غرور الحياة

[أحمد السيد عبد اللطيف]

غرور الحياة

هذه قصيدة نظمتها فى فضل الاحتراز من الدنيا ، و فضل العلم ، وسميتها غرور الحياة ،وددت أن ألقيها على مسامعكم ، و اتمنى أن تلقى قبولكم .

إنّ الحياة َ جميلة ٌ لكنها مثل َ السراب

تعيش عمرك هائما ً و لا تجد غيرَ التراب

إنّ الحياة َ قصيرة ٌ و عمرُها عمرُ الشهاب

يـُـضيئُ وقتــا ً هينا ً فتراهُ أصبح َ كالضباب

يا من تعيش حياتـَك َ بغير ِ هدف ٍ تبتغيه

فابحث عن العلم ِ الذي ينفعك درسه و ترتضيه

فذاك َ شئ ٌ قد بدا للناس ِ دوما ً فارتجيه

إني إليك ناصح ٌ فاسمع لنصحي و لتعيه

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

بارك الله فيك أخانا على أبياتك الجميلة ، وإليك بعض الملاحظات .

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد السيد عبد اللطيف

تعيش عمرك هائما ً و لا تجد غيرَ التراب

الأبيات على بحر ( الكامل ) .
وقد دخل زحاف ( الوقص ) في التفعيلة الأولى فصارت ( مفاعلن ) و( الوقص ) جائز في ( الكامل ) إلا أنه غير حسن ، واستقبحه الشعراء كما استقبحوا ( الخزل ) مع جوازه .
ويدل على ذلك كذلك ندرة وقوعه في الشعر العربي القديم ، مع ما فيه من الثقل الواضح .
ولو أضفت الواو في أول البيت ( وتعيش ) لتخلصت من هذا الزحاف .
ودخل ( الوقص ) كذلك في التفعيلة الأولى من الشطر الثاني ، وفيه كذلك ضرورة شعرية ، وهو تسكين الدال من ( تجد ) ، ولو قلت : ( و لا ترى ) لتخلصت من هذه الضرورة .

إنّ الحياة َ قصيرة ٌ و عمرُها عمرُ الشهاب

يـُـضيئُ وقتــا ً هينا ً فتراهُ أصبح َ كالضباب

يا من تعيش حياتـَك َ بغير ِ هدف ٍ تبتغيه

الشطر الأول : لا بد فيه من إشباع فتحة الكاف من ( حياتك ) ، ولا يستقيم الوزن إلا بالإشباع ، وفيه نظر .
الشطر الثاني : أعد صياغته ، ففيه خلل في الوزن .

فابحث عن العلم ِ الذي ينفعك درسه و ترتضيه

الشطر الثاني : أعد صياغته ، ففيه خلل في الوزن .

فذاك َ شئ ٌ قد بدا للناس ِ دوما ً فارتجيه

إني إليك ناصح ٌ فاسمع لنصحي و لتعيه

الخطاب في ( ارتجيه ) و ( لتعيه ) للمذكر ، فلا بد من حذف الياء فيهما ، وإلا صار للمؤنث .
وهل يقال : إني إليك ناصح ، أم : إني لك ناصح ؟
تنبيه : كل ما تحته خط مما سبق دخل عليه زحاف ( الوقص ) .

وجزاك الله خيرا ..

[أحمد السيد عبد اللطيف]

شكراً جزيلاً أخى العزيز أبو إبراهيم فقد أسديت لى نعم النصيحة و أوضحت لى كامل الإيضاح و بينت لى غاية البيان فلا خير فيمن يعلم إذا لم يتصدق على من لا يعلم فهذه القصيدة نظمتها فى بدء أمرى و نعومة أظفارى فرأيت أن أ ُخرجها من خِـبائِـها بعد أن أزلت الغبار عنها لكننى لم أ ُعطى نفسى المهلة الكافية لضبطها و تزويرها فألقيتها بينكم كما هى بلا تعديل و لا تزوير
فجزاك الله عنى خير الجزاء