ضبط ( أصلت ) في قول أبي تمام : ( وأصلت شعري ... )

[عائشة]

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

قال أبو تمَّام يُخاطِبُ ممدوحَه: [ من الطَّويل ]
( وأصلت ) شِعْرِي فَاعْتَلَى رَوْنَقَ الضُّحَى ......... وَلَوْلَاكَ لَمْ يَظْهَرْ زَمَانًا مِّنَ الغِمْدِ

ضَبَطَ مُحقِّقُ « ديوان أبي تمَّام » -الَّذي بينَ يديَّ- كلمة ( أصلت ) -في البيتِ- علَى هذا النَّحوِ:
( وَأَصَّلْتَ ).
وقال في الهامشِ -مُفسِّرًا لها-:
( أصّلت شعري: جعلتَه ذا أصلٍ ).

[ « ديوان أبي تمَّام »، تقديم وشرح: الدكتور محيي الدِّين صبحي: ( 1/291 )، ط: دار صادر ].

والَّذي أراه: أنْ تُضْبَطَ الكلمةُ علَى هذه الشَّاكلةِ:
( وَأَصْلَتَّ ).
مِنْ: ( أصْلَتَ السَّيفَ ): إذا أخْرَجَهُ مِنْ غِمْدِهِ.
شبَّهَ شِعْرَهُ بالسَّيفِ الَّذي يُصْلَتُ، وهي استعارة مكنيَّة.
والَّذي جَعَلني أتنبَّه إلَى هذا الضَّبْطِ: هُوَ قولُهُ -بعدَه-:
( وَلَوْلَاكَ لَمْ يَظْهَرْ زَمَانًا مِّنَ الغِمْدِ ).
فكأنَّ شعْرَهُ كانَ مُغمَدًا، ثُمَّ أُصْلِتَ. فهذا يُؤيِّدُ ذاك.
إضافةً إلَى أنَّ كلمة ( رونق ) مُناسبةٌ لذِكْرِ السَّيْفِ.
جَاءَ في « القاموس » ( مادَّة: رنق ):
( ورَوْنَقُ السَّيفِ والضُّحَى: ماؤُهُ وحُسْنُهُ ).

والله تعالَى أعلمُ.

[منصور مهران]

في سنة 1974 م كنا في مجلس ضم الدكتور محمد عبده عزام ، والأخ الصديق أحمد حمدي إمام - مدرس اللغة العربية - وكاتب هذا السطور ، وآخرين
وكان في يد الأستاذ أحمد حمدي إمام الجزء الثاني من ديوان أبي تمام بشرح التبريزي مما حققه عزام ؛ فخاطب الدكتور عزام بأنه يرى صواب الضبط في هذا البيت : ( أصْلَتُّ ) بتاء المتكلم .
فأقر عزام له بهذا ووعد بإصلاحه في طبعة قابلة ، وصدرت الطبعة الثانية بلا إصلاح ، ومات الرجلان - رحمة الله عليهما - واختفت معهما هذه الملاحظة وكدت أنساها فلما قرأت ما تفضلت به الأستاذة عائشة رجعت إلى نسختي فوجدت مذكرة بالحادثة فنقلتها هنا وقلت :
سبحان الله !

[أبو الفضل]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة

إضافةً إلَى أنَّ كلمة ( رونق ) مُناسبةٌ لذِكْرِ السَّيْفِ.
جَاءَ في « القاموس » ( مادَّة: رنق ):
( ورَوْنَقُ السَّيفِ والضُّحَى: ماؤُهُ وحُسْنُهُ ).

والله تعالَى أعلمُ.

قال محمود شاكر :
و رونق السيف و الشباب و غيرهما : ماؤه الذي يترقرق في صفائه و لألائه .

[عمار الخطيب]

فائدة نفيسة ، بارك الله فيكِ.
عندنا الآن قولان ، (وأَصْلَتُّ) وَ (وأصْلَتَّ) ، فبأيهما نأخذ؟
رأي العبد الفقير أنَّ (وَأَصْلَتَّ) بتاء الخطاب هو الأقوى لمناسبته لما بعده (ولولاكَ...) ، ولقوله في البيت الذي يسبقه:
وأنكَ أحْكَمْتَ الذي بين فكرتي وبين القوافي مِنْ ذِمَامٍ وَمِنْ عَقْدِ
فَعَطْفُ (وأصْلَتَّ) على (أَحْكَمْتَ) مناسبٌ.

والله أعلم.

[عائشة]

شُكرًا لكم -جميعًا-.

وأُوافِقُ الأستاذَ/ عَمَّارًا الخطيبَ -وفَّقه الله- في ما ذَهَبَ إليهِ؛ لأنَّ المقام مقام مَدْحٍ، وخِطابٍ للممدوحِ، وهو الَّذي يقتضيهِ السِّياقُ. ولا أَرَى أن تُضْبَطَ التَّاءُ بالضَّمِّ.

أمَّا جَعْلُ الكَلِمَةِ مأخوذةً من الأَصْلِ؛ فأظنُّ أنَّ د. مُحيي الدِّين صُبحي تَبِعَ -في ضَبْطِ هذه الكلمةِ- مَن قبلَهُ؛ ذلك أنَّها ضُبِطَتْ علَى هذا الوَجْهِ (أَصَّلْتَ) في « ديوان أبي تمَّام بشرح الخطيب التبريزيِّ »، بتحقيق: محمَّد عبده عزَّام (2/116)، وفي « شرح الصوليِّ لديوان أبي تمَّام »، بتحقيق: د. خلف رشيد نعمان (1/488). والصَّوابُ: (أَصْلَتَّ) -كما ذَكَرْتُ سابقًا-. والحمدُ لله الَّذي هدانا لهذا.

[عمار الخطيب]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة

شُكرًا لكم -جميعًا-.

وأُوافِقُ الأستاذَ/ عَمَّارًا الخطيبَ -وفَّقه الله- في ما ذَهَبَ إليهِ؛ لأنَّ المقام مقام مَدْحٍ، وخِطابٍ للممدوحِ، وهو الَّذي يقتضيهِ السِّياقُ. ولا أَرَى أن تُضْبَطَ التَّاءُ بالضَّمِّ.

أمَّا جَعْلُ الكَلِمَةِ مأخوذةً من الأَصْلِ؛ فأظنُّ أنَّ د. مُحيي الدِّين صُبحي تَبِعَ -في ضَبْطِ هذه الكلمةِ- مَن قبلَهُ؛ ذلك أنَّها ضُبِطَتْ علَى هذا الوَجْهِ (أَصَّلْتَ) في « ديوان أبي تمَّام بشرح الخطيب التبريزيِّ »، بتحقيق: محمَّد عبده عزَّام (2/116)، وفي « شرح الصوليِّ لديوان أبي تمَّام »، بتحقيق: د. خلف رشيد نعمان (1/488). والصَّوابُ: (أَصْلَتَّ) -كما ذَكَرْتُ سابقًا-. والحمدُ لله الَّذي هدانا لهذا.

أشكر لكم فوائدكم ، جعل الله ما تقدمين في ميزان حسناتك.