|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
![]() بين يديَّ مقال كتبه الدكتور أبو أوس الشمسان في عدد الثقافية ذي الرقم ( 276 ) أنكر فيه قرار جامعة الملك سعود ، القاضيَ بنَسْخ افتراض موادّ العربيَّة على طلابِها . وقد كانت قبلُ مفترَضةً عليهم . ولو أوتيت الجامعةُ من الجرأة أكثرَ مما أوتيتْ ، وجرَت على طبيعتِها ، لألغت هذه الموادَّ إلغاءً تامًّا ؛ ولكنه يحجِزها عن ذلكَ شيءٌ من الحياءِ ؛ والحياءُ خيرٌ كلُّه . وهي معَ ذلكَ لا تتردَّد أن تزيدَ في دروس الإنجليزية ما وسِعها ذلكَ . وأحسبها لولا الحياءُ أيضًا ، لافترضت على طلابِها دِراسةَ العربيَّةِ بالإنجليزيَّة ! ما دامَ سوق العمل كما زعموا يتطلَّب ذلك . ثمَّ لا تبالي الجامعة من بعدُ عاقبةَ هذه القراراتِ غير المدروسة على الأمَّة . ولا يعنيها أن يخرجَ جيلٌ من وراء ذلك مقطوعُ الصِّلة بتراثِه ، مستلَبُ الوَلاءِ لحضارتِه ، ملفَّقُ الثقافة ؛ لا هو بالذي نالَ علمَ أمَّته ، ولا هو بالذي أحاطَ بعلوم الأمم الأخرى ، كما قال أحمد الزين في العقاد : يحاول شعر الغَرب ؛ لكن يفوته ![]() ![]() ![]() وقد كنا ننتظر من هذه الجامعة وغيرها أن تكونَ ظهيرًا للعربيَّة ، وموئلاً لها ، وقد ترَى ما تلاقيه في هذا الزمانِ من التضييق ، وما أُحيطَ بها من البلاءِ ، والمكرِ السيِّئ . وقد ترَى أيضًا صدودَ أبنائها ، وإعراضَهم عنها . كنَّا ننتظرُ منها ذلك ؛ فإذا هي معَها على حالٍ لا تَسرُّ كلَّ محبٍّ لأمته ، غيور عليها ، ساعٍ في نهضتها ، ورقيِّها ؛ فلم ترضَ أن تتركَها تقاسي ضعفَها ، حتى زادتها ضعفًا على ضعفٍ ، وخذلتْها أشدَّ ما تكونُ حاجةً إلى النُّصرةِ ؛ حالُها حال الحماسي القائل : أعانَ عليَّ الدهرَ إذ حكَّ بَرْكَه ![]() ![]() ![]() مسكينةٌ أنت أيتها العربيَّة ! أوكلَّما أحسَّ ناقصٌ فشلَه ، رجعَ عليكِ بالملامةِ ، وردَّ إليكِ الأسبابَ ، ونحَّاكِ عن طريقِه ؛ كأنه لا يبلُغُ العَلاءَ ، ولا يصيبُ المجدَ إلا إذا قطعَ معرفتَه بكِ ، ورفعَ يدَه عن بِرِّكِ . وقد علموا جميعًا ، ما لكِ إليهم من ذنبٍ ، ولا لكِ يدٌ في فشلِهم ؛ ولكنَّهم كرِهوا أن يكاشفوا أنفسَهم ، ويفتشوا عن عيوبِهم ؛ فلم يجِدوا أضعفَ منكِ ناصرًا ، وأقلَّ عددًا ؛ فحمَّلوك جريرةَ غيرِكِ : ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ولو نظروا إلى الأمم المتحضّرة التي يأخذون أنفسَهم باتباعها ، لوجدوها جميعًا تفتخرُ بلغاتِها ، وتعتزُّ بها ، ولا تفتأ تسارعُ في تحصينِها ، وحياطتها ، وطلبِ السلامة لها ، لعلمِهم أنَّ اللغةَ مكوِّن رئيس من مكوِّناتِ الحضارة ، وأنه لا يمكِن أن تنهضَ أمَّة إلا إذا كانَ لها ماضٍ تصِل به حبالَها ، وتتكئ عليه في نهوضها : وما فخرُ مَن ليست له أوليَّةٌ ![]() ![]() ![]() وقد قلتُ من قبلُ : ( ليس شيءٌ أضرَّ على الأمم ، وأسرعَ لسقوطها ، من خذلان أبنائها للسانها ، وإقبالهم على ألسنة أعدائها ) . ولكنَّها عقدة النقصِ في بني قومي ؛ تراهم لا يزالون يخادعون أنفسَهم عن تلمُّس الأسبابِ الصحيحةِ للفشل الذي هم مرتكسون فيه . ويخالفون إلى غيرِ السبيلِ الذي يفضي بهم إلى التقدُّم . وقد كانَ يحسنُ بهم أن يتأنَّوا في ذلكَ ، ويستشيروا أهلَ الرأيِ من المخلصين الناصحين ؛ فربَّ زلَّةٍ يسيرةٍ لا يُلتفتُ لها لا تزال تعمل عملَها حتى تكونَ في ما بعدُ سببًا من أسبابِ سقوط الأمة . وهذا القرار إنما هو حلقة واحدة من سلسلةٍ عرفنا طرفَها الأول ، ولسنا نعلمُ أين ينقطع طرفُها الآخَرُ ! ومن قبله ألزموا طلاب الدراسات العليا أن تكون دِراستُهم للعربيَّة في بلاد غير عربيةٍ . ودونك ؛ فاعجبْ ! فهل أصرِّح عن السبب الحقِّ وراءَ هذا الفشلِ ؟ ليس السببُ اللغةَ ؛ ولكنه بكلمةٍ واحدةٍ : إسنادُ أمرِ التعليم إلى غير أهله ، وإقصاءُ أهلِه عنه . وإلا ، ففي أبناء هذه الأمةِ – لو وجدوا معينًا – مَن هو قادرٌ على أن يأتيَ بأعظمَ ممَّا جاءَ به الغربُ في الدراسات اللغوية ، ومَن في مكِنته أن يجدِّد في علوم العربيَّة تجديدًا يلائِم طبيعتَها ، وينشقُّ من داخلِها ؛ ولكنْ ( لكلّ جديدٍ لذة ) ، و ( لكلّ داخلٍ دهشة ) ، ثم ترجع الأمور بعدُ إلى مواضعها ؛ ![]() ![]() وبعدُ ، فلا يغيب عني أن أشكر كلَّ الشكر للدكتور أبي أوس على ما كتب ؛ فقد عهدتّه غيورًا على لغتهِ ، طويل الهَمّ لها ، بعيدَ المطمح فيها . وحسبُه أنه تكلَّم حيث سكت الآخَرون . فيصل بن علي المنصور http://www.al-jazirah.com/culture/20...09/aguas16.htm
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
إنشاء مركز اللغويات التطبيقية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية | رائد | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 0 | 05-05-2009 02:08 PM |