صدر حديثا : عروض الخليل بن أحمد مقاربات جديدة - يوسف بكار

[رائد]

مقاربات جديدة في علم العروض


الكتاب: عروض الخليل بن أحمد، مقاربات جديدة، دراسة.
المؤلف: د. يوسف بكار.
الناشر: دار ورد.
عدد الصفحات: 96 من القطع الوسط.
سنة الصدور: 2009.
راجعه: ابراهيم السواعير

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي:
اعملْ بعلمي؛ ولا تنظر إلى عملي
ينفعك علمي، ولا يضررك تقصيري
يُصدّر أستاذ النقد الأدبي بجامعة اليرموك يوسف بكّار كتابه عروض الخليل بن أحمد: مقاربات جديدة بأنّ كتاب في العروض والقافية الذي طبعه عام 84 من القرن المنقضي، ودرّس كثيراً من مادته مطلع السبعينات في غير جامعة، أساس إضافاته اليوم؛ وقد كان دائم التنقيب في موسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه، وأن أربع مقارباتٍ اهتدى إليها؛ ذات نصيبٍ من الجدّة والأصالة.
ويسلك بكار مقارباته في فصول: أصالة المنبت، والتقنيات الدقيقة، وأبو العلاء المعرّي وعروض الخليل، وإشعاعات الآخر القديم.
في الفصل الثاني يتناول بكّار خطّة الخليل التقنيّة، وتقنيات: المجزوءات، والزحافات والعلل، والقافية، والتصريع، وفي الثالث يدرس اهتمام المعري بالخليل، وآرائه وتنبيهاته واستدراكاته في الأوزان والقافية، ويبحث المؤلف في الفصل الأخير إشعاعات الهنديّ والفارسي واليوناني، ويدعم بحثه بثبت مراجعه.
ويشرح بكار خطّة الخليل في العروض، غير المختلفة عنها في اللغة، وقد بناها مظهراً لعلم وصفي لا معياري ؛ مورداً صبره في خُصّه ساعاتٍ طوالاً؛ يحرّك أصابعه ويوقّع بها، وينغّم بأصواتٍ غير مفهومة؛ فظن ابنُه أباه جُنّ، فخرج يصرخ، فقال الخليل: لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتني/ أو كنتَ تعلم ما تقول عذرتكا/ لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني/ وعلمت أنك جاهلٌ فعذرتكا! .
وفي بحثه يمرّ بكّار على: الوحدات الصوتية الوظيفية، والإيقاعية الكبرى، والأجزاء والتفعيلات والأنساق الإيقاعية، والبحور والنماذج النظرية العليا، والدوائر والتحولات في الوحدات والأنساق، والزحافات والعلل ومسائل القافية. ولكنه يتجاوز كلّ هذه المعالم، ويقف عند مفاصل وجزئيات تقنيّة مهمة؛ مُسَّ بعضها مسّاً رفيقاً، وتُجُوّز بعضها بسبب من المسائل الكبيرة التي غطّت عليها وحجبتها.
الفصل الأخير فيه طرافة تستحقّ الوقوف عندها؛ فليس من شكّ في إنّ إشعاع الآخر القديم في العروض العربي عسير وإن يكن محتملاً بعضه في ظل معطيات سلطة المكان وتأثيراته في الحيرة والبصرة وخراسان، والامتزاج المبكّر للثقافات الهندية والفارسية واليونانية والعربية ودور ابن المقفع في ذلك، وموازنات أبي الريحان البيروني المهمة بين عروض العرب والهنود واليونان، وحدّة ذهن الخليل وتوقّد ذهنه وعقليته الرياضيّة. وفي الفصل فإنّ بكّاراً يروي بما يجعل صفحات الكتاب مريحةً؛ بشواهد الامتزاج، ويروي أن عبيد الله بن زياد أمير البصرة في عهد يزيد بن معاوية أمر بأن يطاف بالشاعر العربي يزيد بن مفرّغ في الشوارع والأسواق تعزيراً له على هجائه الأمويين؛ فتبعه الصبيان بالفارسيّة: أين جيست؟! أي ما هذا؟ ؛ فأجابهم شعراً: آبست، ونبيذاست/ عصارات زبيب أست/ سميه روسبيد است .


الرأي - 30/1/2009.