|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#286
|
|||
|
|||
والأمور التي لم يُقَرَّ عليها في الاجتهاد، منها:
1- فداء أسرى بدر، فقد قال الله في ذلك: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:67]. 2- وكذلك وما حصل له مع ابن أم مكتوم، عندما أتاه وفي مجلسه عِلْيَةُ القوم من ملإ قريش، فقال الله : عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى [عبس:2-3]. 3- ومثل ذلك: اجتهاده في معذرة المنافقين حين أقسموا له في رجوعه من تبوك، فعاتبه الله في ذلك بقوله: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ [التوبة:43]. 4- وكذلك تحريمه لِأَمَتِهِ ماريةَ أمِّ إبراهيم لإرضاء أمهات المؤمنين، وبالأخص لإرضاء حفصة، فأنزل الله فيه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التحريم:1]. 5- وكذلك ما حصل في قصة زينب بنت جحش مع زيد بن حارثة ، وكان رسول الله زوجها لزيد، ثم أتاه الوحي أن ذلك النكاح لن يستمر، وأن زينب زوجة النبي في الدنيا والآخرة، فهو يعلم ذلك عن طريق الوحي، ومع ذلك فكان زيد يأتيه يشكو إليه، وتأتي زينب فتشكو، فيقول لـ زيد : وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ [الأحزاب:37]، وهو ما أوحاه الله إليه من أنها ستكون زوجتَه في الدنيا والآخرة، فأنزل الله في ذلك هذه الآيات من سورة الأحزاب. 6- وكذلك نهيه عن تأبير النخل، وذِكْرُهُ أنه لا يُغَيِّرُ شيئًا، فقال: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم". فالراجح إذًا: - حصول الاجتهاد منه ، - لكنه لا يُقرُّ على الخطأ قطعاً، بل لا بد أن يأتيه الوحي بعد اجتهاده، - واجتهادُه رفعٌ لدرجته، وزيادةٌ لأجره، - لكن مع ذلك الأخذ بقوله حتى لو كان من اجتهاده لا يُسمى تقليدًا؛ لأنه معصوم ولا يمكن أن يُقرَّ على الخطأ1. _________________________________ 1 شرح الورقات للددو الدرس 5 ص 23 بترقيم الشاملة.
__________________
|
#287
|
|||
|
|||
الاجتهاد ومسألة تصويب المجتهد قال المصنف: وَأَمَّا الِاجْتِهَادُ فَهُوَ: بَذْلُ الْوُسْعِ فِي بُلُوغِ الْغَرَضِ. فَالْمُجْتَهِدُ إِنْ كَانَ كَامِلَ الْآلَةَ فِي الِاجْتِهَادِ: فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْفُرُوعِ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنِ اجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْفُرُوعِ مُصِيبٌ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْأُصُولِ الْكَلَامِيَّةِ مُصِيبٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى تَصْوِيبِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنَ النَّصَارَي، وَالْمَجُوسِ، وَالْكُفَّارِ، وَالْمُلْحِدِينَ. وَدَلِيلُ مَنْ قَالَ: لَيْسَ كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْفُرُوعِ مُصِيبًا قَوْلُهُ : " مَنِ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمَنِ اجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ." وَجْهُ الدَّلِيلِ: أَنَّ النَّبِيَّ خَطَّأَ الْمُجْتَهِدَ تَارَةً وَصَوَّبَهُ أُخْرَي. (وَ): استئنافية أو عاطفة (أَمَّا): حرف تفصيل وتوكيد فيه معنى الشرط (الِاجْتِهَادُ): مبتدأ وهو من جملة الجواب كما تقدم مرارا (فَـ): واقعة في جواب (أمَّا) ومزحلقة عن موضعها كما تقدم مرارا أيضا وأصل دخولها على (الاجتهاد) أي: (وأما فالاجتهاد هو ...) فوجب الفصل بينها وبين (أمَّا) فزحلقت إلى هذا الموضع، وقد حذفت جملة الشرط والتقدير: (ومهما يكن من شيء فالاجتهاد هو ...) (هُوَ): ضمير فصل (بَذْلُ): خبر، ومضاف (الْوُسْعِ): مضاف إليه وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، أي: بذلُ المفتي وسعَهُ (فِي بُلُوغِ): متعلق بـ الخبر (بَذْل) أو بمحذوف حال منه أى: (الاجتهاد: هو بذل الوسع في حال كون هذا البذل كائنا فى بلوغ الغرض) وقوله: "بلوغ" مضاف (الْغَرَضِ): مضاف إليه وجملة (الاجتهاد ... بذل ...) وما تعلق بها جواب (أمّا)، أو (مهما)، أو جوابهما معا وجملة (أما الاجتهاد ...) لا محل لها من الإعراب استئنافية أو معطوفة على جملة (فأما أقسام الكلام ...) كما تقدم مرارا
__________________
|
#288
|
|||
|
|||
(فَـ): فاء الفصيحة، أو استئنافية
(الْمُجْتَهِدُ): مبتدأ (إِنْ): شرطية (كَانَ): فعل ماض ناقص ناسخ مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، واسمها مستتر يعود على (المجتهد) (كَامِلَ): خبر كان، وهو مضاف (الْآلَةَ): مضاف إليه (فِي الِاجْتِهَادِ): متعلق بـ (كامل) (فَـ): واقعة في جواب (إِنْ) والجواب محذوف يُعْلَمُ من السياق، والتقدير: (فهو المجتهد المطلق، أو فينظرُ إن اجتهد في الفروع ...الخ) (إِنِ): حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحُرِّكَ بالكسر لالتقاء الساكنين (اجْتَهَدَ): فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل مستتر يعود على المجتهد (فِي الْفُرُوعِ): متعلق بـ (اجتهد) (فَـ): عاطفة (أَصَابَ): فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم لأنه معطوف على (اجتهد) (فَـ): واقعة في جواب الشرط (لَهُ): متعلق بمحذوف خبر مقدم (أَجْرَانِ): مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى (وَ): عاطفة (إِنِ اجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ): معطوفة على جملة (إن اجتهد في الفروع فأصاب ...) وإعرابها مثلُها، و(واحد) نعت لـ(أجر) (وَ): استئنافية (مِنْهُمْ): متعلق بمحذوف خبر مقدم والضمير يعود على العلماء وإن لم يَجْرِ لهم ذكر في الكلام لفهمه من السياق (مَنْ): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر (قَالَ): فعل ماض والفاعل مستتر يعود على (مَنْ) وهو العائد (كُلُّ): مبتدأ، ومضاف (مُجْتَهِدٍ): مضاف إليه (فِي الْفُرُوعِ): متعلق بـ (مجتهد) (مُصِيبٌ): خبر وجملة (كل ... مصيب) في محل نصب مقول القول وجملة (قال كل... مصيب) لا محل لها من الإعراب صلة (مَنْ) وجملة (منهم مَنْ ...) لا محل لها من الإعراب استئنافية (وَ): استئنافية (لَا): نافية (يَجُوزُ): مضارع مرفوع (أَنْ): حرف مصدري ونصب (يُقَالَ): مضارع مبني للمجهول منصوب بـ (أن) وعلامة نصبه الفتحة و(أنْ) والفعل في تأويل مصدر مرفوع فاعل (يجوز) والتقدير: (ولا يجوز قِيلُ كلُّ مجتهد ...) (كُلُّ): مبتدأ، ومضاف (مُجْتَهِدٍ): مضاف إليه (فِي الْأُصُولِ): متعلق بـ (مجتهد) (الْكَلَامِيَّةِ): صفة لـ(أصول) (مُصِيبٌ): خبر المبتدإ (كل) وجملة (كل... مصيب) في محل رفع نائب فاعل (يقال) وهي مقول القول وجملة (يقال كل ... مصيب) لا محل لها من الإعراب صلة (أَنْ) وجملة (لا يجوز أن يقال ...) لا محل لها من الإعراب استئنافية (لِـ): لام التعليل حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب (أَنَّ): حرف توكيد ونصب (ذَلِكَ): (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم (أَنَّ)، واللام للبعد والكاف حرف خطاب، والإشارة إلى عدم جواز قيلِ إن كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيب (يُؤَدِّي): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل، والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على اسم الإشارة (ذا). والجملة من الفعل والفاعل وما تعلق بهما في محل رفع خبر (أَنَّ) وجملة (أَنَّ) واسمها وخبرها في محل جر باللام والجار والمجرور (لأن ذلك يؤدي ...) متعلق بـ (يجوز) في قوله: "ولا يجوز أن يقال ..." (إِلَى تَصْوِيبِ): متعلق بـ (يؤدي)، و(تصويب) مضاف (أَهْلِ): مضاف إليه، و(أهل) مضاف (الضَّلَالَةِ): مضاف إليه (مِنَ): بيانية، وهي حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وحُرِّكَ بالفتحة لالتقاء الساكنين واختيرت الفتحة على الكسرة لخفتها (النَّصَارَى): اسم مجرور بـ (مِنْ) وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ(أهل) والتقدير: أهل الضلالة الكائنِينَ من النصارى (وَالْمَجُوسِ، وَالْكُفَّارِ، وَالْمُلْحِدِينَ): معطوفات على النصارى
__________________
|
#289
|
|||
|
|||
(وَ): استئنافية
(دَلِيلُ): مبتدأ، ومضاف (مَنْ): اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه (قَالَ): فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل مستتر يعود على (مَنْ) وهو العائد (لَيْسَ): فعل ماض ناسخ ناقص من أخوات (كان) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (كُلُّ): اسم (ليس) مرفوع، وهو مضاف (مُجْتَهِدٍ): مضاف إليه (فِي الْفُرُوعِ): متعلق بـ (مجتهد) (مُصِيبًا): خبر (ليس) منصوب وجملة (ليس ... مصيبا) في محل نصب مقول القول وجملة (قال ليس ...) لا محل لها من الإعراب صلة (مَنْ) (قَوْلُهُ): (قول) خبر المبتدإ (دليل)، و(قولُ) مضاف والهاء مضاف إليه وجملة المبتدإ وخبره (دليلُ ... قوله) لا محل لها من الإعراب استئنافية (): تقدم مثلها (مَنِ): حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (اجْتَهَدَ): فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل مستتر يعود على (مَنْ) (فَـ): عاطفة (أَصَابَ): معطوف على (اجتهد) فهو في محل جزم مثله (فَـ): حرف ربط (لَهُ أَجْرَانِ): جملة من مبتدإ مؤخر وخبر مقدم وهي جملة جواب الشرط (وَمَنِ اجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ): معطوفة على الجملة السابقة ومثلها في الإعراب إلا أن العطف هنا بالواو: (وأخطأ)، وهناك بالفاء: (فأصاب)، و(واحد) نعت لـ(أجر) وجملتي (من اجتهد فأصاب ... ومن اجتهد وأخطأ ...) في محل نصب مقول القول (وَجْهُ): مبتدأ، ومضاف (الدَّلِيلِ): مضاف إليه (أَنَّ): حرف توكيد ونصب (النَّبِيَّ): اسم (أنَّ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (): تقدم مثلها (خَطَّأَ): فعل ماض، والفاعل مستتر يعود على النبي (الْمُجْتَهِدَ): مفعول به (تَارَةً): مفعول فيه (ظرف زمان) منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل (خَطَّأَ). وجملة (خَطَّأَ المجتهدَ تارة) في محل رفع خبر (أَنَّ) وجملة (أَنَّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر مرفوع خبر المبتدإ (وجه الدليل) (وَ): حرف عطف (صَوَّبَهُ): فعل ماض وفاعل مستتر يعود على (النبي) ومفعول به (الهاء) (أُخْرَى): صفة لموصوف محذوف يدل عليه ما تقدم والتقدير: (وصوَّبَهُ تارة أخرى)، وصفة المنصوب منصوبة، وعلامة نصبها فتحة مقدرة على آخرها منع من ظهورها التعذر وجملة (صوَّبَهُ أخرى) في محل رفع معطوفة على جملة (خَطَّأ المجتهدَ) وجملة (وجه الدليل أن النبي ...) لا محل لها من الإعراب استئنافية
__________________
|
#290
|
|||
|
|||
المعنى لما انتهى من الكلام على (التقليد) شَفَعَهُ بالكلام على (الاجتهاد) فذَكَرَ تعريفه ثم تكلم عن مسألتين هامتين وهما: هل كل مجتهد في الفروع مصيب؟ وهل كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيب؟ فأما الاجتهاد لغة: فهو بذلُ الْجُهْدِ أي الطاقة واصطلاحا: (بذلُ الفقيهِ جُهدَه في بلوغ الغرض) أي في الوصول إلى الغرض وهو الحكم الشرعي والمراد أن يبذل المجتهد تمامَ طاقته في النظر في الأدلة الشرعية بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد على ذلك[1] ليحصل له الظن الغالب بالوصول للحكم الشرعي. قال: "فَالْمُجْتَهِدُ إِنْ كَانَ كَامِلَ الْآلَةَ فِي الِاجْتِهَادِ" المجتهد الموصوف بهذا هو المجتهد المطلق، ولو أسقط قوله: "إِنْ كَانَ كَامِلَ الْآلَةَ فِي الِاجْتِهَادِ" لكان أفضل ؛ ليشمل المجتهد في المذهب ومجتهد الفتوى؛ لأن الظاهرَ جريانُ الحكم المذكور فيهما أيضا. قال: "فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْفُرُوعِ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنِ اجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ"؛ أما (الفروع) فهي المسائل الفقهية الظنية التي ليس فيها دليل قاطع؛ لأن هذا هو موضع الاجتهاد[2]. فإن اجتهد في استنباط الحكم فأصاب أي وافقَ حكمُهُ حكمَ الله فله أجران: أجرٌ على اجتهاده، وأجرٌ على إصابته، والمراد بالأجر ثواب عظيم من الله لا يعلم مقدارَهُ إلا اللهُ . وإن أخطأ في اجتهاده فله أجر واحد على اجتهاده، وخطؤه مغفور له لعدم تقصيره في ذلك. أما إن لم يبذل وسعه في ذلك وأخطأ فهو آثم غير مأجور[3]. وهذا معناه أنه ليس كلُّ مجتهد في الفروع مصيبا وهذا هو الصحيح وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد وقول لأبي حنيفة. وهناك رأي آخر يقول: بل كل مجتهد في الفروع مصيب وهو القول الآخر لأبي حنيفة وإليه ذهب بعض الشافعية وبعض المالكية. ______________________ [1] قرة العين بشرح ورقات إمام الحرمين وحاشية السوسي على قرة العين 169 -170. [2] شرح الورقات لعبد الله الفوزان 135. [3] حاشية الدمياطي على شرح المحلي على الورقات 23.
__________________
|
#291
|
|||
|
|||
قال: "وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْأُصُولِ الْكَلَامِيَّةِ مُصِيبٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى تَصْوِيبِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنَ النَّصَارَى، وَالْمَجُوسِ، وَالْكُفَّارِ، وَالْمُلْحِدِينَ".
والمراد بـ (الأصول الكلامية) مسائل الاعتقاد كالشهادتين وصفات الباري ونحوها و(المجوس): هم عباد النار والقائلين بأن للكون إلهين: إله الظلمة وإله النور. و(الملحدين): جمع ملحد وهو من كفر بالأديان كلها والمعنى: أنه لا يجوز أن يقال: إن كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيبٌ؛ لأن هذا يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة والباطل من النصارى القائلين بالتثليث وأن الله ثالث ثلاثة: فالآب إله، والابن إله، والروح القدس إله. كما يؤدي إلى تصويب مذهب المجوس الذين يعبدون النار والقائلين بأن للكون إلهين اثنين: إله النور وإله الظلمة. كما يؤدي هذا القول كذلك إلى تصويب مذهب الكفار. واعلم أن الكفر نوعان: أ- كفر أكبر مخرج من الملة وهو: - كفر الإعراض عن الحق وعدم قبوله، ب- وكفر أصغر غيرُ مخرج من الملة: ويشمل جميع المعاصي[1]. - وكفر العناد والاستكبار يعني يعرفون الحق ثم يتكبرون عن قبوله ككفر إبليس، - وكفر التكذيب، - وكفر النفاق الأكبر. وكذلك يؤدي إلى تصويب مذهب الملحدين الذين لا يؤمنون بإله موجود. فالحاصل أن قولَ: (كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيب) قولٌ باطل ظاهر البطلان ثم ذكر المصنفُ دليل قولِ مَنْ قال: "ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا" وهو حديثُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»[2]. وهذا لفظ البخاري ومسلم وقد ذكره المصنف بلفظ مختلف. ووجه الدليل من الحديث: أنه خَطَّأَ المجتهدَ تارةً وصوَّبَهُ أخرى فدلَّ على أن المجتهد قد يصيب وقد يخطيءُ وإذا أخطأ لم يكن مصيبا وهو المطلوب فدل على المطلوب وهو: (ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا) وهذا هو الصحيح، والله أعلم. ______________________________ [1] شرح الورقات لعبد الله الفوزان 137. [2] صحيح: رواه البخاري (6919)، ومسلم (1716) _____________________________ وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية ما أردناه من التعليق والشرح والتوضيح لهذا المتن المبارك بعد نحو ستة أعوام متتابعة أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيه وأن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم لا رياء فيه ولا سمعه. والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّمَ تسليما كثيرا وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
__________________
|
#292
|
|||
|
|||
جزاك الله خير الجزاء و نفعك بعلمك و نفع بك . هذا ، و نتمنى على إدارة الملتقى تحويل الشرح إلى صيغة ( pdf ) ليعم النفع به
|
#293
|
|||
|
|||
جزاكم الله الجنة وجعل ما كتبتموه ذخرا وحسنات يوم القيامة وآتاك الله حسنة في الدنيا و الاخرة
|
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
إعراب متن الورقات | ابومحمدبشير | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 2 | 08-02-2014 11:17 PM |
طلب : كتاب يهتم بإعراب الكلمات | أبُو فراس | أخبار الكتب وطبعاتها | 0 | 31-05-2013 01:59 PM |
المسائل التي اُعترضت على الجويني في الورقات / من شرح الشيخ صالح العصيمي - حفظه الله تعالى - | متبع | حلقة العلوم الشرعية | 9 | 01-06-2012 07:55 AM |
شرح نظم الورقات - محمد بن عثيمين ( دروس صوتية ) | أم محمد | المكتبة الصوتية | 0 | 13-09-2011 09:31 PM |