ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > مُضطجَع أهل اللغة
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 27-04-2010, 08:53 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي كلام شريف للأستاذ محمود شاكر

هذا كلام شريف للأستاذ محمود شاكر أحببت لكم أن تقرؤوه. وهو مقتضب من مقاله الموسوم ب: أسواق النخاسة.

كتب العلامة محمود شاكر:
إن الشهرة والشهادة هما شيئان لا قيمة لهما في العلم والأدب, فبناء العلم على نجاح التجربة واستواء المنطق وإقرار العقل, وبناء الأدب على صدق الإحساس وحدة الإدراك وسمو العاطفة وقوة الحشد وبراعة العبارة والأداء. فإذا لم تكن الشهرة من هذا تستفيض وعنه تَشرع, فما غناؤهما على صاحبها إلا بعض الأباطيل التي تنفش في عقول الأمم الضعيفة والأجيال المستعبدة بالأوهام والتهاويل. والشهادة ما هي إلا إجازة الدولة لأحد من الناس أنه قد تحرر من طلب العلم والأدب على القيود التي تتقيد بها المدارس والجامعات في أنواع بعينها من الكلام, وأنه قد حصل في ورقة الامتحان ما فرض عليه تحصيله بالذاكرة, ثم ترفع الشهادة يدها عن معرفة ما وراء هذا التحصيل وما بعده وما يصير إليه من الإهمال أو النسيان أو الضعف أو الفساد. فحين يغادر أحدهم الجامعة حاملا شهادته مندمجا في زحمة الجماعة تفقد الشهادة سلطانها الحكومي - أو هكذا يجب أن يكون - ولا يبقى سلطان إلا للرجل وأين يقع هو من العلم أو الأدب أو الفن؟ وهل أصاب أو أخطأ ؟ وهل أجاد أو أساء ؟ وهكذا فهو لا ينظر إليه إلا مغسولا غفلا من مكياج الدبلوم والليسنس والماجستير والدكتوراه .. وما إليها, وإذن, فأولى ألا ينظر إليه عن شهادة قوم لم يكن سبيلهم إلى التحكم في أسواق العلم والأدب إلا الشهادات المستحدثة, والشهرة النابغة على حين فترة وضعف واختلاط وجهل كان في الأمة حين كان أقل العلم وأشف الأدب يرفعان صاحبهما درجات من التقدير والإجلال والكرامة.
منازعة مع اقتباس
  #2  
قديم 27-04-2010, 10:05 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي

وقال في التقليد:

ومن بلاء الأمم الضعيفة بنفسها أن انبعاثها إلى التقليد - تقليد القوي - أشد من انبعاثها لتجديد تاريخها بأسباب القوة التي تدفع في أعصابها عنفوان الحياة. والضعف يجعل محاكاة القوي أصلا في كل أعماله. فلما فسدت قيادة أصحاب الرأي عند هذه الأمم الضعيفة, وكان لابد للمستيقظ من أن يعمل, كان عمل الأفراد متفرقين منسحبا على أصلين: ضعف أورثهم إياه ضياع كيان الدولة السياسي, وضعف كرثهم به تفرق القيادة وشتات الأغراض, فلا جرم أن يكون كل عمل موسوما بسمة من ضعف مظاهر بضعف صاحبه, ولا جرم أن يكون أعظم أعمالنا هو تقليد أعمال الناس على الهوى والجهل والدهشة المتصرفة بغير عقل.

هذا كل شيء تحت أعيننا وبأيدنا: بيوتنا, مدارسنا, أبناؤنا, رجالنا, نساؤنا, علمنا, أدبنا, فننا, أخلاقنا ... كل ذلك على الجملة والتفصيل قد وسم بميسم الضعف والتفرق وانعدام التشاكل بين أجزائه التي يتكون من مجموعها معنى الأمة, وكلها تقليد قد تفرقت في جمعه أهواء أصحابه من هنا وهنا. والتقليد بطبيعته لا يتناول من الأشياء إلا ظاهرها, فكل مآخذنا من أجل ذلك ليست إلا مظهرا.

هذه المرأة - وهي فن الحياة الذي يشتهي أبدا أن يبدع حتى في الأذى - ما تكاد تراها عندنا إلا دمية ملفقة من الحضارات وبدعها...ثيابها, زينتها, جليها, تطريتها, شعرها, تطريف بنانها, مشيتها, منطقها....كل ذلك أجنبي عنها متكلف منتزع من مظاهر غانيات باريس وعابثات هوليوود, ليس له من جنسها ولا أصلها شبه تنزع إليه, وأسمجه أنه ملفق لا يتشاكل تشاكل المصدر الذي اجتلب منه بالتقليد.

وهذا الكاتب وهذا الشاعر - وهما فن الحياة الذي يعمل أبدا في تجديد معانيها بالتأثير والبيان - لا تجد فيما يكتب أكثرهم إلا المعاني الميتة التي نقلت من مكانها بالاعتناف والقسر فوضعت في جو غير جوها فاختنقت فمات ما كان حيا من بيانها في الأصل الذي انتزعت منه.

وهكذا...هكذا كل شيء تأخذه العين أو يناله الفكر, إنما هو دعوى ملفقة وتقليد مستجلب وبلاء من البلاء. ولا نزال مقلدين حتى يستطيع الأحرار - وهم قلة مشردة ضائعة - أن يبسطوا سلطانهم على الحياة الاجتماعية كلها, ويردوا إلى الأحياء بعض القلق الروحي العنيف الذي يدفع الحي إلى الاستقلال بنفسه والاعتداد بشخصيته, والحرص على تجديد المواريث التي تلقاها من تاريخه, ويغامر في الحضارة الحديثة بروح المجدد لا بضعف المقلد, فعندئذ ينتزع من الحضارة الأسباب التي تنشأ بقوتها الحضارات, ولا يكون موقفه منها موقف المسكين الذليل المطرود من المائدة...ينتظر وفي عينيه الجوع ليتقحم من فتاتها.
منازعة مع اقتباس
  #3  
قديم 29-04-2010, 08:34 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي

وقال في مقاله الموسوم ب"الهجرة":

فالشاب حين يخرج إلى الحياة العقلية والفكرية تستهويه أسماء المفكرين من الكتاب والشعرءا والفلاسفة فتستهيمه وتذهب بهواه وعقله إلى الأخذ عنهم والإقتداء بهم والسير على مناهجهم, ولا يزال كذلك في تحصيل وجمع وتأثر واتباع حتى يتكون له قوام عقلي يجرئه على الاستقلال بفكره ورأيه ومذهبه. فالقدوة والأسوة هي مادة الشباب التي يتم بها تكوينه العقلي على امتداد الزمن وكثرة التحصيل وطول الدُرْبَة, فإذا كان ذلك كذلك فالكتاب والشعراء والفلاسفة وأصحاب الرأي وكل من يعرض نتاجه العقلي للشباب, ويكون عرضة الاقتداء والتأسي والتأثر - يحملون تبعة تكوين العقول الشابة التي ترث علومهم وأفكارهم ثم تستقل بها وبإنتاجها الخاص, وكذلك يكون هذا الإنتاج الخاص ضاربا بعرق ونسب إلى الأصل الأول الذي استمد منه واتبعه وتلقى عنه.

هذا ... , فتبعة الكتاب والأدباء أمانة قد تقلدوها وحملوها, ثم ارتزقوا منها أيضا وأكلوا بها وعاشوا في الدنيا الحاضرة بأسبابها, فهم على اثنتين: على أمانة قد فرض عليهم أن يؤدوها إلى من يخلفهم من الشباب الذي يتبعهم ويتأثر بآدابهم, وعلى شكر للمعونة التي يقدمها لهم الجيل الشاب الذي يبذل من ماله ليشتري منهم ما يكتبون وما يؤلفون وما يقدمون للتاريخ من آثارهم ليكسبوا به خلود الاسم وبقاء الذكر.

وشبابنا اليوم قد تهدمت عليه الآراء, وتقسمته المدنية الأوربية الطاغية, وهو لا يجد عصاما يعصمه من التدهور في كل هوة تنخسف بين يديه وهو مقبل عليها بشبابه ونشاطه واندفاعه وعنفوان قوته في الشوط الذي يجريه من أشواط حياته. والمدارس في بلادنا لا تكاد تعطيه من الرأي أو من الفن أو من الأدب ما يبل أدنى ظمأه إلى شيء من هذه الأشياء, وإذن فليس يجد أمامه إلا المجلات والصحف والكتب التي يقدمها له أصحاب الشهرة من كتابه الذين ترفع له أسماؤهم في كل خاطرة وعند كل نظرة. وهو لا ينى يستوعب منهم أساليبهم وأفكارهم وآراءهم وما يدعونه إليه من موائدهم.

فهل ينصف هؤلاء الكتاب هذا الشباب؟ أتراهم قد عرفوا قدر أنفسهم عند الشباب فعبأوا له قواهم احتفالا بشأنه وحرصا على مصيره الذي هو مصير الأمة ومصير مدنيتها؟ أنا لا أرى ذلك إلا في القليل ممن عرفهم الشباب وجعلهم نصب عينه, واتخذ أساليبهم فتنة يهوى إليها.
منازعة مع اقتباس
  #4  
قديم 30-04-2010, 08:36 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي

وقال في مقاله "الرأي العام":

والإسلام في بنائه قائم على مصلحة الجماعة, وجعل المسلمين يدا على من سواهم, وأن يكونوا كالبنيان يشد بعضه بعضا. وهذه مصلحة مقدمة على كل المصالح الأخرى. وهي مقدمة على فروع الفقه الإسلامي, كما قدم الجهاد في سبيل الله على كل عمل من أعمال الإسلام.

والإسلام في أصله أيضا لا يعرف من نسميهم اليوم رجال الدين فإنما هم من المسلمين يعملون أول ما يعملون في حياطة الجماعة وإقامة كيانها الاجتماعي والسياسي بالعمل, كما يعمل فيه سائر الناس في وجوه العيش وضروب البناء الاجتماعي. وليس الانقطاع للجدل في الفقه والسنن والتوحيد عملا من أعمال الحياطة إلا أن يبنى على المسامحة والأخوة والرضا وترك اللجاج والمعاندة, وإلا فهو شر كبير يجب على المسلمين أن يحسموا أصله.

فإذا استقر البناء الاجتماعي للأمم الإسلامية على أصول الإيمان المبصر والتقوى الهادية, وتبرأت النفوس والقلوب من غوائل الضعف والذلة والخضوع, وقام على الأمم الإسلامية قرآنها يهديها, ويهذب شعوبها, ويرقق أفئدتها لدين الله, ويؤلف قلوبها على إعلاء كلمة التوحيد, ويجمعها على دستور الإسلام في التشريع الواضح الحازم القوي, ويجعل الاجتماع في كل بلد إسلامي اجتماعا بريئا من فتن الغواية ومحدثات الشر, ثم تكون للمسلمين حضارة من أصل دينها تضارع الحضارات التي تناوئ شعوبها وتستذلها, - إذا كان ذلك كله - فعندئذ يستطيع الحكم الإسلامي أن يرد ما يبقى من البدع التي غلبت على أهل الجهالة بالسلطان الحاكم لا بالكلام المفرق بين الناس وإذن فأجدر العملين برجال الإسلام من أصحاب الفقه والشريعة والتوحيد أن يعملوا على إنقاذ المجتمع الإسلامي من أسباب ضعفه بهدايته بأسباب القوة الأخلاقية والفكرية التي جعلت المسلمين في ثمانين عاما سادة حاكمين على الإمبراطورية التي جاهد الرومان في بنائها ثمانمائة عام ... وإلا فلن يكون بعد مائة عام محمل في حج ولا محراب في مسجد.
منازعة مع اقتباس
  #5  
قديم 03-05-2010, 10:53 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي

وقال الأستاذ محمود شاكر في مقاله: ويلك آمن!!!

المدنية الأوربية الحديثة هي التي استطاعت أن تنفذ بالعقل في ضمير الحياة تستنبط منه ناموس الحياة التي تدب على الأرض ومع ذلك فهي التي سلبت هذا العقل قدرته على الخضوع للروح لتمده بالنور المشرق الذي يستضيء به في رفع الإنسانية درجة بعد درجة إلى مراتب الملائكة, أي إلى مرتبة الروحانية الصافية التي تنهل أضواؤها على النفس والقلب والروح, فتروى من فيضها, وترث من ذلك نورا ورحمة وسكينة, وتنبت غرسها الإلهي الذي يجنيه الإنسان هداية وعدلا وسعادة, فتتضاعف به الحياة حتى يقوى الخير فيها ويضوى الشر.

لقد أخفقت هذه المدنية في سعيها لخير الإنسان, وأثبتت بكل دليل أنها مهما تكن أحسنت إلى الإنسانية فلم تحسن مرة واحدة أن تضبط نوازع النفس, وتردها إلى الطريق الواحد الذي ينبغي أن تصدر عنه, حتى تكون كل أعمالها نقية طاهرة متشابهة. ذلك الطريق هو طريق الروح الذي لا يتم لعمل تمام ولا يظفر بخلود أو بقاء, إلا أن يكون فيه مس الروح وطهارة الروح, وقدس الروح.

أطلقت هذه المدنية في الدم الإنساني كل ذئاب الشر والرذيلة, فخرجت من مكانها جائعة قد سلبها الجوع كل إرادة تحملها على بعض الورع الذي يكف منها, فعاثت في إنسانية الإنسان حتى جن, وتنزى في الأرض وحشا يجعل شريعته المقدسة تنبع أحكامها من معدته, ومن أحكام هذه المعدة ومطالبها, وكذلك انقلب النظام الاجتماعي في العالم من نظام روحي عقلي سام, إلى نظام اقتصادي تجاري ضار, الآكل والمأكول فيه سواء, لأن النية انقعدت في كليهما على الافتراس, وما الفرق بينهما إلا فرق القوة التي أعدت هذا للظفر, وأسلمت ذلك إلى العجز, فدفعت به على رحى تدور بأسباب من الطغيان والفجور.

وما هي شريعة المعدة في هذه المدنية الاقتصادية التجارية؟ هي شريعة السوق التي لا تعرف قيمة الشيء إلا في ميزان من الطلب. فما طلب فهو الجيد, وما عمى على الطالب فهو الرديء الذي لا قيمة له, وكل شيء قائمة في جوهره على النزاع الذي لا تسامح فيه, والأمر كله للغلبة: غلبة الأقوى, لا غلبة الأعدل, غلبة الحيلة لا غلبة الصدق, غلبة البراعة لا غلبة الحق.
منازعة مع اقتباس
  #6  
قديم 05-05-2010, 07:08 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي أخوك أم الذئب!

وقال في مقاله "أخوك أم الذئب!":

إن الشرق لا يؤتى ولا يغلب إلا من قبل أهله. هذه هي القاعدة الأولى في السياسة الاستعمارية الماضية, فعملت هذه السياسة على أن تنشر في الشرق عقولا قد انسلخت من شرقيتها وانقلبت خلقا آخر, وقلوبا انبتت من علائقها ولصقت بعلائق أخر, وبهذه العقول المرتدة والقلوب المرتكسة استطاع الاستعمار أن يمد للشرق طريقا محفوفا بالكذب والضلال والفسوق, يختدعه عن الصراط السوي الذي يفضي به إلى ينبوع القوة الذي يتطهر به من شرور الماضي وأباطيل الحاضر, فيمتلك من سلطان روحه ما يستطيع به أن يهدم الأسداد التي ضربت عليه, ويجتاز الخنادق التي خسفت حوله.

لقد لقينا بهؤلاء العنت حين استحكم لهم أمر الناس فتسلطوا عليهم بالرأي وأسبابه, فخلعوا بسوء آرائهم على الشرق ليلا من الاختلاف لا يبصر فيه ذو عينين إلا سوادا يختفي إذ يستبين. وكانوا له قادة فاعتسفوا به كل مضلة مهلكة تسل من قلب المؤمن إيمانه, وتزيد ذا الريبة موجا على موجه. فلما كتب الله أن يدفع مكر هؤلاء بقوم جردوا أنفسهم للحق, رأوا أن يلبسوا للناس لباسا من النفاق يترقون به إلى التلبيس عليهم ما حذقوا من المداورة, وما دربوا عليه من فتن الرأي, وما أحسنوا من حيلة المحتال بالقول الذي يفضي من لينه إلى قرارة القلوب, حتى إذا استوى فيها لفها لف الإعصار, واحتوشها من أرجائها, ثم انتفض فيها انتفاض الضرمة على هبة الريح في هشيم يابس.

وقد أقبلت على الشرق أيام تتظاهر فيها الأقدار على أن تسلم إليه قيادة مدنيته الجديدة بعد طول الابتلاء وجفاء الحرمان, وجاءت مع هذه الأيام فتن يخشى أن تضرب أوله بآخره حتى لا يقوم شيء هو قائم, ولا يبقى من أعلام الماضي إلا آثار التاريخ التي تقف شواهد على ما مضى وآيات لما يستقبل. فإذا كان ذلك, فإن الحكمة والحزم والجد أن نميز الخبيث من الطيب, وأن نختار لأنفسنا قبل البدء, وأن يلي منا أمر القيادة من هو حق صاحبها والقائم عليها والمحسن لتصريفها وتدبيرها وسياستها, وإلا انفلتت من أيدينا حبال الجمهور المتحفز, فانتشر على وجوهه وتفرق, وكأن ما كان لم يكن, وكأن الفرصة قد عرضت لنا لتدع في قلوبنا بعد ذلك حسرة لا تزال تلذع بالذكرى.
منازعة مع اقتباس
  #7  
قديم 07-05-2010, 10:50 PM
علي الحمداني علي الحمداني غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jul 2008
السُّكنى في: مغرب الشمس
التخصص : طالب
النوع : ذكر
المشاركات: 67
افتراضي من أنا؟؟

وقال في مقاله "يوم البعث":

إن الشرق اليوم يجب أن يسأل سؤالا واحدا يكون جوابه عملا صارما نافذا لا يرعوي دون غايته, وهذا السؤال هو أول سؤال ينتزع إنسانية الحي من الموت الفادح, إذا كان الدافع إليه هو رغبة النفس في تحقيق إرادتها تحقيقا لا يبطل. من أنا؟ هذا هو السؤال, فإذا أخذ الشرق يسأل يحاول أن يصل إلى حقيقته المضمرة في تاريخه, فهذا بدء النصر على الأيام الخاملة التي غط غطيطه في كهوفها المظلمة.

ولكن البحث عن الحقيقة هو أبدا أروع شيء وأخوف شيء, فإن السائل شاك حائر, فإذا لم يستعن في حيرته بالسداد في الرأي وطول التقليب وحسن الاختيار وبالله التوفيق, فإن السؤال سوف ينزع به ويَنْبُثُ عليه ويأخذه ويدعه حتى تتحطم قوته على جبل شامخ قد انغرست فيه أشواك صخرية من الحصا المسنون, ويرجع مجرحا تدمى جروحه, يتألم ويتوجع ويشتكي قد أعياه الصبر على الذي يلقاه من أوجاعه.

فحاجتنا في البحث عن الحقائق التي يتطلبها هذا السؤال, أن نتدرع بقوة اليقين مما نحن مقبلون عليه من مجاهله ومنكراته, وأن نستجيش للنفس كل ما يزعها ويكفها عن الشك والتردد, وأن نقبل على دراسة أنفسنا بفضيلة المتعلم المتواضع, لا برذيلة المتعالم المتشامخ, فإن بلاء التعلم والدرس هو كبرياء الحمقى وغرور ذوي العناد والمكابرة.

والأمر كله الآن بيد الشعب أفرادا أفرادا, فإن العادة المستقبحة في هذا الشرق أنه يكل كل أمره إلى حكوماته التي أثبتت بوجودها إلى اليوم أنه لا وجود لها في حقيقة الحياة الشرقية. فالحكومات لا تستطيع أن تضع في روح الشعب هذا الإلهام الإلهي السامي الذي يشرق نوره على الإنسانية فيجلي لها طريقها, وينفي عنها خبثها, ويغسلها بأضوائه المنهلة من أعراض البلادة وجراثيم التفاني والانقراض.

ليس لشرقي أو عربي بعد اليوم أن يقف مستكينا يقول لحكومته: افعلي من أجلي يا حكومتي العزيزة!! بل يجب أن تكون كلمته: اعملي يا حكومتي فإذا أسأت فأنا الذي سيصحح أخطاء أعمالك الرديئة! ويجعل كل أحد منا همه ساميا إلى غاية, وأمله معقودا بغرض, ويبيت ليله ونهاره يتدارس في نفسه وفي أهله وفي عشيرته وفي شعبه, وفي التاريخ النبيل, وفي التراث المجيد حقيقة ما يجب أن يتعرفه من شُعَب هذا السؤال الواحد: من أنا؟؟
منازعة مع اقتباس
  #8  
قديم 25-12-2013, 12:00 PM
أحمد فاقي النعيمي أحمد فاقي النعيمي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Dec 2013
السُّكنى في: المدينة المنورة
العمر: 32
التخصص : الشريعة
النوع : ذكر
المشاركات: 7
افتراضي


جزاكَ الله في الدنيا سروا ... وفي الفردوس يمنحك الخلودا
__________________
دَبَبْتُ للمجدِ ، والسَّاعون قد بَلَغوا ... جَهْدَ النفوس وأَلْقَوْا دونه الأُزُرا

فكابَدوا المجدَ حتى مَلَّ أكثرهم ... وعانَقَ المجدَ مَنْ أَوْفَى ومَنْ صَبَرا

لا تَحْسَبِ المجدَ تمراً أنتَ آكِلُه ... لن تَبْلُغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبِرا

منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
سؤال : عن مقال للأستاذ محمد رشاد الحمزاوي شيخ المنتدى حلقة النحو والتصريف وأصولهما 6 06-09-2009 03:40 AM
كلام عربي لكنه صعب محمد سعد حلقة فقه اللغة ومعانيها 0 05-06-2008 08:58 PM
من ملتقطات كلام الناس محمد سعد حلقة الأدب والأخبار 1 02-06-2008 12:13 AM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ