|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
![]() |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
![]() إلى صديقٍ لم ألقَه بعدُ
سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتُه وبركاته ، أما بعد ُ : فقد وصلتني رسالتُك - وَصَلَ الله أيامَك بالسُّعودِ والسَّلامةِ - فرأيتُها نعمَ الألوكةُ من الصَّديقِ للصَّديقِ ، ومن المحب للحبيب ... وإنِّي أبشِّرُكَ بتَوَاردِ نِعَمِ اللهِ عليَّ ، وتتابع آلائه إليَّ ، فلا أزالُ - بحمدِهِ وفضلِه - في عملٍ صالحٍ يُسعِدُ ، وإحسان أرجوه ليوم حسابي ... ولا أزال بعونِه ![]() وإنَّ رسالتَك - أيُّها الصَادقُ العزمِ - تنكأُ فيَّ الأسَى ، مع إذْكَارِهَا فضلَك - دونَ النَّاس - عليَّ . أيها القادمُ : كمْ أحبُّ فيكَ الدأبَ على الكَمَالاتِ ، وتتبُّعَ الفَضَائلِ النادراتِ ، ولكم يُعجبني فيكَ ضربُك بأخلاقِ ذا الزمانِ الحائطَ ، والرجوعُ إلى أخلاقِ الأُلَى ، وسَلَفِنَا المجتبى ... فعليكَ سلام الله وتبريكاته . أيها الآتي : إذا ذكرتُ الصَّدَاقةَ والصَّديقَ فأنت -والله- المسمَّى ، فبك أَصُولُ ، وعليك - بعد الله - أستعينُ . وإني يا صديقي أحدثُكَ بحديثٍ جَرَى البارحةَ : كنتُ جالساً في جماعةٍ من أهل مودَّتِنَا فيهم ( أبو نصر بن محمد الأسلمي ) و ( سعيد بن أزهر الأكلبي ) فأجمعوا على الإلحاح أن يسألوني : من أقربُ حبيبٍ وصديقٍ إليكَ ؟! وألصقهم بقلبك ؟! فتلكأتُ وقتاً واستقلتهم فلم يقيلوا ،فأنشأت أقول على الاقتضاب - وصورتك يا صديقُ لا تفارق مخيلتي - : أيها الكرماء : إنَّ الصَّديقَ من الصِّدقِ ، وصديقُكَ من صدَقَك وصدَّقك وصادقك ... وإنَّ أحبَّ النَّاسِ عندي من إذا وعدتُه وفى ، وإن أكرمتُه ملكتُه ، وإن أغضبتُه ما جَفَا ، وإذا ائتمنتُه حَفِظَ ، وإذا خَاصمْتُه صَدَقَ ، وإذا أسررتُ له إسراراً كَتَمَ ... إنَّهُ - أيُّها السَّادةُ - رجلٌ تَسَربَلَ كَرَمَاً ، واكتَسى أَدَبَا ، وتَدَرَّعَ خُلُقَا . إنْ شئتَهُ كريماً أو أديباً أو ظَريفاً ألفيته كذلك . وإنْ ملمةٌ نزلتْ وَوَجبتْ فأنا هو ، وماله مالي ، ووقته وقتي ، وهو أنا ... إنَّ صديقيْ صديقُ عمرٍ وحبيبُ دهرٍ ، بَلَوتُهُ وسَبَرتُه فإذا الذهبُ كَامنٌ ، والمَكَارمُ بَاديةٌ ... إنَّهُ الصَّديقُ الذي تَتَمنَّى لو بذلتَ روحَكَ ووقتَكَ له ، فلا أمنَّ عليك منه ، ولا أحق بها غيرُه . كيف لا وهو في حياتي مُتَكَأُ وغطاءٌ ، وفي سَيْري دَليلٌ، وفي الحَوَادثِ معينٌ . أعذبُ النَّاسِ لِسَانَاً ، وأبرُّهُمْ جَنَاناً ، وأجملُهُمْ أَدَباً ومُرُوءةً ، وأَشجَعَهم جَنَاناً ، لا يُغضيْ دُونَ مُنكرٍ ، ولا يَستبطِأُ في مَعَروفٍ ... وَلَه في الحَقِّ قَوادمٌ ومناكبٌ وخَوافي . ما رأيتُه يَوماً إلا ازدادَ قرباً إلي ، ويشهدُ اللهُ مارأيتُه إلا في طاعة أو إليها أو راجعاً منها . صَافي الوِدَادِ ، لَيِّنُ الجَنَاحِ ، سَهْلُ الطِّبَاعِ ، ميسُورُ الأَخلاقِ ، لَطِيفُ الشَّمَائلِ ، يَكَادُ يكونُ في الكرم الحقيقةَ لا المجازَ . وتابعتُ حديثي قائلاً ( ومحيَّاك يا صديقُ أمام عيني ) : إنَّ الشُّعراءَ والأُدَبَاءَ أكثَرُوا في ذِكْرِ خُلُوِّ الزَّمَانِ من صَدِيقٍ صَدوق صَادق الوعدِ ، ولو أنهم رَأَوكَ لرَأَوا غايةَ المنتَهى ، ونهايةَ المطْلَبِ ، وصَديقاً لا تجود الأيام بمثاله ... ثم انفَتَلَ المجلسُ وتفرقتُ الجماعةُ ، وبقيتُ أنا شوقاً لرسالتِك هذه ، أزداد لها شوقاً وهي تزيدني هماً وصَبَابةً وتَذَكُّرَاً ، فاللهَ أسأل أن يعجل بقدومِكَ وسَلامتِكِ ، وأن يحفظك ويحميك ، ويقرّ عيني بك ، وأبلغ سلامي إلى الإخوان الذين خرجوا معك إلى الثغور الجنوبية ![]() والسلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقٌ لم تلقه .. .. .. وكتب : ابن المهلهل |
#2
|
|||
|
|||
![]() أحسنت جدا وأجدت يا ابن المهلهل، لا يفضض الله فاك، وامض قدما في هذه الطريق فقد أطربتنا.
|
#3
|
|||
|
|||
![]() باركَ الله فيك يا ابنَ المُهَلْهِل ... إنَّ لكَ منْ معرِّفك نَصِيباً جِدُّ وافِرٍ
|
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
(( من قبلُ ومن بعدُ )) [ سؤال ] | طالب علم | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 17 | 28-04-2014 12:48 PM |
لأنّك تعيش حياة واحدة .. | عمر بن عبد المجيد | حلقة العلوم الشرعية | 0 | 19-03-2011 04:16 AM |
اختلفت مع صديق وأنتم الحكم : تفعيلة أم قصيدة نثر ؟ | عايش الزور | حلقة العروض والإملاء | 10 | 27-08-2010 07:14 PM |
إلى من يهمه الأمر .. هل تعجز العربية ؟ | رائد | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 0 | 20-11-2008 02:29 PM |