ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة البلاغة والنقد
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #31  
قديم 05-01-2010, 07:18 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

اختلافهم في تقدير قوله تعالَى: ﴿بِِأيِّكُمُ المَفْتُونُ﴾، ورأي ابن القيِّم في هذا

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وقد اختُلِفَ في تقدير قوله: بأيِّكُمُ المَفْتُونُ:
فقال أبو عثمان المازنيُّ: هو كلام مستأنَفٌ، و(المفتونُ) -عنده- مصدرٌ؛ أي: بأيِّكم الفِتْنة، والاستفهامُ عن أمرٍ دائرٍ بين اثنين، قد عُلِمَ انتفاؤُه عَنْ أحدِهما قطعًا؛ فتعيَّن حصوله للآخَرِ.
والجمهورُ علَى خلاف هذا التَّقدير، وهو عندهم متَّصلٌ بما قبلَه، ثُمَّ لهم فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنَّ الباءَ زائدةٌ، والمعنَى: أيُّكم المفتونُ، وزيدَتْ في المبتدإ كما زيدَتْ في قولكَ: بِحَسْبِكَ أن تفعلَ؛ قاله أبو عبيد.
الثَّاني: أنَّ (المفتون) بمعنى الفتنة؛ أي: ستُبْصِرُ ويُبْصِرون بأيِّكم الفتنةُ، والباء علَى هذا ليست بزائدةٍ؛ قاله الأخفشُ.
الثَّالث: أنَّ (المفتون) مفعولٌ علَى بابِه؛ ولكن: هنا مضاف محذوفٌ؛ تقديره: بأيِّكم فتون المفتون، وليست الباء زائدةً؛ قاله الأخفش -أيضًا-.
الرَّابع: أنَّ (الباء) بمعنى (في)، والتَّقدير: في أيِّ فريق منكم النَّوع المفتون، والباء على هذا ظرفيَّة.
وهذه الأقوالُ كُلُّها تكلُّفٌ ظاهرٌ، لا حاجةَ إلى شيء منه. و(ستُبْصِرُ) مُضمَّنٌ معنَى: تشعرُ، وتَعْلَمُ؛ فعُدِّيَ بالباءِ؛ كما تقولُ: ستشعر بكذا، وتعلم به؛ قال : أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى. وإذا دعاك اللَّفْظُ إلى المعنَى من مكانٍ قريبٍ؛ فلا تُجِبْ مَن دعاكَ إليه من مكانٍ بعيدٍ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #32  
قديم 07-01-2010, 08:41 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه في سورة الواقعة

قال الإمامُ ابن القيِّم --:
(وعلَى هذا: فتكونُ المناسبةُ بين ذِكْرِ النُّجومِ في القَسَمِ، وبين المُقْسَمِ عليه -وهو القرآنُ- من وُّجوهٍ:
أحدها: أنَّ النُّجوم جَعَلَها اللهُ يُهتدَى بها في ظلمات البرِّ والبَحْرِ، وآيات القرآن يُهتدَى بها في ظلمات الجَهْل والغَيِّ؛ فتلك هدايةٌ في الظُّلُمات الحسيَّة، وآياتُ القرآن في الظُّلماتِ المعنويَّة؛ فجَمَعَ بين الهدايتينِ.
مع ما في النُّجوم من الرُّجوم للشَّياطين، وفي آيات القرآن من رجوم شياطين الإنس والجنِّ.
والنُّجومُ آياته المشهودة المعايَنة، والقرآن آياته المتلوَّة السَّمعيَّة.
مع ما في مواقعها عند الغروب من العِبرة والدّلالة على آياته القرآنيَّة، ومواقعها عند النُّزول) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #33  
قديم 10-01-2010, 02:16 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

قال تعالَى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى﴾، ولَم يَقُلْ: (وَمَا ينطِقُ بالهَوَى)

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وقال: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى، ولَمْ يَقُلْ: (وما ينطقُ بالهوَى)؛ لأنَّ نُطْقَهُ عَنِ الهَوَى أَبْلَغُ؛ فإنَّه يتضمَّنُ أنَّ نُطْقَهُ لا يَصْدُرُ عَنْ هوًى، وإذا لَمْ يَصْدُرْ عَنْ هَوًى فكَيْفَ يَنطِقُ به؟! فتضمَّن نَفْيَ الأَمْرَيْنِ: نَفْيَ الهَوَى عَن مصدرِ النُّطْقِ، ونَفْيَهُ عَن نَّفْسِهِ؛ فنُطْقُهُ بالحقِّ، ومَصْدَرُهُ الهُدَى والرَّشادُ، لا الغَيُّ والضَّلالُ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #34  
قديم 15-01-2010, 08:53 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وأخبرَ -سبحانه- عن مسافة هذا القُرْب بأنَّه قَدْر قوسَيْن أو أدنَى مِن ذلك، وليس هذا على وَجْهِ الشَّكِّ؛ بل تحقيق لقَدْر المسافةِ، وأنَّها لا تزيدُ عن قوسين البتَّةَ؛ كما قال : وأرسلناهُ إلَى مائةِ ألفٍ أو يزيدونَ [تحقيقًا] لهذا العددِ، وأنَّهم لا ينقصون عن مائة ألف [رجلاً] واحدًا، ونظيرُه قوله: ثُمَّ قَسَتْ قُلوبُكُم مِّن بَعْدِ ذلكَ فَهِيَ كالحِجارةِ أَوْ أشَدُّ قسوةً؛ أي: لا تنقص قسوتُها عن قسوةِ الحجارةِ؛ بل إن لم تزد علَى قسوةِ الحجارة؛ لَمْ تكن دُونها. وهذا المعنَى أحسنُ وألطفُ وأدقُّ مِن قَوْلِ مَن جَعَلَ (أَوْ) في هذه المواضعِ بمعنَى (بَلْ)، ومِن قَوْلِ مَن جَعَلَها للشَّكِّ بالنِّسبةِ إلى [الرَّائي]، وقولِ من جَعَلَها بمعنَى (الواو)؛ فتأمَّلْهُ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #35  
قديم 17-01-2010, 09:06 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

مدح النبيِّ في سورة النَّجم

قال الإمام ابنُ القيِّم --:
(فنزَّهَ في هذه السُّورةِ عِلْمَهُ عن الضَّلالِ، وقَصْدَه وعَمَلَهُ عَنِ الغَيِّ، ونُطْقَهُ عَنِ الهوَى، وفؤادَه عن تكذيبِ بَصَرِهِ، وبَصَرَهُ عن الزَّيغِ والطُّغيانِ، وهكذا يكونُ المَدْحُ.
تِلْكَ المكارمُ لا قَعْبانِ مِن لَّبَنٍ شِيبَا بِمَاءٍ فَعادَا بَعْدُ أَبْوالاَ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #36  
قديم 17-01-2010, 09:25 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

الاستطرادُ أسلوبٌ لطيفٌ جدًّا في القرآنِ

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(ولمَّا ذَكَرَ رُؤيتَه لجبريل عند سِدْرة المنتهَى؛ استطرَدَ منها، وذَكَرَ أنَّ جَنَّةَ المأوَى عندها، وأنَّه يغشَاها مِن أمرِه وخَلْقِهِ ما يَغْشَى.
وهذا مِنْ أحسنِ الاستطرادِ، وهو أسلوبٌ لطيفٌ جِدًّا في القرآنِ، وهو نوعان:
أحدهما: أن يستطردَ مِنَ الشَّيءِ إلَى لازمه؛ مثل هذا، ومثل قوله: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ، ثمَّ استطرد مِن جوابهم إلَى قولِه: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ - وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ - لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ، وهذا ليس من جوابِهِمْ؛ ولكن تقرير له، وإقامة الحجَّة عليهم. ومثلُه قوله تعالَى: فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى - قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى - قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى - قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى، فهذا جوابُ مُوسَى، ثُمَّ استطردَ -سبحانه- منه إلى قوله: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْ نَبَاتٍ شَتَّى - كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى - مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى، ثمَّ عاد إلى الكلام الَّذي استطرد منه.
والنَّوع الثاني: أن يستطردَ من الشَّخص إلى النَّوعِ؛ كقوله: ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ - ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ إلى آخره؛ فالأوَّل: آدم، والثَّاني: بنوه. ومثلُه قوله: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ - فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا إلَى آخر الآياتِ؛ فاستطردَ من ذِكْر الأبوَيْن إلى ذكر المُشركين من أولادِهما. واللهُ أعلم) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #37  
قديم 18-01-2010, 08:51 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

قال تعالَى: ﴿ لا لَغْوٌ فيها ولا تَأثِيمٌ﴾ ولَمْ يَقُلْ: (ولا إثم)

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وقال -سبحانه-: ولا تَأْثِيمٌ، ولم يقل: (ولا إثم)؛ أي: ليس فيها ما يحملهم على الإثمِ، ولا يُؤَثِّمُ بعضُهم بعضًا بشربِها، ولا يُؤثِّمهم اللهُ بذلك، ولا الملائكةُ؛ فلا يلغون، ولا يأثَمون) انتهى.



إلامَ تُشير صفةُ (المنثور) في قولِهِ تعالَى: ﴿إذَا رأيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤلُؤًا مَّنثورًا﴾؟

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(... وَوَصَفَهُم في موضعٍ آخَرَ: إذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا؛ ففي ذكره (المنثور) إشارةٌ إلى تفرُّقِهم في حوائجِ ساداتِهم، وخدمتهم، وذهابهم، ومجيئهم، وسَعةِ المكانِ؛ بحيث لا يحتاجون أن ينضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ فيه لضيقِهِ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #38  
قديم 19-01-2010, 08:32 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

انتقال القَسَم في سورة الذَّاريات من السَّافل إلى العالي

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(ومِن ذلك قولُه: والذَّاريات ذَرْوًا - فالحامِلاتِ وِقْرًا - فالجارياتِ يُسْرًا - فالمُقَسِّماتِ أَمْرًا:
أقسم بـ(الذَّارِياتِ)؛ وهي الرِّياح تذرو المطرَ، وتذرو التُّرابَ، وتذرو النَّبات إذا تهشَّم؛ كما قال تعالَى: فأصبحَ هشيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ؛ أي: تُفَرِّقُه، وتنشرُه.
ثُمَّ بما فوقَها؛ وهي السَّحاب (الحاملات وِقْرًا)؛ أي: ثقلاً من الماء، وهي روايا الأرضِ...
ثُمَّ أقسم -سبحانه- بما فوق ذلك؛ وهي (الجاريات يُسرًا)؛ وهي النُّجوم الَّتي من فوق الغَمامِ، و(يُسْرًا)؛ أي: مسخَّرة، مذلَّلة، مُنقادة.
وقال جماعةٌ من المفسِّرين: إنَّها السُّفُن تجري ميسَّرةً في الماءِ، جريًا سهلاً، ومِنْهُم من لم يَذْكُرْ غيرَه.
واختار شيخُنا -ُ- القَوْلَ الأوَّلَ، وقال: هو أحسنُ في التَّرتيبِ، والانتقال من السَّافل إلى العالي؛ فإنَّه بدأ بالرِّياحِ، وفوقها السَّحاب، وفوقه النُّجوم، وفوقها الملائكة، المقسِّمات أمرَ اللهِ الَّذي أُمِرَتْ به بين خَلْقِه) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #39  
قديم 20-01-2010, 08:48 PM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

وصفُ الوَعْدِ بكونِهِ (صادقًا) أبلغُ من وصفِهِ بكونِهِ (صِدْقًا)

قال الله -عزَّ وجلَّ-:
إنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ.

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وَوَصْفُ الوَعْدِ بكونِهِ (صادقًا) أبلغُ من وصفِهِ بكونِهِ (صِدْقًا)، ولا حاجةَ إلى تكلُّفِ جَعْلِهِ بمعنى: مَصْدوق فيهِ؛ بل هو صادقٌ نفسُه؛ كما يُوصَفُ المتكلِّم بأنَّه صادقٌ في كلامِهِ، فوصف كلامه بأنَّه صادقٌ، وهذا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: سِرٌّ كاتِمٌ، وليلٌ قائمٌ، ونهارٌ صائمٌ، وماءٌ دافقٌ، ومنه: عيشةٍ رَّاضِيةٍ، وليس ذلك بمجازٍ، ولا مخالفٍ لمقتضَى التَّركيبِ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #40  
قديم 22-01-2010, 06:50 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

الفرق بين السَّهو والنِّسيان

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(ثُمَّ وَصَفَهم بأنَّهُمْ ساهُونَ في غَمْرَتِهِمْ، والسَّهْوُ: الغَفْلَةُ عَن الشَّيءِ، وذهابُ القَلْبِ عنه، والفَرْقُ بينَهُ وبينَ النِّسيانِ: أنَّ النِّسيانَ الغَفْلةُ بَعْدَ الذِّكْرِ والمعرفةِ، والسَّهْوُ لا يستلزمُ ذَلِكَ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #41  
قديم 22-01-2010, 07:10 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

تفسيرُ (يُفْتَنُونَ)

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(ثُمَّ قال: يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ استبعادًا للوُقوعِ، وجَحْدًا، فأخبَرَ -تَعَالَى- أنَّ ذلكَ: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ.
والمشهورُ في تفسيرِ هذا الحرفِ أنَّه بمعنَى: يُحْرَقُونَ؛ ولكنَّ لَفْظةَ (عَلَى) تُعْطي معنًى زائدًا علَى ما ذَكَروه، ولو كانَ المرادُ نَفْسَ الحرقِ؛ لقيلَ: يومَ هُمْ في النَّارِ يُفْتَنونَ. ولهذا: لَمَّا عَلِمَ هؤلاءِ ذلكَ؛ قالَ كثيرٌ منهم: (علَى) بمعنَى (في)، كما تكون (في) بمعنى (علَى).
والظَّاهر أنَّ فِتْنتهم علَى النَّارِ [قَبْلَ] فتنتِهم فيها، [فلَهُمْ] عِندَ عَرْضِهِم عليها ووقوفِهم عليها فتنةٌ، وعند دخولِهم والتعذيبِ بها فتنةٌ أشدُّ منها.
ومَن جَعَلَ الفِتْنةَ ههنا مِنَ الحريقِ؛ أَخَذَهُ مِن قَوْلِهِ تعالَى: إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنينَ والمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا، واستشهدَ علَى ذلك -أيضًا- بهذه اللَّفْظَةِ الَّتي في الذَّارياتِ.
وحقيقةُ الأَمْرِ أنَّ الفِتْنةَ تُطْلقُ علَى العذابِ وسَبَبِهِ؛ ولهذا سَمَّى اللهُ الكُفْرَ فِتْنةً. فهُم لَمَّا أَتَوْا بالفِتْنةِ -الَّتي هي أسبابُ العذابِ في الدُّنيا-؛ سَمَّى جزاءَهُم فِتْنةً؛ ولهذا قالَ: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ، وكان وقوفُهم علَى النَّار وعرضُهم عليها مِنْ أعظمِ فِتْنتِهم، وآخرُ هذه الفتنةِ: دخول النَّارِ، والتَّعذيب بِها.
ففُتِنوا أوَّلاً بأسبابِ الدُّنيا وزينتِها، ثم فُتنوا بإرسالِ الرُّسلِ إليهم، ثمَّ فُتِنوا بمُخالفتِهم وتكذيبِهم، ثمَّ فُتِنوا بعذابِ الدُّنيا، ثُمَّ فُتِنوا بعذابِ المَوْتِ، ثُمَّ يُفتَنون في موقفِ القيامةِ، ثُمَّ إذا حُشِروا إلى النَّارِ، ووُقِفوا عليها، وعُرِضوا عليها، وذلك من أعظمِ فتنتِهم، ثمَّ الفِتنة الكُبْرَى الَّتي أنسَتْهُم جميعَ الفِتَنِ قَبْلَها) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #42  
قديم 23-01-2010, 07:14 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

أحسن ما خُتِمَتْ به الأعمالُ: التَّوبةُ والاستغفارُ

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(ثُمَّ أخبرَ عنهم بأنَّهم مع صلاتهم باللَّيل كانوا يستغفرونَ اللهَ عند السَّحَرِ، فخَتَموا صلاتَهم بالاستغفارِ والتَّوبةِ، فباتوا لربِّهم سُجَّدًا وقِيامًا، ثمَّ تابوا إليه واستغفروه عقيب ذلك.
وكانَّ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذا سلَّم من صلاتِه استغفَر ثلاثًا، وأَمَرَهُ اللهُ -سبحانه- أن يَّختمَ عُمرَه بالاستغفارِ، وأَمَرَ عبادَه أن يختموا إفاضَتهم من عرفاتٍ بالاستغفارِ، وشرع للمتوضِّئ أن يختمَ وضوءه بالتَّوبةِ. فأحسنُ ما خُتِمَتْ به الأعمالُ: التَّوبةُ والاستغفارُ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #43  
قديم 23-01-2010, 07:19 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

لطيفة

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وجَعَلَ -سبحانه- على اللِّسان غلقَيْن: أحدهما الأسنان، والثَّاني الفم، وجَعَلَ حَرَكَتَه اختياريَّة، وجَعَلَ على العَيْنِ غِطاءً واحدًا، ولَمْ يَجْعَلْ على الأُذُنِ غطاءً؛ وذلك لِخَطَرِ اللِّسان، وشَرَفِهِ، وخَطَرِ حَرَكَاتِهِ، وكَوْنِهِ في الفم بمنزلةِ القَلْبِ في الصَّدر، وذلك مِنَ اللَّطائف؛ فإنَّ آفةَ الكلامِ أكثرُ مِنْ آفة النَّظَرِ، وآفة النَّظرِ أكثر مِنْ آفةِ السَّمع؛ فَجَعَلَ للأكثرِ آفاتٍ طَبَقَيْنِ، وللمُتوسِّط طَبَقًا، وجَعَلَ الأقلَّ آفة بلا طَبَقٍ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #44  
قديم 24-01-2010, 11:07 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

إشارات

قال الإمامُ ابنُ القيِّم --:
(وعند أربابِ الإشاراتِ أنَّ بكاءَه إرهاص بين يدي ما يُلاقيه من الشَّدائدِ، والآلامِ، والمخاوفِ، وأنشدَ في ذلكَ:
ويبكي بها المولودُ حَتَّى كأنَّه بِكُلِّ الَّذي يَلْقاهُ فيها يُهَدَّدُ
وإلاَّ فما يُبْكيهِ فيها وإنَّها لأَوْسَعُ مِمَّا كانَ فيه وأرْغَدُ ؟

ولهم نظير هذه الإشارة في قبضِ كفِّهِ عند خروجِه إلَى الدُّنيا، وفي فَتْحِها عند خُروجِه مِنها، وهو الإشارةُ إلى أنَّه خَرَجَ إليها مُرَكَّبًا علَى الحِرْصِ، والطَّمَعِ، وفارقَها صِفْرَ اليَدَيْنِ مِنْها، وأنشد في ذلك:
وفي قَبْضِ كَفِّ المَرْءِ عندَ [وِلادِهِ] دليلٌ علَى الحِرْصِ الَّذي هُوَ مَالِكُهْ
وفي فَتْحِـها عندَ المَمَاتِ إشـارَةٌ إلَى فُـرْقَةِ المـالِ الَّذي هُوَ تارِكُهْ

ولَهُمْ نظير هذه الإشارة في بكاءِ الطِّفْلِ، وضَحِكِ مَنْ حَوْلَهُ: أنَّ الأَمْرَ سيُبَدَّلُ، ويصيرُ إلَى ما يُبْكِي مَنْ حَوْلِهِ عِندَ مَوْتِهِ، كما ضَحِكوا عِند وِلادته، وأنشد في ذلك:
وَلَدَتْكَ إذْ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ بَاكِيًا والنَّاسُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرورَا
فَاعْمَل لَّعَلَّكَ أَن تَكونَ إذَا بَكَوْا في يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكًا مَّسْرُورَا

ونظيرُ هذه الإشارة -أيضًا- قولهم: إنَّ المولودَ حين ينفصلُ يَمُدُّ يَدَهُ إلَى فِيهِ؛ إشارةً إلى تعجيلِ [نُزُلِهِ] عندَ القُدُومِ عليه بأنَّه ضيفٌ [ومِن تمامِ إكرامِه: تعجيلُ قِراهِ]؛ فأشار بلسانِ الحالِ إلى تَرْكِ التَّأخيرِ. ورُبَّما مَصَّ أصبعَه؛ إشارةً إلى نهايةِ فَقْرِهِ، وأنَّه بَلَغَ منه إلى مَصِّ الأصابعِ، ومنه قَوْلُ النَّاسِ لِمَن بَلَغَ به الفَقْرُ غايتَه: [هُوَ] يَمَصُّ أصابعَه، وأنشد في ذلك:
ويَهْوِي إلَى فيهِ يَمَصُّ بَنَـانَهُ يُطالِبُ بالتَّعجيلِ خَوْفَ التَّشاغُلِ
ويُعْلِمُهُمْ أنِّي فَقيرٌ ولَيْسَ لِي مِنَ القُوتِ شَيْءٌ غَيْرَ مَصِّ الأَنامِلِ
...

ونظير هذه الإشارة أنَّه يَضْحَكُ بعد الأَرْبَعينَ، وذلك عندما يتعقَّل نفسَه النَّاطقةَ ويُدْرِكُها، وفي ذلك قِصاصٌ من البكاءِ الَّذي أصابه عند وِلادته. وتأخَّر بعده؛ لكي يتأسَّى العَبْدُ إذا أصابَتْهُ شِدَّة؛ فالفرج يأتي في أثرها:
ويَضْحَكُ بَعْدَ الأَرْبَعينَ إشـارَةً إلَى فَرَجٍ وَّافاهُ بَعْدَ الشَّـدائِدِ
يقولُ: هِيَ الدُّنيا فتُبْكيكَ مَرَّةً وتَضَحْكُ أُخْرَى فاصْطَبِرْ للعَوَائِدِ

قالوا: ويرى الأماني بعد ستِّين يومًا من ولادتِه؛ ولكنَّه ينساها لضعف القُوَّةِ الحافظةِ، وكثرة الرُّطوبات، وفي ذلك لُطْفٌ به -أيضًا-؛ لضعف قلبِه عن التفكُّر فيما يَراهُ:
ويرَى بعَيْنِ القَلْبِ إذ يأتي لَهُ ستُّون يومًا رؤيةَ الأَحْلامِ
لكنَّه ينسـاهُ بَعْدُ لضَعْفِهِ عن ضَبْطِهِ في يَقْظَةٍ وَّمَنَـامِ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #45  
قديم 25-01-2010, 07:06 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

القلب والفؤاد

قال الإمامُ ابنُ القيِّمِ --:
(والفؤادُ -عند أهلِ اللُّغة- هو: القَلْبُ؛ قال الجوهريُّ: الفؤادُ: القلبُ، وقال الأصمعيُّ: وفي الجوفِ الفؤادُ؛ وهو: القَلْبُ.
وقد فرَّقَ بعضُ أهل اللُّغة بين القَلْبِ والفُؤادِ؛ فقال اللَّيثُ: القلبُ مُضْغَةٌ من الفؤادِ، مُعلَّقةٌ بالنِّياطِ، وقالت طائفةٌ: [مستدِق] القلب.
وقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (جاءكم أهلُ اليَمَنِ، [هُمْ] أرقُّ قلوبًا، وألينُ أفئدةً)؛ ففَرَّقَ بينَهما، ووَصَفَ القَلْبَ بالرِّقَّةِ، والأفئدةَ باللِّينِ.
وأمَّا كونُ فم المعدةِ هو الفؤاد؛ فهذا لا نعلم أحدًا من أهلِ اللُّغةِ قالَهُ.
وتأمَّلْ وصفَ النَّبيِّ القَلْبَ بالرِّقَّةِ؛ الَّتي هي ضدّ القساوةِ والغلظةِ، والفؤادَ باللِّينِ؛ الَّذي هو ضدّ اليبس والقَسْوة، فإذا اجتمع لينُ الفؤادِ إلى رقَّة القلبِ؛ حَصَلَ من ذلك الرَّحمةُ، والشَّفَقةُ، والإحسانُ، ومعرفةُ الحقِّ، وقبولُه؛ فإن اللِّينَ موجبٌ للقَبولِ والفَهْم، والرِّقَّة تقتضي الرَّحمةَ والشَّفَقةَ، وهذا هو العلمُ والرَّحمةُ، وبهما كمالُ الإنسانِ، وربُّنا وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رحمةً وعِلْمًا) انتهى.
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
من الرأس إلى القدم القعقاع حلقة فقه اللغة ومعانيها 7 08-12-2018 04:03 PM
شرح قصيدة ( المقصور والممدود لابن دريد ) لابن هشام اللخمي - صالح العصيمي ( درس صوتي ) لسان مبين المكتبة الصوتية 2 12-11-2009 03:36 PM
سؤال عن كتاب " المثنى والمكنى " لابن السكيت محبة الفصحى أخبار الكتب وطبعاتها 2 11-11-2008 09:19 PM
للأهمية ، وللضرورة ، وللأمانة العلمية : صحح نسختك من كتاب المسائل والأجوبة لابن قتيبة الدكتور مروان أخبار الكتب وطبعاتها 0 15-06-2008 07:37 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 07:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ