ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة البلاغة والنقد
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 03-09-2008, 03:04 PM
مهاجر مهاجر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
التخصص : ميكروبيولوجي
النوع : ذكر
المشاركات: 35
افتراضي من حديث : (إذا كان رمضان فتحت ........)

من حديث : (إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ) .

وفي رواية : (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ)

فتحت :
بالتشديد فيها معنى المبالغة ، والمبالغة إما أن تكون من جهة : كثرة أبواب الجنة ، فلكل عامل باب من أبواب الجنة يدعى منه بذلك العمل ، أو من جهة : المبالغة في فتح أبواب الجنة رحمة بالعباد ، كما يقال في حق الملك العادل : بابه مفتوح لكل من جاءه في حاجة ، ولله المثل الأعلى . وقد بني الفعل لما لم يسم فاعله ، للاستغناء بمعرفته جل وعلا .

وغلقت أبواب جهنم :
ويقال فيها عكس ما قيل في أبواب الجنة ، فطباق الإيجاب في : "فتحت" و "غلقت" ، و "الجنة" و "النار" في الرواية الثانية يرسم صورة ذات شقين في ذهن السامع : شق نجاة ونعيم ، وشق هلاك وسعير ، فتكتمل الصورة ، ويرسخ المعنى في الذهن رسوخا ، وتعريف الشيء بضده أوقع في النفس من تعريفه بحد شارح ، جامع مانع .......... إلخ من محترزات تعريفات المناطقة التي عسرت اليسير وأشكلت الواضح !!! .

وفي رواية : "صفدت الشياطين" : زيادة في مبنى : "صفدت" بتشديد الفاء تدل ، أيضا ، على زيادة في معنى تصفيد الشياطين رحمة ببني آدم في تلك الأيام المباركات .

والشياطين المصفدة هي : مردة الشياطين ، كما في رواية : (صفدت مردة الشياطين) ، فيكون في رواية مسلم ، ، إجمال بينته رواية : أحمد : (وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ) ، والنسائي : (وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ) ، أو يقال :
في رواية مسلم : إيجاز بالحذف ، إذ حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، أو عموم أريد به خصوص المردة ، فيكون مجازا عند من يقول به .

وذكر القاضي ، عياض ، ، للكلام وجها يكون فيه فتح أبواب الجنان : كناية عن تنزل الرحمات والإقبال على الطاعات ، وغلق أبواب النيران : كفا عن الموبقات ، فيكون قد أطلق المُسَبَب : الفتح والغلق ، وأراد سببه : فعل الخير والانكفاف عن الشر ، وهذا ، أيضا ، مجاز عند من يقول به .

ولا يعني ذلك أن القاضي ، ، يؤول الأبواب بالأعمال ، ليتوصل بذلك إلى نحو ما ذهب إليه أتباع جهم من عدم خلق الجنة والنار إلى الآن فلا تخلقان عندهم إلا يوم القيامة ، فهو ، ، أجل من ذلك ، وإنما أجرى المسألة :

مجرى الكناية ، والكناية : انتقال من ملزوم إلى لازمه مع صحة إرادة كليهما ، فيصح أن يراد بذلك : المسارعة في الخيرات واجتناب الموبقات المستلزم فتحَ أبواب الجنان وغلق أبواب النيران ، والنكات لا تتزاحم ، كما يقول أهل العلم ، فيحمل الكلام على الحقيقة ، وهي الأصل ، ولا يصار إلى المجاز ، وهو الفرع ، عند من يقول به ، إلا إذا جاءت القرينة المعتبرة التي تسوغ ذلك ، وفي باب كباب السمعيات الغيبية : لا يصح أن تكون القرينة عقلية ، لأن العقل لا يستقل بإدراك كنه ما غيب عنه ، وإن أدرك معناه الكلي ، ولذلك أنكر أهل العلم على من خاض في باب الصفات الإلهية ، فأول ، بزعم التنزيه ، وجعل عمدته في ذلك : المجاز ذي القرينة العقلية !!! ، وعقل لا يستقل بإدراك ما واراه الجدار ، كيف ساغ له أن يخوض في كنه صفات رب البريات ، ، فيستدرك على الوحي المعصوم بتأويلات متكلفة هي إلى الألغاز أقرب منها إلى البينات ؟!!!! .

وفي رواية الترمذي زيادة :
(وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ) :
وفيها : طباق بالإيجاب يفيد ، أيضا ، استحضار الصورة بشقيها : "الخير" و "الشر" ، و "أقبل" و "أقصر" .
وأداة النداء واحدة ، ولكنها اختلفت في مدلولها البلاغي تبعا لاختلاف المنادى :
ففي : "يا باغي الخير أقبل" : النداء بأداة نداء البعيد : بيان لارتفاع مرتبته .
وفي : "يا باغي الشر أقصر" : النداء بأداة نداء البعيد : بيان لانحطاط مرتبته .
فصارت الأداة الواحدة من قبيل "الألفاظ المتضادة" : إذ أفادت المعنى وضده تبعا للسياق الذي جاءت فيه .
تماما كما تقول :
لمن تحب وتعظم : أفلان إنك قريب من قلبي .
ولمن تبغض وتحقر : أهذا الذي ذكرت لي من محاسنه ما ذكرت ؟!!!! ، مستنكرا على طريقة : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه !!!! .

وكما تقول معظما : أيا مولاي ، فتنادى عليه نداء البعيد وهو بجوارك تعظيما .
وكما تقول محقرا : أيا هذا ، فتنادى عليه نداء البعيد وهو بجوارك تحقيرا ، فهو ، وإن كان بجوارك إلا أنه بلغ قدرا من الضآلة صح معه نداؤه نداء البعيد الذي دق شخصه .

وفي قوله : "وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ" : حصر وتوكيد بتقديم ما حقه التأخير ، كما قرر البلاغيون ، فلا يعتق من النار إلا خالقها .

والله أعلى وأعلم .
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
أبياتي في شهر رمضان ... أبد وجهة نظرك .. أبو عمر الطائي حلقة الأدب والأخبار 6 17-09-2008 01:38 PM
من حديث : (الصيام جنة فلا يرفث .............) مهاجر حلقة البلاغة والنقد 1 07-09-2008 04:54 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 09:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ