|
#31
|
|||
|
|||
![]() انتهينا من المقدمة ولله الحمد في الأسبوع الماضي
واليوم نبدأ في أول القصص _____________________________________ [باب] معنى الاسم: قال الحافظ:[1] جبريل ومعناه عبد الله، وهو وإن كان سريانيا لكن وقع فيه موافقه من حيث المعنى للغة العرب؛ لأن الْجَبْرَ: إصلاح ما وَهَى ... وقد قيل إنه عربى، وأنه مشتق من جبروت الله، واستبعد؛ للاتفاق على منع صرفه. (وانظر ما سيأتى عند ذكر ميكائيل)[ذكر قصة جبريل عليه السلام] اللغات فى جبريل ثلاث عشرة لغة وهى: الأولى: جِبْريل بكسر الجيم وسكون الموحدة التحتية وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة التحتانية بغير همز ثم لام خفيفة. وهى قراءة أبى عمرو وابن عامر ونافع ورواية عن عاصم . وهى لغة أهل الحجاز. قال حسان بن ثابت: ![]() ![]() الثانية: جَبْريل بفتح الجيم. قرأها ابن كثير. الثالثة: جَبْرَئيل بفتح الراء[2] ثم همزة. وهى قراءة أهل الكوفة. قرأ بها حمزة والكسائى، وأنشدوا: شَهِدْنَـا فما تَلْقَى لنـا مِنْ كتيبةٍ ![]() ![]() ![]() قال القرطبى: هذه لغة تميم وقيس. الرابعة: جبرَئِل: قرأها يحيى بن يعمر ورويت عن عاصم. الخامسة: جبرَئِلّ: مثل الرابعة إلا أنها بتشديد اللام، رويت عن عاصم. السادسة: جبرائيل: بزيادة ألف بعد الراء ثم همزة ثم ياء ثم لام خفيفة. السابعة: جبراييل: بياءين بغير همزة، قرأها الأعمش ويحيى بن يعمر أيضا. الثامنة: جبرائل: بألف بعد الراء ثم همزة، وبها قرأ عكرمة. التاسعة: جَبْرال: بفتح الجيم ثم سكون وألف بعد الراء ولام خفيفة. العاشرة: جبرايل: بياء بعد الألف، قرأها أبو طلحة بن مصرف. الحادية عشر: جِبْرين. الثانية عشر: جَبْرين. الثالثة عشر: جبرائين.[3] قال الإمام جمال الدين ابن مالك ناظما منها سبع لغات: جِبْريل جَبْريل جبرائيـل جبرَئِل [4]![]() ![]() ![]() وذيل عليه السيوطي بالستة الباقية فقال: وجبرائل وجبراييـل مع بـدل [5]![]() ![]() ![]() ثم قال: وقولى: " مع بدل " إشارة إلى جبرائين؛ لأنه أبدل فيه الياء بالهمزة، واللام بالنون.[6] فائدة: قد يأتى الـ " جبر " بمعنى الرجل ولم يسمع إلا في شعر ابن أحمر وهو قوله: اشْـرَبْ بِـراوُوقٍ حييت به ![]() ![]() ![]() _________________________________ [1] - فتح البارى6/ 364 [2] - فتح الراء بدون إشباع حتى لا يتولد عن الإشباع ألف [3] - انظر فتح البارى6/ 364 وتفسير القرطبى1/ 428 وتنوير الحوالك شرح موطأ مالك للسيوطى1/ 14 [4] هذا البيت يحتاج إلى إعادة نظر في ضبطه [5] وهذا البيت أيضا يحتاج إلى إعادة نظر في ضبطه [6] تنوير الحوالك1/ 14
__________________
|
#32
|
|||
|
|||
![]() [فصل] [ وصفه- عليه السلام- ] 1-أنه عظيم الخَلْق بلغ من عظم خلقه أنه يسد ما بين السماء والأرض. فعَنْ عَائِشَةَ ![]() وعن عبد الله- هو ابن مسعود ![]() ![]() ![]() 2- له ستمائة جناح: ![]() ![]() ![]() ![]() 3- ينتشر من ريشه ألوان مختلفة من الدر والياقوت: فعن ابن مسعود فى هذه الآية: ![]() ![]() ![]() ![]() 4- أنه - عليه السلام - حسن الخِلْقَة والهيئة: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() 5- أقرب الناس شبها به دحية بن خليفة الكلبي: وهو صحابي جليل كان أحسن الناس وجها وكان يضرب به المثل في حسن الصورة: قال ابن قتيبة في "غريب الحديث": فأما حديث ابن عباس: كان دحية إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه[5] فالمعنى بالمعصر: العاتق. وعن أَبِى عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ لَا تَكُونَنَّ إِنْ اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ: قَالَ وَأُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى نَبِيَّ اللَّهِ ![]() ![]() ![]() وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله ![]() وعند النسائي في حديث جبريل الطويل: "... وَإِنَّهُ لَجِبْرِيلُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَزَلَ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ".[9] ________________________________ [1] ![]() [2] ![]() [3] ![]() [4] ![]() [5] ![]() [6] قوله: " يخبر خبرنا " تصحيف نبه عليه عياض انظر فتح الباري 9/6 ولفظ الحديث عند البخارى: "يخبر خبر جبريل". [7] صحيح: رواه البخاري (4980) ومسلم (2451) وهو لفظه. [8] صحيح: رواه مسلم (167) [9] صحيح: رواه النسائي (5006)
__________________
|
#33
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() قد ورد في روايات الحديث المتقدمة: - أنه ![]() - وأنه ![]() - وفي رواية الحاكم: رأى رسول الله ![]() فتبين من هذا أن المراد بالرفرف: إنما هو الحلة التي كان يلبسها جبريل - عليه السلام - ويؤيده قوله تعالي: ![]() ![]() وأصل الرفرف: ما كان من الديباج رقيقا حسن الصنعة. ثم اشتهر استعماله في الستر، وكل ما فضل من شيء فعطف وثني فهو رفرف. ويقال: رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما. وقال بعض الشراح: يحتمل أن يكون جبريل بسط أجنحته، فصارت تشبه الرفرف. كذا قال، والرواية التي أوردتها توضح المراد.[1] لطيفة: أفادت هذه الأحاديث أن الملائكة في صورتها الأصلية ترتدي الحلل وهو ما يؤكد أنها أجسام كما تقدم. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() _________________________ [1] فتح الباري (8/765-766)
__________________
|
#34
|
|||
|
|||
![]() [فصل] [أسماؤه وصفاته] الأول - جبريل: وقد تقدم. الثاني - الروح: قال تعالي: ![]() ![]() وقال تعالي: ![]() ![]() وقال تعالي: ![]() ![]() وعن عائشة ![]() ![]() الثالث - الروح الأمين: قال تعالي: ![]() ![]() قال ابن تيمية: أي أنه مؤتمن لا يزيد ولا ينقص؛ فإن الخائن قد يغير الرسالة.[2] الرابع - روح القدس: قال تعالي: ![]() ![]() وعن أبي هريرة ![]() ![]() ومن شعر حسان: وجبريل رسـول الله فينا الخامس إلي العاشر - وَصَفَهُ تعالي بست صفات في قوله تعالي: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الخامس - رسول الله: فهو - عليه السلام - رسول الله من الملائكة إلي أنبيائه ورسله من البشر. السادس - كريم: أي ملك شريف حسن الخلق بهي المنظر، وكَرَمُهُ علي ربه أنه جعله واسطة بينه وبين أشرف عباده وهم الأنبياء والرسل. السابع – قوي: ومن قوته أنه رفع مدائن قوم لوط إلي السماء وقلبها، قال تعالي: ![]() ![]() الثامن - مكين: أي ذو مكانة عالية عند ربه. ومكانته عند ربه أنه جعله ثاني نفسه في قوله تعالي: ![]() ![]() التاسع - أنه مطاع في السماوات العلي، فهو -عليه السلام- إمام الملائكة. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ![]() العاشر - أمين: فهو أمين الوحي قال تعالي: ![]() ![]() الحادي عشر - ... _____________________________ [1] صحيح: رواه مسلم (487) [2] دقائق التفسير 3/521 [3] صحيح: رواه البخاري (6152،3212،453) ومسلم (2485 وهو لفظه، 2486 وفيه وجبريل معك) [4] صحيح: رواه البخاري(7485،6040،3209) ومسلم(2637) وهو لفظه.
__________________
|
#35
|
|||
|
|||
![]() الحادي عشر- الناموس: فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله
![]() ![]() قال البخاري: الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره[2] وقال الحافظ: والناموس صاحب السر، كما جزم به المؤلف في أحاديث الأنبياء. وزعم ابن ظفر: أن الناموس صاحب سر الخير، والجاسوس صاحب سر الشر. والأول الصحيح الذي عليه الجمهور. وقد سوي بينهما رؤبة بن العجاج أحد فصحاء العرب. والمراد بالناموس هنا: جبريل عليه السلام.[3] فائدة: قوله: "هذا الناموس الذي نزل الله علي موسي." ولم يذكر عيسي وإن كان متأخرا بعد موسي؛ لأنه كانت شريعته متممة ومكملة لشريعة موسي-عليهما السلام-ونسخت بعضها في الصحيح من قول العلماء، كما قال: ![]() ![]() وقول ورقة هذا كما قالت الجن: ![]() ![]() الثاني عشر: أنه ينصر أولياء الله ويقهر أعداءه :قال تعالي: ![]() ![]() ![]() الثالث عشر: أنه معلم النبي ![]() ![]() ![]() الرابع عشر: أنه ولي النبي ![]() ![]() ______________________ [1] صحيح: رواه البخاري (3، 3392، 4953، 4955، 4956، 4957، 6982)، ومسلم (160) [2] فتح الباري: 6 /505 [3] فتح الباري 1 /34 [4] البداية والنهاية: 3 /8 [5] حسن: رواه أحمد (2514) وابن سعد في الطبقات 1 /83-84
__________________
|
#36
|
|||
|
|||
![]() [فصل] [ذكر أعماله ووظائفه –عليه السلام-] أعماله - عليه السلام - كثيرة، أهمها الوحي إلي الأنبياء-عليهم السلام - فهو رسول الله من الملائكة إلى رسله من البشر قال تعالي: ![]() ![]() وأعماله -عليه السلام- غير الوحي عديدة منها: - النزول بالعذاب والنقمةِ على الأمم المكذبة الكافرة. وسنتعرض لأعماله بشيء من التفصيل كما يلي:- ومنها: الحروب مع الأنبياء، - وغير ذلك. أولا: جبريل وخلق الجنة والنار: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ![]() فائدة: قوله: " فحفت بالمكاره " قال السندي: أي جعلت سبل الوصول إليها المكاره والشدائد علي الأنفس؛ كالصوم والزكاة والجهاد ولعل لهذه الأعمال وجودا مثاليا ظهر بها في ذلك العالم وأحاطت الجنة من كل جانب وقد جاء الكتاب والسنة بمثله ومن جملة ذلك في قوله تعالي: ![]() ![]() ![]() ![]() ثانيا:جبريل مع الأنبياء-عليهم السلام-: ![]() ![]() ![]() ![]() .................. _________________________ [1] صحيح لغيره: رواه أبو داود (4744)، والترمذي وهو لفظه (2560) وقال: حسن صحيح، والنسائي (3772)، وأحمد (8870،8656،8406)، والحاكم (72،71) وقال: صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الأسماء والصفات ص154، وفي أسانيدهم محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي قال في التقريب: صدوق له أوهام. وللحديث شاهد عند البخاري ومسلم وصححه الشيخ الألباني - ![]() [2] حاشية السندي علي النسائي3/655
__________________
|
#37
|
|||
|
|||
![]() الأمر لله؛ فقد تلف الويندوز مرة أخرى ولكن هذه المرة كنت قد احتفظت بنسخة من ملفاتي على "ون درايف" ثم أعدت تركيب الويندوز من جديد وذهبت إلى الـ"ون درايف" فوجدت ملفاتي كما رفعتها ولله الحمد، لكن لما بحثت عن "قصص الملائكة" النسخة المكتوبة على الوورد لأكتب هذه المشاركة لم أجدها، ولا أدري كيف لم أنتبه لذلك؟
وعلى كل حال الحمد لله فقد بقيت باقي الملفات كما هي __________________________________________ ثانيا:جبريل مع الأنبياء-عليهم السلام-: وفيه فصول: الفصل الأول جبريل مع آدم عليه السلام جبريل مخلوق قبل آدم -عليهما السلام-: وهو مقتضى عموم قوله ![]() ![]() ![]() ![]() جبريل يسجد لآدم عليهما السلام: قال ![]() ![]() ![]() وظاهر الآية الكريمة العموم، ولكن حكى الرازي وغيره قولين فيها للعلماء: هل الأمر بالسجود لآدم خاص بملائكة الأرض؟! أو عامٌّ لملائكة السماوات والأرض؟ وقد رجَّحَ كلَّ قولٍ طائفة قلت: الأظهر أن الملائكة كلهم بما فيهم رؤساؤهم؛ جبريل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش والحافون من حول العرش وملائكة السماوات وملائكة الأرض كلهم عن بكرة أبيهم سجدوا لأمر الله ![]() و ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ولما قال: ![]() ![]() وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: هل كان جبريل وميكائيل مع من سجد؟ فأجاب: الحمد لله، بل أسجد له جميع الملائكة، كما نطق بذلك القرآن في قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الثاني – ![]() ![]() الثالث – قوله: ![]() ![]() فمن قال: إنه لم يسجد له جميع الملائكة بل ملائكة الأرض فقد رَدَّ القرآن بالكذب والبهتان[5]. _____________________________ [1] بيان التقرير: هو بيان يقطع احتمال تخصيص اللفظ إن كان عامًّا، واحتمال التأويل إن كان خاصًّا فيجعله مؤكَّدًا؛ مثل آية: ![]() ![]() [2] بيان التفسير: هو بيان يزيل الخفاء المحيط بالكلام، ويجعله واضحا؛ مثل قوله ![]() ![]() ![]() [3] القواعد التأصيلية 184-185. [4] صحيح: وقد تقدم [5] مجموع الفتاوى 4/ 345.
__________________
|
#38
|
|||
|
|||
![]() أحسن الله بك، وجزاك خيرا أستاذَنا.
وهذا سُؤال إن أذِنتَ: اقتباس:
![]() فهل من مرجِّحٍ قولا على صاحبه؟ ![]()
__________________
متى وقفتَ لي على خطإ فنبِّهني عليه، شكر الله لك.
|
#39
|
|||
|
|||
![]() وجزاك أخي الكريم، وأحسن إليك
اقتباس:
والمسألة فيها قولان: الأول- من ذهب إلى أن ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الثاني- من ذهب إلى أن ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وممن ذهب إلى هذا: المبرد كما في الانتصار لسيبويه على المبرد لابن ولاد ت زهير سلطان (ص: 107) ط. الرسالة، والزجاج كما في اللباب في علل البناء والإعراب للعكبري ت النبهان (1/ 403) ط. دار الفكر، وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن العباس الوراق كما في علل النحو له ت. الدرويش (ص: 259) ط. الرشد، وظاهر كلام ابن الخباز في توجيه اللمع لابن جني ت. فايز دياب (ص: 271) ط. دار السلام، وغيرهم والظاهر أن الراجحَ المذهبُ الأولُ؛ لأنه لو أريد بقوله: ![]() ![]() وقال ابن هشام في شرح شذور الذهب ت الدقر (ص: 553): "مَسْأَلَة قَالَ بعض الْعلمَاء فِي قَوْله تَعَالَى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() والله أعلم
__________________
|
#40
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خيرًا، قد -والله- شفيت واشتفيت. وأعتذر إليك لقطعي الحديث. إيهِ زادك الله علمًا. |
#41
|
|||
|
|||
![]() [الفصل الثاني] نزل جبريل مع ميكائيل وإسرافيل - عليهم السلام - لبشارة إبراهيم الخليل بإسحاق ويعقوب - عليهم السلام - ( انظر ماسيأتي عند ذكر ميكائيل -عليه السلام -)[جبريل مع إبراهيم-عليهما السلام-] واعلم أن أكثر ما وقفت عليه من الأخبار في شأن جبريل وإبراهيم - عليهما السلام- إنما هو من الضعيف والإسرائيليات التي يتوقف فيها فلذا رأيت ألا أطيل بذكرها.
__________________
|
#42
|
|||
|
|||
![]() [الفصل الثالث] [جبريل مع لوط عليهما السلام] قال المفسرون: لما خرج جبريل وميكائيل وإسرافيل - عليهم السلام - من عند إبراهيم الخليل - عليه السلام - توجهوا إلي قرية سدوم من أرض غور زغر، في صور شبان حسان؛ - اختبارا من الله -تعالي- لقوم لوط، فطلبوا من لوط - عليه السلام - أن يضيفهم، فخشي إن لم يضيفهم أن يأخذهم قومه، وهم قوم سوء فاسقين: - وإقامة للحجة عليهم ![]() ![]() وانطلق لوط - عليه السلام - مع الملائكة الكرام، وهو يحسبهم بشرا، فجعل يعرض لهم في الكلام؛ لعلهم ينصرفون عن هذه القرية وينزلون في غيرها. فقال لهم: والله يا هؤلاء، ما أعلم علي وجه الأرض أهل بيت أخبث من هؤلاء. ثم مشي قليلا، وأعاد عليهم ذلك، حتي كرره أربع مرات. فخرجت امرأة لوط، فأخبرت قومها أن في بيت لوط رجالا لم يُرَ أجمل منهم؛ فجاءه قومه يهرعون إليه، يريدون أن يأخذوا ضيفه، فأرشدهم إلي غشيان نسائهم: ![]() ![]() ![]() ![]() وجعل لوط - عليه السلام - يمانع قومه الدخول، ويدافعهم، والباب مغلق وهم يحاولون فتحه، وولوجه، وهو يَعِظُهُم، وينهاهم من وراء الباب: ![]() ![]() فلما ضاق الأمر، وعسر الحال، قال: ![]() ![]() ![]() ![]() فخرج جبريل - عليه السلام - فضرب وجوههم بطرف جناحه؛ فطمست أعينهم حتي قيل إنها غارت بالكلية: ![]() ![]() فرجعوا يتحسسون مع الحيطان، ويتوعدون رسول الرحمن، ويقولون: إذا كان من الغد، كان لنا وله شأن. فأمرت الملائكة لوطًا - عليه السلام - أن يسري هو وأهله من آخر الليل: ![]() ![]() ![]() ![]() فلما خرج لوط - عليه السلام - بأهله وهم ابنتاه فقط، لم يتبعه منهم رجل واحد فلما أشرقت الشمس نزل بهم العذاب؛ - فاقتلع جبريل - عليه السلام - مدائن قوم لوط بطرف جناحه من قرارهن، والسجيل: هو الصلب الشديد القوي، - ورفعها بمن فيها من الناس وما معهم من الحيوانات، وما يتبع تلك المدن من الأرض، والأماكن، وغير ذلك فرفع الجميع حتي بلغ بهن عنان السماء حتي سمعت الملائكة أصوات ديكتهم، ونباح كلابهم، - ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها: ![]() ![]() وأما منضود فمعناه: يتبع بعضها بعضا في نزولها من السماء: ![]() ![]() هذا، وقد رويت في قصة جبريل - عليه السلام - مع قوم لوط آثار كثيرة، نذكر إحداها اكتفاءاً بما ذكرناه من سرد القصة، فعن مجاهد - ![]() ![]() ![]() ![]() _______________________________ [1] حسن: رواه أبو الشيخ في العظمة (372،371)
__________________
|
#43
|
|||
|
|||
![]() [الفصل الرابع] [جبريل-عليه السلام- مع قوم يس] وهم أصحاب القرية الذين ذكرهم الله - تعالي - في قوله: ![]() ![]() فأهل هذه القرية كذبوا الرسولين اللذين أرسلهما الله - ![]() ثم الرسول الثالث وقتلوا الرجل الذي جاءهم ناصحا من أقصي المدينة فلما فعلوا ذلك لم ينزل الله – تعالي - عليهم جندا من السماء للانتقام منهم ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
__________________
|
#44
|
|||
|
|||
![]() [الفصل الخامس] [جبريل الأمين مع موسي الكليم عليهما السلام ] جبريل وهلاك فرعون : لما خرج موسي ومن معه هربا من فرعون وجنوده اتبعهم فرعون وجنوده ولم يتخلف عنه أحد ممن له دولة وسلطان في سائر مملكته فلحقوهم عند شروق الشمس ![]() ![]() ورأي كل فريق صاحبه رأي العين فعند ذلك ![]() ![]() فقال لهم: إني أمرت أن أسلك ها هنا ![]() ![]() فلما اقترب فرعون وجنوده يحدوهم غضبهم ويسرع بهم حتفهم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وزلزل أصحاب موسي زلزالًا شديداً، أوحي الله - ![]() ![]() ![]() فلما ضربه انفلق بإذن الله – تعالي - وصار فيه طريقا يابسا ![]() ![]() حتي إذا مر آخرهم إذا فرعون يصل هو وجنوده إلي حافته من الناحية الأخري. فلما رأي ما صار إليه أمر البحر؛ خاف وفزع وهمّ بالرجوع فذكر المفسرون: أن جبريل - عليه السلام - ظهر في صورة فارس راكب علي فرس حائل: غير حامل تشتهي الفحل، فمر إلي جانب حصان فرعون، فحمحم إليها، فأسرع جبريل - عليه السلام - فاقتحم البحر ودخله؛ فاقتحم وراءه حصان فرعون، وفرعون لا يريد ذلك، ولا يملك لنفسه حولا ولا قوة ولا ضرا ولا نفعا. فلما رأي أن حصانه اقتحم البحر رغما عنه أظهر التجلد لأمرائه وجنوده، وقال لهم: ليس بنو إسرائيل بأحق بالبحر منا. فلما رأته الجنود قد سلك البحر، اقتحموه وراءه مسرعين. وكان ميكائيل - عليه السلام - في مؤخرتهم لا يترك منهم أحداً إلا ألحقه بهم، وكان جبريل - عليه السلام - في مقدمتهم يسوقانهم نحو البحر. حتي إذا تكاملوا عن آخرهم، واقترب أولهم من الوصول إلي الناحية الأخري والخروج، أمر الله - ![]() فعاد البحر كما كان، وأخذ الموج فرعون وجنوده فرفعهم وخفضهم، وتراكمت الأمواج فوق فرعون، وغشيته سكرات الموت، فقال وهو كذلك: ![]() ![]() فعند ذلك جعل جبريل - عليه السلام - يأخذ من طين البحر، وأوحاله فيدسه في فم فرعون؛ مخافة أن يقول لا إله إلا الله، فتسبق رحمة الله فيه غضبه؛ فيمهله في الدنيا، فيعود كما كان: كافرا معاندا، بل وسيشتد كفره وعناده، ولعله يوهم بعض الجاهلين، أو ضعيفي الإيمان ممن جاوز مع موسي البحر، أو غيرهم أنه إله، كما كان يزعم، وأنه لا يموت، بل إن الموت ليس له إليه سبيل. ولا عجب أن يغتر به - والحال هذه - أمثال هؤلاء. والله أعلم. ومما ورد في ذلك: عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: " قَالَ لِى جِبْرِيلٌ: لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ[1] فَأَدُسُّهُ فِى فَمِ فِرْعَوْنَ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ."[2] إشكال وجوابه:... __________________________ [1] من حال البحر : أى من طين البحر . [2] صحيح لغيره: رواه أبو داود الطيالسى فى مسنده (2618) ومن طريقه البيهقى فى شعب الإيمان (9393) وابن أبى حاتم فى تفسيره (11400) والضياء فى المختارة (258) قال أبو داود: حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله ![]() - محمد بن جعفر: عند أحمد (2144-3154) والنسائى فى الكبرى (11238) والحاكم فى المستدرك (188) وابن حبان فى صحيحه (6215) والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للشيخ الألبانى (6182) وقال : صحيح لغيره. والبزار فى مسنده (5018) والضياء فى المختاره (257) وابن جرير فى التفسير (17858/شاكر). - وخالد بن الحارث: أخرجه الترمذى (3108) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحاكم (189) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى. و(7634) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد من حديث على بن زيد. وقال الذهبى: صحيح. - وأبو النضر: أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (9392) قال تلاثتهم ( محمد بن جعفر وخالد بن الحارث وأبو النضر): رفعه أحدهما - يعنى عطاء بن السائب وعدى بن ثابت - إلى النبى ![]() - والنضر بن شميل: رواه عنه ثلاثة من الثقات مرفوعا من طريق عدى بن ثابت وحده وهم: إسحاق بن راهويه وحميد بن زنجويه كما فى تاريخ بغداد 5/276 وسعيد بن مسعود أخرجه الحاكم (3303) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس. وقال الذهبى: على شرط البخارى ومسلم. وخالف الثلاثة محمدُ بنُ رجاء السندى فرواه عن النضر موقوفا رواه ابن أبى الدنيا فى العقوبات/245 ومن طريقه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد (5/276) والمرفوع أصح. - وعمرو بن محمد العنقزى: أخرجه ابن جرير فى تفسيره (17859/ شاكر) بدون شك . - وعمرو بن حكام: من طريق عطاء بن السائب وحده مرفوعا أخرجه ابن جرير فى التفسير (17865/ شاكر) والخطيب البغدادى فى تاريخه 2/87 - ورواه وكيع عن شعبة به موقوفا كما فى تاريخ بغداد 5/276 وهو شاذ . وللحديث طريقان وثلاث شواهد فأما الطريقان فأحدهما: عن أبى صالح عن ابن عباس أخرجه ابن مردويه كما فى الدر المنثور 4/386 والآخر من طريق حماد بن سلمة عن على بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا رواه أحمد (2820) والترمذى (3107) وقال: حسن، والحاكم (7635) والطيالسى (2693) وعبد بن حميد فى مسنده (664) والطبرانى فى الكبير (12932) وابن جرير فى التفسير (17861/شاكر) وابن أبى حاتم فى التفسير (11399) والخطيب البغدادي فى تاريخه 8/101وابن عبد الحكم فى " فتوح مصر " /30 وللحديث طريق آخر رواه السرقسطى فى " غريب الحديث " كما فى " تخريج الأحاديث والآثار الواقعة فى تفسير الكشاف " للزيلعى. وابن أبى حاتم فى تفسيره (11401) كلاهما من طريق أبى خالد الأحمر عن عمر بن يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا وهذا طريق ضعيف جدا لضعف عمر بن يعلى قال فيه ابن أبى حاتم والدارقطنى : متروك الحديث، وقال البخارى يتكلمون فيه. وقيل: إنه كان يشرب الخمر . وأما الشواهد : فأحدها- عن أبى هريرة رواه البيهقى فى الشعب (9390) وابن جرير فى التفسير (17860) وابن عدى فى الكامل 2/381 والجرجانى فى تاريخ جرجان (306) من طريق كثير بن زاذان عن أبى حازم عن أبى هريرة مرفوعا نحوه وتابع كثيراَ سعيدُ بنُ مسروق به رواه الطبرانى فى الأوسط (5823) وذكره الهيثمى فى " مجمع الزوائد " (11070) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثورى وضعفه جماعة. ثانيها- عن ابن عمر رواه الطبرانى فى مسند الشاميين (1569) وابن مردويه كما فى الدر المنثور 4/387 وابن عساكر فى تاريخ دمشق 53/124 ثالثها- عن أبى أمامة مرفوعا رواه أبو الشيخ كما فى الدر المنثور 4/387 وفتح القدير للشوكانى 2/680 نحوه. هذا، وقد ذهب الشيخ شعيب الأرناؤوط إلى أن هذا الحديث صحح موقوفا وأما الشيخ الألبانى - ![]() ![]() ![]() والله أعلم .
__________________
|
#45
|
|||
|
|||
![]() إشكال وجوابه: اعترض الفخر الرازي على هذا الحديث فقال: هل يصح أن جبريل أخذ يملأ فمه بالطين لئلا يتوب غضباً عليه ؟ والجواب الأقرب: أنه لا يصح لأن في تلك الحالة إما أن يقال: التكليف هل كان ثابتاً أم لا ؟ فإن كان ثابتاً فلا يجوز لجبريل أن يمنعه من التوبة، بل يجب عليه أن يعينه على التوبة، وعلى كل طاعة. وإن كان التكليف زائلاً عن فرعون في ذلك الوقت، فحينئذ لا يبقى لهذا الذي نسب إلى جبريل فائدة. وأيضاً، لو منعه من التوبة لكان قد رضي ببقائه على الكفر، والرضا بالكفر كفر. وأيضاً، فكيف يليق بجلال الله أن يأمر جبريل بأن يمنعه من الإيمان؟ ولو قيل: إن جبريل فعل ذلك من عند نفسه لا بأمر الله فهذا يبطله قول جبريل: وما نتنزل إلا بأمر ربك. فهذا وجه الإشكال الذي أورده الفخر الرازي على هذا الحديث في كلام أكثر من هذا. وقد أجاب الخازن فى تفسيره على هذا الاعتراض بما لا مزيد عليه؛ فرأيت نقله بنصه لأهميته. قال: والجواب عن هذا الاعتراض أن الحديث قد ثبت عن النبي ![]() وأما قول الإمام: إن التكليف هل كان ثابتاً في تلك الحالة أم لا ؟ فإن كان ثابتاً لم يجز لجبريل أن يمنعه من التوبة. فإن هذا القول لا يستقيم على أصل المثبتين للقدر القائلين بخلق الأفعال لله، وأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء. وهذا قول أهل السنة المثبتين للقدر، فإنهم يقولون: إن الله يحول بين الكافر والإيمان، ويدل على ذلك قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وهكذا فَعَلَ بفرعون: مَنَعَهُ من الإيمان عند الموت جزاء على تركه الإيمان أولاً. فَدَسُّ الطين في فم فرعون، من جنس الطبع والختم على القلب ومنع الإيمان وصون الكافر عنه وذلك جزاء على كفره السابق. وهذا قول طائفة من المثبتين للقدر القائلين بخلق الأفعال لله. ومن المنكرين لخلق الأفعال من اعترف -أيضاً- أن الله -سبحانه و ![]() فأما قصة جبريل عليه السلام مع فرعون فإنها من هذا الباب فإن غاية ما يقال فيه: إن الله سبحانه و ![]() وأما فِعْلُ جبريل من دس الطين في فيه فإنما فعل ذلك بأمر الله لا من تلقاء نفسه. فأما قول الإمام: لم يجز لجبريل أن يمنعه من التوبة بل يجب عليه أن يعينه عليها وعلى كل طاعة. هذا إذا كان تكليف جبريل كتكليفنا يجب عليه ما يجب علينا. وأما إذا كان جبريل إنما يفعل ما أمره الله به والله - سبحانه و ![]() وقد يقال: إن جبريل عليه السلام إما أن يتصرف بأمر الله فلا يفعل إلا ما أمر الله به، وإما أن يفعل ما يشاء من تلقاء نفسه لا بأمر الله. وعلى هذين التقديرين فلا يجب عليه إعانة فرعون على التوبة، ولا يحرم عليه منعه منها؛ لأنه إنما يجب عليه فعل ما أُمِر به، ويحرم عليه فعل ما نهي عنه. والله - سبحانه و ![]() وقوله: وإن كان التكليف زائلاً عن فرعون في ذلك الوقت فحينئذ لا يبقى هذا الذي نسب إلى جبريل فائدة. فجوابه أن يقال: إن للناس في تعليل أفعال الله قولين: أحدهما- أن أفعاله لا تعلل. وعلى هذا التقدير فلا يرد هذا السؤال أصلاً وقد زال الإشكال. والقول الثاني- إن أفعاله تبارك و ![]() وكذا أوامره ونواهيه لها غاية محمودة محبوبة لأجلها أمر بها ونهى عنها. وعلى هذا التقدير قد يقال: لما قال فرعون: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، وقد علم جبريل أنه ممن حقت عليه كلمة العذاب، وأن إيمانه لا ينفعه، دس الطين في فيه؛ لتحقق معاينته للموت؛ فلا تكون تلك الكلمة نافعة له. وأنه وإن كان قالها في وقت لا ينفعه؛ فدس الطين في فيه تحقيقاً لهذا المنع. والفائدة فيه تعجيل ما قد قضي عليه، وسد الباب عنه سداً محكماً بحيث لا يبقى للرحمة فيه منفذ، ولا يبقى من عمره زمن يتسع للإيمان؛ فإن موسى عليه السلام لما دعا ربه بأن فرعون لا يؤمن حتى يرى العذاب الأليم، والإيمان عند رؤية العذاب غير نافع، أجاب الله دعاءه. فلما قال فرعون تلك الكلمة عند معاينة الغرق استعجل جبريل فدس الطين في فيه؛ لييأس من الحياة ولا تنفعه تلك الكلمة وتحقق إجابة الدعوة التي وعد الله موسى بقوله قد أجيبت دعوتكما، فيكون سعي جبريل في تكميل ما سبق في حكم الله أنه يفعله، فيكون سعي جبريل في مرضاة الله - سبحانه و ![]() وأما قوله: لو منعه من التوبة لكان قد رضي ببقائه على الكفر والرضا بالكفر كفر. فجوابه ما تقدم من أن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وجبريل إنما يتصرف بأمر الله ولا يفعل إلا ما أمره الله به، وإذا كان جبريل قد فعل ما أمره الله به ونفذه فإنما رضي بالأمر لا بالمأمور به، فأي كفر يكون هنا؟! وأيضاً فإن الرضا بالكفر إنما يكون كفراً في حقنا؛ لأنا مأمورون بإزالته بحسب الإمكان، فإذا أقررنا الكافر على كفره ورضينا به كان كفراً في حقنا لمخالفتنا ما أمرنا به. وأما من ليس مأموراً كأمرنا، ولا مكلفاً كتكليفنا، بل يفعل ما يأمره به ربه، فإنه إذا نفذ ما أمره به لم يكن راضياً بالكفر، ولا يكون كفراً في حقه. وعلى هذا التقدير؛ فإن جبريل لما دس الطين في فِيِّ فرعون كان ساخطاً لكفره غير راض به والله - سبحانه و ![]() وقوله: كيف يليق بجلال الله أن يأمر جبريل بأن يمنعه من الإيمان؟ فجوابه: أن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسأل عما يفعل. وأما قوله: وإن قيل: إن جبريل إنما فعل ذلك من عند نفسه لا بأمر الله. فجوابه: أنه إنما فعل ذلك بأمر الله منفذاً لأمر الله والله أعلم بمراده وأسرار كتابه .[1] ______________________ [1] تفسير الخازن المسمى " لباب التأويل فى معانى التنزيل" 3/423 (يراجع رقم الجزء والصفحة) والخازن هو: أبو الحسن على بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحى .
__________________
|
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
من الذي أتى بعرش بلقيس في طرفة عين الجن أم الإنس أم الملائكة ؟ | محمد إمام | حلقة العلوم الشرعية | 1 | 19-05-2015 07:33 PM |
هل الملائكة تنام ؟ | عَرف العَبيرِ | حلقة العلوم الشرعية | 2 | 17-01-2012 04:15 PM |