|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
من مواعظ شيخ الإسلام : موعظة في الصبر
موعِظـةٌ فـي الصَّبـر قال شيخُ الإسلام في قولِه -تَعالى-: وجزاهُم بِما صَبرُوا جنَّةً وحريرًا [الإنسان: 12]:لما كان في الصبر من حبس النَّفس، والخُشونة التي تَلحق الظاهر والباطِن -من التَّعب والنَّصب والحرارة- ما فيه؛ كان الجزاء عليه بالجنَّة التي فيها السَّعة والحرير الذي فيه اللين والنُّعومة، والاتِّكاء الذي يتضمَّن الرَّاحة، والظِّلال المُنافِية للحر. وقال --: فاصبِر لِحُكمِ ربِّكَ، وقال: واذكُرِ اسمَ ربِّك [الإنسان: 24-25]:لما كان لا سبيل إلى الصَّبر إلا بتعويض القلبِ بشيءٍ هو أحب إليه مِن فوات ما يصبِر على فَوتِه؛ أمرَه بأن يَذكُر ربَّه -سُبحانه- بُكرةً وأصيلًا؛ فإن ذِكره أعظم العَون على تحمُّل مشاقِّ الصَّبر، وأن يَصبر لربِّه بالليل، فيكون قيامه بالليل عونًا على ما هو بِصدده بالنَّهار، ومادة لقوَّته -ظاهرًا وباطنًا-، ولنعيمه -عاجلًا وآجلًا-. وقال --: واستعينُوا بالصَّبر والصَّلاةِ [البقرة: 45]. وأصل ذلك: المحافظة على الصَّلوات بالقلب والبدن، والإحسان إلى النَّاس بالنَّفع والمال -الذي هو الزَّكاة-، والصَّبر على أذى الخلْق وغيره من النَّوائب. فبالقيام بالصلاة والزَّكاة والصَّبر يصلح حال الرَّاعي والرَّعية، وإذا عرف الإنسان ما يدخل في هذه الأسماء الجامعة: عرف ما يدخل في الصَّلاة مِن ذِكر الله --، ودُعائه، وتلاوة كتابِه، وإخلاص الدِّين له، والتَّوكُّل عليه. وفي الزَّكاة من الإحسان إلى الخَلق بالمال والنَّفع؛ من نصر المظلوم، وإغاثة الملهوف، وقضاء حاجة المُحتاج. وفي "الصحيح": عن النَّبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- قال: «كُلُّ مَعروفٍ صدَقةٌ»؛ فيدخل فيه كلُّ إحسانٍ؛ ولو بِبسطِ الوجهِ والكلمة الطيِّبة... وفي الصَّبر: احتِمال الأذى، وكظم الغَيظ، والعفو عن النّاس، ومُخالفة الهوى، وتَرك الأشر والبَطر؛ كما قال --: ولئنْ أذَقَنا الإنسانَ مِنَّا رحمةً ثُمَّ نزعناها منْهُ إِنَّه لَيؤوسٌ كَفورٌ - ولئنْ أذقْناهُ نَعماءَ بعدَ ضرَّاء مسَّتْهُ لَيقولَنَّ ذهبَ السَّيِّئاتُ عنِّي إنَّه لَفَرِحٌ فَخورٌ - إلا الَّذين صَبروا وعمِلوا الصَّالِحات [سورة هود: 9-11]. وقال الحسَن البصري: إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ مِن بُطنان العَرش: ألا ليَقُم مَن أجرُه على الله، فلا يقوم إلا مَن عفا وأصلح. يتبع إن شاء الله ________________ نقلًا من: (الهديَّة في مواعظِ الإمامِ ابنِ تيميَّة)، لجامِعه: عادل بن فتحي رياض، مكتبة البلاغ-دبي، الطبعة الأولى: 1418-1998، (ص88-95). |
#2
|
|||
|
|||
مجلس في «الصَّبرِ الجميلِ» والصَّبر الجميلُ: صبرٌ بِلا شَكوَى. قال يعقوب -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: إنَّما أشكُو بَثِّي وحُزْنِي إِلى اللهِ [يوسف: 86] مع قولِه: فصَبرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُستَعانُ عَلى مَا تَصِفونَ [يوسف: 18]؛ فالشَّكوى إلى اللهِ لا تُنافي الصَّبرَ الجميل. ويُروَى عن مُوسى -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أنَّه كان يَقولُ: (اللهم! لك الحمدُ، وإليكَ المُشتَكَى، وأنتَ المُستعان، وبك المُستغاثُ وعليك التكلان)... وكان عمرُ بن الخطَّاب -رضيَ اللهُ عنهُ- يقرأُ في صلاةِ الفجرِ: إنَّما أشكُو بَثِّي وحُزْنِي إِلى اللهِ [يوسف: 86] ويبكي حتى يُسمَع نشيجُه مِن آخر الصُّفوف؛ بخلاف الشَّكوى إلى المخلوق. قُرئ على الإمامِ أحمدَ في مرضِ موتِه: أنَّ طاووسًا كرِه أَنينَ المريض، وقال: إنَّه شَكوى. فما أنَّ حتى مات. وذلك: أنَّ المشتكِي؛ طالبٌ بِلسانِ الحال إمَّا إزالةَ ما يَضرُّه، أو حصول ما ينفعه، والعبدُ مأمورٌ أن يسأل ربَّه دون خلقِه؛ كما قال -تَعالى-: فإِذَا فَرَغتَ فانْصَبْ - وإِلى ربِّكَ فَارْغَبْ [الشرح: 6-7]، وقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لابنِ عبَّاسٍ: «إذا سألتَ؛ فاسأَلِ اللهَ، وإذَا استَعنتَ؛ فاستعِنْ باللهِ». ولا بُدَّ للإنسانِ مِن شيئَين: طاعته؛ بفِعل المأمور، وتركِ المحظور، وصبرِه على ما يُصيبُه من القضاء المقدور؛ فالأول: هو التَّقوى، و الثَّاني: هو الصَّبر. يتبع إن شاء الله |
#3
|
|||
|
|||
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تبذلون من وقت وجهد لتقديم الخير للناس، وأشكرك على حسن اختيارك للأحاديث النافعة.
رحم الله شيخ الإسلام من إمام هدى وسُنة. |
#4
|
|||
|
|||
مجلس في «الصَّبرِ والشُّكرِ» الصَّبر والشُّكرُ على ما يُقدِّرهُ الرَّبُّ على عبدِه من السَّرَّاء والضَّرَّاء، مِن النِّعم والمصائب، مِن الحَسنات التي يبلوه بها، والسَّيئات؛ فعليهِ أن يتلقَّى المصائبَ بالصَّبر، والنِّعمَ بالشُّكر. |
#5
|
|||
|
|||
مجلس في «الصَّبر وأنواعه» الصبر عن المحرَّمات واجب وإن كانت النَّفس تشتهيها وتهواها. قال -تَعالى-: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حتَّى يُغنِيَهمُ اللهُ مِن فَضلِهِ [النور: 33]، والاستعفاف: هو تركُ المنهي عنه؛ كما في الحديثِ الصَّحيح عن أبي سعيدٍ الخدري عن النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه قال: «مَن يستعفِف؛ يُعفَّه الله، ومَن يستغنِ يُغنِه اللهُ، ومَن يتصبَّر؛ يُصبِّرهُ اللهُ، وما أُعطِي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصَّبرِ». فالمستغني: لا يَستشرفُ بِقلبِه، والمستعْفِف: هو الذي لا يَسألُ النَّاسَ بِلسانِه، والمُتصبِّر: هو الذي لا يتكلَّف الصَّبر. فأخبر أنَّه مَن يتصبَّر؛ يُصبِّره الله. وهذا كأنَّه في سياق الصبر على الفاقةِ؛ بأنْ يصبِر على مَرارةِ الحاجةِ؛ لا يجزع مما ابتُليَ به مِن الفقر، وهو الصَّبر في البأساءِ والضَّرَّاء، قال -تَعالى-: وَالصَّابِرينَ في البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ [البقرة: 177]. والضَّرَّاء: المرض، وهو الصبر على ما ابتُلي به مِن حاجةٍ ومرضٍ وخوفٍ، والصَّبر على ما ابتُلي به باختِيارِه كالجِهاد؛ فإن الصَّبر عليه أفضل من الصَّبر على المرض الذي يُبتلَى به بغيرِ اختِيارِه؛ ولذلك: إذا ابتُلي بالعنت في الجهاد؛ فالصبر على ذلك أفضل من الصبرِ عليه في بلدِه؛ لأن هذا الصبرَ من تمام الجِهاد، وكذلك لو ابتُلي في الجهادِ بِفاقةٍ أو مرضٍ حصل بسببِه؛ كان الصبرُ عليه أفضل، كما قد بسط هذا في مواضع. وكذلك ما يُؤذَى الإنسانُ به في فِعله للطَّاعات كالصَّلاةِ والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر وطلب العِلم من المصائب؛ فصبرُه عليها أفضل من صبرِه على ما ابتُلي به بدون ذلك. وكذلك إذا دعتْه نفسُه إلى محرَّماتٍ -مِن رئاسةٍ، وأخذ مالٍ، وفعل فاحشةٍ-؛ كان صبرُه عنه أفضل من صبرِه على ما هو دون ذلك؛ فإنَّ أعمالَ البِرِّ كلَّما عظمت؛ كان الصبرُ عليها أعظم مما دونهما. فإن في العلم والإمارةِ والجهادِ والأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكر والصَّلاة والحجِّ والصَّوم والزَّكاة من الفتن النَّفسيَّة وغيرها ما ليس في غيرِها، ويعرض في ذلك ميل النَّفس إلى الرئاسة والمال والصُّوَر، فإذا كان النَّفس غير قادرةٍ على ذلك؛ لم تطمع فيه كما تطمع في القدرة؛ فإنها مع القدرةِ تطلب تلك الأمورَ المحرَّمة بخلاف حالها بدون القدرة؛ فإن الصبرَ مع القدرة جهادٌ؛ بل هو مِن أفضل الجِهاد وأكمل مِن ثلاثة وُجوه: أحدها: أن الصبر عن المحرَّمات أفضل من الصبر على المصائب. الثَّاني: أن تركَ المحرَّمات مع القدرة عليها وطلب النفس لها أفضل مِن تركِها بدون ذلك. الثَّالث: أن طلب النَّفس لها إذا كان بسببِ أمرٍ ديني؛ كمَن خرج لصلاةٍ أو طلب علمٍ أو جهادٍ فابتُلي بما يميل إليه من ذلكَن خرج لصلاةٍ أو طلب علمٍ أو جهادٍ فابتُلي بما يميل إليه من ذلك؛ فإن صبره عن ذلك يتضمَّن فِعل المأمور، وترك المحظور، بخلاف ما إذا مالت نفسُه إلى ذلك بدون عملٍ صالح. ولهذا: كان يونس بن عُبيد يوصي بثلاثٍ؛ يقول: لا تدخل على سُلطانٍ وإن قلتَ: آمرهُ بطاعةِ الله، ولا تدخل على امرأةٍ وإن قلتَ: أعلمُها كتابَ الله، ولا تُصغِ أذنك إلى صاحبِ بدعة وإن قلت: أرد عليه. فأمرُ بالاحتِراز من أسباب الفتنة؛ فإن الإنسان إذا تعرَّض لذلك؛ فقد يفتتن، ولا يسلم. يتبع إن شاء الله |
#6
|
|||
|
|||
مجلس في «الابتِلاء بالمَصائِب» ما يصيب المؤمنَ في الدُّنيا من المصائبِ؛ هي بمنزلةِ ما تُصيب الجسم من الألم يصحُّ بها الجسمُ وتزولُ أخلاطُه الفاسدة، كما قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «ما يُصيبُ المؤمنَ مِن وصبٍ ولا نصَبٍ ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا غمٍّ ولا أذًى حتى الشَّوكة يُشاكُها؛ إلا كفَّر اللهُ بها خطاياهُ»، وذلك تحقيقٌ لقولِه: مَن يعمل سوءًا يُجْزَ بِهِ [النِّساء: 123]. |
#7
|
|||
|
|||
|
#8
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ يا أم محمد
كنتُ أبحث عن شيء عن الصبر فوقعتُ على موضوعكِ هذا فأفادني كثيرًا جزاكِ الله خيرًا ونفع بما نقلتِ |
#9
|
|||
|
|||
وفيك بارك الله.
ومن هنا أبيات رائعة في الحث على ( الصبر ) .. |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
موعظة العلماء بالشعر | أم محمد | حلقة العلوم الشرعية | 5 | 12-09-2012 10:35 PM |
مقامات الزمخشري ( مواعظ ونصائح ) | زاهر | حلقة الأدب والأخبار | 10 | 04-03-2011 10:09 AM |
ولهذا جعل الصلاة نورًا ، وجعل الصبر ضياءً ! | الأسلمية | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 10 | 02-01-2010 04:47 AM |