ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة النحو والتصريف وأصولهما
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

 
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 31-05-2021, 06:51 AM
أبو عبد الله العربي أبو عبد الله العربي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2012
التخصص : نحو
النوع : ذكر
المشاركات: 365
افتراضي هل الوقف والابتداء توقيفي للشيخ جمال القرش

هل الوقف في القرآن الكريم وقف توقيفي؟
وما مصلطحات الوقف عند السلف؟
للشيخ جمال القرش

لم يثبت – فيما أعلم – نص ثبت عن النبي في يبين فيها ، كيفية الوقف على الكلام على كل آية بشكل كلي، فليس فيه شيء وارد عن جبريل ولا عن النبي ​،ولا يوجد موضع يجب الوقف عليه، كما قال ابن الجزري:
وليس في القرآن من وقف وجب .... ولا حرام غير ما له سبب
وإذا كان الأمر كذلك، فليس هناك ما يمكن الحكم عليه بأنه وقف توقيفي.
إنما يرتبط علم الوقف والابتداء ارتباطا وثيقا بعلم بالتفسير، واللغة العربية ، فالوقف أثر من أثار فهم المعنى، وعلى هذا بُنيت كتب الوقف والابتداء، وذلك يمكن أن نجد في الوقف ثلاثة آراء كاف على تقدير وتام على تقدير ولا وقف على تقدير .
وأما الوقف على رأس الأية فمختلف فيه وقد جعله بعض العلماء سنة كالبيهقي والداني وابن الجزري ، واستدلوا على لذلك بما ثبت متصل الإسناد إلى أم سلمة- ​- أَنَّهَا سُئلَتْ عَنْ قِرَاءةِ رَسُولِ اللَّهِ ​: فَقَالَتْ: « كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً ​بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ​، ​الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ​، ​الرَّحْمَنِ الرَّحِيم​، ​مَالِكِ يَوْمِ الدِّين​[1]
قال الإمام ابن الجزري- ​-:
إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْواستدلوا بلفظ (كان يقطع قراءته آية آية) .
ولم يظهر في آثار السلف ​ تك المصطلحات المتعددة مثل تام وكاف وحسن، إنما كلمات مثل عبارات مثل (مفصولة، انقطع، استأناف)، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي:
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ​أسلم من في السموات​ قال: هذه مفصولة . ​ومن في الأرض طوعا وكرها​.
وعن ابن عباس في قوله: ​والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون​ قال: هذه مفصولة ​وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ​ .
وعن أبي الضحى: ​أولئك هم الصديقون​، ثم استأنف الكلام فقال: ​والشهداء عند ربهم​.
وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: ​كل من عليها فان​ فلا تسكت حتى تقرأ: ​ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام​. أخرجه ابن أبي حاتم .
وقال الطبري: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: ​فأولى لهم​ قال: هذه وعيد، ​فأولى لهم​، ثم انقطع الكلام، فقال: ​طاعة وقول معروف​.
وعن السدي قال: هذا من الموصول والمفصول؛ قوله: ​جعلا له شركاء فيما آتاهما​ في شأن آدم وحواء، ثم قال الله: ​ف الله عما يشركون​، قال: عما يشرك المشركون، ولم يعنهما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: هذه مفصولة، أطاعاه في الولد . ​ف الله عما يشركون​ هذه لقوم محمد.

وأما الوقف اللازم فلم يكن في عهد النبوة ولا الصحابة ولا التابعين شيئا اسمه الوقف اللازم، لكن ما ورد هو العناية بفصل الكلام بعضه عن بعض حتى لا يحدث الخلط في المعاني ، فمن ذلك ما روي عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قال: جاء رجلان إلى رسول الله r فتشهد أحدهما فقال: مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا ( ) فقال رسول r : ( قُمْ أَوْ اذْهَبْ بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ ) رواه مسلم.
قال الحافظ أبو عمرو الداني -​ -: ففي هذا الخبر إيذان بكراهية القطعِ على المستبشعِ من اللفظ المتعلِّق بما يُبيِّنُ حقيقَتَه ، ويدلُّ على المراد منه ، لأنَّه ​ إنَّما أقام الخطيب لمَّا قطع على ما يقبُح ، إذ جمع بقطعه بين حال من أطاع وحالِ من عصى ، ولم يفصل بين ذلك ، وإنَّما كان ينبغي له أن يقطع على قوله: فَقَدْ رَشَدَ ، ثم يستأنف ما بعد ذلك ، ويصل كلامه إلى آخره ، فيقول: وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوى .
وإذا كانَ مِثل هذا مَكروهًا مستبشعًا في الكلام الجاري بين المخلوقين، فهو في كتاب الله ​ ، الذي هو كلام ربُّ العالمين أشدُّ كراهيةً واستبشاعًا ، وأحقُّ وأولى أن يُتجنب [1]

ومن خلال تتبع كتب الوقف والابتداء قبل الإمام السجاوندي كالإمام بن الأنباري (ت 328 هـ) وابن النحاس (ت 328 هـ) والإمام الداني (ت444 هـ) تبين أن الوقف اللازم لم يكن مسلط عليه الاهتمام مثل ما اهتم به السجاوندي وقعد له وبرر له، وذلك على ذلك أنهم لم يذكروا مصطلح الوقف اللازم، وبذلك يظهر أن أول من أطلق مصطلح الوقف اللازم هو العلامة السجاوندي-​ – (ت 560 ) في كتابه علل الوقوف، وتبعه من جاء بعده.
وقد بقيت هذه الوقوف إلى عصرنا هذا، وهي المعمول بها في المصاحف المشرقية الموجودة بين أيدنا في (مصر والمدنية والشام والمغرب).
ومن يتتبع الوقفات اللازمة في المصاحف ويجري بينها مقارنة بين مصاحف الشام ومصر والمدينة المنورة والباكستاني والمغاربة سيجد أن بين غالبها في خلاف وأن المواضع المتفق عليها قليلة مقارنة بالمختلف فيها وذلك يدل أيضا على أن اعتبارات الوقف اللازم اجتهادية فيما يغلب الظن به أنه يوهم توهم معنى غير مراد فهذا يرى التوهم والأخر لا يراه فالوقف اللازم في أصله يصنف بالتام والكافي والحسن ولكنه يزاد عليه دفع التوهم حسب التقدير

ومن الأدلة على ذلك اختلاف العلماء في مصلطح الوقف والابتداء
ومن الأمثلة على ذلك
- الوقف عند ابن الأنباري- ​- ثلاثة: ( تـام، حسـن، قـبـيـح ). [1]
فالتام عنده يقصد به (التام، والكاف)، والحسن عنده يقصد به ( الحسن والكافي).
2- عند النحاس - ​خمسة: ( تـام، كاف، حسن، صالح، قبيح ) [2]
فالتام، يرمز له بالتام، والكاف والحسن واحد، والصالح يقصد به الحسن
3- الوقف ينقسم عند الإمام الداني- ​ إلى أربعة أقسام»: « تام - وكاف - وحسن - وقبيح » أ هـ [3]. وهي نفس أقسام الإمام ابن الجزري
4- الوقف عند السجاوندي - ​- خمسة: (لازم، ورمز له بـ (مـ)، مطلق، ورمز له بـ(ط) جـائـز، ورمز له بـ (ج) مـجـوز بوجـه، ورمزه (ز) مرخـص ضـرورة، ورمزه (ص) [4]
5- الوقف عند الأنصاري - ​- ثمانية: ( تـام، حسـن كـافٍ، صـالـح، مفـهوم، جـائـز، بـيـان، قـبـيـح والبيان ) [5]

وقد اعتبرالعلماء أن الوقف والابتداء بحر لا يدرك ساحله
قال الدكتور عبد العزيز القاري في التقرير العلمي لمصحف المدينة المنورة أن الوقف والابتداء بحرٌ لا يدرك ساحله، ولا يوصل إلى غوره، وإنَّ اللجنة بذلَتْ جهدها قدر الوسع والطاقة، وحرَّرتْ ما أمكن لها تحريره من الوقف دون أن تدعي حصر ذلك ولا بلوغ الكمال فيه، إذ بقي فيه مجال لأهل العلم ممن أوتي حظًا من العلوم التي ذكرها ابن مجاهد، أن يتكلم فيه اهـ التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية: 1405هـ ص: 49.

وكل ما ذكر يدل على أن هذه العلم يغلب كما يظهر عليه الطابع الاجتهادي والبحثي حسب الأدلة والترجيح خاصة في مجال التفسير واللغة وهذا هو شأن العلماء عبر العصور كل يدلي بدلوه حسب ما توصل إليه من أدله وقراءن وشواهد
والله أعلى وأعلم
وكتبه جمال بن إبراهيم القرش
[1] رواه أبو داود/4001، والترمذي/2927.وصححه الألباني في الإرواء (2/60)
[1] إيضاح الوقف والابتداء: ص: 149.
[2] القطع: ص: 19.
[3] المكتفى: ص: 57.
[4] علل الوقوف: 1/62.
[5] المقصد للأنصاري: ص: 18.
[1] انظر: المكتفى: 133 .
مقتضفات من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش​​
منازعة مع اقتباس
 


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
مختارات من كتاب ( مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ) - جمال القرش أبو عبد الله العربي حلقة النحو والتصريف وأصولهما 31 17-06-2023 02:17 AM
حمل سلسلة دراسة الوقف والابتداء للشيخ جمال القرش أبو عبد الله العربي حلقة العلوم الشرعية 7 21-08-2022 04:45 AM
مشكل الوقف والابتداء للشيخ جمال القرش أبو عبد الله العربي حلقة النحو والتصريف وأصولهما 0 07-08-2016 11:13 AM
سلسلة من اللقاءات والصوتيات في الوقف والابتداء للشيخ جمال القرش أبو عبد الله العربي المكتبة الصوتية 0 08-01-2016 07:15 AM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 03:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ