سؤال : أيهما أصح : ( فتح الله عليك ) أم ( فتح الله لك ) ؟

[البتول]

أخواني :
أيهما أصح "فتح الله عليك" أم "فتح الله لك" ؟

[عبيدة]

السلام عليكم
فقد جاء تعدية فعل (فتح) بحرف الجر (اللام) في القرآن في أكثر من موضع منها "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا " و"لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ"
وقد شاع بين بعض الناس أن "فتح الله عليك" تكون بالشر أما "فتح الله لك" فتكون بالخير
لكنني أحسب أن هذه التخطئة خطأ؛ بدليل قوله " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"
إذن (فتح الله لك) و(فتح الله عليك) -في ظني- كلاهما صواب والله أعلم
لكن استخدام حروف الجر في اللغة العربية يحتاج إلى مراعاة المعنى
فمثلا إذا كانت فتح بمعنى نقيض الغلق فيستخدم عادة حرف الجر (اللام) بدليل (لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ)
أما إذا كانت بمعنى (حكم، أو قضى) فيمكن استخدام (اللام) أو (بين) بدليل (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) و(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ)
أما إذا كانت في سياق العطاء (سواء الخير أم الشر) فيمكن استخدام (على) بدليل قوله (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)
هذا ما أظنه والله أعلم

[منذر أبو هواش]

الحمل على النقيض

أخي الكريم،

العرب يستخدمون (فتح له) و (فتح عليه) كما يستخدمون (رضي عنه) و (رضي عليه) من باب حمل الشيء على نقيضه، ويأتي هذا الاستخدام للفظ (الفتح) في سياق التذكير بنقيضه (الإغلاق). وذلك لأن حمل (الفتح) على نقيضه (الإغلاق) يجعل النقيض أقرب إلى البال، وأسرع مبادرة إلى الذهن، كما أن من شأن الحمل على النقيض أن يزيد المعنى وضوحا وبيانا.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

[منصور مهران]

تأملوا يا إخواني هذه الآيات الكريمة ، ثم يكون بيننا محاورة :

( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) الأنعام / 44
( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ) الحجر / 14
( حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ) المؤمنون / 77

[البتول]

شكر لكل من حلّ غموض كان في خاطري من أي القولين أصح
فلكم أخواني كل الشكر والعرفان .

[البتول]

أخي منصور كأنك تشير بأنّ "فتح" لو عديت بــ"على" تكون للعذاب ,لكن كيف يكون ذلك في مثل قوله :" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"
وكأني أرى ما رآه أخي عبيدة أنّ "فتح" لو عديت بــ"على" تكون للعطاء خيرا وشرا .
أليس كذلك ؟! .
والعلم عند الله

[منصور مهران]

أختنا البتول
لم أقل شيئا ولم أُشِرْ إلى شيء بل أوردت الآيات وأرجأتُ الحِوار
فلِـمَ شبَّهْتِني بمن يشير ؟
ثم إن المعنى المستفاد من آيات الاستدلال أنّ "فتح" لو عديت بــ"على" تكون للعطاء خيرا وشرا - كما ورد في تعليقك نقلا عن كلام الأستاذ عبيدة - فأحسب أن الحوار تم على نحوٍ من الإيجاز والحمد لله .

[البتول]

عذرا أخانا يملأ الأفاق ريحانا فلا تعتب أنّا أسأنا البيانَ

[علي الهاشمي]

لعل في حديث الشفاعة ما يفيد في الموضوع -إن شاء الله- وفيه : " ... ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ..."الحديث.

[حمزة أحمظ إسماعيل]

هل يوجد خلاف حقيقي في ذلك؟
البعض يقول ان الصحيح هو فتح الله لك مثل قوله إنا فتحنا لك فتحا مبينا
ويقول انها تأتي هنا في الأشياء التي فيها خير وبشرى أما فتح الله عليك أي بالأشياء التي ليست بشرى ولا جيدة للإنسان
والبعض الآخر يقول هذا ليس بصحيح بدليل قوله ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ..الآية) فجاءت هنا بالبشرى والثواب من الله
فعندما أريد تحية شخص على قوله فماذا اقول له من هاتين الكلمتين؟؟
قد أصابتنا الحيرة من فيهم صحيح ؟؟وهل الرأيان صحيحان؟؟ هل يوجد رأي لعلماء اللغة ؟؟

[أبو محمد عبدالله]

سؤال: ما هو الفرق بين فتح الله لك وفتح الله عليك؟ سمعت أكثر من واحد يقول: أن كلمة فتح الله عليك، هي خاطئة والصحيحة، هي فتح الله لك، واستدل بقوله : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، ولم يقل: فتحنا عليك، مع العلم أني أرى كثيرًا من الناس يقول: فتح الله عليك. أفتونا و

الجواب:

الفتح هو: إزالة الإغلاق والإشكال، وفتح لك: نصرك وأيدك ووهبك، وفتح عليك، أزال عنك ما يمنع وصول الخير إليك.

وكلاهما: (فتح الله لك)، و(فتح الله عليك): مستعمل استعمالًا صحيحًا لا خطأ فيه.

فمن الأول: قوله : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا.

ومن الثاني: لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.

ومن ذلك ما أخرجه أبو داوود وغيره، عن جابر بن عبد الله ما، أن رجلًا قام الفتح، فقال: يا رسول الله! إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلي بيت المقدس ركعتين، قال: صلِّ هاهنا.. الحديث.

فالعبارتان صحيحتان تستعمل كل واحدة منهما بحسبه. وبالله التوفيق

أجاب عنه الشيخ/ مراجعة فضيلة الشيخ العلامة/

أبو الحسن علي بن أحمد الرازحي محمد بن عبد الله الإمام

20/4/1438هـ
https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1957