زعَمْتِ بأنّني رجلٌ عليلٌ

[أبو طعيمة]

وحيداً لا أمَلُّ من السُّهادِ = ولا أرجو الإيابَ من البِعادِ

ولا أرجو الذي يرجُوه مِثْلي = قَنِعْتُ من الحَواضرِ بالبَوادِي

زعَمْتِ بأنّني رجلٌ عليلٌ = وتلكَ مكيدةُ المَرْءِ المُعادِي

ومابي عِلةٌ و اللهُ يدري = سوى ما شفَّ قلبي من ودادِ

وكم أنكرْتِ من فضْلي و حِلْمي = وكمْ أغضيْتُ عنْ كُرَبٍ شِدادِ

فَكان جَزاءُ ما جادتْ يَميني = من الإحسانِ كُـفْــرَكِ بالأيادي

أيَكْذِبُني الذي آتانِ علماً = و يَصْدُقُني البُغاةُ أولوا الفسادِ؟!

وإنّي إن ظُلِمْتُ شديدُ بأسٍ = ولكنْ قد أويْتُ إلى الرَّشادِ

وإنّي إنْ عصيْتُ فإنَّ قلبي = جَزوعٌ منْ لِقا يومِ التَّنادِ

و ما أنكرتُ من ذنبٍ و لكنْ= أتيْتُ اللهَ مَحْزونَ الفُؤادِ

و إنّي راغبٌ للهِ دَهْري = وإنّي سَالكٌ سُبُلَ الرّشادِ

وإنّي قائلٌ قولاً كريماً = بهِ يخشى الأنامُ من المعادِ

إلى ذي العَرْشِ مرجِعُ كلِّ حيٍّ = لِيُقْضى يوْمَها بيْنَ العِبادِ

أحمد أبوطعيمة
2/01/2021