مع شرح ابن عقيل ٣

[منيب ربيع]

تنوين ترك الترنم .
يذكر النحاة للتنوين أنواعا مختلفة منها ما يختص بالاسم، ومنها ما لا يختص به، بل يلحقه ويلحق غيره، كالتنوين الذي يلحق القوافي المطلقة بحرف علة في نحو قول الشاعر:
أقلِّي اللوم عاذل والعتابنْ
وقولي إن أصبت لقد أصابنْ
فالأصل (والعتابا) و(أصابا)، وقد مثل ابن عقيل بهذا البيت ثم قال ـ كما في بعض النسخ ـ : "فجيء بالتنوين بدلا من الألف ؛ لأجل الترنم" .
ويُفْهم من هذه العبارة أن الترنم قد حصل بالتنوين ، والصحيح خلاف ذلك؛ لأن الترنم هو: " مدُّ الصوت بمدة تُجانس الرويّ" ، فهذه النون ــ التي تُسمى تنوينا مجازا ــ قد قطعت مدَّ الصوت فأدت إلى ترك الترنم، لا إلى الترنم .
ويشهد لذلك قول سيبويه ــ ــ وهو الذي سمع من العرب : " إذا ترنموا فإنهم يُلحقون الألف والياء والواو .... [و]لما لم يريدوا الترنم أبدلوا مكان المدة نونا" . (الكتاب 4/ 204 – 207) .
وقد جاء في نسخ أخرى من شرح ابن عقيل : (لترك الترنم) وهو الصحيح إن شاء الله، إلا أن يُقال: إنه على حذف المضاف. والله أعلم .