ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة الأدب والأخبار
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 23-06-2021, 12:30 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي براءة النِّسبة (حول خبر وأد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته في الجاهلية ... )

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة
وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

الحمدُ لِلّهِ،والصّلاة والسّلام على رسول اللّه،وعلى آله وصحبه،ومَن تَبعهم ‏بإحسان.‏
حديثُ المعاجم (وَأَدَ):
الْوَاوُ وَالْهَمْزَةُ وَالدَّالُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى إِثْقَالِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ. يُقَالُ لِلإِبِلِ إِذَا مَشَتْ بِثَقَلِهَا: لَهَا وَئِيدٌ.قَالَ[1]:
مَا لِلْجِمَالِ مَشْيَُِهَا وَئِيدَا ... أجَنْدَلًا يَحْمِلْنَ أمْ حَدِيدا
يقال:وَأَدَ[2] بنتَه يَئِدُها وَأْداً ووَأَداً مصدر،فهو وائِدٌ،وهي وَئِيدٌ ووَئِيدَةٌ (فَعيلٌ بمعنى مَفْعُول) ومَوْؤُودةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: (الوَئِيدُ فِي الجَنَّةِ)[3].
وأصلُ الوَأْدِ مأخوذٌ مِن الثِّقَل.أي أَثْقَلَها بالتُّرابِ.يقال: وَأَدَتِ ‏الوائدةُ ابْنَتهَا تَئِدُها:إِذا دَفَنَتْها حَيَّةً،ووَأْدُ ‏‏البَنَاتِ: دَفنهُنّ وهنّ أحياء،قال :(وإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ)،وهي الجاريةُ المدفونةُ حَيَّةً‏؛ وخَصَّ في الآية البناتِ بالذِّكر؛لأنّ ‏هذا هو ‏الواقعُ مِن أهلِ الجاهليّة. سُمِّيَتْ بذلك لأنّها حينَ تُدفَنُ يُطرَحُ عليها ‏التّرابُ فيَؤُدُّها،أي يُثقِلُها حتّى تموتَ.ومنه قولُه :(وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُما)[4]،أَيْ:لَا ‏يُثْقِلُهُ، قَال ‏مُتَمِّم بنُ نُوَيْرَة[5]‏: ‏‎‏
... ومَوْءُودَةٍ مَقْبُورَةٍ في مَغارَة ...
وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ[6]:‎
[و]مَا لَقِيَ المَْوْؤُودُ مِنْ ظُلْمِ أُمِّه ... كما لَقِيَتْ ذُهْلٌ جَميعًا وعامِرُ
والوَأْدُ والوَئِيدُ جَمِيعًا ‏الصّوتُ مطلقًا،أو الْعَالِي الشّدِيدُ،كَصَو ْتِ الْحَائِطِ إِذا سَقَطَ ‏وَنَحْوِهِ، قَالَ الـمَعْلُوط[7]:‎
أَعاذِل مَا يُدْرِيكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لِأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ وئِيدُ ؟
وسمعتُ لِلْهَدَّةِ وَئِيدًا:صوتًا شديدًا.قال:
صوتٌ يقومُ الخَلْقُ مِن وَئيدِه ... يسمعُه البعيدُ مِن بعيدِهِ[8]
(وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ:"خَرَج ْتُ ‏أَقْفُو آثَارَ النّاسِ يومَ الْخَنْدَقِ؛فسم عتُ وئيدَ الأَرضِ خَلْفِي".‎‎الوئ يدُ:شِدَّةُ الوَطْءِ عَلَى الأَرض ‏يُسْمَعُ كالدَّوِيِّ مِنْ بُعْدٍ ... يُقَالُ: سَمِعْتُ وَأْدَ قوائمِ الإِبلِ ووَئيدَها.وَمنه حديث سَوَادِ بنِ ‏مُطَرِّف:" وَأْدَ الذِّعْلِبِ الوَجْناءِ "،أَي صوتَ وَطْئِها على الأَرض)[9].
ووَأْدُ الْبَعِيرِ: هَدِيرُه؛عَنِ ‏اللِّحْيَانيّ[10].
الهوامش:
[1] - للزبّاء في الصّحاح (ص642 صرف)،واللّسان (3/ 443 وأد)،وأدب الكاتب (ص170 كتاب المعرفة/ باب الأسماء المتقاربة في اللّفظ والمعنى)،وبلا نسبة في معاني القرآن للأخفش (2/ 503 الشاهد 202)،ومعجم مقاييس اللّغة (6/ 78 وأد)، وأساس البلاغة (ص490 وأد)،و ...
[2] - وبابُه وَعَدَ.
[3] - ‏ أخرجه أحمد في‎ ‎مسنده (34/ 190 – 191 رقم 20583 ‏ط/الرّسالة)،وأبو داود في سننه (4/ 7/ 141 رقم 2518 عون المعبود)، والبيهقيّ في السّنن ‏الكبرى (9/ 275 رقم 18521 محمّد عبد القادر عطا).وأورده الألبانيّ في صحيح أبي داود (7/ ‏‏280 رقم 2276)،وضعيف الجامع (ص862 – 863 رقم 5985).‏وهو في:النّهاية (5/ 143 وأد)،والمجموع المغيث (3/ 374 وأد)،و‏لسان العرب (3/ 442 ‏وأد)،وتاج العروس ‏‏(9/ 246 وأد).
[4] -‏ البقرة/255.
[5] - فتح البيان في مقاصد القرآن (15/ 100)‏.
[6] - المحكم والمحيط الأعظم (10/ 150 وأد)،لسان العرب (3/ 442 وأد)،تاج العروس (9/ 246 وأد).
[7] - المحكم والمحيط الأعظم (10/ 149 وأد):(هكَذَا أَنشده اللِّحْيَانِيُّ ،وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ:"فَديد ُ")،لسان العرب (3/ 442 وأد)،تاج العروس (9/ 247 وأد).‏
[8] - بلا نسبة في أساس البلاغة (ص490 ع1 وأد).‏
[9] - النّهاية (5/ 143 وأد)،‏تاج العروس (9/ 247 وأد).‏
[10] - لسان العرب (3/ 442 وأد).
يتبع ...
منازعة مع اقتباس
  #2  
قديم 24-06-2021, 11:51 AM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (2) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ..

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة
وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

مِن عاداتِ الجاهليّة في صُنعِ أَصنامِهم:
(إنّ أهلَ ‏الجاهليّةِ كانُوا يعملون الأصنامَ مِن كلِّ شيءٍ حتّى أنّ بعضَهم عمِلَ صَنَمَهُ مِن عَجْوَةٍ[1]،‏ثمّ جاعَ فأَكَلهُ)[2].‏
ومِن الرّواياتِ[3] الّتي يذكرُها الأخباريّون في هذا المعنى أنّه كانَ لِبني حَنيفةَ[4] ‏َصَنَمٌ مِن تَمرٍ،وفي روايةٍ مِن حَيْسٍ[5] اِتَّخَذُوه إِلهًا فعبدوه زَماناً،فلمّا حلَّتْ بهم مَجاعَةٌ أَكلُوه،فَعَيّر تهُم العربُ بذلكَ؛فقال شاعِرُهم [مجزوء الكامل][6]:‏‎‏‏
أَكَلَتْ حَنِيفَةُ رَبَّها ... زَمَنَ التَّقَحُّمِ والمَجاعَهْ
‎لَم يَحذَرُوا مِن رَبِّهم ... سُوءَ العَواقِبِ والتِّباعَهْ
أَحُنَيْفُ هَلاَّ إذْ جَهلْتِ ... صَنَعْتِ ما صَنَعتْ خُزاعَهْ
نَصَبُوهُ مِن حَجَرٍ أَصَمَّ ... وكَلَّفُوا العَرَبَ اِتِّباعَهْ
وقال رجلٌ مِن بني تميمٍ[7][الخفيف]:‏
أَكَلَتْ ربَّها حَنيفَةُ مِن جُو ... عٍ قَديمٍ[8] بها ومِنْ إِعْوازِ
ورُوِي[9] أنّ العربَ كانت تُعَيِّرُ باهِلَةَ بذلك،يقولون:بنو باهِلَة[10] أَكَلُوا آلِهَتَهم،وفيهم قال الشّاعِر:
‏ولا ينفعُ الأصلُ مِن هاشِمٍ ... إذا كانتِ النّفسُ مِن باهِلَة
فمِن دَناءتِهم أنّهم كان لهم صَنَمٌ مِن عَجْوة،فوقعَ الغَلاءُ فيهم فأَكَلُوه.‏
ورُوي عن أحدِهم قولُه:(مَا نَفَعَ أَحَدًا صَنَمُهُ مِثْلَ مَا نَفَعَنِي. قَالُوا:كَيْفَ هَذَا ؟.قَالَ:صَنَعْتُ هُ مِنَ الحَيْسِ،فَجَاء َ ‏الْقَحْطُ، فَكُنْتُ آكُلُهُ يَوْمًا فَيَوْمًا)[11]. ‏
ورُوِيَ[12] أيضا أنّ النّاسَ لمّا تَثاقَلُوا؛قامَ أبو بكر - رضي اللّه عنه - خَطيباً يَحضُّهُم على الجهادِ‏‏،ثمّ قامَ عمرُ – رضي اللّه عنه - فقالَ:( لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيبًا وَسفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ ‏)‏‏[التّوبة/42]؛فقامَ خالدُ [بنُ الوليد]،‏ويقالُ:بل كان خالدَ بنَ سعيد بن العاص،وهو ‏أَشبهُ،فقالَ:أ َلَنا ‏تضرِبُ أمثالَ المنافقينَ يا ‏عمر ؟!.واللهِ لقد أَسلَمتُ وإنّ لِبني عَدِيٍّ ‏صَنَماً مِن تَمْرٍ إذا ‏جاعُوا أَكَلُوه،وإذا شَبعُوا ‏اِسْتَأنَفُوه. وكانَ خالدُ بنُ سعيدٍ قديمَ ‏الإسلامِ والصُّحبَة.‏
الهوامش:
[1] - بفتح العين المهملة،وسكون الجيم.قال في النّهاية (3/ 188 عجا):(وهو نوعٌ مِنْ [أجود] تَمْرِ المَدِينةِ أكبرُ مِنَ الصَّيْحَانِيّ يَضْرِبُ إِلَى السَّواد مِنْ ‏غَرْس النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم).قال الدِّهْلويّ في لَمَعات التّنقيح (7/ 245):(يقال:إنّه من غرس النّبيّ ﷺ … وقد ثبتَ غرسُه في قضيّة إسلامِ سلمان الفارسيّ رضي اللّه عنه كما في "شمائل التّرمذيّ").
[2] - نقله في فتح الباري (11/ 583) عن القرطبيّ.،ونحوه في عمدة القاري (12/ 57).
[3] - منها في:الحور العين (ص186)‏.
[4] - قال في:النّصرانيّة وآدابها بين عرب الجاهليّة (القسم الأوّل ص72):(‏وعندنا أنّ هذه الشّكوى باطِلَة وأنّ الّذين نسبُوا إلى بني حَنيفة أكلَ صَنَمٍ مِن عَجينٍ ‏‏إنّما خُدِعُوا بما رأوه مِن تقرُّبهم مِن القُربان الأَقْدس؛فإنّ الأصنامَ لا تُتّخذُ مِن ‏العَجين ‏ولا تسُدُّ جوعَ كثيرين في أيّام القَحْط فضلاً عن كونِ الأَقِطِ اليابسِ العَتيقِ لا ‏يصلحُ ‏لِأكلٍ).‏ويُنظ ر أيضا:(القسم الأوّل 129)و(القسم الثاني ص210).
[5] - هو تمرٌ يُخلَطُ بسَمْنٍ وأَقِط.المعارف (ص621)،الحور العين (ص186)،‏وفي النّصرانيّة وآدابها بين عرب الجاهليّة (القسم الأوّل:ص129): (صَنَماً مِن عَجين).
[6] - الصّحاح ‏(ص130 تبع)،الحور العين (ص134)،شمس العلوم (6/ 3643)،المعارف (ص621).
[7] - المعارف (ص621)،الحور العين (ص186)،البصائر والذخائر (5/ 44).
[8] - في رواية:(قديمًا).
[9] - عمدة القاري (12/ 57 كتاب البيوع/باب104)،البناية في شرح ‏الهداية (4/ 624)‏.
[10] - ولحمد الجاسر كتاب:(باهِلَة القبيلةُ المُفتَرى عليها)،صدرَ في طبعتِه الأولى عن مركز حمد الجاسر الثقافيّ،دار اليمامة للبحث والتّرجمة والنّشر سنة 1990م.
[11] - مرقاة المفاتيح (9/ 04 - 05 رقم 4747)،تحفة الأحوذيّ (8/ 142 رقم 3008 باب ما جاء في إنشاد الشّعر).
[12] - نثر الدُّرّ (2/ 80) للآبيّ (ت:421هـ).،عين العبرة في غَبن العِترة (ص111) للسيّد أحمد بن طاووس (ت:673هـ).‏
يتبع ...
منازعة مع اقتباس
  #3  
قديم 25-06-2021, 06:04 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (3) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة
وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

وَأْدُ البناتِ مِن عاداتِ بعضِ العربِ[1] في الجاهليّة،ولم تكنْ ظاهرةً عامّةً فيهم:
(كَانَ الرَّجُلُ إِذَا وُلِدَتْ لَهُ بِنْتٌ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَحْيِيَهَا :ألْبَسْهَا جُبَّةً ‏مِنْ صُوفٍ أَوْ شَعََرٍ تَرْعَى لَهُ الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ فِي الْبَادِيَةِ،وَ إِنْ أَرَادَ قَتْلَهَا تَرَكَهَا حَتَّى إِذَا كَانَتْ ‏سُدَاسِيَّةً[2] فيَقُولُ لِأُمِّهَا: طَيِّبِيهَا وَزَيِّنِيهَا،ح َتَّى أَذْهَبَ بِهَا إِلَى أَحْمَائِهَا،وَ قَدْ حَفَرَ لَهَا بِئْرًا فِي ‏الصَّحْرَاءِ، فَيَبْلُغُ بِهَا الْبِئْرَ فَيَقُولُ لَهَا:انْظُرِي فِيهَا،ثُمَّ يَدْفَعُهَا مِنْ خَلْفِهَا وَيُهِيلُ عَلَيْهَا،‏ حَتَّى تَسْتَوِيَ الْبِئْرُ بِالْأَرْضِ. وَقِيلَ[3]:كَانَتِ الْحَامِلُ إِذَا أَقْرَبَتْ حَفَرَتْ حُفْرَةً فَتَمَخَّضَتْ عَلَى رَأْسِ ‏الْحُفْرَةِ؛ فَإِذَا وَلَدَتْ بِنْتًا رَمَتْ بِهَا فِي الْحُفْرَةِ،وَإ ِنْ وَلَدَتِ ابْنًا حَبَسَتْهُ)[4].‏
(‏وَكَانَ مِنْ أَفْظَعِ الْإِعْتِدَاءِ عَلَى ‏إِزْهَاقِ الْأَرْوَاحِ مِنْ ‏أَجْسَادِهَا اعْتِدَاءُ ‏الْآبَاءِ عَلَى نُفُوسِ أَطْفَالِهِمْ بِالْوَأْدِ،فَإ ِنَّ اللَّهَ جَعَلَ فِي الْفِطْرَةِ حِرْصَ الْآبَاءِ ‏عَلَى اسْتِحْيَاءِ أَبْنَائِهِمْ ‏وَجَعَلَ الْأَبَوَيْنِ سَبَبَ إِيجَادِ الْأَبْنَاءِ،فَ الْوَأْدُ أَفْظَعُ أَعْمَالِ أَهْلِ الشِّرْكِ)[5].‏
(وَإِذْ قَدْ فَشَا فِيهِمْ كَرَاهِيَةُ وِلَادَةِ الْأُنْثَى[6] فَقَدْ نَمَا فِي نُفُوسِهِمْ بُغْضُهَا فَتَحَرَّكَتْ فِيهَا ‏‏الْخَوَاطِرُ الْإِجْرَامِيَّ ةُ فَالرَّجُلُ يَكْرَهُ أَنْ تُولَدَ لَهُ أُنْثَى لِذَلِكَ،وَامْر َأَتُهُ تَكْرَهُ أَنْ تُولَدَ لَهَا ‏أُنْثَى ‏خَشْيَةً مِنْ فِرَاقِ زَوْجِهَا إِيَّاهَا،وَقَد ْ يَهْجُرُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِذَا وَلَدَتْ أُنْثَى)[7].‏
وعادةُ وأدِ البناتِ فَوْرَ وِلادتِهِنّ أو بعدَها بقليل عُرْفٌ جَرى عليه بعضُ العربِ،‎وقد ظهرَ فيهم كحالاتٍ فرديّةٍ، ارتبطَتْ بفئاتٍ قليلةٍ ضِمنَ نطاقٍ معيَّنٍ.‎واِدَّ عى بعضُهم بأنّ ذلك كانَ سائِدًا فيهم،وواسِعَ الانتشارِ في أيّامِ الجاهليّة،وليس بصحيحٍ،فلم تكُنْ كلُّ،ولا جُلُّ القبائِلِ العربيّةِ تَئِدُ بناتِها خوفَ الإِمْلاقِ والعِوَزِ،أو أنْ يُؤسَرْنَ في الغَزوِ،‏ونحو ذلك؛لأنّ منها قبائلَ ذاتُ بأسٍ شديدٍ،وكفايةٍ مُغنِية،وقَدْرٍ ورِفعةٍ،لا تَخشى الفاقَةَ،وكَلَب َ الزّمان،ولا تركَنُ لِلذِّلَّة والهَوانِ، وتَسترخِصُ المُهَجَ إذا قَعْقَعَ السِّلاحُ بالطّارقِ المُنتابِ.
وأشارتْ بعضُ مصادر اللّغة إلى قبيلةٍ واحدةٍ فقط كانتْ تفعلُ ذلك،‏وهي قبيلةُ كِنْدَة،جاءَ فيها:(وكانتْ كِنْدَةُ تَئِدُ النَبَاتِ)[8].قال الطّاهر بن عاشور[9]:(وَلَمْ يَكُنِ الْوَأْدُ مَعْمُولًا بِهِ عِنْدَ جَمِيعِ الْقَبَائِلِ،قِ يلَ:أَوَّلُ مَنْ وَأَدَ الْبَنَاتِ مِنَ الْقَبَائِلِ رَبِيعَةُ،وَكَا نَتْ كِنْدَةُ تَئِدُ الْبَنَاتِ،وَكَ انَ بَنُو تَمِيمٍ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ،وَوَأَدَ قَيْسٌ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ مِنْ بني تَمِيم ثَمَان بَنَاتٍ لَهُ قَبْلَ إِسْلَامِهِ. وَلَمْ يَكُنِ الْوَأْدُ فِي قُرَيْشٍ الْبَتَّةَ).
ومنهم مَن كان (يَئِدُ البَنِينَ عند المَجَاعَةِ)[10]؛وعليه ‏يكونُ القتلُ لِلأولادِ غيرَ مُختَصٍّ بالبناتِ بل شمِلَ الأولادَ الذُّكورَ أيضاً،‏‏وإليه أشارَ ‏القرآنُ الكريمُ في سورة الإسراء/31:﴿ولاَ تَقتُلُوا أَولادَكُم خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نحنُ نَرزُقُهم وإِيّاكُم إِنّ قتلَهُم كانَ خِطْئًا كَبيرًا﴾.ويُؤيّ ده – إنْ صحّ الخبرُ[11] - ما رواه القرطبيّ في تفسيره[12]،قال: (وَقِيلَ:كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ لَئِنْ وُلِدَ لَهُ كَذَا وَكَذَا غُلَامًا لَيَنْحَرَنَّ أَحَدَهُمْ،كَمَ ا فَعَلَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ نَذَرَ ذَبْحَ وَلَدِهِ عَبدِ اللَّهِ).
نعم،إنّ هذا التَّصَرُّفَ كان لِبعضِ العرب،وهم القِلَّةُ النّادِرَةُ في مقابلةِ الكَثرةِ الغالِبَةِ مِن قبائلِ العربِ.و‏لو كان عامًّا فيهم،وذائعًا بينهم،لَما تكاثرَ العربُ،وأكثروا مِن النّساءِ ‏والجَواري، ولَما استطاعَ الواحِدُ منهم التّزوُّجَ بأكثرَ مِن امرأةٍ واحدةٍ؛لِقِلّة ‏النِّساءِ، وكثرةِ الرّجالِ.ولو كانتْ كلُّ القبائلِ تَئِدُ بناتِها لانقطعَ نَسْلُ العرب بعد مِئَة عامٍ على الأقلِّ،أو لَتَضاءلَ فلم يبقَ منهم إلاّ القليلُ.
ثمّ إنّ اتّهامَ جميعِ القبائلِ العربيّةِ بهذا الجُرْم الشّنيعِ،وإقرار َه فيهم كعادةٍ وعُرْفٍ جرَتْ عليه مِن قديمِ الدّهرِ؛إنّما يُرادُ به ذمُّهم،والحَطُّ مِن قَدْرِهم مِن خِلالِ تَسفيهِ عقولِهم،لِكونِه م يقتلون بناتِهم فَلذَاتِ أكبادِهم!.
(وَقَدْ تَوَارَثَتْ هَذَا الْجَهْلَ أَكْثَرُ الْأُمَمِ عَلَى تَفَاوُتٍ بَيْنَهُمْ ‏فِيهِ،وَمِنْ كَلَامِ بَعْضِهِمْ وَقَدْ ‏‏مَاتَتِ ‏ابْنَتُهُ:نِعْ مَ الصِّهْرُ الْقَبْرُ)[13]؛ ولهذا كانوا يُسمُّون القبرَ صِهْرًا أي إنّي قد زوّجتُها منه،قال الرّاجز[14]:
سَمَّيتُها إذْ وُلِدَتْ تَمُوتُ
والقبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ
يا بنتَ شيخٍ مالَهُ سُبْرُوتُ
وبهذا يظهرُ أنّ وأدَ البناتِ والأولادِ في الجاهليّة كانَ مُجرَّدَ حالاتٍ فرديّةٍ نادِرَةٍ ظهرتْ عند فئةٍ قليلةٍ مِن قريشٍ، وبعضِ ‏بيوتاتِ بني تَميمٍ،وهؤلاءِ مِن مُتأخّري الجاهليّة؛أمّا سائِرُ ‏العربِ فكانوا يَستنكِرون ذلكَ،ويَرفُضُون َه؛مِمّا يُشعِرُ بأنّ الإطارَ الزّمنيّ لِهذه الظّاهرةِ إنّما كانَ قُبيلَ الإسلامِ بقليلٍ.واللّه أعلم.
وعليه،فلم يكنِ الأمرُ مشهورًا عندهم،وبالكثرةِ الّتي تجعلُ منه عُرْفًا سائِدا،وعادةً مُستحكَمَةً. وهذا ما تشيرُ إليه الواقعةُ الّتي صدمَتْ ‏صَعْصَعَةَ بنَ ناجية – وغيرَه -،وتَفاجَأَ بها،وسيأتي خبرَها قريبًا.
وممّا يُستَنكَرُ ما حكاه الميدانيّ في مجمع الأمثال[15]،قال:(قال حمزة:وذكر الهيثمُ بنُ عدِيّ أنّ الوأدَ كان مُستعمَلًا في قبائلِ العربِ قاطبَةً،وكان يستعمِلُه واحدٌ ويتركُ عشرة،فجاءَ الإسلامُ وقد قلَّ ذلك فيها إلاّ مِن بني تميمٍ فإنّه تزايدَ فيهم ذلك قبل الإسلام)!.
يتبع ...
الهومش:
[1] - في المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد عليّ:(‏ولم ينفردِ العربُ بقتلِ الأولادِ وبوَأدِ البناتِ،بل نجدُ ذلك عند غيرِهم مِن الشّعوبِ كذلك،مثل المصريِّين واليونان والرّومان وشعوب أسترالية.أمّا العوامِل الّتي حملَتْ تلك الشّعوب عليها فهي عديدة،منها عوامِل دينيّة مثل الاعتقاد بحلول الأرواح،ومنها اقتصاديّة كالخشية مِن الفقر،ومنها ما يتعلّقُ بالصِّحَّة كأن يكونَ المولودُ ضعيفًا فيقضي عليها الوالدان).
[2] - ‏أي يتركُها حتّى يُصبحَ عمرُها سِتَّ سنوات‎‏. ‏
[3] - ‏ رواه عكرمة عن ابن عباس كما في تفسير البغويّ (8/ 348 سورة التّكوير).
[4] - ‏الكَشَّافِ (4/ 708 سورة التّكوير).‏
[5] - التّحرير والتّنوير (30/ 144 التّكوير)‏.‏
[6] - (ولِبُغضِ البناتِ هجرَ [الشّاعر] أبو حمزة الضّبِّيُّ خيمةَ امرأتِه،وكانَ يَقيلُ ويَبيتُ عند جيرانٍ له،حينَ ولدَتْ امرأتُه بنتًا، فمرَّ يومًا بخِبائِها وإذا هي تُرقِّصُها وتقولُ:
ما لِأَبي حمزةَ لا يَأتِينا … يظَلُّ في البيتِ الّذي يَلِينا
غضبانَ ألاّ نلِدَ البَنينا … تاللهِ ما ذلكَ في أَيدِينا
وإنّما نأخذُ ما أُعطِينا … ونحنُ كالأرضِ لِزارعِينا
نُنْبِتُ ما قد زَرعُوهُ فِينا
قال:[فلمّا سمعَ الأبياتَ] فغَدا [مرّ] الشّيخُ [نحوَهما حُضْرًا] حتّى ولَجَ [عليهما الخِباءَ] البيتَ فقَبَّلَ رأسَ امرأتِه وابنَتِها [وقال: ظَلمتُكما وربِّ الكعبة!]) - البيان والتّبيُّن (1/ 186) و (4/ 47).
[7] - التّحرير والتّنوير (30/ 145 التّكوير)‏.‏
[8] - الصّحاح (ص1222 وأد)،لسان العرب (3/ 443 وأد)،تاج العروس (9/ 246 وأد).
[9] - التّحرير والتّنوير (30/ 146 سورة التّكوير).
[10] - النّهاية (5/ 143 وأد)،المجموع المغيث (3/ 347 وأد)،‏لسان العرب (3/ 443 وأد)،تاج العروس (9/ 246 وأد) ،عون المعبود (4/ 7/ 141).
[11] - الضّعيفة (1/ 500 – 502 رقم 331) و (4/ 172 – 173 رقم 1677).
[12] - (9/ 39 سورة الأنعام/137)،سيرة ابن هشام (1/ 1/ 151 – 155).
[13] - التّحرير والتّنوير (30/ 145 التّكوير)‏.‏وفي التّوضيح لشرح الجامع الصّحيح (15/ 459)،وعمدة القاري (12/ 346) :(قَالَ أَبُو عُبيد‏:كَانَ أحدُهم فِي الْجَاهِلِيَّة ‏‏إِذا جَاءَتْهُ الْبِنْتُ يدفِنُها حَيَّةً حِين ‏‏تُولَد،وَيَق ُولُونَ: الْقَبْرُ صِهْرٌ، وَنعمَ ‏الصِّهْرُ).
[14] - الإتباع (1/ 16)،غريب الحديث (3/ 414)،التّقفية في اللّغة (ص214).
[15] - (1/ 425 رقم 2248 أَضَلُّ مِنْ مَؤْوُدَةٍ). ‏وعنه الشَّريشيّ في شرح مقامات الحريريّ (4/ 177).
منازعة مع اقتباس
  #4  
قديم 26-06-2021, 07:53 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ..


بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة
وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)
شهادةُ القرآنِ بذلك:
وقد شهِدَ القرآنُ الكريمُ بما فعلَه بعضٌ مِن العرب في الجاهليّة مِن وَأْدِ بناتِهم،وسجّلَ عليهم فِعلَهم الشّنيعَ هذا،تَهْوِيلًا له، وإِعْظامًا. قال عزّوجلّ:
1- (وَإِذَا ‏الْمَوءُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ ‏قُتِلَتْ) التّكوير/8 – 9.
2- (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ ‏نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ‏إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) الإسراء/31. ‏
3- (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُم) الأنعام/151.
4- (وَإِذَا بُشِّرَ ‏أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ ‏وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ‏أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ ‏يَدُسُّهُ فِي ‏التُّرابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النَّحْل/58 - 59.‏
5- (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ‏اللّهُ اِفْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ‏ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام/140.
أوّلُ مَن وأدَ في الجاهليّة،ونماذ جُ مِن الوَأد:
يُرجعُ أكثرُ الباحثينَ أَوَّلِيَّةَ الوَأْدِ في العرب لِغزوة ‏النُّعمان بنِ المنذِر مَلِكِ ‏الحِيرَة لِقبيلة بني تميم؛وكان سببُ ذلكَ أنّهم مَنعُوا الملِكَ ضَرِيبتَه،وهي الإتاوةُ الّتي كانت عليهم،فجرَّدَ إليهم النّعمانُ أخاهُ الرَّيّان بنَ المنذر ‏مع دَوْسَر،ودَوْسَ رُ إِحدى كَتائِبهِ،وكانَ جُلُّ رجالِها مِن بني بكرِ بنِ وائِلٍ،فتمكَّنَ منهم النّعمانُ،فاستا قَ نَعَمَهم،وسَبى ‏ذراريَهم.وفي ذلك يقولُ أبو المُشَمْرَِج اليَشْكُرِيُّ[1]:‏
لَمَّا رَأوْا رَايَةَ النّعمان مُقْبِلَةً ... قالُوا أَلا لَيْتَ أدْنى دارِناَ عَدَنُ
يا لَيْتَ أُمَّ تَميمٍ لم تكُنْ عَرَفَتْ ... مُرًّا وكانَتْ كَمَن أَوْدَى به الزَّمَنُ
إنْ تَقْتُلُونَا فأَعْيَارٌ مُجَدَّعَةٌ ... أو تُنْعِمُوا فقَديماً منكمُ المِنَنُ
مِنهم زهيرٌ وعَتّابٌ ومُحْتَضَرٌ ... ابنا لَقيطٍ وأَوْدى في الوَغى قَطَنُ
وكانت ابنةُ ‏‏قيسِ بنِ عاصِمٍ التَّميميّ مِن بين السَّبايا.‏وحين َ وفدَتْ وفودُ بني تَميمٍ على النّعمان بن المنذر،وكَلَّمو ه في الذّراريّ،حكمَ النّعمانُ ‏بأنْ يجعلَ الخِيارَ في ذلك إلى النّساء، فأَيَّةُ امرأةٍ اِختارَتْ أَباها رُدَّتْ إليه،وإنِ اِختارَتْ زوجَها تُرَِْكَتْ عليهِ؛فشَكَروا له هذا ‏الصَّنيعَ. ‎وحينَ خيّرَ النّعمانُ السَّبايا بحُرِّيَّةِ العَودةِ اِختلَفْنَ في الخِيار،فكلُّهُ نّ اختارَتْ أَباها، واختارَتْ ابنةُ قيسِ بنِ عاصِمٍ سابيَها عَمرو بن الـمُشَمْرَِج[2]‏ على زوجِها؛فغضِبَ قيسُ بنُ عاصِم،وأقسم بوَأْدِ (في رواية: ونذَرَ أنْ يَدُسَّ) كلّ بنتٍ تُولَدُ له في التّرابِ،فوَأَد َ بضعَ عشرةَ ‏بنتاً.وبصَنيعِ قيسِ بنِ عاصمٍ[3] هذا،بإِحيائِه هذه السُّنَّة نزلَ القرآنُ بذمِّ وَأْدِ البناتِ.
وروايةٌ ثانيةٌ[4] تقولُ:إنّ أوّلَ قبيلةٍ وَأَدَت البَناتِ مِن العربِ ‏رَبِيعَةُ؛ وذلك على ما ‏‏يُروَى أنّ قومًا مِن الأعرابِ أَغاروا على قبيلةِ ربيعة،وسَبَوْا بنتًا لِأميرٍ لهم،فاسترَدَّها بعد ‏‏الصُّلْحِ، وبعد أنْ خَيَّروها بين أنْ ترجِعَ إلى أَبيها أو أنْ تبقى عند مَن هي عنده مِن الأعداء؛اختارَت ْ وفضَّلَتْ سابيَها،وآثرتهُ على أَبيها؛عند ذلكَ غضبَ أبوها،وسَنَّ لِقومِه شريعةَ الوَأْدِ، ففعلُوا غَيرةً ‏‏منهم،وخوفًا مِن تَكرار هذه الحادثة.
لكن من المتَّفَق عليه أنّ بني تميم وبني كِندة وبني ربيعة ‏كانُوا من القبائل الّتي انتشرَ فيها ‏وأدُ البناتِ.وتواترت الرّوايةُ على أنّ قيسَ بنَ عاصِم يعتبرُ أوّلَ[5] تَميميّ فعَلَ ذلك،فقد (وَأدَ … مِن ‏بني تَمِيم ثَمانِ بَناتٍ لَهُ قَبْلَ إسْلامِهِ)[6]. ‏‎قال ابن خلِّكان[7]:إنّه(أوّلُ مَن وأدَ البناتِ في الجاهليّة للغَيرةِ والأَنَفَةِ ‏مِن النِّكاح،وتَبعَ هُ النّاسُ في ذلك ‏إلى أنْ أبطَلَه الإسلامُ)،وكان سيِّدًا في قومه.‎فقد روى (النّعمانُ بنُ بشيرٍ عن عمرَ بنِ الخطّاب رضي اللّه عنهما قال:جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ التَّمِيمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثَمَانَ بَنَاتٍ،فَقَالَ :" أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ نَسَمَةً ".وَلِهَذَا شَاهِدٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ... عن خَلِيفَةَ بنِ حُصَيْنٍ،عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ،أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:إِنِّي وَأَدْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ بِنْتًا لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتِقْ عَدَدَهُنَّ نَسَمًا)[8].
وسببُ ذلك أنّ (بعضَ أعداءِ قيس بنِ عاصمٍ أغارَ ‏عَلَيْهِ فَأَسَرَ بنتَه فاتّخذَها لنَفسِهِ ثمَّ حصلَ بَينهم صلحٌ فَخيّرَ ابْنَتَه فَاخْتَارَتْ ‏زَوجَهَا،فآلى قيسٌ على نَفسِه أَن لَا تُولَد لَهُ بنتٌ إلاَّ دَفنهَا حَيَّة،فَتَبِعَ هُ الْعَرَبُ على ‏ذَلِك)[9].
أوّلُ مَن فَدى الموءودة :
‏(وَكَانَ صعصعةُ ‏بنُ نَاجِية ‏التَّمِيمِيّ جدُّ الفرزدق همّام بن غَالب بن صعصعة أوّلَ مَن فَدى ‏الموءودة، وَذَلِكَ أَنّه كَانَ يعمِدُ ‏إِلَى مَن يفعلُ ذَلِك فيَفدِي الوَلَدَ مِنْهُ بِمَالٍ يتّفقانِ ‏عَلَيْهِ، وَإِلَى ذَلِك أَشَارَ الفرزدقُ بقوله [‏مُفتخِرا]:‏
وجَدّي الَّذِي مَنَعَ الوَائِداتِ ... وأَحْيى الوَئِيدَ فَلَمْ يُؤَدِ)[10].‏
وقال أيضا:‏‎
(ومِنّا الّذي أحْيا الوَئِيدَ وغالِبٌ ... وعَمروٌ ومِنّا حاجبٌ والأقارِعُ)[11].
يتبع ...
الهوامش:
[1] - الكامل في اللّغة (1/ 392)،مجمع الأمثال (1/ 425)،معجم الشّعراء (1/ 211)،شرح مقامات الحريريّ (4/ 177 – 178). ‏
[2] - في صبح الأعشى (1/ 404):(عمرو بن الجَمُوح).
[3] - قال جواد عليّ في ‏المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام (9/ 92):(والظّاهرُ أنّ وأدَ " قيس [بن عاصم] " لِبناتٍ مِن بناتِه، ووجودَه في تميمٍ خاصّةً بعد أنْ خَفَّ عند بقيّةِ العرب،حَمَلَ أصحابَ الأخبارِ على إرجاعِ ‏أصلِه وأساسِه إلى " قيس [بن عاصم] "،مع أنّهم يذكرون حوادثَ عن الوَأدِِ،مثلَ ما ذكروه عن " سودة بنت زهرة " الكاهِنَة، تتقدّمُ في الزّمنِ على ‏‏" قيسٍ ".والوَأْدُ عند العربِ أقدمُ منه،وربّما يعودُ إلى ما قبل الميلادِ). ‏
[4] - التّحرير والتّنوير (30/ 146 سورة التّكوير) بتصرُّف.
[5] - عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975).
[6] - الدُّرّ المنثور (15/ 268).
[7] - وفيات الأعيان (1/184 رقم 75).
[8] - السّنن الكبرى للبيهقيّ (8/ 202 رقم 16424، 16425)،وغيرُه ‏.
[9] - عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975).
[10] - أدب الكتّاب (1/ 173)،عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975)‏.
[11] - معاهِد التّنصيص (1/ 1/ 119).
منازعة مع اقتباس
  #5  
قديم 27-06-2021, 05:30 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (5) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة
وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

ممَِّن أحيا الموءودة في الجاهليّة :
‏كانت بعضُ قبائل العرب تكرهُ هذه العادةَ،بل كان فيهم مَن يأخذُ البناتِ مِن ‏آبائهم،‏ويعتن ي بهنّ،ويَحميهنّ من الوأدِ.ثبتَ[1] ذلك عن زيد بن عَمرو بن نُفيل القُريشيّ،فقد روى ‏‏البخاريّ في صحيحه قال:(وقال اللَّيْثُ: كَتَبَ إلَيَّ هِشَامٌ عنْ أبِيهِ عنْ أسْمَاءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ رَضِي ‏الله ‏عنهُما ‏قالَتْ:رأيْتُ زَيْدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ قائِمَاً مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلَى الكَعْبَةِ ‏‏يقُولُ:يَا مَعَاشِرَ ‏قُرَيْشٍ، وَاللهِ مَا مِنْكُمْ على دِينِ إبْرَاهِيمَ غَيْرِي،وكانَ يُحْيى ‏المَوؤُدَةَ،‏ يقُولُ لِلرَّجُلِ إذَا ‏أرَادَ أنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لاَ تَقْتُلْهَا،أنَ ا أَكْفِيكَ مَؤُنَتَها، ‏فيَأخُذُها، فإذَا ‏تَرَعْرَعَتْ قالَ لِأبِيهَا:‏إنْ شِئْتَ دَفَعْتُها إلَيْكَ،وإنْ شِئْتَ ‏كَفَيْتُكَ مَؤُونَتها).‏‎
ورُوي[2] أيضا عن صَعْصَعَة بْنِ ناجِيَةَ التَّمِيميّ[3] جَدِّ الفَرَزْدَقِ الشّاعر الملقَّب بمُحْيِي المَوْءوداتِ؛لِ فِدائِه خَلْقًا من ‏البنات،فقد كان ‏يَفْتَدِي مَن يَعْلَمُ أنَّهُ يُرِيد وأدَ ابْنَتِه مِن قَوْمِهِ بِناقَتَيْنِ عُشَراوَيْنِ وجَمَلٍ،فَقِيلَ :‏إنَّهُ افْتَدى ‏ثَلاثَمِائَةٍ وسِتِّينَ مَوْءُودَةً،وقِ يلَ:وسَبْعِينَ.و فِي الأغانِي [21/ 194 دار صاد]:وقِيلَ:أرْبَعَم ِائَةٍ.‏‎وفِي تَفْسِيرِ ‏القُرْطُبِيِّ [22/ 102 سورة التّكوير]:فَجاءَ الإسْلامُ وقَدْ أحْيا سَبْعِينَ مَوْءُودَةً. ومِثْلُ هَذا فِي ‏‏«كِتابِ الشُّعَراءِ» لِابْنِ قُتَيْبَةَ، ‏وبَيْنَ العَدَدَيْنِ بَوْنٌ بَعِيدٌ فَلَعَلَّ فِي أحَدِهِما تَحْرِيفًا[4]).‏
وحين بعثَ الله عزّ وجلّ نبيَّه صلّى الله عليه وسلّم كان (عنده مِائةُ جاريةٍ وأربعُ جوارٍ ‏‏أخذهُنَّ مِن آبائِهنّ لِئلاّ يُوءَدْنَ ... وله يقولُ الفرزدقُ:‏
جَدِّي الّذي منعَ الوائداتِ ... وأَحيا الوَئِيدَ فلم يُوءَدِ)[5].
(ويُروى[6] أنّ ‏الفرزدقَ كان يفتخرُ بجدِّه صَعْصَعَة،وكانَ قدِمَ على رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأسلمَ،‏وقال:يا رسولَ اللّه،عملتُ أعمالًا في الجاهليّة فهل لي فيها مِن أجرٍ؟. فقال:وما عمِلْتَ ؟.‏قال:قد أحييتُ ثلاثا وستّين موؤدةً أشتري الواحدةَ منهنّ بناقتين عشراويتين وجَمَل.‏فقال صلّى اللّه عليه وسلّم:هذا بابٌ مِن البرِّ،ولكَ أجرُه إذ مَنَّ اللّهُ عليكَ بالإسلامِ).وعن ذلك يقولُ ‏الفَرزدقُ في جَدَّه صَعْصعَةَ بنَ نَاجِيَةَ،الّذي كانَ مِن أَشرافِ بني تميم:‎
وَعَمِّي الّذي مَنَعَ الوَائِدَا ... تِ وَأَحْيَا الوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدِ‏[7]
وحين جاءَ اللّهُ بالإسلامِ:(نَهَى عن وَأْدِ البَناتِ)[8]. ‏
أسبابُ الوَأْدِ[9] :
(‏فإن قلتَ:ما حملَهم على وَأْدِ البنات ؟.قلت:الخوفُ مِن لُحوقِ العارِ بهم مِن أجلِهنّ.أو الخوفُ مِن الإملاقِ،كما قال اللّه :] وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [.‏وفئةٌ منهم قالت:إنّ الملائكةَ الكِرامَ [إناثٌ] بناتُ اللّه،فأَلحَقُو ا البناتِ به،فهو أَحَقُّ بهِنَّ)[10].قال جَلَّ ‏ثناؤُه:] ويَجْعَلُونَ لِلّهِ البَنَاتِ ‏سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ [ النّحل/57.
فهما سببان أساسيّانِ:
فمنهم[11] مَن ‏كان يَئِدُ البناتِ خوفًا مِن كَلَب الزّمان فيمسّه الضُّرُّ وتَأسِره الحاجةُ والمَؤونةُ،ويقص ِمُ ظهرَه الفقرُ والإملاقُ في ‏سِنِيِّ ‏الْجَدْبِ[12]؛لِأَنَّ الذَّكَرَ يَحْتَالُ لِلْكَسْبِ بِالْغَارَةِ وَغَيْرِهَا، وَالْأُنْثَى عَالَةٌ عَلَى ‏أَهْلِهَا.
ومنهم مَن كان يَئِدُهنّ لأنّه كانَ شديدَ الغَيرة[13]‏ والأَنَفَة لا يَرضى لِعِرضِه وشَرفِه المهانةَ والدَّنَسَ،يفعل ُ ذلك لِمجرّدِ تَوقُّع حُدُوثهِ.كأنْ تُساقَ في السَّبْي ‏بناتُهم ونِساؤُهم رقيقًا مع الغنائمِ إبّانَ الحرب والغزو،وفي ذلك منتهى الذُّلِّ ‏والعارِ،وقد قيل:إنّ بني تميمٍ وكِندة مِن أشهرِ القبائلِ الّتي تَئِدُ بناتِها خوفاً لمزيدِ ‏الغَيرةِ.‎ثمّ جاءَ الإسلامُ ‏فأقَرَّ ‏الغَيرةَ، وحرَّمَ وَأْدَ البناتِ.‏(قال قتادة:كان مُضَرُ وخُزاعةُ يدفِنون البناتِ أَحياءً،وأشدُّه م في هذا تَميم،زعموا ‏خوفَ القهرِ عليهم،وطمعِ غيرِ الأَكْفاءِ فيهنَّ)[14]. ‏
وفريقٌ ثالثٌ[15] كَانواَ يقتلون أَولادَهم مطلقًا،إمّا سَفَهًا،وإمّا حَميَّةً،و(‏إِم َّا نَفاسَةً مِنْهُ على مَا ينقصهُ ‏مِن مَاله،وَإِمَّا مِن عدم مَا يُنْفِقهُ عَلَيْهِ)[16].هذا مع ما جُبِلَتْ عليه أَنفسُهم مِن تفضيلِهم الذّكورَ ‏على الإناثِ لِاعتمادِهم على الذّكورِ في الصّيدِ والغزوِ والحربِ ‏والتّجارةِ وغيرها.أمّا الإناثُ ‏فلم يكونوا يعتمدون عليهنّ في ذلك.وقد ذكرَ الله عزّ وجلّ ‏كراهيتَهم للإناثِ في قولِه :(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ‏يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ‏أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا ‏يَحْكُمُونَ) النّحل/58 - 59. ‏
وَزعمَ بعضُ ‏الْعَرَب: (أَنّهم كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك غَيرَة على الْبَنَات،وَقَو لُ الله ‏عزّ وَجلّ ‏هُوَ الحَقُّ:" وَلَا ‏تقتلُوا أَوْلَادكُم مِن إِمْلاقٍ "،أَي:خشيَة إِملاقٍ،أَي: فقرٍ وَقِلَّةٍ)[17].
ومِن القبائل مَن كانت تَئِدُ البناتِ لا لِغَيرةٍ أو خوفٍ مِن عارٍ،بل لوجودِ عاهَةٍ مِن نقصٍ أو ‏تشويهٍ في الموءودةِ أو مرضٍ أو قُبحٍ،كأنْ تكونَ زرقاء أَو ‏هرشاء أَو شيماء ‏أَو كشحاء‏ أو برشاء. ويُمسِكون ‏مِن البناتِ مَن كانت على غيرِ تلك الصّفاتِ،لكن مع ذُلٍّ ،وعلى كُرهٍ منهم‎؛فقد (‎ذكرَ النّقّاش ‏فِي تَفْسِيره ‏أَنّهم كَانُوا يئِدون مِن الْبَنَات مَن كَانَت مِنْهُنَّ زرقاء أَو ‏هرشاء أَو شيماء ‏أَو كشحاء ‏تَشاؤُماً مِنْهُم بِهَذِهِ الصِّفَات)[18].
يتبع ...
الهوامش:
[1] - صحيح البخاريّ (7/ 525 رقم 3828 فتح)،عمدة القاري (16/ 394 - 395 رقم 3828).
[2] - التّحرير والتّنوير (30/ 146 التّكوير)‏.
[3] - هو صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمّد بن سفيان بن مُجاشع بن دارم جدّ الفرزدق.‎
[4] - نعم،لأنّ الّذي في الشّعر والشّعراء (1/ 381):(ثلاثين) بدل (سبعين).
[5] - المُحَبَّر (ص141 أجواد الجاهليّة)، الصّحاح (ص1223 وأد)،وفيه (ومِنّا) بدل (جدّي).
[6] - ضعيف:كشف الأستار (1/ 55 – 56 رقم 72)،إتحاف المهرة (6/ 290 – 291)،لسان الميزان (4/ 352 – 353 رقم 3994)،مجمع الزّوائد (1/ 276 – 277 رقم 338 بغية الرّائد‏)،ميزان الاعتدال (2/ 337 رقم 3993)،المعجم الكبير للطّبرانيّ (8/ 91 – 92 رقم 7412)،الدُّرّ المنثور (15/ 267 سورة التّكوير)،أسد الغابة (3 /22 – 23 رقم 2507)،معرفة الصّحابة لأبي نعيم (3/ 1528 – 1529 رقم 3877).
وسكتَ عنه الذّهبيّ في تلخيص المستدرك (3/ 610)،وعزاه الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 179 – 180 رقم 4068) إلى ابن أبي عاصم،وابن السّكن،والطّبرا نيّ.وقال في:تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التّاريخ الكبير للبخاريّ (1/ 3/ 1197 - 1198رقم 1021):إسناده ضعيف.
[7] - ديوانه (1/ 173 هذا سبابي لكم)،تهذيب اللّغة (14/ 243 وأد)،معجم مقاييس اللّغة (6/ 78 وأد)،تاج العروس (9/ 246 وأد)‏.
[8] - النّهاية (5/ 143 وأد)،لسان العرب (3/ 442 وأد)،تاج ‏العروس (9/ 246 وأد).‏
[9] - قال جواد عليّ في المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام (9/ 97):(ولستُ أستبعِدُ ما ذكرَه أهلُ الأخبار مِن وجودِ دافعٍ دينيّ حمَلَ الجاهليِّين على قتلِ الأولادِ وعلى الوَأْدِ،بأَنْ يكونَ ذلك مِن بقايا ‏الشّعائر الدّينيّة الّتي كانت في القديم،وتقديمُ الضّحايا البشريّة إلى الآلِهَة لِخير المجتمعِ وسَلامتِه،وإرضا ءُ الآلِهَة هي شعيرةٌ مِن ‏الشّعائر الدّينية المعروفة.فليس بمُستبعَدٍ أنّ الوأدَ والقتلَ مِن بقايا تلك الشّعائر،والغري بُ في الوَأْدِ أنّه يكونُ بالدّفن،بينما العادةُ في ‏الضّحايا الّتي تُقدَّم إلى الآلِهَة ‏‏أنْ تكونَ بالذّبحِ أو بالطّعنِ وبأَمثالِ ذلك،كي يَسيلَ الدّمُ مِن الضّحيّة،والدّم ُ هو الغايةُ مِن كلّ ضحيّةٍ،لأنّه الجزءُ المُهِمُّ مِن الضّحايا المُخَصَّص بالآلِهَة).
[10] - الكَشَّافِ (4/ 708 سورة التّكوير)‏،تفسي ر القرطبيّ (9/ 48 – 49 سورة الأنعام/140).
[11] - القرطبيّ (9/ 48 – 49 سورة الأنعام/140).
[12] - كانَتِ العَرَبُ فِي الجاهِلِيَّةِ - سِيَما الفقراء منهم - تأْكلُ (العِلْهِزَ) فِي الجَدْب.قال في اللّسان:(5/ 381):(العِلْهِزُ: وبَرٌ يُخْلَطُ بدماءِ الحَلَمِ [القِرْدان]).
[13] - فتح الباري (7/ 529).وهي صفةٌ نبيلةٌ تكادُ تكونُ غالبةً في العرب كلِّهم آنذاكَ.
[14] - تفسير القرطبيّ (12/ 431 النّحل)‏.
[15] - م/السّابق (9/ 48 – 49 سورة الأنعام/140).‏
[16] - عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975)‏.
[17] - م/السّابق (16/ 395).‏
[18] - م/السّابق (16/ 395):(قلت:هرشاء مِن التّهريش ‏وَهُوَ مقاتَلَة ‏الكِلاب، والشّيماء ‏مِن التّشاؤم،والكَش ْحاء مِن ‏الكشاحة وَهُوَ إِضْمَارُ ‏الْعَدَاوَة).
منازعة مع اقتباس
  #6  
قديم 29-06-2021, 01:16 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (6) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة،وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

خَبَرُ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخَطّاب حول وَأْدِ ابنَتِهِ،وصَنَم التَّمرِ في الجاهليّة : ‎
أحسَِبُ أنّ هذا الخبرَ مِن أشهرِ الأكاذيب الّتي أُلصِقَتْ بالصّحابيّ الجليل عمرََ بنِ الخطّاب .ف (هل وَأَدَ ابنتَه؟.أَصحيحٌ أنّه وأدَ ابنتَه على ‏طريقة بعضِ ‏قبائلِ العربِ في بعضِ أماكنِهم والمجهولِ مِن أزمانِهم؟. لعلّها فِرْيَةٌ ‏كُبرى أرادَ واضِعُها – مُحِبًّا له كان أو شانِئًا - أن يُبرهِنَ على ما أحدثَه فيه الإسلامُ مِن اِنعِطافٍ،‏وما كانَ هو ‏عليه في جاهليّتِهِ مِن جهلٍ،وقَسوةٍ تكونُ ذروتُها أنْ يدفنَ الأبُ ابنتَه حَيَّةً، ‏وكأنّها ‏ظاهرةٌ يوميّةٌ،وعُرْفٌ لا تحيدُ عنه)[1].
إنّها (قصّةٌ يَعْتَوِرُها الشّكُّ مِن ناحيةِ ضَحكِها،ومِن ‏ناحيةِ بُكائِها،ومِن ناحيةِ اجتماعِهما ‏في لحظةٍ واحدةٍ؛لتَمكينِ واضِعِ القِصّةِ مِن ‏التَّفرقةِ بين عصرَيْ عمر في جاهليّتهِ ‏وإسلامِهِ ،وأَدْعى ما فيها مِن الشّكِّ تلك الخاتِمَة ‏الّتي يَِتِمُّ بها اختراعُ الفَجيعة،والبلو غُ بها إلى ‏ذروتِها،وهي نفضُ الطّفلةِ الصّغيرةِ ‏ترابَ حُفرتِها عن لحيةِ أَبيها)[2].‏
فظنّ فريقٌ بعمرَ رضي اللّه عنه - في الجاهليّة - جَفوةَ الطَّبْعِ،وقَسو ةَ القلبِ.وبعدَ إسلامِهِ تغيّرَتْ حالُه،وتَهذَّبت ْ نفسُه،وَرَقَّ قلبُه حتّى شُهِرَ ‏برِعايتِهِ لِلفقراءِ والمُعْوِزينََ.
كم هي تلك الأخبارُ الّتي يَتَناقَلُها المسلمون وهم لا يَدرون مَدى صحّتِها ؟!،وربّما تكونُ مِن ‏‏‏المرويّاتِ الباطِلَةِ المُلَفَّقَةِ الّتي لا تصِحُّ،ولكن شاعَ تناقُلُها على ألسنةِ كثيرٍ مِن الخطباءِ والوُعّاظِ على المنابرِ،وحَلقا تِ العلمِ،وفي المحاضرات ،مِن غيرِ أنْ يَستشعِرُوا عِظَمَ المسؤوليّةِ في تَرويجِها،حتّى أصبحتْ مِن المسلَّمات.
إنّها مِن أغربِ ما نُسِب للفاروقِ عمر بنِ الخطّاب رضي اللّه عنه،ولاكَتها الأَلسُنُ مِن قديمٍ؛‏‏فشاعَت وذاعَت، واستمرَأَها الروّاةُ والنَّقَلَةُ مِن غيرِ فَحْصٍ ولا بَصَرٍ،واِسْتَخ َفَّتِ العامّةَ فطَرِبوا لها حتّى كاد لا يُعلَمُ لها نَكِيرٌ،إنّها:(ق ِصَّةُ وَأْدِ ابنَتِهِ،وصَنَم ِ التَّمرِ في الجاهليّة).
قال العقّاد:(وكثيرٌ على المُصَدِّقينَ المُفْرِطِينَ في ‏التَّصديقِ أنْ يعرِفُوا هذا عن عمرَ،ثمّ يُصدِّقُوا ‏أنّه وأَدَ بنتًا في الجاهليّة على تلك ‏الصّورةِ البَشِعَةِ الّتي انتقلَتْ إِلينا في بعضِ ‏الرّواياتِ، وخُلاصتُها أنّه ). ‏
وإليكَ القِصّةَ كما رَوَتْها بعضُ المصادرِ والمراجع:
1- (وقد حَكَى عمرُ بنُ الخطّاب فيما ‏رُوِيَ عنه أنّه قال أَدركَني الرِّقّةُ على ‏ابنةٍ لي في أعصارِ الجاهليّة،وذلك أنّي أمرتُ بأن يُحفرَ لها قبرٌ لِأدفِنَها ‏‏فيه،فلمّا أتيتُ بها إلى القبر،كانَ الحفّارُ يُخرِجُ التّرابَ مِن القبر فتناولتُ ‏منه التّرابَ،فعَلِق َ بعضُ التّرابِ ‏بلِحيتِه، فأخذَتِِ البنتُ تَنفضُهُ منها ‏فرَقَقتُ لها،ثمّ دفنتُها وهي حيّةٌ،فلمّا جاءَ الإسلامُ أبطلَ تلك الأمورَ ‏وعَطَّلَها)[3].
2- (أنّه كان جالِسًا مع بعضِ أصحابه،إذ ضحِكَ قليلاً،ثمّ بَكى،فسأله مَن ‏حضرَ،فقال:كُنّ ا في الجاهليّةِ نصنعُ صَنَماً مِن العَجْوَة فنعبدُهُ،ثمّ نأكلُهُ،وهذا سببُ ‏ضَحِكي،أمّا بُكائي فلِأنّه كانتْ لي ابنةٌ،فأَردتُ وَأْدَها، فأَخذتُها معي،وحَفَرتُ لها ‏حُفرةً،فصارتْ تَنفُضُ الغُبارَ عن لِحيَتي،فدَفنتُ ها حَيَّةً)[4].‎
3- وفي رواية[5]:(سُئِلَ عمرُ بنُ الخطّاب [رضي اللّه عنه] عن أعجبِ ما مرَّ به في حياتِهِ.فقال:هما حادِثتانِ: كُلمّا ‏تذكّرتُ الأولى ضَحِكتُ،وكُلمّا تذكّرتُ الأُخرى بَكيتُ.قيل له:فما الأُولى الّتي ‏تُضحِكُك ؟. قال:كنتُ في الجاهليّة أعبدُ صَنَماً مِن العَجْوة،فإذا دارَ العامُ أكلتُ هذا ‏الصَّنَمَ، وصنعتُ مِن البَلَحِ الجديدِ صَنَماً غيرَه!.قيل له:وما الأُخرى الّتي تُبكيكَ ‏؟.قال:بينما كنتُ أحفرُ حفرةً لِوَأْدِ ابنتي،كانَ الغُبارُ يَتناثرُ على لحيتي،فكانت ‏ابنتِي هذه تَنفضُ عن لِحيتي هذا الغُبارَ،ومع ذلك فقد وَأَدتُها).‏
4- (وقد جاءَ عن عمرَ قولُه:أَمرانِ في الجاهليّةِ .أحدُهما: يُبِْكينِي والآخرُ يضْحِكُنِي.أمّا الّذي يُبكيني:فقد ذَهبتُ بابنةٍ لي لِوَأْدِها،فكنت ُ أحفرُ لها الحُفرةَ وتَنْفُضُ التّرابَ عن لِحَْيتِي،وهي لا تَدري ماذا أُيريدُ لَها، فإذا تَذَكّرتُ ذلك بَكيتُ.والأُخرى: كنتُ أصْنَعُ إلهًا من التّمرِ أضَعُهُ عند رأسي يَحْرُسُنِي لَيلًا،فإذا أصْبَحْتُ مُعَافًى أكلتُه ،فإذا تَذَكّرتُ ذلك ضَحِكْتُ مِن نَفْسِي)[6].
5- (وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ ‏الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إنّي وَأَدْتُ فِي ‏الْجَاهلِيّة. فَقَالَ: أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ مَوْؤُودٍ ‏رَقَبَةً، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كانَتْ تَحْفِرُ تَحْتَ الْحَامِلِ إِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ ‏حُفَيرَةً يسْقُطُ فِيهَا وَلَدُهَا إِذَا ‏وَضَعَتْهُ، فَإِنْ كانَ ذَكرًا أَخْرَجُوهُ مِنْهَا،وَإِنْ كانَ أُنْثَى ‏تُرِكتْ فِي حُفْرَتِهَا،وَط ُمَّ ‏التُّرَابُ عَلَيهَا حَتَّى تَمُوتَ،وَهَذَا قَتْل عَمْد،وَقَدْ أوجبَتْ فِيهِ ‏الَكفَّارَة)[7]. ‏
مِن منهجِ السَّلَفِ الصّالحِ: الحِرْصُ على التّثبُّتُ في نقلِ الأخبارِ وروايتها،نطقَ بذلك القرآنُ الكريمُ،وشهدَتْ به السنّةُ النّبويّةُ.فمِن ذلك قولُ الحقِّ عزّ وجلّ في سورة الحُجُرات/06:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ ‏جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)‏،وقولُه عزَّ مِن قائِلٍ في سورة النّساء/83:‏(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ ‏أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ ‏مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا).
فقد نهى عن العَجَلة والتّسرُّع في نشرِ الأخبار حينَ سماعِها،وأمرَ بالتّأمُّل قبل ‏الكلام والنّظرِ فيه،إنْ كانَ فيه مصلحةٌ أقدمَ عليه،وإلاّ أحجمَ عنه وأعرضَ. وشنّعَ على القاذفين لِلمُحصَناتِ مِن أهلِ البَهْتِ والنِّفاقِ في سورة النّور/15 بقوله‏:(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُم ْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ ‏هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).
وأكّد على ضرورةِ التَّثبُّتِ والتَّبيُّنِ وأوجبَه في أَشَدِّ المواقِفِ خُطورة واضطربًا،وذلك في ساحة الحرب،حيث قال عزّوجلَّ في سورة النّساء/94:(ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ولا تَقُولُوا لِمَن ألْقى إلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا … كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
ومِن ذلك ما رواه مسلمٌ في مقدّمةِ صحيحِه عن أبي هريرة قال:قالَ رسولُ اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَفَى بالمرءِ كَذِبًا أَنْ يُحدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ)[8]‎.وَفِي الصَّحِيحَيْنِ[9] عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله ‏عليه وسلم:(نَهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ)، أَيْ:الَّذِي يُكْثِرُ مِنَ الْحَدِيثِ عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ مِنْ ‏غَيْرِ تَثبُّت،وَلَا تَبَيُّن وَلَا تَدبُّر. وفي سنن أبي داود بسندٍ صحيحٍ عن حذيفة قال:سمعتُ رسولَ الله ‏صلَى الله عليه وسلّم يقولُ:(بئسَ مَطيَّةُ الرّجلِ زعَمُوا)[10].وقديمًا ‏‏قيلَ:آفةُ الأخبارِ رُوّاتُها.‏
يتبع ...
الهوامش:
[1] - عمر والتّشيُّع (33 – 34) بتصرُّف.
[2] - عبقريّة عمر ‏(ص204 عمر في بيته).‏
[3] - ‏الأنوار النُّعمانيّة (3/ ‏‏31)‏ لنعمة ‏الله ‏الجزائريّ (ت:1112هـ).
[4] - عبقريّة عمر ‏(ص204 – 205 عمر في بيته).
[5] - المختار من طرائف الأمثال والأخبار لنبيه الدّاموريّ.
[6] - ‏تتمّة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (9/ 63 سورة التّكوير).
[7] - الماورديّ في الحاوي الكبير (13/ 67)‏،و‏النّوويّ في‏‎ ‎المجموع شرح المُهذَّب (21/ 21)‏.
[8] - صحيح مسلم (1/ 1/ 72 – 73 المقدّمة/نوويّ).
[9] - صحيح البخاريّ (13/ 98 رقم 6473)،صحيح مسلم (6/ 12/ 12 - 13 نوويّ).
[10] - الصّحيحة (2/ 522، 709 رقم 866 و 9- 866)‏.
منازعة مع اقتباس
  #7  
قديم 30-06-2021, 09:52 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (7) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة،وظاه رةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

شَواهِدُ البُطْلانِ :
‏مِن المهمّ أن ننتبهَ إلى ظاهرةِ الطّعنِ في الأنبياءِ،وآلِ البيت عليهم السّلام،والصّحا بة رضوان الله ‏عليهم ‏بشكلٍ خاصٍّ،سواء كان ذلك بقصدٍ أو مِن غيرِ قصدٍ،مباشرٍ أو غيرِ ‏مباشرٍ،‏وذلك مِن خِلالِ التَّرويجِ لبعضِ القَصَصِ الّتي يبدو مِن ظاهرِها البراءةُ،وهي تحمِلُ في طيّاتِها السُّمَّ ‏الزُّعافَ.
‏لذا ينبغي على المرءِ التثبُّتُ مِن كلِّ ما ينقُلُه،وخاصّةً في هذه الفَضاءات على شبكة الأنترنت،مِن خِلال مواقعِ التّواصُلِ الاجتماعيّ (تويتر - ‏واتساب - فيس بوك – أنستغرام و ...)،بأن يعرفَ مِن ‏أين يستقي المعلومات ‏الصّحيحة.
وبعدُ،فإبراءً للذّمَّة،وتبرئة ً لساحةِ الخليفة الرّاشد عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه مِن شَيْن هذه التُّهمَة؛أستعر ِضُ بعضًا مِن شواهدِ بطلانها،وأدلّةِ نقضِ صَرْحِ بنيانِها:
1- رُوي هذا الخبرُ،ونُقِلَت ْ هذه القِصةُ في جميعِ المصادرِ والمراجعِ الّتي اطّلعتُ عليها بغيرِ إسنادٍ !!!.وهذا الأمرُ كافٍ لنَسفِها وإسقاطِها،وعدمِ الإعتدادِ بها.ونحنُ أُمّةُ الإسنادِ، والإسنادُ مِن الدّينِ،ولولا الإسنادُ لَقالَ مَن شاءَ ما شاءَ[1]؛ذلك لأنّ ثبوتَ صِحّةِ السَّنَدِ إنّما هو فرعُ لِوجودِها في الواقِعِ العلميّ،أي في ‏‏الكتب المُسندَة على اختلافِ تخصُّصاتِها وفروعِها المعرفيَّة.ومن بديعِ ما نُقِلَ عن أئمّتِنا رحمهم اللّه مِن قواعدِ العلم،قولُهم: التّأويلُ فرعُ التَّصحيحِ. ومِمّا يُؤثَرُ عن العلاّمة الألبانيّ رحمه اللّه قولُه:أَثبتِ العَرْشَ ثمّ انقُشْ؛وعليه فالدِّرايةُ تَبَعٌ لِصِحّةِ الرِّوايةِ.
2- وعلى فرضِ صحَّةِ هذا الخبر،وثبوتِ هذه القِصَّة بصحيح النّقلِ؛فلا ضَيْرَ في ذلك؛لأنّه لا يَقدحُ في عمرَ بنِ ‏الخطّاب بعد إسلامِه،فلا تُنزِلُ مِن قَدرِهِ العالي،ولا تُقلِّل مِن مكانةِ مَن كان إسلامُه فَتْحًا،وهجرتُه نَصْرًا، وخِلافتُه عِزًّا‏؛ولأنّ مَن كانَ يعبدُ الأصنامَ،ماذا يكونُ بجانبِهِ قتلُ ابنةٍ ؟.وما كان ‏عليه أهلُ الجاهليّة مِن الشِّركِ وعبادةِ ‏الأوثانِ أعظمُ بكثيرٍ مِن قتلِ إنسانٍ مهما كانت قرابتُهُ مِن الجاني.هذا، والصّحابةُ قبلَ الإسلام كانُوا على أخلاقِ أهلِ الجاهليّةِ، و‏الإسلامُ يَجُبُّ ويَهْدِمُ ما كانَ قبلَه،صحَّ بذلك الحديثُ[2].
وعليه فلو كان عمرُ ممَِّن فعلَ ذلك في جاهليّتِه لما كانَ عليه فيه مَطْعَنٌ ولا ‏‏مَغْمَزٌ؛لِم ا رواه ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:(قَالَ: قَالَ رَجُلٌ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الجَاهِلِيَّةِ ؟. قَالَ:مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلَامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ)[3].
3- على أنّ صِحّةَ السَّندِ غيرُ مُجْزِئةٍ في اعتبارِ ثبوتِ الخبرِ،وصحّةِ الرّوايةِ إلاّ أنْ ينضَمَّ إليها خُلوُّها مِن الشّذوذِ والعِلَّة القادِحَة كما هو مُقرَّرٌ في علمِ مصطلحِ الحديثِ.وهذه الواقعةُ المُدَّعاةُ مُنكرَةُ المَتنِ،تُباينُ ما عُرِفَ وشُهِرَ به عمرُ بن الخطّاب رضي اللّه عنه مِن الصِّفات والخِلالِ في الجاهليّة والإسلام،فلا يكادُ يُصدِّقُها إلاّ جاهِلٌ به،أو حاقِدٌ عليه رضي اللّه عنه!. ‏
4- ولو فَرَضنا وسَلَّمنا جَدَلًا أنّ عمرَ وأدَ ابنتَه المزعومةَ؛فلِمَ لم يَئِدْ مِن قبلُ ابنتَه حفصة ا،وقد وُلِدتْ قبل البعثةِ بخمسِ سنواتٍ[4]،وهي أكبرُ بناتِهِ الّتي تَكنَّى بها أبا حفص،وأوّلُ أولادِهِ،ولا يُعرَفُ ‏أنّ له بنتًا قبلَها. فلو كانَ عمرُ مِن ‏‏مُؤيِّدي الوَأْدِ في الجاهليّة لَكانتْ حفصةُ في عِدادِ الموتى،ولم تَتحوَّل لأمِّ المؤمنين - رضي اللّه عنها -.
5- ومِمّا يعَزِّزُ مِن اعتبار هذه الرّواية محضَ كذِبٍ و افتراءٍ تَساؤُلٌ عن سِرِّ انقطاعِ أخبارِ هذه البنتِ الموءودةِ الصُّغرى؛فلم يَذكُرْها أحدٌ – فيما علمتُ -‏ مِن أقاربها[5]،ولم يُوجَدْ لها ذِكرٌ في أولادِه ؟.بل لماذا خَرِسَتْ دفاترُ العلماء مِن أهلِ السِّيَر والتَّراجِم والتّاريخِ والأنسابِ ‏عنها،فلم يأتِ لها فيها ذِكرٌ البَتَّةَ،حتّى غدَتْ في حكمِ الدّهرِ مجهولةَ العَيْنِ والحالِ.
6- كان عمرُ بنُ الخطّاب يُنسَبُ إلى بني عَدِيٍّ،وهم بطنٌ مِن بطونِ قريشٍ،والّذين لم يُعرَفْ فيهم،ولا‏ ‏اشتهرَ عنهم وَأْدُ بناتِهم؛ولا اشتهرَتْ بها أُسرةُ الخَطّاب الّتي ‏عاشتْ منها ‏فاطمةُ أختُ عمر رضي اللّه عنهما،والّتي بقيَتْ حَيّةً حتّى تزوّجتْ سعيدَ بنَ زيد رضي اللّه عنه ابنَ عمٍّ عمر - م -.بل إنّ زعماءَ بني عديٍّ كانوا على ‏سُنَّة عَمرو بن ‏نُفَيْل في استحياءِ الوَئيدِ كما سلَفَ ذلك عنه.
7- (فيما يُروَى أنّ عَمرو بنَ نُفَيل عمَّ عمرَ بن الخطّاب كان بسببِ إحساسِه الإنسانيّ،‏ ونبذِه لتلكَ ‏العادةِ السّيِّئةِ يدفعُ مِن حُرِّ مالِه ثمنَ مَن يُرادُ وَأدُها،فَيَتبن ّاها أو ‏يتركَ لِأهلِها مالًا ‏يُعيلُون به الموءودَةَ؛‏ فلماذا لم يدفَعْ لابنِ أخيهِ جَمَلًا أو جَمَلينِ ثمنًا لِشراءِ ابنتِهِ لِتَبقى حَيَّةً ‏؟.إذا ‏كانَ عمرُ لا يجدُ في قبيلتِهِ مَن يُعيلُ طفلةً ؟.كما يقول العقّاد)[6].
8- ‎ومِمّا يدلُّ على بطلانِ القِصّة،وعدمِ وقوعِ الوَأْدِ المزعوم‎ ‎مِن عمر بن الخطّاب رضي الله ‏عنه ما رواه النّعمان بن بشير ما عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ‏؛سُئل عن قَوْلِ اللهِ :(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) ‏‏[التّكوير/8-9].قَالَ:جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلّم فَقَالَ:‏يَا رَسُولَ اللهِ،إِنِّي وَأَدْتُ [ثماني] بَنَاتٍ لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ،فَقَالَ: «أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رَقَبَةً»،قَالَ :[يَا رَسُولَ اللهِ] إِنِّي صَاحِبُ إِبِلٍ؟. قَالَ: «فَانْحَرْ "،وفي رواية:فاهْدِ إِنْ شِئتَ" عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ [مِنْهُنَّ] بَدَنَةً)[7].
فهذا الحديثُ الّذي رواه عمرُ بنُ الخطّاب يدلُّ ‏على ‏كفّارة مَن وقعَ منه الوَأْدُ في الجاهليّة،فرواي ةُ عمرَ بنِ الخطّاب لِفعلِ قيسِ بنِ عاصِمٍ،وعدمُ ذِكرهِ ذلك عن نفسِهِ دليلٌ على بطلانِ وُقوعِ الوَأدِ ‏المنسوبِ إليهِ ؛إذ لو حصلَ منه ذلك لَذَكرَه في ذلك الموقفِ الّذي سُئلَ فيه عن ‏الوَأْدِ، تَفسيرًا للآيةِ،‏ ولَكانَ كفَّرَ عن ذلك.‏وقد كانَ رضي اللّه عنه مُعظِّمًا لِشعائرِ الله حتّى في الجاهليّة،ولم يرِدْ ذلك إلاّ في كتبِ ‏‏بعضِ الفِرَقِ الضّالَّةِ كالرّوافِضِ،وهم قومٌ بُهْتٌ على الصّحابة عامّةً،وعلى الشّيخينِ ما خاصَّةً.‎
9- ما رواه الماورديُّ في الحاوي الكبير (13/ 67)‏ مِن أنّ عمرَ رضي اللّه عنه قَالَ:(يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ )؛فإنّما رواه عنه بغير سَنَدٍ،وبصيغة التّمريضِ للدّلالةِ على عدمِ ثبوتِه،وصِحَّتِ هِ.
تاريخُ النِّسبة :
لم أقِفْ لِهذه الفِرْيَة الّتي طالَتْ الخليفةَ الرّاشِدَ عمرَ بنَ الخطّاب رضي اللّه عنه مصدرًا ذُكِرَتْ فيه أقدمََ مِن كتابِ الشِّيعيِّ الرّافضيِّ نعمة ‏الله ‏الجزائريّ، الهالِكِ سنة (1112هـ) في كتابه:الأنوار النّعمانيّة (3/ 30 - ‏‏31)‏؛لذا كانت أصابعُ الاتّهام مُوجَّهَةً إليهِ،لِخُلُوّ مسرحِ (الجريمة) مِن أَحَدٍ سِواه.
نعم،أوردَ الماورديُّ (ت:450هـ) في الحاوي الكبير (13/ 67)‏،وعنه النّوويُّ (ت:676هـ) في‏‎ ‎المجموع (21/ 21)‏‏ روايةً جاءَ فيها:(ورُوِيَ عن عمرَ بنِ الخطّاب [رضي اللّه عنه] أنّه قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَأَدْتُ فِي ‏‏الْجَاهِلِيّ ةِ).‏
وهي رواية لا يُفرَحُ بها لِفُقدانِها أساسَ الاعتبارِ،وهو السَّنَدُ المتّصِلُ إلى مَن نُسِبتْ إليه،وهو الصّحابيُّ عمرُ بن الخطّاب رضي اللّه عنه.أَضِفْ إلى ذلك أنّها صُدِّرَتْ بكلمة (رُوِيَ) .ومعلومٌ أنّ هذه الصِّيغة إنّما وُضِعَتْ للدّلالة على الضّعْف والوَهَن الّذي يَعتري الأخبارَ والآثارَ،وتُسمّ َى في علمِ مصطلحِ الحديثِ ب(صيغةِ التّمريضِ).
اليَدُ الطُّولى لهذه الفِريَة بعضُ كتب الشِّيعة الرّوافِض:
الظَّنُّ غالِبٌ في كونِ هذه الرّوايةِ المنسوبةِ زورًا وبُهتانًا للخليفة الرّاشد عمرَ بنِ الخطّاب رضي اللّه عنه أنّها مِن اختلاقِ الشِّيعة الرّوافِضِ،وأحس َِبُ أنّهم مَن أمعَنَ في حَبْكَها،ونسجِ خُيوطِها في قَديم الدّهر،وغابرِ الزّمان؛فعلَّها مِن أَكاذيبهم وافتراءاتِهم؛ول ا غَرْوَ في ذلك فها هي كتبُهم طافِحَةٌ بالكذبِ والافتراء على اللّه ،ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم والصّحابة خاصّة،ولِلَّهِ دَرُّ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميّة إذ قال في نَعْتِهم: إِنَّهم أَكذبُ الطَّوائِفِ[8]!.
ومثلُ هذه الفِرْيَةِ لا يجوزُ ذِكرُها ولا نشرُها إلاّ على سبيل التَّحذيرِ منها،شأنَ الأحاديثِ الضّعيفةِ والموضوعةِ. ولعلّ المُتَّهمَ بوَضعِها الرّافضيُّ ‏نعمةُ الله الجزائريّ (ت:1112هـ)، حيث أَوردَها في كتابه الأَنوار النُّعمانِيّة (3/ 30 –31)‏ ،وصدَّرَها بقوله:(وقد حَكَى عمرُ بنُ الخطّاب فيما ‏رُوِيَ عنه)‎،و‏ساقَها العقّادُ في كتابه: عَبقريَّةُ عمر ‏(ص204 – 205 ‏عمر في بيته) بغيرِ إسنادٍ،وشَكَّكَ في صحَّتِها بما أَورده مِن اعتراضاتٍ في تَفنيدِها.
ومسألةُ الطّعنِ في الصّحابة عن طريقِ اختلاقِ القَصَص كثيرةٌ جدًّا مِن قِبَل الشِّيعةِ خاصّةً؛لذا ينبغي على المسلم أن يتثبَّتَ ويتبيَّنَ في جميعِ ما عسى أنْ يقرَعُ سمعَه،أو يمُرَّ بناظِرِه من وسائِلِ وأدواتِ اكتساب المعرفة على اختلافِها وتنوُّعِها.
يتبع ...
الهوامش:
[1] - من كلام التّابعي الجليل عبد الله بن المبارك رحمه اللّه ورضي عنه.
[2] - مسند أحمد (ج29 ص315 رقم 17777 - ص349 رقم 17813 - ص360 رقم 17827 الرّسالة)، الثَّمر المُستطاب (1/ 55 كتاب الصّلاة/المواقيت).
[3] - رواه البخاريّ (المقدّمة ص495 فتح) و (14/ 264 رقم 6921 فتح)،ومسلم (1/ 2/ 135 – 136 نوويّ).
[4] - مستدرك الحاكم (4/ 14 - 15 رقم ‏6752 )،‏الإصابة (4/ 265 رقم 296 الحاء).
[5] - كإِخوانِها وأخواتِها وعمومتِها وخُؤولَتِها و ... ‏
[6] - عمر والتّشيُّع (ص33 – 34).
[7] -‏ السّلسلة ‏الصّحيحة (7/ 1/ 877 رقم 3298). ‏
[8] - مجموع الفتاوى (11/ 259) و (13/ 112) و (22/ 247).
منازعة مع اقتباس
  #8  
قديم 02-07-2021, 12:56 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (8) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة،وظاه رةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)
استطراد :
1- الوَأْدُ الخَفِيّ:هو العَزْلُ كما صحّ به الحديثُ[1]،(وفي حديثٍ آخَر:تلك الموءودةُ الصُّغرى؛ جَعَلَ العَزْلَ عَنِ المرأَة بِمَنْزِلَةِ الوأْدِ ‏إِلاّ أَنّه خَفِيٌّ؛لأَنَّ مَنْ يَعْزِلُ عَنِ امرأَتِه إِنّما يَعْزِلُ هرَباً مِنَ الْوَلَدِ،وَلِذ َلِكَ سَمَّاهَا الموءُودةَ الصُّغْرَى؛لأَن ّ وأْدَ البناتِ ‏الأَحياء الموءُودةُ الْكُبْرَى)[2].
قال حمّاد الأنصاريّ[3]:(وَبِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ، فَإِنَّ هُنَا تَنْبِيهَيْنِ لَا بُدَّ مِنْ إِيرَادِهِمَا. الْأَوَّلُ منهما:مَا يُشْبِهُ الْوَأْدَ فِي هَذِهِ الْآوِنَةِ الْحَدِيثَةِ،وَ هُوَ التَّعَرُّضُ لِمَنْعِ الْحَمْلِ بِأَيِّ ‏وَسِيلَةٍ كَانَت‎، وَقَدْ بحثت هَذِهِ الْمَسْأَلَة قَدِيمًا وَحَدِيثًا. أَمَّا قَدِيمًا فَفِي عَمَلِيَّةِ الْعَزْلِ،وَجَا ءَ فِيهِ حَدِيثُ ‏جَابِرٍ:" كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ.‎زَادَ إِسْحَاقُ قَالَ سُفْيَانُ:لَوْ كَانَ شَيْئًا يُنْهَى عَنْهُ لَنَهَانَا عَنْهُ الْقُرْآنُ. وَجَاءَ فِيهِ: فَبَلَغَ ‏ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَنْهَنَا.‎كَمَ ا جاءَ التَّحْذِيرُ الشَّدِيدُ فِي حَدِيثِ جُدامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ أُخْتِ عُكَاشَةَ،قَالَ تْ:حَضَرْتُ ‏رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ،قَالَ:" لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيْلَةِ،‏ فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ وَفَارِسَ فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا "سَأَلُوهُ عَنِ ‏الْعَزْلِ، فَقَالَ:" ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ "[4].زَادَ عَبْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الْمُقْرِى زِيَادَةً وَهِيَ:" وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ").‏
2- قال الطّاهرُ بنُ عاشور:(وَمِنْ آثَارِ هَذَا الشُّعُورِ[5] حِرْمَانُ الْبَنَاتِ مِنْ أَمْوَالِ آبَائِهِنَّ بِأَنْوَاعٍ مِنَ ‏الْحِيَلِ مِثْلَ وَقْفِ ‏أَمْوَالِهِمْ عَلَى الذُّكُورِ دُونَ الْإِنَاثِ،وَقَ دْ قَالَ مَالِكٌ:إِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّةِ ‏الجَاهِليّة، وَرَأَى ‏ذَلِكَ الْحُبْسَ بَاطِلًا،وَكَان َ كَثِيرٌ مِنْ أَقْرِبَاءِ الْمَيِّتِ يُلْجِئُونَ بَنَاتهُ إِلَى إِسْقَاطِ ‏حَقِّهِنَّ فِي ‏مِيرَاث أيِّهنّ لِإِخْوَتِهِنَّ فِي فَوْرِ الأَسَفِ عَلَى مَوْتِ أَبِيهِنَّ فَلَا يَمْتَنِعْنَ مِن ذَلِكَ ويَرَيْنَ ‏‏الِامْتِناعَ مِن ذَلِكَ عارًا عَلَيْهِنَّ، ‏فَإنْ لَمْ يَفْعَلْنَ قَطَعَهُنَّ أَقْرِباؤُهُنَّ .‏‎وتُعْرَفُ هَذِهِ المَسْألَةُ فِي الفِقْهِ بِهِبَةِ بَناتِ القَبائِلِ. وبَعْضُهُمْ يَعُدُّها مِنَ الإكْراه)[6].‏
3- ومِن أخبارِ الوِأْدِ المَرويّةِ بغيرِ إسنادٍ ما حكاه أبو ‏اللَّيث السَّمرقنديُّ[7]،‏والقُرطبيُّ[8] في تفسيرَيْهما،وال لّفظُ للقرطبيّ :(‏ورُوِيَ أنّ رجلاً مِن أصحابِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم كانَ لا يزالُ مُغتَمًّا بين يدي رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فقالَ له رسولُ اللّه صلّى الله عليه وسلّم:مالكَ تكونُ محزونا ؟.فقالَ:يارسولَ الله،إِنّي أذنبتُ ذنبًا في الجاهليّةِ، فأَخافُ ألاّ يغفِرَه اللهُ لي،وإنْ أسلمتُ!.فقالَ له:"أَخبرني عن ذنبِكَ".فقالَ:يا رسولَ الله،إِنّي كنتُ مِن الّذينَ يقتلون بناتِهم،فوُلِدت ْ لي بنتٌ فتشفَّعَتْ إليَّ امرأتي بأنْ أترُكَها،فتركتُ ها حتّى كبِرتْ وأدركتْ،وصارتْ مِن أجملِ النّساءِ،فخَطَب وها؛ فدَخلَتْني الحَمِيَّةُ،ولم يحتمِلْ قلبي أنْ أُزوِّجَها أو أتركَها في البيتِ بغير زوجٍ،فقلتُ للمرأة:إنّي أريدُ أنْ أذهبَ إلى قبيلةِ كذا وكذا في زيارةِ أقربائي،فابعَثِ يها معي،فسُرَّتْ بذلكَ،وزيَّنَته ا بالثّياب والحُلِيّ،وأخذت ْ عليَّ المواثيقَ بألاّ أخُونَها، فذهبتُ بها إلى رأسِ بئرٍ فنظرتُ في البئرِ ففَطِنتِ الجاريةُ أنّي أريدُ أنْ أُلقيَها في البئر؛فالتَزَمت ني وجعلتْ تَبكي،وتقولُ: ياأبتِ!.أيْشِ تريد[9] أن تفعلَ بي!.فرحمتُها،ثمّ نظرتُ في البئر فدخلتْ عليَّ الحَمِيَّةُ،ثمّ اِلتَزَمتني وجعلَتْ تقولُ:يا أبتِ لا تُضيِّعْ أمانةَ أُمّي؛فجعلتُ مرّةً أنظرُ في البئرِ ومرّةً أنظرُ إليها فأرحمُها،حتّى غَلَبني الشّيطانُ،فأخذت ُها وألقيتُها في البئر منكوسةً،وهي تُنادي في البئر:يا أبتِ، قَتَلتني.فمكثتُ هناك حتّى انقطعَ صوتُها،فرجعتُ. فبكى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابُه وقال:"لو أُمِرتُ أن أُعاقِبَ أحدًا بما فعلَ في الجاهليّة؛لَعاق بتُكَ).
4- ومِن صور الوَأْدِ الشّنيعِ في العصرِ الحاضِرِ الإجهاضُ،وذلك مِن خِلال إِسْقاط الحامِلِ لِحَمْلِها،يفعَ لْنَ ذلك لغير ضرورةٍ،وبمحْضِ إرادتهنّ،وتارةً بالتّواطُؤ مع الرّجال؛إمّا للتّستُّرِ على ارتكابِ الفاحِشَة فِرارًا من الفَضيحة،وإمّا لعدمِ الرّغبة في الولد،وما يَستتبعُه مِن تحمُّلِ أعباءِ تَربيّتِه،والإن فاقِ عليه،وإمّا ...
5- وممّا يُروَى بلا خِطام ولا زِمام ما حكاه محمّد بن عليّ الإثيوبيّ‏ في البحر المحيط الثّجّاج[10]،والسّنوسيّ في إكمال إكمال المعلم[11]،و‏أبو العبّاس القرطبيّ في المُفهِم[12]:(روى أئِمّتُنا في كتبِهم [وفي كتبِ شيوخِنا]:أنّ رجلًا وأدَ ابنتَه،ثمّ أسلمَ،فجاءَ [فأَتى] النّبيَّ ﷺ،[و]فسألَه أن يدعوَ اللهَ في أنْ يُحييَها له،فانطلقَ معه إلى قبرِها، فدَعا،[و]فناداها،فَأَحيا ها اللهُ [سبحانه]،فتكلَّمَتْ معهما [فسلَّمَتْ عليهِما]،فقالَ لها رسولُ الله ﷺ:«أَتريدينَ أنْ تَنطلِقي معَ أَبيكِ ؟،أو تَرجعي إلى ما كنتِ فيهِ ؟»؛فاختارَتِ الرُّجوعََ إلى قبرِها).
اهـ
وكتب محمّد تبركان أبو عبد اللّه الجزائريّ[13]
والحمد للّه في البدء والخِتام
الهوامش :
[1] - صحيح مسلم (5/ 10/ 17 نوويّ).
[2] - النّهاية (5/ 143 وأد)،‏لسان العرب (3/ 443 وأد)،تاج في العروس (9/ 246 وأد).‏
[3] - تتمَّة أضواء البيان (9/ 64).‏
[4] - النّهاية (5/ 143 وأد).
[5] - كراهية البنات،وعدم الرّغبة فيهنّ.
[6] - التّحرير والتّنوير (30/ 145 - 146 سورة التّكوير).
[7] - بحر العلوم (1/ 517)‏.
[8] - (9/ 49 سورة الأنعام/140)‏.
[9] - في تفسير السّمرقنديّ (1/ 517):(أيَّ شيءٍ تريدُ).
[10] - في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجّاج ‎‏(36/ 502 رقم 5828/ 2236)‏.
[11] - ‏(7/ 347 – 348 كتاب السّلام/باب 37 رقم 139).‏
[12] - لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (5/ 537).
[13] - أفاد العسكريّ في الأوائل (ص438) أنّ أوّلَ مَن كتبَ في آخِر الكتاب:(وكتبَ فلان بن فلان) أُبيُّ بن كعب رضي اللّه عنه.
منازعة مع اقتباس
  #9  
قديم 03-07-2021, 01:29 PM
محمد تبركان محمد تبركان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Mar 2012
السُّكنى في: الجزائر العاصمة
التخصص : طويلب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 231
افتراضي (9) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بَراءةُ النِّسْبَةِ
(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة،وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)

مظانّ البحث :
1- إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة لابن حجر العسقلانيّ،مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف بالمدينة،تحقيق: زهير بن ناصر النّاصر،ط/الأولى 1415هـ - 1995م. ‏
2- الأجوبة على الأسئلة الحديثيّة (1/ 50 - 51) د.محمّد بن عبد الله القنّاص [الشّاملة الذّهبيّة].
3- أدب الكُتّاب لأبي بكر محمّد بن يحيى الصُوليّ،تصحيح وتعليق:محمّد بهجة ‏الأثريّ،ونظره السيّد محمود شكري الآلوسيّ،المكتب ة العربيّة – بغداد،المطبعة السّلفيّة بالقاهرة 1341هـ - ‏‏1922م.‏
4- أرشيف ملتقى أهل الحديث1(95/ 464) و 2(66/ 91 - 93 منتدى التّخريج ودراسة الأسانيد 26/قصّة وأد عمر ‏بن الخطّاب رضي الله‏) و 5(144/ 137).‏
5- أساس البلاغة لمحمود بن عمر الزّمخشريّ،تحقي ق:أ.عبد الرّحيم محمود،دار المعرفة – بيروت.
6- أسد الغابة ‏في معرفة الصّحابة لابن الأثير عليّ بن محمّد الجزريّ،تحقيق وتعليق:الشّيخ عليّ محمّد معوّض والشّيخ عادل أحمد عبد الموجود،دار الكتب العلميّة – بيروت.
7- الإصابة في تمييز الصحابة ‏لابن حجر العسقلانيّ،دار الكتاب العربي – بيروت.
8- إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للوشنانيّ ومعه شرحه:مُكمِّل إكمال الإكمال للسّنوسيّ،دار الكتب العلميّة – بيروت.‏
9- ‏التّحرير والتّنوير ‏‏للشّيخ محمّد الطّاهر بن عاشور،الدّار ‏التّونسيّة للنّشر 1984م.‏
10- ‏التّقفية في اللّغة لأبي بشر اليمان بن أبي اليمان البَندَنيجيّ،تح قيق:د.خليل إبراهيم العطيّة،مطبعة العاني – بغداد 1976م.
11- الأنوار النّعمانيّة ‏لنعمة اللّه الجزائريّ،قدّم له وعلّق عليه:محمّد عليّ القاضي الطّباطبائيّ،مؤ سّسة الأعلميّ للمطبوعات – بيروت،ط/الأولى 1431هـ - 2010م.
12- الأوائل لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكريّ،تحقيق وضبط وتعليق:د.محمّد السيّد الوكيل،دار البشير للثقافة والعلوم الإسلاميّة – طنطا،ط/الأولى 1408هـ - 1987م.
13- بحر العلوم (تفسير أبي اللّيث السّمرقنديّ)‏،ت حقيق وتعليق:الشّيخ عليّ محمّد معوّض والشّيخ عادل أحمد عبد الموجود،ود. زكريّا عبد المجيد النّوتيّ،دار ‏الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1413هـ - 1993م.‏
14- البحر المحيط الثّجّاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجّاج لمحمّد بن عليّ بن آدم بن موسى الإثيوبيّ الوَلّويّ،دار ابن ‏الجوزي،ط/الأولى 1435هـ. ‏
15- البصائر والذّخائر ‏لأبي حيّان التّوحيديّ،تحقي ق:د.وداد قاضي،دار صادر – بيروت،ط/الأولى 1408هـ - 1988م.
16- بغية الرّائد في تحقيق مجمع الزّوائد ‏ومنبع الفوائد للهيثميّ،تحقيق: عبد اللّه محمّد الدَّويش،دار الفكر – بيروت 1414هـ - 1994م.
17- البناية في شرح الهداية لأبي محمّد محمود بن أحمد العَينيّ،دار الفكر – ‏بيروت،ط/الثانية 1400هـ - 1980م.‏
18- البيان والتّبيُّن ‏لعَمرو بن بحر الجاحظ،مكتبة الخانجيّ بالقاهرة،ط/السّابعة 1418هـ - 1998م.
19- تاج العروس ‏من جواهر القاموس للسيّد محمّد مرتضى الحسينيّ الزَّبيديّ،تحقي ق:عبد الستّار أحمد فراج،مطبعة حكومة الكويت 1391هـ - 1971م.
20- تاريخ العرب القديم[1] لتوفيق برّو.مكتبة الأسد،دار الفكر – دمشق،دار الفكر المعاصر – بيروت،ط/الثانية 1417هـ - ‏‏1996م.‏
21- تتمّة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشّنقيطيّ. للشّيخ عطيّة محمّد سالم،دار عالم الفوائد،مطبوعات مجمع الفقه الإسلاميّ بجُدّة،ط/الثانية 1400هـ - 1980م.
22- تحفة الأحوذيّ بشرح جامع التّرمذيّ لأبي العلى محمّد عبد الرّحمن بن عبد الرّحيم المباركفوريّ،ضب ط ومراجعة وتصحيح:عبد الرّحمن محمّد عثمان،دار الفكر – بيروت.
23- تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التّاريخ الكبير للبخاريّ،إعداد: د.محمّد بن عبد الكريم بن عبيد،مكتبة الرّشد بالرّياض،ط/الأولى 1420هـ - 1999م.
24- تصحيح التّاريخ:جواب د.صالح العصيميّ (جامعة الإمام محمّد بن سُعود الإسلاميّة/قسم العقيدة)عن سؤال:هل صحيح أنّ الخليفة عمر بن الخطّاب وأد بنته بالجاهليّة ؟.
25- تهذيب اللّغة لأبي منصور محمّد بن أحمد الأزهريّ،تحقيق: يعقوب عبد ‏النّبيّ، ومراجعة:محمّد عليّ النّجّار الدّار المصريّة للتّأليف والتّرجمة،مطابع سجل العرب بالقاهرة.
26- التّوضيح لشرح الجامع الصّحيح لابن المُلَقّن سراج الدّين أبي حفص عمر بن عليّ بن أحمد الشّافعيّ المصريّ،تحقيق: دار الفلاح للبحث العلميّ وتحقيق التّراث،إصدار وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلاميّة بدولة قطر، دار النّوادر – سوريا و لبنان،ط/الأولى 1429هـ - 2008م.
27- الثّمر المُسْتَطاب في فقه السنّة والكتاب لمحمّد ناصر الدّين الألبانيّ،دار غراس للنّشر والتّوزيع – الكويت،ط/الأولى 1422هـ.
28- الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد القرطبيّ‏، تحقيق: د.عبد اللّه بن عبد المحسن التّركيّ ومحمّد رضوان عرقسوسيّ وغياث الحاج أحمد،مؤسّسة الرّسالة – بيروت،ط/الأولى 1427هـ - 2006م.
29- الحاوي الكبير ‏في فقه مذهب الإمام الشّافعيّ رضي اللّه عنه[2] لأبي الحسن عليّ بن محمّد الماورديّ،تحقيق وتعليق:الشّيخ عليّ محمّد معوّض والشّيخ عادل أحمد عبد الموجود،دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1414هـ - 1994م.
30- الحُور العِين لنشوان بن سعيد الحميريّ اليمنيّ،تحقيق: كمال مصطفى،مكتبة الخانجيّ بالقاهرة 1948م.‏ط/أخرى:تقديم:محمّد زاهد الكوثريّ [المصدر:الشّاملة الذهبيّة].‏
31- الدُّرّ المنثور ‏في التّفسير بالمأثور لجلال الدّين السّيوطيّ،تحقيق :د.عبد اللّه بن عبد المحسن التّركيّ،مركز هجر للبحوث والدّراسات العربيّة والإسلاميّة،ط/الأولى 1424هـ - 2003م.
32- دراسة نقديّة في المرويّات الواردة في شخصيّة عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه وسياسته الإداريّة ‏(1/ 111 – 112) لعبد السّلام بن محسن آل عيسى،نشر وزارة التّعليم العالي بالجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة،رقم الإصدار 44،المملكة العربيّة السّعوديّة،ط/الأولى 1423هـ - 2002م.
33- ديوان الفرزدق،دار بيروت للطّباعة والنّشر 1404هـ - 1984م.
34- سلسلة ‏الأحاديث الصّحيحة ‏للألبانيّ محمّد ناصر الدّين،مكتبة المعارف بالرّياض،ط/الأولى 1422هـ - 2002م.
35- السّنن الكبرى لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ،تحقيق: محمّد عبد القادر عطا،دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الثانية 1424هـ - 2003م.
36- السّيرة النّبويّة لابن هشام،تحقيق وضبط وشرح:مصطفى السَّقّا وإبراهيم الإبياريّ وعبد الحفيظ شلبيّ،دار المعرفة – بيروت. ‏
37- شرح النّوويّ على صحيح مسلم،دار الكتب العلميّة – بيروت.
38- شرح مقامات الحريريّ لأبي العبّاس أحمد بن عبد المؤمن القيسيّ الشَريشيّ،تحقيق :محمّد أبو الفضل إبراهيم،المكتبة العصريّة بصيدا – بيروت 1413هـ - 1992م.
39- الشّعر والشّعراء ‏لأبي محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ،دار الثقافة – بيروت.
40- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان بن سعيد الحميرىّ اليمنيّ،تحقيق:د. حسين بن عبد الله العمريّ،ومطهر بن عليّ الإريانيّ،ود. يوسف محمّد بن عبد الله، دار الفكر المعاصر – بيروت.دار الفكر – دمشق، ط/الأولى 1420هـ - 1999م.
41- ‏صبح الأعشى‏ في صناعة الإنشا لأبي العبّاس أحمد القَلقْشَنْديّ، دار الكتب المصريّة بالقاهرة 1340هـ - 1922م.
42- الصّحاح لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ،راجعه واعتنى به:د.محمّد محمّد تامر وأنس محمّد الشّاميّ وزكريّا جابر أحمد،دار الحديث بالقاهرة 1430هـ - 2009م.
43- صحيح سنن أبي داود للألبانيّ محمّد ناصر الدّين،دار غراس للنّشر والتّوزيع – الكويت،ط/الأولى 1423هـ - 2002م.
44- عبقريّة عمر لعبّاس محمود العقّاد،مؤسّسة هنداوي للتّعليم والثقافة – القاهرة 2012م.
45- عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ ‏لأبي محمّد بدر الدّين العينيّ،ضبطه وصحّحه:عبد اللّه محمود محمّد عمر،‏دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1421هـ - 2001م.
46- عمر والتّشيُّع‏،‏ث نائيّة القطيعة والمشاركة لحسن العلويّ،دار الزّوراء – لندن،ط/الأولى 2007م.‏
47- عون المعبود شرح سنن أبي داود لأبي الطَّيِّب شمس الحقّ العظيم آباديّ (معه شرح ابن القيّم)،دار لكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1410هـ - 1990م.
48- عين العِبرة في غَبن العِترة للسيّد أحمد بن طاووس،تحقيق وتصحيح وإعداد:الشّيخ محمود ‏الأركانيّ البَهبهانيّ الحائريّ،مجمع الذّخائر الإسلاميّ - قم 1379هـ.‏
49- غريب الحديث ‏أبي عُبيد القاسم بن سلاّم،تحقيق:د.حس ين محمّد محمّد شرف،الهيئة العامّة لشؤون المطابع الأميريّة بالقاهرة 1474هـ - 1984م.
50- فتح الباري بشرح صحيح البخاريّ لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ،تصحي ح:الشّيخ عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز،دار الفكر - بيروت ‏1414هـ - 1993م.
51- ‎فتح البيان في مقاصد القرآن ‏‏لصدّيق حسن خان القنّوجيّ،تقديم ‏ومراجعة:عبد اللّه بن إبراهيم الأنصاريّ،المكت بة العصريّة بصيدا – بيروت 1412هـ - 1992م. ‏
52- ‏فتح القدير‏ ‏لمحمّد بن عليّ الشّوكانيّ،تحقي ق وتخريج:د.عبد الرّحمن ‏عميرة بمشاركة:لجنة التّحقيق والبحث العلمي بدار الوفاء.‏
53- الكامل في اللّغة والأدب ‏لأبي العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد،كتب هوامشه:نعيم زرزور وتغاريد بيضون،دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1407هـ - 1987م.
54- كتاب الإتباع لأبي الطيّب عبد الواحد بن عليّ اللّغويّ،حقّقه وشرحه وقدّم له:عزّ الدّين التّنوخيّ،مطبوع ات مجمع اللّغة العربيّة بدمشق 1380هـ - 1961م.
55- الكشّاف للزّمخشريّ محمود بن عمر،رتّبه وضبطه وصحّحه:مصطفى حسين أحمد،دار الكتاب العربي – بيروت،ط/الثالثة 1407هـ - 1987م.
56- كشف الأستار عن زوائد البزّار ‏لنور الدّين عليّ بن أبي بكر الهيثميّ،تحقيق الشّيخ المحدّث:حبيب الرّحمن الأعظميّ،مؤسّسة الرّسالة – بيروت،ط/الأولى 1399هـ - 1979م.
57- لسان العرب لأبي الفضل جمال الدّين محمّد بن مكرم بن منظور المصريّ،دار إحياء التّراث العربيّ – بيروت.
58- لسان الميزان ‏لابن حجر العسقلانيّ،اعتن ى به:عبد الفتّاح أبو غدّة،دار البشائر الإسلاميّة – بيروت،ط/الأولى 1423هـ - 2002م.
59- لَمَعات التّنقيح في شرح مشكاة المصابيح لعبد الحقّ الدِّهْلويّ،تحق يق وتعليق:أ.د.تقيّ الدّين النّدويّ،دار النّوادر – دمشق،ط/الأولى 1435هـ - 2014م.‏
60- مجمع الأمثال ‏لأبي الفضل أحمد بن محمّد الميدانيّ،تحقيق وضبط وتعليق:محمّد محي الدّين عبد الحميد،مطبعة السنّة المحمّديّة 1374هـ - 1955م.
61- مجموع الفتاوى ‏لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحرَّانيّ،اعتن ى بها وخرّج أحاديثها:عامر الجزّار وأنور الباز،دار الوفاء،ط/الثالثة 1426هـ - 2005م.
62- المجموع المُغيث في غريبَيْ القرآن والحديث لأبي موسى محمّد بن أبي بكر المَدينيّ الأصبهانيّ،تحقي ق:عبد الكريم العزباويّ،جامعة أمّ القُرى،مركز البحث العلميّ وإحياء التّراث الإسلاميّ،كليّة الشّريعة والدّراسات الإسلاميّة - مكّة المكرّمة،دار المدني بجُدَّة - المملكة العربيّة السُّعوديّة،ط/الأولى 1408هـ - 1988م.
63- المجموع شرح المُهَذَّب لمحي الدّين النَّوَوِيّ. بقلم: محمّد نجيب المطيعيّ،مكتبة الإرشاد بجُدّة – المملكة العربيّة السُّعوديّة.‏
64- المُحَبَّر لأبي جعفر محمّد بن حبيب الهاشميّ البغداديّ (رواية أبي سعيد السّكريّ)،اعتنى بتصحيحه:د.إيلزه ليختن شتيتر،دار الآفاق الجديدة – بيروت.
65- المحكم والمحيط الأعظم لابن سيدة،تحقيق: مصطفى حجازيّ،معهد المخطوطات العربيّة بالقاهرة،ط/الثانية 1424هـ - 2003م.
66- مختار الصّحاح لمحمّد بن أبي بكر الرّازيّ،دار الجيل – بيروت 1407هـ - 1987م.
67- المختار من طرائف الأمثال والأخبار لنبيه الدّاموريّ،الشّ ركة العالميّة للكتاب،ط/1987م.‏‏(لم تَطُله يدي).صدرت طبعته الأولى عن دار الكتاب اللّبناني للطّباعة ‏والنّشر والتّوزيع،ضمن 225 أو 230 صفحة سنة‏‎ ‎‏1982م.ط/أخرى:عن دار الكتاب المصريّ سنة 1987م ضمن 230 صفحة.‏
68- مدوّنة كاوا محمّد أبي عبد البرّ للردّ على الرّافضة/السّبت 15 أكتوبر 2011‏.
69- المرأة في ظلّ الإسلام للسّيدة مريم نور الدّين فضل الله،دار الزّهراء – بيروت،ط/الثانية.‏
70- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‏لأبي الحسن عليّ بن سلطان محمّد الملاّ الهرويّ القاري،تحقيق الشّيخ:جمال عيتاني،دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1422هـ - 2001م.
71- المستدرك على الصّحيحين للحاكم النّيسابوريّ،وب ذيله تلخيص الذّهبيّ،مطبعة مجلس دائرة المعارف النّظاميّة بحيدر آباد الدّكن – الهند 1341هـ.
72- مسند الإمام أحمد،تحقيق وتخريج وتعليق:شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد وعامر غضبان،مؤسّسة الرّسالة – بيروت،ط/الأولى 1419هـ - 1999م.
73- المصباح المنير لأحمد بن محمّد بن عليّ الفَيُّوميّ،دار الحديث بالقاهرة 1424هـ - 2003م.
74- المعارف لأبي محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة،حقّقه وقدّم له:د.ثروت عكاشة،دار المعارف - القاهرة،ط/الرّابعة.
75- معالم التّنزيل لأبي محمّد الحسين بن مسعود البغويّ،تحقيق وتخريج:محمّد عبد اللّه النّمر وعثمان جمعة ضميريّة وسليمان مسلم الحرش،دار طيبة بالرّياض – السُّعُوديّة 1412هـ.
76- معاني القرآن للأخفش ‏سعيد بن مسعدة،تحقيق:د.عب د الأمير محمّد أمية الورد،عالم الكتب – بيروت،ط/الأولى 1405هـ - 1985م.
77- معاهد التّنصيص ‏على شواهد التّلخيص للشّيخ عبد الرّحيم بن أحمد العبّاسيّ،حقّقه وعلّق عليه:محمّد محي الدّين عبد الحميد،عالم الكتب،بيروت 1367هـ - 1947م.
78- معجم الشّعراء ‏لأبي عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزبانيّ،مكتب ة القدسيّ،دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الثانية 1402هـ - 1982م.
79- المعجم الكبير للطّبرانيّ ‏أبي القاسم سليمان بن أحمد،تحقيق وتخريج:حمدي عبد المجيد السّلفيّ،مكتبة ابن تيميّة بالقاهرة.
80- معجم مقاييس اللّغة ‏لأبي الحسين أحمد بن فارس،تحقيق وضبط:عبد السّلام محمّد هارون،دار الفكر – بيروت 1399هـ - 1979م.
81- معرفة الصّحابة لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه ‏الأصبهانيّ، تحقيق:عادل بن يوسف العزازيّ،دار الوطن للنّشر بالرّياض،ط/الأولى 1419هـ - 1998م.
82- المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام د.جواد عليّ (ت:1408هـ)،دار السّاقي،ط/الرّابعة 1422هـ - 2001م.(بواسطة موقع:المكتبة الشّاملة الحديثة).
83- منتديات التّصفية والتّربية السّلفيّة/القسم العام/المنتدى ‏العام/ما وأد عمر بن الخطّاب ابنته أبدًا/بتاريخ مارس 2014م.
84- موقع أحمد شريف النّعسان/الرّئيسية/كتاب الآداب/محظورات أخلاقية واجتماعيّة/رقم الفتوى:4285‏ - هل وأد سيّدنا عمر ابنته ؟.
85- موقع إسلام ويب/الرّئيسيّة/العقيدة الإسلاميّة/الصّحابة وأهل البيت/قصّة وأد عمر بن الخطّاب ‏ابنته في الجاهليّة (رقم الفتوى:114619‏ الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429هـ = 11-11-2008م) و (رقم الفتوى:311473‏ الثلاثاء 14 محرّم 1437هـ = 27-10-2015م).
86- موقع الآجُرِّيّ/منابر المتون العلميّة وشروحها/منبر الحديث وعلومه/تحقيق:الرّدّ البديع في تكذيب رواية وأد عمر بن الخطّاب لابنته.
87- موقع الألوكة/المجلس العلميّ/مجالس العلوم الشّرعيّة/مجلس الحديث وعلومه/‏قصّة وأد عمر بن الخطّاب لابنتـه قصّة مكذوبة لا أساس لها ؟!.
88- موقع الحوار المتمدّن/الرّئيسية/العلمانيّة،الدّ ين السّياسي ونقد الفكر الدّيني.داود السّلمان:ما ‏حقيقة وأد البنت الّتي أشار لها القرآن ؟.العدد:4812 – 20 ماي 2015م.
89- موقع بناء الإنسان/حقيقة وأد عمر بن الخطّاب لابنته في الجاهليّة.وكيف فنّدتها كتب السّيرة ؟.بقلم:عبد الرّحمن.الجمعة 29 نوفمبر 2019م.
90- موقع جريدة الوطن الإلكترونيّة/مقالات/هل وأد عمر بن الخطّاب ابنته في الجاهليّة ؟!.‎د.عصام عبد اللّطيف الفليج.نُشِر بتاريخ: 14/ 09/ 2013م.
91- موقع دار الإفتاء المصريّة/الرّئيسة/الفتاوى/آداب وأخلاق/بطلان قصّة وأد سيّدنا عمر بن الخطّاب لابنته في الجاهليّة/الرّقم المسلسل:4506‏‎ ‎التّاريخ:05/ 09/ 2018م .‏‎جواب أ.د:شوقي إبراهيم علام.
92- موقع سعد بن تركي الخثلان/الرّئيسيّة/كناشة الشّيخ:شرح حديث:(إنّ الله حرّم عليكم عقوق ‏الأمّهات). بتاريخ : 21 شوّال 1437هـ. ‏
93- موقع سليمان بن عبد الله الماجد/الرّئيسة/الفتاوى/الحديث:قصّة دفن عمر ابنته وهي ‏حيّة/فتوى رقم:12898‏ بتاريخ:14/10/1431هـ.
94- ‏‎موقع طريق الإسلام/الرّئيسة/الفتاوى/بطلانُ قصّةِ وأدِ عمر بن الخطّاب لابنته.‏
95- موقع قصّة الإسلام/‏الرّئيسة/التّاريخ الإسلاميّ/الخلافة:خلافة عمر بن الخطّاب سيرة عمر بن الخطّاب/حياة عمر بن ‏الخطّاب في الجاهليّة‏/ج- وأد الينات.
96- موقع معرفة/وأد البنات.
97- موقع منتديات الحكمة/وأد البنات.وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ/مشاركة بواسطة أبو شمس المحسن الأحد 18 - 7 - 2010م.
98- موقع وضوح للتّنمية/الرّئيسية/الصّراط المستقيم/حقيقة واقعة وأد عمر بن الخطّاب لابنته في الجاهليّة:نُشِر بتاريخ ‏21‏‎ ‎نوفمبر 2017‏م.
99- ميزان الاعتدال ‏في نقد الرّجال للذّهبيّ محمّد بن أحمد،تحقيق:عليّ محمّد البجاويّ،دار المعرفة – بيروت
100- نثر الدُّرّ في المحاضرات‏ للوزير الأديب أبي سعد منصور بن الحسين الآبيّ،تحقيق: خالد عبد الغنيّ محفوظ ،دار الكتب العلميّة – بيروت،ط/الأولى 1424هـ - 2004م‏
101- النّصرانيّة وآدابُها بين عرب الجاهليّة (القسم الأوّل ص129)‏ و (القسم الثاني ص210‏) للأب لويس شيخو اليسوعيّ،دار المشرق - ‏بيروت،ط/الثانية 1989م. ‏
102- النّهاية في غريب الحديث والأثر لأبي السّعادات المبارك بن محمّد بن الأثير الجزريّ،تحقيق: طاهر أحمد الزّاويّ ومحمود محمّد الطّناحيّ،المكت بة الإسلاميّة.
103- وفيات الأعيان ‏وأنباء أبناء الزّمان لابن خلِّكان أبي العبّاس أحمد بن محمّد،تحقيق:د.إح سان عبّاس،دار صادر – بيروت 1398هـ - 1978م.
الهوامش:
[1] - ‏(ص311)‏.
[2] - وهو شرح مختصر المزنيّ.
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
نقض بحث " براءة ابن مالك من التدليس وصناعة الشواهد الشعرية " - فيصل المنصور فيصل المنصور مكتبة الملتقى 0 01-05-2016 11:30 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ