|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
![]() |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#31
|
|||
|
|||
![]() اختلافهم في تقدير قوله تعالَى: ﴿بِِأيِّكُمُ المَفْتُونُ﴾، ورأي ابن القيِّم في هذا
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وقد اختُلِفَ في تقدير قوله: ![]() ![]() فقال أبو عثمان المازنيُّ: هو كلام مستأنَفٌ، و(المفتونُ) -عنده- مصدرٌ؛ أي: بأيِّكم الفِتْنة، والاستفهامُ عن أمرٍ دائرٍ بين اثنين، قد عُلِمَ انتفاؤُه عَنْ أحدِهما قطعًا؛ فتعيَّن حصوله للآخَرِ. والجمهورُ علَى خلاف هذا التَّقدير، وهو عندهم متَّصلٌ بما قبلَه، ثُمَّ لهم فيه أربعة أوجه: أحدها: أنَّ الباءَ زائدةٌ، والمعنَى: أيُّكم المفتونُ، وزيدَتْ في المبتدإ كما زيدَتْ في قولكَ: بِحَسْبِكَ أن تفعلَ؛ قاله أبو عبيد. الثَّاني: أنَّ (المفتون) بمعنى الفتنة؛ أي: ستُبْصِرُ ويُبْصِرون بأيِّكم الفتنةُ، والباء علَى هذا ليست بزائدةٍ؛ قاله الأخفشُ. الثَّالث: أنَّ (المفتون) مفعولٌ علَى بابِه؛ ولكن: هنا مضاف محذوفٌ؛ تقديره: بأيِّكم فتون المفتون، وليست الباء زائدةً؛ قاله الأخفش -أيضًا-. الرَّابع: أنَّ (الباء) بمعنى (في)، والتَّقدير: في أيِّ فريق منكم النَّوع المفتون، والباء على هذا ظرفيَّة. وهذه الأقوالُ كُلُّها تكلُّفٌ ظاهرٌ، لا حاجةَ إلى شيء منه. و(ستُبْصِرُ) مُضمَّنٌ معنَى: تشعرُ، وتَعْلَمُ؛ فعُدِّيَ بالباءِ؛ كما تقولُ: ستشعر بكذا، وتعلم به؛ قال ![]() ![]() ![]() |
#32
|
|||
|
|||
![]() المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه في سورة الواقعة
قال الإمامُ ابن القيِّم - ![]() (وعلَى هذا: فتكونُ المناسبةُ بين ذِكْرِ النُّجومِ في القَسَمِ، وبين المُقْسَمِ عليه -وهو القرآنُ- من وُّجوهٍ: أحدها: أنَّ النُّجوم جَعَلَها اللهُ يُهتدَى بها في ظلمات البرِّ والبَحْرِ، وآيات القرآن يُهتدَى بها في ظلمات الجَهْل والغَيِّ؛ فتلك هدايةٌ في الظُّلُمات الحسيَّة، وآياتُ القرآن في الظُّلماتِ المعنويَّة؛ فجَمَعَ بين الهدايتينِ. مع ما في النُّجوم من الرُّجوم للشَّياطين، وفي آيات القرآن من رجوم شياطين الإنس والجنِّ. والنُّجومُ آياته المشهودة المعايَنة، والقرآن آياته المتلوَّة السَّمعيَّة. مع ما في مواقعها عند الغروب من العِبرة والدّلالة على آياته القرآنيَّة، ومواقعها عند النُّزول) انتهى. |
#33
|
|||
|
|||
![]() قال تعالَى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى﴾، ولَم يَقُلْ: (وَمَا ينطِقُ بالهَوَى)
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وقال: ![]() ![]() |
#34
|
|||
|
|||
![]() ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وأخبرَ -سبحانه- عن مسافة هذا القُرْب بأنَّه قَدْر قوسَيْن أو أدنَى مِن ذلك، وليس هذا على وَجْهِ الشَّكِّ؛ بل تحقيق لقَدْر المسافةِ، وأنَّها لا تزيدُ عن قوسين البتَّةَ؛ كما قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#35
|
|||
|
|||
![]() مدح النبيِّ
![]() قال الإمام ابنُ القيِّم - ![]() (فنزَّهَ في هذه السُّورةِ عِلْمَهُ عن الضَّلالِ، وقَصْدَه وعَمَلَهُ عَنِ الغَيِّ، ونُطْقَهُ عَنِ الهوَى، وفؤادَه عن تكذيبِ بَصَرِهِ، وبَصَرَهُ عن الزَّيغِ والطُّغيانِ، وهكذا يكونُ المَدْحُ. تِلْكَ المكارمُ لا قَعْبانِ مِن لَّبَنٍ ![]() |
#36
|
|||
|
|||
![]() الاستطرادُ أسلوبٌ لطيفٌ جدًّا في القرآنِ
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (ولمَّا ذَكَرَ رُؤيتَه لجبريل عند سِدْرة المنتهَى؛ استطرَدَ منها، وذَكَرَ أنَّ جَنَّةَ المأوَى عندها، وأنَّه يغشَاها مِن أمرِه وخَلْقِهِ ما يَغْشَى. وهذا مِنْ أحسنِ الاستطرادِ، وهو أسلوبٌ لطيفٌ جِدًّا في القرآنِ، وهو نوعان: أحدهما: أن يستطردَ مِنَ الشَّيءِ إلَى لازمه؛ مثل هذا، ومثل قوله: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() والنَّوع الثاني: أن يستطردَ من الشَّخص إلى النَّوعِ؛ كقوله: ![]() ![]() ![]() ![]() |
#37
|
|||
|
|||
![]() قال تعالَى: ﴿ لا لَغْوٌ فيها ولا تَأثِيمٌ﴾ ولَمْ يَقُلْ: (ولا إثم)
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وقال -سبحانه-: ![]() ![]() إلامَ تُشير صفةُ (المنثور) في قولِهِ تعالَى: ﴿إذَا رأيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤلُؤًا مَّنثورًا﴾؟ قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (... وَوَصَفَهُم في موضعٍ آخَرَ: ![]() ![]() |
#38
|
|||
|
|||
![]() انتقال القَسَم في سورة الذَّاريات من السَّافل إلى العالي
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (ومِن ذلك قولُه: ![]() ![]() أقسم بـ(الذَّارِياتِ)؛ وهي الرِّياح تذرو المطرَ، وتذرو التُّرابَ، وتذرو النَّبات إذا تهشَّم؛ كما قال تعالَى: ![]() ![]() ثُمَّ بما فوقَها؛ وهي السَّحاب (الحاملات وِقْرًا)؛ أي: ثقلاً من الماء، وهي روايا الأرضِ... ثُمَّ أقسم -سبحانه- بما فوق ذلك؛ وهي (الجاريات يُسرًا)؛ وهي النُّجوم الَّتي من فوق الغَمامِ، و(يُسْرًا)؛ أي: مسخَّرة، مذلَّلة، مُنقادة. وقال جماعةٌ من المفسِّرين: إنَّها السُّفُن تجري ميسَّرةً في الماءِ، جريًا سهلاً، ومِنْهُم من لم يَذْكُرْ غيرَه. واختار شيخُنا - ![]() |
#39
|
|||
|
|||
![]() وصفُ الوَعْدِ بكونِهِ (صادقًا) أبلغُ من وصفِهِ بكونِهِ (صِدْقًا)
قال الله -عزَّ وجلَّ-: ![]() ![]() قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وَوَصْفُ الوَعْدِ بكونِهِ (صادقًا) أبلغُ من وصفِهِ بكونِهِ (صِدْقًا)، ولا حاجةَ إلى تكلُّفِ جَعْلِهِ بمعنى: مَصْدوق فيهِ؛ بل هو صادقٌ نفسُه؛ كما يُوصَفُ المتكلِّم بأنَّه صادقٌ في كلامِهِ، فوصف كلامه بأنَّه صادقٌ، وهذا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: سِرٌّ كاتِمٌ، وليلٌ قائمٌ، ونهارٌ صائمٌ، وماءٌ دافقٌ، ومنه: ![]() ![]() |
#40
|
|||
|
|||
![]() الفرق بين السَّهو والنِّسيان
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (ثُمَّ وَصَفَهم بأنَّهُمْ ساهُونَ في غَمْرَتِهِمْ، والسَّهْوُ: الغَفْلَةُ عَن الشَّيءِ، وذهابُ القَلْبِ عنه، والفَرْقُ بينَهُ وبينَ النِّسيانِ: أنَّ النِّسيانَ الغَفْلةُ بَعْدَ الذِّكْرِ والمعرفةِ، والسَّهْوُ لا يستلزمُ ذَلِكَ) انتهى. |
#41
|
|||
|
|||
![]() تفسيرُ (يُفْتَنُونَ)
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (ثُمَّ قال: ![]() ![]() ![]() ![]() والمشهورُ في تفسيرِ هذا الحرفِ أنَّه بمعنَى: يُحْرَقُونَ؛ ولكنَّ لَفْظةَ (عَلَى) تُعْطي معنًى زائدًا علَى ما ذَكَروه، ولو كانَ المرادُ نَفْسَ الحرقِ؛ لقيلَ: يومَ هُمْ في النَّارِ يُفْتَنونَ. ولهذا: لَمَّا عَلِمَ هؤلاءِ ذلكَ؛ قالَ كثيرٌ منهم: (علَى) بمعنَى (في)، كما تكون (في) بمعنى (علَى). والظَّاهر أنَّ فِتْنتهم علَى النَّارِ [قَبْلَ] فتنتِهم فيها، [فلَهُمْ] عِندَ عَرْضِهِم عليها ووقوفِهم عليها فتنةٌ، وعند دخولِهم والتعذيبِ بها فتنةٌ أشدُّ منها. ومَن جَعَلَ الفِتْنةَ ههنا مِنَ الحريقِ؛ أَخَذَهُ مِن قَوْلِهِ تعالَى: ![]() ![]() وحقيقةُ الأَمْرِ أنَّ الفِتْنةَ تُطْلقُ علَى العذابِ وسَبَبِهِ؛ ولهذا سَمَّى اللهُ الكُفْرَ فِتْنةً. فهُم لَمَّا أَتَوْا بالفِتْنةِ -الَّتي هي أسبابُ العذابِ في الدُّنيا-؛ سَمَّى جزاءَهُم فِتْنةً؛ ولهذا قالَ: ![]() ![]() ففُتِنوا أوَّلاً بأسبابِ الدُّنيا وزينتِها، ثم فُتنوا بإرسالِ الرُّسلِ إليهم، ثمَّ فُتِنوا بمُخالفتِهم وتكذيبِهم، ثمَّ فُتِنوا بعذابِ الدُّنيا، ثُمَّ فُتِنوا بعذابِ المَوْتِ، ثُمَّ يُفتَنون في موقفِ القيامةِ، ثُمَّ إذا حُشِروا إلى النَّارِ، ووُقِفوا عليها، وعُرِضوا عليها، وذلك من أعظمِ فتنتِهم، ثمَّ الفِتنة الكُبْرَى الَّتي أنسَتْهُم جميعَ الفِتَنِ قَبْلَها) انتهى. |
#42
|
|||
|
|||
![]() أحسن ما خُتِمَتْ به الأعمالُ: التَّوبةُ والاستغفارُ
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (ثُمَّ أخبرَ عنهم بأنَّهم مع صلاتهم باللَّيل كانوا يستغفرونَ اللهَ عند السَّحَرِ، فخَتَموا صلاتَهم بالاستغفارِ والتَّوبةِ، فباتوا لربِّهم سُجَّدًا وقِيامًا، ثمَّ تابوا إليه واستغفروه عقيب ذلك. وكانَّ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذا سلَّم من صلاتِه استغفَر ثلاثًا، وأَمَرَهُ اللهُ -سبحانه- أن يَّختمَ عُمرَه بالاستغفارِ، وأَمَرَ عبادَه أن يختموا إفاضَتهم من عرفاتٍ بالاستغفارِ، وشرع للمتوضِّئ أن يختمَ وضوءه بالتَّوبةِ. فأحسنُ ما خُتِمَتْ به الأعمالُ: التَّوبةُ والاستغفارُ) انتهى. |
#43
|
|||
|
|||
![]() لطيفة
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وجَعَلَ -سبحانه- على اللِّسان غلقَيْن: أحدهما الأسنان، والثَّاني الفم، وجَعَلَ حَرَكَتَه اختياريَّة، وجَعَلَ على العَيْنِ غِطاءً واحدًا، ولَمْ يَجْعَلْ على الأُذُنِ غطاءً؛ وذلك لِخَطَرِ اللِّسان، وشَرَفِهِ، وخَطَرِ حَرَكَاتِهِ، وكَوْنِهِ في الفم بمنزلةِ القَلْبِ في الصَّدر، وذلك مِنَ اللَّطائف؛ فإنَّ آفةَ الكلامِ أكثرُ مِنْ آفة النَّظَرِ، وآفة النَّظرِ أكثر مِنْ آفةِ السَّمع؛ فَجَعَلَ للأكثرِ آفاتٍ طَبَقَيْنِ، وللمُتوسِّط طَبَقًا، وجَعَلَ الأقلَّ آفة بلا طَبَقٍ) انتهى. |
#44
|
|||
|
|||
![]() إشارات
قال الإمامُ ابنُ القيِّم - ![]() (وعند أربابِ الإشاراتِ أنَّ بكاءَه إرهاص بين يدي ما يُلاقيه من الشَّدائدِ، والآلامِ، والمخاوفِ، وأنشدَ في ذلكَ: ويبكي بها المولودُ حَتَّى كأنَّه ![]() وإلاَّ فما يُبْكيهِ فيها وإنَّها ![]() ولهم نظير هذه الإشارة في قبضِ كفِّهِ عند خروجِه إلَى الدُّنيا، وفي فَتْحِها عند خُروجِه مِنها، وهو الإشارةُ إلى أنَّه خَرَجَ إليها مُرَكَّبًا علَى الحِرْصِ، والطَّمَعِ، وفارقَها صِفْرَ اليَدَيْنِ مِنْها، وأنشد في ذلك: وفي قَبْضِ كَفِّ المَرْءِ عندَ [وِلادِهِ] ![]() وفي فَتْحِـها عندَ المَمَاتِ إشـارَةٌ ![]() ولَهُمْ نظير هذه الإشارة في بكاءِ الطِّفْلِ، وضَحِكِ مَنْ حَوْلَهُ: أنَّ الأَمْرَ سيُبَدَّلُ، ويصيرُ إلَى ما يُبْكِي مَنْ حَوْلِهِ عِندَ مَوْتِهِ، كما ضَحِكوا عِند وِلادته، وأنشد في ذلك: وَلَدَتْكَ إذْ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ بَاكِيًا ![]() فَاعْمَل لَّعَلَّكَ أَن تَكونَ إذَا بَكَوْا ![]() ونظيرُ هذه الإشارة -أيضًا- قولهم: إنَّ المولودَ حين ينفصلُ يَمُدُّ يَدَهُ إلَى فِيهِ؛ إشارةً إلى تعجيلِ [نُزُلِهِ] عندَ القُدُومِ عليه بأنَّه ضيفٌ [ومِن تمامِ إكرامِه: تعجيلُ قِراهِ]؛ فأشار بلسانِ الحالِ إلى تَرْكِ التَّأخيرِ. ورُبَّما مَصَّ أصبعَه؛ إشارةً إلى نهايةِ فَقْرِهِ، وأنَّه بَلَغَ منه إلى مَصِّ الأصابعِ، ومنه قَوْلُ النَّاسِ لِمَن بَلَغَ به الفَقْرُ غايتَه: [هُوَ] يَمَصُّ أصابعَه، وأنشد في ذلك: ويَهْوِي إلَى فيهِ يَمَصُّ بَنَـانَهُ ![]() ويُعْلِمُهُمْ أنِّي فَقيرٌ ولَيْسَ لِي ![]() ... ونظير هذه الإشارة أنَّه يَضْحَكُ بعد الأَرْبَعينَ، وذلك عندما يتعقَّل نفسَه النَّاطقةَ ويُدْرِكُها، وفي ذلك قِصاصٌ من البكاءِ الَّذي أصابه عند وِلادته. وتأخَّر بعده؛ لكي يتأسَّى العَبْدُ إذا أصابَتْهُ شِدَّة؛ فالفرج يأتي في أثرها: ويَضْحَكُ بَعْدَ الأَرْبَعينَ إشـارَةً ![]() يقولُ: هِيَ الدُّنيا فتُبْكيكَ مَرَّةً ![]() قالوا: ويرى الأماني بعد ستِّين يومًا من ولادتِه؛ ولكنَّه ينساها لضعف القُوَّةِ الحافظةِ، وكثرة الرُّطوبات، وفي ذلك لُطْفٌ به -أيضًا-؛ لضعف قلبِه عن التفكُّر فيما يَراهُ: ويرَى بعَيْنِ القَلْبِ إذ يأتي لَهُ ![]() لكنَّه ينسـاهُ بَعْدُ لضَعْفِهِ ![]() |
#45
|
|||
|
|||
![]() القلب والفؤاد
قال الإمامُ ابنُ القيِّمِ - ![]() (والفؤادُ -عند أهلِ اللُّغة- هو: القَلْبُ؛ قال الجوهريُّ: الفؤادُ: القلبُ، وقال الأصمعيُّ: وفي الجوفِ الفؤادُ؛ وهو: القَلْبُ. وقد فرَّقَ بعضُ أهل اللُّغة بين القَلْبِ والفُؤادِ؛ فقال اللَّيثُ: القلبُ مُضْغَةٌ من الفؤادِ، مُعلَّقةٌ بالنِّياطِ، وقالت طائفةٌ: [مستدِق] القلب. وقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (جاءكم أهلُ اليَمَنِ، [هُمْ] أرقُّ قلوبًا، وألينُ أفئدةً)؛ ففَرَّقَ بينَهما، ووَصَفَ القَلْبَ بالرِّقَّةِ، والأفئدةَ باللِّينِ. وأمَّا كونُ فم المعدةِ هو الفؤاد؛ فهذا لا نعلم أحدًا من أهلِ اللُّغةِ قالَهُ. وتأمَّلْ وصفَ النَّبيِّ القَلْبَ بالرِّقَّةِ؛ الَّتي هي ضدّ القساوةِ والغلظةِ، والفؤادَ باللِّينِ؛ الَّذي هو ضدّ اليبس والقَسْوة، فإذا اجتمع لينُ الفؤادِ إلى رقَّة القلبِ؛ حَصَلَ من ذلك الرَّحمةُ، والشَّفَقةُ، والإحسانُ، ومعرفةُ الحقِّ، وقبولُه؛ فإن اللِّينَ موجبٌ للقَبولِ والفَهْم، والرِّقَّة تقتضي الرَّحمةَ والشَّفَقةَ، وهذا هو العلمُ والرَّحمةُ، وبهما كمالُ الإنسانِ، وربُّنا وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رحمةً وعِلْمًا) انتهى. |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
من الرأس إلى القدم | القعقاع | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 7 | 08-12-2018 04:03 PM |
شرح قصيدة ( المقصور والممدود لابن دريد ) لابن هشام اللخمي - صالح العصيمي ( درس صوتي ) | لسان مبين | المكتبة الصوتية | 2 | 12-11-2009 03:36 PM |
سؤال عن كتاب " المثنى والمكنى " لابن السكيت | محبة الفصحى | أخبار الكتب وطبعاتها | 2 | 11-11-2008 09:19 PM |
للأهمية ، وللضرورة ، وللأمانة العلمية : صحح نسختك من كتاب المسائل والأجوبة لابن قتيبة | الدكتور مروان | أخبار الكتب وطبعاتها | 0 | 15-06-2008 07:37 PM |