|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() وبعد فنجمع هنا -إن شاء الله ![]() والكسر-كما في اللسان-من الحساب ما لا يبلغ سهمًا تامًّا والجمع كُسورٌ، كالنصف والثلث والربع إلى العشر، وقد يأتي على زنة (فعيل) كثمين وسبيع، وبعضهم يجعله مطردا في هذه الكسور، وأنكر أبو زيد منها خميسا وثليثا، قال صاحب التاج (5/ 181): (قلت: وقَرَأْتُ في مُعْجَمِ الدِّمْياطِيِّ ما نَصُّه: قال ابنُ الأَنْبَارِيّ: قال اللُّغَوِيُّون: في الرُّبعِ ثلاثُ لُغاتٍ: يقال: هو الرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ، وكذلك العُشْرُ والعُشُرُ والعَشِيرُ يَطَّرِدُ في سائِرِ العَدَدِ، ولم يُسْمَع الثَّلِيثُ، فمن تَكَلَّمَ به أَخْطَأَ، فالمصنّف جَرَى على رَأْىِ الأَكْثَرِ، وقالوا: نَصِيفٌ بمعنى النِّصْف، لكِن المعروف في النِّصْفِ الكَسْرُ بخلافِ غيرِه من الأَجزاءِ، فَإِنّهَا على ما قُلْنَا. وعن الأَصمعيّ: الثَّلِيثُ : بمعنى الثُّلُثِ ولم يَعْرِفْه أَبو زيد، وأَنشدَ شَمِرٌ : تُوفِي الثَّلِيثَ إِذا ما كانَ في رَجَبٍ ... والحَيُّ في خَاثِرٍ منها وإِيقاعِ ) |
#2
|
|||
|
|||
![]() قال الشاعر: وكائنْ ترى من صامتٍ لك معجِبٍ ![]() لسانُ الفتى نِصفٌ ونِصفٌ فؤادُه ![]() رُويا عن زهير بن أبي سلمى، وحقق الشنقيطي في شرح المعلقات أن البيتين ليسا لزهير، ونسبهما الجاحظ في البيان (1/ 170) للأعور الشَّنِّيِّ، وقيل: هما لغيره. |
#3
|
|||
|
|||
![]() وقال عبدُ اللهِ بنُ عَنَمَةَ يرثي بِسطامَ بنَ قيسٍ: لكَ المرباعُ منها والصفايا ![]() [حماسة أبي تمام 1/ 503] والمِرْباعُ-كما جاء في التاج-: رُبُعُ الغَنيمةِ الذي كان يأخذُه الرئيسُ في الجاهليّة مأخوذٌ من قولِهم: رَبَعْتُ القوم، أي: كان القومُ يَغْزُونَ بَعْضَهم في الجاهليّة، فَيَغْنَمون فيأخذُ الرئيسُ رُبُعَ الغَنيمةِ دون أصحابِه خالِصًا، وذلك الرُّبُعُ يُسمّى (المِرْباع)، ونقلَ الجَوْهَرِيّ عن قُطرُب: المِرْباع: الرُّبُع، والمِعْشار: العُشْر قال: ولم يُسمَعْ في غيرِهما) اهـ وفي شرح المرزوقي: (قال أبو عبيدة: فصار هذا الربع الذي كان في الجاهلية للرئيس في الإسلام خمسًا) |
#4
|
|||
|
|||
![]() أحسنتم أستاذنا الحبيب.
وفي حماسة أبي تمام -وأنتم أعرفُ بها- لعمرو بن كلثوم: ثلاثةُ أثلاثٍ فأثمانُ خَيلِنا ولأبي تمام في وصف أطلال:![]() قسم الزمانُ ربوعَها بين الصَّبا وهذا البيت مما عِيبَ على أبي تمام لأن الصَّبا هي القَبُول، فهو في الحقيقة لم يذكر إلا ريحين: الصَّبا التي هي القَبُول والدَّبُور، فكيف جعل القسمة أثلاثا، وإنما ذلك لأنه ظنَّ أن الصَّبا غير القَبُول، وقد يكون وقع إليه ذلك عن بعض علماء اللغة، أن الصَّبا غير القَبُول، لكن العلماء على تخطئته في هذا البيت، لأن الصَّبا عندهم هي القَبُول، لا فرق بينهما، فأصبحت قسمة أبي تمام في البيت فاسدة.![]() وقال جرير: صارت حنيفةُ أثلاثًا فثلثهم وقد عِيب هذا على جرير أيضًا، قالوا: لم يذكر الثُّلُثَ الثالث.![]() وذكروا أن جريرًا لما قال هذا البيت قيل لرجل من بني حنيفة: من أيّ الأثلاث أنت ؟ قال: من الثلُث الملغَى. قال البغدادي في الخزانة: "وأراد جريرٌ بالثلث المتروك أشرافهم، وترك الثالث عمدًا، لأنه في مقام الذم لا يثبت لهم أشرافًا صراحة". قلتُ: توجيه البغدادي حسن جدًّا، لكن قد روي في شعر جرير بعد هذا البيت بيتٌ قد يكون فيه ذكرُ الثلث الثالث، وإن كان لم يَضِح لي معناه وضوحًا كاملًا، وهو قوله: قَد زَوَّجوهُم فَهُم فيهِم وَناسِبُهُم ![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]() عفا الله عنكم يا أستاذنا،
وهل أكتب في مثل هذا إلا متطفلا على مثلكم رجاء أن تجودوا علينا بمثل هذه الفوائد! بارك الله فيكم، وزادكم علما وفهما. |
#6
|
|||
|
|||
![]() ما شاء الله ، لا قُوَّة إلا بالله أحسن الله بكم، وبارك فيكم، وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ![]() ![]() ![]() ولست بالذي يُفيد، ولكن طُوَيلب مستفيد، غير أني أحبُّ التَّشَبُّه بالكرام. قال حسّان بن ثابتٍ في رِثاء رسول الله ![]() مُفجَّعة قد شفَّها فقدُ أحمدٍ ... فظلَّت لآلاء الرسول تُعدِّدُ وما بلغتْ من كلِّ أمرٍ عشيرَهُ ... ولكنّ نفسي بعضَ ما فيه تحمَدُ ويُروى: بعدَ هذا تَوَجَّدُ ![]()
__________________
متى وقفتَ لي على خطإ فنبِّهني عليه، شكر الله لك.
|
#7
|
|||
|
|||
![]() بل أنت ابن بجدتها ومنك نستفيد إن شاء الله يا أستاذنا،
وقال النابغة الذُّبيَانيُّ: واحكمْ كحكمِ فتاة الحيِّ إذْ نظرَتْ ![]() يحُفُّه جانبا نِيقٍ وتُتبِعُهُ ![]() قالتْ ألا ليتَما هذا الحمامَُ لنا ![]() فحسَّبُوهُ فألفَوهُ كما ذكرتْ ![]() فكمَّلتْ مِائةً فيها حمامتُها ![]() [خزانة الأدب 10/ 253] وفتاة الحي هي زرقاء اليمامة، ويروى عنها أنها قالتْ: ليتَ الحمامَ لِيَهْ ![]() ونصفَهُ قَدِيَهْ ![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() وقال باعِثُ بنُ صُرَيمٍ: إني ومن سمكَ السماءَ مكانَها ![]() آليتُ أثقَفُ منهمُ ذا لِحْيةٍ ![]() [شرح الحماسة للمرزوقي 1/ 533] |
#9
|
|||
|
|||
![]() أحسنتم، ومن ذلك قول الكُـمَيت بن زيد الأَسَديّ في قصيدة طويلة في نحو ثلاث مئة بيت يفضّل بها العدنانية على القحطانية:
رأيتُ الخُرسَ تَنطِقُ في زَمَانٍ قال ابن دريد في الجمهرة: ومَثَلٌ من أمثالهم: يَضْرِبُ أَخْمَاسًا لأَسداس، يُضْرَبُ للرجل إِذا لَبَّسَ الشَّيْءَ على صاحِبِه.![]() وبُدِّلَتِ الحَمِيرُ فَمَا فَزِعنَا ![]() وعَطَّفَتِ الضِّبَابَ أَكُفُّ قَوم ![]() وذَلِكَ ضَربُ أَخمَاسٍ أُرِيدَت ![]() وأنشدوا في كتب اللغة أبياتا أخرى فيها ضربُ الأخماس للأسداس كما في بيت الكميت. وقد ردّ على قصيدة الكميت هذه الهمدانيُّ المعروفُ بلسان اليمن صاحبُ الإكليل وصفة جزيرة العرب بقصيدة يقال لها الدامغة أبياتها تزيد على ستّ مئة بيت، ودافع فيها عن القحطانية وفـخَّم من شأنها، وهجا بني أسد. والقصيدتان عصبية جاهلية. |
#10
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يا أستاذنا الحبيب،
كنت قد قرأت شرح العلماء لهذا القول (ضرب أخماس لأسداس)، ووجدت أنهم يرجعونه إلى الخِمس والسِدس من أظماء الإبل، ومن ذلك ما ذكره أبو عبيد البكري في شرح الأمثال (ص 105، 106) عن راوية الكميت، قال: (وقال محمد بن سهل راوية الكميت: إذا أراد الرجل سفرًا بعيدًا عوَّد إبله أن تشرب خِمسًا ثم سِدسًا حتى إذا دفعت في السير صبرت، ذكر ذلك قاسم بن ثابت عنه، والجلية في معناه أنه مثل مضروب لراعي الإبل، وأنه يوردها السِدس برسم الخِمس تغليظًا لصاحبها ومكرًا عليه لمؤونة إيرادها الماء وصرفها إلى المرعى، ومعنى يضرب هنا: يجعل ويثبت من قوله ![]() ![]() ![]() فلعل أستاذنا اطلع على ما لم أطلع عليه في تفسير هذا القول. |
#11
|
|||
|
|||
![]() أحسنتم جدًّا وأجدتم.
وأنا ما وقفتُ على شيء يخالف هذا الذي ذكرتم، بل وقفتُ على شيء يوافقه من قبل أن أكتبَ ما كتبتُه، لكني مررتُ به كالأعمى، وذلك لِـما كان قد استقرّ في نفسي منذ عرفتُ هذا المثل وسمعتُه قديما أن الأخماس جمع خُمس والأسداس جمع سُدس، فمررتُ بالصواب وكأني لا أراه، وقد عدتُّ الآن فبحثتُ بحثًا سريعًا عن شيء يصوّب ما زعمتُه فلم أجد شيئا. فيكون الصوابُ على هذا ما ذكرتموه، وأنا مخطئٌ واهم حتى يوجَد شيءٌ يصحّح ما ذكرتُه أو يقوّيه، وهذه فائدة استفدتُّها بتصحيح خطأ طال ما استقرّ في ذهني. |
#12
|
|||
|
|||
![]() أحسن الله بكم، وجزاكم خيرا.
ولا بأس أن نذكر مثل ذلك مما ليس من الكسور احترازا. ومن ذلك قول الفرزدق: ولِكنَّ نِصْفًا لو سَبَبْتُ وسَبنَّي ![]() كذا أنشده الجاحظ في البيان. وجاء في تاج العروس: (والنِّصفُ بالكسرِ، ويُثَلَّثَ هو: النَّصَفَةُ الاسمُ من الإِنْصافِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، واقْتَصَرَ على الكَسْرِ وأنشَدَ للفرزدقِ: ولِكنَّ نِصْفًا لو سَبَبْتُ وسَبنَّىِ ![]() قالَ الصّاغانِيّ : هكذا أَنشَدَه سِيبَوَيْه والذي في شِعْرِه: ولِكنَّ عَدْلًا) اهـ |
#13
|
|||
|
|||
![]() أحسن الله إليكما، ونفعنا بكما ![]() وأحسب أنه ما من أحد إلا وظنَّ هذا المثل من باب الكُسُور حتَّى يطَّلع على شرح العلماء، وقد كنت قلتُ في الشَّبيبة: ضربتُ الخُمْسَ في السُّدسِ ![]() فإن شاء أبو حيَّان فليحتجَّ به على أستاذِنا ابن إبراهيم [^ـ^]. ![]() قال الكُمَيت يهجو رجلا: أنصف امرئ من نصف حيٍّ يسبُّني ![]() ![]() ![]() ![]() وكان الذي سبَّه أعور، من حيٍّ يُقال لهم بنو الشَّطير، كذا قال أبو هلال في الجمهرة، ورأيت عند غيره: بنو شِقٍّ، وكلٌّ يعزوهم إلى كلبٍ، قال أبو هلالٍ: ومثل هذا بديع من معاني القُدماء. ![]()
__________________
متى وقفتَ لي على خطإ فنبِّهني عليه، شكر الله لك.
|
#14
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وهذا المعنى هو المشهور المتداول بين الناس، وهو معنى الحيرة، تقول: أتيت فلانا، فوجدته يضرب أخماسا في أسداس، يذهبون به إلى معنى الحيرة والذهول، وربما مرجع ذلك لصعوبة عملية ضرب الكسور على غير متعاطي فن الحساب! |
#15
|
|||
|
|||
![]() نعم، نحتجُّ ببيت شاعرنا أبي ثابت ما دام قبله الأستاذ المجد، وصاحبُ البيت شاعر مُجيد وراجز محسن.
على أني قد وجدتُّ شطر بيت آخر ما دمنا دخلنا في الأخماس والأسداس، وهو في أخبار الزجاجي، قال بعد ما فسّر ضرب الأخماس للأسداس بنحو ما فسّر به أستاذنا المجد ثم ذكر أَخْذَ الكميت من المثل في البيت الذي أنشدتُّه: "فأما قول الآخر: والمجدُ يُدرَكُ أَخماسًا وأَسداسا فمعناه: أنه مفرَّق لا يكاد يوجد مجتمعا في واحد". فأحسب أن الأخماس والأسداس هنا جمع خُمس وسُدس، وهو مفهوم من التفسير الذي فسّر به. |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل هذا الشعر موزون؟ | سامي الطحاوي | حلقة العروض والإملاء | 11 | 03-02-2015 06:14 AM |
عن الشعر الحر | ابن عبدالحي | حلقة الأدب والأخبار | 8 | 07-06-2014 12:21 AM |
مفهوم الشعر . | محمد عمر الضرير | حلقة الأدب والأخبار | 8 | 23-04-2011 06:38 PM |
الشعر الهندسي | رضوانة | حلقة الأدب والأخبار | 3 | 30-12-2010 08:42 AM |
دان لي الشعر | حسن الحضري | حلقة الأدب والأخبار | 0 | 01-12-2010 07:36 PM |