حادثة واقعة : فلكيون لا يرصدون الهلال ..

[ناصر الحقيقة]

لا أود أن أدخل في تفاصيل الجدل المحتدم بين الفلكيين ، والمترائين للهلال في مسألة رؤية الهلال من عدمه يوم الإثنين ليلة الثلاثاء ، وهل رؤي هلال شوال أم لا في تلك الليلة ، فمتابعة مجرى الحوار له مكانه ، وأعتبره جدلاً وحواراً سليماً طالما أنه بقي في حدود الأدب والعلم .

لكنني أود هنا أن أذكر حقيقة وقفتُ عليها في سنة من السنوات حيث خرجت بصفتي واحداً من المسلمين خرج لترائي هلال رمضان ، وصادف أن كنت في مكانٍ وجدتُ فيه اللجنة المكلفة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، وقد نصبوا مناظيرهم تجاه الأفق لرؤية الهلال ، وخلف المناظير فرشوا فرشة كبيرة وضعوا فيها الشاي والقهوة وصاروا مع بعض المعنيين والمطلعين يتجاذبون أطراف الحديث في مسائل الفلك .

المهم بقي على غروب الشمس قرابة الربع ساعة فقلنا لأحد المشرفين : لِم لم تقوموا بتهيئة المنظار ومتابعة ورصد الهلال ، فقال بالحروف الواحد : من هو مقتنع بأن الهلال يُـرَى هذه الليلة يقوم هو ليتابعه ، هذه المراصد جاهزة ، أما أنا فأقول : كيف لي أن أتابع هلالاً غير موجود ، وأذكر أن في تلك السنة كان الحساب الفلكي يفيد بأنه لن يرى في تلك الليلة !! .

هذه حادثة واقعية وقفت عليها شخصياً ، فكيف لي حينئذٍ أن أثق بفلكي هذه قناعاته ، وأنا أقرأ كلام ابن تيمية في الفتاوى صـ 126 ، ج 25 . آمل مراجعته للفائدة .