|
#16
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ونفع بعلمك.
وأنا لا أرى صوابًا في عدولك عن رواية (لا تخلوا)؛ لما يأتي: 1- أن الأخذ بالمروي إن كان يؤدي المعنى أولى من تمحل وجه آخر لم يرد. 2- أنك رددته بحجة أنه غير مألوف في كلام العرب مثل (لا تخلوا الدم)، وأنا أقول إن المعهود من كلام العرب في الطل بمعنى الإهدار أن يكون قبل وقوع القتل لا بعده. 3- أن الجار والمجرور بعده (لهم) أليق بالتخلية منها بالإهدار. 4- أن (تخلوا) أقرب في الرسم إلى الروايات الأخرى المسبوقة بهمزة: (تعلوا، وتغلوا) من الرسم الذي رجحته، بل إنها أقرب منه إلى (تعقلوا)؛ لأن التحريف والخلط يكثر بين الحروف المستلقية لا القائمة، و(تطلوا) فيها عصا الطاء واللام، فمظنة التحريف إليها أقل. والله أعلم في دفينتك الثالثة ذكرت البيت: فجاشت إليَّ النفسُ أولَ مرةٍ فرُدَّت على مكروهها فاستقرَّتِ وفي نفسي شيء من هذا البيت، فلعلك ترد النظر فيه كرة أخرى: فأولا: قوله (فجاشت) جواب شرطـ (لما) في البيت الذي قبله، فهل تراه مستساغًا اتصال الفعل بالفاء؟!! أم أن في الكلمة تحريفًا، والأصل (تحاشت) أو نحوه؟ وثانيًا: لا أرى نفسي تطمئن لـ: (فرُدَّت)، ففيه التفات من المعلوم إلى المجهول، وهذا ليس معهودًا في أشعارهم. ولا يزول الإشكال لو قلنا إنها (فرَدَّت) بالفتح؛ لأن الشاعر في معرض الفخر وذكر المآثر، وردُّ الخيل إلى المكروه محل فخر ولا شك، فكان الأولى والأليق بشعرهم أن ينسب الشاعر هذا العمل لنفسه، لا أن يذكره بصيغة المجهول. وقد وقع في نفسي أنَّه ربما يكون الأصل (فزِدْتُ)، وربما يكون (رددت)، وعلى هذا الوجه الأخير يكون الفعل هو جواب الشرط ويزول الإشكال. والله أعلم. |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
إعراب الحماسة | أوراق | أخبار الكتب وطبعاتها | 2 | 28-09-2024 09:43 AM |