|
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد ![]() أما بعد فقد كان من خبر هذا الكتاب أنني حين شرعت في الطلب قديما كنت أقرأ مع بعض الإخوان كتاب الإيمان لمحمد نعيم ياسين فلما وصلنا إلى مبحث الإيمان بالملائكة ذكر أنه يجب الإيمان بالملائكة الذين وردت أسماؤهم في الكتاب أو السنة بالتفصيل. فكان قوله: "يجب ... بالتفصيل" شديد الوقع على نفسي وسألت كيف السبيل إلى ذلك؟ أعني إلى معرفة كل الملائكة الذين ذكروا في الكتاب والسنة بالتفصيل، فكانت كل الأجوبة لا تشفي غليلي. فسألت هل يوجد كتاب جامع في هذا الأمر؟ أعني كتاب أُفْرِدَ للحديث عن الملائكة تفصيلا، فكان الجواب: لا يوجد، وكم تمنيت أن لو وُجِدَ مثل هذا الكتاب لِيَتِمَّ إيماننا بهذا الركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالملائكة على وجهه. ثم مضى نحو عقد من الزمان وإذا بأخي محمد يرغب إليَّ أن أضع كتابا عن الملائكة فأثار ما كان في نفسي قديما، وقلت في نفسي: إنها أمنية قديمة ولكني لست أهلا لها، ثم بعد أيام أعاد طلبه هذا، وظل مدة من الزمان يسألني ذلك وقال: إن التأليف الآن قد كثر جدا فإن لم تبدأ في صنع هذا الكتاب صنعه غيرُك، فكنت أتمنى أن يصنعه غيري لصعوبته وعدم وجود تأليف سابق فيما كنت أظن، وقلة المراجع بين يدي، إلا أنني كنت أتمنى أن أصنعه أنا ولكنها كانت أمنية بعيدة إذ كنت أعلم أنني لست لها أهلا. فلما زاد إلحاح أخي محمد على هذا الأمر وانشرح صدري له عزمت على البدء في جمع مادته ولكن لم يكن عندنا من الكتب ما يُمَكِّنُنا من ذلك، فعزمتُ في صيف عام 1997م على البدء بما تيسر لدي فشرعت في قراءة صحيح البخاري وكان عندي الطبعة اليونينية غير كاملة، وبعض أجزاء من صحيح مسلم طبعة دار التحرير وعلى هامشها تعليقات مأخوذة من شرح الإمام النووي فبدأت باستخراج ما فيهما من الأحاديث عن الملائكة وفي أثناء ذلك إذا بأخي محمد يشتري سنن الدارمي فأخذته فقرأته كله واستخرجت ما فيه وهو قليل جدا، ثم جاءني بسنن الدارقطني فقرأتها كلها واستخرجت ما فيها، ومشيت هكذا لا يقع تحت يدي كتاب إلا قرأته كله لاسيما إذا كان من كتب السنة فقرأت صحيح سنن النسائي للإمام الألباني كله وبعض ضعيف النسائي وسنن ابن ماجه تحقيق عبد الباقي قرأتها كلها أو بعضها لا أذكر الآن، وأكثر سنن أبي داود وبعض سنن الترمذي والشمائل له والزهد لابن المبارك والزهد لأحمد وتلبيس إبليس لابن الجوزي والنهاية في الفتن والملاحم لابن كثير والصحيح من التذكرة للقرطبي وتنبيه الغافلين للسمرقندي وكل ما وقع تحت يدي في هذا الوقت قرأته كله أو جله حتى اجتمعت لدي مادةٌ كثيرة عن الملائكة، وفي أثناء ذلك جمعت كل أو أكثر الآيات التي تتحدث عن الملائكة ثم وقفت وقفة هامة لتنظيم هذه المادة وترتيبها فلما قمت بذلك وجدت أن ما اجتمع لدي عن ميكائيل يمكن تنظيمه بحيث يكون موضوعا كاملا فكتبت قصة ميكائيل كلها كما ستراها هنا إن شاء الله ![]() وقد استغرقتْ كتابةُ مسودةِ الكتاب نحو سنتين ونصف، كنت في أكثرها بعيدا عن كتبي إذ كنت ما زلت طالبا في الجامعة وأسكن في المدينة الجامعية وأعود للبيت كل خميس وجمعة ففيهما كنت أنتهز الفرصة للكتابة ولما انتهيت من مسودته في شتاء سنة 2000م لم أكن خَرَّجْتُ أحاديثه بل نقلت أحكام العلماء التي قابلتني فقط كأحكام ابن كثير وابن الجوزي وغيرهما، وذلك لعدم وجود الكتب بين يدي، فلما يَسَّر الله ![]() ثم لما انتهيت من ذلك أخذني أحد الأصدقاء –جزاه الله خيرا- إلى فضيلة الشيخ مصطفى العدوي لينظر في الكتاب وكان ذلك في عام 2004م ولكن لم يتيسر ذلك ولكن قابلت بعض تلامذة الشيخ فراجع معي كثيرا من أحاديثه وناقشني مناقشات جادة نافعة جزاه الله خيرا ونصحني نصائح أفدت منها كثيرا ومنها أن أحذف الضعيف فحذفت أكثره فكان نحو ثلث الكتاب حتى هممت بأن أصنع ضعيف قصص الملائكة. ثم عرضه أخي محمد على بعض دور النشر فأراد أحدهم شراءَه بثمن بخس دراهم معدودة تقل عن ثمن مسند الإمام أحمد طبعة شاكر! وعجبا والله لهؤلاء الناشرين! ولكني ولله الحمد لم أكن فيه من الزاهدين فأخذته واحتفظت به سنوات كثيرة ثم عرضته مرة أخرى بعد نحو عشر سنوات على بعض دور النشر في السعودية فوافقت إحدى الدور على نشره وطلبوا مني أن أعمل له (فَسْح إعلام = تصريح نشر) فكلفني ما كلفني حتى إذا انتهيت منه، إذا بهم يقولون: إن الدار لن تستطيع نشره الآن!! وهكذا ظل حبيس المكتب حتى وجدت هذه الدار التي تولت طباعته... فأرسلت لصاحبها الكتاب فأخذه، وثمنَ طباعته فأكله، فلا تسل عما وراء ذلك، وإنما أقول ذلك مصرحا به تبرئة للذمة لئلا ينخدع بهذه الدار أحد، لا رغبة في غيبة أحد، ويكفي أن تعلم أن صاحب هذه الدار بعد أن أخذ الكتاب وثمنه ماطلني كثيرا في مجرد الرد على الجوال؛ إذ لم يكن هناك وسيلة للاتصال بيننا إلا الجوال، وأنا في بلد وهو في بلدة أخرى، لكنه لما علم أني أعمل طبيبا في السعودية كانت هاتان الخصلتان (طبيب + في السعودية) كافيتين عنده لأن يأخذ الكتاب لنفسه! إذ هو خالٍ عن هاتين الخصلتين فليس طبيبا كما أنه لا يعمل في السعودية. وبناء على ذلك فهو أولى بهذا الكتاب مني، فكان أن قام بإغلاق هاتفه عني إذ كان يعلم أني لا أستطيع الوصول إليه إلا من خلاله، ثم لم يكتف بذلك بل قام بعمل (حظر) لرقمي فلا يصل إليه، ثم في مثل هذه الأيام من العام الماضي وصلت إليه في الأجازة وذهبت إليه حيث هو ووقعت معه عقدا (على ورق فقط طبعا) فلما عرف أنني سافرت (رجعت ريمة لعادتها القديمة)، وتبرئة للذمة أيضا أقول إنني تحصلت منه على نحو خمسين نسخة من الكتاب وكان الاتفاق أن يرسلها لي في السعودية وقد أعطيته ثمنها بل أكثر من ثمنها زيادة على ثمن الكتاب، ولكن ... ولأن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف! كما كتب هو على غلاف الكتاب الداخلي، وأيضا فقد مضى على طبع الكتاب نحو سنتين إلا قليلا، فقد استخرت الله ![]() هذا وأُذَكِّرُ إخواني بأن هذا أول عمل حديثي لي وبعض الأحكام الموجودة فيه لا أرضاها الآن ولكن ليس لدي الوقت الكافي لمراجعتها فأنا أكتب الكتاب كما طُبِعَ وكما كتبته قديما فما كان فيه من صواب فمن الله، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
![]() ،,
جزاك الله أجر كتابك الذي أعددتَه ، وجزاك أجر المشقة والتعب وتحرّي الصدق وطول عناء الكتابة والتمحيص ، إنّه هو الشكور . مبحث كتابكم - دكتور - مبحث مثرٍ ؛ نترقب نشرك له ، وجزاكم الله خيرا على التأمل في إحدى مخلوقاته - وإن كان التأمل معنويا - فيكفي أنّنا ملتزمون بالإيمان بالملائكة أجمعين ما علمنا من أسمائهم وما لم نعلم . أمّا عن صاحب دار النشر ؛ فلعل حبسه حقك يكون مغفرة لذنبك ، نسأل الله له الهدى وأن يستبرئَ من أكله حقك قبل فوات الأوان ، ولات الندم حين مناص ! أين ستكتبون أبواب الكتاب ؟ .. |
#3
|
|||
|
|||
![]() جزاكِ الله خيرا أختي الكريمة
أسعدتني مشاركنك جدا اقتباس:
سأكتبه هنا في الملتقى إن شاء الله ![]()
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
![]() وقد رتبته على تمهيد ومقدمة وأبواب
ذكرت في التمهيد شيئا مما أشرت إليه من قصة الكتاب وأما المقدمة فقد اشتملت على عدة أبواب هامة عن الملائكة منها: باب عن معنى كلمة (ملائكة) واشتقاقها، وحكم الإيمان بالملائكة، وذكر خلق الملائكة وفيه بحث عن وقت خلقهم، ثم باب عن أصناف الملائكة، وآخر عن أوصافهم، وباب عن عصمتهم وغير ذلك مما سيمر بك إن شاء الله ![]() وأما الأبواب فتأتي بعد المقدمة وأولها باب قصة جبريل عليه السلام وفيه فصول ثم باب قصة ميكائيل عليه السلام وفيه فصول ثم باب قصة إسرافيل عليه السلام وفيه فصول منها التوفيق بين التعارض الظاهري الكثير في قصته من مثل كونه لم يطرف منذ وكل بالصور مع ما ذكر من نزوله مع جبريل وميكائيل لبشارة إبراهيم عليه السلام وتعذيب قوم لوط وحروبه مع النبي ![]() ![]() ثم باب قصة ملك الموت عليه السلام وفيه فصول واستشكالات وأجوبتها، ومن فصوله فصل في ذكر الحالات التي لا يقبض فيها ملك الموت الأرواح ثم باب قصة منكر ونكير عليهما السلام وفيه فصول ثم باب ذكر ملك الأرحام وفيه فصول ثم باب ذكر ملك الجبال وفيه فصل واحد ثم باب ذِكْرُ الحفظة على العباد وفيه فصول ثم باب ذكر خزنة السماوات وفيه فصلان ثم باب ذكر حملة العرش وفيه فصول ثم باب ذكر الحافون من حول العرش ثم باب الملائكة وعلامات الساعة وفيه فصول ثم باب الملائكة يوم القيامة وفيه فصول ثم باب ذكر خزنة النار وفيه فصول ثم باب ذكر خزنة الجنة وفيه فصل واحد وفوائد ثم بابٌ يشمل فصولا بديعة عن الملائكة منها: فصل عن الملائكة الذين نزلوا من السماء أول مرة، وفصل عن الذين رأوا الملائكة وآخر عن الذين سمعوا الملائكة وغير ذلك ثم ختمته بباب الفضائل. فتم به الكتاب، ولله الحمد والمنة
__________________
|
#5
|
|||
|
|||
![]() ،, ماشاء الله لا قوة إلا بالله . أظنّ أنّ تأليف هذا الكتاب فتحٌ مِنَ الله عليك ، ما سبقك أحدٌ إليه . كنتُ سمعتُ قصةً قيل إنّها أثرٌ عن المَلَكِ المُوكّل إليه السحاب ؛ فإنّه إذا ضرب السحاب بسوطه سمعنا الرعد ؛ فإذا اصطدم سوطُه بالسُحب رأينا البرق ناشئا عن قوة الاصطدام ؛ فسعيت ُ للوقوف على صحّة هذا الأثر فلم أهتدِ إلى شيء ، فهنيئا لكم - دكتور - جُهدكم الطيّب الذي سينفع المسلمين إن شاء الله . اقتباس:
ازداد الترقّب لقراءة الكتاب بما ذكرتموه إجمالا ، نسأل الله لك الأجر اقتباس:
اقتباس:
ما يزيد النفس انشراحا بأنّها مقبلة على قراءة هذا الكنز هو تحريكم النقل مما ورد في النصوص الشرعية ؛ إذ اطمأنّ القلب إلى نقاء المَعين فأقبلت النفس شغفا . .. |
#6
|
|||
|
|||
![]() جزاكِ الله خيرا أختي الكريمة
وقصة الملَك الموكل بالسحاب ستأتي - إن شاء الله ![]()
__________________
|
#7
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينـه ونستغفـره، ونعـوذ بالله من شـرور أنفسنا ومن سيئـات أعمالنا، من يهده الله فلا مضـل له، ومن يضلل فلا هـادى له. وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أما بعد: فقد شكا إلىَّ بعضُ إخواني -أصلح اللهُ شانَهم وشاني- ندرةَ وجود كتاب جامع عن قصص الملائكة المكرمين-صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-[1] وهذا الموضوع مع جلالته وتطاولِ الأزمان عليه لم يَتَصَدَّ أحدٌ لوضع كتاب عنه فيما أعلم –والله أعلم- إلا ما كان منثورا في كتب العقيدة من الحديث عن الملائكة لأنه ركن من أركان الإيمان الستة وكذا في كتب التفسير عند تفسير الآيات المتعلقة بهم ثم دواوين شروح الحديث وغيرها لكن لم يفرده أحد بتأليف مستقل يجمع فيه ما تفرق في غيره؛ فقلت كما قال الأول: «لعل ذلك فضلٌ ذَخَرَهُ اللهُ لمن يشاء من العبيد، ولا يكون في الوجود إلا ما يريد». ولكني أحجمت عن الإقدام على هذا العمل؛ لأنه أمر جلل. ولما كنت أعلم عن نفسي العجز والكسل؛ توانيت خشية التقصير والزلل ورحت ألتمس لنفسي معذرة، وأقول: فنظرة إلى ميسرة. وتمنيت أن لو قام غيري بذلك؛ إِذْ لستُ مِنْ أهلِ هاتيك المسالك ولكن شرح الله له صدري، ويَسَّرَ لي أمري؛ فخضت عُباب هذا البحر، ودفعت عن نفسي الإعياء والبُهْر[2]، حتى انتهيت وفي نفسى مزيد، فسبحان المبدي وسبحان المعيد. والإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة كما قال ![]() ![]() ![]() وفى حديث جبريل -عليه السلام- أنه سأل النبي ﷺعن الإيمان فقال: «الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِـهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ...» [3] وقد ذكرت قصة كلِّ ملَكٍ مفردة، وذكرت معها بعض ما يتعلق بها من المسائل والأحكام، تذكرةً لأولي الألباب والأفهام. ومتى كان الحديث فى الصحيحين أو أحدِهما اقتصرت فى التخريج عليه، إلا أن يكون فى لفظ غيرهما زيادةٌعليه؛ فأذكرها مع بيان ذلك. ولا أطيل في التخريج إلا إذا اقتضى الأمر ذلك. واللهَ أسأل، أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يتقبله مني بقبولٍ حسنٍ؛ إنه نعم المولي ونعم النصير. __________________________________________________ ______ [1] قلت هذا قديماً حين شرعت فى جمع مادة هذا الكتاب فى صيف عام 1997م ثم انتهيت منه فى شتاء عام2000م. وفى تلك الفترة لم أكن وقفت على أي كتاب أُفرد للحديث عن الملائكة بله قصصَها. ثم وقفت بعد أن جاوزت ثلث الكتاب، على كتاب عن الملائكة للشيخ محمد رجب بيومي. وكنت أحسب أن كتابَىْ: الحبائك فى أخبار الملائك للسيوطي والعظمة لأبى الشيخ فى عدادالمخطوطات ثم وقفت عليهما بعد ذلك فاستفدت من العظمة لأبي الشيخ دون الحبائك. [2] البُهْر: انقطاع النَّفَسِ من الإعياء، يقال: (وقع عليه البُهْرُ) وهو ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعَدْوِ من النَّهِيجِ وتتابع النَّفَسِ. [3] صحيح: رواه البخاري (50 ، 4777 ) ومسلم (9 ، 10 ) وانظر اللؤلؤ والمرجان (5) .
__________________
|
#8
|
|||
|
|||
![]() [باب] [معني كلمة ملائكة] يطلق لفظ (الملَك) على الواحد والجمع[1]: فمن إطلاق لفظ (الملَك) على المفرد قولهﷺ: «هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ...» [2] وسيأتي -إن شاء الله ![]() ومن إطلاقه على الجمع قوله ![]() ![]() ![]() وأما معنى الملك في اللغة فهو بإيجاز: القوى الشديد، أو الرسول. وسنزيد ذلك بيانا فى البحث الآتي. بحث فى كلمة مَلَك: الملائكة مختلف فى واحدها وأصلها كما يلي:(1) قال قوم: أصل مَلَك مَلْأَك على وزن مَفْعَل؛ فالهمزة عين الكلمة. والجمع ملائكة، على وزن مَفَاعِلَة. وممن ذهب إلى هذا الرأى: صاحب الكشاف، والنسفى، والجَمَل، وغيرهم. (2) وقال قوم: أصلها مَأْلَك، على وزن مَفْعَل؛ فالهمزة فاء الكلمة، ثم دخلها القلب المكاني، فأخرت الهمزة فجعلت بعد اللام، فصارت مَلْأَك، على وزن مَعْفَل، بتأخير الفاء. والجمع ملائكة، على وزن مَعافلة. وممن ذهب إلى هذا الرأى: الكسائى، وابن برى، والبغوى، والخازن، والبيضاوي، والليث، والأزهري، وجمهور أهل اللغة. وعلى كِلَا القولين، أُلْقِيَتْ حركة الهمزة (وهى الفتحة) على الساكن الصحيح قبلها (وهو اللام) ثم حذفت الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال، وحين الجمع رد إلى أصله، فقيل ملائكة، وملائك بالهمزة. (3) وقال قوم: عين الكلمة واو، وهو من لاك الشئَ يلوكُهُ: إذا أداره في فيه. فكأن صاحب الرسالة يديرها في فيه. قال المواردي: وإنما سميت الرسالة ألوكاً؛ لأنها تؤلك في الفم. والفرس يألك اللجام، ويعلكه بمعني: يمضغ الحديد بفمه.[3] وعلي هذا، فأصل كلمة ملَك مَلَاك، علي وزن مَفْعَل، ولكنه أجوف، ثم حذفت عينه (الألف) تخفيفاً؛ فيكون أصل ملائكة ملاوكة، فأبدلت الواو همزة علي غير قياس -كما أبدلت واو مصائب- فصارت ملائكة. وممن ذهب إلي هذا الرأي أبو عبيدة. وضُعِّف هذا الرأي؛ لأنه لم يشتهر لاك بمعني أرسل. (4) وقال آخرون: مَلَك فَعَل، من الملك وهو: القوة؛ أي أن الميم أصل؛ ولا حذف فيه، ولكنه جمع علي فعائلة شذوذاً. (5) وقال النضر بن شميل: لا اشتقاق للمَلَك عند العرب.[4] قلت: وأما من حيث المعنى المشتق منه الملك فقد اختلفوا أيضاً علي قولين: أحدهما: أنه من الألوكة بمعنى الرسالة. وهذا يشير إلي أن الهمزة أصلية والميم زائد. يقال: أَلَكَ بين القوم أَلْكًا وألوكاً: كان رسولاً بينهم. وتقول: أَلِكْني إليها أي: أرسلني إليها. قال الهذلي: أًلِكـْني إليها وخــير الرســـول والألوك والمألَكة والمألُكة: الرسالة. قال لبيد : ![]() ![]() وغـلام أرســـلته أمــــه وقال عدي بن زيد:![]() ![]() ![]() أبلـغ النعمـان عـني مألَـُكــاً[5] ![]() ![]() ![]() ومن رجح أنه من الألوكة قال: لأن الملائكة رسل الله إلي الناس أو كالرسل إليهم؛ فمعنى الرسالة يعم الملائكة كلهم. قالوا: أما بالنسبة إلي مُبَلِّغِ الوحيِ فظاهرٌ أن معني الرسالةِ يشمله. وأما بالنسبة إلي غيره؛ فلأنهم وسائط بين أمر الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() فهم رسل الله كافة. وذلك إذا لم يعتبر في الرسالة معرفةُ المرسَلِ إليهم الرسولَ وجهةَ رسالته، أو كالرسل إن اعتبر ذلك. أو رسل الله؛ لأنهم وسائط بين الله وبين أنبيائه: يبلغون إليهم رسالاته بالوحى، والإلهام، والرؤيا الصادقة. أو بينه وبين خلقه يوصلون إليهم آثار صنعه. أو كالرسل، في وصول آثار لطفه؛ لأن منهم الذين يستغفرون للذين آمنوا. قالوا: والتحقيق أن تحقق المعنى اللغوى في بعض الأفراد كافٍ في النقل، لاسيما في الأفراد الكثيرة. ([6]) ثانيهما- أنه من المَلْكِ[7] بمعنى القوة؛ فالهمزة زائدة، قاله ابن كيسان. وذلك لدوران (م.ل.ك) مع الشدة في مَالِك، ومَلْكٍ، ومِلْكٍ. ويقال: مَلَكَ العجينَ: إذا شدد عجنه. قال التفتازاني: وظاهر كلام صاحب الكشاف أن الهمزة زائدة، وأن اشتقاقه من ملك. ولعل التفتازاني أخذ هذا المعنى من كلامه؛ حيث شبهه بالشمائل، وهمزته زائدة. ورُدَّ ذلك بأنه قد يكون أراد الشبه الصوري (أي أن صورة الملائك مثل صورة الشمائل ومَلْأَك مثل شَمْأَل) مع قطع النظر عن زيادة الهمزة وأصالتها. قيل: الوجه أن تكون الهمزةُ زائدةً، والميم أصلياً. واشتقاقه من مَلَكَ؛ لأن الملك[8] اسم جنس يعم جميع الملائكة؛ لوجود معنى القوة والشدة في جميعهم، بخلاف معنى الألوكة فإنه لا يعم الجميع؛ لقوله تعالي: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ﴾ [الحج:75] واعتبار المعنى لترجيح تسمية الكل باسم الملك أولي وأصوَبُ، من اعتبار المعنى الخاص لبعضهم؛ إذ لو كان مرجح التسمية هذا المعنى الخاص -أي الألوكة- لما صح أن يسمي غير الرسل منهم باسم الملك؛ لعدم وجود المرجح؛ فالأولي أن يكون من ملك العجين؛ لعموم هذا المعنى بكل من يسمي باسم الملك.[9] __________________________________________________ ___ [1] فهو اسم جنس إفرادي واسم الجنس ألإفرادي هو ما يصدق علي الكثير والقليل بلفظ واحد كالماء والهواء والخل والزيت ... الخ فالماء مثلاً يطلق على النقطة الواحدة كما يطلق علي ماء البحر كله فكذلك كلمة ملك . [2] صحيح: مسلم (806) [3] تفسير المواردي : 1/ 59 . [4] انظر تفسير القرطبي ( ط. الشعب ) 1/224، والكشاف للزمخشري ( ط. الدار العالمية ) 1/71، ومفاتيح الغيب للرازي (ط. دار الغد العربي ) 1/572، تفسير الخازن ( ط. دار الفكر ) 1/44، وتفسير البغوي بحاشية الخازن 1/44، وتفسير النسفي بحاشية الخازن أيضاً ( طبعة آخري ) 1/44، وحاشية الجمل علي الجلالين (ط. عيسي الحلبي ) 1/37، وإعراب القرآن للعكبري بحاشية الجمل أيضاً ( ط . عيسي الحلبي ) 1/87- 88، وتفسير الآلوسي (إدارة الطباعة المنيرية) 1/218، وحاشية القونوي علي البيضاوي 2/4 – 5، ومعه حاشية ابن التمجيد علي البيضاوي 2/4-5، وحاشية الصاوي علي الجلالين (ط. عيسي الحلبي) 1/19، وفتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان (ط. دار الفكر العربي) 1/103. [5] مألكا: بفتح اللام وضمها [6] حاشية القونوى ( الحافظ إسماعيل بن محمد بن مصطفي القونوي ) علي القاضي البيضاوي 2/4 . [7] من باب ضرب يقال: مَلَكْتُ العجينَ مَلْكًا إذا شَدَدْتَهُ وقَوَّيْتَهُ. [8] المِلْك بكسر الميم اسم، والمَلْك بالفتح مصدر، والفعل (مَلَكَ). [9] حاشية: ابن التمجيد علي القاضي 2/5
__________________
|
#9
|
|||
|
|||
![]() = فوائد: الأولي- التاء في (ملائكة) لتأكيد معنى الجمع وليست لتأنيث اللفظ؛ وذلك لاعتبارهم التأنيث المعنوي في كل جمع حيث قالوا: كل مؤنث بتأويل الجماعة. وقيل: التاء للمبالغة: كعلامة ونسابة. وقد ورد بغير تاء في قوله: ![]() ![]() الثالثة- قد تأتي كلمة (ملك) في الشعر علي الأصل -أي مَلْأَك– كما فى قوله: فلست لإنسي ولكن لِمَلْأَكٍ الرابعة- يوحى لفظ الملائكة بالجمال. فمن ذلك: قول النسوة في شأن يوسف عليه السلام: ![]() ![]() ![]() وفى حديث جرير: «عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ»[2] قال ابن الأثير: أي أثر من الجمال؛ لأنهم أبداً يوصفون بالجمال.[3] معنى الملائكة شرعاً: مخلوقات علوية خلقهم الله ![]() وزعم بعض الفلاسفة أنها جواهر روحانية. __________________________________________ [باب] [ذكر نبذة عن آراء أهل الديانات الأخرى والفلاسفة فى الملائكة] ذكرنا قولنا نحن المسلمين فى الملائكة وأنها أجسام نورانية...الخ وقالت طائفة من النصارى: هى الأنفس الناطقة المفارقة لأبدانها الصافية الخيرة، وأما الخبيثة فشياطين. وهو مردود بما علم يقينا أن الملائكة مخلوقة قبل البشر بأزمنة متطاولة. وقال عبدة الأوثان: إنها هذه الكواكب: فالسعد منها ملائكة الرحمة، والنحس ملائكة العذاب. قالوا: الكواكب أحياء ناطقة كالإنسان، ومدبراتها هى الملائكة، كتدبير نفوسنا لأجسامنا. وقال المجوس والثنوية: الظُّلْمة: عنصر الشياطين، والنور: عنصر الملائكة. وقال الفلاسفة: هى الممدة لنفوسنا الناطقة، ونسبتها إليها كنسبة الشمس إلى ضوئها. وصرح بعضهم بأنها العقول العشرة، والنفوس الفلكية التى تحرك الأفلاك، وأنها مجردات عن المواد. والحاصل أنها غير متحيزة، ولا أجسام مركبة من المواد.[4] أقول: نعوذ بالله من الخذلان. وإنما ذكرنا هذه النبذة؛ للتنبيه على ضلال هذه الفرق، وليزداد الذين آمنوا إيمانا. والله ولى التوفيق. ___________________________________________ [1] ينسب هذا البيت لعلقمة بن عبدة وليس له ولا هو فى ديوانه، وهو من أبيات سيبويه 1: 379، وشرح شواهد الشافية: 287. ويقال: إنه لرجل من عبد القيس جاهلى يمدح النعمان، وحكى السيرافى: أنه لأبى وجزة السعدى يمدح عبد الله بن الزبير. انظر تفسير الطبرى/ شاكر / 1: 333 حاشية رقم : 2 ط. مكتبة ابن تيمية [2] صحيح : رواه البخاري في الأدب المفرد (251) وأصله في الصحيحين بدون هذه الجملة، وانظر أيضا الاستيعاب لابن عبد البر (ط.دار صادر) بحاشية الإصابة1/233. وقال الحافظ: وروى أحمد وابن حبان من طريق المغيرة بن شبل عن جرير قال: لما دنوت من المدينة أنخت ثم لبست حلتي فدخلت فرماني الناس بالحدق فقلت: هل ذكرني رسول الله ![]() ![]() [3]- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير:4/359 [4] انظر تفسير الألوسى 1/218، والجواهر فى تفسير القرآن1/56، وحاشية القونوى على القاضى البيضاوى2/5
__________________
|
#10
|
|||
|
|||
![]() [باب] [حكم الإيمان بالملائكة ومعناه وحكم منكرهم] الإيمان بالملائكة واجب إجمالا وتفصيلا: فأما الإيمان بهم إجمالاً: ففرض عين على جميع المكلفين؛ لأنه مما جاء به الرسول ![]() ومعنى الإيمان بهم إجمالا: أن تؤمن بأن لله ملائكة خلقهم لعبادته، واختصهم بوظائف يقومون بها: كالوحى، والنفخ فى الصور، وقبض الأرواح... وغير ذلك. وأن تؤمن بأسماء من ورد اسمه منهم فى القرآن، أو فى حديث متواتر، أو إجماع: كجبريل وميكائيل وصاحب الصور إسرافيل وملك الموت والحفظة والكتبة وخزنة الجنة وخزنة النار ورئيسهم مالك ... الخ وأن تعلم أنهم عباد مكرمون، لا يعصون الله ماأمرهم، ويفعلون ما يؤمرون. فمن قصر فى معرفة شئ من ذلك، فهو آثم. بخلاف من أنكر شيئا من ذلك. وأما الإيمان بهم تفصيلا: ففرض كفاية، إذا قام به بعض الأمة ممن يحصل بهم الكفاية، سقط الحرج عن الباقين، وإلا أثم الجميع. قال شارح الطحاوية: ولا ريب أنه يجب على كل أحد أن يؤمن بما جاء به الرسول ![]() ![]() ![]() ومعنى الإيمان بهم تفصيلا: أن تعرف جميع أو أكثرأسماء من ورد اسمه منهم فى الكتاب والسنة، ووظائفَهم على وجه التفصيل، وصفاتهم التي خلقوا عليها، وما يتعلق بهم من أمور. قال الشيخ ابن عثيمين- ![]() ![]() الأول- الإيمان بوجودهم. الثاني- الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل، ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالا. الثالث- الإيمان بما علمنا من صفاتهم: كصفة جبريل، فقد أخبر النبي ![]() الرابع- الإيمان بما علمنا من أعمالهم التى يقومون بها بأمر الله ![]() حكم منكرهم: فيه تفصيل: إن أنكر من هو مجمع على أنه من الملائكة كجبريل فكافر لا محالة؛ لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة. وإن أنكر من هو مختلف فيه كهاروت وماروت، لم يكفر. ________________________________________ [1] شرح الطحاوية لابن أبى العز الحنفى مع تخريج الألباني/70 [2] شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين: (90- 91) الناشر دار الإيمان- الإسكندرية.
__________________
|
#11
|
|||
|
|||
![]() [باب] [ذكر خلق الملائكة] خلق الله جل جلاله الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج([1]) من نار، وخلق آدم - عليه السلام - من طين. فعن عائشة قالت: قال رسول الله ![]() بحث فى وقت خلقهم: قد علمت أن الملائكة خلقت من النور، وقد خلق الله - ![]() وخَلَقَ النور يوم الأربعاء؛ فَخَلْقُ الملائكة متأخر عليه لا محالة. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ![]() وفى رواية أخرى التصريح بأن خلق الملائكة كان يوم الجمعة. فعن ابن عباس: أن اليهود أتت النبى ![]() ![]() قلت: خَلْقُ الملائكة سابق على خلق الجنة والنار؛ فإن الله جل جلاله لما خلقهما أرسل إليهما جبريل كما سيأتى إن شاء الله ![]() ويتلخص مما سبق، أن خلق الملائكة كان يوم الأربعاء، أو بعده. ويحتمل أن يكون فى يوم الجمعة. والله أعلم. ______________________________________ [1] المارج : اللهب المختلط بسواد النار [2] صحيح : رواه مسلم (2996) [3] صحيح : رواه مسلم (2789). وأحمد (8349). والبيهقى فى الأسماء والصفات/38-39. والنسائي فى التفسير (30) . وهذاالحديث مما انتقد على الصحيح . قال ابن كثير : وهو من غرائب الصحيح وقد علله البخاري فى التاريخ فقال : رواه بعضهم عن أبى هريرة t عن كعب الأحبار وهو الأصح (تفسير القرآن العظيم 7/109). قلت : قد أجاب العلماء عما ورد من الشبه على هذا الحديث فهو صحيح إن شاء الله. [4] ضعيف: رواه الحاكم (3997) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبى فى التلخيص فقال: أبو سعيد البقال قال ابن معين: لا يكتب حديثه. ورواه البيهقى فى الأسماء والصفات من طريق الحاكم أيضا /367- 368 وذكره ابن كثير فى التفسير 7/109 من رواية ابن جرير من طريق أبى سعيد البقال أيضا وقال: هذا الحديث فيه غرابه.
__________________
|
#12
|
|||
|
|||
![]() جهد طيب يذكر فيشكر
بارك الله فيكم على هذا الجهد المتميز |
#13
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وجزاكم الله خيرا
__________________
|
#14
|
|||
|
|||
![]() [باب] إحداها: أكابر الملائكة ورؤساؤهم. ومنهم:[أصناف الملائكة] ([1]) · جبريل وميكائيل - عليهما السلام - قال ![]() ![]() ![]() · إسرافيل صاحب الصور - عليه السلام - قال ![]() ![]() ![]() · ملك الموت - عليه السلام - قال ![]() ![]() ![]() ثانيها: حملة العرش : قال ![]() ![]() ![]() ثالثها: الحافون من حول العرش : قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() رابعها: ملائكة الجنة: قال ![]() ![]() ![]() خامسها: ملائكة النار: قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() سادسها: الموكلون ببنى آدم: قال ![]() ![]() ![]() وقال ![]() ![]() ![]() سابعها: الموكلون بأحوال هذا العالم: وهم المرادون بقوله ![]() ![]() ![]() وكل ذلك وأكثر سنفصله فيما بعد إن شاء الله ![]() _________________________________________________ [1] انظر مفاتيح الغيب:2/567 [2] البداية والنهاية 1/50
__________________
|
#15
|
|||
|
|||
![]() [باب] [أوصاف الملائكة]([1]) إحداها: أن الملائكة رسل الله ![]() قال تعالي: ﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً﴾ [فاطر : 1] وقال تعالي: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [الحج : 75] ثانيها: قربهم من الله - ![]() قال تعالي: ﴿ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [الأنبياء : 19] ثالثها: تكريم الله - ![]() قال تعالي: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ﴾ [الأنبياء: 26] وقال تعالي: ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس 15: 16] وقال تعالي: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ﴾ [الإنفطار 10 : 11] رابعها: وصف طاعاتهم، وذلك من وجوه: الأول: قوله تعالي: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:30] وقوله تعالي: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ [الصافات 165:166] والله تعالي لم يكذبهم في هذا؛ فثبت بهذا اموظبتـــهم علــــي العبادة. وقد قال تعالي: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء : 20] الثاني: مبادرتهم إلي امتثال أمر الله - سبحانه - وهو قوله تعالي: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ [الحجر:30] الثالث: أنهــم لا يفعلون شيئاً إلا بوحـــــيه - سبحانه - وهو قوله تعــــالي: ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 2] خامسها: وصف قدرتهم وذلك من وجوه: الأول: أن حملة العرش وهم ثمانية يحملون العرش والكرسي. ثم إن الكرسي الذي هو أصغر من العرش، بل هو بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة في فلاة، أعظم من جملة السموات والأرض. قال تعالي: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ [البقرة:255] الثاني: أن جبريل - عليه السلام - بلغ من قوته أنه اقتلع جبال قوم لوط وبلادهم دفعة واحدة، ورفعها حتى عنان السماء، وحتى سمع أهل السموات صياح ديكتهم، ثم قلبها. قال ابن كثير: قالوا: كان من شدة قوته أن رفع مدائن قوم لوط - وكن سبعاً - بمن فيها من الأمم، وكانوا قريباً من أربعمائة ألف، وما معهم من الدواب والحيوانات وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك. رفع ذلك كله علي طرف جناحه، حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم، وصياح ديكتهم، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها. فهذا هو شديد القوي. ([2]) الثالث: قال تعالي: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾ [الزمر : 68] فصاحب الصور يبلغ في القوة إلي حيث أنه بنفخة واحدة منه، يصعق من في السموات ومن في الارض مع عظم المسافة بين كل سماء وسماء، وسمك كل سماء، واتساعها. ثم إنه بنفخة واحدة أخري، يعودون أحياءً، فاعرف منه عظم هذه القوة. الرابع: قول ملك الجبال للنبي ﷺ: "لو أردت أن أطبق عليهم الاخشبين لفعلت..." ([3]) وسيأتى - إن شاء الله ![]() الخامس: أن منكرا ونكيراً يضربان الكافر بمرزبة لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم يقلوها. وانظر ما سيأتي عند ذكر منكر ونكير إن شاء الله تعالي. _______________________________________ [1] انظر مفاتيح الغيب:2/578 [2] البداية والنهاية: 1/45 [3] صحيح: متفق عليه انظر اللؤلؤ والمرجان ( 1173 )
__________________
|
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
من الذي أتى بعرش بلقيس في طرفة عين الجن أم الإنس أم الملائكة ؟ | محمد إمام | حلقة العلوم الشرعية | 1 | 19-05-2015 07:33 PM |
هل الملائكة تنام ؟ | عَرف العَبيرِ | حلقة العلوم الشرعية | 2 | 17-01-2012 04:15 PM |