الزين





(54) الختل : التخادع عن غفلة و المخاتلة : مشي اصياد قليلا قليلا في خفية لئلا يسمع الصيد حسه, كل خدع خاتل وختول





(55) جميع بمعنى مجتمع , البَيْن : الفراق والتشتت





(56) محفوف :من أحف بالشيء أحاط به وأحدق به واستدار
منازعة مع اقتباس
  #4  
قديم 31-07-2011, 12:04 AM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي

كَم بارَكَ اللَهُ لِقَلبي فَاتَّسَع وَ اللَهُ إِنْ بارَكَ في شَيءٍ نَفَع



لا تُتبِعِ المَعروفَ مِنكَ مَنّا أُخِيَّ أَحسِنْ بِأَخيكَ الظَنّا ( 57 )



سُبحانَكَ اللَهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمِ وَ تَمِّمِ النُعمى عَلَينا تَمَمِ



طوبى لِمَنْ صَحَّتْ بَناتُ حِسِّه وَ مَن كَفاهُ اللَهُ شَرَّ نَفسِه



كَم دَولَةٍ سَوفَ يَكونُ غَيرُها وَ سَوفَ يَفنى شَرُّها وَ خَيرُها



يا عَجَباً لِلدَهرِ في تَقَلُّبِه المَرءُ مُذْ كانَ عَلى تَوَثُّبِه



ما بَينَ نابَيهِ وَ بَينَ مِخلَبِه



ما أَعظَمَ الحُجَّةَ إِن عَقَلنا ما يَغفُلُ المَوتُ وَ إِن غَفَلنا



اِعتَبِرِ اليَومَ بِأَمسِ الذاهِبِ وَ اعْجَبْ فَما تَنفَكُّ مِنْ عَجائِبِ



تَرى الأُمورَ ...... وَ اللَهُ في كُلِّ الأُمورِ يَقضي



تَبارَكَ اللَهُ ........ يا صاحِبَ التَسويفِ ماذا تَنتَظِر



مَن قَنِعَ .......... وَ المَوتُ ما أَسرَعَهُ وَ أَوحى



يا رَبِّ إِنّي بِكَ أَنتَ رَبّي وَ مِنكَ إِحسانٌ وَ مِنّي ذَنبي



أَستَغفِرُ اللَهَ فَنِعمَ القادِر اللَهُ لي مِنْ شَرِّ ما أُحاذِر



حَتّى مَتى المُذنِبُ لا يَتوبُ أَما تَرى ما تَصنَعُ الخُطوبُ ( 58 )



ما المُلكُ إِلا الجاهُ عِندَ اللَهِ الجاهُ عِندَ اللَهِ خَيرُ جاهِ



كاسَ اِمرُؤٌ مُنتَظِرٌ لِلمَوتِ وَ كاسَ مَنْ بادَرَ قَبلَ الفَوتِ ( 59 )



سَبيلُ مَنْ ماتَ هُوَ السَبيلُ بَقاؤنا مِن بَعدِهِم قَليلُ


قَد يَضحَكُ القَلبُ بِعَينٍ تَبكي وَ الأَخذُ قَد يَجري بِمَعنى التَركِ



ما هِيَ إِلّا الحادِثاتُ حَتّى تَترُكَ أَهلَ الأَرضِ بَتّا بَتّا ( 60 )



لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الحَوادِث تَمُرُّ تَطوي حادِثاً بِحادِث



لا عَيشَ إِلا عَيشُ أَهلِ الآخِرَة إِنّا لَنَعمى وَ العُيونُ ناظِرَة



المَوتُ حَقٌّ لَيسَ فيهِ شَكٌّ تَفنى المُلوكُ وَ يَبيدُ المُلكُ



اللَهُ رَبّي وَ هوَ المَليكُ لَيسَ لَهُ في مُلكِهِ شَريكُ


اللَهُ يَفنينا وَ لَيسَ يَفنى لَهُ الجَلالُ وَ الصِفاتُ الحُسنى



اللَهُ مَولانا وَ نِعمَ المَولى فَقُل لِمَن يَعصيهِ أَولى أَولى



ما هُوَ إِلا عَفوُهُ وَ حِلمُه سُبحانَ مَن لا حُكمَ إِلا حُكمُه



نَتائِجُ الأَحوالِ مِنْ لا وَ نَعَم وَ النَفسُ مِن بَينِ صُموتٍ وَ عَدَم



يَذهَبُ شَيءٌ وَ يَجيءُ شَيُّ ما هُوَ إِلا رَشَدٌ وَ غَيُّ



وَ إِنَّما العِلمُ بِعَينٍ وَ أَثَر وَ إِنَّما التَعليمُ عِلمٌ وَ خَبَر


نَحنُ مِنَ الدُنيا عَلى وِفازِ طوبى لِمَنْ أَسرَعَ في الجِهازِ ( 61 )



وَ كُلُّ مَأخوذٍ فَسَوفَ يُترَكُ وَ المُلكُ لا يَبقى وَ لا المُمَلَّكُ



أَتَت مُلوكٌ وَ مَضَتْ مُلوكُ غَرَّتهُمُ الآمالُ وَ الشُكوكُ



المَلِكُ الحَيُّ هُوَ المُميتُ لَهُ الجَميعُ وَ لَهُ الشَتيتُ



في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ مِنَ العِبر وَ كُلُّ شَيءٍ بِقَضاءٍ وَ قَدَر



رَبّي إِلَيهِ تُرجَعُ الأُمورُ أَستَغفِرُ اللَهَ هُوَ الغَفورُ


عَمِلتُ سوءً وَ ظَلَمتُ نَفسي وَ خِبتُ يَومي وَ أَضَعتُ أَمسي



وَ لي غَدٌ يُؤخَذُ مِنّي لَهُما هُما الدَليلانِ عَلى ذاكَ هُما



يا عَجَباً مِنْ ظُلَمِ الذُنوبِ إِنَّ لَها رَيناً عَلى القُلوبِ ( 62 )



اللَهُ فَعّالٌ لِما يَشاءُ غَداً غَداً يَنكَشِفُ الغِطاءُ


كَم شِدَّةٍ مِن بَعدِها رَخاءُ



إِنَّ الشَقِيَّ لِلشَقِيُّ الخائِنُ وَ كُلُّنا عَمّا نَراهُ بائِنُ ( 63 )



كُلٌّ سَيَفنى عاجِلاً وَشيكا تَرحَلُ عَن تَيّا وَ تَنأى تيكا


ناهيكَ مِمّا سَتَرى ناهيكا



وَ كُلُّ شَيءٍ مُقبِلٌ مُوَلِّ وَ كُلُّ ذي شَيءٍ لَهُ مُخَلِّ



رَضيتُ بِاللَهِ وَ بِالقَضاءِ ما أَكرَمَ الصَبرَ عَلى البَلاءِ








------------------------------------------------------------------------------------------





(57) المن الإعتداد بالإحسان, والمَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئاً إلاَّ مَنَّه.


واعْتَدَّ به على مَن أعطاهُ،



وهو مَذمُومٌ لأن المِنَّةَ تُفْسِدُ الصَّنِيعَة



(58) جمع خَطْبُ: وهو الشأنُ، والأَمْرُ صَغُرَ أو عظُمَ،



(59) كاسَ : عَقَلَ و فَطِنَ




(60) البَتُّ: القَطْعُ



(61) الوَفْزُ والوَفَز: العَجَلة والجمْع: أوْفاز.


يُقال: نَحن على أوْفَاز: أي على سَفَرٍ قَدْ أشْخَصْنا,




وجهاز المسافر ما يحتاج غليه في سفره




(62) الرَّيْنُ: الطَّبَعُ، والدَّنَسُ.





(63)أي مفارق ومنفصل


منازعة مع اقتباس
  #5  
قديم 31-07-2011, 12:06 AM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي

نَلْعَبُ وَ الدَهرُ بِنا سَريعُ وَ المَوتُ فينا دائِبٌ ذَريعُ ( 64 )

كُلُّ بَني الدُنيا لَها صَريعُ ( 65 )


أَلا اِنتَبِهْ ثُمَّ اِنتَبِهْ يا ناعِسُ أُخَيَّ لا تَلعَبْ بِكَ الوَساوِسُ


دُنيايَ يا دُنيايَ يا دارَ الفِتَن يا دارُ يا دارَ الهُمومُ وَ الحَزَنَ


يا غِيَرَ الدَهرِ وَ يا صَرفَ الزَمَن إِنْ أَنا لَمْ أَبكِ عَلى نَفسي فَمَنْ


لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ مِنَ الفَرَج تَثَقَّفَ الحَقُّ فَما فيهِ عِوَج ( 66 )


يا عَجَباً ما أَسرَعَ الأَيّاما عَجِبتُ لِلنائِمِ كَيفَ ناما


يا عَجَباً كُلٌّ لَهُ تَصريفُ صَرَّفَهُ المُصَرِّفُ اللَطيفُ


وَ أَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ فِكرَة وَ أَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ عِبرَة


نَرى اِفتِراقاً وَ نَرى اِجتِماعا نَرى اِتِّصالاً وَ نَرى اِنقِطاعا


المُؤمِنُ المُخلِصُ لا يَضيعُ وَ حِكمَةُ اللَهِ لَهُ رَبيعُ ( 67 )


حَتّى مَتى لا تَرعَوي حَتّى مَتى لَقَد عَصَيتَ اللَهَ كَهلاً وَ فَتى ( 68 )


ما أَقرَبَ النَقصَ مِنَ النَماءِ وَ كُلُّ مَنْ تَمَّ إِلى فَناءِ


أَرى البِلى فينا لَطيفَ الفَحصِ بَينَ الزِياداتِ وَ بَينَ النَقصِ ( 69 )


إِن كُنتَ تَبغي أَن تَكونَ أَملَسا فَكُنْ مِنَ الدُنيا أَصَمَّ أَخرَسا


وَ أَرغَبْ إِلى اللَهِ عَسى اللَهُ عَسى


يا ذا الَّذي اِستيقاظُهُ مُشتَبِهُ لا راقِدٌ أَنتَ وَ لا مُستَنبِهُ


مَنْ آثَرَ المُلكَ عَلى الكَينونَة كانَ مِنَ المُلكِ عَلى بَينونَة


لِيَخشَ عَبدٌ دَعوَةَ المَظلومِ وَ حِكمَةِ الحَيِّ بِها القَيّومِ


وَيحَكَ يا مُغتَصِبَ المِسكينِ وَيحَكَ مِنْ دَيّانِ يَومِ الدَينِ


الدينُ لِلَّهِ هُوَ الدَيّانُ وَ حُجَّةُ اللَهِ هِيَ السُلطانُ


تُدانُ يَوماً ما كَما تَدينُ وَيحَكَ يا مِسكينُ يا مِسكينُ


لِمِثلِ هَذا فَلْبُيَكِّ الباكي حَسبُكَ بِالبُيودِ مِنْ هَلاكِ ( 70 )


لَيسَ الرِضى إِلا لِكُلِّ راضِ وَ كُلُّ أَمرِ اللَهِ فينا ماضِ


السُخطُ لا يَبرَحُ كُلَّ ساخِطِ أَيُّ هَوىً فيهِ سُقوطُ الساقِطِ


وَصِلِ اللَهَ عَلى ما تَهوى وَ لازِمِ الرُشدَ لِكَي لا تَغوى


مَن ضاقَ حَلَّتْ نَفسُهُ في الضيقِ لَيسَ اِمرُؤٌ ضاقَ عَلى الطَريقِ


ما أَوسَعَ الدُنيا عَلى المُسامِحِ ما فازَ إِلّا كُلُّ عَبدٍ صالِحِ


عاقِبَةُ الصَبرِ لَها حَلاوَة وَ عادَةُ الشَرِّ لَها ضَراوَة


تَعَزَّ بِالصَبرِ عَلى ما تَكرَهُ وَ لا تُخَلِّ النَفسَ حينَ تَشرَهُ ( 71)


النَفسُ إِن أَتبَعتَها هَواها فاغِرَةٌ نَحوَ هَواها فاها


لا تَبغِ ما يَجزيكَ مِنهُ دونَه وَ إِنْ رَأَيتَ الناسَ يَطلُبونَه


أَيُّ غِنىً لِلمَرءِ في القُنوعِ وَ المَرءُ ذو حِرصٍ وَ ذو وَلوعِ ( 72 )


المَرءُ دُنياهُ لَهُ غَرّارَة وَ النَفسُ بِالسوءِ لَهُ أَمّارَة


ما النَفسُ إِلا كَدرٌ وَ صَفوُ طَعمٌ لَهُ مُرُّ وَ طَعمٌ حُلوُ


لِكُلِّنا يا دارُ مِنكِ شَجوُ وَ بَعضُنا مِنْ شَجوِ بَعضٍ خِلوُ


ما زالَتِ الدُنيا لَنا دارَ أَذى مَمزوجَةَ الصَفوِ بِأَلوانِ القَذى


الخَيرُ وَ الشَرُّ بِها أَزواجُ لِذا نِتاجٌ وَ لِذا نِتاجُ ( 73 )


سُبحانَ رَبّي فالِقِ الإِصباحِ ما أَطلَبَ المَساءَ لِلصَباحِ


إِنَّ الجَديدَينِ هُما هُما هُما هُما هُما دائِرَةٌ رَحاهُما ( 74 )


يا دارُ دارَ الباطِلِ المُعَتَّقِ عَلِقتُ مِمَّن فيكَ كُلَّ مَعلَقِ


لا عَيشَ إِلا عَيشُ أَهلِ الحَقِّ دارُ خُلودٍ لِحِسابِ الحَقِّ


ما عَيشُ مَنْ ضَلَّ الرِضى بِعَيشِ الساخِطُ العَيشِ كَثيرُ الطَّيشِ


جَدَّ بِنا الأَمرُ وَ نَحنُ نَلعَب وَ كُلُّ آتٍ فَكَذاكَ يَذهَب


يَنعى حَياةَ الحَيِّ مَوتُ المَيِّتِ يُسمِعُهُ النَعيَ بِصَوتٍ صَيِّتِ ( 75 )


عَلَيكَ لِلناسِ بِنُصحِ الجَيبِ وَ كُنْ مِنَ الناسِ أَمينَ الغَيبِ


إِرضَ مِنَ الدُنيا بِما يَقوتُكا وَ اِعلَم بِأَنَّ الرِزقَ لا يَفوتُكا


القوتُ مِنْ حِلٍّ كَثيرٌ طَيِّبُ وَ الحَظُ بِكرٌ تارَةً وَ ثَيِّبُ


أَصلُ الخَطايا خَطرَةٌ وَ نَظرَة وَ غَدرَةٌ ظاهِرَةٌ وَ فَجرَة ( 76 )


لِيَسلَمِ الناسُ جَميعاً مِنكا وَ اِرضَ لَعَلَّ اللَهَ يَرضى عَنكا


تَبارَكَ اللَهُ وَ جَلَّ اللَهُ أَعظَمُ ما فاهَتْ بِهِ الأَفواهُ


ما أَوسَعَ اللَهَ لِكُلِّ خَلقِهِ كُلٌّ فَفي قَبضَتِهِ وَ رِزقِهِ

بِاللَهِ نَقوى لأَداءِ حَقِّهِ





------------------------------------------------------------------------------------------








(64) ذريع : السريع الكثير و في صفته :«كان ذَرِيعَ المَشْي» أي سَريعَ المشْيِ واسِع الخَطْو,



ومنه الحديث: «فأكلَ أكْلاً ذَرِيعاً» أي سريعا كَثيرا



(65) الصريع : المطروح على الأرض والمجنون



(66) ثَقَّفَه تَثْقيفاً: سَوَّاهُ.



(67) الربيع : النَّهر الذي يَسْقي الزَّرع, ومنه الحديث : فعدَاَ إلى الربيع فتطَهَّر ,



والربيع أيضا : الزمان المعروف في السنة, وفي حديث الدعاء : اللهم اجْعَل القُرآنَ ربِيعَ قَلْبي



جَعَله ربِيعاً له لأنّ الإنْسَانَ يرتاح قلبُه في الرَّبيع من الأزْمَان ويميلُ إليه.



(68) الكَهْل من الرِجال: مَن زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين,.وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين,.



وقد اكْتَهل الرجل وكاهَل، إذا بَلَغ الكُهولة فصار كَهْلاً.



(69) الفحص : شدة الطلب خلال كل شيء



(70) البيود : الإنقطاع والذهاب



(71) تعز : من العزاء والتعزية : وهو الصبر و التسلية بعد المصيبة



(72) أولع به ولوعا وإيلاعا : إذا لج



(73) من نتجت الناقة إذا ولدت



(74) الجديدان : هما الليل والنهار أو الغدوة والعشية وهما من الإثنين الذين لا يفردان من لفظهما



(75) الصيت :شديد الصوتِ عاليَه



(76)الخطرة : الوسوسة وفي حديث سجود السَّهُو : «حتى يَخْطِر الشيطان بين المرءوقَلْبه»


منازعة مع اقتباس
  #6  
قديم 31-07-2011, 12:09 AM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي

كُلُّ اِمرِئٍ في شَأنِهِ يُرَقِّع وَ الرَقعُ لا يَبقى وَ لا المُرَقِّع



ما أَشرَفَ الكَسبَ مِنَ الحَلالِ ما أَكرَمَ السَعِيَ عَلى العِيالِ



ما أَكذَبَ الآمالَ عِندَ الحَينِ وَ الخَيرُ في إِصلاحِ ذاتِ البَينِ



آيُّ رَجاءٍ لَيسَ فيهِ خَوفُ وَ رُبَّما خانَتْ عَسى وَ سَوفُ



ما هُوَ إِلا الخَوفُ وَ الرَجاءُ لا تَرجُ مَن لَيسَ لَهُ حَياءُ



يا عَينُ يا عَينُ أَما رَأَيتِ أَما رَأَيتِ قَطُّ قَبرَ مَيتِ


يا عَينُ قَدْ نُكيتِ إِنْ بَكيتِ



بَيتُ البِلى أَقصَرُ بَيتٍ سَمكا سُبحانَ مَنْ أَضحَكَنا وَ أَبكى ( 77 )



يا لِلبِلى يا لِلبِلى يا لِلبِلى إِنَّ البِلى يُسرِعُ تَغْيِّرَ الحِلا ( 78 )



لا بُدَّ يَوماً يُحصَدُ المَزروعُ وَ كُلُّنا عَن نَفسِهِ مَخدوعُ



نَحنُ جَميعاً كُلُّنا عَبيدُ مَليكُنا مُقتَدِرٌ حَميدُ



لَنا مَليكٌ مُحسِنٌ إِلَينا مَنْ نَحنُ لَولا فَضلُهُ عَلَينا



أَكثَرُ ما نُعنى بِهِ وَلوعُ طوبى لِمَنْ كانَ لَهُ قُنوعُ



سُبحانُ مَنْ ذَلَّتْ لَهُ الأَشرافُ أَكرَمُ مَنْ يُرجى وَ مَنْ يُخافُ



ما هُوَ إِلا العَزمُ وَ التَوَكُّل البِرُّ يَعلو وَ الفُجورُ يَسفُل



كَم مَرَّةٍ حَفَّتْ بِكَ المَكارِه خارَ لَكَ اللَهُ وَ أَنتَ كارِه



عَجِبتُ لِلدَهرِ وَلانقِلابِه ما لَكَ لا تُعنى بِما يُعنى بِه



إِذا جَعَلتَ الهَمَّ هَمّاً واحِدا نَعِمتَ بالاً وَ غَنيتَ راشِدا



يا عَجَباً لِلنَفسِ ما أَشرَدَها ما أَقرَبَ النَفسَ وَ ما أَبعَدَها ( 79 )



النَفسُ أَعدى لَكَ مِمّا تَحسِبُ حَسبُكَ مِنْ عِلمِكَ ما تُجَرِّبُ



يا عَجَباً يا عَجَباً يا عَجَبا يا عَجَباً لِمَن لَها وَ لَعِبا



يا عَجَباً لِلطَّرفِ كَيفَ يَطمَحُ يا عَجَباً لِلمَرءِ كَيفَ يَفرَحُ ( 80 )



ما أَسرَعَ المَوتَ لِذي طَرفٍ طَمِح لَم يَترُكِ المَوتُ لِذي لُبِّ فَرَح



يا رَبِّ يا رَبِّ لَقَد أَنعَمتا يا رَبِّ ما أَحسَنَ ما عَلَّمتا



يا رَبِّ أَسعِدني بِما عَلَّمتَني وَ لا تُهنِيِّ بَعدَ إِذْ أَكرَمْتَني



دَعْ عَنكَ يا هَذا بُنَيّاتِ الطُرُق إِنْ لَم تَصُنْ وَجهَكَ يا هَذا خَلُق ( 81 )



دَعْ عَنكَ ما لَيسَ بِهِ مُستَمتَعُ وَ شَرُّ ما حاوَلتَ ما لا يَنفَعُ



وَ خَيرُ أَيّامِكَ يَومُ تُنعِمُ وَ شَرُّ أَيّامِكَ يَومُ تَظلِمُ



وَ خَيرُ ما قُلتَ بِهِ ما يُعرَفُ وَ شَرُّ مَنْ صاحَبتَ مَن لا يُنصِفُ



وَ خَيرُ مَنْ قارَنتَ مَنْ لا يَخرُقُ وَ شَرُّ مَنْ خالَفتَ مَنْ لا يَرفُقُ



كُلٌّ إِذا ما مَسَّهُ الضُرُّ شَكا وَ كُلُّ مَنْ أَبكَتهُ دُنياهُ بَكى



يا عَينُ ما لَكِ لا تَبكينا تَبَصَّري إِنْ كُنتِ تُبصِرينا



ما أَعجَبَ الأَمرَ لِمَن تَعَجَّبا ما أَسرَعَ القَلبَ إِذا تَقَلَّبا



يَحُلُّ قَلبُ المَرءِ حَيثُ مالُهُ ما كُلُّ مَنْ أَطمَعَني أَنالُهُ



قَدِّمْ لِما بَينَ يَدَيكَ قَدِّمِ أُفٍّ وَ تُفٍّ لِعَبيدِ الدِرهَمِ



الصِدقُ وَ البِرُّ أَصَبنا تَوأَما وَ المُسلِمُ البَرُّ يَبَرُّ المُسلِما



لا سَعَةٌ أَوسَعَ مِنْ حُسنِ الخُلُق مَنِ اِعتَدى تاهَ وَ مَن تاهَ حُمُق



ما كُلُّ مَعقودٍ لَهُ وَثيقَه وَ الصِدقُ ما كانَتْ لَهُ حَقيقَه



في الغَيِّ خُسرانٌ وَ في الرُشدِ دَرَك أَوسَعُ خَيرِ المَرءِ خَيرٌ مُشتَرَك


ما زالَتِ الدُنيا سُكوناً وَحَرَك




------------------------------------------------------------------------------------------










(77) السمك : السقف



(78) الحلا جمع حلية : وهي الهيئة والصورة



(79) الشرود : النفور



(80) طمح بصره إلى الشيء : ارتفع



(81) بنيات الطريق : هي الطرق الصغار التي تشعب عن معظمه,




ويقال للأكاذيب والأباطيل : أيضا بنيات الطرق



وفلان يتشبث ببنيات الطريق أي بالأكاذيب وبما لا أصل له ,




وخلق : بَلِيَ


منازعة مع اقتباس
  #7  
قديم 31-07-2011, 12:12 AM
سلمان بن أبي بكر سلمان بن أبي بكر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2010
التخصص : لا يوجد
النوع : ذكر
المشاركات: 72
افتراضي

يا عَينُ أَبغي مِنكِ أَن تَجودي بِأَدمُعٍ تَنهَلُّ كَالفَريدِ ( 82 )

يَئِستُ في الدُنيا مِنَ الخُلودِ


يَحِقُّ لي يا عَينُ أَنْ بَكَيتُ أَبكي لِعِلمي بِالَّذي أَتَيتُ


أَنا المُسيءُ المُذنِبُ الخَطّاءُ في تَوبَتي عَن حَوبَتي إِبطاءُ


ما عِندَ يَومي ثِقَةٌ لي بِغَدِ لا بُدَّ مِنْ دارِ خُلودِ الأَبَدِ


يا حَزَني يا حَزَني يا حَزَني لا بُدَّ أَن يَترُكَ روحي بَدَني


يا غَدرَةَ الأَيّامِ ما لي وَ لَكِ لَم تُبقِ لي شَيئاً وَ لَم تَتَّرِكِ


قَرَّبَتِ الأَيّامِ مِنّي أَجَلي بَرَّحَتِ الأَيّامُ بي في عِلَلي


زادَتنِيَ الأَيّامُ في تَجريبي باعَدَتِ الأَيّامُ في تَقريبي


يا يَومُ يَومَ البَينِ وَ الشُحوطِ يا يَومُ يَومَ العودِ وَ الحُنوطِ ( 83 )


يا يَومُ يَومَ العَلَزِ الشَديدِ يا يَومُ يَومَ النَفَسِ البَعيدِ ( 84 )


يا يَومُ يَومَ الأَجَلِ المَعدودِ يا يَومُ يَومَ المَنهَلِ المَورودِ ( 85 )


يا يَومُ يَومَ السِدرِ وَ الكافورِ يا يَومُ يَومَ الكَفَنِ المَنشورِ ( 86 )


يا يَومُ يَومَ الخَتمِ بِالوَفاةِ يا يَومُ يَومَ الهَجرِ لِلحُماةِ


يا يَومُ يَومَ المَيِّتِ المُسَجّى عَلى سَريرٍ لِلبِلى يُزَجّى (87 )


يا يَومُ يَومَ الرَنَّةِ الطَويلَة يا يَومُ يَومَ العَجزِ عَن ذي الحيلَة ( 88 )


يا يَومُ يَومَ لَيسَ عَنهُ مَدفَعُ يا يَومُ يَومَ النَفْسِ حينَ تُرفَعُ


صارَ اِمرُؤٌ فيهِ إِلى ما فيهِ يُسعِدُهُ ذَلِكَ أَو يُشقيهِ

ما أَشغَلَ المَيِّتَ عَن باكيهِ


أَسلَمَ مَقبوراً مُشَيِّعوهُ اِنصَرَفوا عَنهُ وَ خَلَّفوهُ


ساعَةَ سَوَّوا تُربَهُ عَلَيهِ وَلَّوا وَ لَم يَلتَفِتوا إِلَيهِ


سَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَ المَيتِ لا بَل سَيَلهونَ بِلَو وَ لَيتِ


إِنّا إِلى اللَهِ لَراجِعونا حَتّى مَتى نَحنُ مُضَيِّعونا


بَينا اِمرُؤٌ بَينَ يَدَيكَ حَيّاً إِذ صِرتَ لا تُبصِرُ مِنهُ شَيّا


أَعانَنا اللَهُ عَلى لِقائِه كَم مُخطِئٍ ذي عَجَبٍ بِرائِه


ما الناسُ إِلّا وارِدٌ وَصادِرُ الطَمعُ لِلغالِبِ فَقرٌ حاضِرُ ( 89 )


طوبى لِمَن يَقنَعُ ما أَغناهُ وَيحَ مَنِ اِستَعبَدَهُ هَواهُ


أُخَيَّ لا تَذهَبْ بِكَ المَذاهِبُ أَظَلَّكَ المَوتُ وَ أَنتَ لاعِبُ


أُخَيَّ إِنَّ المَوتَ قَد أَظَلَّكا هَل لَكَ أَن تُعنى بِهِ لَعَلَّكا


اللَهُ رَبّي قُوَّتي وَ حَولي اللَهُ لي مِنْ يَومِ كُلِّ هَولِ


يا رَبِّ سَلِّمنا وَ سَلِّم مِنّا وَ تُب عَلَينا وَ تَجاوَز عَنّا


يا رَبِّ إِنّا بِكَ حَيثُ كُنّا


كَم فَلتَةٍ لي قَدْ وُقيتُ شَرَّها ما أَنفَعَ الدُنيا وَ ما أَضَرَّها (90 )


إِنّا مِنَ الدُنيا لَفي طَريقِ إِلى الغَساقِ أَو إِلى الرَحيقِ ( 91 )


ما هِيَ إِلا جَنَّةٌ وَ نارُ أَفلَحَ مَنْ كانَ لَهُ اِعتِبارُ


كاسَ اِمرُؤٌ مُتَّعِظٌ بِغَيرِه دَعْ شَرَّ ما تَأتي وَ خُذْ في خَيرِه


خَلا أَخٌ عَنكَ فَلا تُخَلِّه مَنْ لَكَ يَوماً بِأَخيكَ كُلِّه


مَن يَسأَلِ الناسَ يَهُنْ عَلَيهِمُ بُؤسى لِمَنْ حاجَتُهُ إِلَيهِمُ


تَرى مُجتَمِعاً لا يَفتَرِق وَ كُلُّ ما زادَ فَلِلنَقصِ خُلِق


مَن يَسأَلِ الناسَ يُخَيِّبوهُ وَ يُعرِضوا عَنهُ وَ يُصغِروهُ


مَنْ صَنَعَ الناسَ تَكَنَّفوهُ وَ اِقتَرَبوا مِنهُ وَ كَرَّموهُ ( 92 )


سُبحانَ مَنْ باعَدَ في تَقَدُّمِه نَعصيهِ في قَبضَتِهِ بِأَنعُمِه


كِلا الجَديدَينِ بِنا حَثيثُ مِنَ الخُطوبِ عَجِلٌ مَكيثُ ( 93 )


طوبى لِمَنْ طابَ لَهُ الحَديثُ ما يَستَوي الطَيِّبُ وَ الخَبيثُ



------------------------------------------------------------------------------------------







(82) الفريد : الدر إذا نظم وفصل بغيره , والجوهرة النفيسة كأنها مفردة في نوعها




(83)الشحوط : البعد , والحنوط : طيب يخلط للميت خاصة





(84) العَلَزُ: خِفَّةٌ وهَلَعٌ يُصيب الإنْسان.





(85)المنهل : المشرب





(86)السدر :شجر النبق , واحدتها سدرة , و ورقه غسول يشبه شجر العناب





(87)يزجى : أي يدفع دفعا رفيقا





(88)الرَّنَّةُ: الصوتُ, رَنَّ يَرِنُّ رَنِيناً: صاحَ





(89)الصدر : الانصراف عن الورد وعن كل أمر, والورد ضده





(90)الفلتة :كلُّ شيءٍ فُعل من غير رَوِيَّة،ولا إحكام





(91)الغساق : بالتخفيف والتشديد: ما يَسِيل من صَديد أهل النار وغُسَالَتِهم.





وقيل: ما يَسِيل من دُمُوعهم وقيل: هو الزَّمْهرير.





(92)تكنّفوه : أحاطوا به





(93)حثيث : : مسرع , والمكيث : المقيم الثابت
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
الحكم والأمثال التي تضمنتها متون أهل العلم محمد بن إبراهيم حلقة الأدب والأخبار 45 31-12-2011 09:54 PM
قصيدة " خاب الخبيث " ... لأبي عبد الله الرياني أبو عبد الله الرياني حلقة الأدب والأخبار 4 15-09-2011 12:15 AM
بين الرشيد وأبي العتاهية عائشة حلقة الأدب والأخبار 3 11-08-2008 01:42 PM
نظم اللآلْ في الحكم والأمثال محمد سعد حلقة الأدب والأخبار 0 01-07-2008 10:25 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 12:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ