|
#1
|
|||
|
|||
السبيل إلى البيان
السبيلُ إلى البيانِ سألتَني –وفَّقك الله- أن أهديَك إلى سبيلِ البيانِ، وأن أدلَّك على كتبه التي يُتوصَّلُ إليه بها. ولستُ أجهلُ أنه لم يبعثك على هذا السؤالِ إلا حسنُ ظنِّك بي، وجودةُ رأيِك فيَّ. ولكنَّ هذا الحسنَ، وهذه الجودةَ لا يُحمَدانِ إذا هما أصابا غيرَ موضعِهما، وكانا ذريعةً إلى تسويةِ المحسنِ بالمسيء، وإلحاقِ المقصِّر بالسابقِ. وإنِّي لأكرَه أن أدَّعيَ ما ليس لي بحقٍّ، أو أنتحلَ ما أعلمُ من نفسي خلافَه، فأزعُمَ أني من البلغاء إذا عُدَّ البلغاء، أو من الأدباء إذا قيلَ: مَن الأدباء؟ وما حاجتي إلى صنعةٍ محارَفٍ كسبُها، مُصَرَّدٍ رزقُها، صاحبُها طويلُ العَناء في باطلٍ، كثيرُ التفكير في غير طائلٍ، يتكلَّمُ في كلِّ علمٍ ثقةً منه بقلمِه، وبيانِه، وإدلالاً منه بقوةِ حجاجِه، وخِلابة منطقِه، ثم هو مُدافَع عن هذه العلومِ كلِّها، غيرُ مسلَّمٍ له من أهلِها، فلا الفقهاءُ يعترفون بانتسابِه إليهم، ولا المفسِّرون يعدُّونه منهم، ولا النُّحاةُ يرضونَ أن يكونَ أحدَهم. وكذلكَ أهلُ كلِّ علمٍ، فهو كما قالَ أبو الطيِّب اللُّغويُّ في «مراتبه»: يتعاطَى كلَّ شيٍّ وهو لا يُحسِن شيَّا تراهُ يتحدَّثُ عن الزهَّاد، والصُّلحاء، ويحصي مناقبَهم، ويروي أخبارَهم، فتظنُّه الحسنَ، أو ابنَ أدهَمَ، ثمَّ لا تلبثُ أن تراهُ يصِفُ المُجَّان، والخُلعاء، ويذكرُ طرائِفَهم، ويحكي مُلَحهم، فلا تَشُكُّ أنه مِن أصحابِ أبي نُواس، أو من نَدامَى ابنِ الحُبابِ. وتراهُ يذكرُ أخبارَ المغنِّين، وبدائعَ أصواتِهم، ومستحسَن ألحانِهم، ويُظهِر العُجْبَ بهم، والثناء على مذهبِهم، فتظنُّه صاحبَ معبدٍ، وموضعَ سرِّه، وصفيَّه، ونجيَّه، ثمَّ إذا هو يتحوَّل إلى ذكرِ القُرَّاء، ويستقصي حكاياتِهم، ويَروي لك نوادرَهم، ويُكثِر الشكوَى من أدعيائهم، والدُّخلاء فيهم من مَّن يتخذونَ القراءة سبيلاً ينالونَ به عرضَ الدُّنيا، ويأكلون به أموالَ الناس، فيقع في وهمك أنه من خُلَّصِ أصحاب نافعٍ، أو عاصمٍ، أو محمدٍ أبي القاسم. ثمَّ إنَّ أمرَ الأديبِ لا يقومُ إلا بالكذب في القول، والتزيُّد في الكلام، وزخرفتِه، وتزيينه. يسمَعُ الخبَر الصغيرَ التافه، فلا يَزالُ ينمِّيه، ويصِله بشَتَّى الوُصَلِ حتى يكونَ أخبارًا، وتمرُّ به الحجةُ الرِّخوة المتهتِّكة، فيُكِبُّ عليها ينفُخ فيها، ويرتُقُ ثآها، ويحتالُ لها بوجوهِ الحيلِ حتى يجعلَها في أعينِ الناسِ قويَّةَ النسجِ، محكَمة الإبرام. فهذا بيان صنعةِ الأدبِ. وهي كما رأيتَ صنعة قِوامُها الكذب، وركنُها الذي تنهَضُ به التزيُّد، والمغالطة. فهل فيها بعدَ ذلكَ مرغَبٌ؟ فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنما غرضُك أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب، ورشاقةِ العِبارة، وحلاوةِ اللفظِ بمقدار ما تُبين به عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك، وتستميل قلوبَ الناسِ إلى ما عندَك من الحقِّ، لا تلِطُّ دونه بباطلٍ، ولا تمذقُه بكذبٍ، ولا تستعين به على تقريرِ مذهبٍ فاسدٍ، أو نحلةٍ زائغةٍ، فإنِّي أذكرُ لك سبُلاً تبَلّغُك بعضَ ما سألتَ، وتضعُ يدَك على ما أردتَّ إن شاءَ الله ، وإن كنتُ قدَّمتُ لك بعذري، وكشفتُ لكَ عن داخلة أمري. أيُّها السائلُ الكريمُ، إن صحَّ منكَ العزمُ على أن تكونَ بليغًا إذا كتبتَ، فصيحًا إذا حاضرتَ، وأن يكونَ لفظك أنيقًا، ومعناكَ بِكرًا، وأسلوبُك حُوَّلاً مُتصرِّفًا، فأقبل عليَّ بسمعِكِ، وقلبِك، فإني مهديكَ من نصحي محضَه، ومتخيِّرٌ لكَ من تجرِبتي لبابَها. ولا يَحملنَّك مكانُ العادةِ من نفسِك على أن تستوحشَ من مَّا لا تعرف، أو تنقبِض عن مَّا لم تألف. مِلاكُ البلاغة، والبيان لفظٌ حسنٌ، ومعنًى فائقٌ، وأسلوبٌ رائقٌ. فإذا أردتَّ أن تحصِّلَهما، فأحكم هذه الأمورَ الثلاثةَ، وتعهَّدها من نفسك، وانظر ما أدركتَه منها. وكأنِّي بك تسألني عن السبيلِ لذلكَ. فأقول: ابدأ آثِرًا مَّا بالنحو، والصرف، فالتمس من علمِهما ما يقيمُ كلامَك، ويعصِمُك من اللَّحن. ومن الكتب الميسَّرة في ذلك شروحُ الآجرَّوميَّة. ومن أنفعِها للمبتدئ شرحُ محمد محيي الدين عبد الحميد المسمَّى بـ(التحفة السنيَّة). ومن الشروح المعاصرةِ شرحٌ لطيفٌ أنيقُ الطبعِ، حسنُ العرضِ لعبد العزيز الحربيِّ، اسمُه (أيسر الشروح على متن الآجرَّوميَّة)، وكتاب (التطبيق النحوي) لعبده الراجحيِّ. ولو استمعتَ إلى شرحِ ابن عثيمينٍ للآجروميَّة، كانَ حسنًا، ثمَّ (شرح قطرِ الندى)، أو (شرح شذور الذهب) لابن هشامٍ بحواشي محمد محيي الدين عبد الحميد. وأمَّا الصرفُ، فلعلَّ من أجمعِ كتبه، وأوضحها لغير المتخصِّصِ كتاب (التطبيق الصرفيّ)، ثمَّ (المغني الجديد) لمحمد خير حلواني، و(تصريف الأسماء والأفعال) لفخر الدين قباوة. والناسُ منصرفون إلى (شذا العَرف) للحملاويِّ. وهو وإن كانَ حسنَ الترتيب، والتبويب، فإنَّه بالغُ التعقيدِ، والمعاظلة، عَسِرٌ على المبتدئ خاصَّةً. على أنَّ في كلِّ ما ذكرتُ من الكتب مآخذ، وعيوبًا علميَّةً، ومنهجيّةً ليس هذا موضعَ بسطها. ولا أستحِبُّ القراءةَ في (تصريف العزِّي)، أو (مفتاح الجرجانيِّ)، أو (الأساس)، أو (متن البناء)، أو (لامية الأفعال) لاحتياجِها إلى شَرحٍ، ولقصورِها دونَ استيعابِ عامَّةِ أبوابِ الصرفِ. ثمَّ تحفظ جملةً من ألفاظِ العربيَّة، حتى تكونَ لك ذخرًا ترجِعُ إليه عندَ الحاجة إلى معرفةِ أسماءِ الأشياءِ، وأنواعِها، والتمييزِ بينَ درجاتِها، وأحوالِها. وخيرُ ما أدلُّك عليه في ذلكَ كتبُ غريب الحديث، ككتاب أبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ، أو كتاب ابن قتيبة، أو الخطَّابي، أو الزمخشريِّ، أو ابن الأثير. وكتابُ أبي عبيدٍ يفضُلُها لتقدُّمِه، واعتمادِه على التلقِّي عن كبارِ العلماء، كأبي عبيدةَ، وأبي زيد، والأصمعيِّ، والكسائيِّ. وتقرأ أيضًا في معجمات العربية المصنَّفة على الحروف. ومن أجلِّها، وأصحِّها (تهذيب اللغة) لأبي منصور الأزهريِّ، فإنَّه كان ناقدًا، وكانَ طويلَ الأناة، شديدَ التحرِّي في ما يَروي. وله حكاياتٌ عن الأعرابِ. وفي مقدِّمته التي افتتحَ بها كتابَه علمٌ غزيرٌ، وفوائدُ جمَّةٌ. وتقرأ أيضًا في معجماتِ العربيَّة المُدارةِ على المعاني. وهي على نحوين، فنحوٌ منها يعقِدُ البابَ، ثم يذكرُ ما ينساقُ تحتَه من الألفاظِ ذاتِ المعنَى الواحدِ. ونحوٌ يذكرُ الألفاظَ في جمَلٍ تامَّةٍ ابتغاءَ التيسيرِ على الكتَّابِ، والمتأدِّبين. فأمَّا النحو الأول من الكتب، فرائِدُها، وسيِّدُها كتاب أبي عبيدٍ (الغريب المصنَّف)، ثم كتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلالٍ العسكريِّ لتقدُّمِه. ولا أغضُّ من (فقهِ اللغة) لأبي منصور الثعالبيِّ، فإنه غايةٌ في هذا الباب، وكذلكَ (المخصّص) لابن سيده، فإنَّه أوسعُها سَعةً، وأجمعُها للعربيِّ القديمِ من الألفاظ. ولا أنصحُ بـ(كفاية المتحفظ) لابن الأجدابيِّ، فإنَّه يباعد القارئ عن فَهمِ الكلامِ العربيِّ، ومعرفةِ فروقِ ما بينَ الألفاظِ على وجهِ التحقيقِ لما فيه من شِدَّة الإيجازِ الذي ربَّما أفضَى إلى الخلط، والخطأ. ولهذا الأمرِ قدَّمتُ كتبَ غريبِ الحديثِ، إذْ كانَت الألفاظُ فيها تُقرَأ في سياقاتِها، فيكون هذا أسرعَ في الحفظِ، وأدنَى إلى الفَهم. وأمَّا النحو الثاني، فعليكَ بكتابِ (الألفاظ الكتابية) للهمَداني. ومِن الكتب الحديثةِ (نُجعة الرائد) لإبراهيمَ اليازجيِّ. فإذا أنت أطلتَ النظرَ، وأدمنتَ الفِكرةَ في هذه الكتبِ التي عرضتُها لك. كلَّ ذلكَ تُردِّدها بصوتٍ مسموعٍ، وتتحسَّسُ معانيَها على وجوهِها، وتتقرَّاها يداكَ بلَمسٍ، فقد استوثقتَ من هذا البابِ بابِ الألفاظِ، وخرجتَ منه أبجرَ الحقيبةِ، فمِلْ إلى البابِ الذي بعدَه. وهو بابُ المعاني. وفائدةُ هذا البابِ أنَّه يُمكِّنك من تجليةِ أفكارِك، وتوضيحِها، والاحتجاجِ لها، ويبسُطُ ذرعَك في تشقيقِ الكلام، ويَزيدُ في مادَّتك، ويقوِّي مقدرتك على حسنِ التذوقِ، ودِقَّة التأمُّلِ. ومن أمثلِ كتب المعاني كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة، والموازنة بين أبي تمَّام والبحتريِّ للآمديِّ، والأشباه والنظائر للخالديَّين، والوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني، والمنصف لابن وكيع، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري. فإذا لبثتَ زمانًا من دهرك تتقلَّبُ بين هذه الكتب، وتنفُذُ إلى ما فيها من المعاني، وتشاركُ مؤلِّفيها آراءَهم مؤيِّدًا، ومخالفًا، وتضمُّ المعنَى منها إلى شكلِه، والنظيرَ إلى نظيرِه، وتُحسِن المفاضلةَ بينها، فقد نِلتَ شطرًا كبيرًا من الفقهِ بالمعاني، والبصرِ بها. ويحسُن حين إذٍ أن تقرأ في الكتب التي تشدُّ أيدَك في البحثِ القاصدِ، والاستدلالِ الصائبِ، ودرك الحجةِ، وتحقيقِ المسائلِ، ونقدِها. ومنها كتابُ سيبويه، ورسالة الشافعيِّ، وحيَوان الجاحظِ، ورسائله ، وتفسير الطبريِّ، وخصائص ابن جنِّي، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ. ومن الكتب الحديثة كتاب على السفود للرافعيِّ، وكتابا محمود شاكر نمط صعب ونمط مخيف، وأباطيل وأسمار. وبذلك تستكمِل آلةَ هذا الباب إن شاء الله. فأمَّا الكتبُ التي ترتاض بها على جودةِ الأسلوب، وعلى التصرُّف في فنون البلاغة، والتي تُزلِفُك إلى محاسنِ البيان، فأولُها كتابُ الله عزَّ وجلَّ، ثم نهج البلاغةِ المنسوب إلى علي ، والقصائد السبع بشرح أبي بكرٍ الأنباريِّ، والمفضليات بشرح أبي محمدٍ الأنباريِّ، وأشعار الستة الجاهليين بشرح البطليوسيِّ، وديوان الحماسة بأيِّ شرح شئتَ، والبيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرِّد، والأمالي لأبي عليٍّ القالي مع اللآلي لأبي عبيدٍ البكريِّ بتسميطِ الميمنيِّ، وزهر الآداب للحُصْريِّ، ومقامات الحريريِّ. ثمَّ هناكَ بعدُ كتبٌ أخرَى تُقسَّم بحسَب الغالب عليها إلى أقسامٍ مختلفةٍ. فمنها ما تستفيدُ منه أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ، كالأدب الكبير، والأدب الصغير لابن المقفَّع، وديوان أبي تمَّام، وديوان المتنبي، وسقط الزّند، واللزوميات لأبي العَلاء. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ القصص، وسياقة الأخبار، ككليلة ودمنة لابن المقفع، والبخلاء للجاحظ، وكتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوريِّ، وتاريخ الطبريِّ، والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ. ومن كتب المحدَثين عبَرات المنفلوطيِّ، والروايات التي ترجَمَها، وقصص من التاريخ، وقصص من الحياة، والذكريات للطنطاويِّ. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ المقالة، كنظرات المنفلوطيِّ، ووحي القلم للرافعيِّ، ووحي الرسالة للزيَّات. أمَّا العملُ في كتب هذا الباب، فعلَى وجوهٍ مختلِفةٍ، فمن الفِقَرِ ما تكتفي بقراءته مرَّة واحدةً قراءةً متأنِّيةً متأمِّلة مع التفكُّر في أسلوبِ الكاتب، وطريقتِه في الانتقالِ من قضيَّة إلى قضيَّة، ومن غرضٍ إلى غرضٍ، والتدقيقِ في ألفاظِه التي يستعملُها في كلامِه، وتحفُّظِ الجيِّدِ منها. ومن الفِقَرِ ما تحتاجُ إلى أن تكِرَّ عليها، فتعيد قراءتها، لشرفِها، ونبلِها. وأنا أستحِبُّ لك أن تجهرَ بها، وتُفصِح في نطقِك لها مترويًّا متمهِّلاً، وأن تقرأها قراءةَ مدقِّقٍ، وقراءةَ منقِّرٍ، وقراءةَ مَن يحترسُ أن تنِدَّ عنه لطيفةٌ، أو تفوتَه نادرةٌ، وأن تقِفَ على معانيها، وألفاظِها (وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خاتمُه). ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب. ومن الطُّرقِ الحُسنَى المجرَّبة أن تقرأ القطعةَ، وتفهم معناها، ثم تغلِق الكتاب، وتحاولَ أن تكتبها بأحسنِ ما تقدِر عليه من البيان، ثم تفتح الكتاب، فتقارن بين تعبيرك، وتعبير الكاتب. فإنَّك إذا فعلتَ ذلك، عرفتَ مواضعَ إحسانك، فلزِمتَها، ومواطنَ إخفاقِك، فتجنبتَها. و (بضدِّه يتبيَّن الضِدُّ). وطريقةٌ أخرَى، وهي أن تسجِّلَ ما يُعجِبُك من الكلامِ البليغِ بمسجِّل الصوت، ثمَّ تأخذ في الاستماع إليه رائحًا غاديًا حتى تطمئِنَّ إلى أنكَ قد حفظتَه، أو كدتَّ. وبعد، فإن شئتَ أن تستعرِضَ الكتبَ التي قصدَ أصحابُها إلى جمعِ ما لا بُدَّ للمتأدِّبِ من معرفتِه، كأدب الكاتب لابن قتيبة مع شرحِه الاقتضابِ للبطليوسيِّ، والعمدة لابن رشيق، والمثل السائر لابن الأثير، والوسيلة الأدبية للمرصفيِّ، فقد بلغتَ الغايةَ، وأبعدَ من الغايةِ. فهذا بعضُ ما طاوعَني ذكرُه في هذا الأمرِ. على أنَّ ما أوردتُّ من الكتب قليلٌ من كثيرٍ. وقد يغني بعضُ ذلكَ عن بعضٍ. وإنَّما صنَّفتُ هذه الكتبَ إلى أبوابٍ مختلِفةٍ معَ تداخلها، وتشابكها، لأن الشيء إنما يُنسَب إلى معظَمِه، والمشتهرِ من أحواله. وفقني الله وإياكَ إلى الرأيِ النجيحِ، والحجَّة الصحيحة، ورزقنا من حسنِ البيانِ ما ينوِّه بها، ويُجلِّي عنها.
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#2
|
|||
|
|||
أهَـذِهِ كَلـِمٌ ، أمْ رَوْضـةٌ أُنُـفُ ؟!
ما شاء الله!
بارك الله فيكَ، ونفع بكَ. |
#3
|
|||
|
|||
ما شاءَ الله تباركَ الله !
وإنَّ من بديعِ قولكَ وشريفِ كلامِكَ ما صدَّرتَ بهِ مقالكَ من كلامٍ عن صنعَةِ الأدبِ ، أتيتَ فيهِ بما هُوَ غايةٌ في الحُسنِ .
__________________
"وَلَيْسَ لِقِدَمِ الْعَهْدِ يُفَضَّلُ الْفَائِلُ وَلَا لِحِدْثَانِهِ يُهْتَضَمُ الْمُصِيبُ وَلَكِنْ يُعْطَى كُلٌّ مَا يَسْتَحِقُّ" |
#4
|
|||
|
|||
،
جزاك الله جزاءَ محسنٍ على إحسانه ، فقد أوفيتَ إرشادا ، ونصحتَ صدقا . أنرت بثاقب رأيك السبيل للسالك حتى صار أبين من شمس الضحى ، وقد كان نائي الأرجاء طامس الصُّوى . وهذه الكتب التي أوردها الشيخ مرتبةً ، ولقد اجتهدتُ فوضعتُ أمام كل واحد خير طبعة له ، وما جهلتُ طبعته أو لم يكن له طبعة حسنة تركته غفلا ، وميزت كلامي باللون الأحمر أو ما بين معقوفتين [ ] ، وقد تصرفت مختصرا في بابي النحو والصرف : النحو : شرحُ محمد محيي الدين عبد الحميد المسمَّى بـ(التحفة السنيَّة). أيسر الشروح على متن الآجرَّوميَّة لعبد العزيز الحربيِّ (التطبيق النحوي) لعبده الراجحيِّ . مكتبة المعارف بالرياض . ولو استمعتَ إلى شرحِ ابن عثيمينٍ للآجروميَّة، كانَ حسنًا ثمَّ (شرح قطرِ الندى) ، أو (شرح شذور الذهب) لابن هشامٍ بحواشي محمد محيي الدين عبد الحميد.صور الأصل عدة مرات ، أو ط العصرية . الصرفُ : (التطبيق الصرفيّ) المعارف بالرياض . (المغني الجديد) لمحمد خير حلواني (تصريف الأسماء والأفعال) لفخر الدين قباوة. (شذا العَرف) للحملاويِّ. وهو وإن كانَ حسنَ الترتيب، والتبويب، فإنَّه بالغُ التعقيدِ، والمعاظلة، عَسِرٌ على المبتدئ خاصَّةً. ولا أستحِبُّ القراءةَ في (تصريف العزِّي)ط المنهاج بجدة، أو (مفتاح الجرجانيِّ)ط الرسالة، أو (الأساس)، أو (متن البناء)كلاهما في متون صرفية ، أو (لامية الأفعال) لاحتياجِها إلى شَرحٍ، ولقصورِها دونَ استيعابِ عامَّةِ أبوابِ الصرفِ. كتب الألفاظ : كتبُ غريب الحديث، ككتاب أبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ أو كتاب ابن قتيبة تحقيق عبد الله الجبوري دار الغرب، أو الخطَّابي، أو الزمخشريِّ، أو ابن الأثير تحقيق الطناحي وآخر 5مجلدات . وكتابُ أبي عبيدٍ يفضُلُها لتقدُّمِه، واعتمادِه على التلقِّي عن كبارِ العلماء، كأبي عبيدةَ، وأبي زيد، والأصمعيِّ، والكسائيِّ. معجمات العربية المصنَّفة على الحروف. ومن أجلِّها، وأصحِّها (تهذيب اللغة) لأبي منصور الأزهريِّ تحقيق عبد السلام هارون ، فإنَّه كان ناقدًا، وكانَ طويلَ الأناة، شديدَ التحرِّي في ما يَروي. وله حكاياتٌ عن الأعرابِ. وفي مقدِّمته التي افتتحَ بها كتابَه علمٌ غزيرٌ، وفوائدُ جمَّةٌ. معجماتِ العربيَّة المُدارةِ على المعاني. وهي على نحوين، فنحوٌ منها يعقِدُ البابَ، ثم يذكرُ ما ينساقُ تحتَه من الألفاظِ ذاتِ المعنَى الواحدِ. ونحوٌ يذكرُ الألفاظَ في جمَلٍ تامَّةٍ ابتغاءَ التيسيرِ على الكتَّابِ، والمتأدِّبين. فأمَّا النحو الأول من الكتب، فرائِدُها، وسيِّدُها كتاب أبي عبيدٍ (الغريب المصنَّف)الطبعة المغربية أو طبعة دار السلام بالرياض وهي أجود، ثم كتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلالٍ العسكريِّ لتقدُّمِه دار صادر. ولا أغضُّ من (فقهِ اللغة) لأبي منصور الثعالبيِّ الخانجي، فإنه غايةٌ في هذا الباب، وكذلكَ (المخصّصِ) لابن سيده بولاق وصورت مرات، فإنَّه أوسعُها سَعةً، وأجمعُها للعربيِّ القديمِ من الألفاظ. ولا أنصحُ بـ(كفاية المتحفظ) لابن الأجدابيِّ ط طرابلس أو الطبعة البغدادية ، فإنَّه يباعد القارئ عن فَهمِ الكلامِ العربيِّ، ومعرفةِ فروقِ ما بينَ الألفاظِ على وجهِ التحقيقِ لما فيه من شِدَّة الإيجازِ الذي ربَّما أفضَى إلى الخلط، والخطأ. ولهذا الأمرِ قدَّمتُ كتبَ غريبِ الحديثِ، إذْ كانَت الألفاظُ فيها تُقرَأ في سياقاتِها، فيكون هذا أسرعَ في الحفظِ، وأدنَى إلى الفَهم. وأمَّا النحو الثاني، فعليكَ بكتابِ (الألفاظ الكتابية) للهمَداني. ومِن الكتب الحديثةِ (نُجعة الرائد) لإبراهيمَ اليازجيِّ. فإذا أنت أطلتَ النظرَ، وأدمنتَ الفِكرةَ في هذه الكتبِ التي عرضتُها لك. كلَّ ذلكَ تُردِّدها بصوتٍ مسموعٍ، وتتحسَّسُ معانيَها على وجوهِها، وتتقرَّاها يداكَ بلَمسٍ، فقد استوثقتَ من هذا البابِ بابِ الألفاظِ، وخرجتَ منه أبجرَ الحقيبةِ، فمِلْ إلى البابِ الذي بعدَه. وهو بابُ المعاني. وفائدةُ هذا البابِ أنَّه يُمكِّنك من تجليةِ أفكارِك، وتوضيحِها، والاحتجاجِ لها، ويبسُطُ ذرعَك في تشقيقِ الكلام، ويَزيدُ في مادَّتك، ويقوِّي مقدرتك على حسنِ التذوقِ، ودِقَّة التأمُّلِ. ومن أمثلِ كتب المعاني كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة، والموازنة بين أبي تمَّام والبحتريِّ للآمديِّ ط سيد صقر وأُكمل بعده ، والأشباه والنظائر للخالديَّين ط محمد يوسف، والوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني ت أبو الفضل إبراهيم، والمنصف لابن وكيع ت محمد الداية أو الطبعة التونسية ، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري دار الغرب. فإذا لبثتَ زمانًا من دهرك تتقلَّبُ بين هذه الكتب، وتنفُذُ إلى ما فيها من المعاني، وتشاركُ مؤلِّفيها آراءَهم مؤيِّدًا، ومخالفًا، وتضمُّ المعنَى منها إلى شكلِه، والنظيرَ إلى نظيرِه، وتُحسِن المفاضلةَ بينها، فقد نِلتَ شطرًا كبيرًا من الفقهِ بالمعاني، والبصرِ بها. [كتب تقوي طرق الاحتجاج ] ويحسُن حين إذٍ أن تقرأ في الكتب التي تشدُّ أيدَك في البحثِ القاصدِ، والاستدلالِ الصائبِ، ودرك الحجةِ، وتحقيقِ المسائلِ، ونقدِها. ومنها كتابُ سيبويه بولاق ثم تحقيق عبد السلام هارون ، ورسالة الشافعيِّ ت أحمد شاكر القديمة ، وحيَوان الجاحظِ ، ورسائله كلاهما ت عبد السلام هارون، وتفسير الطبريِّ ت محمود شاكر أو التركي ، وخصائص ابن جنِّي ت النجار، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ كلاهما ت محمود شاكر . ومن الكتب الحديثة كتاب على السفود للرافعيِّ، وكتابا محمود شاكر نمط صعب ونمط مخيف، وأباطيل وأسمار كلاهما ط المدني. وبذلك تستكمِل آلةَ هذا الباب إن شاء الله. [ كتب تقوي الملكة والأسلوب ] فأمَّا الكتبُ التي ترتاض بها على جودةِ الأسلوب، وعلى التصرُّف في فنون البلاغة، والتي تُزلِفُك إلى محاسنِ البيان، فأولُها كتابُ الله عزَّ وجلَّ، ثم نهج البلاغةِ المنسوب إلى علي ط محمد عبده، والقصائد السبع بشرح أبي بكرٍ الأنباريِّ ت عبد السلام هارون ، والمفضليات بشرح أبي محمدٍ الأنباريِّ ط شارل ليال، وأشعار الستة الجاهليين بشرح البطليوسيِّ ط دار الريان، وديوان الحماسة ت عسيلان بأيِّ شرح شئتَ [المرزوقي ت عبدالسلام هارون ]، والبيان والتبيين للجاحظ ت عبد السلام هارون ، والكامل للمبرِّد ت الدالي ، والأمالي لأبي عليٍّ القالي دار الكتب المصرية مجلدان مع اللآلي لأبي عبيدٍ البكريِّ بستميطِ الميمنيِّ صور مرارا، وزهر الآداب للحُصْريِّ ط زكي مبارك ، ومقامات الحريريِّ بولاق . ثمَّ هناكَ بعدُ كتبٌ أخرَى تُقسَّم بحسَب الغالب عليها إلى أقسامٍ مختلفةٍ. فمنها ما تستفيدُ منه أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ، كالأدب الكبير، والأدب الصغير لابن المقفَّع كلاهما ط أحمد زكي باشا القديمة ، وديوان أبي تمَّام ط المعارف بمصر ، وديوان المتنبي ط عبد الوهاب عزام ، وسقط الزّند ط صادر أو مع شروحه ط الهيئة العامة المصرية ، واللزوميات لأبي العَلاء. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ القصص، وسياقة الأخبار، ككليلة ودمنة لابن المقفع ط المعارف بمصر أو دار الشروق، والبخلاء للجاحظ ط علي الجارم أو ط المعارف بمصر ، وكتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوريِّ، وتاريخ الطبريِّ ط المعارف بمصر ، والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ ط دار الكتب المصرية ثم الشعب ثم صادر. ومن كتب المحدَثين عبَرات المنفلوطيِّ، والروايات التي ترجَمَها، وقصص من التاريخ، وقصص من الحياة، والذكريات للطنطاويِّ. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ المقالة، كنظرات المنفلوطيِّ، ووحي القلم للرافعيِّ، ووحي الرسالة للزيَّات. أمَّا العملُ في كتب هذا الباب، فعلَى وجوهٍ مختلِفةٍ، فمن الفِقَرِ ما تكتفي بقراءته مرَّة واحدةً قراءةً متأنِّيةً متأمِّلة مع التفكُّر في أسلوبِ الكاتب، وطريقتِه في الانتقالِ من قضيَّة إلى قضيَّة، ومن غرضٍ إلى غرضٍ، والتدقيقِ في ألفاظِه التي يستعملُها في كلامِه، وتحفُّظِ الجيِّدِ منها. ومن الفِقَرِ ما تحتاجُ إلى أن تكِرَّ عليها، فتعيد قراءتها، لشرفِها، ونبلِها. وأنا أستحِبُّ لك أن تجهرَ بها، وتُفصِح في نطقِك لها مترويًّا متمهِّلاً، وأن تقرأها قراءةَ مدقِّقٍ، وقراءةَ منقِّرٍ، وقراءةَ مَن يحترسُ أن تنِدَّ عنه لطيفةٌ، أو تفوتَه نادرةٌ، وأن تقِفَ على معانيها، وألفاظِها (وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خاتمُه). [ ما يحفظ ] ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع ، والمفضليات، والحماسة، تقدمت طبعاتها ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب. ومن الطُّرقِ الحُسنَى المجرَّبة أن تقرأ القطعةَ، وتفهم معناها، ثم تغلِق الكتاب، وتحاولَ أن تكتبها بأحسنِ ما تقدِر عليه من البيان، ثم تفتح الكتاب، فتقارن بين تعبيرك، وتعبير الكاتب. فإنَّك إذا فعلتَ ذلك، عرفتَ مواضعَ إحسانك، فلزِمتَها، ومواطنَ إخفاقِك، فتجنبتَها. و (بضدِّه يتبيَّن الضِدُّ). وطريقةٌ أخرَى، وهي أن تسجِّلَ ما يُعجِبُك من الكلامِ البليغِ بمسجِّل الصوت، ثمَّ تأخذ في الاستماع إليه رائحًا غاديًا حتى تطمئِنَّ إلى أنكَ قد حفظتَه، أو كدتَّ. [ كتب جامعة ] وبعد، فإن شئتَ أن تستعرِضَ الكتبَ التي قصدَ أصحابُها إلى جمعِ ما لا بُدَّ للمتأدِّبِ من معرفتِه، كأدب الكاتب لابن قتيبة ط الدالي مع شرحِه الاقتضابِ للبطليوسيِّ ط السقا ، والعمدة لابن رشيق ط الخانجي ، والمثل السائر لابن الأثير ت الحوفي الأولى أو نهضة مصر ، والوسيلة الأدبية للمرصفيِّ يوجد مصور ، فقد بلغتَ الغايةَ، وأبعدَ من الغايةِ. أ-هـ أبو العباس
__________________
. " ومن تفكّر في المُرتفعين في الهِمم علِمَ أنهم كهو من حيث الأهليّة ، والآدميّة ؛ غير أنّ حُب البَطالةِ ، والراحة جَنَيا عليه فأوثقاه ، فساروا وهو قاعد ، ولو حرّك قَدَم العزم لوصل ! . " ابن الجوزي الطب الروحاني (ص/55)
|
#5
|
|||
|
|||
شيخَنا / أبا قُصَي لا أقول لك إلا كما قال أبو تمام حبيب : وتُشَرِّفُ العُلْيا وهَلْ مِنْ مَذْهَبٍ عَنْها وأنتَ عَلَى المعالِي قَيِّمُ |
#6
|
|||
|
|||
شكرًا للفضلاء الذين شكرُوا، وعقَّبُوا.
وهذه تعليقات على التذييلات النافعات لأبي العباس. - (أيسر الشروح على الآجرومية) له طبعتان، بالحجم الصغير، والحجم المتوسط. والثانية هي المتأخِّرة، وهي التي يُنصَح بها. - طبعة المعارف للتطبيق الصرفي سيئةٌ جدًّا. وقد رأيتُ طبعةً أخرَى للكتاب هي خيرٌ منها، إلا أني نسيتُ اسمَ الدار الناشرة. - أجمل طبعات (شرح قطر الندى)، و(شرح شذور الذهب) هي طبعة المكتبة العصرية، وإن كانت هذه المكتبة تجاريةً. وذلكَ لوضوح حرفها، ونصاعتِه، وحسن ورقِها. وهي في رأيي خير من الطبعات المصورة من الطبعة الأولَى. - (ديوان المعاني) طبعته المعروفة طبعةُ دار الغرب. وقد طُبِع حديثًا بتحقيق النبوي شعلان. وهي أحسن من طبعة دار الغرب.
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#7
|
|||
|
|||
اقتباس:
الأدب سلاح يُعمله صاحبُه في الخير أو في الشر، ولإن تركه أهل الحق خوف تعدي الحدود، فإن أهل الباطل لن يتركوه، لذا ستكون كفتهم راجحة وحجتهم ناصعة ولهم الغلب في تزيين باطلهم، وسوق العامة. فلا بد لأهل الخير والفضل والدين أن يمتلكوا ناصية الأدب وقوة البيان ليحسنوا عرض دينهم وحقهم ولكشف زيغ الملبسين، فإن الحجة إن قرنت بالحجة في حسن البيان لم يبق إلا النظر في دقة الاستدلال. بارك الله فيك أخي أبا قصي وزاد الله من أمثالكم. |
#8
|
|||
|
|||
لله دَرُّ هذا اللفظ المونق والتأليف الحلو والنُّصح الجميل والعلم الغزير!
أبا قصي الحبيب ، لعلك تتعهدنا بمقالاتك النافعة المباركة. بارك الله فيكم ، ونفعنا بعلومكم. |
#9
|
|||
|
|||
سبحان من تفضل عليك بهذا الإنعام ، و تكرم عليك بهذا البيان ..
قرأت ما كتبت مرات و مرات من جمال هذا الأسلوب و بهاء رونقه حالي مع ما كتبت كحال القائل : يعاد حديثها فيزيد حسنا .. و قد يستقبح الشيء المعاد نصائح أدبية قيمة ، جزاك الله خير الجزاء ، و أثابك على هذه الجهود التي تبذلها في سبيل الاصلاح .. أرجو لك التوفيق .. |
#10
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم
مرَّ عليَّ في مسمعي ( عنوان كتاب ) أظنه لأحد المعاصرين جمع فيه الألفاظ الأدبية الجميلة والعبارات الرائقة البديعة لكن لا يحضرني اسم الكتاب فهل من مفيد ؟ ولكم مني الدعاء |
#11
|
|||
|
|||
جمْع المعاصرين [للآداب الجميلة والعبارات الرائقة البديعة ] لا يحصى كثرة ..
منها : جواهر الأدب للهاشمي ، ط مصورة عن الأولى أو طبعة حديثة لمن يحب الطبعات الحديثة . مختارات المنفلوطي ، ط الجفان والجابي . موسوعة روائع الحكمة والأقوال الخالدة للبعلبكي ، ط دار العلم للملايين . وأكثر من يكتب في تاريخ الأدب يورد مختارات لكل عصر منها .
__________________
. " ومن تفكّر في المُرتفعين في الهِمم علِمَ أنهم كهو من حيث الأهليّة ، والآدميّة ؛ غير أنّ حُب البَطالةِ ، والراحة جَنَيا عليه فأوثقاه ، فساروا وهو قاعد ، ولو حرّك قَدَم العزم لوصل ! . " ابن الجوزي الطب الروحاني (ص/55)
|
#12
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أبا العباس فقد أفدت حفظك الله
ولا زلت أبحث عن مسمى ذاك الكتاب وقد ذكره الدكتور سليمان العيوني في "مداخل العلوم " ولا يحضرني فهل من مفيد ؟ |
#13
|
|||
|
|||
اقتباس:
وهذا من فوائدِ تكرارِ قراءةِ المقالاتِ النَّافعاتِ . أتروني أصلح مدققاً لغوياً : )
__________________
"وَلَيْسَ لِقِدَمِ الْعَهْدِ يُفَضَّلُ الْفَائِلُ وَلَا لِحِدْثَانِهِ يُهْتَضَمُ الْمُصِيبُ وَلَكِنْ يُعْطَى كُلٌّ مَا يَسْتَحِقُّ" |
#14
|
|||
|
|||
...
هذا هو الأدب ، لمن استطاع إليه سبيلًا ، ولمن شاء منكم أن يكون في سلوك سبيله مؤديًا حقّ نعمة البيان التي أنعم الله بها عليه ، قد ذلل صاحبنا ما توعّر من أجزائه فبلغ بالقراء حاجته ووفّى ، إلا أني رأيتُ من بعضِ من قصّر فهمه للمقال الأدبي يُزْري على الكاتب مذهبَه وينسبه إلى التناقض والتخليط ، وما علِم صاحبنا أن للكلام حالاتٍ لا يفهمها على وجوهها إلا من طال مِراسُه للأساليب وأكثر النظر في الفصيح من الكلام ، ولا أُشبّه هذا الزّاري على أبي قصي إلا بأحد هؤلاء الذي ذكرهم الجاحظ في كتاب ( الحيوان ) بقوله : فافهم هذا ، فإن الناس يغلطون على العرب ويزعمون أنهم يمدحون بالشيء الذي يهجون به ، وهذا باطل ، ليس شيء الا له وجهان ، فاذا مدحوا ذكروا أحسن الوجهين ، واذا ذموا ذكروا أقبح الوجهين . والله أعلم
__________________
ليس الفتى بفتىً لا يُستضاءُ به ولايكونُ له في الأرضِ آثارُ
|
#15
|
|||
|
|||
باركَ فيك أبا قصيّ ..
ما أنا قائلٌ في وصفِ هذا البنيانِ المرصوصِ ؟ رزقني الله وإيَّاكَ عملاً صالحاً .
__________________
قالَ هِلالُ بنُ العَلاءِ: سَيبلى لسانٌ كانَ يُعْرِبُ لفظَه = فيا ليتَه في وقْفَةِ العَرْض يَسْلَمُ وما يَنفَعُ الإِعْرَابُ إِن لم يكنْ تُقَى = وما ضرَّ ذا التقوَى لسانٌ معجمُ |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما السبيل إلى تعلم الصرف ؟ | حسن السيد | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 26 | 05-09-2013 10:07 PM |
عيّ اللسان ورداءة البيان | محمد سعد | حلقة الأدب والأخبار | 3 | 29-03-2011 03:48 PM |
الرجاء مساعدتي في هذا البيان | فارسة الأسحار | مُضطجَع أهل اللغة | 2 | 18-03-2009 10:45 AM |