|
|
#1
|
|||
|
|||
ما لم يسمِّه الخليل
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ فهذه نافذة لتسمية ما لم يسمِّه الخليل من ظواهر عروضية، سأجعل فيها ما أظنه قد فاتَ أهل العروض من التسميات.
وإذا وجَد أحدٌ منكم تسميةً لم أطّلع عليها ، فليفدنا بها، مع ذكر الكتاب والمؤلف، مأجوراً مشكورا ، فالقصد الفائدة. والله ولي التوفيق |
#2
|
|||
|
|||
مقدمة:
الخليل بن أحمد الفراهيديّ، ، صاحب العرض والقوافي، قد حفظ اللهُ بما أجراه على يديه من علمٍ، لم يسبقه إليه سابق، ولا يلحقه فيه لاحق، أشعارَ العربِ، من جهة، ومن جهة مهَّدَ لمن بعده طريق الشعر على أسس علمية. وليس هذا مقام ذكر فضائل وتعداد مناقبه، فهو أشهر من عَلَمٍ. ولكن قضت حكمة الله أن كل كلام ما خلا الوحي الشريف، فهو ناقص، ويعتريه الخطأ والسَّهو والزَّلل. وقد سَمَّى الخليل جهدَه معظم ظواهر علمي العروض والقافية، ولم يترك سوى موضع الشِّبْر أو الفِتْرِ في هذين العلمين، فالناس قديما وحديثا تتكلم في ذلك الحيز الضئيل. وقد فات الخليلُ بعض تلك الظواهر، فلم يُسَمِّها، فهذا تلميذه الأخفش الأوسط، وهو أشهر من تتلمذ عل يد الخليل في العروض، بل هو راويته الأوفى روايةً لهذا الفن عن أستاذه، يقول في_ كتاب القوافي_ : (... وممّا لم يذكر الخليلُ من الأسماء: التَّعدِّي والمتعدِّي، والغلوّ، والغالي). [ص: 41]. ومن أوائل العروضيين الذين ذكروا هذا _ بعد الأخفش_ ما قاله أبو الحسن العروضي في الجامع في العروض والقوافي في معرض حديثه عن التغيرات في (مفعولات) التي في ضرب السريع: (... وإنما كان مفعولات ثم ذهب منه وتد، فبقي (مفعو)، فنقل إلى فعلن، كما ذكرنا، وما ذهب وتده، سماه الخليل في الكامل الأحذِّ.، فإن شئت أن تسميه هاهنا بهذا الاسم فعلت، وكان ذلك جائزا، وإن شئت تتركه على جملته). [ص: 143]. فذكر أبو الحسن أن الخليل صاحب العروض __ سمَّى سقوط الوتد المجموع بالحذذ، فقال: ( وما ذهب وتده سماه الخليل في الكامل الأحذِّ)، وجاء من كلام العروضي ما أراه تلخيصا لما سبق، إذْ قال: (... ولم نَرَ الخليلَ سَمَّاهُ باسمٍ يُعرفُ بِهِ، كما سَمَّى غيْرَهُ ...). [ص: 143] وتوقف_العروضي_ عند تسمية حذف الوتد المفروق من (مفعولاتُ)، وخيَّر القارئ بين تركه غفلا بدونِ اسم، كما فعل الخليل، وبين أن يسمّيه بالأحذِّ، على غِرار الكامل الأحذ. والحقيقة أن من جاء بعد أبي الحسن قد فرَّق بين حذف الوتد المجموع وحذف الوتد المفروق، فسمَّى حذف الوتد المجموع بالحذذ، فهو أحذُّ، وهي تسمية الخليل له، وسمَّى حذف المفروق بالصَّلم، فهو أصلمُ أو مصلوم. وقد تهيَّب أبو الحسن من تسمية ما لم يسمه الخليل من تغيرات، فقال: (.... وكذلك كان ينبغي أن يسمى هذا وما أشبهه بأسماء يعرف بها وقد ذكر أمثال هذا في مواضع ولم يسمه البتة . وقد يمكن أن تسمي هذه الأجزاء التي لم يسمها الخليل بأسماء تحصر معانيها وتدلّ على ما صنع الزحاف فيها نحو المجدود والمجدوع والمجبوب وما أشبه ذلك. ولو ذهبنا أن نسميها لم نَخْلُ من اللائمة إذ كان هذا الرجل قد بان من فضله ما تقبح به الزيادة عليه والتقدم بين يديه ولسنا نشك أنه كان على ذلك أقدر وبتسميته أجدر فترك هذا على ما وجد أولى لأن قصدنا في هذا الباب أن نشرحه ونقربه فأما الزيادة فيه فليس بنا حاجة إليها). [ص: 143]. كما أن أبا الحسن نفسه وصفَ ظاهرة المكانفة في المنسرح، ولم يسمِّها باسم خاصّ. انظر صفحة (148) من الجامع. ولتلخيص الكلام، أقول: (1). ترك الخليل تسمية بعض التغيرات والظواهر العروضية والقفوية. (2). تهيَّب بعض العلماء من تسمية ما لم يسمه الخليل، واكتفوا بالوصف. (3). جاء مِنْ بعد الخليل وأبي الحسن، مَنْ تجرَّأ جرأة محمودة، وسَمَّى ما لم يُسِّمه الخليل، وكلامنا هنا من هذا الباب، إن شاء الله . |
#3
|
|||
|
|||
وأخوكم يقبل الرأي العلمي الرصين، ويرحب بالحوار الجاد الهادف، والمرء كثير بإخوانه قليل بنفسه.
|
#4
|
|||
|
|||
الطويل:
لم أجد _حتى وقت كتابة المقالة_ فيه ظاهرة عروضية حقيقة، تُركت بلا تسمية. : المديد: (1). الخَزْعُ : وهو اجتماع الحذف و الخبن، أي هو حذف السبب الأخير من آخر التفعيلة، مع حذف ثاني السبب الخفيف الأول. ويقال للعروض: (خَزْعَاءُ) أو (مخزوعة)، وللضرب: (أخْزَعُ) أو (مخزوع). يدخل في المديد على (فاعلاتن) فتصير إلى (فاعلن) بالحذف، ثم تصير إلى (فعِلُن) بالخبن. ولا يدخل (فاعلن)؛ لأنَّ آخرها وتد مجموع. مثال: عروض مجزوءة خزعاء (محذوفة مخبونة)، وضربها أخزعُ مثلها: قال طَرَفَة بن العَبْدِ: للفتى عقلٌ يعيشُ بهِ = حيثُ تهدي ساقُهُ قدمَهْ للفتىـ عقـْ/ لُنْيعيْـ/ شُبهي = حيثُ تَهدي/ ساقهو/ قَدَمَهْ (/ه//ه/ه) (/ه//ه) (///ه) = (/ه//ه/ه) (/ه//ه) (///ه) فَاعِلاتُن/ فَاعِلُن/ فَعِلُنْ = فَاعِلاتُن/ فَاعِلُن/ فَعِلُنْ سالم/ سالم/ خزعاءُ = سالم/ سالم/ أخزع قال عبده بن فايز الزُّبيدي: لو تراه سيِّدي خَضِرُ=ظالمٌ قد زانهُ حوَرُ مائسُ الأعطافِ تحسبُهُ=غصنَ بانٍ راح يهتَصرُ كاملٌ كالحُوْرِ صنعتهُ=قد شكَكْنا أنَّهُ بشَرُ ما رأينا مثل خِلْقَتِهِ=جلَّ منْ يعطي ومن يذرُ لو سألتَ الزَّينَ زورتَهُ=فبديعَ الحُسنِ يعْتذرُ أو بقولٍ قُمْتُ أشغلهُ=في شجيِّ القولِ يخْتصرُ فاتنٌ والستْرُ يحْجُبُهُ=عنْ عيونِ النَّاسِ يسْتترُ كيف صبري عن مَحَاسِنِه= ويح قلبي كيف يصْطَبِرُ (فَقَريبُ الوصْلِ باعَدهُ= كَيْدُ واشي البَيْنِ والخَطَرُ) فَقَريبُلْـ/ـوصْلِ با/عَدهُو= كَيْدُ واشِلْـ/ـبَيْنِ ولْـ/ـخَطَرُوْ (///ه/ه) (/ه//ه) (///ه) = (/ه//ه/ه) (/ه//ه) (///ه) فَعِلاتُن/ فَاعِلُن/ فَعِلُنْ = فَاعِلاتُن/ فَاعِلُن/ فَعِلُنْ مخبون/ سالم/ خزعاء = سالم/ سالم/ أخزع وقال العباس بن الأحنف: يا غَريبَ الدارِ عَن وَطَنِهْ = مُفرَداً يَبكي عَلى شَجَنِهْ شَفَّهُ ما شَفَّني فَبَكى = كُلُّنا يَبكي عَلى سَكَنِهْ وَلَقَد زادَ الفُؤادَ شَجاً = طائِرٌ يَبكي عَلى فَنَنِهْ كُلَّما جَدَّ البُكاءُ بِهِ = دَبَّتِ الأَسقامُ في بَدَنِهْ كُلْلَما جَدْ/ دَلبُكا/ءُ بِهِي = دَبْبَتِلْأسْـ/ ـقامُ في/ بَدَنِهْ (/ه//ه/ه) (/ه//ه) (///ه) = (/ه//ه/ه) (/ه//ه) (///ه) فاعلاتنْ/ فاعِلنْ/ فعِلنْ = فاعلاتنْ/ فاعِلنْ/ فعِلنْ سالم/ سالم/ خزعاءُ = سالم/ سالم/ أخزع ..................... الخَزْعُ: القطع، جاء في صحاح الجوهري: (انْخَزَعَ الحَبْلُ: انقطع من نِصفه) وكذلك فإن (فاعلاتن) بعد الخزع تصبح (فعِلن) فكأنها ذهب منها نصفها |
#5
|
|||
|
|||
المديد
(2). الكَسْعُ: هو اجتماع التشعيث والقصر، أي حذف أحد متحركي الوتد المجموع، مع حذف ثاني السبب الخفيف_من آخر التفعيلة_ وتسكين ما قبله في العروض والضرب. ويقال للضرب: أكْسَعُ، والعروض: كَسْعَاءُ. عروض مشطورة مجزوءة، كسعاء (مشعثة مقصورة)، وعروضه ضربه: قال عبده بن فايز الزبيدي: كَمْ بَنَيْنَا في الهَوَى آمالْ حالَ فيْما بَيْنَنَا أحْوالْ إنَّ بعضَ الحالِ كالآجَالْ إنْنَ بَعْضَلْـ/ ـحالِ كَلْـ/ أاْجَالْ فاعلاتن/ فاعِلن/ فعْلانْ سالم/ سالم/ كسعاء (أكسع). السؤال: هل يقع في المديد تشعيث؟ التشعيث: هو حذف أحد متحركي الوتد المجموع من (فاعلاتن) التي في الضرب أو العروض، فتصبح به (فالاتن) أو (فاعاتن) ثم تنقل إلى (مفعولن). والمشهور أن التشعيث مختصّ بالبحر الخفيف، ولكن لا مانع عندي من إجرائه في المديد والرمل، لسببين، هما: (1). أنَّـهم قد أجروه في المتدارك، على قول من قال إنَّ (فعْلن) هي من تشعيث (فاعلن)، وبعضهم قال بل فيها القطع، وقيل بل فيها الإضمار ثم الخبن . و(فاعلن) تقع كذلك في المديد. فإذا جاز التشعيث في (فاعلن) وهي (فاعلاتن) بعد حذفها، فما المانع من تشعيث (فاعلاتن)!، و(فاعلاتن) هي في الرمل والمديد، كما هي في الخفيف. وعندي (فاعلن) و(فاعلاتن)، مثل (فعولن) و(مفاعيلن) فقد قبلنا في كليهما القبض سواء في المتقارب أو الهزج، أو في الوافر (كبدائل من مفاعلتن)، أو غير هذين البحرين. (2). وردت نماذج من المديد مشعَّثة. وإن كانت قليلة نادرة، ولكن وجودها يكفي لقبولها، فكثير من صور البحور النادرة، قُبلت للشواهد التي قيلت فيها، وإن كان معظمها بلا نسبة، وبعضها جاء على صورةِ بيتٍ يتيم. |
#6
|
|||
|
|||
المديد(3)
[المنصوف] المَنْصُوْفُ هو مَجْزُوءُ المَجْزُوءِ، وهو الذي ذهب نصف وزنه من على الدائرة. ويكون في البحور الخليلية المثمنة، أي التي يتألف بيتها من ثمانية أجزاء، كالطويل والمديد والبسيط، والمتقارب والمتدارك. المنصوف من الطويل: فعولن مفاعيلن = فعولن مفاعيلن المنصوف من المديد: فاعلاتن فاعلن = فاعلاتن فاعلن المنصوف من البسيط: مستفعلن فاعلن = مستفعلن فاعلن المنصوف من المتقارب: فعولن فعولن = فعولن فعولن المنصوف من المتدارك: فاعلن فاعلن = فاعلن فاعلن فعِلنْ فعِلنْ = فعِلنْ فعِلنْ فَعْلنُ فَعْلنُ = فَعْلنُ فَعْلنُ والمنصوفات جمع منصوفة، أي البحور المنصَّفة، وتقع هذه الأوزان في بحور الدائرة الأولى المُخْتَلِفِ، والدائرة الخامسة المُتَّفِق. ووقع هذا النمط من تلك الأوزان لأنها تتألف من تناوب التفاعيل الخماسية والسباعية، أو العكس، في الدائرة الأولى. بينما تتألف بحور الدائرة الخامسة، من تفاعيل خماسية موحدة؛ لأنها بحور صافية أو ساذجة. و إدراك مثل هذه الصورة، يمنع شبهة الالتباس والتداخل بين بعض البحور. فمثلا: (1). عروض منصوفة سالمة، وضربها مثلها: بُؤْسَ لِلْحَرْبِ الَّتِي = غَادَرَتْ قَوْمي سُدَى يَا لَبَكْرٍ شَمِّرُوا = شَمَّرَتْ حَرْبٌ لَظَى فاعلاتن/ فاعِلن = فاعلاتن/ فاعِلن سالم/ سالمة = سالم/ سالم يجعله بعض العروضيين في الرمل كابن الفرخان، وغيره، وهو خطأ؛ لأن أصل المديد هو: (فاعلاتن فاعِلن)، وهو أولى بالوزن، والتخريج على الأصل أولى من التعسف، و أقل عملاً من تخريجها على غير الأصل، فهذا الوزن لن يكون من الرمل إلا بعد أن يصير مجزوءاً، ثم تحذف عروضه وضربه. و هنالك من يجعل الشاهد أعلاه في المديد التَّامِّ: بُؤْسَ لِلْحَرْبِ الَّتِي غَادَرَتْ قَوْمي سُدَى = يَا لَبَكْرٍ شَمِّرُوا شَمَّرَتْ حَرْبٌ لَظَى وهذا يقوي رأينا في مثل هذه الأوزان. قال ابن رشيق في العمدة: (المديد: مثمن محدث، مسدس قديم، مربع قديم، أجزاؤه: (فاعلاتن فاعِلن)، ثماني مرات وعلى ذلكم أتى محدثه، وبيت مربعه السالم: بؤس للحرب التي = غادرت قومي سدى قال: وهذا شعر قديم،إلا أن الخليل لم يذكره.زحافه: الخبن، الكفّ، الشكل، القصر، الحذف، الصلم ...). قلت: الصلم لا يقع إلا في ذوات الوتد المفروق، وهو حذف ذلك الوتد منها، وكأنه أخطأ. (2). عروض منصوفة سالمة، وضربها منصوف مذيل: قال ابن الفرخان: لا تلمني في التصابْ = إنَّ قلبي اليوم غابْ غابَ قلبي فأنا الـ = ـدَّهْرَ منْ ذاكَ مُصابْ صرت تحيا بعدنا = ما لذا عندي جوابْ فاعلاتن/ فاعِلن = فاعلاتن/ فاعِلان سالم/ سالمة = سالم/ سالم مذيَّل والكلام عن هذا كالكلام عن سابقه، فهو من المديد، لا من الرمل. تنويه: - البحور السداسية يمتنع منها المنصوف، وليس فيها سوى المشطور _أي وزنه على الدائرة_ والمجزوء والمنهوك. كالكامل والوافر والرجز، والخليل يرى أن المنهوك _الموحَّد_ من السجع. - البحور السداسية الممزوجة يمتنع منها المنهوك الذي يأتي على تفعيلة واحدة. - بعض البحور تستعمل مجزوءة وجوبا - أمَّا السريع فلا يأتي منه لا مجزوء و لا منهوك، لأنه سيدخل في الرجز كلاماً واحدا. - ...................... المنصوف: هناك تسميات لهذه الصور من أوزان البحور، فبعضهم يسميها بالمربع، وبعضهم يسميها بالمشطور، وهناك من يسميها المقصورات أو المقاصير أو المقصرات. لكن أرى أن هذه التسمية _ أي المنصوف_ أوضح وأبين وأقرب للواقع الشعري. المنهوك: لأن هناك من يجعل المنهوك من بقي على جزء واحد، وهذا في مثل الرجز والكامل، وهذا بالنظر لشطر السداسي والثماني الصافي. بينما هناك فريق ينظر لعدد أجزاء البيت فيجعل التفعيلتين في السداسي الممزوج: منهوكا. وفي كل التفسيرين يكون المنهوك هو ما ذهب ثلثاه، وهو في السداسي حقيقة لفظية، وفي الثماني مجاز لفظي |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحفة الخليل - القزويني ( بي دي إف ) | عائشة | مكتبة الملتقى | 0 | 11-10-2020 11:00 AM |
الخليل بن أحمد | محمد عبد المنعم | حلقة الأدب والأخبار | 0 | 11-02-2015 11:31 PM |