ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة البلاغة والنقد
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 20-12-2008, 09:04 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي وقفات بلاغية للدكتور سالم آل عبد الرحمن

سبحان اللهوالحمد لله

أورد أ.د.سالم آل عبدالرحمن في بعض أشرطته التي أشرت لها سابقا وقفة مع "السهل الممتنع".قلت : وقد كنت أسأل عنها كثيرا من أساتذتي فلم أحصل على اجابة شافية عن موضوعها.

قال آل عبدالرحمن :
قال ابن الجوزية : " هو الذي يظن من سمعه لسهولة ألفاظه وعذوبة معانيه أنه قادر على الاتيان بمثله فاذا أراد الاتيان بمثله عز مثاله وامتنع عن طالب معارضته فلا يناله" - وأشار نحو الفوائد ص 223-
ثم قال : ان القرآن الكريم كله على هذا المنوال خلا ما فيه من المتشابه والحروف التي في أول السور ،فاذا فسرت كانت كذلك .ومنه في السُنة كثير ،ومن ذلك قوله "اياكم وخضراء الدمن " . وقال ليس هذا مقام نقد هذا الحديث ، ثم أضاف ومنه في الشعر قول مروان بن ابي حفصة :
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم ...أسودٌ لها غيل خفان أشبلُ
همُ يمنعون الجارَ حتى كأنما...لجارهم بين السماكين منزلُ

وقال ومنه أيضا:

هم ُالقوم ان قالوا أصابوا وان دعوا ....أجابوا وان اعطوا أطابوا وأجزلوا

لكم تحياتي
منازعة مع اقتباس
  #2  
قديم 20-12-2008, 09:14 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي الخنذيذ عند آل عبدالرحمن



الحمد لله

في يوم كنت قد سمعت عن كلمة الخنذيذ ولم أدري ما هي ،فحفظتها رغم صعوبة الأخذ فيها ،حتى عندما سمعت بعض أشرطة د.آل عبدالرحمن وجدته قد ذكر الكثير مما كنت أجهله ،فقلت لصاحبى هل ترانا نحن نجهل لذلك وغيرنا أفضل منا ،أم ترى أن الأمور على غير ما نتصور !!..وعدت للسماع لعلي أشفي الغليل ..فسمعت :

قال آل عبدالرحمن : الخنذيذ : هو التام ،وهو أول طبقات الشعراء ،قال الجاحظ :"والشعراء عندهم أربع طبقات :فأولهم الفحل الخنذيذ ،والخنذيذ هو التام .قال الأصمعي :قال رؤبة " والفحولة هم الرواة ودون الفحل الخنذيذ الشاعر المفلق ،ودون ذلك الشاعر فقط، والرابع الشعرور _ وقال آل عبدالرحمن انظر البيان ج 2 ص 9 ،والحيوان ج1 ص 133-وان اردت فقمش في طبقات فحول الشعراء ج 2 ص 576 .

ثم قال : قال ابن رشيق :الشعراء أربعة: شاعر خنذيذ ، وهو الذي يجمع الى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره " وقال آل عبدالرحمن : " أنظر العمدة ج 1 ص 114

رعاكم الله
الحمد لله
منازعة مع اقتباس
  #3  
قديم 04-01-2009, 09:57 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي مخالفة ظاهر اللفظ معناه عن أشرطة أ.د.سالم آل عبدالرحمن


الحمد لله

كنت قد توقفت -كما توقف غيري خاصة المهتمين بالدراسات الاسلامية- عند موضوع مخالفة ظاهر اللفظ معناه ،فقررت البحث عن أصول القول فيه ..ولم أجد ضالتي حتى قدر لي أن أسمع بعض أشرطة أ.د.سالم آل عبدالرحمن حيث وجدت أنه يقول :
وهو أنواع كثيرة ،فمنه الجزاء عن الفعل بمثل لفظه والمعنيان مختلفان كقوله " انما نحن مستهزئون .الله يستهزئ بهم " -البقرة 14،15 ،أي : أن الله يجازيهم جزاء الاستهزاء ..
ومنه يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب كقوله " عم يتساءلون عن النبأ العظيم "-النبأ،1- وهذا يعني كأنه قال : عم يتساءلون يا محمد ؟ثم قال : عن النبأ العظيم يتساءلون.
وأضاف:
ومنه يأتي على مذهب الاستفهام وهو تقرير كقوله سبحانه " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله " - المائدة 116-.
وقال: ويدخل في هذا كثير من خروج أساليب الخبر والانشاء عن معانيها الحقيقية والعام يراد به الخاص ،والواحد يراد به الجميع ،والجمع يراد به واحد وأثنان ،ووصف الجميع صفة واحدة ،ووصف الواحد بالجمع ،ومجئ صيغة "فاعل" على "مفعول" وغير ذلك مما أدخله البلاغيون في المجاز المرسل -ينظر البرهان في علوم القرآن - ج 2 ، ص 258 وما بعدها -.
منازعة مع اقتباس
  #4  
قديم 04-01-2009, 10:33 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي سالم آل عبدالرحمن : موجها للاختراع والإبداع



الحمد لله ، و سبحان الله

كثر الحديث عن الاختراعات والإبداعات والمخترعين والمبدعين ونحوها خاصة في هذا العصر ،وكنت قد توقفت مع بعض العبارات التي تتحدث عن ذلك في أحدى أشرطة الأستاذ د.آل عبد الرحمن أيضا ،فوجدته يقول:
تحدث البلاغيون والنقاد عن "المخترع" في باب المعاني ،قال العسكري :إنها على ضربين :ضرب يبتدعه صاحب الصناعة من غير أن يكون له إمام يقتدي به فيه ،أو رسوم قائمة في أمثلة مماثلة يعمل عليها ،وهذا الضرب ربما يقع عليه عند الخطوب الحادثة ،ويتنبه له عند الأمور النازلة الطارئة .
والآخر : ما يحتذيه على مثال تقدم ورسم فرط ،أي سبق.
ثم قال آل عبدالرحمن : وقد عقد ابن رشيق باباً له ،فقال : المخترع من الشعر هو ما لم يسبق إليه قائله ،ولا عمل أحد من الشعراء قبله نظيره ،أو ما يقرب منه "- العمدة ج 1 - ص 262-
كقول امرئ القيس :

سموتُ إليها بعدما نام أهلها .....سمو حباب الماء حالاً على حالِ

وهو أول ما طرق هذا المعنى وابتكره ،وسلم الشعراء إليه فلم ينازعه أحد إياه.
ثم قال آل عبدالرحمن :
أما موضوع الاختراع والإبداع فقد وجدنا أن ابن رشيق لم يتركهما على حالهما دون أن يفرق بينهما لاقتضاء ذلك وان كان معناهما في العربية واحداً،وها هو يقول:والفرق بين الاختراع والإبداع أن الاختراع :خلق المعاني التي لم يسبق إليها والإتيان بما لم يكن منها قط .والإبداع :إتيان الشاعر بالمعنى المستظرف والذي لم تجرِ العادة بمثله .ثم لزمته هذه التسمية حتى قيل له :"بديع " وان كثر وتكرر ،فصار "الاختراع "للمعنى و"الإبداع" للفظ .فإذا تم للشاعر أن يأتي بمعنى مخترع في لفظ بديع فقد استولى على الأمد ،وحاز قصب السبق.
وقال آل عبدالرحمن : واعلم بأن اشتقاق "الاختراع " من التليين ، يقال :" بيت خرع" :إذا كان ليناً ،والخروع "فعول" منه ، فكأن الشاعر سهل طريقة هذا المعنى ولينه حتى أبرزه .وأما "البديع: فهو الجديد ،وأصله في الحبال ،وذلك أن يفتل الحبل جديداً ليس من قوى حبل نقضت ثم فتلت فتلاً آخر - انظر العمدة ج 1 ، ص 265-.

ثم قال : وقد أوردنا بعض الإشارات لمعاني الاختراع وفوارقها عن الإبداع بسلسلة من بحوثنا التي توجهت إلى ذكر ما تقرر لدينا من اختراعات وبراءات في مجال العلوم والهندسة بين نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الميلادي الفارط.
منازعة مع اقتباس
  #5  
قديم 04-01-2009, 10:06 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي سالم آل عبدالرحمن ووقفة مع "معنى المعنى " : أساس الابداع



الحمد لله

ما كنت أتوقع أن أجد معنى للمعنى ، أو أنه يوجد من يفرق بين "المعنى " و " معنى المعنى " ،ولكني ولله الحمد وجدتها في إحدى أشرطة أ.د.آل عبد الرحمن ،حيث وجدته يقول :

معنى كل شئ : محنته وحاله التي يصير إليها أمره.والمعنى والتفسير والتأويل واحد . وعنيت بالقول كذا : أردت .ومعنى كل كلام ومعناته : قصده (اللسان : عنا) ...

ثم أخذ يتكلم عن المعاني ،وقال بأن علم المعاني يقف عند ثمانية أبواب :

الأول : أحوال الإسناد الخبري.

الثاني : أحوال المسند إليه.

الثالث : أحوال المسند.

الرابع: أحوال متعلقات الفعل.

الخامس : القصر.

السادس : الإنشاء.

السابع: الفصل والوصل.

الثامن : الإيجاز والإطناب.


وبعد عدة تفاصيل.... دخل فيها على ثنايا المعاني حتى قال وهو بيت وقفتي هذه :

وقد فرق عبد القاهر بين " المعنى " و " معنى المعنى " ،أي :المعنى الأول ،والمعنى الثاني .قال : " تعني بالمعنى : المفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل إليه بغير واسطة ،ومعنى المعنى : أن تعقل من اللفظ معنى ،ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر " ( دلائل الإعجاز ، ص 203 – نهاية الإيجاز ص 8) . ولا يتوصل الى " معنى المعنى " إلا عن طريق البيان كالتشبيه والتمثيل والمجاز بأنواعه ،ولذلك قال عبد القاهر :

" وضرب آخر أنت لا تصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده ، ولكن يدرك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغة ، ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية تصل بها الى الغرض " – دلائل الإعجاز ، 202 . ومدار هذا الأمر على صور التعبير .

ثم أضاف آل عبد الرحمن : " وتحدث القرطاجي والرازي عن ذلك (منهاج البلغاء ص 14،23،206)، نهاية الإيجاز ،ص 8.
ومعنى هذا أن التفاوت لا يقع في المعاني الأ ُول ، وإنما في المعاني الثواني ، أو في " معنى المعنى " وهذا هو أساس الإبداع ....
منازعة مع اقتباس
  #6  
قديم 05-01-2009, 09:21 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي سالم آل عبدالرحمن ووقفة مع المغالطة ، والمغالطة المعنوية



الحمد لله

في باب المغالطة ،والمغالطة المعنوية

قال أ.د.سالم آل عبد الرحمن :

وأعلم بأن الغلط هو كل شئ يعيا الإنسان عن جهة صوابه من غير تعمد ،وقد غالطه مغالطة .و الأغلوطة : الكلام الذي يُغلط به ويُغالط به (اللسان – غلط).

وقال: وهي تسمية لعبد القاهر ، سماها السكاكي " الأسلوب الحكيم " (مفتاح العلوم ، ص 155) وذكرها السيوطي باسم " مجاوبة المخاطب بغير ما يرتقب " ( شرح عقود الجمان ، ص 29) ، وهي من خلاف مقتضى الظاهر . وقد وجدنا ابن الأثير قد توقف عندها فذكر " وهذا النوع من أحلى ما استعمل من الكلام وألطفه لما فيه من التورية .وحقيقته : أن يذكر معنى من المعاني له مثل في شئ ونقيض ، والنقيض أحسن موقعاً ،وألطف مأخذاً " (المثل السائر :ج 2 – ص 215).

وعنها أورد ابن البناء المراكشي قوله :" المغالطة : وهو الخطاب بأقوال كاذبة يحصل عنها ظهور ما ليس بحق أنه حق "(الروض المريع ، ص 81).

وكنت قد تأملت عند صاحب الفوائد قوله عنها :" المغالطة : ذكر الشئ وما يتوهم مقابلاً له ،وليس كذلك " (ابن القيم الجوزية - الفوائد ، ص 123).

ولا يفوتنا أن نعرج على حضرة صاحب البرهان لنأخذ مقتطفه عنها حيث يقول بعد أن ربطها بالتورية :"وتسمى الإيهام ،والتخييل ، والمغالطة ،والتوجيه ،وهي أن يتكلم المتكلم بلفظ مشترك بين معنيين : قريب وبعيد ، ويريد المعنى البعيد ، ويوهم السامع أنه أراد القريب " ( الزركشي ، البرهان في علوم القرآن - ج 2 ، ص 445).

ثم قال آل عبد الرحمن : أما موضوع المغالطة المعنوية فخذها من قول العلوي الذي ذكر : " اعلم أن المغالطة المعنوية : هي أن تكون اللفظة الواحدة دالة على معنيين على جهة الاشتراك فيكونان مرادين بالنية دون اللفظ ،وذلك لأن الوضع في اللفظة المشتركة أن تكون دالة على معنيين فصاعداً على جهة البدلية . هذا هو الأصل في وضع اللفظ المشترك ، فاذا كان المعنيان مرادين عند إطلاقها فإنما هو بالقصد دون اللفظ . والتفرقة بين المغالطة والألغاز هو : أن المغالطة –كما ذكرنا- إنما تكون بالألفاظ المشتركة ،وهي دالة على أحدهما على جهة البدلية وضعاً .وقد يرادان جميعاً بالقصد والنية ، بخلاف الألغاز فانه ليس دالا ً على معنيين بطريق الاشتراك ، ولكنه دال على معنى من جهة لفظه ، وعلى المعنى الآخر من جهة الحدس ، لا بطريق اللفظ ، فافترقا بما ذكرناه " (الطراز- ج 3 ، ص 63).

ومثالها قول المتنبي:

يشلهم بكل أقب نهد ....لفارسه على الخيل الخيار
وكل أصم يعسل جانباه...على الكعبين منه دم ممار
يغـــادر كل ملتفت إليه...ولبــته لثعلبـــــه وجـــار ()

فالثعلب : هو الحيوان المعروف ،والثعلب : هو طرف سنان الرمح مما يلي الصعدة ،فلما اتفق الاسمان حسن لا محالة ذكر الوِجار . ولما كان " الو ِجار" يصلح لهما جميعاً ،فاللبة وِجار ثعلب السنان ،وهو بمنزلة جحر الثعلب أيضاً.

() يشلهم : يطردهم
الأقب : الضامر البطن
النهد : العالي المرتفع
الأصم : الشديد الذي ليس بأجوف
يعسل : يضطرب
الكعبان : اللذان في عامل الرمح
الممار : السائل الجاري
الثعلب : الحيوان المعروف
الوجار : بيت الثعلب
منازعة مع اقتباس
  #7  
قديم 06-01-2009, 09:14 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي سالم آل عبدالرحمن : المطمع الممتنع ، والفرق بين المستحيل والممتنع



الحمد لله

المطمع الممتنع :

قال عنه آل عبد الرحمن : " هو الكلام الذي يظن سامعه انه قادر على مثله فيعجز ( كتاب الصناعتين ، ص 62 وما بعدها ) . وسماه ابن منقذ " المطمع الممنع " وقال : " ان خير الكلام المطمع الممنع "( البديع في نقد الشعر ، ص 298).

الفرق بين المستحيل والممتنع :

أما عن المستحيل والفرق بينه وبين الممتنع فقال عنه آل عبد الرحمن :

فرق البلاغيون بين المستحيل والممتنع فقال ابن سنان : " إن المستحيل : هو الذي لا يمكن وجوده ولا تصوّره في الوهم ،مثل كون الشئ أسودَ أبيض َ ، وطالعاً نازلاً ، فان هذا لا يمكن وجوده ولا تصوّره في الوهم .والممتنع : هو الذي يمكن تصوّره في الوهم وإن كان لا يمكن وجوده " ( سر الفصاحة ، ص 287) .

قال سالم آل عبد الرحمن : والبغدادي عرج على مثل كلام ابن سنان ( قانون البلاغة ، ص 38 – رسائل البلغاء ، ص 243).
منازعة مع اقتباس
  #8  
قديم 07-01-2009, 09:52 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي متانة الأسر والمثاقفة ..



الحمد لله

متانة الأسر والمثاقفة

قال سالم آل عبد الرحمن :

الأسر : الشدة والعصب ،وأسر الكلام : بناؤه وتركيبه ( اللسان – أسر) .
أما متانة الأسر : أن ترتبط الكلمات فيما بينها ارتباطاً وثيقاً ،وأن يكون نسيج الكلام محبوكاً غير مهلهل .

ولقد رأينا أن الشماخ وصف بأنه : " شديد متون الشعر ، أشد أسر كلام من لبيد ، وفيه كزازة ، ولبيد أسهل منه منطقاً ".

أما المثاقفة ، فقد أشرنا لها في عدة مواضيع وقلنا سابقا :

ثقِف الشئ ثقفاً وثقافاً : حذقه .وثَقُفَ الرجل ثقافة : صار حاذقاً خفيفاً، ومنه جاءت المثاقفة.

والتثقيف هو التسوية (اللسان : ثقف) .

والمثقف –بكسر القاف- : هو الذي يثقف شعره أي ينقحه ويجوده ، وكان القدماء يفخرون بذلك ، قال ابن الرقاع :

وقصيدة ٍ قد بت ّ ُ أجمع بينها ....حتى أقوّم ميلها وسِنادَها
نظر َ المثقـِف في كعوب قناته....حتى يقيم ثـِقافُه مُنآدَها

والمثقـِف : هو المعلم والمؤدب ، قال الجاحظ : " وإنما يمتنع البالغ من المعارف من قبل أمور تعرف من الحوادث وأمور في أصل تركيب الغريزة ،فإذا كفاهم الله تلك الآفات ، وحصنهم من تلك الموانع ووفـّر عليهم الذكاء ، وجلب إليهم جياد الخواطر وصرف أوهامهم إلى التعرف ، وحبـّب إليهم التبيـّن ،وقعت المعرفة وتمت النعمة " (البيان - ج 3 ، ص 293-294).

قال آل عبد الرحمن : وذكر الموانع التي تمنع من المعرفة وأحدها " سوء صبر المثقف " أي : المعلم أو المؤدب .

ثم أضاف :

والمثاقفة :هي المطارحة في العلم والأدب ومذكراتهما ،قال أبو حيان التوحيدي : " فلعل هذه المثاقفة تبقى وتروى ،ويكون في ذلك حسن الذكرى " (الإمتاع والمؤانسة ج 1 ، ص 9 ).

قال آل عبد الرحمن : وقد أوردتها برسائل عدة نحو مقالة التوحيدي ،وكنت قد شيعتها إلى أستاذنا النحرير د.علي المنصوري بعد أن جاليته بالأمر ،بل ثنيت فيها برسالة حملت نفس عنوان "المثاقفة "،وقلت : لعلها تكون من مثاقفات هذا القرن ،وقد تحمل بعضها مظاهر الشعور (الإدراك – الوجدان- النزوع ) ،وذلك قبيل أن نودع علامتنا الباقر أ.د. ابراهيم السامرائي ،حيث أطلقت بين يديه فيها بعض نخب الإمتاع لمؤانسات تجديدية عصرية على اثر ما ألفيته من مقالات له كانت قد نشرت بعضها مجلة المنهل السعودية ،وكانت لي عليها حكايات ..
منازعة مع اقتباس
  #9  
قديم 08-01-2009, 08:06 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي شبكة المعاني



الحمد لله

شبكة المعاني

قال أ.د.سالم آل عبد الرحمن :

الشبك : هو الخلط والتداخل ، ومنه تشابك الأصابع . وشبك الشئ شبكاً فاشتبك : أنشب بعضه في بعض وأدخله ،وتشبكت الأمور وتشابكت واشتبكت : التبست واختلطت .واشتبك السراب : دخل بعضه في بعض .والشبكة : شركة الصائد ،والجمع شَبَك و شــِباك ( اللسان – شبك ) .

أما شبكة المعاني فكانت من تسمية ابن الأثير فقد قال وهو يتحدث عن أخذ المعنى دون اللفظ : " الضرب الأول وهو أغربها وأحسنها ولا شبه له ، ولا يتفطن لموضع الأخذ منه إلا من دقّ فهمه ، ولطف نظره ، وقد سميته " شبكة المعاني " أي : أن بعضها مرتبط ببعض على خفاء ذلك الارتباط ،وهو كالشبكة التي يكون لطرفها ارتباط بوسطها ،ولوسطها ارتباط بطرفها على بعد ما بينهما.فمن ذلك أنهم يقولون : " إذا لم تفد عليه وفدت عليك عطاياه " ، فقال أبو تمام :

فإن لم يَفِد يوماً إليهن طالب .....وَفَدْنَ على كل امرئ ٍ غير ِ وافدِ

وقال المتنبي :

وأنفسُهُم مبذولة ٌ لوفودهم .....وأموالهم في دار من لم يَفِدْ وَفْدُ

ثم أضاف : وقد توقفنا مع مدخلاتها الفنية – اللغوية في العلوم والهندسة في أكثر من مكان ،وهذا تأصيل لم يسبقنا احد أليه.
منازعة مع اقتباس
  #10  
قديم 08-01-2009, 08:43 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي سالم آل عبدالرحمن ( و ) فرط الاستقصاء



الحمد لله


فرط الاستقصاء


قال آل عبد الرحمن :

الفَرْط : كل شئ جاوز قدره ، وأفرط عليه : حَمّله فوق ما يطيق (اللسان – فرط)

وفرط الاستقصاء : هو الدقة والإفراط في التشبيه أو الصورة ،وقد تحدث عبد القاهر عنه في التشبيه وفضل العناية بتأكيد ما بدئ به ، ومثّل له بقول أبي نواس في صفة البازي :

كأن عينيه إذا ما أثأرا.....فصّان قـِيضا من عقيق أحمرا
في هامة غلباء تهدي منْسرا....كعطفةِ الجيم بكفِ أعْسَرا

قال عبد القاهر : " أراد أن يشبه المنقار بالجيم ، والجيم خطان والأول الذي هو مبدؤه وهو الأعلى ،والثاني وهو الذي يذهب إلى اليسار ،وإذا لم توصل فلها تعريق كما لا يخفى .والمنقار إنما يشبه الخط الأعلى فقط ،فلما كان كذلك قال " كعطفة الجيم " ولم يقل " كالجيم " ، ثم دقق بأن جعلها بكف أعسَر ،لأن جيم الأعسر قالوا أشبه بالمنقار من جيم الأيمن ،ثم أراد أن يؤكد أن الشبه مقصور على الخط الأعلى من شكل الجيم فقال :

يقول من فيها بعقل فكّرا....لو زادها عيناً الى فاء ٍ وَرَا
فاتصلت بالجيم صارت جعفرا

فأراك عيانا ً أنه في التشبيه الى الخط الأول من الجيم دون تعريقها ، ودون الخط الأسفل" (أسرار البلاغة – ص 163).

وأضاف آل عبد الرحمن : وقد حاولت مجددا ً أن ألج بمفهومه الدقيق - ولم أرى له مثيلاً في الأدبيات العلمية المعاصرة- في عدد من بحوثنا التي تصدت لمسائل دقيقة في الاختراع والتصميم الهندسي،كما جاءت على هذا المفهوم سلاسلنا في التدريب بالإدارة الصناعية العالية للقادة المهنيين.
منازعة مع اقتباس
  #11  
قديم 09-01-2009, 10:04 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي الوحشي والحوشي والغريب والسوقي والعكِر والمتوعر والمتوحش والجزل






الوحشي والحوشي والغريب والسوقي والعكِر والمتوعر والمتوحش والجزل



وإشارة الى



كتاب كنز الفصاحة، وكتاب مناظرات في اللغة


قال آل عبد الرحمن :

الوحشي : كل شئ من دواب البر مما لا يستأنس ،وهو وحشي ،والجمع : وحوش ( اللسان – وحش) .

والوحشي : هو الغريب من الألفاظ ، وهو " ما نفر عنه السمع " ( العمدة للقيرواني– ج1 ، ص 265) ، وسمي "وحشياً" نسبة إلى الوحش لنفارة وعدم تأنسه وتألفه .وربما قيل " الحوشي " نسبة الى " الحوش" وهي النفار .قال القلقشندي : " فالغريب والوحشي والحوشي كله بمعنى واحد " ( صبح الأعشى في صناعة الإنشاء لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي – ج 2 ، ص 213).

ثم قال د.سالم آل عبدالرحمن : ومن شروط فصاحة اللغة أن لا تكون وحشية متوعرة ( ينظر سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي ، تحقيق عبد المتعال الصعيدي ص 69- الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى بن حمزة العلوي - ج 1 ، ص 115) ، وقد توقفنا مع ذلك في كتابنا " كنز الفصاحة " وفيه ذكرنا أن ابن الأثير كان قد جاء على معنى الوحشي فقال : " وهذا الكلام الذي نعدّه نحن في زماننا وحشياً لعدم الاستعمال ، فلا تظن ّ أن الوحشي من الألفاظ ما يكرهه سمعك ،ويثقل عليك النطق به ، وإنما هو الغريب الذي يقل استعماله " ( المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ج 1 ، ص 163) .

وأضاف : ولا يميل معظم النقاد الى هذا النوع من الألفاظ ( وينظر في هذا الباب أيضاً لكفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب لضياء الدين بن الأثير وقد حققه د.نوري حمودي القيسي والدكتور حاتم الضامن وهلال ناجي – الموصل ، 1982).

ثم أضاف : قال ابن سنان الخفاجي :" وقد رأيت أنا جماعة يتعمدون هذا، فقلت لهم : إن سُررتم بمعرفتكم وحشي اللفظ فيجب أن تغتموا بسوء حظكم من البلاغة "(سر الفصاحة ، ص 75) .

وذكر الجاحظ أن الوحشي لا يصح إلا للبدوي "فان الوحشي من الكلام يفهمه الوحشي من الناس ، كما يفهم السوقي رطانة السوقي ّ" (البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ – تحقيق عبد السلام محمد هارون -ج 1 ، ص 255) ،ودعا الى تجنب الوحشي والسوقي (المصدر السابق: ج 1 ، ص 255).

والغرابة والوحشية نسبيتان " فقد يكون اللفظ مألوفاً متداول الاستعمال عند كل قوم في كل زمن، وقد يكون غريباً متوحشاً في زمن دون زمن ، وقد يكون متوحشاً عند قوم ،مستعملاً مألوفاً عند آخرين ( صبح الأعشى في صناعة الإنشاء لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي ).

وقال آل عبدالرحمن : وقد ذكرتها مفصلاً في كتابي " مناظرات في اللغة " ، وكان ملخصها يأتي على نحو :

الأول : المألوف المتداول الاستعمال عند كل قوم في كل زمن ،وهو ما تداول استعماله الأول ُ والآخر ُ من الزمان القديم والى زماننا كالسماء والأرض ،والليل والنهار ،والحر والبرد ،وما أشبه ذلك .وهو أحسن الألفاظ وأعذبها ،وأعلاها درة، وأغلاها قيمة ، إذ أحْسَنُ اللفظ ما كان مألوفاً متداولاً .وهذا لا يقع عليه اسم الوحشي بحال .

الثاني: الغريب المتوحش عند كل قوم في كل زمن ، وهو ما لم يكن متداول الاستعمال في الزمن الأول ولا ما بعده نبل كان مرفوضاً عند العرب كما هو مرفوض عند غيرهم .ويسمى الوحشي الغليظ ،والعكر ، والمتوعر .

الثالث : المتوحش في زمن دون زمن ، وهو ما كان متداول الاستعمال في زمن العرب ، ثم رفض وترك بعد ذلك . وبهذا لا يعاب استعماله على العرب ،لأنه لم يكن عندهم وحشياً ، ولا لديهم غريباً ،وإنما يعاب استعماله على غيرهم ممن قصُر فهمهم عنه ،وقلّت معرفتهم به .وقد كان كلام العرب مشحوناً به في نظمهم ونثرهم ،دائراً على ألسنتهم في مخاطباتهم ومحاوراتهم غير معيب ولا ملوم عليه ( مناظرات في اللغة – الفصل الثاني).

الرابع : الغريب المتوحش عند قوم دون قوم ،وذلك ككلام أهل البادية من العرب بالنسبة الى أهل الحضر منهم ، فان أهل الحضر يألفون السهل من الكلام ويستعملون الألفاظ الرقيقة ،ولا يستعملون الغريب إلا في النادر ، وأهل البادية يألفون اللفظ الجزل ،ويميلون الى استعمال الغريب ( صبح الأعشى ج 2 – ص 215) وما بعدها.
منازعة مع اقتباس
  #12  
قديم 10-01-2009, 01:25 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي المماتنة ، مقتضى الحال ، تعريف البلاغة ، ومقتضى الظاهر




المماتنة


قال أ.د.سالم آل عبد الرحمن:

المماتنة هي المباعدة في الغاية ، وسيرٌ مماتِن : بعيد ، وسار سيراً مماتناً ، أي بعيداً .
ويقال : ماتَنَ فلانٌ فلاناً : عارضه في جدل أو خصومة .

وقد جاء صاحب نضرة الاغريض في نصرة القريض المظفر بن الفضل العلوي عليها فقال :

أما المماتنة فهي تنازع الشاعرين بينهما بيتاً يقول أحدهما صدره ،و الآخر عجزه – ص 194.

وعن :

مقتضى الحال ،و تعريف البلاغة


قال سالم آل عبد الرحمن : مقتضى الحال هو أن يكون الكلام مطابقاً للحالة أو الموقف التي يتحدث فيه .وقد جاء عند الحطيئة :


تحنّنْ عليّ هداك المليك ....فان لكل مقام ٍ مقالا


وتحدث عنه البلاغيون وقالوا : إن خير الكلام ما كان مطابقاً لمقتضى الحال ، وقالوا : إن لكل مقام ٍ مقالا ( ينظر الحيوان ،ج 1 – ص 201 وكذلك كتاب الصناعتين ، ص 21 ، 27).
وكان الخليل بن أحمد قد أومأ إلى " مطابقة الكلام لمقتضى الحال " ، ونقل سيبويه عنه في باب " عدة ما يكون عليه الكلم " ،" وزعم الخليل أن هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر " ( الكتاب ج 4 – ص 223) . ودعا الجاحظ إلى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ( ينظر البيان ج 1 ص 93) ، وقال : " ولكل مقام مقال ، ولكل صناعة شكل " ( ينظر الحيوان ج 3 – ص 369) ،وقال : " وقد أصاب كل الصواب من قال : " لكل مقام مقال " ( ينظر الجواري – رسائل الجاحظ ج 2 ، ص 93- وكذلك يسدد نحو الحيوان في ج 3 ، ص 43).

وقال آل عبد الرحمن : وذكر العسكري هذه العبارة ( انظر كتاب الصناعتين ، ص 21وكذلك 27) ،وربط البلاغيون حسن الكلام وقبحه بانطباقه على مقتضى الحال وغيره ،فقال يوسف بن أبي السكاكي : " إن مدار حسن الكلام وقبحه على انطباق تركيبه على مقتضى الحال ، وعلى لا انطباقه " ( انظر مفتاح العلوم ، ص 84).

ثم أضاف: ولقد عرفوا البلاغة بأنها : " مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته "

أنظر : الإيضاح في شرح مقامات الحريري لأبي المظفر ناصر بن المطريزي، ص9.والتلخيص في علوم البلاغة للخطيب جلال الدين القزويني ، 33،وشروح التلخيص ج 1-ص 124.والمطول في شرح تلخيص القزويني لسعد الدين التفتازاني ، ص 25 ،والأطول (الشرح الأطول على تلخيص القزويني لعصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه الاسفراييني ، ج 1 – ص 30 ) .

ومقتضى الحال مختلف ، لأن مقامات الكلام متفاوتة ، فمقام التنكير يباين مقام التعريف ، ومقام الإطلاق يباين مقام التقييد ، ومقام التقديم يباين مقام التأخير ، ومقام الذكر يباين مقام الحذف ، ومقام القصر يباين خلافه ، ومقام الفصل يباين مقام الوصل ، ومقام الإيجاز يباين مقام الإطناب والمساواة ، وكذا خطاب الذكي يباين خطاب الغبي.
قال آل عبدالرحمن : وقد جئت على هذه المقامات في مناظراتنا في اللغة بتفصيلات أدق وأشمل.

ثم أضاف :

وانتهى الخطيب القزويني إلى أنّ " ارتفاع شأن الكلام في الحسن والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب ،وانحطاطه بعدم مطابقته له. فمقتضى الحال هو الاعتبار المناسب ، وهذا أعني تطبيق الكلام على مقتضى الحال هو الذي يسميه الشيخ عبد القاهر بالنظم" - ينظر الإيضاح ص 9 – التلخيص ص 33-35.

وعن :


مقتضى الظاهر


قال آل عبدالرحمن :

أما مقتضى الظاهر : فهو في أن يكون الكلام مطابقاً للواقع ، أو أن تؤدي الجمل والعبارات المعنى الذي تحمله الألفاظ ، أي : ليس فيها تأويل وتوجيه غير ما تدل عليه الكلمات ، أو الكلام في الظاهر ( ينظر شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان لجلال الدين السيوطي – ص 27) .

وقد يخرج الكلام على ذلك فيقال : إنه خرج على مقتضى الظاهر ، ومن ذلك "الالتفات" و " القلب" و "الأسلوب الحكيم " وغيرها ...وقد أوردنا تفاصيل كثيرة في بحوثنا ومحاضراتنا في هذا الباب .

ثم أضاف : ولقد أثبتنا بما لا يقبل الدحض أن هذه الفنون والمقامات كانت من نصيب جهابذة العرب وهم لا ينازعون فيها فلقد سبقوا غيرهم من الأمم في تأصيلاتها البحثية ،وكان كثير من فلاسفة النهضة في أوربا بخاصة قد اعتمدوا مناهجها في البيان والمحاضرة والبحث والمثاقفات أيضاً ،ولم نر العزو منهم للأصول وهذا يرد ويحجم منهج العدالة والأمانة الفكرية التي يتبجحون فيها.
منازعة مع اقتباس
  #13  
قديم 11-01-2009, 09:16 PM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي أ.د.سالم آل عبدالرحمن ودرسه في المحاكاة



الحكاية : كقولك : "حكيت فلاناً وحاكيته" : فعلت مثل فعله ، أو قلت مثل قوله . وحكاية الحديث عنه حكاية . والمحاكاة : المشابهة ، تقول : فلان يحكي الشمس حسناً ، ويحاكيها بمعنى ( اللسان – حكى).

قال ابن سينا : " المحاكاة : هي إيراد مثل الشئ وليس هو هو ، فذلك كما يحاكي الحيوان الطبيعي بصورة هي في الظاهر كالطبيعي ، ولذلك يتشبه به بعض الناس في أحواله ببعض ، ويحاكي بعضهم بعضاً ، ويحاكون غيرهم " .


(الشفاء-المنطق –الشعر ص 32 ، فن الشعر ص 168).

وقال : "والمحاكاة قد يقصد بها التحسين ،وأما أن يقصد بها التقبيح ،فان الشئ إنما يحاكي ليحسن ، أو ليقبح " (المصدران السابقان : ص 34 ، ص 183) .وقال عن الشعر : " إن المحاكاة التي تكون بالأمثال والقصص ليس هو من الشعر بشئ ، بل الشعر أن يتعرض لما يكون ممكناً في الأمور وجوده ، أو لما وجد ودخل في الضرورة "(المصدران السابقان : ص 54، ص 183).

وقال الفارابي :" المحاكاة بقول : هو أن يؤلف القول الذي يصنعه أو يخاطب به من أمور تحاكي الشئ الذي فيه القول ،دالاً على أمور تحاكي ذلك الشئ .ويلتمس بالقول المؤلف مما يحاكي الشئ تخييل ،أما تخييله في نفسه وإما تخييله في شئ آخر" ( جوامع الشعر – تلخيص كتاب ارسطاطاليس في الشعر ص 74 ).

ثم قال سالم آل عبدالرحمن : وعلى طالب العلم أن يعلم بأن المحاكاة هي ثلاثة أقسام : محاكاة تشبيه ، ومحاكاة استعارة ، والمحاكاة التي هي من باب الذرائع .

وقال: توقفنا معها في مباحثها الخاصة بالشريعة في وقفات عدة .قلت : لعلي أعرج عليها في وقفة قريبة فقد أشار لها رعاه الله في أشرطة عدة وهي على جانب من الأهمية كما رأيت .

ثم قال :أما ما يتعلق بها في الباب المتقدم فقد قلت أن القرطاجني كان قد نال من المحاكاةَ في دراسته للشعر ،لأن الشعر عنده يعتمد على التخييل والمحاكاة ،قال :" الشعر كلام موزون مقفى من شأنه أن يحبب الى النفس ما قصد تحبيبه إليها ، ويكره إليها ما قصد تكريهه ،لتحمل بذلك على طلبه أو الهرب منه بما يتضمن من حسن تخييل له ، ومحاكاة مستقلة بنفسها ، أو متصورة بحسن هيئة تأليف الكلام ، أو قوة صدقه ، أو قوة شهرته ، أو بمجموع ذلك " ( منهاج البلغاء وسراج الأدباء لأبي الحسن حازم القرطاجني – تحقيق الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة ، ص 71).

ثم أضاف : وتنقسم المحاكاة والتخييل بحسب ما يقصد بها الى :

أولاً : محاكاة تحسين.

ثانياً : محاكاة تقبيح.

ثالثا : محاكاة مطابقة لا يقصد بها إلا ضرب من رياضة الخاطر والملح في بعض المواضع التي يعتمد فيها وصف الشئ ومحاكاته بما يطابقه ويخيله على ما هو عليه ، وربما كان القصد بذلك ضرباً من التعجب أو الاعتبار ، وربما كانت محاكاة المطابقة في قوة المحاكاة التحسينية أو التقبيحية .

وهذا هو تقسيم ابن سينا ، وقد ذكر القرطاجني ذلك فقال :" وقد ذكر أبو علي بن سينا ،وقسّم المحاكيات هذه القسمة " ( مناهج البلغاء ، ص 92).

وللمحاكاة موقع في النفس لما فيها من الالتذاذ بها والتذاذها بالتخيل ، ولما في المحاكاة من طرافة ، وربط القرطاجني بينها وبين الأصباغ وحسن وضعها فقال :" وأعلم أن منزلة حسن اللفظ المحاكى به وإحكام تأليفه من القول المحاكى به ومن المحاكاة بمنزلة عتاقة الأصباغ ،وحسن تأليف بعضها الى بعض ، وتناسب أوضاعها من الصوّر التي يمثلها الصانع.

وكما أن الصورة إذا كانت أصباغها رديئة وأوضاعها متنافرة ،وجدنا العين عنها غير مستلذة لمراعاتها ،وإن كان تخطيطها صحيحاً ، فكذلك الألفاظ الرديئة والتأليف المتنافر وإن وقعت بها المحاكاة الصحيحة فانا نجد السمع يتأذى بمرور تلك الألفاظ الرديئة القبيحة التأليف عليها ،يشغل النفس تأذي السمع عن التأثر لمقتضى المحاكاة والتخييل ،فلذلك كانت الحاجة في هذه الصناعة الى اختيار اللفظ ، وإحكام التأليف أكيدة جداً" ( منهاج البلغاء ، ص 129).

ثم قال أ.د.سالم آل عبدالرحمن :" ولقد رأينا أن هذا المنهج في المحاكاة قد طرقه السجلماسي ( أنظر : المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع لأبي محمد القاسم السجلماسي ، تحقيق علال الغازي ، ص 407) وكذلك جاء عليه ابن البناء المراكشي في الروض المريع في صناعة البديع وكتابه قد حُقق من قبل رضوان بن شقرون (أنظر الروض المريع - ص 81،103).وكانا قد أقاما الشعر على المحاكاة والتخييل ،وهما كالقرطاجني متأثران بما ذكره الفلاسفة المسلمون كالفارابي وابن سينا.

قلت : سآتي ان شاء الله على آراء أ.د.آل عبدالرحمن في التحسين والتقبيح العقلي وفيه يرد على ابن النجار الحنبلي وبعض المعاصرين أيضا...
منازعة مع اقتباس
  #14  
قديم 17-01-2009, 01:27 AM
مريم الجزائر مريم الجزائر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2008
السُّكنى في: الجزائر
التخصص : أدب عربيّ
النوع : أنثى
المشاركات: 24
افتراضي

جزاك الله خيرا ، أفادني الموضوع ، فهلاّ أثريتموه بذكر أمثلة أخرى ، مشكورين.
__________________
اللّهمّ انصر المجاهدين المرابطين في غزّة العِزّة
اللّهمّ آمـــــــــين
منازعة مع اقتباس
  #15  
قديم 17-01-2009, 11:44 AM
المعقل العراقي المعقل العراقي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2008
التخصص : باحث
النوع : ذكر
المشاركات: 178
افتراضي

شكرا لكم ،وجزاكم الله خيرا
الحقيقة أنا كنت قد رتبت لنقل مواضيع كثيرة من سلاسل الأشرطة للدكتور سالم آل عبدالرحمن،كما أنا أقوم بالبحث عن ملقياته المغنية لدى من يحملها من العلماء ...وها أنا أحاول أن أضع الكثير من أبوابها -كما لاحظتم من قليل جدا وبمنهج مختصر-ووقفاتها كما علمت مكثفة جدا جدا ولا أعتقد أن الموقع أو المكان يحتملها ،لأني رأيت أن صاحبها يغوص بالثنايا والتفاصيل وأنا للأمانة لا قبل لي بها ، ولا أدعي ذلك أبداً ، أبداً
لكن سأسدد قدر الطاقة
وأبشروا بالخير
وسامحونا إن أخفقنا أو أخطأنا

رعاكم الله وبارك فيكم
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 2 ( الجلساء 0 والعابرون 2)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
ماذا قصد أبو العلاء المعري ؟ المعقل العراقي حلقة الأدب والأخبار 8 30-04-2009 08:33 AM
وقال آل عبدالرحمن : إنها حجة منجية المعقل العراقي حلقة الأدب والأخبار 0 18-12-2008 07:11 AM
لم ذكر " الحر " ولم يذكر " البرد "، وذكر " الجبال " ولم يذكر " السهل "؟ عائشة حلقة البلاغة والنقد 5 25-11-2008 05:39 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 06:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ