هل الملائكة تنام ؟

[عَرف العَبيرِ]

الحمد لله وبعدُ :
فهذا سؤالٌ كنتُ أناقشه مع إخوانى _ طلبة العلم _ ، عندما تعرضنا لتفسير آية الكرسىّ ، عند قوله ( لاتأخذه سنةٌ ولانوم ... ) ، فأرجو ممن عنده علم بالمسألة أن يطرحه للفائدة ، وجزاكم الله خيراً .

[أبو مسلم]

يَقُولُ الإمَامُ السُّيُوطِيُّ :

"مَسْأَلَةٌ:
سُئِلْتُ قَدِيمًا عَنِ الْمَلَائِكَةِ هَلْ يَنَامُونَ? فَأَجَبْتُ: بِأَنِّي لَمْ أَرَ فِيهِ نَقْلًا، وَظَاهِرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ( الأنبياء: 20) أَنَّهُمْ لَا يَنَامُونَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ مَنْقُولًا فِي كَلامِ الْإِمَامِ فَخْرِ الدِّينِ."
[اَلْحبَائِكُ فِي أَخْبَارِ الْمَلَائِكِ- السُّيُوطِيُّ]

هَذَا وَاللهُ أَعْلَمُ...

[أم محمد]

.
وهذه فائدة لها تعلُّق بالموضوع:
( هل تموتُ الملائكةُ؟
الملائكةُ يموتون كما يموتُ الإنسُ والجن، وقد جاء ذلك صريحًا في قولِه : ونُفخَ في الصُّورِ فصَعقَ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرضِ إلا مَن شاء اللهُ ثمَّ نُفخ فيه أُخرى فإذا هُم قيامٌ يَنظُرون [الزمر: 68].
فالملائكةُ تشملهُم الآيةُ؛ لأنَّهم في السَّماء.
يقول ابنُ كثيرٍ عند تفسير هذه الآية: "هذه هي النَّفخةُ الثَّانيةُ، وهي نفخةُ الصَّعق، وهي التي يموت بها الأحياءُ مِن أهل السَّماواتِ والأرضِ إلا مَن شاء اللهُ، كما جاء مُصرَّحًا به مفسَّرًا في حديث الصُّور المشهور، ثم يقبضُ أرواح الباقين حتى يكونَ آخر مَن يموت مَلَك الموت، وينفرد الحيُّ القيُّوم الذي كان أوَّلًا وهو الباقي آخرًا بالدَّيمومة والبقاء، ويقول: لمن المُلك اليوم؟ ثلاث مرَّات، ثم يجيب نفسَه بنفسه: للهِ الواحدِ القهَّار".
ومما يدلُّ على أنَّهم يموتون قولُه : كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: 88].
وهل يموتُ أحدٌ منهم قبل نفخة الصُّور؟
هذا ما لا نعلمُه، ولا نستطيعُ الخَوضَ فيه؛ لعدمِ وُجود النُّصوصِ المُثبِتةِ له، أو النافية ).
"عالم الملائكة الأبرار"، للدكتور عمر الأشقر، 18-19.
وهذا الكتاب مِن أحسن ما أُلِّف في هذا الباب؛ (فإنه جمع فيه -أي: المؤلف- جمعًا حسنًا طيِّبًا، ويتحرَّى الصَّوابَ في كثير من مباحثه)؛ قاله الشيخ صالح آل الشيخ في أول دروس "شرح العقيدة الواسطية".